فصل: باب: الكاف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ الكاف

الكاف من الحروف المَهْموسة وهي ضد المَجْهورة، قال الأَزهري‏:‏ ومعنى المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلى انقضاء حروفه وحَبَس النَّفَس أَن يَجْريَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم يخالطه شيء غيره، وهي تسعة عشر حرفاً‏:‏ ا ب ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والهمزة؛ قال‏:‏ والمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون المجهور في رفع الصوت، وعدة حروفه عشرة‏:‏ ت ث ح خ س ش ص و ك هـ؛ قال‏:‏ ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفم‏.‏

أبك‏:‏ قال ابن بري‏:‏ أَبِكَ الشيءُ يَأْبَك كثر، ورأَيت في نسخة من حواشي

الصحاح ما صورته في الأَفعال لابن القطاع‏:‏ أَبِكَ الرجلُ

أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه‏.‏

أدك‏:‏ أَدِيك‏:‏ اسم موضع؛ قال الراعي‏:‏

ومُعْتَرَكٍ من أَهْلِها قد عَرَفْته

بوادي أَدِيكٍ، حيث كان مَحانيا

ويروى أَريك‏:‏ وسيأْتي ذكره‏.‏

أرك‏:‏ الأَراكُ‏:‏ شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه، قال أَبو

حنيفة‏:‏ هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية

رائحةَ لَبَنٍ؛ قال أَبو زياد‏:‏ منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً، واحدته أَراكة، وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل‏:‏ وعِنَبُهم الأَراك، قال‏:‏ هو شجر معروف له

حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ، بفتح الكاف، وإِذا نَضِج يسمى

المَرْدَ‏.‏ والأَراك أَيضاً‏:‏ القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة، وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك؛ قال كثيِّر عزة‏:‏

إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ

عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ

ابن شميل، الأَراكُ

شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت

بالغَوْر تتخذ منها المَساويك‏.‏ الأَراك‏:‏ شجر من الحَمْض، الواحدة أَراكة؛ قال

ابن بري‏:‏ وقد تجمع أَراكة على أَرائك؛ قال كليب الكلابي‏:‏

أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى، تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها

وإِبل أَراكية‏:‏ ترعى الأَراك‏.‏ وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ‏:‏ كثير ملتف‏.‏

وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً‏:‏ اشتكت بطونها من أَكل الأَراك، وهي إِبل

أَراكَى وأَرِكَةٌ، وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى

ورَمِثَة‏.‏ وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً‏:‏ رعت الأَراك‏.‏ وأَرَكتْ تَأْرِكُ

وتَأْرُك أُرُوكاً‏:‏ لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله، وقيل‏:‏ هو أَن تصيب أَي

شجر كان فتُقيم فيه؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ الأراك الحَمْض نفسه، قال‏:‏ وقال بعض

الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً، فهي أَرِكةٌ مقصور، من إِبل أُرُكٍ

وأَوارِك‏:‏ أَكلت الأَراك، وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ‏.‏ والإِبل

الأَوارك‏:‏ التي اعتادت أَكل الأَراك، والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، وقد

أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح، وقيل‏:‏ إِنما يقال أَرَكَتْ

إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض، فهي أَرِكة؛ قال كثيِّر‏:‏

وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

يقول‏:‏ إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان، وقيل‏:‏ العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها، يقول‏:‏ أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن

كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك‏.‏ ابن السكيت‏:‏

الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض، قال‏:‏ وإِذا كان البعير يأْكل

الأَراك قيل آرِك‏.‏ ويقال‏:‏ أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك‏.‏ وقوم مُؤْرِكُونَ‏:‏

رعت إِبلهم الأَراك، كما يقال‏:‏ مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ؛ قال‏:‏

أَقُولُ، وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها

مُعِضُّون‏:‏ إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ‏؟‏

قال ابن سيده‏:‏ وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض

حذاق المعاني، وهو مذكور في موضعه‏.‏

وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً، كلاهما‏:‏

أَقام به‏.‏ وأَرَكَ الرجلُ‏:‏ لَجَّ‏.‏ وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه‏:‏ أَلزمه

إِيَّاه‏.‏ وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً‏:‏ تَماثَل

وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه‏.‏ وقال شمر‏:‏ يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً

لغتان‏.‏ ويقال‏:‏ ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً

أَحمر ولم يَعْلُه الجلد، وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف‏.‏

والأَرِيكةُ‏:‏ سرير في حَجَلة، والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ على

الأَرائِك مُتَّكِئُون؛ قال المفسرون‏:‏ الأَرائك السُّرُر في الحِجال؛ وقال

الزجاج‏:‏ الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال، وقيل‏:‏ هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش، كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال، وقيل‏:‏ الأَريكة سرير

مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة، وفي الحديث‏:‏ أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على

أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله‏؟‏ الأَرِيكة‏:‏ السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً، وقيل‏:‏ هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه

