فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

طمل‏:‏ الطَّمْلُ‏:‏ السَّير العنيف‏.‏ طَمَلَ الإِبلَ يَطمُلها طَمْلاً

وطَمَلْت الناقةَ طَمْلاً‏:‏ سيَّرْتها سيراً فسيحاً‏.‏ والطِّمْلُ من الرجال‏:‏

الفاحشُ البَذيُّ الذي لا يُبالي ما صنَع وما أَتى وما قيل له، وإِنه

لَمِلْطٌ طِمْلٌ، والجمع طُمولٌ؛ وقال لبيد‏:‏

أَطاعوا في الغَوايةِ كُلَّ طِمْلٍ، يَجُرُّ المُخْزِيات ولا يُبالي

والاسم الطُّمولة‏.‏ ورجُلٌ طَمِيلٌ‏:‏ خَفِيُّ الشأْن‏.‏ والطِّمْل

والطِّمْلِيل‏:‏ اللصُّ، وقيل‏:‏ اللص الفاسق، وعَمَّ بعضهم به كلَّ لِصٍّ‏.‏ وانطَمَلَ

فلان إِذا شارك اللُّصوص‏.‏ والطِّمْلالُ‏:‏ اللصُّ‏.‏ والطِّملال‏:‏ الذئب‏.‏

والطِّمْلُ والطِّمِلُّ والطِّمْلالُ‏:‏ الذئب الأَطلَسُ الخفِيُّ الشخص‏.‏

والطِّمْلُ والطِّمْلال والطِّمْلِيل والطُّمْلول‏:‏ الفقير السيْءُ الحال

القَشِف القبيح الهيئة الأَغبر، وقيل‏:‏ هو العاري من الثياب وأَكثر ما يوصف به القانص‏.‏ والطَّمْلة والطَّمَلة‏:‏ الحمْأَة والطينُ، وقيل‏:‏ ما بقي في أَسفل

الحوض من الماء الكَدِر‏.‏ والطِّمْلُ‏:‏ الماء الكَدِر‏.‏ الفراء‏:‏ يقال صار

الماء دَكَلة وطَمَلة وثُرْمُطةً، كله الطين الرقيق‏.‏ واطُّمِلَ ما في الحوض‏.‏ أُخرِج فلم يُترك فيه قَطْرة، وهو افْتُعِل منه‏.‏ والطِّمْل‏:‏ الثوب

الذي أُشبِع صَبْغُه‏.‏ والطِّمْل‏:‏ النَّصِيب‏.‏ والسَّهم الطَّمِيل

والمَطْمُول‏:‏ المُلَطَّخ بالدم؛ قال أَبو خِراش يصف سهماً‏:‏

كأَنَّ النَّضِيَّ، بعدما طاش مارِقاً

وراء يَديه بالخَلاءِ، طَمِيلُ

وطَمَلَ الدَّمُ السهمَ وغيرَه طَمْلاً، فهو مَطمولٌ وطَمِيلٌ‏:‏ لطَّخَه، وقد طَمِلَ هو‏.‏ وقيل‏:‏ كلُّ ما لُطِّخ، فقد طُمِل‏.‏ ووَقع في طَمْلة إِذا

وقع في أَمر قبيح والتَطَخ به‏.‏ ورجلٌ مَطمول وطَمِيل‏:‏ مَلْطوخ بدم أَو

بقبيح أَو بغيره؛ وقول الشاعر‏:‏

فكَيفَ أَبِيتُ الليلَ، وابنَهُ مالكٍ

بِزينتها، لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها‏؟‏

يقول‏:‏ أَبوها مالِكٌ ثَأْري أَي قَتَل حَمِيماً فأَنا أَطلبه بدمه، فيقول‏:‏ كيف يأْخذني النومُ ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أَبوها ولم تُقَطَّع

قِلادَتُها وهي طَميلها‏؟‏ وإِنما سُمِّيت القِلادة طَمِيلاً لأَنها تُطْمَل

بالطِّيب أَي تُلَطَّخ‏.‏

والمطمل‏:‏ مكتب تباب

العرائس بالذهب‏.‏

والمِطْمَلة‏:‏ ما تُوَسَّع به الخُبزة‏.‏ وطمَلْت الخبزة‏:‏ وَسَّعْتها‏.‏ وقد

طَمَلَ الحصِيرَ، فهو مَطْمولٌ وطَمِيلٌ‏:‏ رَمَله وجعَلَ فيه الخُيوط‏.‏

والطَّمِيل والطَّمِيلة‏:‏ الجدْيُ والعَناق لأَنهما يُطْمَلان أَي

يُشَدَّان‏.‏

طهل‏:‏ طَهِلَ الماءُ طَهَلاً، فهو طَهِلٌ وطاهِلٌ‏:‏ أَجِن، وطَهِلَ، بالكسر‏:‏ فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه‏.‏ وفي الأَرض طُهْلةٌ من كَلإٍ أَي شيءٌ

يسيرٌ منه وليس بالكثير، وذلك في أَول نباتها، وقد أَطْهَلَتِ الأَرضُ‏.‏

والطَّهْلة‏:‏ القليل الضعيف من الكَلإِ؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏

والطِّهْلِئة‏:‏ الماء الرَّنْقُ الكَدِر في الحوض؛ وقال الليث‏:‏

الطِّهْلِئة الطين في الحوض وهو ما انْحَتَّ فيه من الحوض بَعْدَما لِيطَ، تقول‏:‏

أَخْرِجْ هذه الطِّهْلِئة من حَوْضِك‏.‏ وطَهْيَل الرَّجلُ إِذا أَكَل

الطُّهْلة، وهي بَقْلة ناعمة‏.‏ والطِّهْلِئة‏:‏ القِطعة من الغَيْم على وجه

السماء مأْخوذة من طَهِلَ الماءُ إِذا تَغَيَّر وعَلاه الطُّحْلُب‏.‏ وما في السماء طِهْلِئة أَي سحابة؛ وفي الصحاح‏:‏ أَي شيء من غَيْم، وهو فِعْلِئةٌ، وهمزته زائدة كهمزة الكِرْفِئة والغِرْقئ‏.‏ والطِّهْلِيَةُ من الناس‏:‏

الأَحمقُ الذي لا خير فيه، كلاهما غير مهموز، وهو المُدَفَّع، قال‏:‏ ويقال

للرَّاشِن‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال بَقِيَت من أَموالهم طُهْلةٌ أَي بَقِيَّة، وقال‏:‏ ههنا طُهْلَةُ الماء ونُضَاضَتُه وبُراضَتُه بَقِيَّةٌ منه‏.‏

التهذيب‏:‏ وتَهَطْلأَت وتَطَهْلأَت أَي وقَعَتْ‏.‏

طهفل‏:‏ التهذيب‏:‏ ابن الأَعرابي طَهْفَلَ إِذا أَكَل خُبْزَ الذُّرَة

وداوَمَ عليه، وفي أَمالي ابن بري‏:‏ لعَدَمِ غيره‏.‏

طهمل‏:‏ الطَّهْمَل‏:‏ الجَسِيم القبيحُ الخِلْقة، والمرأَة طَهْمَلةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وَقَفَت امرأَةٌ على عمر، رضي الله عنه، فقالت‏:‏ إِنِّي امرأَة

طَهْمَلةٌ؛ هي الجسيمة القبيحة، وقيل الدقيقة‏.‏ والطَّمْهَل‏:‏ الذي لا يوجَد

له حَجْمٌ إِذا مُسَّ‏.‏ والطَّهْمَلَةُ والطِّهْمِلة؛ الأَخيرة عن كراع، من النساء‏:‏ السوداءُ القبيحةُ الخَلْق؛ قال العجَّاج‏:‏

يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذى غَوافِلا، لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهامِلا

يعْني قِباحَ الخِلْقة‏.‏ والطَّهامِل‏:‏ الضِّخام‏.‏

طول‏:‏ الطُّولُ‏:‏ نقيض القِصَر في الناس وغيرهِم من الحيوان والمَوات‏.‏

ويقال للشيء الطَّويلِ‏:‏ طالَ يَطُولُ طُولاً، فهو طَويلٌ وطُوالٌ‏.‏ قال

النحويون‏:‏ أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالاً بالاسم منه إِذا جاء على فَعِيل نحو

طَويل، حَمْلاً على شَرُفَ فهو شَرِيف وكَرُمَ فهو كَريم، وجَمْعُهُما

طِوال؛ قال سيبويه‏:‏ صَحَّت الواو في طِوال لصِحَّتها في طَويل، فصار طِوال

من طَويل كجِوار من جاوَرْت، قال‏:‏ ووافَقَ الذين قالوا فَعِيل الذين قالوا

فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه، وحكى اللُّغويون طِيال، ولا

