فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

حمل‏:‏ حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل، واحْتَمَله؛ وقول النابغة‏:‏

فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ

عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل، وعن الفَجْرة بالاحتمال، لأَن حَمْل

البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر؛ ومثله قول الله عز اسمه‏:‏ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وهو مذكور في موضعه؛ وقول

أَبي ذؤيب‏:‏

ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره، عليه الوسوقُ‏:‏ بُرُّها وشَعِيرُها

قال ابن سيده‏:‏ إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل، ولذلك عَدَّاه بالباء؛ أَلا

تراه قال بعد هذا‏:‏

بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا

وفي الحديث‏:‏ من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح

على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم، فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم

مسلمين فقد اخْتُلِف فيه، فقيل‏:‏ معناه ليس منا أَي ليس مثلنا، وقيل‏:‏ ليس

مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا، وقوله عز وجل‏:‏ وكأَيِّن

من دابة لا تَحْمِل رزقَها؛ قال‏:‏ معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها

إِنما تُصْبح فيرزقها الله‏.‏ والحِمْل‏:‏ ما حُمِل، والجمع أَحمال، وحَمَله

على الدابة يَحْمِله حَمْلاً‏.‏ والحُمْلان‏:‏ ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في الهِبَة خاصة‏.‏ الأَزهري‏:‏ ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل‏.‏ وحَمَلْت

الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فإِنه يَحْمِل يوم

القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً؛ أَي وِزْراً‏.‏

وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل‏:‏ أَغْراه به؛ وحَمَّله على

الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً؛ قال

سيبويه‏:‏ أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا

أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه، ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً

مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل‏.‏ وفي حديث عبد الملك في هَدْم

الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها‏:‏ وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما

تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ إِنا عَرَضْنا

الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن

منها وحَمَلها الإِنسان، قال الزجاج‏:‏ معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها، والأَمانة هنا‏:‏ الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية، وكذا جاء في التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق، وقال أَبو إِسحق في الآية‏:‏ إن حقيقتها، والله أَعلم، أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه

عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله‏:‏ ائْتِيا طَوْعاً

أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين؛ فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات

والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها؛ وكل من خان الأَمانة فقد

حَمَلها، وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم؛ ومنه قوله تعالى‏:‏

ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم، الآية، فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى

حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها، يعني الأَمانة‏.‏

وأَدَّيْنَها، وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ

المعصية، وحَمَلها الإِنسان، قال الحسن‏:‏ أَراد الكافر والمنافق حَمَلا

الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا، قال‏:‏ فهذا المعنى، والله أَعلم، صحيح ومن أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً

جَهُولاً، قال‏:‏ وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله‏:‏ ليعذب الله المنافقين

والمنافقات، إِلى آخرها؛ قال أَبو منصور‏:‏ وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه

الآية ماشرحه أَبو إِسحق؛ قال‏:‏ ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه

خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر‏:‏

إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة، وتَحْمِل أُخْرَى، أَفْرَحَتْك الودائعُ

أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها، يدل على ذلك

قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا

تُؤَدِّيها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم؛ فسره

ثعلب فقال‏:‏ على النبي صلى الله عليه وسلم ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أن يُنَبِّه عليه، وعليكم أَنتم الاتِّباع‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ لا تُنَاظِروهم

بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل

فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة‏.‏ الأَزهري‏:‏ وسمى الله عز وجل

الإِثْم حِمْلاً فقال‏:‏ وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه

شيء ولو كان ذا قُرْبَى؛ يقول‏:‏ وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا

قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها

شيئاً‏.‏ وفي حديث الطهارة‏:‏ إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث

أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه، من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه أَي لا يُظْهِره؛ قال ابن الأَثير‏:‏ والمعنى

أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين، وقيل‏:‏ معنى لم يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه، كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا

كان يأْباه ويدفعه عن نفسه، وقيل‏:‏ معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأَول

قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ

القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع

النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين، قال‏:‏ والأَول هو القول، وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن، فأَما الثاني فلا‏.‏

واحْتَمل الصنيعة‏:‏ تَقَلَّدها وَشَكَرها، وكُلُّه من الحَمْل‏.‏ وحَمَلَ

فلاناً وتَحَمَّل به وعليه

في الشفاعة والحاجة‏:‏ اعْتَمد‏.‏

والمَحْمِل، بفتح الميم‏:‏ المُعْتَمَد، يقال‏:‏ ما عليه مَحْمِل، مثل

مَجْلِس، أَي مُعْتَمَد‏.‏

وفي حديث قيس‏:‏ تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به إِليه‏.‏

وتَحامل في الأَمر وبه‏:‏ تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ‏.‏ وتَحامل عليه‏:‏

كَلَّفَه ما لا يُطِيق‏.‏ واسْتَحْمَله نَفْسَه‏:‏ حَمَّله حوائجه وأُموره؛ قال

زهير‏:‏

ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه، ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ، يُسْأَم

وفي الحديث‏:‏ كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق

فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به‏.‏ وتَحامَلْت

الشيءَ‏:‏ تَكَلَّفته على مَشَقَّة‏.‏ وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت

الشيءَ على مشقة‏.‏ وفي الحديث الآخر‏:‏ كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل

لمن يَحْمِل لنا، من المُفاعَلَة، أَو هو من التَّحامُل‏.‏ وفي حديث

الفَرَع والعَتِيرة‏:‏ إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على

الحَمْل وأَطاقه، وهو اسْتَفْعل من الحَمْل؛ وقول يزيد بن الأَعور

الشَّنِّي‏:‏

مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً‏.‏ وشهر مُسْتَحْمِل‏:‏

يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون؛ عن ابن الأَ عرابي؛ قال‏:‏

والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً

كان شهراً مُسْتَحْمِلاً‏.‏ وما عليه مَحْمِل أَي

موضع لتحميل الحوائج‏.‏ وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل‏.‏

وحَمَل عنه‏:‏ حَلُم‏.‏ ورَجُل حَمُول‏:‏ صاحِب حِلْم‏.‏ والحَمْل، بالفتح‏:‏ ما

يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان، والجمع حِمال وأَحمال‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأُولات الأَحمال أَجَلُهن‏.‏ وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ

تَحْمِل حَمْلاً‏:‏ عَلِقَت‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً؛ قال

ابن جني‏:‏ حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ

المرأَة بولدها؛ وأَنشد لأَبي كبير الهذلي‏:‏

حَمَلَتْ به، في ليلة، مَزْؤُودةً

كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل

وفي التنزيل العزيز‏:‏ حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً، وكأَنه إِنما جاز

حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به، ونظيره قوله تعالى‏:‏ أُحِلَّ لكم ليلَة

الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم، لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى‏.‏

وامرأَة حامِل وحاملة، على النسب وعلى الفعل‏.‏ الأَزهري‏:‏ امرأَة حامِل

وحامِلة إِذا كانت حُبْلى‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ إِذا كان في بطنها ولد؛ وأَنشد لعمرو

بن حسان ويروى لخالد بن حقّ‏:‏

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم

أَنى، ولِكُلِّ حاملة تَمام

فمن قال حامل، بغير هاء، قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث، ومن قال

حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة، فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها

أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما

لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث، فإِن أُتي بها فإِنما

هو على الأَصل، قال‏:‏ هذا قول أَهل الكوفة، وأَما أَهل البصرة فإِنهم

يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم، ورجل

عانس وامرأَة عانس، على الاشتراك، وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة

مُجْرِية، مع غير الاشتراك، قالوا‏:‏ والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض

وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث، فإِنما هي أَوْصاف

مُذَكَّرة وصف بها الإِناث، كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة

أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران؛ وقالوا‏:‏ حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في أَول حَمْلِها، عن ابن الأَعرابي وحده‏.‏ والحَمْل‏:‏ ثمر الشجرة، والكسر فيه

لغة، وشَجَر حامِلٌ، وقال بعضهم‏:‏ ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل، وما

بَطَن فهو حَمْل، وفي التهذيب‏:‏ ما ظهر، ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل

الشجرة ولا غيره‏.‏ ابن سيده‏:‏ وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس

شجرة، وجمعه أَحمال‏.‏ والحِمْل بالكسر‏:‏ ما حُمِل على ظهر أَو رأْس، قال‏:‏

وهذا هو المعروف في اللغة، وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل؛ قال‏:‏ وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول؛ عن

سيبويه، وجمع الحَمْلِ حِمال‏.‏ وفي حديث بناء مسجد المدينة‏:‏ هذا الحِمال

لا حِمال خَيْبَر، يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ الحِمال، بالكسر، من الحَمْل، والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل، ويجوز أن يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ؛ ومنه حديث عمر‏:‏ فأَيْنَ الحِمال‏؟‏ يريد منفعة

الحَمْل وكِفايته، وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان‏.‏ وشجرة حامِلَة‏:‏

ذات حَمْل‏.‏ التهذيب‏:‏ حَمْل الشجر وحِمْله‏.‏ وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر

فيه لغتان‏:‏ الفتح والكسر؛ قال ابن بري‏:‏ أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه

أَنه بفتح الحاء، وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف، منهم من يفتحه تشبيهاً

بحَمْل البطن، ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس، فكلُّ متصل

حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله، فلهذا فُتِح، وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً

كَحَمْل المرأَة، قال‏:‏ وجمع الحَمْل أَحْمال؛ وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع

أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب‏.‏ والحَمَّال‏:‏ حامِل الأَحْمال، وحِرْفته

الحِمالة‏.‏ وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل، والحَمَلة جمع الحامِل، يقال‏:‏ هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن‏.‏ وحَمِيل السَّيْل‏:‏ ما يَحْمِل من الغُثاء والطين‏.‏ وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار‏:‏

فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل

السَّيْل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو ما يجيء به السيل، فَعيل بمعنى مفعول، فإِذا

اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم

وليلة، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار

لها؛ وفي حديث آخر‏:‏ كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل، وهو جمع حَمِيل‏.‏

والحَوْمل‏:‏ السَّيْل الصافي؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد‏:‏

مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة، كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها

وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط‏:‏ الدَّوِيل

الأَسود منه؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت، وكل

مَحْمول فهو حَمِيل‏.‏ والحَمِيل‏:‏ الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم يُولَد في الإِسلام؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، في كتابه إِلى شُرَيْح‏:‏

الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة؛ سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً

من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام، ويقال‏:‏ بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه

محمول النسب، وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان‏:‏ هذا أَخي أَو ابني، لِيَزْوِي

ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا

يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة‏.‏ والحَمِيل‏:‏ المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه‏.‏

والحَمِيل‏:‏ الدَّعِيُّ؛ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين

بنسبهم‏:‏

عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر، ولا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِيل‏؟‏

والحَمِيل‏:‏ الغَريب‏.‏

والحِمالة، بكسر الحاء، والحَمِيلة‏:‏ عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل

المِرْجَل، قال‏:‏

على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي

وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ وقد سماه

ذو الرمة عِرْق الشَّجَر

فقال‏:‏

تَوَخَّاه بالأَظلاف، حتى كأَنَّما

يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل

والجمع الحَمائِل‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها

وإِنما واحدها مِحْمَل؛ التهذيب‏:‏ جمع الحِمالة حَمائل، وجمع المِحْمَل

مَحامل؛ قال الشاعر‏:‏

دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الحِمالة للقوس بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب

في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره‏.‏

والمَحْمِل‏:‏ واحد مَحامل الحَجَّاج‏.‏

قال الراجز‏:‏

أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا

والمِحْمَل‏:‏ الذي يركب عليه، بكسر الميم‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ المِحْمَل

شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ‏.‏ والمِحْمَل والحاملة‏:‏

الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين‏.‏

واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا‏:‏ ذهبوا وارتحلوا‏.‏ والحَمُولة، بالفتح‏:‏

الإِبل التي تَحْمِل‏.‏ ابن سيده‏:‏ الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من بعير أَو حمار أَو غير ذلك، سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن، وفَعُول

تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به‏.‏ وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية، قيل‏:‏ لأَنها حَمولة الناس؛ الحَمُولة، بالفتح، ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة‏.‏ وفي حديث

قَطَن‏:‏ والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً؛ يكون ذلك للواحد فما

فوقه‏.‏ والحُمُول والحُمُولة، بالضم‏:‏ الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة‏.‏

والحُمُولة‏:‏ الأَحمال

بأَعيانها‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحُمُولة الأَثقال‏.‏ والحَمُولة‏:‏ ما أَطاق العَمل

والحَمْل‏.‏ والفَرْشُ‏:‏ الصِّغار‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ الحَمُولة من الإِبل التي

تَحْمِل الأَحمال على ظهورها، بفتح الحاء، والحُمُولة، بضم الحاء‏:‏

الأَحمال التي تُحْمَل عليها، واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة، قال‏:‏ فأَما

الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة‏.‏ والحُمُول‏:‏ الإِبل وما عليها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث

أَدركه؛ الحُمولة، بالضم‏:‏ الأَحمال، يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها‏.‏

والحُمُول، بالضم بلا هاء‏:‏ الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن، واحدها

حِمْل، ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج، والحُمُولة

والحُمُول واحد؛ وأَنشد‏:‏

أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها

والحُمول أَيضاً‏:‏ ما يكون على البعير‏.‏ الليث‏:‏ الحَمُولة الإِبل التي

تُحْمَل عليها الأَثقال‏.‏ والحُمول‏:‏ الإِبل بأَثقالها؛ وأَنشد للنابغة‏:‏

أَصاح تَرَى، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ، حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ

وقال أَيضاً‏:‏

تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا

قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن‏:‏

الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها

الهوادج؛ وعليه قول أَبي ذؤيب‏:‏

يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً، كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ

شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى؛ وقال ذو الرمة

في الأَحمال وجعلها كالحُمُول‏:‏

ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال، مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال

وقال المتنخل‏:‏

ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ

أَحمالُها، كالبُكُر المُبْتِل

عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ، جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل

فأَبدل عِيراً من أَحمالها؛ وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً‏:‏

وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم، كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق

قال‏:‏ وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر‏:‏

أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ، مع الصبح، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ‏؟‏

وقال آخر‏:‏

أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم، ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء

وقول أَوس‏:‏

وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك‏.‏ وأَحْمَله

الحِمْل‏:‏ أَعانه عليه، وحَمَّله‏:‏ فَعَل ذلك به‏.‏ ويجيء الرجلُ إِلى الرجل

إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له‏:‏ احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني

