فصل: (تابع: حرف القاف)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف القاف‏]‏

رتق‏:‏ الرَّتْقُ‏:‏ ضدّ الفَتْق‏.‏ ابن سيده‏:‏ الرَّتْقُ إِلحام الفَتْق وإِصلاحُه‏.‏ رَتَقَه يَرْتُقُه ويَرْتِقُه رَتْقاً فارْتَتَق أَي التأَم‏.‏ يقال‏:‏

رَتَقْنا فَتْقَهم حتى ارْتَتَق *** والرَّتْق‏:‏ المَرْتوق‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ أَوَلم يرَ الذين كفروا أَن السماواتِ والأَرضَ كانتا رَتْقاً ففتَقْناهما؛ قال بعض المفسرين‏:‏ كانت السموات رتْقاً لا ينزل منها رَجْع، وكانت الأَرض رتْقاً ليس فيها صَدْع ففتقهما الله تعالى بالماء والنبات رِزْقاً للعباد‏.‏

قال الفراء‏:‏ فُتِقت السماء بالقَطر والأَرض بالنبْت، قال‏:‏ وقال كانتا رتقاً ولم يقل رَتْقَيْنِ لأَنه أُخذ من الفعل، وقال الزجاج‏:‏ قيل رتقاً لأن الرتق مصدر؛ المعنى كانتا ذواتي رَتْق فجعلتا ذواتي فَتْق‏.‏

وروى عكرمة عن ابن عباس أَنه سئل عن الليل‏:‏ هل كان قبل النهار‏؟‏ فتلا أَن السماوات والأَرضَ كانتا رَتْقاً، قال‏:‏ والرَّتْق الظُّلمة‏.‏ وروى أَيضاً عن ابن عباس قال‏:‏ خلق الله الليل قبل النهار، وقرأَ‏:‏ كانتا رتقاً ففتقْناهما، قال‏:‏ هل كان إِلاَّ ظُلَّة أَو ظُلْمة‏؟‏ والراتق‏:‏ المُلْتَئم من السحاب؛ وبه فسر أَبو حنيفة قول أَبي ذؤيب‏:‏

يُضِيء سَناه راتِقٌ مُتَكشِّفٌ *** أَغرُّ، كمِصْباحِ اليَهُود أَجُوجُ

ويروى‏:‏ دَلوج أَي يَدْلُج بالماء‏.‏ والرَّتَق، بالتحريك‏:‏ مصدر قولك

رَتِقَت المرأَة رَتَقاً، وهي رَتْقاء بيِّنة الرَّتَقِ‏:‏ التصق خِتانُها فلم تُنَل لارْتِتاق ذلك الموضع منها، فهي لا يُستطاع جِماعها‏.‏ أبو الهيثم‏:‏

الرَّتْقاء المرأَة المُنضَمّة الفرج التي لا يكاد الذكر يجوز فرجَها

لشدَّة انضمامه‏.‏ وفرجٌ أَرْتَقُ‏:‏ ملتزِق، وقد يكون الرتَقُ في الإِبل‏.‏

والرِّتاقُ‏:‏ ثوبان يُرْتَقانِ بحواشيهما؛ قال‏:‏

جارِية بَيْضاء في رِتاقِ، تُدِيرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِي

والرُّتْقُ والرَّتَقُ‏:‏ خَلَلُ ما بين الأَصابع‏.‏

رحق‏:‏ الرَّحِيقُ‏:‏ من أَسماء الخمر معروف؛ قال ابن سيده‏:‏ وهو من أَعْتَقِها وأَفضَلها، وقيل‏:‏ الرَّحِيقُ صَفُوة الخمر‏.‏ وقال الزجاج في قوله

تعالى‏:‏ من رَحِيق مختوم، قال‏:‏ الرَّحِيق الشراب الذي لا غِشّ فيه، وقيل‏:‏

الرَّحِيقُ السَّهل من الخمر‏.‏ والرَّحِيقُ والرُّحاقُ‏:‏ الصافي ولا فعل له‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ من أَسماء الخمر الرحيقُ والرّاحُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَيُّما

مؤمِنٍ سقَى مؤمناً على ظَمَإٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المَخْتوم؛ الرحيقُ‏:‏ من أَسماء الخمر يريد خمر الجنة، والمختومُ‏:‏ المَصُونُ الذي لم يُبتذَل لأَجل خِتامه‏.‏

ردق‏:‏ الرَّدَقُ‏:‏ لغة في الرَّدَج، وهو عِقيُ الجَدْي، كما أن الشَّيْرَق لغة في الشيْرَج؛ وقد روي هذا البيت‏:‏

لها رَدَقٌ في بَيْتِها تسْتَعِدُّه، إِذا جاءها يَوماً من الناسِ خاطِبُ

والمعروف رَدَجٌ‏.‏

ررق‏:‏ ابن بري‏:‏ الرَّيْرَقُ عنب الثَّعْلب‏.‏

رزق‏:‏ الرازقُ والرّزَّاقُ‏:‏ في صفة الله تعالى لأَنه يَرزُُق الخلق

أَجمعين، وهو الذي خلق الأَرْزاق وأَعطى الخلائق أَرزاقها وأَوصَلها إليهم، وفَعّال من أَبنية المُبالغة‏.‏ والرِّزْقُ‏:‏ معروف‏.‏ والأَرزاقُ نوعانِ‏:‏ ظاهرة

للأَبدان كالأَقْوات، وباطنة للقلوب والنُّفوس كالمَعارِف والعلوم؛ قال الله تعالى‏:‏ وما من دابّة في الأَرض إِلا على الله رزقها‏.‏ وأَرزاقُ بني

آدم مكتوبة مُقدَّرة لهم، وهي واصلة إِليهم‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ما أُرِيد

منهم من رِزق وما أُريد أَن يُطعمون؛ يقول‏:‏ بل أَنا رازقهم ما خلقتهم إِلا

ليَعبدون‏.‏ وقال تعالى‏:‏ إِن الله هو الرزَّاق ذو القُوَّةِ المَتِينُ‏.‏

يقال‏:‏ رَزَقَ الخلقَ رَزْقاً ورِزْقاً، فالرَّزق بفتح الراء، هو المصدر

الحقيقي، والرِّزْقُ الاسم؛ ويجوز أَن يوضع موضع المصدر‏.‏ ورزَقه الله يرزُقه رِزقاً حسناً‏:‏ نعَشَه‏.‏ والرَّزْقُ، على لفظ المصدر‏:‏ ما رَزقه إِيّاه، والجمع أَرزاق‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رِزقاً

من السماوات والأَرض شيئاً؛ قيل‏:‏ رزقاً ههنا مصدر فقوله شيئاً على هذا

منصوب برزقاً، وقيل‏:‏ بل هو اسم فشيئاً على هذا بدل من قوله رزقاً‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن الله تعالى يَبعث

المَلَك إلى كل مَن اشتملت عليه رَحِم أُمه فيقول له‏:‏ اكتب رِزْقَه وأَجلَه

وعملَه وشقي أَو سعيد، فيُختم له على ذلك‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وجد عندها رِزقاً؛ قيل‏:‏ هو عنب في غير حينه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وأَعْتدْنا لها رِزقاً كريماً؛ قال

الزجاج‏:‏ روي أَنه رِزق الجنة؛ قال أَبو الحسن‏:‏ وأَرى كرامته بَقاءه

وسَلامته مما يَلحَق أَرزاقَ الدنيا‏.‏ وقوله تعالى؛ والنخلَ باسِقاتٍ لها

طَلْعٌ نضِيد رزقاً للعباد؛ انتصاب رِزقاً على وجهين‏:‏ أَحدهما على معنى

رَزقْناهم رزقاً لأَن إِنْباتَه هذه الأَشياء رِزق، ويجوز أَن يكون مفعولاً

له؛ المعنى فأَنبتنا هذه الأَشياء للرِّزْق‏.‏

وارْتَزقَه واسْتَرْزقَه‏:‏ طلب منه الرِّزق‏.‏ ورجل مَرْزُوق أَي مجْدود؛ وقول لبيد‏:‏

رُزِقَتْ مَرابِيعَ النُّجومِ وصابَها

وَدْقُ الرّواعِدِ‏:‏ جَوْدُها فَرِهامُها

جعل الرِّزْق مطراً لأَن الرِّزْق عنه يكون‏.‏ والرِّزْقُ‏:‏ ما يُنْتَفعُ

به، والجمع الأَرْزاق‏.‏ والرَّزق‏:‏ العَطاء وهو مصدر قولك رَزَقه الله؛ قال

ابن بري‏:‏ شاهده قول عُوَيْفِ القَوافي في عمر بن عبد العزيز‏:‏

سُمِّيتَ بالفارُوقِِ، فافْرُقْ فَرْقَه، وارْزُقْ عِيالَ المسلمِينَ رَزْقَه

وفيه حذف مضاف تقديره سميت باسم الفارُوق، والاسم هو عُمر، والفارُوقُ

هو المسمى، وقد يسمى المطر رزقاً، وذلك قوله تعالى‏:‏ وما أَنزل الله من السماء من رِزق فأَحيا به الأَرض بعد موتها‏.‏ وقال تعالى‏:‏ وفي السماء