يوجبه القياس لأَن الواو قد صَحَّت في الواحد فحكمها أَن تصح في الجمع؛ قال

ابن جني لم تقلب إِلا في بيت شاذ وهو قوله‏:‏

تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ، وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها

والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ، والجمع كالجمع، ولا يمتنع شيء من ذلك من التسليم‏.‏ ويقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال، وامرأَة

طُوالة وطُوَّالة‏.‏ الكسائي في باب المُغالَبة‏:‏ طاوَلَني فَطُلْتُه من الطُّول والطَّوْل جميعاً‏.‏ وقال سيبويه‏:‏ يقال طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنك تقول

طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح، قال‏:‏ ولا يكون طُلْته كما لا

يكون فَعُلْتُه في شيء؛ قال المازني‏:‏ طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة، الدليلُ على ذلك طَوِيلٌ وطُوال؛ قال‏:‏ وأَما

طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ، وفاعلها طائلٌ، لا يقال

فيه طَويلٌ كما لا يقال في قائل قَويل، قال‏:‏ ولم يؤْخذ هذا إِلا عن

الثِّقات؛ قال‏:‏ وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ

مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلى فَعِلْت وكانت فعِلْتُ أَولى بها لأَن الكسرة

من الياء، كما كان فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضمة من الواو؛ وطالَ

الشيءُ طُولاً وأَطَلْته إِطالةً‏.‏ والسَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن‏:‏ سَبْعُ

سُوَر وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأَنعام

والأَعراف، فهذه ست سور متوالياتٌ واختلفوا في السابعة، فمنهم من قال السابعة

الأَنفال وبراءَة وعدّهما سورة واحدة، ومنهم من جعل السابعة سورة يونس؛ والطُّوَل‏:‏ جمع طُولى، يقال هي السّورة الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قرأْت السَّبْع الطُّوَل؛ وقال الشاعر‏:‏

سَكَّنْته، بعدَما طارَتْ نَعامتُه، بسورة الطُّورِ، لمَّا فاتَني الطُّوَلُ

وفي الحديث‏:‏ أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل؛ هي بالضم جمع الطُّولى، وهذا

البناء يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة‏.‏ وفي حديث أُمِّ سَلَمَة‏:‏ أَنه

كان يقرأَ في المغرب بطُولى الطُّولَيَيْن، هي تثنية الطُّولى

ومُذَكَّرُها الأَطْوَل، أَي أَنه كان يقرأُ فيها بأَطْول السورتين الطويلتين، تَعْني الأَنعام والأَعراف‏.‏ والطويل من الشِّعْر‏:‏ جنس من العَرُوض، وهي كلمة

مُوَلَّدة، سمي بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه، وذلك أَن أَصله

ثمانية وأَربعون حرفاً، وأَكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأَربعون

حرفاً، ولأَن أَوتاده مبتدأ بها، فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً، لأن أَول أَجزائه أَوتاد والزوائد أَبداً يتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه

وَتِدٌ‏.‏ والطُّوال، بالضم‏:‏ المُفْرِط الطُّول؛ وأَنشد ابن بري قول

طُفَيل‏:‏طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً، يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب

قال‏:‏ ولا يُكَسَّر‏.‏

إِنما يُجْمع جمع السلامة‏.‏ وطاوَلَني فَطُلْتُه أَي كنت أَشَدَّ طُولاً

منه؛ قال‏:‏

إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ

طالَتْ، فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال

وطالَ فلان فلاناً أَي فاقه في الطُّول؛ وأَنشد‏:‏

تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالها

أَي طاوَلَها فلم تَنَلْه‏.‏ والأَطْوَل‏:‏ نقيضُ الأَقْصر، وتأْنيث

الأَطْوَل الطُّولى، وجمعها الطُّوَل‏.‏

الجوهري‏:‏ الطُّوَال، بالضم، الطَّوِيلُ‏.‏ يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ، فإِذا

أَفرَط في الطُّول قيل طُوّال، بالتشديد‏.‏ والطِّوال، بالكسر‏:‏ جمع طَويل، والطَّوَالُ، بالفتح‏:‏ من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ

الدَّهْر بمعنى‏.‏ ويقال‏:‏ قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بمعنى‏.‏ والرِّجال

الأَطاوِل‏:‏ جمع الأَطْوَل، والطُّولىَ تأْنيث الأَطْوَل، والجمع الطُّوَل مثل

الكُبْرَى والكُبَر‏.‏

وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن القَصِيرة

قد تُطِيل‏.‏ الجوهري‏:‏ والطُّولُ خِلاف العَرْض‏.‏ وطالَ الشيءُ أَي امتدَّ، قال‏:‏ وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَويل، فنقلت الضمة

إِلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين، قال‏:‏ ولا يجوز أَن تقول منه

طُلْتُه، وأَما قولك طَاولَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بذلك كنت أَطْولَ منه

من الطُّول والطَّوْل جميعاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم، فهذ من الطُّول؛ قال ابن بري‏:‏ وعلى

ذلك قول سُبَيح بن رِياح الزِّنْجي، ويقال رياح بن سبيح، حين غَضِبَ لما

قال جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق‏:‏

لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغْلِبٍ، فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا

فقال سبيح أَو رياح لما سَمِع هذا البيت‏:‏

الزِّنْجُ لو لاقَيْتَهم في صَفِّهِمْ، لاقَيْتَ، ثمَّ، جَحَاجِحاً أَبْطَالاً

ما بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا، أَنْ لم يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا‏؟‏

إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ

طالَتْ، فليس تَنالُها الأَوْعالا‏.‏

وقالت الخنساء‏:‏

وما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ، من المَجْدِ، إِلاَّ والذي نِلْتَ أَطْوَلُ

وفي حديث استسقاء عمر، رضي الله عنه‏:‏ فطالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبه في طُولِ القامة، وكان عمر طَويلاً من الرجال، وكان العباس أَشدَّ طُولاً

منه‏.‏ وروي أَن امرأَة قالت‏:‏ رأَيت عَبّاساً يطوف بالبيت كأَنه فُسْطاطٌ

أَبيض، وكانت رأَت عَلِيَّ بن عبد الله بن العباس وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه

راكب مع مُشَاةٍ فقالت‏:‏ مَنْ هذا‏؟‏ فأُعْلِمَتْ فقالت‏:‏ إِنّ الناسَ

ليَرْذُلون، وكان رأْس علي بن عبد الله إِلى مَنْكِب أَبيه عبد الله، ورأْسُ

عبد الله إِلى مَنْكِب العباس، ورأْسُ العباس إِلى مَنْكِب عبد

المُطَّلِب‏.‏ وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت على النقصان والتمام بمعنى‏.‏ المحكم‏:‏

وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جعله طَويلاً، وكأَن الذين قالوا ذلك

إِنما أَرادوا أَن ينبهوا على أَصل الباب، قال فلا يقاس هذا إِنما يأْتي

للتنبيه على الأَصل؛ وأَنشد سيبويه‏:‏

صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ، وقَلَّما

وِصالٌ، على طُولِ الصُّدود، يَدُومُ

وكلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ ونحوِه فقد طالَ، كقولك

طالَ الهَمُّ وطال الليلُ‏.‏ وقالوا‏:‏ إِنَّ الليل طَويلٌ فلا يَطُلْ إِلاَّ

بخير؛ عن اللحياني‏.‏ قال‏:‏ ومعناه الدُّعاء‏.‏ وأَطال الله طِيلَتَه أَي

عُمْرَه‏.‏ وطالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك، ويقال غَيْبتك؛ قال

القطامي‏:‏إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ، وإِن بَلِيتَ، وإِن طالَتْ بك الطِّوَلُ

يروى الطِّيَل جمع طِيلة، والطِّوَل جمع طِوَلة، فاعْتَلَّ الطِّيَل

وانقلبت ياؤه واواً لاعتلالها في الواحد، فأَما طِوَلة وطِوَل فمن باب

عِنَبة وعِنَب‏.‏

وطالَ طُوَلُك، بضم الطاء وفتح الواو، وطالَ طَوَالُك، بالفتح، وطِيَالُك، بالكسر؛ كل ذلك حكاه الجوهري عن ابن السكيت‏.‏ وجملٌ أَطْوَلُ إِذا

طالتْ شَفَتُه العُليا‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والطَّوَل طُولٌ في مِشْفَر البعير

الأَعلى على الأَسفل، بعير أَطْوَل وبه طَوَلٌ‏.‏ والمُطاوَلة في الأَمر‏:‏ هو التطويل والتَّطاوُلُ في مَعْنًى هو الاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع

رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر؛ قال‏:‏ وهو في معنى آخر

أَن يقوم قائماً ثم يَتَطاوَل في قيامه ثم يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه

للنظر إِلى الشيء‏.‏ وطاوَلْته في الأَمر أَي ماطَلْته‏.‏ وطَوَّل له

تَطْويلاً أَي أَمْهَله‏.‏ واسْتَطالَ عليه أَي تَطَاوَلَ، يقال‏:‏ اسْتَطالوا عليهم

أَي قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا، قال‏:‏ وقد يكون اسْتَطالَ

بمعنى طالَ، وتَطاوَلْت بمعنى تَطالَلْت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن هذين الحَيَّين من الأَوس والخَزْرَج كانا يتَطاوَلانِ على رسول الله،صلى الله عليه وسلم، تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ على عَدُوِّه ويتباريانِ في ذلك

ليكون كل واحد منهما أَبلغ في نصرته من صاحبه، فشُبِّه ذلك التَّباري

والتغالُب بتَطاوُلِ الفحلين على الإِبل، يَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ

عن إِبله ليظهر أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ فتَفَرَّق الناسُ

فِرَقاً ثلاثاً، فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غيره، ويروى من صَوْل غيره، أَي إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غيره‏.‏ ويقال‏:‏ طالَ عليه

واستطالَ وتَطاوَلَ إِذا علاه وتَرَفَّع عليه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَرْبى الرِّبا

الاستطالةُ في عِرْضِ الناس أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم

والوَقِيعةُ فيهم‏.‏

وتَطاوَلَ‏:‏ تمدَّدَ إِلى الشيء ينظر نحوه؛ قال‏:‏

تَطاوَلْتُ كي يَبدو الحَصِيرُ فما بَدَا

لِعَيْني، ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا

واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائط‏:‏ امتدَّ وارتفع؛ حكاه ثعلب، وهو كاسْتَطار‏.‏

والطِّوَلُ‏:‏ الحَبْلُ الطويلُ جدًّا؛ قال طرفة‏:‏

لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، ما أَخْطَأَ الفَتَى، لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى، وثِنْياهُ باليَدِ

والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ، كُلُّه‏:‏ حَبْلٌ طويل

تُشَدُّ به قائمةُ الدابة، وقيل‏:‏ هو الحبل تُشَدُّ به ويُمْسِك صاحبه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى؛ قال مُزاحِم‏:‏

وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها، كسِعْلاةِ بِيدٍ في خِلالٍ وتِطْوَل

وقد طَوَّلَ لها‏.‏ والطِّوَل‏:‏ الحبل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه، وكانت العرب تتكلم به ؛ يقال‏:‏ طَوِّل لفرسك يا فلان أَي أَرْخِ

له حَبْلَه في مَرْعاه‏.‏ الجوهري‏:‏ طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه في المَرْعى؛ قال أَبو منصور‏:‏ لم أَسمع الطَّويلةَ بهذا المعنى من العرب

ورأيتهم يُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلاَّ بكسر الأَول وفتح الثاني‏.‏

غيره‏:‏ يقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه، وهو الحَبْل الذي يُطَوَّل للدابة

فترعى فيه، وأَنشد بيت طرفة‏:‏ لَكَالطِّوَل المُرْخَى؛ قال‏:‏ وهي الطَّويلة

أَيضاً، وقوله‏:‏ ما أَخْطَأَ الفَتَى أَي في إِخطائه الفَتى؛ وقد شَدَّد

الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدي‏:‏

تَعَرَّضَتْ لي بمَكَانٍ حِلِّ، تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّي، تَعَرُّضَ المُهْرَة في الطِّوَلِّ

ويروى‏:‏ عن قَتْلاً لي، على الحكاية، أَي عن قَوْلِها قَتْلاً له؛ قال

الجوهري‏:‏ وقد يفعلون مثل ذلك في الشِّعر كثيراً ويزيدون في الحرف من بعض

حروفه؛ قال ذُهْل بن قريع، ويقال قارب بن سالم المُرِّي‏:‏

كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ

قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ

وأَنشده غيره‏:‏

قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ

قال ابن بري‏:‏ وهذا هو صواب إِنشاده‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ورجُلٌ طَوَّل لها في مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها، وفي آخر‏:‏ فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها؛ الطِّوَلُ والطِّيَلُ، بالكسر‏:‏ هو الحبل الطويل يُشَدُّ أَحد طَرَفيه في وَتِدٍ أَو غيره والآخر في يد الفرس ليَدُور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه‏.‏

وطَوَّلَ وأَطالَ بمعنىً أَي شَدَّها في الحبل؛ ومنه الحديث‏:‏ لِطِوَل الفَرَس

حمًى أَي لصاحب الفرس أَن يَحْمِي الموضع الذي يَدُور فيه فرسُه المشدودُ

في الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا حِمى إِلاَّ

في ثلاث‏:‏ طِوَلِ الفرس، وثَلَّةِ البئرِ، وحَلْقةِ القوم؛ قوله لا حِمى

يعني إِذا نزل رجل في عسكر على موضع له أَن يمنع غيرَه طَوِلَ فرسه، وكذلك

إِذا حَفَر بئراً له أَن يمنع غيرَه مقدارَ ما يكون حَرِيماً له‏.‏

ومَطَاوِلُ الخيل‏:‏ أَرسانُها، واحدها مِطْوَلٌ‏.‏ والطِّوَلُ‏:‏ التمادي في الأَمر

والتراخي‏.‏ يقال‏:‏ طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك، ساكنة الياء

والواو؛ عن كراع، إِذا طال مُكْثُه وتمادِيه في أَمر أَو تَرَاخِيه عنه؛ قال

طفيل‏:‏

أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جاء طارِقاً، وقلنا له‏:‏ قد طالَ طُولُك فانْزِلِ

أَي أَمرُك الذي أَنت فيه من طُول السفر ومُكابدة السير، ويروى‏:‏ قد طال

طِيلُك؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

أَما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِيلُها

والطَّوَالُ‏:‏ مَدَى الدهرِ؛ يقال‏:‏ لا آتِيك طَوَال الدَّهْر‏.‏

والطَّوْل والطائل والطائلة‏:‏ الفَضْل والقُدْرة والغى والسَّعَة

والعُلُوُّ؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها، ولو عَلِموا لم يَأْشِبُوني بطائل

وأَنشد ثعلب في صفة ذئب‏:‏

وإِن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ، في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما

كذا أَنشده جُمَيْر على لفظ التصغير، وقد تَطَوَّل عليهم‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ ومَنْ لم يَسْتَطِعْ منكم طَوْلاً ؛ قال الزجاج‏:‏ معناه من لم يقدر منكم على مَهْرِ الحُرَّة، قال‏:‏ والطَّوْلُ القدرة على المَهْر‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ ذي الطَّوْل لا إِله إِلا هو؛ أَي ذي القُدْرة، وقيل‏:‏

الطَّوْل الغِنى، والطَّوْلُ الفَضْل، يقال‏:‏ لفلان على فلان طَوْلٌ أَي

فَضْلٌ‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه لَيَتَطَوَّل على الناس بفضله وخيره‏.‏ والطَّوْل، بالفتح‏:‏

المَنُّ، يقال منه‏:‏ طالَ عليه وتَطوَّلَ عليه إِذا امْتَنَّ عليه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اللهمَّ بك أُحاوِل وبك أُطاوِل، مُفاعَلة من الطَّوْل، بالفتح، وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء؛ ومنه الحديث‏:‏ تَطَاوَلَ عليهم

الرَّبُّ بفضله أَي تَطَوَّل، وهو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ في إِطلاقها على

الواحد؛ ومنه الحديث‏:‏ قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لحُوقاً بي

أَطْوَلُكُنَّ يداً، فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زينبُ

أَوَّلَهنَّ؛ أَراد أَمَدُّكُنَّ يداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من الطُّول، وكانت زينب تَعْمَل بيدها وتتصدق؛ قال أَبو منصور‏:‏ والتَّطَوُّل عند

العرب محمود يوضع موضع المَحاسِن، والتطاوُلُ مذموم، وكذلك الاستطالة

يوضَعانِ موضع التكبر‏.‏ ابن سيده‏:‏ التَّطاوُلُ والاسْتِطالة التَّفَضُّل

ورَفْعُ النفس، واشتقاق الطائل من الطُّول‏.‏ ويقال للشيء الخَسِيس الدُّون‏:‏ هو بطائل الذَّكَرُ والأُنثى في ذلك سواءٌ؛ وأَنشد‏:‏

لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائل

الجوهري‏:‏ هذا أَمر لا طائلَ فيه إِذا لم يكن فيه غَنَاءٌ ومَزِيّة، يقال

ذلك في التذكير والتأْنيث‏.‏ ولم يَحْلَ منه بِطائلٍ‏:‏ لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ في الجَحْد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه ذكر رجلاً من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن

في كَفَنٍ غير طائلٍ أَي غير رَفيعٍ ولا نفيس، وأَصل الطائل النفع

والفائدة‏.‏ وفي حديث ابن مسعود في قتل أَبي جهل‏:‏ ضَرَبْته بسيف غير طائل أَي غير

ماضٍ ولا قاطع كأَنه كان سيفاً دُوناً بين السيوف‏.‏ والطَّوائل‏:‏ الأَوتار

والذُّحُول، واحدتها طائلة؛ يقال‏:‏ فلان يَطْلُب بني فلان بطائلةٍ أَي

بوَتْرٍ كأَن له فيهم ثأْراً فهو يطلبه بِدَمِ قتيله‏.‏ وبيْنَهم طائلةٌ أَي

عداوة وتِرَةٌ؛ وقول ذي الرمة يصف ناقته‏:‏

مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها، كأَنَّها طالةٌ في دَفِّها بَلَق

قال‏:‏ الطَّالة الأَتان؛ قال أَبو منصور‏:‏ ولا أَعرفه فلينظر في شعر ذي

الرمة‏.‏

والطُّوَّل، بالتشديد‏:‏ طائر‏.‏ وطَيِّلَةُ الرِّيح‏:‏ نَيِّحتُها‏.‏

وطُوالة‏:‏ موضع، وقيل بئر؛ قال الشَّمَّاخ‏:‏

كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى

ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون

قال أَبو منصور‏:‏ ورأَيت بالصَّمَّان روضة واسعة يقال لها الطَّوِيلة، وكان عَرْضُها قدرَ مِيلٍ في طُول ثلاثة أَميال، وفيها مَساكٌ لماء السماء

إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ والشهرين؛ وقال في موضع آخر‏:‏ تكون ثلاثة

أَميال في مثلها؛ وأَنشد‏:‏

عادَ قَلْبي من الطَّوِيلة عِيدُ

وبَنُو الأَطْوَل‏:‏ بطن‏.‏

ظلل‏:‏ ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ

أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض

الشعر ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا، بالكسر، ظُلُولاً إِذا

عَمِلْته بالنهار دون الليل؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فَظَلْتم تَفَكَّهون، وهو من شَواذِّ التخفيف‏.‏ الليث‏:‏ يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً، ولا تقول العرب

ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار، كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل، قال‏:‏ ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران، فإِن أَهل الحجاز

يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر

الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قال تعالى‏:‏ ظَلْتَ عليه عاكفاً، وقرئ ظِلْتَ، فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل

التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها، ومن قرأَ ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّل كسرة

اللام على الظاء، ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت

وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت، قال‏:‏ وهذا قول حُذَّاق النحويين؛ قال ابن سيده‏:‏

قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا

الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت، وهذا النَّحْوُ شاذٌّ، قال‏:‏ والأَصل فيه

عربي كثير، قال‏:‏ وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما ما أَنشده

أَبو زيد لرجل من بني عقيل‏:‏

أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً

على طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا

قال ابن جني‏:‏ قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم‏.‏ وظِلُّ

النهارِ‏:‏ لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ‏.‏ والظِّلُّ‏:‏ نقيض الضَّحِّ، وبعضهم يجعل

الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة‏:‏ كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء، وقيل‏:‏ الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان

قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد‏.‏ وقالوا‏:‏ ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقال

فَيْؤها، لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء، إِنما هي أَبداً

ظِلٌّ، ولذلك قال عز وجل‏:‏ أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها؛ أَراد وظِلُّها دائم

أَيضاً؛ وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً

غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة

الجعدي‏:‏فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم، وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال

وقال كثير‏:‏

لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها، وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها

ويروى‏:‏

لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها

والظِّلَّة‏:‏ الظِّلال‏.‏ والظِّلال‏:‏ ظِلال الجَنَّة؛ وقال العباس بن عبد

المطلب‏:‏

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها‏.‏ والظِّلال‏:‏ ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه‏.‏ وظِلُّ الليلِ‏:‏ سَوادُه، يقال‏:‏ أَتانا في ظِلِّ الليل؛ قال ذو

الرُّمَّة‏:‏

قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ

وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون

الشُّعاع، فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ‏.‏

والظُّلَّةُ أَيضاً

‏:‏ أَوّل سحابة تُظِلُّ؛ عن أَبي زيد‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع

عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، قال‏:‏ والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال

إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ، فما فاءت منه

الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال، ثم يُدْعى

فيئاً بعد الزوال إِلى الليل؛ وأَنشد‏:‏

فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق

قال‏:‏ وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وقال غيره‏:‏ يقال أَظَلَّ يومُنا هذا

إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ، فهو مُظِلٌّ‏.‏ والعرب تقول‏:‏

ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر، ولا أَدْفأَ من شَجَر، ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ؛ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ

ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه‏.‏ وظِلُّ

الليل‏:‏ جُنْحُه، وقيل‏:‏ هو الليل نفسه، ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ

وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها

في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها‏.‏ وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بالشجرة‏:‏ اسْتَذْرى بها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير

الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها‏.‏ وفي قول العباس‏:‏

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال؛ أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً

في صُلْب آدم حيث كان في الجنة، وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى

الأَرض، فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ولله

يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ

والآصال؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وجاء في التفسير‏:‏ أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله، وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وهذا مخالف للتفسير‏.‏

وفي حديث ابن عباس‏:‏ الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله؛ قالوا‏:‏ معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ‏.‏ ويقال للمَيِّت‏:‏ قد

ضَحَا ظِلُّه‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ؛ قال ثعلب‏:‏ قيل

الظِّلُّ هنا الجنة، والحَرور النار، قال‏:‏ وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ

بعينه، والحَرُور الحَرُّ بعينه‏.‏ واسْتَظَلَّ الرجلُ‏:‏ اكْتَنَّ بالظِّلِّ‏.‏

واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ‏:‏ مال إِليه وقَعَد فيه‏.‏ ومكان ظَلِيلٌ‏:‏ ذو ظِلٍّ، وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه‏.‏ وقولهم‏:‏ ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا، وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً؛ وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل‏:‏

هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيـ *** ـلِ، والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ

قال ابن سيده‏:‏ المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل، فوضع المصدر موضع الاسم‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ؛ قيل‏:‏ سَخَّر اللهُ لهم

السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المن والسَّلْوى، والاسم الظَّلالة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء‏.‏ وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة

الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه، في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه‏.‏

وقولهم‏:‏ مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة

الذِّئب‏.‏ وظِلُّ الشيءِ‏:‏ كِنُّه‏.‏ وظِلُّ السحاب‏:‏ ما وَارَى الشمسَ منه، وظِلُّه سَوادُه‏.‏ والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب‏.‏ وكُلُّ شيء

أَظَلَّك فهو ظُلَّة‏.‏ ويقال‏:‏ ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ‏.‏ وظِلُّ

كلِّ شيء‏:‏ شَخْصُه لمكان سواده‏.‏ وأَظَلَّني الشيءُ‏:‏ غَشِيَني، والاسم منه

الظِّلُّ؛ وبه فسر ثعلب قوله تعالى‏:‏ إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب، قال‏:‏

معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا‏.‏ والظُّلَّة‏:‏ الغاشيةُ، والظُّلَّة‏:‏ البُرْطُلَّة‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قال‏:‏

والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس‏.‏ والظُّلَّة‏:‏

الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد، وهي كالصُّفَّة‏.‏ والظُّلَّة‏:‏

الصَّيْحة‏.‏ والظُّلَّة، بالضم‏:‏ كهيئة الصُّفَّة، وقرئ‏:‏ في ظُلَلٍ على الأَرائك

مُتَّكئون، وفي التنزيل العزيز‏:‏ فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة؛ والجمع ظُلَلٌ وظِلال‏.‏ والظُّلَّة‏:‏ ما سَتَرك من فوق، وقيل في عذاب يوم

الظُّلَّة، قيل‏:‏ يوم

الصُّفَّة، وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ

عليهم وهَلَكوا تحتها‏.‏ وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة، وكذلك كل ما

أَظَلَّك‏.‏ الجوهري‏:‏ عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ؛ وقوله

عز وجل‏:‏ لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم، وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ

وأَطباق، فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا

إِلى القَعْر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل؛ قل‏:‏ هي

كُلُّ ما أَظَلَّك، واحدتها ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قال الكميت‏:‏

فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها، إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل‏؟‏

وظِلالُ البحر‏:‏ أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها، ومنه عذاب يوم الظُّلَّة، وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ رأَيت كأن ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ

منها السَّمْنُ والعسلُ، ومنه‏:‏ البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو

غَمامتان؛ وقوله‏:‏

وَيْحَكَ، يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ

هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ، وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ‏؟‏

قيل‏:‏ يَعْني بُيوتَ السَّجْن‏.‏ والمِظَلَّة والمَظَلَّة‏:‏ بيوت الأَخبية، وقيل‏:‏ المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب، وهي كبيرة ذات رُواقٍ، وربما

كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً، وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها‏.‏ قال

ابن الأَعرابي‏:‏ وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت‏.‏

وقال ثعلب‏:‏ المِظَلَّة من الشعر خاصة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب، وأَما المَظَلَّة فمن ثياب؛ رواه بفتح الميم‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ من بيوت الأَعراب المَظَلَّة، وهي

أَعظم ما يكون من بيوت الشعر، ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة، ثم الخِباء

وهو أَصغر بيوت الشَّعَر‏.‏ والمِظَلَّة، بالكسر‏:‏ البيت الكبير من الشَّعَر؛ قال‏:‏

أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه

إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه، وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه

وعَرْشٌ مُظَلَّل‏:‏ من الظِّلِّ‏.‏ وقال أَبو مالك‏:‏ المِظَلَّة والخباء

يكون صغيراً وكبيراً؛ قال‏:‏ ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة

ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم‏.‏ ومَظَلَّة ومِظَلَّة‏:‏ دَوْحة‏.‏

ومن أَمثال العرب‏:‏ عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ

المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً

فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت

فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم؛ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه

صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي

إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا

أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه

يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب

على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء؛ ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده

سيبويه لعِمْران بن حِطَّان‏:‏

قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً، لا يُرَوَّعُني

فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ

وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه‏.‏ وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ‏.‏

واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ‏.‏

والإِظْلالُ‏:‏ الدُّنُوُّ؛ يقال‏:‏ أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك

ظِلَّه من قُرْبه‏.‏ وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك‏.‏ وأَظَلَّك فلان‏:‏

دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه، ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال‏:‏ أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم

أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه‏.‏ وفي حديث كعب ابن مالك‏:‏ فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الجنَّةُ تحت

ظِلالِ السيوف؛ هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه‏.‏

والظِّلُّ‏:‏ الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان، وقيل‏:‏ هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته‏.‏ وفي الحديث الآخر‏:‏ السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن

الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس، قال‏:‏ وقد يُكْنى بالظِّلِّ

عن الكَنَف والناحية‏.‏ وأَظَلَّك الشيء‏:‏ دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه

من قربه‏.‏ والظِّلُّ‏:‏ الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى، وفي التهذيب‏:‏ شِبه الخيال من الجِنِّ، ويقال‏:‏ لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك‏.‏

ومُلاعِب ظِلَّه‏:‏ طائرٌ سمي بذلك‏.‏ وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ

ظِلِّهن، كل هذ في لغة، فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على

العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وقول عنترة‏:‏

ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه، حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل

أَراد‏:‏ وأَظَلُّ عليه‏.‏ وقولهم في المثل‏:‏ لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ

ظِلَّه؛ معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله‏.‏ الأَزهري‏:‏ وفي أَمثال العرب‏:‏ تَرَكَ

الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً، وذلك إِذا نَفَر، والأَصل في ذلك أن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه، فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود

إِليه‏.‏ الأَزهري‏:‏ ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه، وذلك

إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه‏.‏ ويقال‏:‏ أَتيته حين

يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه

من شدة الحر‏.‏ ويقال‏:‏ انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ؛ قال الراجز‏:‏

قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها، وذابَت الشَّمْس على قِلالها

وقال آخر في مثله‏:‏

وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا

والظِّلُّ‏:‏ العِزُّ والمَنَعة‏.‏ ويقال‏:‏ فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه

وكَنَفه‏.‏ وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه‏.‏ واسْتَظَلَّ الكَرْمُ‏:‏

التَفَّتْ نَوامِيه‏.‏

وأَظَلُّ الإِنسان‏:‏ بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل

الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وهو من الإِبل باطن المَنْسِم؛ هكذا

عَبَّروا عنه ببطون؛ قال ابن سيده‏:‏ والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع؛ وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير‏:‏

دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم

قال الأَزهري‏:‏ سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ

بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ، وليس في لحم البعير مُضْغة

أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه‏.‏ وقال أَبو عبيد في باب

سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه‏:‏ قال أَبو عبيدة إِذا أَراد

المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي؛ يقول‏:‏ إِنه في مثل حالك؛ قال لبيد‏:‏

بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ

قال‏:‏ والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان‏.‏ ويقال للدم الذي في الجوف

مُسْتَظِلُّ أَيضاً؛ ومنه قوله‏:‏

مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ

ويقال‏:‏ اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت؛ قال ذو الرمة‏:‏

على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ، شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها

ومنه قول الراجز‏:‏

كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر

قال بعضهم‏:‏ أَراد الوَقاحة، وقيل‏:‏ إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه‏.‏ غيره‏:‏

الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير؛ قال العَجَّاج‏:‏

تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل، مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل

إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب‏:‏

مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي

أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا

والجمع الظُّلُّ، عاملوا الوصف

أَو جمعوه جمعاً شاذّاً؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة‏.‏ وقولهم في المثل‏:‏ لَكِنْ

على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين

لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم‏.‏

والظَّلِيلة‏:‏ مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي‏.‏ والظَّلِيلة‏:‏

الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات، وفي التهذيب‏:‏ الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ

قليلٍ في مَسِيل ونحوه، والجمع الظَّلائل، وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل

ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها؛ قال رؤبة‏:‏

غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة‏.‏ والظِّلُّ‏:‏ اسم

فَرَس مَسْلمة بن عبد

المَلِك‏.‏ وظَلِيلاء‏:‏ موضع، والله أَعلم‏.‏

عبل‏:‏ العَبْلُ‏:‏ الضَّخْم من كل شيء‏.‏ وفي صفة سعد بن معاذ‏:‏ كان عَبْلاً

من الرِّجال أَي ضَخْماً، والأُنثى عَبْلة، وجمعها عِبالٌ‏.‏ وقد عَبُلَ، بالضم، عَبالةً، فهو أَعْبَلُ‏:‏ غَلُظ وابْيَضَّ، وأَصله في الذراعين، وجارية عَبْلة، والجمع عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ‏.‏ ورَجُل عَبْلُ الذِّراعين أَي

ضَخْمُهما‏.‏ وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غليظ القوائم‏.‏ وامرأَة عَبْلة

أَي تامَّة الخَلْق، والجمع عَبْلاتٌ وعِبالٌ مثل ضَخْماتٍ وضِخام‏.‏

الأَصمعي‏:‏ الأَعْبَل والعَبْلاء حجارة بِيضٌ؛ وأَنشد في صفة ناب الذئب‏:‏

يَبْرُق نابُه كالأَعْبَل

أَي كحَجر أَبيض من حجارة المَرْو؛ قال ابن بري‏:‏ قال الجوهري الأَعبَل

حجارة بِيضٌ، وصوابه الأَعبل حَجر أَبيض لأَن أَفْعَل من صفة الواحد

المذَكَّر؛ قال أَبو كبير‏:‏

لَوْنُ السَّحابِ بها كلَوْن الأَعبَل

قال‏:‏ ويجوز أَن يريد بالأَعبَل الجنس كما قال‏:‏

والضَّرْبُ في أَقْبالِ مَلْمُومةٍ، كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل

وأَقبال‏:‏ جمع قَبَلٍ لما قابَلك من جَبَل ونحوه، وجمع الأَعْبَل

أَعْبِلةٌ على غير الواحد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن المسلمين وَجَدوا أَعْبِلةً في الخَنْدَق‏.‏ والعَبْلاء‏:‏ الطَّريدة في سَواء الأَرض حِجارتها بِيضٌ كأَنها

حجارة القدَّاح، وربما قدَحوا ببعضها وليس بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر‏.‏

