فصل: (تابع: حرف القاف)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف القاف‏]‏

فرق‏:‏ الفَرْقُ‏:‏ خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل‏:‏

فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء

وتَفَرَّق وافْتَرقَ‏.‏ وفي حديث الزكاة‏:‏ لا يُفَرَّقُ

بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه

مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه‏:‏ لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة

أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ

بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو

كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة، وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء‏.‏ وفي الحديث‏:‏

البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا

؛ اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل‏:‏ هو بالأَبدان، وإِليه ذهب

معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما‏:‏ إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه‏:‏ أَنه

كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى

يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة، فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار، وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع‏.‏ والتَّفَرّقُ

والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال

فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ

بين الرجلين فَتَفَرّقا‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ فَرِّقُوا عن

المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول‏:‏ إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف

الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان

يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإن تبين له بعد الشك اليقينُ

جَمَعَ بينهما‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني

أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أن يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته

جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل‏.‏ وقوله

تعالى‏:‏ وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه‏.‏ والفِرْقُ‏:‏ القِسْم، والجمع أَفْراق‏.‏ ابن جني‏:‏ وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء، شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه

بالتَّفَارِيق‏.‏

والفِرْقُ‏:‏ الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى‏:‏

فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم‏.‏ التهذيب‏:‏ جاءَ

تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى‏:‏ وأَوحينا إِلى موسى

أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد

فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره‏.‏ وفَرَق بين

القوم يَفْرُق ويَفْرِق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛ قال اللحياني‏:‏ وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا، بكسر الراء‏.‏

وفَرَّقَ

بينهم‏:‏ كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني‏.‏ وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً

وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني‏.‏ الجوهري‏:‏ فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق

فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ

وافْتَرَقَ

وتَفَرَّق، قال‏:‏ وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين

الأَجسام، قال‏:‏ وقول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ البَيِّعان بالخيار ما لم يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا‏.‏ والفُرْقة‏:‏

مصدر الافْتِرَاقِ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي

من الافْتِرَاقِ‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه

وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب

كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة‏.‏

وفارَقَ

الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً‏:‏ بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة‏.‏ وتَفَارق

القومُ‏:‏ فَارَقَ بعضهم بعضاً‏.‏ وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً‏:‏

بايَنَها‏.‏ والفِرْقُ

والفِرْقةُ والفَرِيقُ‏:‏ الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق‏.‏ والفِرْقةُ‏:‏

طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَفارِيق العرب، وهو جمع

أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري‏:‏ الفَرِيقُ من الناس

وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير‏:‏

أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ، ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ‏؟‏

قال‏:‏ وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق

وأَفْواق وأَفَاويق‏.‏ والفِرْقُ‏:‏ طائفة من الناس، قال‏:‏ وقال أَعرابي

لصبيان رآهم‏:‏ هؤُلاء فِرْقُ سوء‏.‏ والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ‏:‏ مُفَرَّقة؛ قال‏:‏

أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا‏؟‏

فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

قال سيبويه‏:‏ قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ عن

اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر‏:‏

أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا، أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا

قال ابن الأَعرابي‏:‏ العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر

السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ‏:‏ فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي

تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل

لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ، وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته

فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما‏.‏

والفَرْقُ‏:‏ تَفْرِيقُ

ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان‏.‏ والفَرْقُ‏:‏ الفصل بين الشيئين‏.‏ فَرَقَ

يَفْرُقُ فَرْقاً‏:‏ فصل‏:‏ وقوله تعالى‏:‏ فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب‏:‏

هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وقرآناً

فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق، ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ‏.‏ التهذيب‏:‏ قرئَ فَرَّقْناه

وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل

على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل

ليفهمه الناس‏.‏ وقال الليث‏:‏ معناه أَحكمناه كقوله تعالى‏:‏ فيها يُفَرَّقُ

كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى

أَحكمناه وفصلناه‏.‏ وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه

مخففة‏.‏ وفَرَقَ الشعرَ

بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه‏:‏ سَرَّحه‏.‏ والفَرْقُ‏:‏ موضع

المَفْرِق من الرأْس‏.‏ وفَرْقُ الرأْس‏:‏ ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال

أَبو ذؤيب‏:‏

ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه

مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ

شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك‏:‏ وسط رأْسه‏.‏

وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه

فَرَقَ

وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره

فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر

ثم فَرَقَ‏.‏ ويقال للماشطة‏:‏ تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً‏.‏

والمَفْرَق والمَفْرِقُ‏:‏ وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك

مَفْرَق الطريق‏.‏ وفَرَقَ له عن الشيء‏:‏ بيَّنه له؛ عن ابن جني‏.‏

ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه‏:‏ مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم

للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على

ذلك‏.‏ وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان‏.‏

والفَرَقُ في النبات‏:‏ أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن

واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً‏.‏ وقال أَبو

حنيفة‏:‏ نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض‏.‏ ورجل أَفْرقُ‏:‏ للذي ناصيته

كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق

، وكذلك

اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز‏:‏

يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ، تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ

الليث‏:‏ الأَفْرقُ

شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة‏.‏

والفرقاءُ من الشاءِ‏:‏ البعيدة ما بين الخصيتين‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأَفْرقُ‏:‏

المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ‏.‏ وتَيْس أَفْرَقُ‏:‏ بعيد ما بين

القَرْنَيْن‏.‏ وبعير أَفْرَقُ‏:‏ بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ‏.‏ وديك أَفْرَقُ‏:‏ ذو

عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما‏.‏ والأفْرَقُ من الرجال‏:‏ الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ

شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل‏:‏ الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره، وقيل‏:‏ هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال‏:‏

ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ

وأَنشده يعقوب‏:‏ من القِرْقِ البطاء، وقال‏:‏ القِرْقُ الأَصل، قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري كيف هذه الرواية‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ الأَفْرَقُ من الدواب الذي

إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة‏.‏ وفرس أَفْرَقُ‏:‏ له خصية

واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً‏.‏

والمَفْروقان من الأَسباب‏:‏ هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي

يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ، وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ‏.‏

والفُرْقانُ‏:‏ القرآن‏.‏ وكل ما فُرِقَ

به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى‏:‏ ولقد آتينا

موسى وهرون الفرقان‏.‏ والفُرْق أَيضاً‏:‏ الفُرْقان ونظيره الخُسْر

والخُسْران؛ وقال الراجز‏:‏

ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ

وفي حديث فاتحة الكتاب‏:‏ ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور

ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان‏:‏ من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ

بين الحق والباطل والحلال والحرام‏.‏ ويقال‏:‏ فَرَقَ بين الحق والباطل، ويقال أَيضاً‏:‏ فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع‏:‏

والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ، ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ

وفي الحديث‏:‏ محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين

والكافرين بتصديقه وتكذيبه‏.‏ والفُرْقان‏:‏ الحُجّة‏.‏ والفُرْقان‏:‏ النصر‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ

من نَصْره ما كان بين الحق والباطل‏.‏ التهذيب وقوله تعالى‏:‏ وإِذ آتينا

موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال‏:‏ يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ

الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا

الموضع فقال تعالى‏:‏ ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه

وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال

الفراء‏:‏ آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال‏:‏ والقول الذي

ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول‏.‏

والفَارُوقُ‏:‏ ما فَرَّقَ بين شيئين‏.‏ ورجل فارُوقٌ‏:‏ يُفَرِّقُ ما بين

الحق والباطل‏.‏ والفارُوقُ‏:‏ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب‏:‏ لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث

ذكره، وقيل‏:‏ إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛ وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز‏:‏

أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ، فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ

وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً‏:‏

إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ، ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا، مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا

نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا

والفَرَقُ‏:‏ ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد

انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق

الصبح، وقيل‏:‏ الفَرَقُ الصبح نفسه‏.‏ وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال‏:‏ وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد‏:‏

حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

والفارِقُ من الإِبل‏:‏ التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل‏:‏

هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق، وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة

بن طارق‏:‏

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ، ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق، من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

قال‏:‏ وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو

الرمة‏:‏

أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها

تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

الجوهري‏:‏ وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال

فارق‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ

من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً‏:‏

له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ، يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري‏:‏ ويجمع

أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى‏:‏

أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ

قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

ابن الأَعرابي‏:‏ الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما

يمرّ بها من الوجع‏.‏ وأَفْرَقَتِ الناقة‏:‏ أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه‏.‏

وناقة مُفْرق‏:‏ فارقها ولدها، وقيل‏:‏ فارقها بموت، والجمع مَفارِيق‏.‏ وناقة

مُفْرِق‏:‏ تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَفْرَقْنا

إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها‏.‏ قال الليث‏:‏ والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ‏.‏ وأَفْرَقَ المريضُ

والمحْموم‏:‏ برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة

كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق

فعَمّ بذلك‏.‏ قال أَعرابي لآخر‏:‏ ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود‏؟‏ فقال‏:‏

الرُّحَضاءُ؛ يقول‏:‏ ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عُدّوا

مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون‏.‏

والفِرْقُ، بالكسر‏:‏ القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل‏:‏ هو ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي‏:‏

ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ

بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ

يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب

بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح

إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى

إِلى قوله قبل هذا البيت‏:‏

وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه

والفَريقةُ‏:‏ القطعة من الغنم‏.‏ ويقال‏:‏ هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ‏:‏ زجر

للسباع والذِّئاب، والناعق‏:‏ الراعي‏.‏ والفَريقُ‏:‏ كالفِرْقِ‏.‏ والفِرْقُ

والفَريقُ من الغنم‏:‏ الضالة‏.‏ وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه‏:‏ أَضلَّها وأَضاعها‏.‏

والفَريقةُ من الغنم‏:‏ أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه

فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر‏:‏

وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف، أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا

وفي الحديث‏:‏ ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ‏:‏

القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل‏:‏ هي الغنم الضالة‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏

سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم‏.‏ وقال

ابن بري في بيت كثيِّر‏:‏ والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده

بذفرى لأَن قبله‏:‏

تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ

ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا

ابن سيده‏:‏ والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة‏.‏

والفَرَقُ، بالتحريك‏:‏ الخوف‏.‏ وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً‏:‏ جَزِع؛ وحكى

سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم‏:‏ أَو فَرَقاً خيراً

من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً‏.‏ وفَرِقَ عليه‏:‏ فزع وأَشفق؛ هذه عن

اللحياني‏.‏ ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ

وفاروق وفارُوقةٌ‏:‏ فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث

الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة‏.‏

وفي المثل‏:‏ رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛ والفَرُوقة‏:‏ الحُرْمة؛ وأَنشد‏:‏

ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه

واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري‏:‏ شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير

الفزع قول الشاعر‏:‏

بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً، وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا

وقال مُوَيلك المَرْموم‏:‏

إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة، بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ

قال‏:‏ ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور‏:‏

رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً، وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ

وفي حديث بدء الوحي‏:‏ فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع‏.‏

يقال‏:‏ فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر‏:‏ أَبالله تُفَرِّقُني‏؟‏ أَي تخوِّفني‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛ قال ابن سيده‏:‏ وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على

فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت‏.‏ وفارَقَني ففَرَقْتُه

أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي‏.‏ وتقول‏:‏

فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ‏.‏

وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب‏:‏‏:‏ سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني‏:‏

أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ

عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي، فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا

قال‏:‏ ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم‏.‏

والمُفْرِقُ‏:‏ الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد، والأَول أَصح؛ قال رؤْبة‏:‏

حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق

والفَريقةُ‏:‏ أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل‏:‏ هو تمر

يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير‏:‏

ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ

لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ

قال ابن بري‏:‏ صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب

المُرِّيّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء‏.‏

والفَرُوقة‏:‏ شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي‏:‏

فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ، يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين‏.‏ وأَفرقوا إِبلهم‏:‏ تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها‏.‏ والفَرْقُ‏:‏ الكتَّان؛ قال‏:‏

وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات

كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ

والفَرْق والفَرَقُ‏:‏ مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل‏:‏ هو أَربعة

أَرباع، وقيل‏:‏ هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير‏:‏

يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم، فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ

والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن

وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان

قال‏:‏ والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل

بالصاع، وقالت عائشة‏:‏ كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال

أَبو منصور‏:‏ والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك

أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة

أَصْوُعٍ‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي

اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل‏:‏ الفَرَق خمسة أَقساط

والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه

الحديث‏:‏ ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر‏:‏

من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث‏:‏ في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ

وأَجْبُل‏.‏ وفي حديث طَهْفة‏:‏ بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم

يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن‏.‏ والفُرقان والفُرْقُ‏:‏ إِناء؛ أَنشد أَبو زيد‏:‏

وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان، وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان، تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان

أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك‏:‏ الصف أَن يصفَّ بين القدحين

فيملأهما‏.‏ والفُرقان‏:‏ قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛ قال أَبو حاتم في قول الراجز‏:‏

ترفد بعد الصف في الفرقان

قال‏:‏ الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ

بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة‏.‏

ويقال‏:‏ وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه‏.‏ وقد

فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر

وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا‏.‏

ويقال‏:‏ فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح‏.‏

والفَرِيقُ‏:‏ النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏

والفَرُوق‏:‏ موضع؛ قال عنترة‏:‏

ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ

نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا

والفُرُوق‏:‏ موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم‏:‏

لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ، ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ

وفي حديث عثمان‏:‏ قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب‏؟‏ هو جمع

أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى‏.‏ وفَرَقَ

لي رأْيٌ أَي بدا وظهر‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال

بعضهم‏:‏ الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله‏.‏

ومَفْروق‏:‏ لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم‏.‏ ومَفْرُوق‏:‏ اسم جبل؛ قال رؤبة‏:‏

ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ

وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص‏:‏ هَضْبة بين البصرة

والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله‏:‏

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ، فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ

وإفْريقيَةُ‏:‏ اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على

أَفارِيق فقال‏:‏

أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ‏؟‏

كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ

يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ

إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ

ومُفَرِّقُ الغنم‏:‏ هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت‏.‏ وفي الحديث في صفته، عليه السلام‏:‏ أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا

أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تأتي البقرة وآل عمران كأنهما

فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان‏.‏

فرزدق‏:‏ الفَرَزْدَقُ‏:‏ الرغيف، وقيل‏:‏ فُتات الخبز، وقيل‏:‏ قِطَع العجين‏.‏

واحدته فَرَزْدَقَة، وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي

منه الرغيف، واسمه هَمَّام، وأَصله بالفارسية بَرأزَدْه؛ قال الأُموي‏:‏

يقال للعجين الذي يقطع ويعمل بالزيت مشتقّ، قال الفراء‏:‏ واسم كل قطعة منه

فَرَزْدَقة، وجمعها فَرَزْدَق‏.‏ ويقال للجَرْذَقِ العظيم الحروف‏:‏ فَرَزْدَق‏.‏

وقال الأَصمعي‏:‏ الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذي يُفَتّ من الخبز الذي تشربه النساء، قال‏:‏ وإذا جمعت فَرازِق لأَن الإسم إذا كان على خمسة أَحرف كلها

أُصول حذفت آخر حرف منه في الجمع، وكذلك في التصغير، وإنما حذفت الدال من هذا الإسم لأَنها من مخرج التاء والتاءُ من حروف الزيادات فكانت بالحذف

أولى، والقياس فَرَازِد، وكذلك التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، التصغير

فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، وإن شئت عوضتَ في الجمع والتصغير، فإن كان في الإسم الذي على خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولى، مثال مُدَحْرِج

وجَحَنْفَل قلت دُحَيْرج وجُحَيْفِل، والجمع دَحارج وجَحافل، وإن شئت

عوضت في الجمع والتصغير‏.‏

فرنق‏:‏ الفُرانِقُ‏:‏ معروف وهو دَخِيل‏.‏ والفُرانق‏:‏ البَرِيدُ وهو الذي

يُنْذِرُ قُدَّام الأَسد، فارسي معرب، وهو بَرْوانَهْ بالفارسية

؛ قال امرؤ

القيس‏:‏

وإني أَذِينٌ، إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً، بِسَيْرٍ تَرى منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا

وربما سموا دليل الجيش فُرانِقاً‏.‏ قال ابن الجواليقي في المعرب‏:‏ قال ابن دريد، رحمه الله، فُرانِقُ البَرِيدِ فَرْوَانه، وهو فارسي معرب، وهو سبع يصيح بين يدي الأَسد كأَنه يُنْذِرُ الناس به، ويقال‏:‏ إنه شبيه بابن آوى يقال له فُرانِقُ الأَسد، قال أَبو حاتم‏:‏ يقال إنه الوَعْوَعُ، ومنه

فُرانِقُ البَرِيدِ‏.‏

فزرق‏:‏ الفَزْرَقةُ‏:‏ السرعة كالزَّرْفَقةِ‏.‏

فسق‏:‏ الفِسْق‏:‏ العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق‏.‏

فسَق يَفْسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ؛ الضم عن اللحياني، أَي فَجَر، قال‏:‏ رواه عنه الأَحمر، قال‏:‏ ولم يعرف الكسائي الضم، وقيل‏:‏

الفُسوق الخروج عن الدين، وكذلك الميل إلى المعصية كما فَسَقَ إبليسُ عن أَمر

ربه‏.‏ وفَسَق عن أمر ربه أَي جار ومال عن طاعته؛ قال الشاعر‏:‏

فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا

الفراء في قوله عز وجل‏:‏ فَفَسَقَ عن أَمر ربه، خرج من طاعة ربه، والعرب

تقول إذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها‏:‏ قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها، وكأَن الفأرة إنما سميت فُويْسِقةً لخروجها من جُحْرها على الناس‏.‏