رِزْقُكم وما تُوعدون؛ قال مجاهد‏:‏ هو المطر وهذا اتساع في اللغة كما يقال التمر

في قَعْر القَلِيب يعني به سَقْيَ النخل‏.‏ وأَرزاقُ الجند‏:‏ أَطماعُهم، وقد

ارْتَزقُوا‏.‏ والرَّزقة، بالفتح‏:‏ المرة الواحدة، والجمع الرَّزَقاتُ، وهي

أَطماع الجند‏.‏ وارْتزقَ الجُندُ‏:‏ أَخذوا أَرْزاقَهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

وتجعلون رِزْقَكم أَنكم تكذِّبون، أَي شُكْرَ رزقكم مثل قولهم‏:‏ مُطِرنا

بنَوْءِ الثُّريا، وهو كقوله‏:‏ واسأَل القرية، يعني أهلها‏.‏ ورَزَقَ الأَميرُ

جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقاً، ويقال‏:‏ رُزِق الجندُ رَزْقة واحدة لا غير، ورُزِقوا رَزْقتين أَي مرتين‏.‏

ابن بري‏:‏ ويقال لتَيْس بني حِمّانَ أَبو مَرْزُوقٍ؛ قال الراجز‏:‏

أَعْدَدْت للجارِ وللرَّفِيقِ، والضَّيْفِ والصاحِبِ والصَّدِيقِ

ولِلْعِيالِ الدَّرْدقِ اللُّصُوقِ، حَمْراء مِنْ نَسْلِ أَبي مَرْزُوقِ

تَمْسَحُ خَدَّ الحالِبِ الرَّفِيقِ، بِلَبنِ المَسِّ قَلِيلِ الرِّيقِ

ورواه ابن الأعرابي‏:‏

حَمْراء من مَعْزِ أَبي مرزوق

والرَّوازِِقُ‏:‏ الجَوارِحُ من الكلاب والطير، ورَزق الطائرُ فرْخَه

يَرْزُقه رَزْقاً كذلك؛ قال الأَعشى‏:‏

وكأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بِشَخْصها

عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها

والرَّازِقِيّةُ والرّازِقِيُّ‏:‏ ثِياب كتَّانٍ بيض، وقيل‏:‏ كل ثوب رقيق

رازِقيٌّ، وقيل‏:‏ الرازِقيُّ الكتَّان نفسه؛ قال لبيد يصف ظُروف الخمر‏:‏

لها غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ

بأَيْمانِ عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا

أَي يَخْدمُون الأَقْيال؛ وأَنشد ابن بري لعَوْفِِ بن الخَرِعِ‏:‏

كأَنَّ الظِّباء بِها والنِّعا

جَ يُكْسَيْنَ، من رازِقِيٍّ، شِعارا

وفي حديث الجَوْنِيّةِ التي أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوَّجها قال‏:‏ اكْسُها رازِقِيَّيْنِ، وفي رواية‏:‏ رازقيّتَين؛ هي ثياب كتان

بيض‏.‏ والرَّازِقِيّ‏:‏ الضَّعيفُ من كل شيءٍ، والرازقيُّ‏:‏ ضرب من عنب الطائف

أَبيض طويل الحبّ‏.‏ التهذيب‏:‏ العِنب الرازِقِيُّ هو المُلاحِيُّ‏.‏

ورُزَيْقٌ‏:‏ اسم‏.‏

رزتق‏:‏ اللحياني‏:‏ الرُّزْتاقُ والرُّسْتاقُ واحد‏.‏

رزدق‏:‏ الرُّزْداقُ‏:‏ لغة في الرُّسْداقِ، تعريب الرُّسْتاق، وسيأتي ذكره، ولا تقل رُستاق؛ وكان الليث يقول للذي يقول له الناس الرَّسْتقُ، وهو الصفّ‏:‏ رَزْدَقٌ، وهو دخيل‏.‏ الجوهري‏:‏ الرَّزْدقُ السَّطْر من النخل

والصَّفُّ من الناسِ، وهو مُعرّب، وأَصله بالفارسية «رَسْتَهْ»، قال

رؤبة‏:‏والعِيسُ يَحْذَرْنَ السِّياطَ المُشَّقَا

ضَوابِعاً نَرْمي بِهِنَّ الرَّزْدَقا

رستق‏:‏ اللحياني‏:‏ الرُّزتاق والرُّستاق واحد، فارسي معرب، أَلحقوه

بقُرْطاس‏.‏ ويقال‏:‏ رُزْداق ورُستاق، والجمع الرَّساتِيقُ وهي السواد؛ وقال ابن مَيّادةَ‏:‏

تقولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرّاقْ‏:‏

هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

قال ابن السكيت‏:‏ رُسداق ورُزداق، ولا تقل رُستاق‏.‏

رسدق‏:‏ الرُّسْداق والرُّزْداق، فارسي‏:‏ بيوت مجتمعة، ولا تقل رستاق‏.‏ وكان

الليث يقول للذي يقول له الناس الرَّسْتق، وهو الصف‏:‏ رَزْدَق، وهو دخيل‏.‏

رشق‏:‏ الرَّشْق‏:‏ الرَّمْيُ؛ وقد رَشَقَهم بالسًهم والنَّبْل يرشُقُهم

رَشقاً‏:‏ رَماهم، وكلُّ شَوْط ووجْهٍ من ذلك رِشْق‏.‏ والرِّشْقُ، بالكسر‏:‏

الاسم، وهو الوجه من الرمي‏.‏ التهذيب‏:‏ الرَّشْق والخَزْقُ بالرمي، قال‏:‏ وإذا

رَمى أَهلُ النِّضال ما معهم من السِّهام كلها ثم عادوا فكلُّ شوْط من ذلك

رِشْقٌ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الرِّشْقُ الوَجْهُ من الرَّمْي إِذا رمَوْا

بأَجْمعهم وجْهاً بجميع سِهامهم في جهة واحدة قالوا‏:‏ رمَيْنا رِشْقاً واحداً، ورموا رِشْقاً واحداً أَو على رشقٍ واحد أَي وجهاً واحداً بجميع سِهامهم؛ قال أَبو زُبَيْد‏:‏

كلَّ يَوْمٍ تَرْمِيهِ منها بِرِشْقٍ، فَمُصِيبٌ أَو صافَ غيرَ بَعِيدِ

والرَّشْقُ‏:‏ المصدر، يقال‏:‏ رَشقْت رشقاً‏.‏ وفي حديث حسّان‏:‏ قال له النبي صلى الله عليه وسلم في هِجائه للمشركين‏:‏ لهُو أَشدُّ عليهم من رَشْقِ

النَّبْلِ؛ الرشْق‏:‏ مصدر رشَقه يرشقه رَشْقاً إِذا رَماه بالسِّهام؛ ومنه

حديث سلَمَة‏:‏ فأَلْحَقُ رَجلاً فأَرْشُقُه بسَهم؛ ومنه الحديث‏:‏ فرشَقُوهم

رَشْقاً، ويجوز أَن يكون ههنا بالكسر، وهو الوجه من الرمي‏.‏ والرِّشْقُ

أَيضاً‏:‏ أَن يرمي الرامي بالسِّهام كلها، ويُجمع على أَرشاق؛ ومنه حديث

فَضالَة‏:‏ أَنه كان يخرج فيَرمِي الأَرْشاق‏.‏ ويقال للقَوْس‏:‏ ما أَرْشَقَها

أَي ما أَخفَّها وأَسرَع سهمَها‏.‏ ورشَقَهم بِنظْرة‏:‏ رَماهم‏.‏ والإِرْشاقُ‏:‏

إحدادُ النظر؛ وأَرشَقَتِ المرأَة والمَهاةُ؛ قال القطامي‏:‏

ولقد يَرُوقُ قُلوبَهُنَّ تَكلُّمِي، ويَرُوعُني مُقَلُ الصُّوارِ المُرْشِقِ

أَبو عبيد‏:‏ أَرْشقْتُ إِليه النَّظَر إِذا أَحْدَدْته‏.‏ ورَشقْت القوم

ببصري وأَرشقْت أَي طمَحْت ببصري فنظرت‏.‏ والمُرْشِق من الظباء‏:‏ التي

تَمُدُّ عنقَها وتنظر فهي أَحسن ما تكون‏.‏ والمُرْشِق من النساء والظباء‏:‏ التي

معها ولدها؛ وقيل‏:‏ الإِرْشاقُ امْتدادُ أَعناقها وانتصابُها‏.‏ وأَرْشقَت

الظبْيةُ أَي مدَّت عُنقها، ولا يقال للبقر مُرشِقات لِقصَر أَعناقِهن؛ قال

أَبو دُواد‏:‏

ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عمِّ

المُرْشِقاتِ لها بَصابِصْ

أَراد ذَعرتُ بَقَر الوحْش بناتِ عمّ الظباء، والبَصابِصُ‏:‏ حركاتُ

الأَذناب، وبَصْبَصَ‏:‏ حرّك ذنَبَه؛ قال المُسيَّب بن عَلَس‏:‏

وكأَنَّ غِزْلانَ الصَّرِيمة، إِذْ

مَتَعَ النهارُ وأَرْشَقَ الحَدَقُ

وجِيدٌ أَرشَقُ‏:‏ منتصِب؛ قال رُؤبة‏:‏

بِمُقْلَتَيْ رِئمٍ وجِيدٍ أَرْشقا

والرِّشْق والرَّشْقُ، لغتان‏:‏ صوت القلم إِذا كُتب به‏.‏ وفي حديث موسى، عليه السلام، قال‏:‏ كأَني برَشْقِ القلم في مسامِعي حين جَرى على الأَلواح