ظَهْراً أَركبه، وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني، بقطع الأَلف، فمعناه أَعنَّي

على حَمْل ما أَحْمِله‏.‏ وناقة مُحَمَّلة‏:‏ مُثْقَلة‏.‏

والحَمَالة، بالفتح‏:‏ الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم، وقد

تطرح منها الهاء‏.‏ وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها‏.‏ الأصمعي‏:‏

الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك قال الليث، ويقال أَيضاً حَمَال؛ قال الأَعشَى‏:‏

فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْـ *** ـدِ، عظيم النَّدَى، كَثِير الحَمَال

ورجل حَمَّال‏:‏ يَحْمِل الكَلَّ عن الناس‏.‏

الأَزهري‏:‏ الحَمِيل الكَفِيل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الحَمِيل غارِمٌ؛ هو الكفيل

أَي الكَفِيل ضامن‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ كان لا يَرى بأْساً في السَّلم بالحَمِيل أَي الكفيل‏.‏ الكسائي‏:‏ حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به، وفي الحديث‏:‏

لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم؛ هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أن تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل

يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن، والتَّحَمُّل‏:‏ أَن يَحْمِلها

عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها‏.‏ وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة؛ سُمِّي بذلك

لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها‏.‏

والحَوامِل‏:‏ الأَرجُل‏.‏ وحَوامِل القَدَم والذراع‏:‏ عَصَبُها، واحدتها

حاملة‏.‏

ومَحامِل الذكر وحَمائله‏:‏ العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه؛ وبه فعسَّر

الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر‏:‏ يُضْغَط المؤمن في هذا، يريد القبر، ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه؛ وقيل‏:‏ هي عروق أُنْثَييه، قال‏:‏ ويحتمل أن يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره‏.‏ وحَمَل به حمالة‏:‏

كَفَل‏.‏ يقال‏:‏ حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه

واضْطَغَنَه‏.‏ ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ‏:‏ قد احتُمِل وأُقِلَّ؛ قال

الأَصمَعي في الغضب‏:‏ غَضِب فلان حتى احتُمِل‏.‏ ويقال للذي يَحْلُم عمن يَسُبُّه‏:‏ قد احْتُمِل، فهو مُحْتَمَل؛ وقال الأَزهري في قول الجَعْدي‏:‏

كلبابى حس ما مسه، وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل‏.‏

أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط، وقيل غضبان، وأَفانِينُ فؤاد‏:‏ ضُروبُ نشاطه‏.‏

واحْتُمِل الرجل‏:‏ غَضِب‏.‏ الأَزهري عن الفراء‏:‏ احْتُمِل إِذا غضب، ويكون

بمعنى حَلُم‏.‏ وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت، وحَمَلْت إِدْلاله

واحْتَمَلْت بمعنىً؛ قال الشاعر‏:‏

أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل، وقالت فلم أُجِبْ، لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم

والمُحامِل‏:‏ الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك، والمُجامِل‏:‏ الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا‏.‏

ويقال‏:‏ فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه‏.‏

والمُحْمِل من النساء والإِبل‏:‏ التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل، وقد

أَحْمَلَت‏.‏

والحَمَل‏:‏ الخَرُوف، وقيل‏:‏ هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه، والجمع حُمْلان وأَحمال، وبه سُمِّيت الأَحمال، وهي بطون من بني تميم‏.‏ والحَمَل‏:‏

السحاب الكثير الماء‏.‏ والحَمَل‏:‏ بُرْج من بُروج السماء، هو أَوَّل البروج

أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل، ثم البُطَين ثلاثة كواكب، ثم الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل، هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى

حَمَلاً؛ قلت‏:‏ وهذه المنازل والبروج قد انتقلت، والحَمَل في عصرنا هذا

أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه‏.‏

المحكم‏:‏ قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً، تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها، وتُبْقِي الاسم على تعريفه، وكذلك

جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت

تَنْويها، فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه‏.‏ والحَمَل‏:‏

النَّوْءُ، قال‏:‏ وهو الطَّلِيُّ‏.‏ يقال‏:‏ مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء

الطَّلِيِّ؛ وقول المتنخِّل الهذلي‏:‏

كالسُّحُل البِيضِ، جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل

فُسَّر بالسحاب الكثير الماء، وفُسِّر بالبروج، وقيل في تفسير النِّجاء‏:‏

السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل، قال‏:‏ وقيل في الحَمَل إِنه المطر

الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل، وقيل‏:‏ النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه، واحده نَجْوٌ، شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل، وهي الثياب البيض، واحدها

سَحْل؛ والأَسْوَل‏:‏ المُسْتَرْخِي أَسفل البطن، شَبَّه السحاب المسترخي

به؛ وقال الأَصمعي‏:‏ الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه

بالأَسول وهو المسترخي، ولا يوصف النَّجْو بذلك، وإِنما أَضاف النِّجَاء

إِلى الحَمَل، والنِّجاءُ‏:‏ السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر

لأَن الحَشَف نوع منه‏.‏ وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة، وحَمَل عليه حَمْلة

مُنْكَرة، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة، وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ

بينهم‏.‏ وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه‏.‏ وحَمَّلْته

الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها‏.‏ واسْتَحْمَلته‏:‏ سأَلته أَن يَحْمِلني‏.‏ وفي حديث

تبوك‏:‏ قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَسْأَله الحُمْلان؛ هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً، وذلك أَنهم أَنفذوه

يطلبون شيئاً يركبون عليه، ومنه تمام الحديث‏:‏ قال، صلى الله عليه وسلم‏:‏

ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم، أَراد إِفْرادَ الله بالمن عليهم، وقيل‏:‏ أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها، وقيل‏:‏ كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر

لهم بالإِبل قال‏:‏ ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم، كما قال للصائم

الذي أَفطر ناسياً‏:‏ الله أَطْعَمَك وسَقاك‏.‏

وتَحَامَل عليه أَي مال، والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً، تقول في المكان هذا مُتَحَامَلُنا، وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي

تَحامُل؛ والأَحمالُ في قول جرير‏:‏

أَبَنِي قُفَيْرَة، من يُوَرِّعُ وِرْدَنا، أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال‏؟‏

قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث‏.‏ يقال‏:‏ وَرَّعْت الإِبلَ عن

الماء رَدَدْتها، وقُفَيْرة‏:‏ جَدَّة الفَرَزْدَق

أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن عِقَال‏.‏ وحَمَلٌ‏:‏ موضع بالشأْم‏.‏ الأَزهري‏:‏ حَمَل اسم جَبَل بعينه؛ ومنه قول

الراجز‏:‏

أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل

قال‏:‏ حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان؛ وقال‏:‏

كأَنَّها، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان، ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان، صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان

قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال‏.‏

وحَوْمَل‏:‏ موضع؛ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

من الطَّاويات، خِلال الغَضَا، بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي

وقول امريء القيس‏:‏

بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ

إِنما صَرَفه ضرورة‏.‏ وحَوْمَل‏:‏ اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل، يقال‏:‏ أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل‏.‏

والمَحْمولة‏:‏ حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة

أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً، وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا

تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏ وقد سَمَّتْ حَمَلاً

وحُمَيلاً‏.‏ وبنو حُمَيْل‏:‏ بَطْن؛ وقولهم‏:‏

ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل

إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر‏.‏ والحِمَالة‏:‏ فَرَس طُلَيْحَة ابن خُوَيلِد الأَسدي؛ وقال يذكرها‏:‏

عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها

مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ

فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً، ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلال

قال ابن بري‏:‏ يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى، وأَما الحِمَالة الكبرى فهي

لبني سُلَيْم؛ وفيها يقول عباس بن مِرْدَاس‏:‏

أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ، فقد

أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل

حمظل‏:‏ الحَمْظَل‏:‏ الحَنْظَل ميمه مبدلة من نون حَنْظَل‏.‏ وحَمْظَل

الرَّجلُ إِذا جَنَى الحَنْظَل، وهو الحمظل؛ ذكره ابن الأَعرابي‏.‏

حنبل‏:‏ الحَنْبَل‏:‏ القصير الضَّخْم البطن، وهو أَيضاً الخُفُّ الخَلَق، وقيل‏:‏ الفرْوُ الخَلَق، وأَطلقه بعضهم فقال هو الفَرْو‏.‏ والحَنْبَل

والحِنْبَالة‏:‏ البحر‏.‏ والحَنْبَل والحِنْبَال والحِنْبَالة‏:‏ القصير الكثير

اللحم‏.‏ والحُنْبُل‏:‏ طَلْعُ أُمّ غَيْلان؛ عن كراع‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَخبرني

أَعرابي من ربيعة قال‏:‏ الحُنْبُل ثَمَر الغاف وهي حُبْلة كقرون

الباقِلَّى، وفيه حَبٌّ، فإِذا جَفَّ كُسِر ورُمِيَ بحَبِّه الظاهر وصُنِع مما تحته

سَوِيق مثل سَوِيق النَّبِق إِلا أَنه دونه في الحلاوة‏.‏ والحَنْبَل‏:‏ اسم

رجل‏.‏ والحِنْبَال والحِنْبَالة‏:‏ الكثير الكلام‏.‏ وحَنْبَل الرجلُ إِذا

أَكثر من أَكل الحُنْبُل، وهو اللُّوبِيَاء‏.‏ ابن بري‏:‏ والحَنْبَل موضع بين

البصرة ولَيِنَةَ؛ قال الفرزدق‏:‏

فأَصبحت والمَلْقَى وَرَائِي وحَنْبَل، وما فَتَرَتْ حتى حَدَا النَّجْمَ غارِبه

حنتل‏:‏ ما لي عنه حُنْتَأْلٌ، بهمزة مسكنة، أَي ما لي منه بُدٌّ؛ قال ابن سيده‏:‏ كذا وجدت هذه الكلمة في كتاب العين في باب الخماسي، وهي عند

سيبويه رباعية لأَنه ليس في الكلام مثل جُرْدَحْل، قال‏:‏ وهذا من أَصح ما تحرّر

به أَنواع التصاريف‏.‏ الجوهري‏:‏ يقال ما أَجد منه حُنْتَالاً أَي بُدًّا، بلا همز، وأَبو زيد‏:‏ بالهمز‏.‏ الأَزهري‏:‏ ما له حُنْتَأْل ولا حِنْأْلة عن

هذا أَي مَحِيص، إِذا كسرت الحاء أَدخلت الهاء‏.‏ وروى الأَزهري عن ثعلب عن

ابن الأَعرابي‏:‏ الحِنْتأْلة البُدَّة وهي المُفَارَقة‏.‏ أَبو مَالِكٍ‏:‏ ما

لَكَ عن هذا الأَمر عُنْدَدٌ ولا حُنْتَأْل ولا حُنْتَأْنٌ أَي ما لك

عنه بُدٌّ‏.‏ والحُنْتُل‏:‏ شِبْه المِخْلَب المُعَقَّف الضَّخْم، قال‏:‏ ولا

أَدري ما صَحَّتُه‏.‏

حنجل‏:‏ الحِنْجِل من النساء‏:‏ الضَّخْمةُ الصَّخَّابة البَذِيَّة؛ عن

كراع‏.‏ والحُنْجُل‏:‏ ضَرْب من السِّبَاع‏.‏

حندل‏:‏ الحَنْدَل‏:‏ القصير‏:‏ زاد الأَزهري‏:‏ من الرجال؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا

الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره، وما وجدته لأَحد من الثقات

فليحَقَّق، فإِن وُجِد لإِمام موثوق به أُلْحِق بالرباعي، وما لم يوجد لثقة

كان منه على ريبة وحَذَر‏.‏

حنضل‏:‏ الحَنْضَلة‏:‏ الماء في الصَّخْرة؛ قال أَبو القادح‏:‏

حَنْضَلَةُ القادحِ فوق الصَّفا، أَبْرَزَها المائحُ والصادِرُ

وقال آخر‏:‏

حَنْضَلة فوق صَفا ضاهِرٍ، ما أَشْبَه الضَّاهِرَ بالنَّاضِر

الضَّاهِرُ والضَّهْرُ‏:‏ أَعلى الجَبَل، وقد تقدم، والناضر‏:‏ الطُّحْلُب‏.‏

والحَنْضَلة أَيضاً؛ القَلْتُ في صَخْرة؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا حرف غريب، وروى عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ الحَنْضَل غَدِير الماء‏.‏

حنظل‏:‏ الحَنْظَل‏:‏ الشجر المُرُّ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ هو من الأَغْلاث، واحدته حَنْظَلة‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَنْظَل الشَّرْيُ‏.‏ وقد حَظِل البعيرُ، بالكسر، إِذا أَكثر من الحَنْظَل، فهو حَظِلٌ، وإبل حَظَالى‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

الحنظل شجر اختلف في بنائه فقيل ثلاثي، وقيل رباعي‏.‏ وبعيرٌ حَظِل‏:‏ يَرْعَى

الحَنْظَل، قال‏:‏ وليس هذا مما يشهد أَنه ثلاثي، أَلا ترى إِلى قول

الأَعرابية لصاحبتها‏:‏ وإِن ذكرت الضَّغَابيس فإِنِّي ضَغِبة؛ ولا محالة أن الضَّغَابِيس رُبَاعيٌّ، لكنها وقفت حيث ارْتَدَع البناءُ، وحَظِلٌ مثله وإن اختلفت جهتا الحذف‏؟‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ حَظِلَ البعيرُ فهو حَظِلٌ رَعَى

الحَنْظَل فَمَرِض عنه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ بعير حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل، وقَلَّما يأْكله، وهم يحذفون النون فمنهم من يقول‏:‏ هي زائدة في البناء، ومنهم من يقول‏:‏ هي أَصلية والبناء رباعي، ولكنها أَحَقُّ بالطرح لأَنها أَخف

الحروف، قال‏:‏ وهم الذين يقولون قد أَسْبَلَ الزَّرْعُ، بطرح النون، ولغة

أُخرى قد سَنْبَلَ الزَّرْعُ‏.‏ والحَمْظَل‏:‏ الحَنْظَل، ميمه مُبْدَلة من نون حَنْظَل‏.‏ وذات الحَنَاظِل‏:‏ موضع‏.‏

وحَنْظَلة‏:‏ اسم رجل‏.‏ وحَنْظَلة‏:‏ قبيلة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ حَنْظَلة أَكْرَمُ

قبيلة في تميم، يقال لهم حَنْظَلة الأَكرمون وأَبوهم حَنْظَلة بن مالك بن عمرو ابن تميم‏.‏