والفِسْقُ‏:‏ الخروج عن الأَمر‏.‏ وفَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج، وهو كقولهم اتّخَمَ عن

الطعام أي عن مَأْكله‏.‏ الأَزهري‏:‏ عن ثعلب أنه قال‏:‏ قال الأَخفش في قوله

فَفَسَق عن أمر ربه، قال‏:‏ عن ردّه أَمر ربه، نحو قول العرب اتّخَمَ عن

الطعام أي عن أَكله الطعام، فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ؛ قال أَبو العباس‏:‏

ولا حاجة به إلى هذا لأن الفُسُوقَ معناه الخروج‏.‏ فَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ لم يُسْمع قَطُّ في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسِقٌ، قال‏:‏ وهذا عجب وهو كلام عربي؛ وحكى شمر عن قطرب‏:‏ فَسَقَ فلان

في الدنيا فِسْقاً إذا اتسع فيها وهَوَّنَ على نفسه واتسع بركوبه لها ولم يضيقها عليه‏.‏ وفَسَقَ فلان مالهُ إذا أَهلكه وأَنفقه‏.‏ ويقال‏:‏ إنه

لفِسْقٌ أَي خروج عن الحق‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ والفِسْقُ في قوله‏:‏ أو فِسْقاً أهِلَّ

لغير الله به، روي عن مالك أَنه الذبح‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ بئس الإسم الفُسُوقُ

بعد الإيمان، أَي بئس الإسم ن تقول له يا يهودي ويا نصراني بعد أَن آمن أَي لا تُعَيِّرهم بعد أَن آمنوا، ويحتمل أَن يكون كلَّ لَقب يكرهه

الإنسان، وإنما يجب أَن يخاطب المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إليه؛ هذا قول

الزجاج‏.‏ ورجل فَاسِقٌ وفِسِّيقٌ وفُسَقُ‏:‏ دائم الفِسْقِ‏.‏ ويقال في النداء‏:‏

يا فُسَق ويا خُبَث، وللأُنثى‏:‏ يا فَسَاقِ مثل قَطامِ، يريد يا أَيها

الفَاسِقُ ويا أَيها الخبيث، وهو معرفة يدل على ذلك أَنهم يقولون يا فُسَقُ

الخبيثُ فينعتونه بالأَلف واللام‏.‏ وفَسَّقَه‏:‏ نسبه إلى الفِسْقِ‏.‏

والفوَاسِقُ من النساء‏:‏ الفواجرُ‏.‏

والفُوَيْسِقةُ‏:‏ الفأرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه سَمَّى الفأْرة فُوَيْسِقةً

تصغير فاسِقَةٍ لخروجها من جُحْرها على الناس وإِفسادها‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏

وسئِلَتْ عن أَكل الغُراب قالت‏:‏ ومن يأْكله بعد قوله فاسِق، قال الخطابي

أراد تحريم أكلها بتَفْسِيقها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خَمْس فَوَاسِق يُقْتَلْنَ في الحِلّ والحرم، قال‏:‏ أَصل الفِسْقِ الخروج عن الإستقامة والجور، وبه سمي

العاصي فاسقاً، وإنما سميت هذه الحيوانات فَوَاسِقَ على الإستعارة

لخبثهن، وقيل‏:‏ لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أَي لا حرمة لهن بحال‏.‏

فستق‏:‏ الفُسْتُق‏:‏ معروف‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الفُسْتُقَةُ فارسية معرّبة وهي

ثمرة شجرة معروفة‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ لم يبلغني أنه ينبت بأَرض العرب؛ وقد

ذكره أَبو نخيلة فقال ووصف امرأة‏:‏

دَسْتِيَّة لم تأْكل المُرقَّقَا، ولم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقَا

سمع به فظنه من البقول‏.‏

فشق‏:‏ الفَشَقُ، بالتحريك والشين معجمة‏:‏ النشاط، وقيل الفَشَقُ انتشار

النفْس من الحِرْص؛ قال رؤبة يذكر القانص‏:‏

فبات والحِرْص من النَّفْسِ الفَشَقْ

ويروى‏:‏

والنَّفْسُ من الحِرْص الفَشَقْ

وقد فَشِقَ، بالكسر، فَشَقاً، فهو فَشِقٌ؛ وقيل‏:‏ الفَشَقُ أن يترك هذا

ويأخذ هذا رغبة فربما فاتَاهُ جميعاً‏.‏ والفَشَقُ‏:‏ المُبَاغَتَة؛ قال‏:‏ ومنه

قول رؤبة‏:‏

فبات والنَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ

وقيل‏:‏ الفَشَقُ الحِرْص؛ قال الليث‏:‏ معناه أَنه يُبَاغِتُ الوِرْدَ

لئلاَّ يَفْطِنَ له الصياد‏.‏ وفاشَقَهُ أَي بَاغَتَه‏.‏ والفَشَقُ‏:‏ تباعد ما بين

القَرْنَيْن وتباعد ما بين التَّوْأبَانّيين؛ وأَنشد‏:‏

لها تَوْأبانِيَّان لم يَتَفَلْفَلا

قادِمَتا الخِلْفِ

أَو آخرَتاهُ‏.‏

والفَشْقَاءُ من الغنم والظِّباء‏:‏ المنتشرة القَرْنين‏.‏ وظبي أَفْشَقُ

بيّن الفَشَق‏:‏ بعيد ما بين القرنين‏.‏

والفَشْقُ‏:‏ ضرب من الأَكل في شدة‏.‏ وفَشَقَ الشيء يَفْشِقُهُ فَشْقاً‏:‏

كسره‏.‏ والفَشَقُ‏:‏ العَدْوُ والهرب‏.‏

فقق‏:‏ فَقَّ النخلةَ‏:‏ فَرَّج سعفها ليصل إلى طَلْعها فيُلْقِحها‏.‏

والفَقْفَقة‏:‏ نُبَاح الكلب عند الفَرَق، وفي التهذيب‏:‏ والفَقْفَقَةُ

حكاية عُوَاءَات الكلاب‏.‏ والإنْفِقاقُ‏:‏ الإنْفِراج، وفي المحكم‏:‏ الفَقُّ

والإنْفِقاق انفراجُ عُوَاء الكلب، والفَقْفَقةُ حكاية ذلك‏.‏

ورجل فَقَاقَةٌ، بالتخفيف، وفَقْفَاقة‏:‏ أحمق مخلّط هُذَرَة، وكذلك

الأُنثى، وليست الهاء فيها لتأنيث الموصوف بما هي فيه، وإنما هي أمارة لما

أُريد من تأنيث الغاية والمبالغة‏.‏ والفَقَقَة‏:‏ الحَمْقى‏.‏ الفراء‏:‏ رجل

فََقْفاقٌ مخلّط‏.‏ والفَقَاقَة والفَقْفاق‏:‏ الكثير الكلام الذي لا غَناءَ عنده‏.‏

