فصل: (تابع: حرف القاف)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف القاف‏]‏

زوق‏:‏ الزَّاوُوق‏:‏ الزِّئْبَق؛ قال ابن المظفر‏:‏ أهل المدينة يسمون الزِّئْبَق الزَّاووق، ويدخل الزِّئبَق في التصاوير، ولذلك قالوا لكل مُزَيَّنٍ مُزَوَّق؛ الجوهري‏:‏ قد يقع في التَّزاوِيق لأنه يُجْعَل مع الذهب على الحديدة، ثم يُدْخَل في النار فيذهب منه الزِّئبَق ويبقى الذهب، ثم قيل لكل مُنَقَّش مُزوَّق وإن لم يكن فيه الزِّئبَق‏.‏ والمُزَوَّق‏:‏ المزيَّن به ثم كثر حتى سمي كل مُزَيَّنٍ بشيء مُزَوَّقاً‏.‏ وكلام مُزَوَّق‏:‏ مُحَسَّن؛ عن كراع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليس لي ولنبيّ أن يدخل بيتاً مُزَوَّقاً أي مُزَيَّناً؛ قيل‏:‏ أصله من الزاوُوق وهو الزِّئبَق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنه قال لابن عمر‏:‏ إذا رأيتَ قُرَيشاً قد هَدَموا البيت ثم بَنَوْه فزَوَّقوه فإن اسْتَطعْتَ أن تموت فمُتْ؛ كَرِهَ تَزْوِيقَ المساجد لما فيه من الترغيب في الدنيا وزينتها أو لشَغْلِها المصلي، وجمع الزاووق زَوَق؛ قال ابن بري وأنشد القزاز‏:‏

قد حصَّل الجَدَّ مِنَّا كلُّ مُؤتَشِبٍ *** كما يُحَصِّلُ ما في التِّبْرة الزَّوَقُ

والتِّبْرة‏:‏ تراب يخرج منه التِّبْر‏.‏ وزَوَّقْتُ الكلامَ والكتابَ إذا حسَّنْته وقوَّمْته‏.‏ أبو زيد‏:‏ يقال هذا كتاب مُزَوَّرٌ مُزَوَّق، وهو المُقَوَّم تقويماً؛ وقد زَوَّر فلان كتابه وزوَّقَه إذا قوَّمه تقويماً‏.‏ يقال‏:‏ فلان أثقل من الزاووق‏.‏ وفي حديث هشام ابن عروة أنه قال لرجل‏:‏ أنت أثْقلُ من الزاووق، يعني الزِّئبَق، كذا يُسمّيه أهل المدينة‏.‏ ودِرْهم مُزَوَّق ومُزَأبعق بمعنى واحد‏.‏

أبو عمرو‏:‏ الزَّوَقةُ نقَّاشو سَمّانِ الرَّوافِد، والسَّمّان‏:‏ تَزاوِيقُ السُّقوف، وفي نسخة‏:‏ الزَّوَقةُ الذين يُزَوِّقون السّقوف والطَّوَقةُ

الطُّيور والغَوَقة الغربان والقَوَقةُ الدُّيوك والهوقة الهلكى‏.‏ وروي عن

حسان ابن عطية قال‏:‏ أبْصر أبو الدَّرْداء قد زُوِّق ابنه، فقال‏:‏

زوِّقوهم ما شئتم فذاك أغْوى لهم‏.‏

زيق‏:‏ تَزَيَّقَت المرأةُ تَزيُّقاً وتزَيَّغَت تزَيُّغاً إذا تزينت

وتلبست واكتحلت‏.‏ وزِيقُ الشيطانِ‏:‏ لُعابُ الشمس؛ قال أبو منصور‏:‏ هذا تصحيف

والصواب رِيقُ الشمس، بالراء، ومعناه لعاب الشمس، قال‏:‏ هكذا حفظته عن

العرب؛ قال الراجز‏:‏

وذابَ للشَّمْسِ لُعابٌ فنزَلْ

والزِّيقُ‏:‏ زِيقُ الجَيْب المكفوف‏.‏ والزِّيقُ‏:‏ ما كُفَّ من جانب الجيب‏.‏

وزِيقُ القَميص‏:‏ ما أحاط بالعُنُق‏.‏ وزِيقٌ‏:‏ ابن بَسْطام بن قيس من شَيبان‏.‏ وزِيقٌ‏:‏ اسم فارسي معرب؛ قال‏:‏

يا زِيقُ وَيْحَك مَنْ أنْكَحْت يا زِيقُ‏؟‏

سبق‏:‏ السَّبْق‏:‏ القُدْمةُ في الجَرْي وفي كل شيء؛ تقول‏:‏ له في كل أمر

سُبْقةٌ وسابِقةٌ وسَبْقٌ، والجمع الأَسْباق والسَّوابِقُ‏.‏ والسَّبْقُ‏:‏

مصدر سَبَقَ‏.‏ وقد سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً‏:‏ تقدَّمه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنا سابِقُ العرب، يعني إلى الإسلام، وصُهَيْبٌ سابقُ الرُّوم، وبِلالٌ سابقُ الحبَشة، وسلْمانُ سابقُ الفُرْس؛ وسابَقْتُه فسَبَقْتُه‏.‏

واسْتَبَقْنا في العَدْوِ أي تَسابَقْنا‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ثم أوْرَثْنا الكتابَ

الذين اصطَفَيْنا مِنْ عبادِنا فمنهم ظالم لِنَفْسِه ومنهم مُقْتصد ومنهم

سابِقٌ بالخيرات بإذن الله؛ رُوِيَ فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

قال‏:‏ سابِقُنا سابِقٌ، ومقْتصِدُنا ناجٍ، وظالِمُنا مغفورٌ له، فدلَّك

ذلك على أن المؤمنين مغفور لمقْتَصدهم وللظالم لنفسه منهم‏.‏ ويقال‏:‏ له

سابِقةٌ في هذا الأَمر إذا سَبَق الناسَ إليه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ سَبْقاً؛ قال

الزجاج‏:‏ هي الخيل، وقيل السابقات أرواح المؤمنين تخرج بسهولة، وقيل‏:‏

السابقات النجوم، وقيل‏:‏ الملائكة تَسْبِق الشياطين بالوحي إلى الأَنبياء، عليهم

الصلاة والسلام، وفي التهذيب‏:‏ تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحي‏.‏ ولا

يَسْبِقونه بالقول‏:‏ لا يقولون بغير علم حتى يُعَلِّمهم؛ وسابَقَه مُسابَقَةً

وسِباقاً‏.‏ وسِبْقك‏:‏ الذي يُسابِقُك، وهم سِبْقي وأسْباقي‏.‏ التهذيب‏:‏ العرب

تقول للذي يَسْبِقُ من الخيل سابِقٌ وسَبُوق، وإذا كان يُسْبَق فهو مُسَبَّق؛ قال الفرزدق‏:‏

من المُحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه، سَبُوقٌ إلى الغاياتِ غير مُسَبَّق

وسَبَقَت الخيلُ وسابَقْتُ بينها إذا أرسلتها وعليها فُرْسانُها لتنظر

أيّها يَسْبِق‏.‏ والسُّبَّق من النخل‏:‏ المبَكِّرة بالحمل‏.‏ والسَّبْق

والسابِقةُ‏:‏ القُدْمة‏.‏

وأسْبَقَ القومُ إلى الأَمر وتَسابَقوا‏:‏ بادروا‏.‏ والسَّبَق، بالتحريك‏:‏

الخطَرُ الذي بوضع بين أهل السِّباق، وفي التهذيب‏:‏ الذي يوضع في النِّضال

والرِّهان في الخيل، فمن سعبَق أخذه، والجمع أسباق‏.‏ واسْتَبَق القومُ

وتَسابَقخوا‏:‏ تَخاطَرُوا‏.‏ وتَسابَقُوا‏:‏ تناضلوا‏.‏ ويقال‏:‏ سَبَّق إذا أخذ

السَّبَق، وسَبَّقَ إذا أعطى السَّبَق، وهذا من الأضداد، وهو نادر، وفي الحديث‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا سبَق إلا في خُفٍّ أو نَصْل أو

حافر، فالخفّ للإبل، والحافر للخيل، والنصال للرَّمْي‏.‏ والسَّبَق، بفتح

الباء‏:‏ ما يجعل من المال رَهْناً على المُسابَقةِ، وبالسكون‏:‏ مصدر

سَبَقْت أسْبِق؛ المعنى لا يحل أخذ المال بالمُسابَقةِ إلا في هذه الثلاثة، وقد

ألحق بها الفقهاء ما كان يمعناها وله تفصيل في كتب الفقه‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏

مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بين فَرَسَيْنِ فإن كان يْؤْمَنُ أن يُسْبَق فلا

خير فيه، وإن كان لا يؤمَن أن يُسْبَعق فلا بأْس به‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ الأَصل

أن يَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بشيء مسمى على أنه إن سَبَق فلا شيء له، وإن سَبَقه صاحبُه أخذ الرهن، فهذا هو الحلال لأن الرهن من أحدهما دون الآخر، فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهناً أيّهما سَبَق أخذه فهو القِمارُ

المنهي عنه، فإن أرادا تحليل ذلك جعلا معهما فَرَساً ثالثاً لرجل سواهما، وتكون فرسه كُفُؤاً لفرسَيْهما، ويسمى المُحَلِّلَ والدَّخِيلَ، فيضع