حنكل‏:‏ الحَنْكَل والحُنَاكِل‏:‏ القصير، والأُنثى حَنْكَلة لا غير، والحَنْكَل أَيضاً‏:‏ اللئيم؛ قال الأَخطل‏:‏

فكيف تُسامِيني، وأَنتَ مُعَلْهَجٌ، هُذَارِمةٌ جَعْدُ الأَنامِلِ، حَنْكَل‏؟‏

وأَنشد ابن بري في الحَنْكَلة الأُنثى‏:‏

من كُلِّ حَنْكَلةٍ، كأَنَّ جَبينَها

كَبِدٌ تُهَنَّأُ للبِرَامِ دِمَاما

وحَنْكَلَ الرجلُ‏:‏ أَبطأَ في المشي‏.‏ والحَنْكَلة‏.‏ الدَّمِيمة السوداء من النساء؛ قال‏:‏

حَنْكَلة فيها قِبَال وفَجَا

حهل‏:‏ الحَيْهَلُ والحَيِّهَلُ والحَيَّهَلُ، بفتح الحاء وكسر الياء‏:‏

شَجَر الهَرْم، واحدته حَيْهَلة وحَيَّهَلة وحَيِّهَلة، وقيل‏:‏ الحَيِّهَلة

شجرة قصيرة ليست بمَرِيَّة، لا يَصْلُح المال عليها تَنْبُت في القيعان

والسَّبَخ، ولا ورق لها، ليس في الكلام اسم على فَيَّعَل ولا فَيِّعَل

غيره؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الحَيَّهَل نَبْتٌ من دِقِّ الحَمْض؛ وقال أَبو زيد‏:‏

الحَيْهَل، ساكن الياء، نبت ينبت في السِّبَاخ، وإِذا أَخْصَبَ الناسُ

هَلَك وإِذا أَسْنَتوا حَيِي، وذكر الأَزهري هذه الترجمة في ترجمة حيي عند

قوله حَيَّ هَلاً أَيْ عَجِّل وقال‏:‏ سمي به لأَنه إِذا أَصابه المطر نبت

سريعاً، وإِذا أَكلته الإِبل ولم تَسْلَح سريعاً ماتت، يقال‏:‏ رأَيت

حَيْهَلاً وهذا حَيْهَل‏.‏

حول‏:‏ الحَوْل‏:‏ سَنَةٌ بأَسْرِها، والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ؛ حكاها سيبويه‏.‏ وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً‏:‏ أَتَى‏.‏ وأَحال

الشيءُ واحْتالَ‏:‏ أَتَى عليه حَوْلٌ كامل؛ قال رؤبة‏:‏

أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه

وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها‏:‏ أَتَى عليها أَحْوَالٌ؛ قال‏:‏

حالَتْ وحِيلَ بها، وغَيَّرَ آيَها

صَرْفُ البِلى تَجْري به الرِّيحانِ

وقال الكميت‏:‏

أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ‏؟‏

وما أَنت والطَّلَلُ المُحْوِلُ‏؟‏

الجوهري‏:‏ حالَتِ الدارُ وحالَ الغلامُ أَتَى عليه حَوْلٌ‏.‏ وأَحالَ عليه

الحَوْلُ أَي حالَ‏.‏ ودار مُحيلة‏:‏ غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ، وكذلك

دار مُحِيلة إِذا أَتت عليها أَحوال‏.‏ وأَحالَ اللهُ عليه الحَوْلَ

إِحالة، وأَحْوَلْتُ أَنا بالمكان وأَحَلْت‏:‏ أَقمت حَوْلاً‏.‏ وأَحال الرجلُ

بالمكان وأَحْوَل أَي أَقام به حَوْلاً‏.‏ وأَحْوَل الصبيُّ، فهو مُحوِل‏:‏ أَتَى

عليه حَوْلٌ من مَوْلِده؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِل

وقيل‏:‏ مُحْوِل صغير من غير أَن يُحَدَّ بحَوْل؛ عن ابن كيسان‏.‏ وأَحْوَلَ

بالمكان الحَوْل‏:‏ بَلَغه؛ وأَنشد ابن الاعرابي‏:‏

أَزائدَ، لا أَحَلْتَ الحَوْل، حتى

كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما

يُحَلِّئُ ذو الزوائد لِقْحتيه، ومنْ يَغْلِب فإِنَّ له طعاما

أَي أَماتك الله قبل الحَوْل حتى تصير عجوزكم من الحُزن عليك كأَنها

سُقِيَت سِمَاماً، وجعل لبنهما طعاماً أَي غَلَبَ على لِقْحَتيه فلم يَسْقِ

أَحداً منهما‏.‏ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ‏:‏ أَتى عليه حَوْلٌ كما قالوا فيه

عامِيٌّ، وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ سمعت أَعرابيّاً يقول جَمَلٌ

حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عليه حَوْل‏.‏ وجِمال حَوَالِيُّ، بغير تنوين، وحَوَالِيَّة، ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات‏:‏ أَتى عليها حَوْل، وكل ذي حافر

أَوّلَ سنة حَوْلِيٌّ، والأُنثى حَوْلِيّة، والجمع حَوْلِيّات‏.‏ وأَرض

مُسْتَحالة‏:‏ تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة‏.‏

وقَوْس مُسْتَحالة‏:‏ في قابِها أَو سِيتَها اعوجاج، وقد حالَتْ حَوْلاً

أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحصل في قابها اعوجاج؛ قال أَبو

ذؤيب‏:‏

وحالَتْ كحَوْل القَوْسُ طُلَّتْ وعُطِّلَت

ثَلاثاً، فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها

يقول‏:‏ تَغَيَّرت هذه المرأَة كالقوس التي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ

ونُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ، وقال أَبو حنيفة‏:‏

حالَ وتَرُ القوس زال عند الرمي، وقد حالَتِ القوسُ وَتَرَها؛ هكذا حكاه

حالت‏.‏ ورجل مُسْتَحال‏:‏ في طَرَفي ساقه اعوجاج، وقيل‏:‏ كل شيء تغير عن

الاستواء إِلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحال، وهو مُسْتَحِيل‏.‏ وفي المثل‏:‏ ذاك

أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل؛ وذلك أَن بوله لا يخرج مستقيماً يذهب في إِحدى الناحيتين‏.‏ التهذيب‏:‏ ورِجْلٌ مُسْتَحالة إِذا كان طرفا الساقين منها

مُعْوَجَّيْن‏.‏ وفي حديث مجاهد في التَّوَرُّك في الأَرض المُسْتَحيلة أَي

المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلى العِوَج؛ قال‏:‏ الأَرض المستحيلة هي التي

ليست بمستوية لأَنها استحالت عن الاستواء إِلى العِوَج، وكذلك القوس‏.‏

والحَوْل‏:‏ الحِيلة والقُوَّة أَيضاً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ الحَوْل والحَيْل والحِوَل

والحِيلة والحَوِيل والمَحالة والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل، كل

ذلك‏:‏ الحِذْقُ وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف‏.‏ والحِيَلُ

والحِوَل‏:‏ جمع حِيلة‏.‏ ورجل حُوَلٌ وحُوَلة، مثل هُمَزَة، وحُولة وحُوَّل

وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحوَلْوَل‏:‏ مُحْتال شديد الاحتيال؛ قال‏:‏