من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ‏.‏

وأَرَّكَ المرأَةَ‏:‏ سترها بالأَرِيكة؛ قال‏:‏

تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ، ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا

والأَرِيكُ‏:‏ اسم وادٍ‏.‏ أَبو تراب عن الأَصمعي‏:‏ هو آرَضُهُمْ أَن يفعل

ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم، قال‏:‏ ولم يبلغني ذلك عن غيره‏.‏

وأُرُكٌ وأَرِيكٌ‏:‏ موضع؛ قال النابغة‏:‏

عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، فَجَنْبَا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ‏.‏

وأَرَك‏:‏ أَرض قريبة من تَدْمُر؛ قال القطامي‏:‏

وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ذات الشِّمال، وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

أسك‏:‏ الإِسْكَتانِ، بكسر الهمزة‏:‏ جانبا الفرج وهما قُدَّتاه، وطرفاه

الشُّفْرانِ؛ وقال شمر‏:‏ الإِسْكُ جانب الاسْتِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الإِسْكَتَانِ

والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم، وقيل‏:‏ جانباه مما يلي شُفْريه؛ قال جرير‏:‏

تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها، كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حين شابا

والجمع إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ، أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

قَبَحَ الإِلَهُ، ولا أُقَبِّح غيرَهُمْ؛ إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدِّمِ

قال ابن سيده‏:‏ كذا رواه إِسْك، بالإِسكان، وقيل‏:‏ الإِسك جانب الاسْت

هنا شبههم بجوانب الحَياء في نتنهم‏.‏ ويقال للإِنسان إِذا وصف بالنَّتْن‏:‏

إِنما هو إِسك أَمَةٍ، وإِنما هو عَطِينة؛ وقال مُزَرَّد‏:‏

إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِه، تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ

وامرأَة مَأْسُوكَةٌ‏:‏ أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غير موضع الخَفْضِ، وفي التهذيب‏:‏ فأَصابت شيئاً من أَسْكَتَيْها‏.‏ وآسَكُ‏:‏ موضع‏.‏

أفك‏:‏ لإِفْك‏:‏ الكذب‏.‏ والأَفِيكةُ‏:‏ كالإِفْك، أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ

إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ؛ قال رؤْبة‏:‏

لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي

فِينَا، ولا قول العِدَى ذُو الأَزِّ

التهذيب‏:‏ أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب‏.‏ ويقال‏:‏ أَفَكَ كذب‏.‏

وأَفَكَ الناسَ‏:‏ كذبهم وحدَّثهم بالباطل، قال‏:‏ فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه

مثل كَذَب وكَذَبْته‏.‏ وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها‏:‏ حين قال فيها

أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا؛ الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا ما

كُذِبَ عليها مما رميت به‏.‏ والإِفْك‏:‏ الإِثم‏.‏ والإِفْكُ‏:‏ الكذب، والجمع الأَفَائكُ‏.‏ ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك‏:‏ كذاب‏.‏ وآفَكَهُ‏:‏ جعله يَأْفِكُ، وقرئَ‏:‏ وذلك إِفْكُهُمْ

وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ‏.‏ وتقول

العرب‏:‏ يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة، بكسر اللام وفتحها، فمن فتح اللام

فهي لام استغاثة، ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال‏:‏ يا أَيها الرجل اعجب

لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة‏.‏ والأَفْكُ، بالفتح‏:‏ مصدر قولك

أَفَكَهُعن الشيء يَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه وقلبه، وقيل‏:‏ صرفه بالإِفك؛ قال

عمرو بن أُذينة‏.‏

إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْ

فُوكاً، ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا‏.‏

يقول‏:‏ إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً‏.‏

وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب‏:‏ لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك

أَي صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ؛ قال الفراء‏:‏ يريد يُصْرَفُ عن الإِيمان من صُرِف كما قال‏:‏ أَجئتَنا

لتَأْفكَنَا عن آلهتنا؛ يقول‏:‏ لتصرفنا وتصدنا‏.‏ والأَفَّاك‏:‏ الذي يَأْفِكُ

الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله‏.‏ والمَأْفوك‏:‏ الذي لا زَوْرَ له‏.‏ شمر‏:‏ أُفِك

الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف‏.‏

والمُؤْتفِكات‏:‏ مَدائن لوط، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، سميت بذلك

لانقلابها بالخَسْف‏.‏ قال تعالى‏:‏ والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى، وقوله تعالى‏:‏

والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات؛ قال الزجاج‏:‏ المؤْتفكات جمع

مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت‏.‏ يقال‏:‏ إِنهم جمع من أَهلك كما

يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا‏.‏ وروى النضر بن أَنس عن أَبيه أَنه قال‏:‏

أَي بنيّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت

بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر‏:‏ يعني بالمُؤتفكة

أَنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها‏.‏ والائْتِفاك عند أَهل العربية‏:‏

الانقلاب كقريات قوم لوط التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت، وقيل‏:‏

المُؤْتَفِكاتُ

المُدُن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط، عليه السلام‏.‏ وفي حديث

سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال‏:‏ فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته، يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم‏.‏ يقال‏:‏ ائْتَفَكَت

البلدة بأَهلها أَي انقلبت، فهي مُؤتَفِكة‏.‏ وفي حديث بشير بن الخصَّاصية‏:‏

قال له النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ممن أَنت‏؟‏ قال‏:‏ من ربيعة، قال‏:‏ أَنتم

تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت‏.‏

والمُؤْتَفِكاتُ‏:‏ الرِّياح تختلف مَهابّهُا‏.‏ والمُؤْتَفِكات‏:‏ الرياح التي تقلب

الأَرض، تقول العرب‏:‏ إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ

الأَرضُ أَي زكازرعها؛ وقول رؤبة‏:‏

وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤتَفك

أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه‏.‏ وأَرض مَأْفوكة‏:‏ وهي التي لم يصبها

المطر فأَمحلت‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كأَنها، وهي تَهاوَى تَهْتَلِك، شَمْسٌ بِظلٍّ، ذا بهذا يَأْتَفِك

قال يصف قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة

وشبه البياض الشمس، يَأْتَفِك‏:‏ ينقلب‏.‏

والمَأْفوك‏:‏ المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ يُؤْفَكُ

عنه مَن أُفِكَ؛ قال مجاهد‏:‏ يُؤْفن عنه من أُفِنَ‏.‏ وأُفِنَ الرجل‏:‏ ضعف

رأْيه، وأَفَنَهُ الله‏.‏ وأُفِكَ الرجل‏:‏ ضعف عقله ورأْيه، قال‏:‏ ولم يستعمل

أَفَكه الله بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه، فيكون

المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله‏.‏ ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك‏:‏ مخدوع عن

رأْيه؛ الليث‏:‏ الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة؛ وأَنشد‏:‏

ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا‏؟‏

ورجل مَأْفوك‏:‏ لا يصيب خيراً‏.‏ وأَفكهُ‏:‏ بمعنى خدعة‏.‏

أكك‏:‏ لأَكَّةُ‏:‏ الشديدة من شدائد الدهر‏.‏ والأَكَّةُ‏:‏ شدة الحرّ

وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ

الحر المُحْتَدِمُ

الذي لا ريح فيه‏.‏ ويقال‏:‏ أَصابتنا أَكَّة؛ ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد

أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ، وهو افتعل منه، وليلة أَكَّة كذلك‏.‏

وحكى ثعلب‏:‏ يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح؛ حكاها مع

أَشياء إِتباعية، قال‏:‏ فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل

من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره‏.‏ وفي الموعب‏:‏ ويوم عَكٌّ أَكّ حار

ضَيق غام

، وعَكِيك أَكِيكٌ‏.‏ والأَكَّة‏:‏ فَوْرة

شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح‏.‏ التهذيب‏:‏ يوم

ذواأَكّ ودوأَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ، وكذلك في وُجوهه، ويقال‏:‏ إن في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ رماه الله بالأَكَّةِ

أَي بالموت‏.‏ وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً‏:‏

ردَّه والأَكَّة‏:‏ الزحمة؛ قال‏:‏

إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ

في الموعب‏:‏ الشَّرِيبُ

الذي يسقي إِبله مع إِبلك، يقول‏:‏ فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه

أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه؛ قال‏:‏

تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ

الأَكَّةُ‏:‏ الضيقُ والزحمة‏.‏ وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً‏:‏ زاحمه‏.‏ وأْتَكَّ

الوِرْدُ‏:‏ ازدحم، معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة‏.‏ وأْتَكَّ من ذلك

الأَمر‏:‏ عظم عليه وأَنِفَ منه‏.‏

ألك‏:‏ في ترجمة علج‏:‏ يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج

صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج‏.‏ الليث‏:‏

الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ

في الفم مشتق من قول العرب‏:‏ الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك

أَو يَعْلُك أَي يمضغ‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه

عَلَكه‏.‏ والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة‏:‏ الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد‏:‏

وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه

بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ

قال الشاعر‏:‏

أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ

قال ابن بري‏:‏ أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ وقال فيها‏:‏

يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ

قال‏:‏ وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله‏:‏

أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ‏:‏

أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ‏؟‏

إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه

مقلوباً منه؛ فأَما قول عديّ بن زيد‏:‏

أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً‏:‏

أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار

فإِن سيبويه قال‏:‏ ليس في الكلام مَفْعُل، وروي عن محمد بن يزيد أَنه

قال‏:‏ مَأْلُك جمع مَأْلُكة، وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة، والذي روي عن ابن عباس أَقيس

؛ قال ابن بري‏:‏ ومثله مَكْرُم ومَعُون، قال الشاعر‏:‏

ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم

وقال جميل‏:‏

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، على كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون

قال‏:‏ ونظير البيت المتقدم قول الشاعر‏:‏

أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل

كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ‏:‏

من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول

ويقال‏:‏ أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه

الأَلُوك، وهي الرسالة، وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته

بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة

بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا

الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ

أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة، إِلا أَنه جاء على القلب إِذ

المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم‏:‏

ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها

أَي ولا أَتَهَيَّبُها، وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب

مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل

والمتكلم مخرْسِل؛ وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة‏:‏

أَلِكْني إِليها بالسلام، فإِنَّهُ

يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ

أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها، وقد تحذف هذه الباء فيقال

أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ‏:‏

أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً، بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا

فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى

بَلِّغ عني رسالة؛ والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس‏:‏

أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ الـ *** ـإِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا

وقد يكون المُرْسَلُ

هو المُرْسَل إِليه، وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي

إِلى نفسك بالسلام؛ وعليه قول الشاعر‏:‏

أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً، سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني

وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه‏:‏

أَلِكْني إِلى قومي، وإِن كنتُ نائياً، فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ

أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة‏.‏ وقال كراع‏:‏

المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي‏.‏

وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً‏:‏ أَبلغه الأَلُوك‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ يقال

أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني، وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني

وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة

الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛ وأَنشد‏:‏

أَلِكْني إِليها بخير الرسو

لِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ

قال‏:‏ ومن بنى على الأَلوك قال‏:‏ أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة

الثانية تخفيفاً؛ وأَنشد‏:‏

أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا

قال أَبو منصور‏:‏ أَلِكْني أَلِكْ لي، وقال ابن الأَنباري‏:‏ أَلِكْني

إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛ وقا ل أَبو عبيد في قوله‏:‏

أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني

أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك، والمَلَكُ مشتق منه، وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت

حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛ وقد يستعمل متمماً والحذف

أَكثر‏:‏فلسْتَ لإِنْسيٍّ، ولكن لمَلأَكٍ

تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب

والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن على حد دخولها

في القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وقد قالوا المَلائك‏.‏ ابن السكيت‏:‏ هي

المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب‏.‏ والملائكة‏:‏ جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل

مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى‏.‏ ويقال‏:‏ جاء فلان قد اسْتَأْلكَ

مَأْلُكَته أَي حمل رسالته‏.‏

أنك‏:‏ الآنُك‏:‏ الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ، وقال كراع‏:‏ هو القزدير ليس في الكلام على مثال فاعُل غيره، فأَما كابُل فأَعجمي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة؛ رواه ابن قتيبة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من استمع إِلى حديث قومٍ هُمْ له كارِهون

صبَّ في أُذنيه الآنُك يوم القيامة؛ قال القتيبي‏:‏ الآنُك الأَسْرُبُّ‏.‏ قال

أَبو منصور‏:‏ وأَحسبه معرَّباً، وقيل‏:‏ هو الرَّصاص الأَبيض، وقيل الأَسود، وقيل هو الخالص منه وإِن لم يجئ على أَفْعُل واحداً

غير هذا، فأَما أَشُدّ فمختلف فيه، هل هو واحد أَو جمع، وقيل‏:‏ يحتمل أن يكون الآنُك فاعُلاً لا أَفْعُلاً، قال‏:‏ وهو شاذ؛ قال الجوهري‏:‏ أَفْعُل

من أَبنية الجمع ولم يجئ عليه للواحد إِلا آنُك وأَشُدّ، قال‏:‏ وقد جاء

في شعر عربي والقطعة الواحدة آنُكَة؛ قال رؤبة‏:‏

في جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه، يَأْنُك عن تَفْئِيمه مُفَأّمُه

قال الأَصمعي‏:‏ لا أَدري ما يَأْنُك، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يَأْنُك يعظم‏.‏

أيك‏:‏ الأَيْكةَ‏:‏ الشمر الكثير الملتفّ، وقيل‏:‏ هي الغَيْضة تُنْبِتُ

السَّدْر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر، وخص بعضهم به منبت الأَثْل

ومُجتَمعه، وقيل‏:‏ الأَيْكة جماعة الأَراك، وقال أَبو حنيفة‏:‏ قد تكون الأَيْكة

الجماع من كل الشجر حتى من النخل، قال‏:‏ والأَول أَعرق، والجمع أَيْكٌ‏.‏

وأَيِكَ الأَراك فهو أَيِكٌ واسْتَأْيَك، كلاهما‏:‏ التفٍّ وصار أَيكة؛ قال‏:‏

ونحنُ من فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ، أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القَضْبِ

قال ابن سيده‏:‏ أراه أيِكِ الأَرَاك فخفف، وأيْك أيِكٌ مُثْمر، وقيل هو على المبالغة‏.‏ وفي التهذيب في قوله تعالى‏:‏ كذَّب أصحابُ الأَيْكة

المُرْسَلين؛ وقرئ أصحاب لَيكة، وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان لَيْكة، واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل لَيْكة لا تنصرف، ومن قرأ أصحاب الأَيْكة