والفَقْفَقَة في الكلام‏:‏ كالفَيْهَقَة، وقيل‏:‏ هو التخليط فيه‏.‏

وفَقَقْت الشيء إذا فتحته‏.‏ وانْفَقّ الشيء انْفِقاقاً أي انفرج‏.‏ ويقال‏:‏

انْفَقَّت عَوَّة الكلب أَي انفرجت‏.‏ شمر‏:‏ رجل فَقَاقة أَي أَحمر‏.‏

وفَقْفَقَ الرجلُ إذا افتقر فقراً مُدْقعاً‏.‏

فلق‏:‏ الفَلْق‏:‏ الشق، والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه، والتَّفْليقُ مثله، وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ، والفِلَقُ‏:‏ ماتَفَلَّق

منه، واحدتها فِلْقَةٌ، وقد يقال لها فِلْقٌ، بطرح الهاء‏.‏ الأَصمعي‏:‏

الفُلُوق الشقوق، واحدها فَلَقٌ، محرك؛ وقال أَبوالهيثم‏:‏ واحدهافَلْق، قال‏:‏

وهو أَصوب من فَلَق‏.‏ وفي رجله فُلُوق أَي شقوق‏.‏ الفِلْقةُ‏:‏ الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز‏.‏ ويقال‏:‏أعطني فِلْقةَ الجفنة وفِلقَ الجفنة

وهونصفها، وقال غيره‏:‏ هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَلَقَتْ‏.‏ في حديث جابر‏:‏ صنعت

للنبي صلى الله عليه وسلم مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ؛ قيل‏:‏ هي

قدر تطبخ ويثرد فيها فِلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ، وفَلَقْت الفستقة وغيرها

فانْفَلَقَت‏.‏ والفِلْق‏:‏ القَضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان، فيقال لكل

واحدة فِلْقٌ‏.‏ والفَلْق‏:‏ الشق‏.‏ يقال‏:‏ مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي

شقوق‏.‏ وفي الحديث‏:‏

يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر

للإنبات‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ والذي فَلَقَ الحبة وبرأَ

النََّسَمَةَ، وكثيراً ما كان يقسم بها‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ إن البكاء

فالِقٌ كبدي‏.‏ والفِلْق‏:‏ القوس يشف من العودِ فِلْقة مع أُخرى، فكل واحدة من القوسين فِلْقٌ‏.‏ وقال أبو حنيفة‏:‏ من القِسيّ الفِلْق، وهي التي شُقَّت

خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ، قال‏:‏ وهي الفَلِيقُ؛ وأَنشد للكميت‏:‏

وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ

حَطِ تعطي، وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا

وقوس فِلْقٌ‏:‏ وصف بذلك؛ عن اللحياني‏.‏ وفِلْقَةُ القوس‏:‏ قطعتها‏.‏ وفُلاقهُ

الآجُرّ‏:‏ قطعتها؛ عن اللحياني‏.‏ يقال‏:‏ كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة‏.‏

وفُلاق البيضة‏:‏ ما تَفَلَّقَ منها‏.‏ وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً

أي مُتَفَلِّقاً‏.‏ وفِلاقُ اللَّبَن‏:‏ أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَلَّق؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ، تُعارضُ الكلبَ، إذا الكلبُ رَشَنْ

وجمعه فُلُوق‏.‏ وتَفَلَّق اللبن‏:‏ تقطع وتشقق من شدة الحموضة؛ وسمعت بعض

العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع‏:‏ قد تَفَلَّق

وامْزَقَرَّ، وهو أن يصير اللبن ناحية، وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق‏.‏

وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات‏:‏ شقه‏.‏ والفَلْقُ‏:‏ الخلق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إن الله فالِقُ الحب والنوى‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ وفالِق في معنى خالق، وكذلك فَلَقَ

الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأَملت الخَلْق تبين لك أَن أكثره عن

انِفلاق، فالفَلَقُ جميع المخلوقات، وفَلَقُ الصبح من ذلك‏.‏ وانْفَلَقَ

المكان به‏:‏ انشق‏.‏ وفَلَقَت النخلة، وهي فالِقٌ‏:‏ انشقت عن الطَّلْع

والكافور، والجمع قُلْق‏.‏ وفَلَقَ الله الفجر‏:‏ أَبداه وأَوضحه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

قالِقُ الأصْباح؛ قال الزجاج‏:‏ جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح، وهو راجع إلى معنى خالق‏.‏ والفَلَق، بالتحريك‏:‏ ما

انفَلَقَ من عمود الصبح، وقيل‏:‏ هو الصبح بعينه، وقيل‏:‏ هو الفجر، وكلٌّ

راجع إلى معنى الشق‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ قل أَعوذ برب الفَلَق؛ قال الفراء‏:‏

الفَلَق الصبح‏.‏ يقال‏:‏ هو أَبين من فَلَقِ الصبح وفَرَق الصبح‏.‏ وقال الزجاج‏:‏

الفَلَق بيان الصبح‏.‏ ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله، والفَلَق بيان الحق بعد

إشكال‏.‏ ويقال‏:‏ فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي‏:‏

حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَلَقٌ، هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ

قال ابن بري‏:‏ الرواية الصحيحة‏:‏

حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ

لأن بعده‏:‏

أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ

تَطَحْطُخُ الغيمِ، حتى ما له جُوَبُ

وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَلَقِ الصبح؛ هو بالتحريك‏:‏