يا زيد، أَبْشِر بأَخيك قد فَعَل

حَوَلْوَلٌ، إِذا وَنَى القَومُ نزَل

ورجلُ حَوَلْوَل‏:‏ مُنْكَر كَمِيش، وهو من ذلك‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الحُوَل

والحُوَّل الدَّواهي، وهي جمع حُولة‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال جاء بأَمر حُولة من الحُوَل أَي بأَمر مُنْكَر عجيب‏.‏ ويقال للرَّجُل الداهية‏:‏ إِنَّه لَحُوله

من الحُوَل أَي داهِية من الدواهي، وتسمى الداهية نفسها حُولة؛ وأَنشد‏:‏

ومِنْ حُولة الأَيام، يا أُمَّ خالد، لنا غَنَم مَرْعِيَّةٌ ولنا بَقَر

ورجل حُوَّل‏:‏ ذو حِيَل، وامرأَة حُوَّلة‏.‏ ويقال هو أَحْوَل منك أَي

أَكثر حِيلة، وما أَحْوَله، ورجل حُوَّل، بتشديد الواو، أَي بَصِير بتحويل

الأُمور، وهو حُوَّلُ قُلَّب؛ وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

وما غَرَّهم، لا بارك اللهُ فيهم

به، وهو فيه قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل

ويقال‏:‏ رجل حَواليٌّ للجَيِّد الرأْي ذي الحِيلة؛ قال ابن أَحمر، ويقال

للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوي‏:‏

أَو تَنْسَأَنْ يومي إِلى غيره، إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر

وفي حديث معاوية‏:‏ لما احْتُضِر قال لابنتيه‏:‏ قَلِّباني فإِنكما

لتُقَلِّبان حُوَّلاً قُلَّباً إِن وُقِيَ كَبَّة النار؛ الحُوَّل‏:‏ ذو التصرّف

والاحتيال في الأُمور، ويروى حُوَّلِيّاً قُلَّبِيّاً إِن نجا من عذاب الله، بياء النسبة للمبالغة‏.‏ وفي حديث الرجلين اللذيْن ادَّعى أَحدُهما على

الآخر‏:‏ فكان حُوَّلاً قُلَّباً‏.‏ واحْتَال‏:‏ من الحِيلة، وما أَحْوَله

وأَحْيَله من الحِيلة، وهو أَحْوَل منك وأَحْيَل معاقبة، وإِنه لذو حِيلة‏.‏

والمَحالة‏:‏ الحِيلة نفسها‏.‏ ويقال‏:‏ تَحَوَّل الرجلُ واحْتال إِذا طلب

الحِيلة‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ من كان ذا حِيلة تَحَوَّل‏.‏ ويقال‏:‏ هو أَحْوَل من ذِئْب، ومن الحِيلة‏.‏ وهو أَحْوَل من أَبي بَراقش‏:‏ وهو طائر يَتَلَوَّن أَلواناً، وأَحْوَل من أَبي قَلَمون‏:‏ ثوب يتلوَّن أَلواناً‏.‏ الكسائي‏:‏ سمعتهم

يفولون هو رجل لا حُولة له، يريدون لا حِيلة له؛ وأَنشد‏:‏

له حُولَةٌ في كل أَمر أَراغَه، يُقَضِّي بها الأَمر الذي كاد صاحبه والمَحالة‏:‏ الحِيلة‏.‏ يقال‏:‏ المرء يَعْجِزُ لا المَحالة؛ وأَنشد ابن بري

لأَبي دُواد يعاتب امرأَته في سَماحته بماله‏:‏

حاوَلْت حين صَرَمْتِني، والمَرْءُ يَعْجِز لا المَحاله

والدَّهْر يَلْعَب بالفتى، والدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله

والمَرْءُ يَكْسِب مالَه

بالشُّحِّ، يُورِثُه الكَلاله

وقولهم‏:‏ لا مَحالة من ذلك أَي لا بُدَّ، ولا مَحالة أَي لا بُدَّ؛ يقال‏:‏

الموت آت لا مَحالة‏.‏ التهذيب‏:‏ ويقولون في موضع لا بُدَّ لا مَحالة؛ قال

النابغة‏:‏

وأَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع

والمُحال من الكلام‏:‏ ما عُدِل به عن وجهه‏.‏ وحَوَّله‏:‏ جَعَله مُحالاً‏.‏

وأَحال‏:‏ أَتى بمُحال‏.‏ ورجل مِحْوال‏:‏ كثيرُ مُحال الكلام‏.‏ وكلام مُسْتَحيل‏:‏

مُحال‏.‏ ويقال‏:‏ أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته‏.‏ وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال‏:‏ المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء، والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام

لشيء تَغُرُّ به‏.‏ وأَحالَ الرَّجُلُ‏:‏ أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به‏.‏

وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر

اللام‏.‏ التهذيب‏:‏ والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ يقال رأَيت الناس

حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز‏:‏

ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه، هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه

ومِثْلُ قولهم‏:‏ حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن بري‏:‏ وشاهد حَوالَهُ قول الراجز‏:‏

أَهَدَمُوا بَيْتَك‏؟‏ لا أَبا لكا

وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا

وفي حديث الاستسقاء‏:‏ اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل

الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس

حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس‏:‏

أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي

فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى

المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار، فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه‏.‏ واحْتَوَله القومُ‏:‏ احْتَوَشُوا

حَوالَيْه‏.‏ وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً‏:‏ رامه؛ قال رؤبة‏:‏

حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر

والاحْتِيالُ والمُحاولَة‏:‏ مطالبتك الشيءَ بالحِيَل‏.‏ وكل من رام أَمراً

بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد‏:‏

أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ‏:‏

أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ‏؟‏

الليث‏:‏ الحِوال المُحاوَلة‏.‏ حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته

بالحِيلة‏.‏ والحِوال‏:‏ كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل

بينهما كالحاجز والحِجاز‏.‏ أَبو زيد‏:‏ حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول

أَشَدَّ الحول والمَحالة‏.‏ قال الليث‏:‏ يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول

حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز‏.‏ ويقال‏:‏ حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً

وحُؤولاً‏.‏ ابن سيده‏:‏ وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً، واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال‏.‏ وحَوالُ الدهرِ‏:‏ تَغَيُّرُه

وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي‏:‏

أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً، أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد

التهذيب‏:‏ ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر

وحِوَل الدهر؛ وأَنشد‏:‏

ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه

حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب

وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال‏:‏ سمعت أَعرابيّاً من بني سليم

ينشد‏:‏

فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل

قال‏:‏ وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال‏:‏ وأَنشدني بعضهم‏:‏

يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق، سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق

قال‏:‏ وغيره يقول المُشْتاق‏.‏ وتَحَوَّل عن الشيء‏:‏ زال عنه إِلى غيره‏.‏

أَبو زيد‏:‏ حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع‏.‏ الجوهري‏:‏ حال

إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل‏.‏ وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين‏:‏

يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة‏:‏

ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد

أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد‏.‏ وحالَ فلان عن العَهْد

يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده‏:‏

أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم، وقلت له‏:‏ با ابْنَ الحيالى تحوَّلا‏.‏

قال‏:‏ يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد

حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال‏:‏ وهذا كثير‏.‏ وحَوَّله إِليه‏:‏ أَزاله، والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني‏:‏

أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً، لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا

التهذيب‏:‏ والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال‏:‏ حوّلُوا عنها