الرجلان الأَوّلان رَهْنَيْنِ منهما ولا يضع الثالث شيئاً، ثم يُرْسِلون

الأَفْراسَ الثلاثة، فإن سبق أحدُ الأَوّلين أخذ رَهْنَه ورَهْنَ صاحبه فكان

طَيِّباً له، وإن سَبَقَ الدخيلُ أخذ الرَّهْنَيْنِ جميعاً، وإن سُبِق هو لم يغرم شيئاً، فهذا معنى الحديث‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنه أمَرَ بإجراء الخيل

وسَبَّقَها ثلاثة أعْذُقٍ من ثلاث نخلات؛ سَبَّقَها‏:‏ بمعنى أعطى السَّبَق، وقد يكون بمعنى أخذ، وهو من الأَضداد، ويكون مخففاً وهو المال المُعَيّن‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ إنَّا ذهبنا نِسْتَبِق؛ قيل‏:‏ معناه نتَناضَل، وقيل‏:‏ هو نفتعل من السَّبْق‏.‏ واسْتَبقا البابَ‏:‏ يعني تَسابَقا إليه مثل قولك اقتتلا

بمعنى تَقاتلا؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فاسْتَبِقُوا الخيرات؛ أي بادِرُوا

إليها؛ وقوله‏:‏ فاسْتَبَقُوا الصراطَ؛ أي جاوَزُوه وتركوه حتى ضلّوا؛ وهم لها

سَابِقون، أي إليها سابِقون كما قال تعالى‏:‏ بأنَّ رَبَّكَ أوْحى لها، أي

إليها‏.‏ الأَزهري‏:‏ جاء الاسْتباق في كتاب الله تعالى بثلاثة معان مختلفة‏:‏

أحدها قوله عز وجل‏:‏ إنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِق، قال المفسرون‏:‏ معناه

نَنْتَضل في الرمي، وقوله عز وجل‏:‏ واسْتَبَقا البابَ؛ معناه ابْتَدَرا البابَ

يجتهد كل واحد منهما أن يَسْبِقَ صاحبه، فإن سَبَقَها يوسفُ فتح البابَ

وخرج ولم يُجِبْها إلى ما طلبته منه، وإن سَبَقَتْ زَلِيخا أغْلَقَت الباب

دونه لتُراوِدَه عن نفسه، والمعنى الثالث في قوله تعالى‏:‏ ولو نشاء

لَطَمَسْنا على أعْيُنِهم فاسْتَبَقوا الصراطَ فأَنَّى يُبْصِرون؛ معناه فجازوا

الصراط وخَلّفوه، وهذا الاسْتباق في هذه الآية من واحد والوجهان

الأَولان من اثنين، لأن هذا بمعنى سَبَقُوا والأَوّلان بمعنى المُسابَقة‏.‏ وقوله‏:‏

اسْتَقِيموا فقد سَبَقْتُم سَبْقاً بَعيداً؛ يروى بفتح السين وضمها على

ما لم يسم فاعله، والأَول أولى لقوله بعده‏:‏ وإن أخَذْتم يميناً وشمالاً

فقد ضلَلْتم‏.‏ وفي حديث الخوارج‏:‏ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ أي مرَّ سريعاً

في الرمِيّة وخرج منها لم يَعْلَقْ منها بشيء من فَرْثِها ودَمِها

لسرعته؛ شبَّه خروجَهم من الدِّين ولم يَعْلَقوا بشيء منه به‏.‏ وسَبَقَ على

قومِه‏:‏ علاهم كَرَماً‏.‏ وسِبَاقا البازي‏:‏ قيْداه، وفي المحكم‏:‏ والسِّبَاقانِ

قَيْدانِ في رِجْل الجارح من الطير من سير أو غيره‏.‏ وسَبَّقْت الطَّير إذا

جعلت السِّبَاقَيْنِ في رجليه‏.‏

ستق‏:‏ درهم سَتُّوق وسُتوق‏:‏ زَيْفٌ بَهْرَجٌ لا خير فيه، وهو معرّب، وكل

ما كان على هذا المثال فهو مفتوح الأَول إلا أربعة أحرف جاءت نوادر‏:‏ وهي

سُبّوح وقُدّوس وذُرُّوح وسُتّوق، فإنها تضم وتفتح؛ وقال اللحياني‏:‏ قال

أعرابي من كلب‏:‏ درم تُسْتُوق‏.‏ والمَساتقُ‏:‏ فِراءٌ طوال الأَكمام، واحدتها

مُسْتَقَة بفتح التاء؛ قال أبو عبيد‏:‏ أصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعُرّبت؛ قال ابن بري‏:‏ وعليه قول الشاعر‏:‏

إذا لبِسَتْ مَساتِقَها غَنِيٌّ، فيا وَيْحَ المَساتِق ما لَقِينا

سحق‏:‏ سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً‏:‏ دقَّه أشد الدقّ، وقيل‏:‏ السَّحْق

الدقُّ الرقيق، وقيل‏:‏ هو الدقّ بعد الدقّ، وقيل‏:‏ السَّحْق دون الدقّ‏.‏

الأَزهري‏:‏ سَحَقَت الريحُ الأَرض وسَهَكَتها إذا قشرت وجه الأَرض بشدة

هبوبها، وسَحَقْت الشيء فانْسَحَق إذا سَهَكْته‏.‏ ابن سيده‏:‏ سَحَقَت الريحُ

الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إذا عَفَّت الآثار وانْتَسَفَت الدِّقاقَ‏.‏

والسَّحْق‏:‏ أثر دَبَرة البعير إذا بَرَأَت وابْيَضَّ موضعها‏.‏ والسَّحْق‏:‏

الثوب الخلَق البالي؛ قال مُزَرِّد‏:‏

وما زَوَّدُوني غيرَ سَحْقِ عِمامة، وخَمْسِ مِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ

وجمعه سُحوق؛ قال الفرزدق‏:‏

فإنّك، إن تَهْجو تَمِيماً وتَرْتَشِي

بِتَأْبِينِ قَيْسٍ، أو سُحوق العَمائم

والفعل‏:‏ الانْسِحاق‏.‏ وانْسَحَق الثوبُ وأسْحَق إذا سقط زئْبِرُه وهو جديد، وسَحَقَه البِلى سَحْقاً؛ قال رؤبة‏:‏

سَحْقَ البِلى جدَّته فأَنْهَجا

وقد سَحَقَه البِلى ودَعْكُ اللُّبْس‏.‏ وثوب سَحْق‏:‏ وهو الخلَق؛ وقال

غيره‏:‏ هو الذي انْسَحَق ولانَ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال‏:‏ من زافَت عليه دَراهِمُه فَليَأْت بها السُّوقَ ولْيَشْتَرِ بها ثَوْبَ

سَحْقٍ ولا يُحالفِ الناسَ أنها جِيادٌ؛ السَّحْق‏:‏ الثوب الخلَق الذي انْسَحَق

وبَليَ كأنه بعد من الانتفاع به‏.‏ وانْسَحَقَ الثوبُ أي خلَق؛ قال أبو

النجم‏:‏

مِنْ دِمْنةٍ كالمِرْجَليِّ المِسْحَق

وأسْحَق خفٌّ البعير أي مَرَنَ‏.‏ والإسْحاق‏:‏ ارتفاع الضرع ولزوقه بالبطن‏.‏

وأسْحَقَ الضرعُ‏:‏ يَبِسَ وبَلي وارتفع لبنه وذهب ما فيه؛ قال لبيد‏:‏

حتى إذا يَبِسَت وأسْحَقَ حالقٌ، لم يُبْلِه إرْضاعُها وفِطامُها

وأسْحَقَت ضَرّتُها‏:‏ ضَمَرت وذهب لبنُها‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ أسْحَق يَبِسَ، وقال أبو عبيد‏:‏ أسْحَقَ الضَّرْع ذهب وبلي‏.‏ وانْسَحَقت الدلوُ‏:‏ ذهب ما

فيها‏.‏ الأَزهري‏:‏ ومُساحَقةُ النساءِ لفظ مولَّد‏.‏ والسَّحْق في العَدْوِ‏:‏

دون الحُضْر وفوق السَّحْج؛ قال رؤبة‏:‏

فهي تعاطي شدَّه المُكايَلا

سَحْقاً من الجِدّ وسَحْجاً باطلا

وأنشد الأَزهري لآخر‏:‏

كانت لنا جارة، فأزْعَجها

قاذورة تَسْحَق النَّوى قُدُما

والسَّحْق في العَدْوِ‏:‏ فوق المشي ودون الحُضْر‏.‏ وسَحَقت العينُ الدمعَ

تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق‏:‏ حَدَرَتْه، ودُموع مَساحِيق؛ وأنشد‏:‏

قِتْب وغَرْب إذا ما أُفْرِغ انْسَحقا

والسُّحُق‏:‏ البُعْد، وكذلك السُّحْق مثل عُسْر وعُسُر‏.‏ وقد سَحُق الشيء، بالضم، فهو سَحِيق أي بعيد؛ قال ابن بري‏:‏ ويقال سَحِيق وأسْحق؛ قال أبو

النجم‏:‏

تعلو خَناذِيذَ البَعيد الأَسْحَقِ

وفي الدعاء‏:‏ سُحْقاً له وبُعْداً، نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل

إظهارُه‏.‏ وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه الله أي أبعده؛ ومنه قوله‏:‏