ضوءُه وإنارته‏.‏ والفَلْق، بالتسكين‏:‏ الشَّقّ‏.‏ كلمني فلان من فَلْق فيه

وفِلْق فيه وسمعته من فَلْق فيه وفِلْق فيه؛ الأخيرة عن اللحياني، أي

شِقِّه، وهي قليلة، والفتح أَعْرَف‏.‏ وضربه على فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه

ووسطه‏.‏ والفَلَق والفالِقُ‏:‏ الشق في الجبل والشِّعب‏:‏ الأُولى عن اللحياني‏.‏

والفَلَقُ‏:‏ المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ؛ وأنشد‏:‏

وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال، وبالشَّوْل في الفَلَقِ العاشب

ويقال‏:‏ كان ذلك بفالِق كذا وكذا؛ يريدون المكان المنحدر بين

رَبْوَتَيْن، وجمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل‏:‏ الفالِق

فضاء بين خَلَق وخُلْقان، وهو الفالِقُ، وقيل‏:‏ الفالق فضاء بين

شَقِيقَتين من رمل، وجمعهما فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ قال أَبو

خيرة أو غيره من الأعراب‏:‏ الفالِقَةُ، بالهاء، تكون وسط الجبال تنبت

الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَرَّة، فجعل الفالِقَ من جَلَد الأرض، قال‏:‏ وكلا القولين ممكن‏.‏ وفي حديث الدجال‏:‏ فأَشرق على فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة؛ الفَلَقُ، بالتحريك‏:‏ المطمئِنُّ من الأرض بين

رَبوَتَين‏.‏ والفَلَقُ‏:‏ جهنم، وقيل‏:‏ الفَلَقُ وادٍ في جهنم، نعوذ بالله منها‏.‏

والفَلَقُ‏:‏ المَقْطَرة، وفي الصحاح‏:‏ الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان‏.‏ الفَلَقة

والفَلْقة‏:‏ الخشبة؛ عن اللحياني‏.‏ والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ

والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى، كله‏:‏ الداهية والأمر العجب؛ قال أَبو

حَيَّة النميري‏:‏

وقالت‏:‏ إنها الفَلَقى، فأَطْلِقْ

على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا

والعرب تقول‏:‏ يا لَلْفَلِيقة‏.‏ وكَتِيبة فَيْلَق‏:‏ شديدة شبهت بالداهية، وقيل‏:‏ هي الكثيرة السلاح؛ قال أبو عبيد‏:‏ هي اسم للكتيبة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وليس هذا بشيء‏.‏ التهذيب‏:‏ القَيْلَق الجيش العظيم؛ قال الكميت‏:‏

في حَوْمة القَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ

قَسْراً، وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا

وامرأَة فَيْلَق‏:‏ داهية صخابة؛ قال الراجز‏:‏

قلتُ‏:‏ تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ، عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ

وجاء بالفِلْقِ أي بالداهية؛ عن اللحياني‏.‏ وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أي بعجب

عجيب‏.‏ وقد أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتََلَقْت أي جئت بعُلَق فُلَقَ، وهي

الداهية، لا تُجْرى‏.‏ وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بالعجب‏:‏ أتى به؛ عن اللحياني؛ وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ، وكراع اسم أُمه واسم أَبيه

عُمَيْر‏:‏

إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا

قال ابن الأَنباري‏:‏ أراد عملن بها سيراً عجباً‏.‏ والفِلْق العَجَب أي

عملن بها داهية من شدة سيرها، والفَرْيُ‏:‏ العمل الجيد الصحيح، والإفراء

الإفساد، وغَرَّدَ‏:‏ طرَّب في حُدائهِ، وعَرَّد‏:‏ جَبُن عن السير؛ قال القالي‏:‏

رواية ابن دريد غَرَّد، بغين معجمة، ورواية ابن الأعرابي عَرَّد، بعين

مهملة، وأنكر ابن دريد هذه الرواية‏.‏

ويقال‏:‏ مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب‏.‏ ويقال‏:‏ أَفْلَقَ

فلانٌ اليوم وهو يُفْلِقُ إذا جاء بعجَب‏.‏ وشاعر مُفْلِقٌ‏:‏ مجيد، منه، يجيء

بالعجائب في شعره‏.‏ وأَفْلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به‏.‏ ومرَّ

يَفْتَلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته‏.‏ وقُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أي

أشدّ قِتْلَةٍ‏.‏ وما رأَيت سيراً أَفْلَقَ من هذا أي أَبعد؛ كلاهما عن

اللحياني‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ جاء فلانٌ بالفْلْقانِ أي بالكذب الصُّرَاح، وجاء فلان

بالسُّمَاق مثله‏.‏

والفَلِيقُ‏:‏ عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف، وقيل‏:‏

هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحلقوم؛ قال أبو محمد

الفقعسي‏:‏بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ، جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ

والفَليقُ‏:‏ باطن عنق البعير في موضع الحلقوم؛ قال الشماخ‏:‏

وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه، إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة، فَلِيقُ

وقيل‏:‏ الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بين

العِلْباوَيْن، قال‏:‏ ولا يقال في الإنسان‏.‏ وفي النوادر‏:‏ تَفَيْلَم الغلام

وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن‏.‏

وفي حديث الدجال وصفته‏:‏ رجل فَيْلَقٌ؛ قال الأزهري‏:‏ هكذا رواه القتيبي

في كتابه بالقاف، وقال‏:‏ لا أَعرف الفَيْلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة، قال‏:‏

فإن كان جعله فَيْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً، وإلا فهو الفَيْلَمُ، بالميم، يعني العظيم من الرجال‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والفَيْلم والفَيْلَق العظيم من الرجال، ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد؛ الفَيْلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة، والياء زائدة‏.‏

ورجل مِفْلاق‏:‏ دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء‏.‏

وخليته بِفالقَةِ الوَرِكِةِ‏:‏ وهي رملة، وفي التهذيب‏:‏ خليته بفَالِق

الوَرْكاءِ وهي رملة‏.‏

والفُلَّيْقُ، بالضم والتشديد‏:‏ ضرب من الخَوْخ يتَفَلَّقُ عن نَواهُ، والمفَلَّق منه المجفف‏.‏