تَحْويلاً وحِوَلاً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل

اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل‏:‏ لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي

تَحْوِيلاً، وقال الزجاج‏:‏ لا يريدون عنها تَحَوُّلاً‏.‏ يقال‏:‏ قد حال من مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها

عِوَداً‏.‏ قال‏:‏ وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا

يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال‏:‏ وقرئ قوله عز وجل‏:‏ دِيناً قِيَماً، ولم يقل

قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام

قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل‏.‏

وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، كلاهما‏:‏ تَحَوَّل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه

تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام‏.‏ الأَزهري‏:‏ حالَ الشخصُ

يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله‏.‏ وفي حديث خيبر‏:‏ فَحالوا

إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له

ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل‏:‏ هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ

لفعله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تقدم‏.‏ وفي حديث

عمر، رضي الله عنه‏:‏ فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً

عظيمة‏.‏ الحَوالة‏:‏ تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل‏:‏ المتغير اللون‏.‏ يقال‏:‏

رماد حائل ونَبات حائل‏.‏ ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً‏.‏ وفي حديث ابن أَبي لَيْلى‏:‏ أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث

تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات‏.‏ وفي حديث قَباث بن أَشْيَم‏:‏ رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً‏.‏ ومنه الحديث‏:‏

نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ

متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ‏.‏ وتَحوَّل كساءَه‏.‏ جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره، والاسم الحالُ‏.‏ والحالُ أَيضاً‏:‏ الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد

تَحَوَّل حالاً‏:‏ حَمَلها‏.‏ والحالُ‏:‏ الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على

ظهره، يقال منه‏:‏ تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال‏:‏ تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل

الكارَة على ظَهْره‏.‏ يقال‏:‏ تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها‏.‏ وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة‏.‏ وتَحَوَّل‏:‏ تنقل من موضع إِلى موضع آخر‏.‏ والتَّحَوُّل‏:‏ التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع، والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً‏.‏ والحال‏:‏

الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي

يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري‏:‏

ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ

يريد‏:‏ ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم‏.‏ والحائل‏:‏ كُلُّ شيء

تَحَرَّك في مكانه‏.‏ وقد حالَ يَحُول‏.‏

واسْتحال الشَّخْصَ‏:‏ نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل‏.‏ واسْتحال

واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً‏.‏ وفي حديث طَهْفَة‏:‏ ونَسْتَحِيل

الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول

إِذا تَحَرَّك، وقيل‏:‏ معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تقدم‏.‏

الأَزهري‏:‏ سمعت المنذري يقول‏:‏ سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا

حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال‏:‏ الحَوْل الحَركة، تقول‏:‏ حالَ الشخصُ

إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا

حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول‏:‏ لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله‏.‏

الكسائي‏:‏ يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة

إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث‏:‏ لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر

بذلك المعنى‏:‏ لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل‏:‏ الحَوْل

الحِيلة، قال ابن الأَثير‏:‏ والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث‏:‏ اللهم بك أَصُول

وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين

الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو من المُفاعلة، وقيل‏:‏ المُحاولة طلب الشيء بحِيلة‏.‏

وناقة حائل‏:‏ حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل‏:‏ هي الناقة التي لم تَحْمِل

سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة

أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة

اسم للجمع‏.‏ وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل‏:‏ هو على

المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل‏:‏ إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح

فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على

حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي

مُحَوِّل، وقيل‏:‏ المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً‏.‏ وامرأَة

مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر

جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال‏:‏ ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت

عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل‏:‏ الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ

تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ‏:‏ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل

آخر‏.‏ الجوهري‏:‏ الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه

اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال‏:‏ نُتِجت الناقةُ

حائلاً حسنة؛ ويقال‏:‏ لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد

الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ

حائل؛ قال‏:‏

فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها

ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل

والجمع حُوَّل وحَوائل‏.‏ وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل‏.‏

وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل‏.‏ والناس مُحِيلون

إِذا حالت إِبِلُهم‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏ لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان

يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ

الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج

القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إن نَتَجها كل عام‏.‏ وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ

إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل‏:‏ الذي لا يولد له، من قولهم

حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً‏.‏ وأَحال

الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم

مَعْبَد‏:‏ والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ‏.‏ والحُول، بالضم‏:‏ الحِيَال؛ قال

الشاعر‏:‏

لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً

من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع

ويروى مُمَنَّع، بالنون‏.‏ الأَصمعي‏:‏ حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً

إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت

حَوالاً وحُؤُولاً‏.‏

والحالُ‏:‏ كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر

ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة‏.‏

اللحياني‏:‏ يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال‏:‏ هو بحالة سوءٍ، فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات‏.‏ الجوهري‏:‏

الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه‏.‏ وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة

والموعظة‏:‏ توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو

عمرو الحديث‏:‏ وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا

بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال‏:‏ وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً‏.‏

وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه‏:‏ صُروفُه‏.‏ والحالُ‏:‏ الوقت الذي أَنت فيه‏.‏

وأَحالَ الغَريمَ‏:‏ زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة‏.‏ اللحياني‏:‏

يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم‏:‏

حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً‏.‏ ويقال‏:‏ أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه

إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً‏.‏

واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه‏.‏ الليث‏:‏ الحَوالة

إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ يقال

أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا

درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ‏.‏ قال أَبو سعيد‏:‏ يقال

للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما

الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم

الحَوالة‏.‏ الحال‏:‏ التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة‏.‏ والحالُ‏:‏ الطينُ

الأَسود والحَمْأَةُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون

آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل‏:‏ أَخَذْتُ من حال

البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية‏:‏ فحشَوْت به فمه‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ أن جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال

الشاعر‏:‏وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال

وفي حديث الكوثر‏:‏ حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال

الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود‏.‏ والحالُ‏:‏ اللَّبَنُ؛ عن كراع‏.‏ والحال‏:‏

الرَّماد الحارُّ‏.‏ والحالُ‏:‏ ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال‏:‏

حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق‏.‏ وحالُ الرجلِ‏:‏ امرأَته؛ قال الأَعلم‏:‏

إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر، وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف

غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري‏:‏

يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع

والمَحالَةُ‏:‏ مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل‏.‏

والمَحالة والمَحال‏:‏ واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة، ويجوز أَن يكون فَعالة‏.‏

والحَوَلُ في العين‏:‏ أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ، وقيل‏:‏ الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل‏:‏ هو ذَهاب

حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل‏:‏ الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى

الحِجاج، وقيل‏:‏ هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت

تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش‏:‏

إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير‏.‏

قيل‏:‏ معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب‏:‏ صار أَحْوَل، قال ابن جني‏:‏ يجب

من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال

في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى

اجْتَوَرُوا‏.‏ الليث‏:‏ لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول‏.‏

حولاً، وغيرهم يقول‏:‏ حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً‏.‏ واحْوَلَّت

أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي‏.‏ وجَمْع الأَحول

حُولان‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر

الأَحْوَلِ‏.‏ ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ‏:‏ جاء على الأَصل لسلامة فعله، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأن فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت

فتحة العين بالأَلف من بعدها‏.‏ وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها‏:‏ صَيَّرها

حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل‏:‏ احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً

واحْوالَّت احْوِيلالاً‏.‏ والحُولة‏:‏ العَجَب؛ قال‏:‏

ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا

لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر

ويوصف به فيقال‏:‏ جاء بأَمرٍ حُولة‏.‏

والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة‏:‏ كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ

ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل‏:‏

تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل

للمرأَة، وقيل‏:‏ الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد، وقال الخليل‏:‏ ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء

وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛ وقيل‏:‏ الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء

وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى‏.‏ والحُوَلاء‏:‏

الماء الذي في السَّلى‏.‏ وقال ابن السكيت في الحُولاء‏:‏ الجلدة التي تخرج على

رأْس الولد، قال‏:‏ سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر‏:‏

على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها، فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين

ابن شميل‏:‏ الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي

أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه

أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر‏.‏ وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه

أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر‏.‏ ونَزَلُوا في مثل

حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى‏:‏ يريدون بذلك الخِصْب والماء لأن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً‏.‏ ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت

وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال‏:‏

بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابه نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد

واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها‏.‏ وفي حديث الأَحنف‏:‏ إن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ

مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب‏:‏ تركت أَرض

بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم‏.‏

والحِوَل‏:‏ الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ‏.‏

وأَحال عليه‏:‏ اسْتَضْعَفه‏.‏ وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل‏.‏

وأَحَلْتُ عليه بالكلام‏:‏ أَقبلت عليه‏.‏ وأَحال الذِّئبُ على الدم‏:‏ أَقبل عليه؛ قال الفرزدق‏:‏

فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً

بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم

أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً‏:‏

فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى

بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه

وفي حديث الحجاج‏:‏ مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث

آخر‏:‏ فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه‏.‏

وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل‏:‏ صَبَبْته؛ قال لبيد‏:‏

كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلون السِّجال على السِّجال

وأَحالَ عليه الماء‏:‏ أُفْرَغَه؛ قال‏:‏

يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا

أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه‏:‏ يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ

لبنُهم‏:‏ حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم

واحداً‏.‏ وحال‏:‏ بمعنى انْصَبَّ‏.‏ وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً

وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه‏.‏ وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير‏:‏

يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه

وأَحال الليلُ‏:‏ انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة

نخل‏:‏

لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها، وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها

يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل

فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل‏.‏ والحالُ‏:‏

موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل‏:‏ هي طَرِيقة المَتْن؛ قال‏:‏

كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه

على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق

وقال امرؤ القيس‏:‏

كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه

ابن الأَعرابي‏:‏ الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي

يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات‏:‏

الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ‏.‏ والحَالُ‏:‏ لحم

باطن فخذ حمار الوحش‏.‏ والحال‏:‏ حال الإِنسان‏.‏ والحال‏:‏ الثقل‏.‏ والحال‏:‏

مَرْأَة الرَّجُل‏.‏ والحال‏:‏ العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال

ابن بري‏:‏ وهذه أَبيات تجمع معاني الحال‏:‏

يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى، والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال

أَي شيئاً بعد شيء‏.‏

فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى

نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي

حالٍ‏:‏ من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ‏.‏

ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ

أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال

الحال هنا‏:‏ التراب‏.‏

تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها

عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال

الحالُ هنا‏:‏ العَجَلة‏.‏

فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ

بما جَنى، وعلى ما فات من حال

الحال هنا‏:‏ مَذْهَب خير أَو شر‏.‏

لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر، لكنت مشتغلاً بالوقت والحال

الحال هنا‏:‏ الساعة التي أَنت فيها‏.‏

لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ، كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال

الحال هنا‏:‏ اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده

ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه، ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي

حال الرجل‏:‏ امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا‏.‏

رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ، فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال

حالُ الفَرَس‏:‏ طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه‏.‏

يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه، حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال

الحال هنا‏:‏ وَرَق الشجر يَسْقُط‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال ما أَحْسَنَ حالَ

مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال‏:‏ لَحْمة المَتْن‏.‏

الأَصمعي‏:‏ حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي الصحاح‏:‏ حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب‏.‏ وحال عن ظَهْر

دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال‏.‏ ابن سيده وغيره‏:‏ حال في ظهر

دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على

ظهره وأَحال في ظهره‏.‏ ويقال‏:‏ حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر

بعينه‏.‏ الجوهري‏:‏ أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل‏:‏

تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو

أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لَيَحُول أَي

يجيء ويذهب وهو الجَوَلان‏.‏ وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ‏:‏ صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء؛ قال ذو الرمة‏:‏

وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه، إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك

قال أَبو منصور‏:‏ وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى‏.‏

وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر‏.‏

وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي‏:‏ أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد‏.‏

ويقال‏:‏ ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته

والحِيال‏:‏ خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على

ثِيلِه‏.‏ وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛ حكاه ابن سيده‏.‏ وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو‏.‏

والحَوِيل‏:‏ الشاهد‏.‏ والحَوِيل‏:‏ الكفِيل، والاسم الحَوَالة‏.‏ واحْتال عليه

بالدَّين‏:‏ من الحَوَالة‏.‏ وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛ قال الكميت‏:‏

وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى

تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل

قال‏:‏ يعني الرَّخَمَة‏.‏ وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء‏:‏

يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً

على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر

إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته

حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر

يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على

الظرف، ويروى‏:‏ الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل

مفعول به؛ قال ابن بري‏:‏ يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس

إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير

مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق‏.‏ واحْتال المنزلُ‏:‏

مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة‏:‏

فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها

أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها

واحتال أَيضاً‏:‏ تغير؛ قال النمر‏:‏

مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ، فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام

وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني‏.‏ وحالَ

لونُه أَي تغير واسْوَدَّ‏.‏ وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت‏:‏ أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت‏:‏

أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل

بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول‏؟‏

والمُحِيل‏:‏ الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف

والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ

غير شابٍّ؛ وذلك في البيت بعده وهو‏:‏

أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار

تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول‏؟‏

أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما

لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم‏:‏

يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا، حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا

وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ‏:‏

أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل، بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل‏؟‏

قال ابن بري‏:‏ وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة‏:‏

قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا، بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه

تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا

قال‏:‏ تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله الله؛ وقال الأَخوص‏:‏

أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ

وقال امرؤ القيس‏:‏

من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ، من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا

أَبو زيد‏:‏ فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على

أَثره‏.‏ وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت

عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج‏.‏

وحَوَال‏:‏ اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير‏:‏

فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً

على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا

الأَزهري في الخماسي‏:‏ الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق

بالخماسي لتكرير بعض حروفها‏.‏ وبنو حَوالة‏:‏ بطن‏.‏ وبنو مُحَوَّلة‏:‏ هم بنو

عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك‏.‏ وحَوِيل‏:‏ اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي‏:‏

تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها

حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب

حوكل‏:‏ الرباعي من باب الحاء‏:‏ الحَرْكَلة الرَّجَّالة كالحَوْكَلة‏.‏