قاذورة تسحق النوى قُدُما

وأسْحَق هو وانْسَحَق‏:‏ بَعُد‏.‏ ومكان سَحِيق‏:‏ بَعِيد‏:‏ وفي التنزيل‏:‏ أو

تَهْوِي به الريحُ في مكان سَحِيق؛ ويجوز في الشعر ساحِقٌ‏.‏ وسُحُقٌ ساحِقٌ، على المبالغة، فإن دعوت فالمختار النصب‏.‏ الأَزهري‏:‏ لغة أهل الحجاز

بُعْدٌ له وسُحْقٌ له، يجعلونه اسماً، والنصبُ على الدعاء عليه يريدون به أبْعَدَه الله؛ وأسْحَقَه سُحْقاً وبُعداً وإنه لَبَعِيد سَحِيق‏.‏ وقال الفراء

في قوله فسُحْقاً لأَصحاب السَّعِير‏:‏ اجتمعوا على التخفيف، ولو قرئت

فسُحُقاً كانت لغة حسنة؛ قال الزجاج‏:‏ فسُحْقاً منصوب على المصدر أسْحَقَهم الله سُحْقاً أي باعَدَهم من رحمته مُباعَدة‏.‏ وفي حديث الحوض‏:‏ فأقول

سُحْقاً سُحْقاً أي بُعْداً بُعْداً‏.‏ ومكان سَحِيق‏:‏ بعيد‏.‏ ونخلة سَحُوق‏:‏

طويلة؛ وأنشد ابن بري للمفضل النكري‏:‏

كان جِذْعٌ سَحُوق

وفي حديث قُسّ‏:‏ كالنخلة السَّحُوق أي الطويلة التي بَعُد ثمرُها على

المجتني؛ قال الأَصمعي‏:‏ لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون، والجمع سُحُق؛ فأما قول زهير‏:‏

كأنَّ عَيْنَيّ في غَرْبَيْ مُقَتِّلة، من النواضح، تَسْقِي جَنّةً سُحُقا

فإنه أراد نخلَ جَنّة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنّة سُحُق، كقولهم

ناقة عُلُطٌ وامرأة عُطُلٌ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إذا طالت النخلة مع انجراد فهي

سَحُوق، وقال شمر‏:‏ هي الجرداء الطويلة التي لا كَرَب لها؛ وأنشد‏:‏

وسالِفة كسَحُوق اللِّيا

ن، أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ

شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء‏.‏ وحمار سَحُوق‏:‏ طويل مُسِنّ، وكذلك

الأَتان، والجمع سُحخقٌ؛ وأنشد للبيد في صفة النخل‏:‏

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّه، عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنّ كُرومُ

واستعار بعضهم السَّحُوق للمرأة الطويلة؛ وأنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تُطِيف به شَدَّ النهار ظَعِينةٌ، طَويلةُ أنْقاء اليدَيْنِ سَحُوقُ

والسَّوْحَق‏:‏ الطويل من الرجال؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول الأَخطل‏:‏

إذا قلتُ‏:‏ نالَته العَوالي، تَقاذَفَتْ

به سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانحةُ الصَّدْرِ

الأَصمعي‏:‏ من الأَمطار السَّحائِقُ، الواحدة سَحيقة، وهو المطر العظيم

القَطْر الشديد الوَقْع القليلُ العَرِمُ، قال‏:‏ ومنها السَّحِيفة، بالفاء، وهي المطرة تجرُف ما مرَّت به‏.‏

وساحوق‏:‏ موضع؛ قال سلمة العبسي‏:‏

هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِيرة، وغادَرْن قَبْلي من حَلِيب وحازِر

عني بالحليب الرفيعَ، وبالحازر الوضيع، فسره يعقوب؛ وأنشد الأَزهري‏:‏

وهُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا

ويومُ ساحوق‏:‏ من أيامهم‏.‏ ومساحق‏:‏ اسم‏.‏ وإسْحَق‏:‏ اسم أعجمي؛ قال سيبويه‏:‏

ألحقوه ببناء إعْصار‏.‏ وإسْحَق‏:‏ اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأَعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غُيِّر عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف

المذهب، وإن أردت المصدر من قولك أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أي أبعده صرفته

لأَنه لم يُغٍيَّرْ‏.‏

والسُّمْحوق من النخل‏:‏ الطويلةُ، والميم زائدة‏.‏

والسِّمْحاق‏:‏ قشرة رقيقة فوق عظم الرأس بها سميت الشَّجّة إذا بلغت

إليها سِمْحاقاً؛ قال ابن بري‏:‏ والسمحاق أثر الحنان؛ قال الراجز‏:‏

يَضْبُط، بين فَخْذِه وساقِه،

أيْراً بَعِيدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه

وسَماحيق السماء‏:‏ القِطعَُ الرِّقاقُ من الغَيْم؛ وعلى ثَرْب الشَّاة

سَماحِيقُ من شَحْم؛ قال الجوهري‏:‏ وأرى أن الميمات في هذه الكلمات

زوائد‏.‏

سدق‏:‏ السِّيداقُ، بكسر السين‏:‏ شجر ذو ساقٍ واحدةٍ قويَّةٍ، له وَرَق مثل

ورَق الصَّعْتَر ولا شوك له، وقشره حَرَّاق عجيبٌ‏.‏

سذق‏:‏ السَّوْذَق والسُّوذَق؛ الأَخيرة عن يعقوب‏:‏ الصَّقر، ويقال

الشاهين، وهو بالفارسية سَوْدَناه‏.‏ والسَّوْذَنِيق أيضاً‏:‏ الصقر، وربما قالوا

سَيْذَنُوق؛ وأنشد النضر بن شميل لحميد الأَرقط‏:‏

وحادِياً كالسَّيْذَنُوقِ الأَزْرَقِ، ليس عى آثارها بِمُشْفِقِ

وكذلك السُّوذانِق، بضم السين وكسر النون؛ قال لبيد‏:‏

وإأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً

أجْدَلِيّاً، كَرُّهُ غير وَكَلْ

والسَّذَق‏:‏ ليلة الوَقُود، وجميع ذلك فارسي معرب‏.‏ التهذيب‏:‏ والسَّذَق

عند العجم معروف‏.‏ والسِّيذاقُ‏:‏ نَبْت يُبَيَّض الغَزْل برماده‏.‏

والسَّوْذَق، بالفتح‏:‏ السِّوارُ؛ وأنشد أبو عمرو‏:‏

تَرَى السَّوْذَقَ الوَضَّاحَ فيها بِمِعْصَمٍ

نَبِيلٍ، ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما

سرق‏:‏ سَرَق الشيء يسْرِقه سَرَقاً وسَرِقاً واستَرَقَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد‏:‏

بِعْتُكَها زانِيةً أو تَسْتَرِقْ، إنَّ الخبيثَ للخبيثِ يَتَّفِقْ

اللام هنا بمعنى مع، والاسم السَّرِق والسَّرِقة، بكسر الراء فيهما، وربما قالوا سَرَقَهُ مالاً، وفي المثل‏:‏ سُرِقَ السارقُ فانتحَر‏.‏ والسَّرَق‏:‏

مصدر فعل السارق، تقول‏:‏ بَرِئْتُ إليك من الإباق والسَّرَق في بيع

العبد‏.‏ ورجل سارِق من قوم سَرَقةٍ وسُرَّاقٍ، وسَرُوقٌ من قوم سُرُقٍ، وسَرُوقةٌ، ولا جمع له إنما هو كصَرورة، وكلب سَروقٌ لا غير؛ قال‏:‏

ولا يَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها

ويروى السَّرُوِّ، فَعولٌ من السُّرى، وهي السَّرِقة‏.‏

وسَرَّقه‏:‏ نسبه إلى السَّرَق، وقُرئ‏:‏ إن ابنك سُرِّق‏.‏

واسْتَرق السمْعَ أي استَرَق مُستخفِياً‏.‏ ويقال‏:‏ هو يُسارِق النظَر

إليه إذا اهْتَبَل غَفلتَه لينظر إليه‏.‏ وفي حديث عدِيّ‏:‏ ما نَخاف على

مَطيَّتها السَّرَق؛ هو بمعنى السرقة وهو في الأَصل مصدر؛ ومنه الحديث‏:‏

تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع؛ هو تفتعل من السَّرِقة أي أنها تسمعُه مختفِيةً كما

يفعل السارِق، وقد تكرر في الحديث فِعْلاً ومصدراً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وقد

جاء سَرِّق في معنى سَرَق؛ قال الفرزدق‏:‏

لا تَحْسَبَنَّ دَراهِماً سَرَّقْتَها

تَمْحُو مَخازيَكَ التي بعُمانِ

أي سَرَقْتها، قال‏:‏ وهذا في المعنى كقولهم إن الرِّقِينَ تُغَطِّي أفْنَ

الأَفِينَ أي لا تحسَبْ كَسْبَك هذه الدراهم مما يُغَطِّي مخازيك‏.‏

والاسْتِراق‏:‏ الخَتْل سِرّاً كالذي يستمع، والكَتَبةُ يَسْتَرِقُون من بعض

الحسابات‏.‏ ابن عرفة في قوله تعالى‏:‏ والسارِقُ والسارِقةُ، قال‏:‏ السارق عند

العرب من جاء مُسْتَتِراً إلى حِرْزٍ فأخذ منه ما ليس له، فإن أخذ من ظاهر

فهو مُخْتَلِس ومُسْتَلِب ومُنْتَهِب ومُحْتَرِس، فإن مَنَعَ مما في يديه فهو غاصب‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ إنْ يَسْرِقْ فقد سَرَق أخٌ له من قَبْل، يعنون