قال‏:‏ الأََيْك الشجر الملتفّ، يقال أيْكة وأيْك، وجاء في التفسير‏:‏ إن شجرهم كان الدَّوْم‏.‏ وروى شمر عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ يقال أيْكة من أثْل، ورَهْطٌ من عُشَر، وقَصِيمَة من غَضاً؛ قال الزجاج‏:‏ يجوز وهو حسن جداً كذب

أصحاب لَيْكةِ، بغير ألف على الكسر، على أن الأَصل الأيكةِ فأُلقيت

الهمزة فقيل الَيْكةِ، ثم حذفت الألف فقال لَيْكَةِ، والعرب تقول

الأَحمرُ قد جاءني، وتقول إذا ألقت

الهمزة‏:‏ الحَمرُ جاءني، بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، وتقول أيضاً‏:‏ لَحْمَرُ

جاءني، يريدون الأَحْمَرَ؛ قال‏:‏ وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن

يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف وصل بمنزلة قولهم لَحْمَرَ؛ قال

الجوهري‏:‏ من قرأ كذَّب أصحابُ الأَيْكَة المرسلين، فهي الغَيْضة، ومن قرأ

لَيْكة فهي اسم القرية‏.‏ ويقال‏:‏ هما مثل بَكَّة ومَكَّة‏.‏

بتك‏:‏ البَتْك‏:‏ القطع‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وليُبَتِّكُنَّ آذان

الأَنعام؛ قال أبو العباس‏:‏ يقول فليقطعنّ؛ قال أبو منصور‏:‏ كأنه أراد، والله أعلم، تبْحِير أهل الجاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها‏.‏ الليث‏:‏ البَتْك قطع

الأُذن من أصلها‏.‏ وبَتِّك الآذان أي قطعها، شدد للكثرة، وقيل‏:‏ البَتْكُ أن تقبض على شيء بيدك، وفي التهذيب‏:‏ أن تقبض عى شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك حتى ينقطع فيَنْبَتِكِ من أصله وينتتف، وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بِتْكَةٌ؛ قال زهير‏:‏

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها، طارَتْ وفي كَفِّه من ريشها بِتَكُ

وقيل‏:‏ البَتْك قطع الشيء من أصله، بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً

أي قطعه، وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك‏.‏ والبِتْكةُ والبَتْكة‏:‏ القطعة منه، والجمع بِتَكٌ؛ واستشهد ببيت زهير‏:‏

طارَتْ وفي كفه من ريشها بِتَكُ

وسيف باتِكٌ أي صارم؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الشاعر‏:‏

إذا طَلَعَتْ أولى العَدِيِّ، فنَفْرَةٌ

إلى سَلَّةٍ من صارم الغَرِّ باتِكِ

وسيف باتِكٌ وبَتُوك‏:‏ قاطع، وسيوف بَواتِكُ‏.‏ والبِتُكة أيضاً‏:‏ جَهْمة من الليل‏.‏

بخنك‏:‏ البُخْنُك‏:‏ لغة في البُخْنُقِ‏.‏

برك‏:‏ البَرَكة‏:‏ النَّماء والزيادة‏.‏ والتَّبْريك‏:‏ الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة‏.‏ يقال‏:‏ بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك‏.‏

وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه‏:‏ وضع فيه البَرَكَة‏.‏ وطعام بَرِيك‏:‏ كأنه مُبارك‏.‏ وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم، قال‏:‏ البركات السعادة؛ قال أبو منصور‏:‏ وكذلك قوله في التشهد‏:‏ السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي، صلى الله عليه

وسلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة‏.‏ وفي حديث الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما

أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من بَرَكَ البعير إذا أناخ في موضع فلزمه؛ وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة، والأَصلُ الأَولُ‏.‏ وفي حديث أم سليم‏:‏

فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة‏.‏ ويقال‏:‏ باركَ الله لك وفيك

وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلا أن فاعلَ يتعدى

وتفاعلَ لا يتعدى‏.‏ وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها؛ التهذيب‏:‏ النار نور الرحمن، والنور

هو الله تبارك وتعالى، ومَنْ حولها موسى والملائكة‏.‏ وروي عن ابن عباس‏:‏ أن برك من في النار، قال الله تعالى‏:‏ ومَنْ حولها الملائكة، الفراء‏:‏ إنه في حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها، قال‏:‏ والعرب تقول باركَكَ الله وبارَكَ فيك، قال الأَزهري‏:‏ معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء؛ وقال أبو طالب بن عبد المطلب‏:‏

بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كما بُو

رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون

وقال‏:‏

بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وبارَكْنا عليه‏.‏ وقوله‏:‏ بارَكَ الله لنا في الموت؛ معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت؛ وقول أبي فرعون‏:‏

رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون، سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين

تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني، إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني

جعل بُورِك اسماً وأعربه، ونحوٌ منه قولهم‏:‏ من شُبٍّ إلى دُبٍّ؛ جعله

اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه‏.‏ وقوله تعالى يعني القرآن‏:‏ إنا أنزلناه في ليلة

مُباركةٍ، يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل

على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً بعد شيء‏.‏ وطعام بَرِيكٌ‏:‏