بكَتْبه التوراةَ‏.‏

والمُرْشِقُ والرَّشِيقُ من الغِلمان والجَواري‏:‏ الخَفِيفُ الحسنُ

القَدّ اللَّطِيفةُ، وقد رَشُق، بالضم، رَشاقة‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال للغلام والجارية

إِذا كانا في اعْتِدال‏:‏ رَشيقٌ ورَشِيقةٌ، وقد رَشُقا رَشاقة‏.‏ وناقة

رَشِيقة‏:‏ خفيفة سريعة‏.‏

وتَرشَّق في الأَمر‏:‏ احْتَدَّ‏.‏

والرَّشانِيقُ‏:‏ بَطْنٌ من السودان‏.‏

رصق‏:‏ التهذيب‏:‏ قالوا جَوْزٌ مُرْصَقٌ إِذا تَعذَّر خُروج لُبّه، وجَوْز

مُرْتَصِقٌ‏.‏ والتصقَ الشيءُ وارْتَصق والتَزقَ بمعنى واحد‏.‏

رعق‏:‏ الرُّعاقُ‏:‏ صوت يُسمع من قُنْب الدابّة؛ وقيل‏:‏ هو صوت بطن

المُقْرِف

، رَعَقَ يَرْعَقُ

رُعاقاً؛ وقال اللحياني‏:‏ ليس للرُّعاق ولا لأَخواته كالضَّغِيبِ والوَعِيق

والأَزْمَلِ فِعْل؛ وفي التهذيب‏:‏ الرَّعيقُ والرُّعاقُ والوَعِيقُ

والوُعاقُ الصوت الذي يُسمع من بطن الناقة؛ قال الأَصمعي‏:‏ وهو صوت جُرْدانه

إِذا تَقَلْقَلَ في قُنْبه‏.‏ الليث‏:‏ الرُّعاقُ صوت يسمع من قنب الدابة كما

يسمع الوَعِيقُ من ثَفْرِ الأُنثى‏.‏ يقال‏:‏ وعَقَ يَعِقُ وُعاقاً، ففرق بين

الرَّعيق والوَعِيق، والصواب ما قاله ابن الأعرابي‏.‏ قال ابن بري‏:‏

الرَّعيقُ والرُّعاق والوَعِيقُ والوُعاقُ بمعنى؛ عن ابن الأَعرابي، وهو صوت

البطن من الحِجْر وجُرْدان الفرس‏.‏ وقال ابن خالويه‏:‏ الرُّعاق صوت بطن الفرس

إِذا جرى، ويقال له الوَقِيبُ والخَضِيعةُ‏.‏

رفق‏:‏ الرِّفْق‏:‏ ضد العنْف‏.‏ رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقاً

ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ‏:‏ لطَفَ‏.‏ ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى‏.‏ وكذلك

تَرفَّق به‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْفقْته أَي نَفَعْته، وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً، وهو به رَفِيق لَطِيف، وهذا الأَمر بكَ رفيق ورافِقٌ، وفي نسخة‏:‏ ورافِقٌ

عليك‏.‏ الليث‏:‏ الرِّفق لِين الجانب ولَطافةُ الفعل، وصاحبه رَفِيق وقد

رَفَقَ يَرفُقُ، وإِذا أَمرت قلت‏:‏ رِفْقاً، ومعناه ارفُق رِفقاً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ رَفقَ انْتَظر، ورَفُق إِذا كان رفيقاً بالعمل‏.‏ قال شمر‏:‏ ويقال

رَفَق به ورَفُقَ به وهو رافِقٌ به ورَفِيق به‏.‏ أَبو زيد‏:‏ رَفق الله بك ورفَق

عليك رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك الله إِرْفاقاً‏.‏ وفي حديث المُزارعة‏:‏

نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً أَي ذا رِفْق؛ والرِّفْقُ‏:‏ لين الجانب

خِلاف العنف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما كان الرِّفْق في شيء إِلاَّ زانَه أَي اللّطفُ، وفي الحديث‏:‏ في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق

إِليهم؛ والحديثِ الآخر‏:‏ أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق

بالمريض وتُلَطِّفُه والله الذي يُبْرئه ويُعافِيه‏.‏ ويقال للمُتَطَبِّب‏:‏

مُترفِّق ورَفِيق، وكره أَن يقال طبيب في خبر ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏.‏

والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ‏:‏ ما اسْتُعِينَ به، وقد

تَرَفَّقَ به وارْتفَق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ويُهَيِّئُ لكم من أَمركم

مِرْفَقاً؛ مَن قرأَه مِرْفَقاً جعله مثل مقْطَع، ومن قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً

مثل مسجد، ويجوز مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مثل مَطْلَع ولم يُقرأْ به؛ التهذيب‏:‏ كسر الحسنُ والأَعمش الميم من مِرْفَق، ونصبَها أَهل المدينة وعاصم، فكأَن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أَرادوا أَن يَفْرقُوا بين

المَرفِق من الأَمر وبين المِرْفَق من الإِنسان، قال‏:‏ وأَكثر العرب على كسر

الميم من الأَمر ومن مِرفَق الإِنسان؛ قال‏:‏ والعرب أَيضاً تفتح الميم من مَرفِق الإِنسان، لغتان في هذا وفي هذا‏.‏ وقال الأَخفش في قوله تعالى

ويهيِّئ لكم من أَمركم مِرْفَقاً‏:‏ وهو ما ارتفَقْت به، ويقال مَرفِق؛ وقال

يونس‏:‏ الذي اختاره المَرْفِقُ في الأَمر، والمِرْفَقُ في اليد، والمِرْفَقُ

المُغْتَسَلُ‏.‏ ومَرافِقُ الدار‏:‏ مَصابُّ الماء ونحوُها‏.‏ التهذيب‏:‏

والمِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه‏.‏ وفي حديث أَبي أَيُّوب‏:‏

وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها القِبْلةُ، يريد الكُنُفَ

والحُشُوشَ، واحدها مِرْفَق، بالكسر‏.‏ الجوهري‏:‏ والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ

الذراع في العَضُد، وكذلك المِرفَق والمَرفِقُ من الأَمر وهو ما ارتفقْت

وانْتفعْت به‏.‏ ابن سيده‏:‏ المِرفَق والمَرفِق من الإِنسان والدابة أَعلى

الذِّراع وأَسفلُ العَضُد‏.‏ والمِرفَقةُ، بالكسر، والمِرْفَقُ‏:‏ المُتَّكأُ

والمِخَدَّةُ‏.‏ وقد تَرفَّق عليه وارْتَفَقَ‏:‏ تَوَكَّأَ، وقد تَمَرْفَقَ

إِذا أَخذَ مِرْفَقةً‏.‏ وبات فلان مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً على مِرفَق يده؛ وأَنشد ابن بري لأَعشى باهِلةَ‏:‏

فبِتُّ مُرْتَفِقاً، والعينُ ساهِرةٌ، كأَنَّ نَوْمي عليَّ، اللَّيلَ، مَحْجُورُ

وقال عز وجل‏:‏ نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَت مُرْتَفَقاً؛ قال الفراء‏:‏ أُنِّثَ

الفعل على معنى الجنة، ولو ذُكِّرَ كان صواباً؛ ابن السكيت‏:‏ مرتفَقاً

أَي مُتَّكأً‏.‏ يقال‏:‏ قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ على مِرْفَقةٍ‏.‏ وقال الليث‏:‏

المِرفق مكسور من كل شيء من المُتَّكَأِ ومن اليد ومن الأَمر‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَيُّكم ابنُ عبد المطلب‏؟‏ قالوا‏:‏ هو الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ

على المِرفَقة، وهي كالوِسادة، وأَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ

مِرفقه واتَّكأَ عليه؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَنَ‏:‏

اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التاج مُرْتَفِقا

وقيل‏:‏ المِرْفَقُ من الإِنسان والدابة، والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ، ففُرِقَ بينهما بذلك‏.‏

والرَّفَقُ‏:‏ انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب، وقد رَفِقَ وهو أَرْفَقُ، وناقة رَفْقاء؛ قال أَبو منصور‏:‏ الذي حفظته بهذا المعنى ناقة دَفْقاء وجمل

أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه، وقد تقدم ذكره‏.‏ وبعير

مَرْفوقٌ‏:‏ يشتكي مِرفَقه‏.‏ وناقة رَفقاء‏:‏ اشْتَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دماً، ورَفِقةٌ‏:‏ وَرِمَ ضَرْعُها، وهو نحو الرَّفْقاء؛ وقيل‏:‏ الرَّفِقةُ التي

تُوضع التَّوْدِيةُ على إِحليلها فيَقْرَح؛ قال زيد بن كُثْوَةَ‏:‏ إِذا

انْسَدَّت أَحالِيل الناقة قيل‏:‏ بها رَفَقٌ، وناقة رَفِقة؛ قال‏:‏ وهو حرف

غريب‏.‏ الليث‏:‏ المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا

حُلِبت خرج منها دم، وهي الرَّفِقةُ‏:‏ وناقة رَفِقة أَيضاً‏:‏ مُذْعِنة‏.‏

والرِّفاق‏:‏ حبل يشد من الوَظِيف إِلى العضد، وقيل‏:‏ هو حبل يشد في عنق

البعير إِلى رُسْغه؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ، كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ

والجمعُ رُفُقٌ‏.‏ وذاتُ الضغن‏:‏ ناقة تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها، يعني أن ذات الضغن ليست بمُستقيمة المشي لما في قلبها من النِّزاع إلى هَواها، وكذلك أَنا لست بمستقيم لآل لأْم لأَن في قلبي عليهم أَشياء؛ ومثله قول

الآخر‏:‏

وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير، كأَنَّ، على عَضُدَيْهِ، رِفاقا

ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً‏:‏ شدَّ عليها الرِّفاق، وذلك إِذا خِيف أن تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الرِّفاقُ أَن يُخْشَى على الناقة

أَن تَنزع إِلى وطنها فيُشدَّ عضُدُها شدّاً شديداً لتُخْبَل عن أن تُسْرِعَ، وذلك الحبل هو الرِّفاق؛ وقد يكون الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع من إِحدى يديها فيَخْشون أَن تُبْطِرَ

اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فيُحزَّ

عضُد اليد الصحيحةِ لكي تَضْعُفَ فيكون سَدْوُهما واحداً‏.‏ وجمل مِرْفاق

إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه‏.‏

ورافَق الرجلَ‏:‏ صاحَبَه‏.‏ ورَفِيقُك‏:‏ الذي يُرافِقُك، وقيل‏:‏ هو الصاحب في السفر خاصّة، الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق‏.‏ قال الله تعالى‏:‏

وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً؛ وقد يجمع على رُفَقاء، وقيل‏:‏ إِذا عَدا

الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما

زَمِيلانِ‏.‏ وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا‏:‏ صاروا رُفَقاء‏.‏ والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ

والرِّفْقة واحد‏:‏ الجماعة المُترافِقون في السفر؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي

أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق، والرُّفْقة اسم للجمع، والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ

ورِفاقٌ‏.‏ ابن بري‏:‏ الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قال ذو

الرمة‏:‏قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ، رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا

قالوا في تفسير الرِّفاق‏:‏ جمع رُفْقة، ويجمع رُفَق أَيضاً، ومَن قال

رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقيس تقول‏:‏ رِفْقة، وتميم‏:‏ رُفْقة‏.‏ ورِفاقٌ

أَيضاً‏:‏ جمع رَفِيق ككريم وكِرام‏.‏ والرِّفاقُ أَيضاً‏:‏ مصدر رافَقْتُه‏.‏ الليث‏:‏

الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد، فإِذا

تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ والرّفْقة‏:‏ القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر

يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون، وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا

نهضوا مُيّاراً، وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء‏.‏ ورَفِيقُك‏:‏ الذي يُرافِقُك

في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة، والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً

رَفِيق، تقول‏:‏ رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر‏.‏ والرَّفِيق‏:‏ المُرافِقُ، والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق‏.‏ وقال

أَبو إِسحاق في معنى قوله‏:‏ وحسُن أُولئك رفيقاً، قال‏:‏ يعني النبيين، صلوات الله عليهم أَجمعين، لأنه قال‏:‏ ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك، يعني

المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء

والصالحين، وحسُن أُولئك رفيقاً، يعني الأَنبياء ومَن معهم، قال‏:‏

ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء؛ وقال الفراء‏:‏ لا يجوز أَن ينوب

الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين، لا يجوز حسُن أُولئك

رجلاً، وأَجازه الزجاج وقال‏:‏ هو مذهب سيبويه‏.‏ وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها

وبين ما عند الله فقال‏:‏ بل مع الرفيقِ الأَعلى، وذلك أَنه خُيِّر بين

البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وكأَنه أَراد قوله عز

وجل‏:‏ وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أن ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع‏.‏ وقال شمر في حديث عائشة‏:‏ فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَثْقُل في حِجْري، قالت‏:‏ فذهبت أَنظر في وجهه

فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يقول‏:‏ بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة، وقُبِضَ؛ قال أَبو عَدْنانَ‏:‏ قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى، سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول‏:‏ إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ، فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله، يقال‏:‏ اللهُ رَفيق بعباده، من الرِّفْق والرأْفة، فهو فَعِيل بمعنى فاعل؛ قال أَبو منصور‏:‏ والعلماء

على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين، وهو اسم جاء على فَعِيل، ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على

الواحد والجمع، والله عز وجل أَعلم بما أَراد؛ قال‏:‏ ولا أَعرف الرفيق في صفات الله تعالى‏.‏ وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بيده اليمنى ثم يقول‏:‏ أَذْهِبِ الباسَ

ربَّ الناسِ، واشْفِ أَنتَ الشافي، لا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لا

يُغادِرُ سَقَماً؛ قالت عائشة‏:‏ فلما ثقل أَخذت بيده اليمنى، فجعلت

أَمْسَحُه وأَقولهن، فانتزع يده مني وقال‏:‏ اللهم اغفر لي واجعلني من الرَّفيق؛ وقوله من الرَّفيق يدل على أَن المراد بالرفيق جماعة الأَنبياء‏.‏ والرفيقُ‏:‏

ضدُّ الأَخْرَق‏.‏ ورَفِيقةُ الرجل‏:‏ امرأَته؛ هذه عن اللحياني؛ قال‏:‏ وقال

أَبو زياد في حديثه سأَلني رَفيقي؛ أَراد زوجتي، قال‏:‏ ورَفيقُ المرأَة

زوجها؛ قال شمر‏:‏ سمعت ابن الأَعرابي يُنشد بيت عبيد‏:‏

من بَين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ

وفسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاري على وجه الأرض‏.‏

والمُرْتَفِقُ‏:‏ المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم، كَرَبَ أَن يَمتلئ

أَو امْتلأَ، ورواه أَبو عبيدة وقال‏:‏ المنصاح المُنْشَقُّ‏.‏

والرَّفَقُ‏:‏ الماءُ القصير الرِّشاء‏.‏ وماءٌ رَفَقٌ‏:‏ قصير الرشاء‏.‏

ومَرْتَعٌ رَفِيق‏:‏ لبس بكثير‏.‏ ومَرْتَعٌ رَفَقٌ‏:‏ سهل المَطْلَبِ‏.‏ ويقال‏:‏ طلبْتُ

حاجة فوجدتها رَفَق البُغْيةِ إِذا كانت سَهْلة‏.‏ وفي ماله رَفَقٌ أَي

قِلَّةٌ، والمعروف عند أَبي عبيد رَقَقٌ، بقافين‏.‏

والرَّافِقةُ‏:‏ موضع أَو بلد‏.‏ وفي حديث طَهْفةَ في رواية‏:‏ ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاق، وفُسِّرَ بالنِّفاق‏.‏ ومَرْفَقٌ اسم رجل من بني بكر بن وائل

قتلته بنو فَقْعَسٍ؛ قال المَرّارُ الفَقعسِيُّ‏:‏

وغادَرَ مَرْفَقاً، والخَيْلُ تَرْدي

بسَيْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِيعا

رقق‏:‏ الرَّقِيقُ‏:‏ نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ‏.‏ والرِّقَّةُ‏:‏ ضدُّ

الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى

رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قال‏:‏

من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ، تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ

معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف

وتَرِقَّ، ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي، والجمع رِقاق ورَقائق‏.‏ وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه‏:‏ جعله

رقيقاً‏.‏ واسْترقَّ الشيءُ‏:‏ نقيض استغلظَ‏.‏ ويقال‏:‏ مال مُترقْرِقُ السِّمن ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من ذلك، الرَّمْدُ‏:‏ الهَلاكُ؛ ومنه عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ‏:‏ الشيء

الرَّقيقُ‏.‏ ويقال للأَرض اللينة‏:‏ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي‏.‏ ورَقَّ جِلد العِنب‏:‏

لَطُفَ‏.‏ وأَرَقَّ العنبُ‏:‏ رَقَّ جلده وكثر ماؤُه، وخص أَبو حنيفة به العنب

الأَبيض‏.‏ ومُسْتَرَقُّ الشيء‏:‏ ما رَقَّ منه‏.‏ ورَقِيقُ الأَنف‏:‏ مُسْتَرَقُّه

حيث لانَ من جانبه؛ قال‏:‏

سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ

أَي سال مُخاطُه؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري‏:‏

مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ، لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ

قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ‏:‏ يقول ذهب طولاً وعَرْضاً؛ وقوله‏:‏ لم يُسْتَمل

ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه‏.‏ ومَرَقَّا الأَنْفِ‏:‏ كَرَقيقَيْه، ورواه

ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف، وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما

بَيَّنَّا‏.‏ الأَصمعي‏:‏ رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد‏:‏

ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى

ندى‏:‏ في موضع نصب‏.‏

ومَراقُّ البطن‏:‏ أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها‏.‏

التهذيب‏:‏ والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ‏.‏

ومَراقُّ الإبِلِ‏:‏ أَرْفاغُها‏.‏ وفي حديث عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه

فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها

أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه

ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى

عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي‏:‏ واحدها مَرَقٌّ، وقال الجوهري‏:‏ لا واحد لها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ

وليَ هو ذلك بنفْسه‏.‏ واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال‏:‏ أَرض

رَقيقة‏.‏ وعيش رَقيق الحَواشي‏:‏ ناعِم‏.‏

والرَّقَقُ‏:‏ رِقَّة الطعام‏.‏ وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد

أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال‏:‏ يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة‏.‏

والرَّقَقُ‏:‏ الضَّعْفُ‏.‏ ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

والرِّقَّةُ‏:‏ مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال‏:‏ فلان رَقيقُ

الدِّين‏.‏ وفي حديث‏:‏ اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي‏:‏

يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد، وهم يضربون المثل فيقولون‏:‏ أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛ ومنه الحديث‏:‏ أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل

للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة‏.‏ وتَرَقَّقته الجارية‏:‏

فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة‏:‏

دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه، فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ

ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة‏:‏ أَين شَبابُكَ

وجَلَدُكَ‏؟‏ فقال‏:‏ مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛ قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها، فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً‏.‏ والرَّقَقُ‏:‏ ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد‏:‏

حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها، إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا

خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ، لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي‏:‏

لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ‏.‏

ويقال‏:‏ رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ‏.‏ وأَرَقَّ فلان إِذا

رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله‏.‏ وفي حديث عثمان، رضي الله عنه‏:‏ كَبِرَتْ سِنِّي

ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت‏.‏ والرِّقَّةُ‏:‏ الرحمة‏.‏ ورقَقْت له أَرِقُّ‏:‏

رحِمْتُه‏.‏ ورَقَّ وجهُه‏:‏ استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ‏.‏

والرَّقاق، بالفتح‏:‏ الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ

الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج في قوله‏:‏

كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ

من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ‏.‏

الأصمعي‏:‏ الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل، وأَنشد‏:‏

كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ، إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ

وقال الراجز‏:‏

ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثم أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل؛ وأَنشد ابن بري

لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري‏:‏

رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ، ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والرُّقاقُ، بالضم‏:‏ الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ‏.‏ يقال‏:‏

خُبْز رُقاق ورَقِيق‏.‏ تقول‏:‏ عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق، فإِن قلت يخبز

الجَرْدَقَ قلت‏:‏ والرُّقاق، لأَنهما اسمان، والرُّقاقة الواحدة، وقيل‏:‏

الرُّقاق المُرَقَّق‏.‏ وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو

الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة‏.‏ يقال‏:‏ رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال‏.‏

والرُّقُّ‏:‏ الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له‏.‏

والرَّقُّ‏:‏ الصحيفة البيضاء؛ غيره‏:‏ الرَّق، بالفتح‏:‏ ما يُكتب فيه وهو جِلْد رَقِيق، ومنه قوله تعالى‏:‏ في رَقٍّ مَنْشُور؛ أَي في صُحُفٍ‏.‏ وقال

الفراء‏:‏ الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ

كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، قال الأَزهري‏:‏ وما قاله الفراء يدل على

أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً، وقوله‏:‏ وكِتابٍ مَسْطور؛ الكتاب ههنا ما

أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم‏.‏ والرَّقَّةُ‏:‏ كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ

ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون

مَكْرُمةً للنبات، والجمع رِقاقٌ‏.‏ أَبو حاتم‏:‏ الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب

عنها الماء، والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه، والرَّقَّةُ‏:‏ اسم بلد‏.‏

والرَّقُّ‏:‏ ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح‏.‏ والرَّق‏:‏ العظيم من السَّلاحِف، وجمعه رُقُوق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ

فيأْكلونه؛ قال الحَربي‏:‏ هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان

تُظهرها وتُغيِّبها‏.‏

والرِّقُّ، بالكسر‏:‏ المِلك والعُبودِيَّةُ‏.‏ ورَقَّ‏:‏ صار في رِقٍّ‏.‏ وفي الحديث عن علي، عليه السلام، قال‏:‏ يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى

فيما رَقَّ منه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه

دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ

الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ

كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من كتابته دِيةَ حُرٍّ، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأن كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة

آلاف نصفُ

دية حُرّ، ولسيده خمسون نصف قيمته، وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي، ويروى عن عليّ شيء منه، وأَجمع الفقهاء

على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم‏.‏ وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ

ورَقيقٌ، وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة

من إِماء رقائقَ فقط، وقيل‏:‏ الرقيق اسم للجمع‏.‏

واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ‏:‏ أَدخله في الرِّقِّ‏.‏ واسْترقَّ مملوكَه

وأَرَقَّه‏:‏ وهو نقيض أَعْتقَه‏.‏ والرَّقيقُ‏:‏ المملوك، واحد وجمع، فَعِيل

بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق، تقول منه رَقَّ العبدَ

وأَرَقَّه واسْترقَّه‏.‏ الليث‏:‏ الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق العبد، ولا يؤخذ منه

على بناء الاسم‏.‏ وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً‏.‏ أَبو العباس‏:‏ سمي العبيد

رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وسميت

السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ‏:‏ مصدر، والسُّوقُ‏:‏ اسم‏.‏

وفي حديث عُمر‏:‏ فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ

إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم؛ قيل‏:‏ أَراد به عبيداً

مخصوصين، وذلك أَنّ عمر، رضي الله عنه، كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار

شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا

الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل‏:‏ أَراد جميع المماليك، وإِنما استثنى من جملة

المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع

البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد‏.‏ والرِّقُّ أَيضاً‏:‏ الشيء

الرَّقيق، ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي‏.‏ والرِّقُّ‏:‏ ورَق الشجر؛ وروى بيت جُبَيها الأَشجعي‏:‏

نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ

والرِّقُّ‏:‏ نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض‏.‏

ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب‏:‏ أَجْريته فيه؛ قال الأَعشى‏:‏

وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو

س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا

ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم‏:‏ آدَمَه به، وقيل‏:‏ كثَّره‏.‏ ورَقْراقُ

السحاب‏:‏ ما ذهَب منه وجاء‏.‏ والرَّقراقُ‏:‏ تَرْقْرُق السَّراب‏.‏ وكل شيء له

بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج‏:‏

ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ

بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ

رَقْرقان‏:‏ ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا‏:‏

المُوقد من شدَّة الحَرّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ‏.‏ قال أَبو

عبيد‏:‏ يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها، فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته

المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت‏.‏ وسراب

رَقْراقٌ ورَقرقانٌ‏:‏ ذو بَصيصٍ‏.‏ وتَرَقرَقَ‏:‏ جرَى جَرْياً سَهلاً‏.‏ وترَقْرق

الشيءُ‏:‏ تلأْلأ أَي جاء وذهبَ‏.‏ ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب، وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق‏.‏ وسيفٌ رُقارِقٌ‏:‏ برّاق‏.‏ وثوب رُقارِق‏:‏

رَقيق‏.‏ وجارية رَقْراقة‏:‏ كأَنّ الماء يجري في وجهها‏.‏ وجارية رَقْراقةُ

البشَرة‏:‏ برّاقة البياضِ‏.‏ وترَقْرقَت عينه‏:‏ دَمَعت، ورَقْرَقَها هو‏.‏

ورَقْراقُ الدمع‏:‏ ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر‏:‏

فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ، سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها

ورَقْرقَ الخمرَ‏:‏ مَزَجَها‏.‏ وتَرْقِيقُ الكلام‏:‏ تحسينه‏.‏ وفي المثل‏:‏ عن

صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يقول‏:‏ تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله

رجل لضيف له غَبَقَه، فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وروي هذا المثل عن

الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال‏:‏ حَرُمت

عليه امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق‏؟‏ قال أَبو عبيد‏:‏ اتَّهمه بما هو أَفْحش

من القُبلة، وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره، كأَنه

أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، وأَصله أَن رجلاً نزل

بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول‏:‏ إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت

كذا، يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم، فقال بعضهم‏:‏ أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي

تُعرّض بالصَّبُوح، وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما

يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه، وكأن الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ

عليه الأَمرَ‏.‏ وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي

يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها‏.‏ وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك‏.‏

والرَّقاقُ‏:‏ السَّيْر السَّهل؛ قال ذو الرمة‏:‏

باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ به، مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ

أَبو عبيدة‏:‏ فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ‏.‏ وحِضْنا

الرجل‏:‏ رَقيقاه؛ وقال مُزاحِم‏:‏

أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه

شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ

رمق‏:‏ الرَّمَقُ‏:‏ بقيّة الحياةِ، وفي الصحاح‏:‏ بَقِية الرُّوح، وقيل‏:‏ هو آخِر النفْس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ، والجمع أَرْماقٌ‏.‏

ورجل رامِق‏:‏ ذو رَمَقٍ؛ قال‏:‏

كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَدِ

أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ

ورَمَّقه‏:‏ أَمْسكَ رَمَقه‏.‏ يقال‏:‏ رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي

قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه‏.‏ ويقال‏:‏ ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قال

رؤبة‏:‏

ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، ولا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ

أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ

والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عن يعقوب‏:‏ القليل من العَيْش الذي

يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال‏:‏ ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق‏.‏ والمُرْمَقُّ من العَيش‏:‏ الدُّون اليَسِير‏.‏ وعَيْشٌ

مُرْمَقٌّ‏:‏ قليل يَسير؛ قال الكميت‏:‏

أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِها، يُجَدُّ بِنا، في كلِّ يَوْمٍ، ونَهْزِل‏.‏

نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فانياً، له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ

وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق‏.‏ وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق

أَي بلغة‏.‏ والرُّمُق‏:‏ الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش؛ التهذيب‏:‏ وأَنشد المُنذِري لأَوْس‏:‏

صَبَوْتَ، وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَبُ‏؟‏

قال أَبو الهيثم‏:‏ الرَّهْن المُرامَق، ويروى المُرامِق، وهو الرَّهن

الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس‏.‏ والمُرامِقُ‏:‏ الذي بآخِر رَمَقٍ؛ وفلان

يُرامِقُ عيْشَه إِذا كان يُدارِيه؛ فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ

يُرامِقُه أَي يُدارِيه‏.‏ والمُرامِقُ‏:‏ الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك

إِلا قليل؛ قال الراجز‏:‏

وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه، دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه، على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه

ورامَقْتُ الأَمر إِذا لم تُبرمه؛ قال العجاج‏:‏

والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا

يُضْوِيك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا

ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت‏.‏ والرُّمَّقُ‏:‏ الضعيفُ من الرِّجال‏.‏ وحَبْل مُرْماقٌّ‏:‏ ضعيف، وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً‏.‏

وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف‏.‏ وحبل أَرْماقٌ‏:‏ ضعيف خَلَقٌ‏.‏‏.‏

وارْمَقَّ العيْشُ‏:‏ ضَعُف‏.‏ وترمَّقَ الرجلُ

الماءَ وغيره‏:‏ حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى‏.‏ والرَّمَقُ‏:‏ القَطيعُ من الغنم‏.‏ فارسي معرب‏.‏ ومن كلامهم‏:‏ أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى

تُنزل قبل نِتاجها بأَيام، يقول‏:‏ فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً

قليلاً‏.‏ ورجل مُرامِق‏:‏ سَيِّء الخُلُق عاجز‏.‏ ورامَقَه‏:‏ داراه مَخافة شره‏.‏

والرِّماقُ‏:‏ النِّفاق‏.‏ وفي حديث طَهْفةَ‏:‏ ما لم تُضْمِروا الرِّماق، وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرويّ في الغريبين‏.‏

يقال‏:‏ رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يعني

ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ‏.‏ وفي حديث قُسٍّ‏:‏ أَرْمُق فَدْفَدَها أَي

أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً‏.‏ والمُرَمِّقُ في الشيء‏:‏ الذي لا يُبالِغ في عَمَله‏.‏ والتَّرْمِيقُ‏:‏ العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ

به‏.‏ يقال‏:‏ رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما‏.‏

ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه‏:‏ نظر إِليه‏.‏ ورمقْتُه ببصري

ورامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه‏.‏ ورمَّقَ

تَرْمِيقاً‏:‏ أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ‏.‏

ورجل يَرْموقٌ‏:‏ ضعيف البصر‏.‏ والرُّمُقُ‏:‏ الحسَدةُ، واحدهم رامِق

ورَمُوقٌ‏.‏

والرَّامِقُ والرَّامِجُ‏:‏ هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ

والصُّقور، وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل، فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته؛ حكاه

ابن دريد، قال‏:‏ ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً‏.‏

وارْمقّ الطريقُ‏:‏ امتدّ وطال؛ قال رؤبة‏:‏

عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا

فيه، إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا

الأَصمعي‏:‏ ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ

العيش؛ وأَنشد غيره‏:‏

ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئٍ، فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا

والمُرْمَقُّ‏:‏ الفاسد من كل شيء‏.‏

رنق‏:‏ الرَّنْق‏:‏ تراب في الماء من القَذى ونحوه‏.‏ والرَّنَقُ، بالتحريك‏:‏

مصدر قولك رَنِقَ الماءُ، بالكسر‏.‏ ابن سيده‏:‏ رَنَقَ الماءُ رَنْقاً

ورُنُوقاً ورَنِقَ رَنَقاً، فهو رَنِقٌ ورَنْقٌ، بالتسكين، وتَرَنَّقَ‏:‏ كَدِرَ؛ أَنشد أَبو حنيفة لزُهَير‏:‏

شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِماً

مِن ماء لِينَة، لا طَرْقاً ولا رَنَقا

كذا أَنشده بفتح الراء والنون‏.‏ الجوهري‏:‏ ماء رَنْق، بالتسكين، أَي

كَدِر‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قد جمع رَنْقٌ على رَنائق كأَنه جمع رَنِيقة؛ قال

المجنون‏:‏يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلاً، كأَنه

دَعامِيصُ ماء نَشَّ عنها الرّنائقُ

وفي حديث الحسن‏:‏ وسئل أَيَنْفُخ الرجل في الماء‏؟‏ فقال‏:‏ إِن كان من رَنَقٍ فلا بأْس أَي من كَدَرٍ‏.‏ يقال‏:‏ ماء رَنْق، بالسكون، وهو بالتحريك مصدر؛ ومنه حديث ابن الزبير

‏:‏ ليس للشارِبِ

إِلاّ الرَّنْقُ والطَّرْقُ‏.‏ ورَنَّقَه هو وأَرْنَقه إِرناقاً وترنيقاً‏:‏

كدَّرَه‏.‏ والرَّنْقة‏:‏ الماء القليل الكَدِر يبقى في الحوض؛ عن اللحياني‏.‏

وصار الطين رَنْقة واحدة إِذا غلَب الطين على الماء؛ عنه أَيضاً‏.‏ وقال

أَبو عبيد‏:‏ التَّرْنوق الطين الذي في الأَنهار والمَسِيل‏.‏ ورَنِقَ عيشُه

رَنَقاً‏:‏ كَدِرَ‏.‏ وعيش رَنِقٌ‏:‏ كَدِرٌ‏.‏ وما في عيشِه رَنَقٌ أَي كَدَرٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ التَّرْنِيقُ يكون تَكْدِيراً ويكون تَصْفِية، قال‏:‏ وهو من الأَضْداد‏.‏ يقال‏:‏ رَنَّق الله قَذاتَك أَي صَفّاها‏.‏ والتَّرْنِيقُ‏:‏ كَسْر

الطائر جناحَه من داء أَو رَمْي حتى يسقط، وهو مُرَنَّقُ الجَناحِ؛ وأَنشد‏:‏

فيَهْوِي صَحِيحاً أَو يُرَنِّقُ طائرُهْ

وتَرْنِيقُ الطائر على وجهين‏:‏ أَحدهما صَفُّه جناحيه في الهواء لا

يُحرِّكهما، والآخر أَن يَخْفِقَ بجناحيه؛ ومنه قول ذي الرمة‏:‏

إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّق فَوْقَنا

على حَدِّ قَوْسَيْنا، كما خَفَقَ النَّسْرُ

ورَنَّق الطائرُ‏:‏ رَفْرَفَ فلم يسقط ولم يَبْرَحْ؛ قال الراجز

وتَحْتَ كلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ، مِن طيِّءٍ، كلُّ فتىً عَشَنَّقِ

وفي الصحاح‏:‏ رَنَّق الطائرُ إِذا خفَق بجناحيه في الهواء وثبت فلم يطر‏.‏

وفي حديث سليمان‏:‏ احْشُروا الطيرَ إِلا الرَّنْقاء؛ هي القاعدة على

البيض‏.‏ وفي الحديث أَنه ذَكَر النفخ في الصور فقال‏:‏ تَرْتَجُّ الأَرضُ

بأَهلها فتكون كالسَّفِينة المُرَنِّقة في البحر تضربها الأَمواجُ‏.‏ يقال‏:‏

رَنَّقت السفينة إِذا دارَتْ في مَكانها ولم تَسِر‏.‏ ورنَّق‏:‏ تحيَّر‏.‏

والتَّرْنِيقُ‏:‏ قِيام الرَّجل لا يدري أَيذهب أَم يجيء؛ ورَنَّق اللِّواءُ كما

يقال رَنَّق الطائر؛ أَنشد ابن الأعرابي‏:‏

يَضْرِبُهم، إِذا اللِّواء رنَّقا، ضَرْباً يُطِيح أَذْرُعاً وأَسْوُقا

وكذلك الشمس إِذا قاربت الغروب؛ قال أَبو صخر الهذلي‏:‏

ورَنَّقَتِ المَنِيّة، فهْي ظِلٌّ، على الأَبْطال، دانِيةُ الجَناحِ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَرْنَقَ الرجلُ إِذا حرَّك لِواءه للحَمْلة، وأَرْنَق

اللواءُ نفسُه ورَنَّقَ في الوجهين مثله‏.‏ ورَنَّقَ النظَرَ‏:‏ أَخفاه من ذلك‏.‏ ورَنَّقَ النومُ في عينه‏:‏ خالَطها؛ قال عدِيّ بن الرِّقاعِ‏:‏

وَسْنان أَقْصده النعاسُ، فرَنَّقَتْ

في عَيْنِه سِنةٌ، وليس بِنائم

ورَنَّق النظَرَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

رَمَّدَتِ المِعْزى فَرَنِّقْ رَنِّق، ورَمَّدَ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّق

أَي انْتَظِر ولادتها فإِنه سيطول انتظارك لها لأَنها تُرْئي ولا تَضع

إِلا بعد مدّة، وربما قيل بالميم‏.‏ وبالدال

أَيضاً، وتَرْنِيقها‏:‏ أَن تَرِمَ ضُروعها ويظهر حَملُها، والمِعزى إِذا

رمَّدت تأَخَّر ولادها، والضأْن إِذا رمّدت أَسرع وِلادها على أَثر

تَرْمِيدها‏.‏ والتَّرْبِيقُ‏:‏ إِعداد الأَرْباق للسِّخال‏.‏ ولَقِيت فلاناً

مُرَنِّقة عيناه أَي منكسر الطرْف من جُوع أَو غيره‏.‏ والترْنِيقُ‏:‏ إِدامة

النظر، لغة في التَّرْمِيق والتَّدْنِيق‏.‏ ورَنَّقَ القوم بالمكان‏:‏ أَقاموا به واحْتَبَسوا به‏.‏ والترْنِيق‏:‏ الانتظار للشيء‏.‏ والترْنيق‏:‏ ضعف يكون في البصر وفي البدن وفي الأَمر‏.‏ يقال‏:‏ رَنَّق القوم في أَمر كذا أَي خَلطُوا

الرأْي‏.‏ والرَّنْقُ‏:‏ الكذب‏.‏

والرَّوْنَقُ‏:‏ ماء السيف وصَفاؤه وحُسنه‏.‏ ورَوْنَقُ الشباب‏:‏ أَوّله

وماؤه، وكذلك رَوْنَقُ الضُّحى‏.‏ يقال‏:‏ أَتيته رَوْنَقَ الضحى أَي أَوَّلها؛ قال‏:‏

أَلم تَسْمَعِي، أَيْ عَبْدَ، في رَوْنَقِ الضُّحى

بُكاء حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ‏؟‏

رهق‏:‏ الرَّهَقُ‏:‏ الكذب؛ وأَنشد‏:‏

حَلَفَتْ يَمِيناً غير ما رَهَقٍ

باللهِ، ربِّ محمدٍ وبِلالِ

أَبو عمرو‏:‏ الرَّهَقُ الخِفّةُ والعَرْبَدةُ؛ وأَنشد في وصف كَرْمةٍ

وشرابها‏:‏

لها حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه، يَغْشى النَّدامى عليه الجُودُ والرَّهَقُ، أَراد عَصِيرَ العنب‏.‏ والرَّهَقُ‏:‏ جهل في الإِنسان وخِفَّة في عقله؛ تقول‏:‏ به رَهَق‏.‏ ورجل مُرَهَّقٌ‏:‏ موصوف بذلك ولا فِعل له‏.‏ والمُرَهَّقُ‏:‏

الفاسِد‏.‏ والمُرَهَّقُ‏:‏ الكريم الجَوّاد‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ إِنه لَرَهِقٌ

نَزِلٌ أَي سريع إِلى الشرّ سريع الحِدَّة؛ قال الكميت‏:‏

وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه، من الرَّهَقِ المَخْلُوط بالنُّوك، أَثْوَلُ

قال الشيباني‏:‏ فيه رَهَق أَي حِدَّة وخِفَّة‏.‏ وإِنه لَرَهِقٌ أَي فيه

حدّة وسفَه‏.‏ والرَّهَق‏:‏ السَّفَه والنُّوكُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حَسْبُكَ من الرَّهَق والجفاء أَن لا يُعرَفَ بيتُك؛ معناه لا تَدْعو الناسُ إِلى بيتك

للطعام، أَراد بالرهَق النُّوكَ والحُمق‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ أَنه وعَظ رجلاً في صُحبة رجل رَهِقٍ

أَي فيه خِفَّة وحِدَّة‏.‏ يقال‏:‏ رجل فيه رَهَق إِذا كان يَخِفّ إِلى

الشرّ ويَغشاه، وقيل‏:‏ الرَّهَقُ في الحديث الأَوّل الحُمق والجهل؛ أَراد

حسبُك من هذا الخُلْق أَن يُجهل بيتُك ولا يُعرف، وذلك أَنه كان اشترى

إِزاراً منه فقال للوَزّان‏:‏ زِنْ وأَرْجِحْ، فقال‏:‏ مَن هذا‏؟‏ فقال المسؤول‏:‏

حَسْبُكَ جَهلاً أَن لا يعرف بيتك؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا رواه الهروي، قال‏:‏

وهو وَهِم وإنِما هو حسبك من الرَّهَق والجَفاء أَن لا تعرف نبيك أَي

أَنه لما سأَل عنه حيث قال له‏:‏ زِنْ وأَرجح، لم يكن يعرفه فقال له المَسؤول‏:‏

حسبك جهلاً أَن لا تعرف نبيك؛ قال‏:‏ على أَني رأَيته في بعض نسخ الهروي

مُصْلَحاً، ولم يَذْكر فيه التعْليل والطَّعامَ والدُّعاء إِلى البيت‏.‏

والرَّهَقُ‏:‏ التُّهمَةُ‏.‏ والمُرَهَّقُ‏:‏ المُتَّهم في دِينه‏.‏ والرَّهَقُ‏:‏

الإِثْمُ‏.‏ والرَّهْقةُ‏:‏ المرأَةُ الفاجرة‏.‏

ورَهِقَ فلان فلاناً‏:‏ تَبِعه فقارَب أَن يَلْحَقه‏.‏ وأَرْهَقْناهم

الخيْل‏:‏ أَلحقْناهم إِياها‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ولا تُرْهِقْني من أَمْري عُسراً، أَي

لا تُغْشني شيئاً؛ وقال أبو خِراش الهُذلي‏:‏

ولوْلا نَحْنُ، أَرْهَقَه صُهَيْبٌ

حُسامَ الحَدِّ مَطْرُوراً خَشِيبا

وروي‏:‏ مذْرُوباً خَشِيبا؛ وأَرْهَقه حُساماً‏:‏ بمعنى أَغْشاه إِيّاه؛ وعليه يصح المعنى‏.‏ وأَرْهقَه عُسْراً أَي كَلَّفه إِياه؛ تقول‏:‏ لا

تُرْهِقْني لا أَرهَقك اللهُ أَي لا تُعْسِرْني لا أَعْسَرَك اللهُ؛ وأَرْهَقَه

إِثماً أَو أَمراً صَعْباً حتى رَهِقه رَهَقاً، والرَّهَق‏:‏ غِشْيان الشيء؛ رَهِقَه، بالكسر، يَرْهَقُه رهَقاً أَي غَشِيَه‏.‏ تقول‏:‏ رَهِقه ما يَكْره

أَي غشيه ذلك‏.‏ وأَرْهَقْت الرَّجل‏:‏ أَدْركْته، ورَهِقْته‏:‏ غَشِيته‏.‏

وأَرْهَقه طُغْياناً أَي أَغْشاه إِيّاه، وأَرْهَقْته إِثماً حتى رَهِقه

رَهَقاً‏:‏ أَدركه‏.‏ وأَرْهَقَني فُلان إِثماً حتى رَهِقْته أَي حَمَّلَني إِثماً

حتى حَمَلته له‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِن رَهِقَ سَيِّدَه دَيْن أَي لَزِمه

أَداؤه وضُيِّقَ عليه‏.‏ وحديث سعد‏:‏ كان إِذا دخَل مكة مُراهِقاً خرَج إِلى

عرفة قَبل أَن يَطُوف بالبيت أَي إِذا ضاق عليه الوقت بالتأْخير حتى يخاف

فَوْتَ الوقوف كأَنه كان يَقْدَم يوم التَّرْوِية أَو يوم عرفةَ‏.‏ الفرّاء‏:‏

رَهِقَني الرَّجلُ يَرْهَقُني رَهَقاً أَي لَحِقَني وغَشِيني، وأَرْهقْته إِذا أَرْهَقْته غيرَك‏.‏ يقال‏:‏ أَرْهقناهم الخيل فهم مُرْهَقون‏.‏ ويقال‏:‏

رَهِقه دين فهو يَرْهَقُه إِذا غَشِيه‏.‏ وإِنه لعَطُوبٌ على المُرْهَق أَي

على المُدْرَكِ‏.‏ والمُرْهَقُ‏:‏ المَحْمول عليه في الأَمرِ ما لا يُطِيق‏.‏

وبه رَهْقة شديدة‏:‏ وهي العَظَمة والفَساد‏.‏ ورَهِقَت الكلابُ الصيد

رَهَقاً‏:‏ غشيته ولَحِقَتْه‏.‏ والرَّهَق‏:‏ غِشْيان المحارم من شرب الخمر ونحوه‏.‏

تقول‏:‏ في فلان رهَق أَي يَغْشَى المحارم؛ قال ابن أَحمر يَمدح النُّعمان بن بَشِير الأَنصاري‏:‏

كالكَوْكَبِ الأَزهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُه، في النّاسِ، لا رَهَقٌ فيه ولا بَخَلُ