يوسف، ويروى أنه كان أخذ في صِغَره صورة، كانت تُعْبَد لبعض من خالف

ملَّة الإسلام، مِنْ ذَهَبٍ على جهة الإنكار لئلا تُعَظَّم الصورةُ

وتُعْبَد‏.‏ والمُسارَقة والاسْتِراق والتَّسَرُّق‏:‏ اختلاس النظر والسمع؛ قال

القطامي‏:‏

يَخِلَتْ عليك، فما يجود بنائل

إلا اخْتِلاس حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ

وقول تميم بن مقبل‏:‏

فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ، فإنها

كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِيا

جعل السراقة فيه اسمَ ما سُرِق، كما قيل الخُلاصة والنُّقاية لما خُلِّص

ونُقِّيَ‏.‏

وسَرِقَ الشيءُ سَرَقاً‏:‏ خَفِيَ‏.‏ وسَرِقَت مفاصلُه وانْسَرَقتْ‏:‏ ضَعُفت؛ قال الأَعشى يصف الظبْيَ‏:‏

فاتِرَ الطَّرْف في قُواه انْسِراقُ

والانْسِراق‏:‏ أن يَخْنُس إنسان عن قوم ليذهب؛ قال وقيل في قول الأَعشى‏:‏

فهي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئيلاً

فاتِرَ الطَّرْف، في قُواه انْسِراق

إن الانْسِراقَ الفتور والضعف؛ وقال الأَعشى أيضاً‏:‏

فيهن مَحْروقُ النَّواصِف مَسْـ *** ـروقُ البُغام وشادِنٌ أكْحل

أراد أن في بُغامه غُنّة فكأن صوته مسروق‏.‏

والسَّرَق‏:‏ شِقاقُ الحرير، وقيل‏:‏ هو أجوده، واحدته سَرَقة؛ قال الأخطل‏:‏

يَرْفُلْن في سَرَقِ الفِرِنْدِ وقَزِّه، يَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْيالا

قال أبو عبيدة‏:‏ هو بالفارسية أصله سَرَهْ أي جيد، فعربوه كما عرب بَرَقٌ

للْحَمَل وأصله بَرَه، ويَلْمَق لِلْقَباء وأصله يَلْمَه، وإسْتَبْرَق

للغليظ من الديباج وأصله اسْتَبْرَهْ، وقيل‏:‏ أصله سِتَبْرَهْ أي جيد، فعربوه كما عربوا بَرَق ويَلْمَق، وقيل‏:‏ إنها البِيضُ من شُقَق الحرير؛ وأنشد

للعجاج‏:‏

ونَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ، من رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ، سَبائِباً كسَرَق الحَرِيرِ

وفي الحديث عن ابن عمرو‏:‏ أن سائلاً سأله عن بيع سَرَقِ الحرير قال‏:‏ هلا

قلت شُقَق الحرير؛ قال أبو عبيد‏:‏ سَرَقُ الحَرِير هي الشُّقَقُ إلا أنها

البِيضُ خاصة، وصَرَقُ الحرير بالصاد أيضاً؛ وأنشد ابن بري للأَخطل‏:‏

كأن دَجائجاً، في الدار، رُقطاً

بَناتُ الرُّوم في سَرَقِ الحَرِير

وقال آخر‏:‏

يَرْفُلْنَ في سَرَقِ الحريرِ وقزِّه، يَسْحَبْن من هُدّابه أذيالا

وفي حديث عائشة‏:‏ قال لها رَأيْتُكِ يَحْمِلُكِ الملَكُ في سَرَقةٍ من حَرير أي قِطْعة من جَيِّد الحرير، وجمعها سَرَق‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏

رأيتُ كأنّ بيدي سَرَقةً من حرير‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ إذا بِعْتُم السَّرَقَ

فلا تَشْتَروه أي إذا بِعْتُموه نَسِيئة، وإنما خص السَّرَق بالذكر لأنه

بلَغَه أن تُجّاراً يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن، وهذا الحكم

مطَّرد في كل المَبِيعات، وهو الذي يسمى العِينَة‏.‏ والسَّوارق‏:‏ الجوامع، واحدته سارقة؛ قال أبو الطَّمَحان‏:‏

ولم يَدْعُ داعٍ مثلكمِ لِعَظيمة، إذا أزَمَت بالساعِدَيْنِ السَّوارِقُ

وقيل‏:‏ السَّوارِق مَسامير في القيود؛ وبه فسر قول الراعي‏:‏

وأزْهَر سخَّى نَفْسَه عن بِلادِه

حَنايا حَديدٍ مُقْفَل وسَوارِقه

وسارِقٌ وسَرَّاق ومَسْروق وسُراقة، كلها‏:‏ أسماء؛ أنشد سيبويه‏:‏

هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه، والمرءُ عند الرُّشا إن يَلْقَها ذِيبُ

ومَسْرُقان‏:‏ موضع أيضاً‏.‏

قال يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَري وجمع بين الموضعين‏:‏

سَقَى هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَى

مَنازِلَها من مَسْرُقان وسُرَّقا

وسُراقة بن جعشم‏:‏ من الصحابة، وفي التهذيب‏:‏ وسُراقة بن مالك المُدْلِجي

أحد الصحابة‏.‏ وسُرَّقُ‏:‏ إحدى كُوَرِ الأَهوازِ وهن سبع‏.‏ قال ابن بري‏:‏

وسُرَّق اسم موضع في العِراق؛ قال أنس بن زُنَيم يخاطب الحرث بن بَدْر

الغُداني حين ولاّه عبد الله بن زِياد سُرَّق‏:‏

أحارِ بن بَدْر، قد وَلِيتَ إمارةً، فكُنْ جُرَذاً فيها تَخُون وتَسْرِقُ

ولا تَحْقِرَنْ، يا حارِ، شيئاً أصَبْتَه، فحَظُّك من مُلْك العِراقين سُرَّقُ

فإنَّ جميعَ الناسِ إمّا مكذَّبٌ

يقول بما يَهْوَى، وإمّا مصدَّقُ

يقولون أقوالاً ولا يعلمونها، وإن قيل‏:‏ هاتوا حَقِّقوا، لم يُحَقِّقوا

قال ابن بري‏:‏ ويقال لسارِق الشِّعْر سُراقة، ولسارق النظَر إلى الغِلمان

الشَّافِن‏.‏

سردق‏:‏ السُّرادِق‏:‏ ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه‏:‏

جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ أحاطَ بهم

سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج‏:‏ صار عليهم سُرادِقٌ من العذاب‏.‏ والسُّرادِقُ‏:‏ كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو

الحائط المشتمل على الشيء‏.‏ ابن الأثير‏:‏ وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق

في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء‏.‏ وقال

بعض أهل التفسير في قوله تعالى‏:‏ وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل

النار‏.‏ وبيت مُسَرْدَق‏:‏ وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد

سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان‏:‏

هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه

صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ

الجوهري‏:‏ السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار‏.‏ وكل

بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة‏:‏

يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ، أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ

وقيل‏:‏ الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه‏:‏

يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت

الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل‏.‏ والسُّرادِقُ‏:‏ الغبار الساطع؛ قال لبيد

يصف حُمُراً‏:‏

رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ، يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال

وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً، وأنشد البيت‏.‏

سرمق‏:‏ السَّرْمَق، بالفتح‏:‏ ضرب من النبت‏.‏

سعبق‏:‏ السَّنَعْبُقُ‏:‏ نبت خبيث الريح ينبت في أعراض الجبال العالية

حِبالاً بلا وَرَق ولا يأكله شيء، وله نَوْرٌ ولا يَجْرِسه النحل البتة، وإذا

قُصِف منه عود سال منه ماء صاف لَزِجٌ له سَعابِيب؛ قال ابن سيده‏:‏ وإنما

حكمت بأنه رباعي لأنه ليس في الكلام فَعَلْلُلٌ‏.‏

سعسلق‏:‏ قال ابن بري‏:‏ السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي؛ قال الأَعور بن براء‏:‏مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ

سعفق‏:‏ قال الأَزهري‏:‏ كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل

زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أشبه ذلك، إلاّ حرفاً جاءَ نادراً وهو بنو

سَعْفوق لِخَوَل باليمامة، وبعضهم يقول سُعْفوق، بالضم؛ وأنشد ابن شميل لطريف

بن تميم‏:‏

لا تَأْمَنَنَّ سُلَيْمَى أن أُفارِقها، صَرْمي ظَعائِنَ هِنْدٍ، يوم سُعْفوق

لقد صَرَمْتُ خليلاً كان يأْلَفُني، والآمِناتُ فِراقي بعدَه خُوق

وقال‏:‏ سُعْفوق ابنه، والخَوْقاء‏:‏ الحَمْقاء من النساء‏.‏

سفق‏:‏ السَّفْق‏:‏ لغة في الصَّفْق‏.‏ وثوب سَفِيق أي صَفيق، وسَفُقَ الثوبُ

يَسْفُق سَفاقةً، فهو سَفِيق‏:‏ كَثُف، وفي التهذيب‏:‏ إذا لم يكن سَخِيفاً

وكان سَفِيقاً إذا رَدَدْته، وأسْفَقَه الحائكُ‏.‏ ورجل سَفِيقُ الوجه‏:‏

قليلُ الحياء وَقِحٌ‏.‏ وسَفَقَ البابَ سَفْقاً وأسْفَقَه فانْسَفَق أي

أغْلَقه، والصاد لغة أو مضارِعة، وسيأتي ذكره‏.‏ أبو زيد‏:‏ سَفَقْتُ البابَ

وأسْفَقْته إذا رددته؛ قال أبو منصور‏:‏ معناهما أجَفْته‏.‏ وفي حديث أبي هريرة‏:‏ كان