مبارك فيه‏.‏ وما أبْرَكَهُ‏:‏ جاء فعلُ التعجب على نية المفعول‏.‏ وتباركَ الله‏:‏ تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره، أي تطَهَّرَ‏.‏

والقُدْس‏:‏ الطهر‏.‏ وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال‏:‏ ارتفع‏.‏

والمُتبارِكُ‏:‏ المرتفع‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة، كذلك

يقول أهل اللغة‏.‏ وروى ابن عباس‏:‏ ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير، وقال في موضع آخر‏:‏ تَبارَكَ تعالى وتعاظم، وقال ابن الأَنباري‏:‏ تبارَكَ الله أي

يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر‏.‏ وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله‏:‏ تمجيد

وتعظيم‏.‏ وتبارَكَ بالشيء‏:‏ تَفاءَل به‏.‏ الزجاج في قوله تعالى‏:‏ وهذا كتاب

أنزلناهُ مبارك، قال‏:‏ المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت

كتاب، ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة‏.‏ اللحياني‏:‏ بارَكْتُ على

التجارة وغيرها أي واظبت عليها، وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ

به‏.‏

وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ، وأبرَكته أنا فبَرَكَ، وهو قليل، والأكثر أنَخْتُه فاستناخ‏.‏ وبَرَكَ‏:‏ ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره، وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ‏:‏ قال الراعي‏:‏

وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ، بمَحِّْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا

وأبرَكَها هو، وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها‏.‏ والبَرْكُ‏:‏ الإبل

الكثيرة؛ ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ‏:‏

إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ

حَنِيناً، فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا

والجمع البُرُوك، والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر، والبَرْكُ‏:‏

جماعة الإبل الباركة، وقيل‏:‏ هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها، بالغاً

ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً؛ قال أبو ذؤيب‏:‏

كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ

وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ

لَبيجٌ‏:‏ ضارب بنفسه؛ وقيل‏:‏ البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال

والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارِكٌ

والأُنثى باركة‏.‏ التهذيب‏:‏ الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها؛ قال

طرفة‏:‏

وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي

بَوَاديَها، أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد

ويقال‏:‏ فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ‏.‏ وكل شيء ثبت وأقام، فقد بَرَكَ‏.‏

وفي حديث علقمة‏:‏ لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل؛ هو الموضع الذي تبرك فيه، أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت

في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ‏.‏

والبِرْكة‏:‏ أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها؛ قال

الكميت‏:‏

وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو

ن، لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ

ورجل مُبْتَرِكٌ‏:‏ معتمِد على الشيء مُلِجٌّ؛ قال‏:‏

وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ، يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ، مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ

ورجل بُرَكٌ‏:‏ بارِكٌ على الشيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد‏:‏

بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ

أكل البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ

الليث‏:‏ البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من الصدر، واشتقاقه من مَبْرَك البعير، والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي

يعدُوك‏.‏ به الشيء تحته؛ يقال‏:‏ حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه؛ وأنشد في صفه

الحرب وشدتها‏:‏

فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ

والبَرْك والبِرْكةُ‏:‏ الصدر، وقيل‏:‏ هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير

إذا بَرَك، وقيل‏:‏ البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك، وقيل‏:‏ البَرْك

الواحد، والبِركة الجمع، ونظيره حَلْي وحِلْية، وقيل‏:‏ البَرْكُ باطن

الصدر والبِركة ظاهره؛ والبِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الأَعشى‏:‏

مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى، كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام

الجوهري‏:‏ البَرْكُ الصدر، فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة؛ قال

الجعدي‏:‏

في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ

وقال يعقوب‏:‏ البَرْكُ وسط الصدر؛ قال ابن الزِّبَعْرى‏:‏

حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها، واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ

وشاهد البِرْكة قول أبي دواد‏:‏

جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه، ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ

وقولهم‏:‏ ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك، مثل الرِّكبة

والجِلْسة‏.‏

وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه‏.‏ وفي حديث علي بن الحسين‏:‏ ابْتَرَكَ

الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ ألقت السحابُ بَرْكَ

بَوانِيها؛ البَرْكُ الصدر، والبَوانِي أركان البِنْية‏.‏ وابْتَرَكْتُه إذا

صرَعته وجعلته تحت بَرْكك‏.‏ وابْتَرَك القوم في القتال‏:‏ جَثَوْا على

الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً، وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ‏.‏

والبَراكاءُ‏:‏ الثَّبات في الحرب والجِدّ، وأصله من البُروك؛ قال بشر بن أبي خازم‏:‏

ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ

بَرَاكاءُ القتال، أو الفِرار

والبَراكاءُ‏:‏ ساحة القتال‏.‏ ويقال في الحرب‏:‏ بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا‏.‏