قال ابن بري‏:‏ وكذلك فسر الرَّهق في شِعر الأَعشى بأَنه غِشيان المَحارم

وما لا خير فيه في قوله‏:‏

لا شيء يَنْفَعُني من دُونِ رُؤيَتِها، هل يَشْتَفِي وامِقٌ ما لم يُصِبْ رَهَقا‏؟‏

والرَّهَقُ‏:‏ السَّفَه وغشيانُ المحارم‏.‏ والمُرْهَق‏:‏ الذي أُدْرِك

ليُقتل؛ قال الشاعر‏:‏

ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه

لم يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه

فَرَّجْتُ عنه بصَرْعَيْنِ لأَرْملةٍ، وبائسٍ جاء مَعْناه كمَعْناه

قال ابن بري‏:‏ أَنشده أَبو علي الباهلي غَيْث بن عبد الكريم لبعض العرب

يصف رجلاً شريفاً ارْتُثّ في بعض المَعارِك، فسأَلهم أَن يُمْتِعوه

بأُصْدته، وهي ثوب صغير يُلبس تحت الثياب أَي لا يُسْلَب؛ وقوله لم يَستَعن لم يَحلِق عانَته وهو في حال الموت، وقوله‏:‏ فرّجْت عنه بصرعيْن، الصرّعانِ‏:‏

الإِبلان ترد إِحداهما حين تَصْدُر الأُخرى لكثرتها، يقول‏:‏ افتديته

بصرعين من الإِبل فأَعتقته بهما، وإِنما أَعددتهما للأَرامِل والأَيْتام

أَفْدِيهم بها؛ وقال الكميت‏:‏

تَنْدَى أَكُفُّهِمُ، وفي أَبياتِهمْ

ثِقةُ المُجاوِر، والمُضافِ المُرْهَقِ

والمُرَهَّق‏:‏ الذي يغشاه السؤَّالُ والضِّيفانُ؛ قال ابن هرمة‏:‏

خَيْرُ الرِّجال المُرَهَّقُون، كما

خَيْرُ تِلاعِ البِلادِ أَكْلَؤها

وقال زهير يمدح رجلاً‏:‏

ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُحْمَد في الـ *** ـلأواء، غيرُ مُلَعَّن القِدْر

وفي التنزيل‏:‏ ولا يَرْهَقُ وجوهَهم قَتَر ولا ذِلّة؛ أَي لا يَغشاها ولا

يَلحقُها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا صلَّى أَحدكم إِلى شيء فليَرْهَقْه أَي

فلْيَغْشه ولْيدْنُ منه ولا يَبعُد منه‏.‏

وأَرْهقَنا الليلُ‏:‏ دنا منا‏.‏ وأَرهقْنا الصلاةَ‏:‏ أَخَّرناها حتى دنا وقت

الأُخرى‏.‏ وفي حديث ابن عمرو‏:‏ وأَرهقْنا الصلاةَ ونحن نتوضَّأ أَي

أَخَّرناها عن وقتها حتى كدنا نُغْشِيها ونُلْحِقُها بالصلاة التي بعدها‏.‏

ورهِقَتْنا الصلاة رَهَقاً‏:‏ حانت‏.‏

ويقال‏:‏ هو يَعْدُو الرَّهَقَى وهو أَن يُسرِعَ في عدْوه حتى يَرْهَقَ

الذي يطلبُه‏.‏

والرَّهُوق‏:‏ الناقة الوَساعُ الجَواد التي إِذا قُدْتَها رَهِقَتك حتى

تكاد تطؤُك بخُفَّيها؛ وأَنشد‏:‏

وقلتُ لها‏:‏ أَرْخِي، فأَرْخَتْ برأْسِها

غَشَمْشَمةٌ للقائدِينَ رهوق

وراهق الغلامُ، فهو مراهِق إِذا قارب الاحتلام‏.‏ والمُراهِق‏:‏ الغلام الذي

قد قارب الحُلُم، وجارية مراهِقة‏.‏ ويقال‏:‏ جارية راهِقة وغلام راهِق، وذلك ابن العشر إِلى إِحدى عشرة؛ وأَنشد‏:‏

وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها

في عَلاليَّ طِوالٍ وظُلَلْ

وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ وإِنه كان رجالٌ من الإِنس يعُوذون برجال من الجن فزادُوهم رَهَقاً؛ قيل‏:‏ كان أَهل الجاهلية إِذا مرَّت رُفقة منهم

بوادٍ يقولون‏:‏ نعُوذ بعَزِير هذا الوادي من مَرَدة الجن، فزادوهم رَهَقاً

أَي ذِلة وضَعفاً، قال‏:‏ ويجوز، والله أَعلم، أَن الإِنسان الذي عاذوا به من الجن زادهم رهقاً أَي ذِلّة، وقال قتادة‏:‏ زادوهم إِثماً، وقال الكلبي‏:‏

زادوهم غَيّاً، وقال الأَزهري‏:‏ فزادوهم رهَقاً هو السرعة إِلى الشر، وقيل‏:‏ في قوله فزادوهم رهقاً أَي سَفَهاً وطُغياناً، وقيل في تفسير الرهَق‏:‏

الظُّلم، وقيل الطغيان، وقيل الفساد، وقيل العظَمة، وقيل السفه، وقيل

الذلّة‏.‏

ويقال‏:‏ الرهق الكِبْر‏.‏ يقال‏:‏ رجل رَهِق أَي معجب ذو نَخْوة، ويدل على

صحة ذلك قول حذيفة لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ إِنك لرَهِق؛ وسبب ذلك

أَنه أُنزلت آية الكَلالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأْسُ ناقة

عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عند كَفَل ناقة حذيفة فلَقَّنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حذيفةَ ولم يُلَقِّنْها عمَر، رضي الله عنه، فلما

كان في خلافة عمر بعث إِلى حذيفة يسأَله عنها، فقال حذيفة‏:‏ إِنك لرَهِق، أَتظنُّ أَنِّي أَهابُك لأُقرئك‏؟‏ فكان عمر، رضي الله عنه، بعد ذلك إِذا

سمع إِنساناً يقرأُ‏:‏ يبين الله لكم أَن تَضِلوا؛ قال عمر، رضي الله عنه‏:‏ اللهم إِنك بَيَّنتها وكَتمها حذيفةُ‏.‏ والرهَق‏:‏ العجلة؛ قال الأَخطل‏:‏

صُلْب الحَيازِيم، لا هَدْر الكلام إِذا

هزّ القَناةَ، ولا مستعجِل رَهِقُ

وفي الحديث‏:‏ إِن في سَيف خالدٍ رَهَقاً أَي عجلة‏.‏ والرهَق‏:‏ الهلاك

أَيضاً؛ قال رؤبة يصف حُمُراً وردت الماءَ‏:‏

بَصْبَصْن واقْشَعْرَرْن من خَوْفِ الرَّهَق

أَي من خوف الهلاك‏.‏ والرَّهَق أَيضاً‏:‏ اللَّحاق‏.‏ وأَرهقني القوم أن أُصلي أَي أَعجلوني‏.‏ وأَرهقْته أَن يصلي إِذا أَعجلتَه الصلاة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

ارْهَقوا القِبلةَ أَي ادْنُوا منها؛ ومنه قولهم‏:‏ غلام مُراهِق أَي

مُقارِب للحُلُم، وراهَق الحلُم‏:‏ قاربه‏.‏ وفي حديث موسى والخضر‏:‏ فلو أَنه

أَدركَ أَبَوَيه لأَرْهقَهما طُغياناً وكُفراً أَي أَغشاهما وأَعجلهما‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ أَن يُرهِقَهما طغياناً وكفراً‏.‏ ويقال‏:‏ طلبت فلاناً حتى رهِقته

أَي حتى دنوتُ منه، فربما أَخذه وربما لم يأْخُذْه‏.‏ ورَهِق شُخوصُ فلان أَي

دنا وأَزِف وأَفِد‏.‏ والرهَق‏:‏ العَظَمة، والرهَق‏:‏ العيْب، والرهق‏:‏ الظلم‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ فلا يخاف بَخْساً ولا رَهَقاً؛ أَي ظُلماً؛ وقال الأَزهري‏:‏

في هذه الآية الرهق اسم من الإِرهاق وهو أَن يحمل عليه ما لا يُطيقه‏.‏

ورجُل مُرَهَّق إِذا كان يُظن به السوءُ‏.‏ وفي حديث أَبي وائل‏:‏ أَنه صلى الله عليه وسلم صلى على امرأَة كانت تُرَهَّق أَي تُتَّهم وتُؤَبن بشر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سَلك رجلان مَفازة‏:‏ أَحدهما عابد، والآخر به رَهَق؛ والحديث الآخر‏:‏ فلان مُرَهَّق أَي مُتَّهَم بسوء وسَفَه، ويروى مُرَهِّق أَي

ذو رَهَق‏.‏

ويقال‏:‏ القوم رُهاق مائة ورِهاق مائة، بكسر الراء وضمها، أَي زُهاء مائة

ومقدار مائة؛ حكاه ابن السكيت عن أَبي زيد‏.‏

والرَّيْهُقان‏:‏ الزعفران؛ وأَنشد ابن بريد لحميد بن ثور‏:‏

فأَخْلسَ منها البَقْلُ لَوْناً، كأَنَّه

عَلِيل بماء الرَّيْهُقانِ ذَهِيب

وقال آخر‏:‏

التارِك القِرْن على المِتانِ *** كأَنّما عُلَّ برَيْهُقانِ