يَشْغَلُهم السَّفْقُ بالأَسْواق، يروى بالسين والصاد، يريد صَفْقَ

الأَكُفّ عند البيع والشراء، والسينُ والصادُ يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا

أن بعض الكلمات يكثر في الصاد وبعضها يكثر في السين، وهكذا يُرْوَى حديث

البَيْعة‏:‏ أعْطاه صَفْقةَ يمينِه، بالسين والصاد، وخصَّ اليَمينَ لأن البَيْعَ والبَيْعةَ يقع بها‏.‏ وسَفَقَ وَجْهَ الرجل‏:‏ لَطَمَه‏.‏ وأسْفَقَ

الغنمَ‏:‏ لم يَحْلُبْها في اليوم إلا مرة‏.‏

والسفقتين‏.‏ ذباب عظيم يلزم

الدواب والبقر، والصاد في كل ذلك لغة‏.‏

سفسق‏:‏ سِفْسِقة السيف‏:‏ طريقتُه، وقيل‏:‏ هي ما بين الشُّطْبَتَينِ على

صَفْح السيف طولاً، وسَفاسِقُه‏:‏ طرائقه التي يقال لها الفِرِنْد، فارسي

معرب؛ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه

قال ابن بري‏:‏ هذا مُسَمَّط وهو‏:‏

ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه، أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه

فَجَعْتُ به في مُلْتَقَى الحيِّ خيْلَه، تركتُ عِتاقَ الطير تَحْجِلُ حَوْلَه

كأنَّ على سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْيالِ

وقال عمارة‏:‏

ومِحْوَرٍ أخْضَرَ ذي سَفاسِق

والواحدة سِفْسِقة، وهي شُطْبة السيف كأنَّها عمود في متنه ممدود‏.‏

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ كان جالساً إذ سَفْسَقَ على رأسِه عُصْفور فنَكَتَه

بيدِه، أي ذَرَقَ‏.‏ يقال‏:‏ سَفْسَقَ وزَقْزَقَ وسَقَّ وزَقَّ إذا حذف

بذَرْقِه‏.‏ وسَفْسَقَ الطائر إذا رمى بسلحه‏.‏ وحديث فاطمة بنت قيس‏:‏ إني أخاف

عليكم سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء

ولم يفسره، وقد ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده في السين والقاف، والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو إني أخاف عليك قَسْقاسَتَه، بقافين

قبل السينين، وهي العصا، فأما سَفاسِفه وسفاسقه بالقاف والفاء فلا نعرفه، إلاّ أن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقه، بفاء بعدها قاف، التي

يقال لها الفِرِنْد، فارسية معرَّبة‏.‏

أبو عمرو‏:‏ فيه سَفْسُوقةٌ من أبيه ودُبَّةٌ‏.‏ أي شَبَهٌ‏.‏ والسَّفْسُوقة‏:‏ المحجَّة الواضحة‏.‏

سقق‏:‏ سَقَّ العصفورُ وسَقْسَقَ الطائرُ‏:‏ ذَرَقَ؛ عن كراع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السُّقُق المغتابون‏.‏ وروى أبو عثمان النَّهدي عن ابن مسعود‏:‏ أنه كان

يُجالِسُه إذْ سَقْسَق على رأسه عصفور ثم قذف خُرْءَ بطنِه عليه فنَكَتَه

بيده؛ قوله سَقْسَقَ أي ذَرَق‏.‏ ويقال‏:‏ سَقَّ وزَقَّ وزَخَّ وتَرَّ وهَكَّ

إذا حذف به‏.‏ وسَقْسَقَ العصفور‏:‏ صَوَّت بصوت ضعيف؛ قال الشاعر‏:‏

كم قَرْيةٍ سَقْسَقْتَها وبَعَرْتَها، فجعلْتُها لك كلَّها إقْطاعا

وذكره الجوهري شقشق، بالشين‏.‏

سعسلق‏:‏ قال ابن بري‏:‏ السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي؛ قال الأَعور بن براء‏:‏مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ

سلمق‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ يقال للعجوز سَلْمَق وسَمْلَق وشَمْلَق وشَلْمَق، كله

مقول‏.‏

سمق‏:‏ السَّمْقُ‏:‏ سَمْقُ النبات إذا طال، سمَق النبتُ والشجر والنخل

يَسْمُق سَمْقاً وسُموقاً، فهو سامِق وسَمِيقٌ‏:‏ ارتفع وعلا وطال‏.‏ ونخلة

سامقة‏:‏ طويلة جدّاً‏.‏

والسَّمِيقان‏:‏ عُودانِ في النِّير قد لُوقِيَ بين طرفيهما يحيطان بعُنق

الثور كالطوق لُوقِيَ بين طرفيهما تحت غَبْغَب الثَّورْ وأُسِرا بخيط، والجمع الأَسْمِقة‏:‏ خشبات يدخلن في الآلة التي يُنْقَل عليها اللِّبِنُ‏.‏

والسِّمِقُّ‏:‏ الطويل من الرجال؛ عن كراع‏.‏ وكذِبٌ سماقٌ‏:‏ خالص بَحْت؛ قال

القُلاخ بن حزن‏:‏

أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ، إن لم تُنَجِّينَ من الوِثاقِ، بأرْبَعٍ من كَذِبٍ سُماقِ

ويقال‏:‏ أُحِبُّك حُبّاً سماقاً أَي خالصاً، والميم مخففة‏.‏

والسمَّاق، بالتشديد‏:‏ من شجر القِفاف والجبال وله ثمر حامض عناقيدُ فيها

حَبُّ صغار يطبخ؛ حكاه أَبو حنيفة، قال‏:‏ ولا أَعلمه ينبت بشيء من أَرض

العرب إلا ما كان بالشأم، قال‏:‏ وهو شديد الحمرة‏.‏ التهذيب‏:‏ وأما الحبَّة

الحامضة التي يقال لها العَبْرَب فهو السُّمّاق، الواحدة سُمّاقة‏.‏ وقِدر

سُمّاقِيّة وتصغيرها سُمَيْمِقَة وعَبْرَبِيّة وعَرَبْرَبِيّة بمعنى

واحد‏.‏

سمحق‏:‏ السِّمْحاق‏:‏ جلدة رقيقة فوق قِحْف الرأس إذا انتهت الشجّة إليها

سميت سِمْحاقاً، وكل جلدة رقيقة تشبهها تسمى سِمْحاقاً نحو سَماحِيق

السَّلا على الجنين‏.‏ ابن سيده‏:‏ السِّمْحاق من الشِّجاج التي بينها وبين العظم

قشرة رقيقة، وفي التهذيب‏:‏ جلدة رقيقة، وكل قشرة رقيقة سِمْحاق، وقيل‏:‏

السِّمْحاق من الشِّجاج التي بلغت السِّحاءة بين العظم واللحم، وتلك

السَّحاءة تسمى السِّمْحاق، وقيل‏:‏ السِّمْحاق الجلدة التي بين العظم وبين اللحم

فوق العظم ودون اللحم، ولكل عظم سمحاق، وقيل‏:‏ هي الشجة التي تبلغ تلك

القِشرة حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها، وفي السماء سَماحيقُ من غيم، وعلى ثَرْب الشاة سماحيقُ من شحم أي شيء رقيق كالقشرة، وكلاهما على

التشبيه‏.‏ والسِّمْحاق‏:‏ أثر الختان‏.‏ الليث‏:‏ والسُّمْحوق الطويل الدقيق؛ قال

الأزهري‏:‏ ولم أَسمع هذا الحرف في باب الطويل لغيره‏.‏

سمسق‏:‏ السَّمْسَق‏:‏ السِّمْسِم، وقيل‏:‏ المَرْزَنْجوشْ‏.‏ والسَّمْسَق‏:‏

الياسمين، وقيل الآسُ، وقال الليث‏:‏ سَمْسَق‏.‏

سملق‏:‏ السَّمْلَق‏:‏ الأَرض المستوية، وقيل‏:‏ القَفْر الذي لا نبات فيه؛ قال عمارة‏:‏

يَرْمِي بهِنَّ سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ

وذكره الجوهري في سلق‏.‏ والسَّمْلَق‏:‏ القاع المستوي الأملس والأجْرَد لا

شجر فيه وهو القَرِق؛ قال جميل‏:‏

ألم تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُ‏؟‏

وهل تخْبِرَنْكَ اليومَ بَيْدارُ سَمْلقُ‏؟‏

وقال رؤبة‏:‏

ومَخْفِق أَطْرافُه في مَخْفِقِ، أخْوَق من ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ

إذا انْفأَت أجوافُه عن سَمْلقِ، مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ

وفي حديث علي، رضوان الله عليه‏:‏ ويَصير معْهدُها قاعاً سَمْلَقاً؛ هو الأَرض المستوية الجرداء التي لا شجر بها؛ وقول أَبي زبيد‏:‏

فإلى الوَلِيدِ اليومَ حنَّتْ ناقتي، تَهْوي بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ

يجوز أن يكون أَراد بمُغْبَرّات المتون فوضع الواحد موضع الجمع ووصفه

بالجمع، ويجوز أن يكون أَراد سَمْلَقاً فجعله سَمالِقَ كأَنَّ كل جزء منه

سَمْلَقٌ‏.‏ وامرأة سَمْلَقٌ‏:‏ لا تَلِد، شُبَّهت بالأَرض التي لا تنبت؛ قال‏:‏مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا

وهو مذكورفي الشين‏.‏ والسَّمْلَق والسَّمْلَقة‏:‏ الرَّدِيئة في البُضْع‏.‏

والسَّمْلَقةُ‏:‏ التي لا إسْكتين لها‏.‏ وكذِبٌ سَمَلّقٌ‏:‏ خالص بَحْت؛ قال

رؤبة‏:‏

يَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا

أَبو عمرو‏:‏ يقال للعجوز سَمْلَق وسَلْمَق وشمْلَق وشَلْمَق‏.‏ وعجوز

سَمْلَق‏:‏ سيئة الخلق‏.‏

سنق‏:‏ السَّنَقُ‏:‏ البَشَمُ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ السَّنِقُ الشَّبْعان

كالمُتَّخِم‏.‏ سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فهو سَنِقٌ وسَنق‏:‏ بَشِم، وكذلك الدابة؛ يقال‏:‏

شرب الفصيل حتى سَنِقَ، بالكسر، وهو كالتُّخَمَة‏.‏ الليث‏:‏ سَنِقَ الحمارُ

وكل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتى أَصابه كالبَشَم، وهو الأَحمّ

بعينه غير أن الأحمّ يستعمل في الناس، والفصيلُ إذا أكثر من اللبن يكاد

يمرض؛ قال الأَعشى‏:‏

ويأمُرُ لليَحْموم، كلَّ عَشِيّة، بِقَتٍّ وتَعْلِيقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ

وأَسْنَقَ فلاناً النعيمُ إذا قَرَّفَه، وقد سَنِقَ سَنَقاً؛ وقال لبيد

يصف فرساً‏:‏

فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، لاحِقُ البَطْنِ إذا يَعْدُو زَمَلْ

والسُّنَّيْقُ‏:‏ البيت المُجَصَّص‏.‏ والسُّنَّيْقُ‏:‏ البقرة؛ ولم يفسر أَبو

عمروقول امرئ القيس‏:‏

وسِنّ كسُنَّيْقٍ سَناءً وسُنَّماً، دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجير نَهوضِ

ويروى سَناماً وسُنَّماً، وفسره غيره فقال‏:‏ هو جبل‏.‏ التهذيب‏:‏ وسُنَّيْق

اسم أكمة معروفة؛ وأَورد بيت امرئ القيس‏.‏ شمر‏:‏ سُنَّيْقٌ جُمِعَ

سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وهي الآكام‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ لا أدري ما سُنَّيْق‏.‏

الأَزهري‏:‏ جعل شمر سُنَّيقاً اسماً لكل أكمة وجعله نكرة مصروفة، قال‏:‏ وإذا

كان سُنَّيْق اسم أكمة بعينها فهي عندي غيرمجراة لأنها معرفة، وقد أجراها

امرؤُ القيس وجعلها كالنكرة، وفي نسخة كالبقرة، على أن أن الشاعر إذا

اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف‏.‏

سندق‏:‏ الفراء‏:‏ سُنْدوق وصُنْدوق، ويجمع سَنادِيقَ وصَنادِيقَ‏.‏

سنسق‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ قال المبرد روي أن خالد ابن صفوان دخل على

يزيد بن المهلب وهويتغدّى فقال‏:‏ يا أبا صفوان، الغداءَ فقال أيها الأمير، لقد أكلت أكلة لستُ ناسِيَهَا، أتيتُ ضَيْعَتي إبّانَ العِمارةِ

فَجُلْتُ فيها جولة، ثم مِلْت إلى غُرْفة هَفّافةٍ تخترقها الرياح فُرِشَت

أرضُها بالرياحين‏:‏ من بين ضَيْمَرَانٍ نافحٍ، وسَنْسَقٍ فائِحٍ، وأُتِيتُ

بخُبزِ أرْزٍ كأنه قِطَع العقيق، وسمك بناني بِيض البطون سود المنون عراض

السّرَر غلاظ القَصَر، ودُقَّة وخلٍّ ومُرِّيٍّ؛ قال المبرد‏:‏ السَّْنسَقُ

صغار الآس، والدُّقَّة المِلْح‏.‏

سهق‏:‏ السَّهُوَق والسَّوْهَق‏:‏ الريح الشديدة التي تَنْسِج العَجاجَ أَي

تَسْفي؛ الأخيرة عن كراع‏.‏ والسَّهْوَق‏:‏ الرِّيّان من كل شيء قبل النماء‏.‏

الليث‏:‏ السَّهْوَق كل شيء تَرَّ وارْتوَى من سُوق الشجر؛ وأَنشد‏:‏

وَظِيف أَزجّ الخطْوِ رَيْان سَهْوَق

أَزجّ الخطو‏:‏ بَعيد ما بين الطرفين مُقَوَّس‏.‏ والسَّهْوَق‏:‏ الطويل من الرجال ويستعمل في غيرهم؛ قال المرَّار الأَسدي‏:‏

كأَنَّني فوقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ

جَأبٍ، إذا عَشَّرَ، صاتي الإرْنان

وأنشد يعقوب‏:‏

فهي تُباري كلَّ سارٍ سَهْوَقِ، أَبَدَّ بَيْنَ الأُذُنَيْنِ أَفْرَقِ

مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلٍّ مُطْرِقِ، لا يُؤدِمُ الحيَّ إذا لم يُغْبَقِ

وخص بعضهم به الطويل الرجلين‏.‏ والسَّهَوَّق كالسَّهْوق؛ عن الهجري؛ وأَنشد‏:‏

منهن ذات عُنُقٍ سَهَوَّق

وشجرة سَهْوَق‏:‏ طويلة الساق‏.‏ ورجل قَهْوَسٌ‏:‏ طويل ضخم، والألفاظ الثلاثة

بمعنى واحد في الطول والضَّخَم، والكلمة واحدة، إلا أنها قُدِّمَت

وأخِّرت كما قالوا في كلامهم عَبَنْقاة وعَقَنْباة وبَعَنْقاة‏.‏ والسَّوْهَق‏:‏

الطويل كالسَّهْوَقِ‏.‏ والسَّهْوَق‏:‏ الكَذّاب‏.‏

وساهُوق‏:‏ موضع‏.‏

سوق‏:‏ السَّوق‏:‏ معروف‏.‏ ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً، وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القيسي، ويقال لأبي زغْبة

الخارجي‏:‏

قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ

وقوله تعالى‏:‏ وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد؛ قيل في التفسير‏:‏

سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها، وشَهِيد يشهد عليها بعملها، وقيل‏:‏ الشهيد هو عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ، واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ

وسَوَّقَها‏:‏ كساقَها؛ قال امرؤ القيس‏:‏

لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ، كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ

وفي الحديث‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس

بعَصاه؛ هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه، ولم يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلاّ أن في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وسَوَّاق

يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإبل

يَقْدُمُها؛ ومنه‏:‏ رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير‏.‏

وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، وكذلك تقاوَدَت

فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة‏.‏ وفي حديث أُم معبد‏:‏ فجاء زوجها يَسُوق

أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ‏.‏ والمُساوَقة‏:‏ المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق

بعضاً، والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها

تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض‏.‏ وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً

وأَساقَه، وإن كان دراهمَ أَو دنانير، لأن أَصل الصَّداق عند العرب

الإبلُ، وهي التي تُساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما‏.‏ وساقَ

فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها‏.‏ والسِّياق‏:‏ المهر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنه رأى

بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال‏:‏ مَهْيَمْ، قال‏:‏ تزوَّجْتُ امرأة من الأَنصار، فقال‏:‏ ما سُقْتَ إليها‏؟‏ أَي ما أَمْهَرْتَها، قيل للمهر سَوْق

لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ

على أموالهم، وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً؛ وقوله في رواية‏:‏ ما سُقْتُ منها، بمعنى البدل كقوله تعالى‏:‏ ولو نشاء لَجَعَلْنا

منكم ملائكة في الأرض يََخْلفقون؛ أي بدلكم‏.‏ وأَساقه إبلاً‏:‏ أَعطاه إياها

يسُوقها‏.‏ والسَّيِّقةُ‏:‏ ما اختَلَس من الشيء فساقَه؛ ومنه قولهم‏:‏ إنما

ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل‏:‏ السَّيِّقةُ التي تُساقُ

سوْقاً؛ قال‏:‏

وهل أنا إلا مثْل سَيِّقةِ العِدا، إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وإن جبّأتْ عَقْرُ‏؟‏

ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد البيت أيضاً‏:‏

وهل أنا إلا مثل سيِّقة العدا

الأَزهري‏:‏ السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة‏.‏

الأَصمعي‏:‏ السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح، كان فيه ماء أَو لم يكن، وفي الصحاح‏:‏ الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء‏.‏

وساقةُ الجيشُ‏:‏ مؤخَّرُه‏.‏ وفي صفة مشيه، عليه السلام‏:‏ كان يَسُوق

أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تواضُعاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه‏.‏ وفي الحديث في صفة الأَولياء‏:‏ إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيش‏.‏ كان

فيه الساقةُ؛ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون من ورائه يحفظونه؛ ومنه ساقةُ الحاجّ‏.‏

والسَّيِّقة‏:‏ الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى؛ عن ثعلب‏.‏

والمِسْوَق‏:‏ بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه‏.‏ والأساقةُ‏:‏ سيرُ