والبُرَاكِيَّة‏:‏ ضرب من السفن‏.‏

والبُرَكُ والبارُوك‏:‏ الكابُوس وهو النِّيدِلانُ، وقال الفرّاء‏:‏

بَرَّكانِيٌّ، ولا يقال بَرْنَكانيّ‏.‏

وبَرْك الشتاء‏:‏ صدره؛ قال الكميت‏:‏

واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه، وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ

قال‏:‏ أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم‏:‏ منها الزُّبانَى

والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وهو يطلع في شدة البرد، ويقال لها البُرُوك

والجُثُوم، يعني العقرب، واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء

ومعظمه في منزله، يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في الشتاء‏.‏ وبارَكَ على الشيء‏:‏ واظب‏.‏ وأبْرَكَ في عَدْوه‏:‏ أسرع مجتهداً، والاسم

البُروك؛ قال‏:‏

وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا

أي نجتهد في عدوها‏.‏ ويقال‏:‏ ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا

اجتهد في ذمه، وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه، ابْتَرَكَ أي

أسرع في العَدْو وجدَّ؛ قال زهير‏:‏

مَرّاً كِفاتاً، إذا ما الماءُ أسْهَعلَها، حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ

وابْتِراكُ الفرس‏:‏ أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه‏.‏ وابْتَرَكَ

الصَّيقَلُ‏:‏ مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه‏.‏ وابتركت السحابة‏:‏ اشتدّ

انهلالها‏.‏ وابْتَرَكت السماء وأبركت‏:‏ دام مطرها‏.‏ وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ

بالمطر‏.‏ وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل‏:‏ تَنَقّصه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخَبِيصُ

يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك‏.‏ وقال رجل من الأَعراب لامرأته‏:‏ هل لكِ

في البُرُوك‏؟‏ فأجابته‏:‏ إن البُرُوك عمل الملوك؛ والاسم منه البَرِيكة، وعمله البُرُوك، وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأهداها

إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأما الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وروى

إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب‏:‏

إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ، والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ

قال‏:‏ البِرْكةُ جنس من برود اليمن، وكذلك المَرَاجل‏.‏ والبُرْكة‏:‏

الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها؛ قال‏:‏

لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ، أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا

ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً، ويقال للجماعة

يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ ويقال‏:‏ أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ

بُرُوكاً‏.‏ والتَّبْراك‏:‏ البُروك؛ قال جرير‏:‏

لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها

من التَّبْراك، ليس من الصَّلاةِ

وتِبْراك، بكسر التاء‏:‏ موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ‏:‏

أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها، بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ‏؟‏

والبِرْكةُ‏:‏ كالحوض، والجمع البِرَكُ؛ يقال‏:‏ سميت بذلك لإقامة الماء

فيها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبِرْكَةُ مستنقع الماء‏.‏ والبِرْكةُ‏:‏ شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، وهو البِرْكُ أيضاً؛ وأنشد‏:‏

وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً

وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أي مَوْرِدِ

ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، والزَّلَفُ وجه المرآة‏.‏

قال أبو منصور‏:‏ ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر

وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال‏:‏

وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر، وأما الحِياض التي تسوّى لماء

السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع، واحدها صِنْع، والبِرْكةُ‏:‏

الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سيده‏:‏ وهي البَركَةُ، ولا أحقها، ويسمون

الشاة الحَلُوبة‏:‏ بِرْكةً‏.‏

والبَروك من النساء‏:‏ التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ‏.‏

والبِراكُ‏:‏ ضرب من السمك بحري سود المناقير‏.‏

والبُركة، بالضم‏:‏ طائر من طير الماء أبيض، والجمع بُرَك وأبْراك

وبُرْكان، قال‏:‏ وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع‏.‏ والبُرَكُ أيضاً‏:‏

الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر

على وجه الأَرض‏:‏

حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ

من الأَباطِح، في حافاته البُرَكُ

والبِرْكانُ‏:‏ ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي‏:‏

حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه، يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ

وقيل‏:‏ هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه‏.‏ والبِرْكانُ‏:‏ من دِقّ النبت وهو الحمض؛ قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره‏:‏

حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه

والهطلى‏:‏ واحده هِطْل، وهو الذي يمشي رُوَيداً‏.‏ وواحد البِركان

بِرْكانَة، وقيل‏:‏ البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض، له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض؛ قال‏:‏

بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا

بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها

وفي رواية‏:‏ وارْفَضَّتْ هَراعاً، وقيل‏:‏ البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛ وأنشد بيت الراعي‏:‏

حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه

أبو زيد‏:‏ البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين‏.‏

والبُرَيْكانِ‏:‏ أخَوان من العرب، قال أبو عبيدة‏:‏ أحدهما بارِكٌ والآخر

بُرَيْك، فغلب بُرَيْك إما للفظه، وإما لِسنّه، وإما لخفة اللفظ‏.‏ وذو

بُرْكان‏:‏ موضع؛ قال بشر بن أبي خازم‏:‏

تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها

فَرِيد، بذي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ

وبُرَك‏:‏ من أسماء ذي الحجة؛ قال‏:‏

أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً، لَدَى بُرَكٍ، حتى تَدُورَ الدوائرُ