والأَعْبَلُ‏:‏ حَجرٌ أَخشن غليظ يكون أَحمر، ويكون أَبيض، ويكون أَسود، كلٌّ

يكون جَبلٌ غليظ

في السماء‏.‏ وجبَلٌ أَعْبَل، وصخرة عَبْلاء‏:‏ بيضاء صُلْبة، وقيل‏:‏ العَبْلاء الصخرة من غير أَن تُخَصّ بصفة، فأَما ثعلب فقال‏:‏ لا يكون

الأَعْبَل والعَبْلاء إِلاّ أَبيَضين؛ وقول أَبي كبير الهُذَلي‏:‏

صَدْيانَ أُجْري الطِّرْفَ في مَلمومةٍ، لَوْنُ السَّحابِ بها كَلوْن الأَعْبَل

عَنى بالأَعْبل المكان ذا الحجارة البيض‏.‏

والعَبَنْبَل‏:‏ الضَّخْم الشديد، مشتقٌّ من ذلك؛ قالت امرأَة‏:‏

كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا، يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا

وغُلامٌ عابِلٌ‏:‏ سَمين، وجمعه عُبَّل‏.‏ وامرأَة عَبُول‏:‏ ثَكُولٌ، وجمعها

عُبُل‏.‏

والعَبَل، بالتحريك‏:‏ الهَدَبُ وهو كل ورق مفتول غير مُنْبَسط كوَرق

الأَرْطى والأَثْل والطَّرْفاء وأَشباه ذلك؛ ومنه قول الراجز‏:‏

أَوْدَى بلَيْلى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل، صاحبِ عَلْقى ومُضاضٍ وعَبَل

وقيل‏:‏ هو ثمر الأَرْطى، وقيل‏:‏ هو هَدَبه إِذا غَلُظ في القَيْظ

واحْمَرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبغ به؛ قال ابن السكيت‏:‏ أَعْبَلَ الأَرْطى إِذا غَلُظ

هَدَبُه في القيظ، وقيل‏:‏ العَبَل الوَرق الدقيق، وقيل‏:‏ العَبَل مثل

الوَرَق وليس بوَرق، والعَبَل‏:‏ الوَرق الساقط والطالعُ، ضِدٌّ، وقد أَعْبَل

فيهما‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ سمعت غير واحد من العرب يقول غَضاً مُعْبِلٌ وأَرْطى

مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه، قال‏:‏ وهذا هو الصحيح؛ ومنه قول ذي الرمة‏:‏

إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها

بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِيمة مُعْبِل

وإِنما يَتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة التي طَلَع

وَرقُها، وذلك حين يَكْنِس في حَمْراء القَيْظ، وإِنما يسقُط ورقها إِذا

بَرَد الزمانُ ولا يَكْنِس الوحشُ حينئذ ولا يتَّقي حرَّ الشمس؛ وقال النضر‏:‏

أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها، وأَعبلت إِذا سقط ورقُها، فهي

مُعْبِلٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ جعَل ابنُ شُميل أَعْبَلَت الشجرة من الأَضداد، ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله لأَنه ثقة مأْمون‏.‏ وحكى ابن سيده عن أَبي

حنيفة‏:‏ أَعْبَل الشجرُ إِذا خرج ثمره، قال‏:‏ وقال لم أَجد ذلك معروفاً‏.‏

وقال الأَزهري‏:‏ عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه‏.‏ وعَبل الشجرَ يَعْبِله

عَبْلاً‏:‏ حَتَّ عنه ورقَه‏.‏ وأَلقى عليه عَبالَّته، بالتشديد، أَي ثِقْله، والتخفيف فيها لغة؛ عن اللحياني‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن ابن عمر، رضي الله عنه، قال لرجل‏:‏ إِذا أَتيت مِنىً فانتهيت إِلى موضع كذا وكذا فإِنَّ هناك

سَرْحةً لم تُعْبَل ولم تُجْرَد ولم تُسْرَف سُرَّ تحتها سبعون نبيًّا فانزِلْ

تحتها؛ قال أَبو عبيد‏:‏ لم تُعْبَل لم يَسْقُط ورقُها؛ والسَّرْو

والنَّخْل لا يُعْبَلان، وكل شجر نبت ورقه شتاء وصيفاً فهو لا يُعْبَل؛ وقوله لم تُجْرَد أَي لم يأْكلها الجراد‏.‏ والمِعْبَلة‏:‏ نَصْلٌ طويل عريض، والجمع مَعابل؛ وقال عنترة‏:‏

وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وَقِيعُ

وقال الأَصمعي‏:‏ من النِّصال المِعْبَلة وهو أَن يُعَرَّض النَّصْل

ويُطَوَّل؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ هي حديدة مُصَفَّحة لا عَيَر لها‏.‏ وعَبَلَ

السَّهْمَ‏:‏ جعل فيه مِعْبَلةً؛ ومنه حديث عليّ، رضوان الله عليه‏:‏ تَكَنَّفَتْكم

غَوائلُه وأَقْصَدَتْكم مَعابِلُه‏.‏ وفي حديث عاصم بن ثابت‏:‏ تَزِلُّ عن

صَفْحَتَي المَعابِل‏.‏

والعَبُولُ‏:‏ المَنِيَّة‏.‏ وعَبَلَتْه عَبول‏:‏ كقولهم غالَتْه غُولٌ؛ قال

المَرَّار الفَقْعسِيُّ‏:‏

وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ، وإِنِّي

ببَعْضِ الأَرْضِ عابِلَتي عَبُول

ويقال للرجل إِذا مات‏:‏ عَبَلَتْه عَبُول، مثل اشْتَعَبَتْه شَعُوب؛ قال

الأَزهري‏:‏ وأَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل؛ وأَنشد‏:‏ عابلتي عَبُول‏.‏ وما

عَبَلَكَ أَي ما شَغَلَك وحَبَسَك‏.‏

والعَبالُ‏:‏ الجَبَليُّ من الوَرْدِ وهو يَغْلُظ ويَعْظُم حتى تُقْطَع

منه العِصيُّ؛ حكاه أَبو حنيفة، قال‏:‏ ويزعمون أَن عصا موسى، عليه السلام، كانت منه‏.‏

وبَنو عَبِيل‏:‏ قبيلةٌ قد انقرضوا‏.‏ وعَبْلةُ‏:‏ اسم، وقال الجوهري‏:‏ اسم

جارية‏.‏ والعَبَلاتُ، بالتحريك‏:‏ بطن من بني أُمية الصُّغْرى من قريش نَسِبوا

إِلى أُمهم عَبْلة، إِحدى نساء بني تميم، حرَّكوا ثانيه

على

من قال في التسمية حارث؛ قال سيبويه‏:‏ النَّسَب إِليه عَبْليٌّ، بالسكون، على ما يجب في الجمع الذي له واحد من لفظه؛ قال الجوهري‏:‏ تردُّه إِلى

الواحد لأَن أُمَّهم اسمها عَبْلة‏.‏ وفي حديث الحديبية‏:‏ وجاء عامر برَجُلٍ من العَبَلات‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر في بلاد قيس‏.‏

والعَبْلاء‏:‏ موضع‏.‏ وعَوْبَل‏:‏ اسم‏.‏ ويقال‏:‏ عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته؛ وأَنشد‏:‏ها إِنَّ رَمْيِ عَنْهُمُ لمَعْبُول، فلا صَرِيخَ اليومَ إِلاَّ المَصْقول

كان يَرْمي عَدُوَّه فلا يُغْني الرَّمْيُ شيئاً فقاتل بالسيف وقال هذا

الرجز، والمَعْبول‏:‏ المردود‏.‏

عبقل‏:‏ العَباقِيلُ‏:‏ بَقايا المرضِ والحُبِّ؛ عن اللحياني، كالعَقَابِيل‏.‏

عبهل‏:‏ في كتاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر

ولقومه‏:‏ مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ الله إِلى الأَقْيال العَباهِلة من أَهل

حَضْرَ مَوْتَ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ العَبَاهِلة هم الذين أُقِرُّوا على مُلْكِهِم

لا يُزَالون عنه، وكذلك كلُّ شيء أَهْمَلْته فكان مُهْمَلاً لا يُمْنَع

مما يريد ولا يُضْرَب على يديه، فهو مُعَبْهَل، وقد عَبْهَلْته‏.‏ الجوهري‏:‏

عَبَاهِلَةُ اليَمَن ملوكُهم الذين أُقِرُّوا على مُلْكهم‏.‏

والمُتَعَبْهِل‏:‏ الممتنع الذي لا يُمْنَع؛ وقال تأَبَّط شرًّا‏:‏

مَتى تَبْغني، ما دُمْتُ حَيًّا مُسَلَّماً، تَجِدْني مع المُسْتَرْعِل المُتَعَبْهِل