الرِّكابِ للسروج‏.‏

وساقَ بنفسه سياقاً‏:‏ نَزَع بها عند الموت‏.‏ تقول‏:‏ رأيت فلاناً يَسُوق

سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت، يعني الموت؛ الكسائي‏:‏ تقول هو يَسُوق

نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه‏.‏ ويقال‏:‏ فلان

في السِّياق أي في النَّزْع‏.‏ ابن شميل‏:‏ رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت

يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق‏.‏ والسِّياق‏:‏ نزع الروح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ دخل

سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من بدَنه، ويقال له السِّياق أيضاً، وأَصله سِواق، فقلبت الواو ياء لكسرة

السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو في سِياق الموت‏.‏

والسُّوق‏:‏ موضع البياعات‏.‏ ابن سيده‏:‏ السُّوق التي يُتعامل فيها، تذكر

وتؤنث؛ قال الشاعر في التذكير‏:‏

أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي

بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ

عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه

سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ

المَعْصوب‏:‏ السوط، وسَحِيفُه صوته؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

إنِّي إذالم يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه، ورَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه، طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِيقُه

والجمع أسواق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في الأَسْواق؛ والسُّوقة لغة فيه‏.‏ وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا‏.‏ وفي حديث الجُمعة‏:‏ إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة، وهي تصغير السُّوق، سميت بها

لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها‏.‏ وسُوقُ القتالِ والحربِ

وسوقَتُه‏:‏ حَوْمتُه، وقد قيل‏:‏ إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها‏.‏

الليث‏:‏ الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان‏.‏ والساقُ‏:‏ ساقُ القدم‏.‏

والساقُ من الإنسان‏:‏ ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل‏:‏

ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء‏:‏ ما فوق الكُراع؛ قال‏:‏

فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها، ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ

وامرأة سوْقاء‏:‏ تارّةُ الساقين ذات شعر‏.‏ والأَسْوَق‏:‏ الطويل عَظْمِ

الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد‏:‏

قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ

الجوهري‏:‏ امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ‏.‏ والأَسْوَقُ‏:‏ الطويل الساقين؛ وقوله‏:‏

للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به، حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد‏.‏ والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى‏:‏

والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل‏:‏

فإذا قامَتْ إلى جاراتِها، لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ

وفي حديث القيامة‏:‏ يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد، وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثم ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا‏.‏ لا ساقَ هناك ولا

كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال‏:‏ شمَّر ساعِدَه وكشفَ

عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم‏.‏ ابن سيده في قوله تعالى‏:‏ يوم

يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم‏:‏ قامت الحربُ على ساق، ولسنا

ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي

التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة

والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت

الحماسة لجدّ طرفة‏:‏

كَشَفَتْ لهم عن ساقِها، وبدا من الشرَّ الصُّراحْ

وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون

للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا

دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول

دريد‏:‏

كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه

أَراد أَنه مشمر جادٌّ، ولم ييرد خروج الساق بعينها؛ ومنه قولهم‏:‏

ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ‏.‏ وقال ابن مسعود‏:‏ يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه

عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً

طبقاً كان فيها السَّفافيد‏.‏ وأَما قوله تعالى‏:‏ فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق

والأَعْناق، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ؛ الجوهري‏:‏ الجمع سُوق، مثل

أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل‏:‏

كأنّ مُناخاً، من قُنونٍ ومَنْزلاً، بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ

وقال الشماخ‏:‏

أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ

له الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ‏؟‏

فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ، وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ

وفي الحديث‏:‏ لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ؛ هما

تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صَغَّر الساقين

لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة‏.‏ وفي حديث الزِّبْرِقان‏:‏

الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطويل الساق والعُنُقِ‏.‏ وساقُ الشجرةِ‏:‏

جِذْعُها، وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها، وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ

وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نادرة، توهموا ضمة السين

على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري؛ وهَمَزَها جرير في قوله‏:‏أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي

وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ‏:‏ عاداً

الأؤْلى‏.‏ وفي حديث معاوية‏:‏ قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه، فقال‏:‏

أَنتَ كما قال‏:‏

إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ، لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا‏.‏

أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة

إلا تَعَلَّق بأُخرى، تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن

يدور مع الشمس‏.‏

وسَوَّقَ النَّبتُ‏:‏ صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة‏:‏

لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كأنه

مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ

وساقَه‏:‏ أَصابَ ساقَه‏.‏ وسُقْتُه‏:‏ أصبت ساقَه‏.‏ والسَّوَقُ‏:‏ حُسْن الساقِ

وغلظها، وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ؛ وقول العجاج‏:‏

بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ، يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ، هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ

الحَصاد‏:‏ بقلة يقال لها الحَصادة‏.‏ والسَّوَّاقُ‏:‏ الطويل الساق، وقيل‏:‏ هو ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت؛ والمُخْدِرُ‏:‏ القاطع خِدْرَه، وخَضَرَه‏:‏ قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زيد، سيف مُخْدِر‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال ولدت

فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية؛ ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد، وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية، وبنى

القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة، وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر

وتحزَّم به، وقامت الحربُ على ساقٍ، وهو على المَثَل‏.‏ وقام القوم على ساقٍ‏:‏

يراد بذلك الكد والمشقة‏.‏ وليس هناك ساقٌ، كما قالوا‏:‏ جاؤوا على بَكْرة

أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، وكما قالوا‏:‏ شرٌّ لا يُنادى وَليدُه‏.‏ وأَوهت

بساق أي كِدْت أَفعل؛ قال قرط يصف الذئب‏:‏

ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بعيد، فلم أَفْعَلْ، وقد أَوْهَتْ بِساقِ

وقيل‏:‏ معناه هنا قربت العدّة‏.‏ والساق‏:‏ النَّنْفسُ؛ ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، في حرب الشُّراة‏:‏ لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي؛ التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي‏.‏ والساقُ‏:‏ الحمام

الذكر؛ وقال الكميت‏:‏

تغْريد ساقٍ على ساقٍ يُجاوِبُها، من الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل

عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة، وساقُ حُرٍّ‏:‏ الذكر من القَمارِيّ، سمي بصوته؛ قال حميد بن ثور‏:‏

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما

ويقال له أيضاً السَّاق؛ قال الشماخ‏:‏

كادت تُساقِطُني والرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ

حمامةٌ، فَدَعَتْ ساقاً على ساقِ

وقال شمر‏:‏ قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها‏.‏ ويقال‏:‏ ساقُ حُرٍّ

صوت القُمْريّ‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا

سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم، يقال للواحد سُوقة وللجماعة

سُوقة‏.‏ الجوهري‏:‏ والسُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّيٍّ‏:‏

ولَمْ تَرَعَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ، ولا مَلِكاً تَجْبي إليه مَرازِبه يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر‏:‏

فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا، إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

أَي نخْدُم الناس، قال‏:‏ وربما جمع على سُوَق‏.‏ وفي حديث المرأة

الجَوْنيَّة التي أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أَن يدخل بها‏:‏ فقال لها هَبي

لي نَفْسَك، فقالت‏:‏ هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة‏؟‏ السُّوقةُ من الناس‏:‏ الرعية ومَنْ دون الملِك، وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل

الأَسْواق‏.‏ والسُّوقة من الناس‏:‏ من لم يكن ذا سُلْطان، الذكر والأُنثى

في ذلك سواء، والجمع السُّوَق، وقيل أَوساطهم؛ قال زهير‏:‏

يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً، نالا المُلوكَ وبَذَّا هذه السُّوَقا

والسَّوِيق‏:‏ معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة، والجمع أَسْوِقة‏.‏

غيره‏:‏ السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير‏.‏ ويقال‏:‏ السَّويقُ المُقْل

الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الخمر، وسَوِيقُ

الكَرْم الخمر؛ وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم‏:‏

تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ، وما جَرْمٌ، وما ذاكَ السَّويقُ‏؟‏

وما عرفت سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ، ولا أَغْلَتْ به، مُذْ قام، سُوقُ

فلما نُزِّلَ التحريمُ فيها، إذا الجَرْميّ منها لا يُفِيقُ

وقال أَبو حنيفة‏:‏ السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ

الحمار، وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى، وربما طال وربما قصر‏.‏

وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل‏:‏ موضعان؛ أَنشد ثعلب‏:‏

تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ، بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ

وسُوَيْقة‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

هِيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ، كانت مُباركةً من الأَيّام

وساقان‏:‏ اسم موضع‏.‏ والسُّوَق‏:‏ أَرض معروفة؛ قال رؤبة‏:‏

تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ

وسُوقة‏:‏ اسم رجل‏.‏

سوذق‏:‏ السَّوْذَق والسَّوْذَنِيق والسُّوذانِق‏:‏ الصَّقر، وقيل الشاهين؛ قال لبيد‏:‏

وكأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً

أجْدَلِيّاً، كَرُّه غير وَكِلْ

والسَّوْذَق والسَّوْذَنِيق، والسين فيهما بالفتح، وربما قالوا

سَيْذَنوق؛ وأَنشد النضر بن الشميل‏:‏

وحادِياً كالسَّيْذَنوق الأَزْرَقِ

والسُّوذانِق، بضم السين وكسر النون‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ السَّوْذَق الشاهين، والسَّوْذَق السِّوار؛ وأَنشد‏:‏