وبِرْكٌ، مثال قِرْدٍ‏:‏ اسم موضع بناحية اليمن؛ قال ابن بري‏:‏ وبِرْكُ

الغُماد موضع باليمن‏.‏ ويقال‏:‏ الغِماد والغُماد، بالكسر والضم، وقيل‏:‏ إن الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه، وحكى ابن خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم، ويروى أن الأَنصار، رضي الله عنهم، قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله، إنا ما نقول لك

مثل ما قال قوم موسى لموسى، اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا، بل بآبائنا

نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد؛ وأنشد ابن دريد لنفسه‏:‏

وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا

ذُ، فأوْلِها كَنَفَ البعاد

واجعَلْ مُقامَك، أو مَقَرْ

رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد

كلِّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقْـ *** ـوى ذي الجَلال، إلى نَفاد

وفي حديث الهجرة‏:‏ لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد، بفتح الباء

وكسرها، وتضم الغين وتكسر، وهو اسم موضع باليمن، وقيل‏:‏ هو موضع وراء مكة بخمس

ليال‏.‏

برتك‏:‏ ابن سيده‏:‏ البَراتِك صغار التِّلال، قال‏:‏ ولم أسمع لها بواحد؛ قال

ذو الرمة‏:‏

وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغرَّقَتْ

جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ

ويروى‏:‏ النوابك‏.‏ وفي النوادر‏:‏ بَرْتَكْتُ الشيء برتكة وفَرْتَكْتُه

فَرْتكةً وكَرْنَفْته إذا قطعته مثل الذر‏.‏

برنك‏:‏ البَرْنَكان‏:‏ ضرب من الثياب؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد‏:‏

إنِّي وإن كان إزارِي خَلَقا، وبَرْنَكاني سَمَلاً قد أخْلَقَا، قد جعل الله لساني مُطْلَقا

الجوهري‏:‏ البَرْنَكان على وزن الزَّعْفَران ضرب من الأَكسية‏.‏ قال

الفراء‏:‏ البَرْنَكانُ كساء من صوف له عَلَمان، ويقال برَّكان أيضاً‏.‏

بشك‏:‏ البَشْكُ‏:‏ سوء العمل‏.‏ والبَشْك‏:‏ الخياطة الرديئة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

يقال للخَيَّاط إذا أساء خياطة الثوب بَشَكه وشَمْرَخه، قال‏:‏ والبشك الخلط

من كل شيء رديء وجيد‏.‏

وبشَكْتُ الثوب إذا خطته خياطة متباعدة‏.‏ وفي حديث أبي هريرة‏:‏ أن مروان

كساه مِطْرَفَ خَزٍّ فكان يَثْنِيه عليه أثْناءً من سعته فبَشَكه بَشْكاً

أي خاطه‏.‏ وبَشَكَ الكلام يَبْشُكه بَشْكاً وأبشَكه‏:‏ تَخَرَّصهُ كاذباً، وقيل‏:‏ البَشْك والابْتِشاك الكذب أو خَلْط الكلام بالكذب‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏

ابْتَشك فلان الكلام ابْتِشاكاً إذا كذب‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ بَشَكَ وابْتَشَك

إذا كذب‏.‏ ويقال‏:‏ هو يَبْشُك الكذب أي يَخْلُقه‏.‏ والبَشَّاك‏:‏ الكذَّاب، وقيل‏:‏ البَشْك الخلط في كل شيء؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وابْتَشَك الكلام‏:‏

ارْتجله‏.‏ وبَشَك الإبل يَبْشُكها بَشْكاً‏:‏ ساقها سوقاً سريعاً‏.‏ التهذيب‏:‏

البَشْك في السير سرعة نقل القوائم‏.‏ أبو زيد‏:‏ البَشْك السير الرفيق، والبَشْكُ السرعة وخفة نقل القوائم، بَشَك يَبْشُك ويَبْشِك بَشْكاً وبَشَكاً‏.‏

والبَشْكُ في حُضْر الفرس أن ترتفع حوافره من الأَرض ولا تنبسط يداه‏.‏

وامرأة بَشَكى اليدين وبَشَكى العمل‏:‏ خفيفةُ اليدين في العمل سريعتهما، وقيل‏:‏

بَشَكى اليدين عَمُول اليدين، وبَشَكَى العمل أي سريعة العمل‏.‏ ابن بزرج‏:‏

إنه بَشَكى الأَمر أي يعجل صَرِيمة أمره‏.‏ وناقة بَشَكى‏:‏ سريعة؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هي التي تسيء المشي بعد الاستقامة‏.‏ وناقة بَشَكى‏:‏ خفيفة المشي

والروح، وقد بَشَكَتْ أي أسرعت، تَبْشُك بَشكاً‏.‏

بضك‏:‏ سيف باضِكٌ وبَضُوك‏:‏ قاطع‏.‏ ولا يَبْضِكُ اللهُ يدَهُ أي لا يقطعها؛ قال ابن سيده‏:‏ كل ذلك عن ابن الأَعرابي‏.‏