والفَيْلِقُ‏:‏ الجيش، والجمع الفَيَالِقُ‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏ وسئل عن

مسأَلة فقال‏:‏ ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ‏؟‏ هم الذي لا مال لهم، الواحد

مِفْلاق كالمَفَاليس، شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من المال‏.‏

وفَالِق‏:‏ اسم موضع بغير تعريف، وفي المحكم‏:‏

والفَالِقُ اسم موضع؛ قال‏:‏

حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

فنق‏:‏ الفَنَقُ والفُناقُ والتَّفَنُّق، كله‏:‏ النَّعْمة في العيش‏.‏

والتَّفَنُّق‏:‏ التَّنَعُّم كما يُفَنِّقُ الصبيَّ المُتْرَفَ أَهلُه‏.‏ وتَفَنَّق

الرجل أي تنعم‏.‏ وفَنَّقَهُ غيره تَفْنِيقاً وفَانَقهُ بمعنى أي نَعّمه؛ وعيش مُفانِقٌ؛ قال عدي ابن زيد يصف الجواري بالنَّعْمة‏:‏

زانَهُنَّ الشُّفُوف، يَنْضَحْنَ بالمِسْـ *** ك، وعيشٌ مُفَانِقٌ وحَرِيرُ

والمُفَنَّق‏:‏ المُتْرَف؛ قال‏:‏

لا ذَنْبَ لي كنت امْرأً مُفَنَّقاً، أَغْيَدَ نَوَّامَ الضُّحى غَرَِوْنَقَا

الغَرَوْنَقُ‏:‏ المُنَعَّم‏.‏ وجارية فُنُق ومِفْناق‏:‏ جسيمة حسنة فَتِيَّة

مُنَعَّمة‏.‏ الأصعمي‏:‏ وامرأَة فُنُق قليلة اللحم، قال شمر‏:‏ لا أَعرفه ولكن

الفُنُق المُنَعَّمة‏.‏ وفَنَّقها‏:‏ نعَّمها؛ وأَنشد قول الأعشى‏:‏

هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها

قال‏:‏ لا تكون دُرْمٌ مَرافقها وهي قليلة اللحم، وقال بعضهم‏:‏ ناقة فُنُق

إذا كانت فَتِيَّة لَحِيمةً سمينة، وكذلك امرأَة فُنُق إذا كانت عظيمة

حسناء؛ قال رؤبة‏:‏

مَضْبُورةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ

وقيل في قول رؤبة‏:‏

تَنَشَّطَتْهُ كلُّ هِرْجابٍ فُنُقْ

قال ابن بري‏:‏ وصواب إنشاده على ما في رجزه‏:‏

تَنَشْطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الوَهَقْ، مَضْبورَةٌ قَرْوَاءُ هرْجابٌ فُنُقْ، مائِرَةٌ الضَّبْعَيْنِ مِصْلابُ العُنُقْ

ويقال‏:‏ امرأَة مِفْناق أَيضاً؛ قال الأَعشى‏:‏

لَعُوب غَرِيَرة مِفْناق

والفُنُق‏:‏ الفَتِيّة الضخمة‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ فُنُق كأَنها فَنِيقٌ

أَي جمل فحل‏.‏ والفَنِيقةُ‏:‏ المرأَة المُنَعَّمة‏.‏ أبو عمرو‏:‏ الفَنِيقةُ

الغِرَارةُ، وجمعها فَنَائق؛ وأَنشد‏:‏

كأَن تَحْتَ العُلْوِ والفَنَائِقِ، من طوله، رَجْماً على شَواهِقِ

ويقال‏:‏ تَفَنَّقْت في أَمر كذا أَي تَأَنَّقْتُ وتَنَطَّعْت، قال‏:‏

وجارية فُنُق جسيمة حسنة الخَلْق، وجمل فُنُق وفَنِيقٌ مُكرْمَ مُودَع

للفِحْلَة؛ قال أَبو زيد‏:‏ هو اسم من أَسمائه، والجمع فُنُق وأَفْنَاق‏.‏ وفي حديث

عمير بن أَفْصَى ذكر الفَنِيق؛ هو الفحل المكرم من الإِبل الذي لا يُرْكب

ولا يُهَان لكرامته عليهم؛ ومنه حديث الجارود‏:‏ كالفحل الفَنِيقِ؛ وفي حديث الحجاج لما حاصر ابن الزبير بمكة ونصب المَنْجَنِيقَ‏:‏

خَطّأرة كالجَملَ الفَنِيق

والجمع أَفْناق وفُنُقٌ وفِناقٌ، وقد فُنِّقَ‏.‏ وجارية فُنُقٌ‏:‏ مُفَنَّقة

مُنَعّمة فَنَّقَها أَهلها تَفْنيقاً وفِناقاً‏.‏ والفَنِيقُ‏:‏ الفحل

المُقْرمَ لا يركب لكرامته على أَهله‏.‏ والفَنِيقةُ‏:‏ وعاء أصغر من الغِرارة، وقيل‏:‏ هي الغِرارةُ الصغيرة‏.‏

فنتق‏:‏ قال الفراء‏:‏ سمعت أَعرابيّاً من قضاعة يقول فُنْتُق للفُنْدقُ، وهو الخان‏.‏

فندق‏:‏ الفُنْدقُ‏:‏ الخان فارسي؛ حكاه سيبويه‏.‏ التهذيب‏:‏ الفُنْدقُ حَمْل

شجرة مُدَحْرجَ كالبُنْدق يكسر عن لب كالفُستق، قال‏:‏ والفُنْدقُ بلغة أَهل

الشام خان من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطُّرقُ

والمَدَائن‏.‏ الليث الفُنْدَاقُ هو صحيفة الحساب، قال الأَصمعي‏:‏ أَحسبه معرباً‏.‏

فهق‏:‏ الفَهْقةُ‏:‏ أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس، وقيل‏:‏ هي مُرَكْبُ

الرأس في العنق‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأس، وهي آخر

خَرزَةٍ في العنق‏.‏ والفَهْقةُ‏:‏ عظم عند فائق الرأس مشرف على اللَّهاة، والجمع من كل ذلك فِهَاقٌ، وهو العظم الذي يسقط على اللهاة فيقال فُهِقَ