ترى السَّوْذَقَ الوضَّاح منها بِمِعْصَمٍ

نَبِيل، ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما

ابن الأَعرابي‏:‏ السَّوْذَقيّ النشيط الحَذِر المحتال‏.‏

والسَّذَق‏:‏ ليلة الوَقود، وجمع ذلك فارسي معرب‏.‏

شبق‏:‏ الشَّبَقُ‏:‏ شدة الغُلْمة وطلبُ النكاح‏.‏ يقال‏:‏ رجل شَبِقٌ وامرأة

شَبِقةٌ‏.‏ وشَبِقَ الرجل، بالكسر، شَبَقاً، فهو شَبِقٌ‏:‏ اشتدت غلمته، وكذلك

المرأة‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أنه قال لرَجل مُحْرِم وطئ امرأَتَه قبل

الإفاضة شَبَقٌ شديد، وقد يكون الشَّبَقُ في غير الإنسان؛ قال رؤبة يصف حماراً‏:‏

لا يَتْرُك الغَيْرةَ من عَهْدِ الشَّبَقْ

شبرق‏:‏ ثوب مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ

وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق‏:‏ مقطَّع ممزَّق‏.‏ وقد شَبْرَقَه

شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً؛ المصدر عن كراع‏:‏ مزَّقه؛ قال

امرؤ القيس‏:‏

فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بالسّاق والنَّسا، كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ

والمُقَدَّسُ‏:‏ الراهب ينزل من صَوْمَعتِه إلى بيت المَقْدِس فيمزِّق

الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً به‏.‏ الليث‏:‏ ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً

وسَخافةً‏.‏ وصار الثوب شَبارِيقَ أي قِطَعاً؛ وأَنشد لذي الرمة‏:‏

فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه، على عَصَوَيْها، سابِريُّ مُشَبْرَقُ

قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الأَسود بن يعفر‏:‏

لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً، فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا

والمُشَبْرَقُ من الثياب‏:‏ الرقيقُ الرديء النسج، ويقال للثوب من الكتان

مثل السَّبَنِيّة مُشَبرَق‏.‏ وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أي قطَّعْته‏.‏

وشَبرَقَ البازي اللحم‏:‏ نَهَسَه‏.‏ وشَبْرَقَت الدابةُ في مَشْيها‏:‏

باعَدَتْ خَطْوَها‏.‏ والشِّبْراق‏:‏ شِدَّة تباعُدِ ما بين القوائم؛ قال‏:‏

كأنَّها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ

من ذَرْوِها، شبْراق شَدٍّ ذي عَمَقْ

وروي‏:‏

من جَذْبِها شِبْراق شدٍّ ذي مَعَقْ

والدابة يُشَبرِق في عَدْوِه‏:‏ وهو شدَّة تَباعُد قوائِمه‏.‏

والشِّبْرِقِ، بالكسر‏:‏ نبات غضٌّ، وقيل‏:‏ شجرمَنْبِته نجد وتهامة وثمرتُه

شاكة صغيرة الجرم حرام مثل الدم منبتها السِّباخ والقِيعان، واحدته

شِبْرِقة؛ وقالوا‏:‏ إذايَبِس الضَّرِيع فهو الشِّبْرِق، وهو نبت كأظفار

الهِرِّ‏.‏ الفراء‏:‏ الشِّبْرِق نبت وأَهل الحجاز يسمونه الضَّريعَ إذا يبس، وغيرهم يسمّيه الشّبْرِقَ‏.‏ الزجاج‏:‏ الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو شِبْرِق، فإذا يبس فهو الضَّريع‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الشِّبْرِق يقال له

الحِلَّة، ومَنْبِتُه نجد وتهامة، وثمرته حَسَكة صِغار، ولها زهرة حمراء‏.‏

والشِّبْرِقةُ‏:‏ الشيء السخيف القليل من النبات والشجر؛ هكذا حكاه أَبو حنيفة

مؤثناً بالهاء‏.‏ ويقال‏:‏ في الأَرض شِبْرِقة من نبات وهي المُنْتَثِرة‏.‏ ابن شميل‏:‏ الشِّبرِق الشيء السخِيف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ، والشِّبْرِقة من الجَنَبة، وليس في البقل شِبْرِقة ولا يخرج إلا في الصيف‏.‏

والشِّبْرِق، بالكسر‏:‏ نبت وهو رَطْب الضَّريع؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فأَتْبَعْتُهم طَرْفي، وقد حالَ دُونَهم

عَوازِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِق

وفي حديث عطاء‏:‏ لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من أَصله؛ الشِّبْرِق‏:‏ نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يَبِس سمي الضريع؛ معناه لا

بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يُسْتَأصَلا؛ ومنه في ذكر المستهزئين‏:‏

فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ

فهلك؛ أَبو عمرو‏:‏ المُشَبْرَق الرقيق من الثياب، والمقطوع أَيضاً

مُشَبْرَق‏.‏

اللحياني‏:‏ ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق، والشِّبْرقة

القطعة من الثوب، والشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة، فارسي معرب أَلحقوه

بعُذافِر‏.‏ وشِبْرِقٌ‏:‏ اسم عربي؛ حكاه ابن دريد وقال‏:‏ لا أَعرفه‏.‏

شبزق‏:‏ قال الأَزهري‏:‏ سمعت المنذري يقول سمعت أبا علي يقول سمعت أبا

الهيثم يقول‏:‏ الشَّبْزَق هكذا سمعته دِيْوْكَدْ خَزِيدَهْ كَرْدَه؛ قال محمد‏:‏

وهكذا وجدته في الأَصل فنقلته على صورته وأَوهمني فيه

نقطة على الراء في لفظة الشَّبْرَق، فلست

أَدري أَهي سهو من الناسخ أَو أَن تكون اللفظة شَبْزَق، بالزاي، والله أعلم‏.‏

شدق‏:‏ الشِّدْق‏:‏ جانب الفم‏.‏ ابن سيده‏:‏ الشِّدْقان والشَّدْقانِ

طِفْطِفَةُ الفم من باطن الخَدَّينِ‏.‏ يقال نفخ في شِدْقَيه‏.‏ وشِدْقا الفرس‏:‏

مَشَقُّ فَمِه إلى منتهى حدِّ اللجام، والجمع من كل ذلك أَشْداق وشُدوق‏.‏ وحكى

اللحياني‏:‏ إنه لَواسعُ الأَشْداقِ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجعل كلُّ

واحد منه جزءاً، ثم جمع على هذا‏.‏ وشَفةٌ شَدْقاء‏:‏ واسعةُ مَشَقِّ

الشِّدْقَيْنِ‏.‏ والأَشْدَق‏:‏ العريض الشِّدْق الواسعُه المائلُه، أَيَّ ذلك كان‏.‏

وشِدْقا الوادي‏:‏ ناحيتاه‏.‏ ورجل أَشْدَق‏:‏ واسع الشِّدْق، والأُنثى شَدْقاء‏.‏

والشِّدَق، بالتحريك‏:‏ سَعة الشِّدْق، وفي التهذيب‏:‏ سَعة الشِّدْقَيْنِ

وقد شَدِقَ شَدَقاً‏.‏ وخَطِيبٌ أَشْدَق بَيِّنُ الشَّدَقِ‏:‏ مُجِيد‏.‏

والمُتَشَدِّق‏:‏ الذي يَلْوي شِدْقَه للتَّفَصُّح‏.‏ ورجل أَشْدَق إذا كان

مُتَفَوِّهاً ذا بيانٍ، ورجال شُدْقٌ؛ قال‏:‏ ومنه قيل لعمرو بن سعيد الأَشْدَق

لأَنه كان أَحدَ خُطباء العرب‏.‏ ويقال‏:‏ هو مُتَشَدِّق في منطقه إذا كان

يتوسع فيه ويَتَفَيْهَق‏.‏ وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَفْتَتِح

الكلام ويختَتِمه بأَشْداقِه؛ الأَشْداقُ‏:‏ جوانب الفم وإنما يكون ذلك

لرُحْبِ شِدْقيه، والعرب تَمْتَدِح بذلك، ورجل أَشْدَق بيّن الشَّدَق‏.‏

فأَما حديثه الآخر‏:‏ أَبْغَضُكم إلىَّ الثّرْثارون المُتَشَدِّقون، فهم

المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل‏:‏ أَراد بالمُتَشَدِّق

المُسْتهزئ بالناس يَلْوي شِدْقه بهم وعليهم‏.‏ وتَشَدَّق في كلامه‏:‏ فتح فمه

واتسع‏.‏

والشَّداقُ من سِماتِ الإبل‏:‏ رَسْمٌ على الشِّدْق؛ عن ابن حبيب في تذكرة

أَبي عليّ‏.‏

والشَّدْقَم والشَّدْقَميّ‏:‏ الأشْدَق، زادُوا فيه الميم كزيادتهم لها في فُسْحُمٍ وسُتْهُم، وجعله ابن جني رُباعِيّاً من غير لفظ الشِّدْق‏.‏

وشِدقٌ شَدْقَم‏:‏ عريض‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ حدَّثَه رجل بشيء فقال‏:‏ ممن سمعتَ هذا‏؟‏ فقال‏:‏ من ابن عباس، قال‏:‏ من الشَّدقَم‏؟‏ أي الواسع الشِّدْق، وبوصف به المِنْطِيق البليغ المُفَوَّه، والميم زائدة‏.‏ وشَدْقَم‏:‏ اسم فحل‏.‏

والأَشْدق‏:‏ سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص‏.‏