الصبي؛ قال رؤبة‏:‏

قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حتى تَنْدَلِقْ

أَي يَجَأُ القَفا حتى تسقط الفَهْقةُ من باطن‏.‏ والفهقة‏:‏ عظم عند

مُرَكَّب العنق وهو أَول الفَقَار؛ قال القلاخ‏:‏

وتُضرَبُ الفَهْقَةُ حتى تَنْدلِقْ

وفَهَقْتُ الرجلَ إذا أَصبت فَهْقَتهُ؛ قال ثعلب‏:‏ أَنشدني الأَعرابي‏:‏

قد تُوجَأُ الفَهْقةُ حتى تَنْدَلِقُ، من مَوْصِلِ اللَّحْيين في خَيْط العُنُقْ

وفُهِقَ الصبيُّ‏:‏ سقطت فَهْقتُه عن لَهاته، قال الأصمعي‏:‏ أصل الفَهْقِ

الامتلاء، فمعنى المُتَفَيْهق الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إن أبغضكم إليَّ الثَّرثاروُن المُتَفَيْهِقُون قيل‏:‏ يا رسول الله، وما المُتَفَيْهِقُون‏؟‏ قال‏:‏ المتكبرون، وهو يَتَفَيْهقُ في كلامه؛ وتفسير الحديث هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفَهْق وهو الامتلاء والاتساع‏.‏ يقال‏:‏ أفْهَقْتُ الإناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ

فَهْقاً‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ فنزعنا في الحوض حتى أَفْهَقْنا‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ في هواء مُنْفَتِق وجوّ مُنْفَهِق؛ وقال الأعشى‏:‏

تَرُوحُ على آل المُحَلّقِ جَفْنَةٌ، كجابِيةِ الشيخ العِراقيّ تَفْهَقُ

يعني الامتلاء‏.‏ الفراء‏:‏ بات صبِيُّها على فَهَقٍ إذا امتلأَ من اللبن‏.‏

وتَفَيْهقَ في كلامه‏:‏ توسَّع وتنطَّع‏.‏ وفَهِقَ الغدير بالماء يَفْهَقُ

فَهْقاً‏:‏ امتلأَ‏.‏ وأَفْهَقَهُ‏:‏ ملأَه‏.‏ وأفْحقَهُ‏:‏ كأفْهقَهُ على البدل؛ وأنشد يعقوب لأعرابي اختلعت منه امرأته واختارت زوجاً غيره فأَضرَّها وضيّق

عليها في المعيشة، فبلغه ذلك فقال يهجوها ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء‏:‏رَغْماً وتَعْساً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ

كانت لَدَيْنا لا تَبيتُ ذا أَرَقْ، ولا تَشَكَّى خَمَصاً في المُرْتَزَقْ، تُضْحي وتُمْسي في نعيمٍ وفَنَقْ

لم تَخْشَ عندي قَطُّ ما إلاَّ السَّنَقْ، فالرَّسْلُ دَرٌّ، والإناءُ مُنْفَهِقْ

الشريم‏:‏ المُفْضاة، وما ههنا زائدة؛ أَراد لم تخش عندي قط إلا السَّنَقَ

وهو شبه البَشَم يعتري من كثرة شرب اللبن، وإنما عيَّرها بما صارت إليه

بعده‏.‏ والفَهَقُ والفَهْق‏:‏ اتساع كل شيءٍ ينبع منه ماء أو دم‏.‏ وطعنة

فاهقَةٌ‏:‏ تَفْهَقُ بالدم‏.‏ وتَفَيْهَقَ في الكلام‏:‏ توسع، وأصله الفَهْقُ وهو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه‏.‏ والفاهِقَةُ‏:‏ الطعنة التي تَفْهَق بالدم أي

تتصبب وانْفَهَقت الطعنة والعين والمَثْعَبُ وتَفَهًق، كله‏:‏ اتسع‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أرض فَيْهق وفَيْحَقٌ، وهي الواسعة؛ قال رؤبة‏:‏

وإن عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهقَا

ألْقى به الآلُ غديراً دَيْسَقَا

وانْفَهَقَ الشيءُ‏:‏ اتسع؛ وأنشد‏:‏

وانْشَقَّ عنها صَحْصَحانُ المُنْفَهِقْ

قال‏:‏ ومنه يقال تَفَيْهقَ في الكرم وتَفَهَّقَ أي توسع فيه وتنطَّع؛ قال

الفرزدق‏:‏

تَفَيْهَقَ بالعِراق أبو المُثَنَّى، وعَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِيصِ

الأزهري‏:‏ انْفَهَقت العين وهي أرض تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً؛ قال

الشاعر‏:‏

وأطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ،

تَنْقي المَسابِيرَ بالإرْباد والفَهَقِ

والفَيْهَقُ‏:‏ الواسع من كل شيء‏.‏ ومفازة فَيْهَق‏:‏ واسعة‏.‏ يقال‏:‏ هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره‏.‏ قال قرة بن خالد‏:‏ سئل عبد الله بن غني عن

المُتَفَيْهِق فقال‏:‏ هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر‏.‏ وفي حديث‏:‏ أن رجلاً

يخرج من النار فيُدْنى من الجنة فَتَتَفَهَّق له أي تتفتَّح وتتسع‏.‏

والفَيْهَقُ‏:‏ البلد الواسع‏.‏ ورجل مُتفَيْهق‏:‏ متفتح بالبَذَخ متسع‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏

كل شيء توسع فقد تَفَهّق‏.‏ وبئر مفْهاق‏:‏ كثيرة الماء؛ قال حسان‏:‏

على كلّ مِفْهاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها، تُفَرَّغ في حَوْض من الماء أسْجَلا

الغُروب ههنا‏:‏ ماؤها‏.‏ وتَفَيْهق في مشيته‏:‏ تبختر، وتَفَيُحق كَتَفَيْهق

على البدل‏.‏ والمُنْفَهِقُ‏:‏ الواسع؛ وأنشد‏:‏

والعِيسُ فوق لاحِب مُعَبَّدِ، غُبْرِ الحَصى مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ

وفَهِقَ الإناءُ بالكسر، يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إذا امتلأَ حتى

يتصبب‏.‏ وأفْهْقْت السقاء‏:‏ ملأته‏.‏