وعَبْهَل الإِبلَ‏:‏ أَهملها‏.‏ وإِبل عَباهِل ومُعَبْهَلة‏:‏ مهمَلة لا راعي

لها ولا حافظ؛ قال الراجز يذكر الإِبل أَنها قد أُرْسِلت على الماء

تَرِدُه كيف شاءت‏:‏

عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ

ابن الأَعرابي‏:‏ المُعَبْهَل والمُعَزْهَل المُهْمَل‏.‏ وعَبْهَلْت الإِبلَ

إِذا تركتها تَرِدُ مَتى شاءت‏.‏ وواحد العَبَاهِلة عَبْهَل، والتاء

لتأْكيد الجمع كقَشْعَم وقَشاعِمَة، ويجوز أَن يكون الأَصل عَباهِيل جمع

عُبْهُول أَو عِبْهال، فحذفت الياء وعُوِّض منها الهاء كما قيل فرازنة في فَرَازِين، والأَول أَشبه‏.‏ والعَبَاهِلة‏:‏ المُطْلَقون‏.‏ الليث‏:‏ مَلِكٌ

مُعَبْهَل لا يُرَدُّ أَمْرُه في شيء‏.‏ وعَبْهَل الإِبلَ أَي أَهملها مثل

أَبْهَلَها، والعين مبدلة من الهمزة‏.‏ وعَبْهَل‏:‏ اسم رجل‏.‏

عتل‏:‏ العَتَلةُ‏:‏ حَدِيدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِيضةٌ، في أَسْفلها

خَشَبةٌ يُحْفَر بها الأَرْضُ والحِيطانُ، ليست بمُعَقَّفَة كالفأْس ولكنها

مستقيمة مع الخشبة، وقيل‏:‏ العَتَلة العَصا الضَّخْمة من حَدِيد لها رأْس

مُفَلْطَحٌ كقَبِيعة السَّيْف تكون مع البَنَّاء يَهْدِم بها الحيطانَ‏.‏

والعَتَلة أَيضاً‏:‏ الهِراوة الغليظة من الخشب، وقيل‏:‏ هي المِجْثاث وهي

الحديدة التي يُقْطَع بها فَسِيلُ النخل وقُضُبُ الكَرْم، وقيل‏:‏ هي بَيْرَمُ

النَّجَّارِ والمُجْتَابِ، والجمع عَتَلٌ‏.‏ والعَتَلة‏:‏ المَدَرة الكبيرة

تَتَقَلَّع من الأَرض إِذا أُثِيرت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لعُتْبة بن عَبْدٍ‏:‏ ما اسْمُكَ‏؟‏ قال‏:‏ عَتَلة، قال‏:‏ بل أَنت عُتْبة؛ قيل في تفسيره كأَنه كَرِه

العَتَلة لِمَا فيها من الغِلْظة والشِّدَّة، وهي عَمودُ حدِيدٍ يُهْدَمُ به الحِيطانُ، وقيل‏:‏ حديدة كبيرة يُقْلَع بها الشجرُ والحجرُ‏.‏ وفي حديث

هَدْم الكعبة‏:‏ فأَخذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلة؛ ومنه اشْتُقَّ العُتُلُّ، وهو الشديد الجافي والفَظُّ الغَلِيظ من الناس‏.‏ والعُتُلُّ‏:‏ الشديد، وقيل‏:‏

الأَكُول المَنُوع، وقيل‏:‏ هو الجافي الغليظ، وقيل‏:‏ هو الجافي الخُلُق اللئيم

الضَّرِيبة، وقيل‏:‏ هو الشديد من الرجال والدواب‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ عُتُلٍّ

بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل‏:‏ هو الشديد الخُصومَةِ، وقيل هو ما تقدم‏.‏ والعَتَلة‏:‏

واحدة العَتَل، وهي القِسِيُّ الفارسيَّة؛ قال أُميَّة‏:‏

يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنَّها غُبُطٌ

بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا

وعَتَلَه يعتِلُه ويَعْتُله عَتْلاً فانْعَتَل‏:‏ جَرَّه جَرًّا عَنِيفاً

وجَذَبَه فحَمَله‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ خُذُوه فاعْتِلُوه إِلى سَواءِ الجحيم؛ قرأَ عاصم وحمزة والكسائي وأَبو عمرو فاعْتِلُوه، بكسر التاء، وقرأَ ابن كثير ونافعٌ وابن عامر ويعقوبُ فاعْتُلوه، بضم التاء؛ قال الأَزهري‏:‏ وهما

لغتان فصيحتان، ومعناه خُذُوه فاقْصِفُوه كما يُقْصَف الحَطَبُ‏.‏

والعَتْلُ‏:‏ الدَّفْع والإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِيف‏.‏ ابن السكيت‏:‏ عَتَلْته إِلى

السِّجْن وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُله وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه إِذا

دَفَعْته دَفْعاً عنيفاً‏.‏ ابن السكيت‏:‏ عَتَلَه وعَتَنَه، باللام والنون

جميعاً، وقيل‏:‏ العَتْلُ أَن تأْخُذَ بتَلْبيبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَي

تَجُرّه إِليك وتَذْهَب به إِلى حَبس أَو بَلِيَّة‏.‏ ورَجُلٌ مِعْتَلٌ، بالكسر‏:‏

قَوِيٌّ على ذلك؛ قال أَبو النجم يَصف فرساً‏:‏

طارَ عن المُهْرِ نَسِيلٌ يَنْسُلُه، عن مُفْرَع الكَتِفَيْن حُرٍّ عَطَلُه، نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُه

وأَخَذَ فلان بِزمَام الناقة فَعَتَلَها إِذا قادَها قَوْداً عنِيفاً‏.‏

ويقال‏:‏ لا أَتَعَتَّلُ مَعَك ولا أَنْعَتِلُ معك شِبْراً أَي لا أَبْرَح

مكاني ولا أَجيء معك‏.‏ وإِنَّه لَعَتِلٌ إِلى الشرِّ أَي سريع‏.‏ وعَتِلَ

إِلى الشَّرِّ عَتَلاً، فهو عَتِلٌ‏:‏ سَرُعَ؛ قال‏:‏

وعَتِلٍ داوَيْتُه من العَتَل

والعَاتِل‏:‏ الجِلْوازُ، وجمعه عُتُل‏.‏ وداء عَتِيل‏:‏ شديد‏.‏ والعَتِيلُ‏:‏

الخادمُ‏.‏ وجَبَلٌ عُتُلٌّ‏:‏ صُلْبٌ شديد؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ في طَوْدٍ عُتُلّ

والعَتِيل‏:‏ الأَجيرُ، بلُغَةِ جَدِيلة طَيِّءٍ، والجمع عُتُلٌ وعُتَلاء‏.‏

والعَتَلة‏:‏ التي لا تُلْقَح فهي أَبداً قَوِيَّةٌ‏.‏ والعُتُلُّ‏:‏ الرُّمْح

الغليظ‏.‏ والعُنْتُل والعُنْتَل‏:‏ البَظْر؛ عن اللحياني، والمعروف

العُنْبُل؛ وأَنشد‏:‏

بَدَا عُنْبُلٌ لو تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه

مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عنها غُرابُها

عثل‏:‏ العَثَلُ والعَثِلُ‏:‏ الكثير من كل شيء؛ قال الأَعْشَى‏:‏

إِنِّي لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها

تَهْوِي، وسِيقَ إِليه الباقِرُ العَثَلُ

وقد عَثِلَ عَثَلاً‏.‏ والعِثْوَلُّ من الرجال‏:‏ الجافي الغليظُ‏.‏

والعِثْوَلُّ والعَثَوْثَلُ‏:‏ الكثيرُ اللحم الرِّخْوُ‏.‏ ونَخْلة عَثُولٌ‏:‏ جافيةٌ

غليظةٌ‏.‏ ورَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَي عَيٌّ فَدْمٌ ثَقِيلٌ مُسْتَرْخٍ مثل

القِثْوَلِّ؛ وأَنشد ابن بري للراجز‏:‏

هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِّ

قال أَبو الهيثم‏:‏ قال لي أَعرابي ولصاحب لي كان يَسْتَثْقِله وكُنَّا

معاً نختلف إِليه فقال لي‏:‏ أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ، وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ

قِثْوَلٌّ‏.‏ والعَثُولُ‏:‏ الأَحْمق، وجمعه عُثُلٌ‏.‏ والعِثْوَلُّ‏:‏ الكثيرُ

شَعَر الجسد والرأْس‏.‏ ولِحْيَةٌ عِثْوَلَّة‏:‏ ضَخْمة؛ قال‏:‏

وأَنْتَ في الحَيِّ قَلِيلُ العِلَّه، ذو سَبَلاتٍ ولِحىً عِثْوَلَّه

الفراء‏:‏ عَثَمَتْ يدُه وعَثَلَتْ تَعْثُل إِذا جَبَرتْ على غير استواء؛ وأَنشد‏:‏

تَرَى مُهَجَ الرِّجالِ على يَدَيْه، كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْر

وقد رُوي حديثٌ للنخعي في الأَعضاء‏:‏ إِذا انْجَبَرَت على غير عَثْلٍ

صُلْحٌ

باللام، وأَصله عثْم بالميم‏.‏

والعَثَل‏:‏ ثَرْبُ الشاة وهو الخِلْمُ والسِّمْحاق‏.‏ قال الجوهري

‏:‏ ويقال للضَّبُع

أُمُّ عِثْيَل‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الذي في كتاب سيبويه أُمُّ عَنْثَل‏.‏ ويقال

للضَّبُع عَنْثَل، وكذا ذكره أَهل اللغة أُمُّ عَنْثَل لا غير، وقال‏:‏ قد

وسع القَزَّاز في هذا الفصل

عثجل‏:‏ العَثْجَل‏:‏ الواسع الضَّخْم من الأَوْعِيَة والأَسْقِية ونحوها‏.‏

والعَثْجَل والعُثاجِل‏:‏ العظيم البطن مثل الأَثْجَل‏.‏ وعَثْجَل الرجُلُ‏:‏

ثَقُل عليه النُّهُوض من هَرَمٍ أَو عِلَّة‏.‏

عثكل‏:‏ العِثْكالُ والعُثْكول والعُثْكُولة‏:‏ العِذْق‏.‏ وعِذْقٌ مُعَثْكَلٌ

ومُتَعَثْكِلٌ‏:‏ ذو عَثاكِيل‏.‏ والعُثْكُولُ والعُثْكُولة‏:‏ ما عُلِّق من عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِينة فَتَذَبْذَب في الهواء؛ وأَنشد‏:‏

تَرى الوَدْعَ فيها والرَّجائزَ زِينةً، بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثاكل

وعَثْكَلَه‏:‏ زَيَّنه بذلك‏.‏ والعَثْكَلة‏:‏ الثَّقِيل من العَدْو‏.‏

والعُثْكُول والعِثْكال‏:‏ الشِّمْراخ، وهو ما عليه البُسْرُ من عِيدانِ الكِباسة، وهو في النخل بمنزلة العُنْقود من الكَرْم؛ وقول الراجز‏:‏

لو أَبْصَرَتْ سُعْدى بها كَتائِلي، طَوِيلَة الأَقْناءِ والأَثاكِلِ

أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ العين همزة‏.‏ وتَعَثْكل العِذْقُ أَي كَثُرَتْ

شَمارِيخُه‏.‏ وعُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَي زُيِّن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن سَعْد بن عُبادة جاء برجل في الحَيِّ مُخَدَّج إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وُجِد على أَمَةٍ يَخْبُث بها، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ خُذُوا له

عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بها ضَرْبةً؛ العِثْكالُ‏:‏

العذْق من أَعْذاق النخل الذي يكون فيه الرُّطَب، ويقال إِثْكالٌ وأُثْكُول؛ وأَنشد الأَزهري لامرئ القيس‏:‏

أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل

والقِنْوُ‏:‏ العِثْكال أَيضاً، وشَمارِيخُ العِثْكال‏:‏ أَغْصانُه، واحدها

شِمْراخ‏.‏

عجل‏:‏ العَجَلُ والعَجَلة‏:‏ السرْعة خلاف البُطْء‏.‏ ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ

وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ، وهذا كلُّه

جمع عَجْلان، وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه، وعَجِلٌ

أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ، على

أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ، ولا

يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء‏.‏ وامرأَة عَجْلى

مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما قالوا

رِجال‏.‏

والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل واحد‏:‏ بمعنى الاسْتِحْثاث

وطَلَبِ العَجَلة‏.‏ وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه، وقد عَجِلَ

عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل‏.‏ واسْتَعْجَل الرجلَ‏:‏ حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل

في الأَمر‏.‏ ومَرَّ يَسْتَعْجِل أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه

مُتَكَلِّفاً إِياه؛ حكاه سيبويه، ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل‏.‏ وقوله

تعالى‏:‏ وما أَعْجَلك عن قَومِك؛ أَي كيف سَبَقْتَهم‏.‏ يقال‏:‏ أَعْجَلَني

فَعَجَلْتُ له‏.‏ واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة‏.‏

واسْتَعْجَلْته‏:‏ طَلَبْت عَجَلَته؛ قال القطاميّ‏:‏

فاسْتَعْجَلُونا، وكانوا من صَحابَتِنا، كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد

وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه‏.‏

والعَجْلانُ‏:‏ شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا

القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه

طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ، وهذا الذي

انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير

سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي

العَجْلان، والله أَعلم‏.‏

وقَوْسٌ عَجْلى‏:‏ سرعة السَّهْم؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏ والعاجِلُ والعاجِلةُ‏:‏

نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء‏.‏ وقوله عز وجلَّ‏:‏ من كان يُريد

العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء؛ العاجِلةُ‏:‏ الدنيا، والآجلة الآخرة‏.‏

وعَجِلَه‏:‏ سَبَقَه‏.‏ وأَعْجَلَه‏:‏ اسْتَعْجَلَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم؛ أَي أَسْبَقْتُم‏.‏ قال الفراء‏:‏ تقول عَجِلْتُ

الشيءَ أَي سَبَقْتُه، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته‏.‏ وأَما قوله عز وجل‏:‏ ولو

يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم

أَجَلُهُم؛ فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله‏:‏

لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه، لَهَلَكوا‏.‏ قال‏:‏ ونُصِب قولُه

اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل، وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى

مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف؛ والمعنى‏:‏ ولو يُعَجِّل الله للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم، وقيل‏:‏ معناه لو عَجَّل الله للناس

والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم

واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ

والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا؛ وقال الأَزهري‏:‏ معناه ولو يُعَجِّل الله للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا

دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا‏.‏ وأَعْجَلَتِ الناقةُ‏:‏ أَلْقَتْ وَلَدَها لغير

تمام؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا

ت، يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا

عَجِلْن عليه‏:‏ على هذا الموضع، يَنْسِفْنَه‏:‏ يَنْسِفْن هذا النَّبات

يَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ وقوله‏:‏

فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها

معناه تَذْهَب عُقولُها، وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ، وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ‏.‏ والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل‏:‏

التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها، والوَلَدُ

مُعْجَلٌ؛ قال الأَخطل‏:‏

إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ، أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب

يعني الذئب‏.‏ والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه، وقد

أَعْجَلَتْ، فهي مُعْجِلةٌ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ‏.‏ والإِعْجال في السَّيْر‏:‏ أن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه‏.‏ والمِعْجال‏:‏ التي

إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ‏.‏ يقال‏:‏ جَمَلٌ

مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ، ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة

فقال أَنشِدْني‏:‏

ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ

فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله‏:‏

حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ

فقال له‏:‏ عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول‏:‏

وهْيَ، إِذا قامَ في غَرْزِها، كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ

ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو

كِ، وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ‏.‏

فقال‏:‏ وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ، وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ‏.‏ ونَخْلة

مِعْجالٌ‏:‏ مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل‏.‏ والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل‏:‏ الذي

يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ‏.‏ والمُعَجِّل

من الرِّعاء‏:‏ الذي

يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام

الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه، وذلك اللَّبن الإِعجالةُ‏.‏ والإِعجالةُ‏:‏ ما

يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب؛ قال ارمؤ القيس يصف

سَيَلانَ الدَّمْع‏:‏

كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ

فَرِيّانِ، لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ

والعُجَالةُ، وقيل الإِعْجالةُ‏:‏ أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا

صَدَرَتْ عن الماء، قال‏:‏ وجمعها الإِعْجالاتُ؛ قال الكميت‏:‏

أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها، وهْيَ حُفَّلٌ، تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها

يخاطِب اليَمَنَ يقول‏:‏ أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها، والثُّمالُ‏:‏ الرَّغْوَة، يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة‏.‏ والذي يجيء

بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له‏:‏ المُعَجِّل؛ قال الكميت‏:‏

لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون، ولم يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ

وفي حديث خزيمة‏:‏ ويَحْمِل الراعي العُجالة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي لَبن يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم‏.‏

والعُجّال‏:‏ جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ، والعُجَّال والعِجَّوْل‏:‏ تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه‏.‏

والعَجَاجِيل‏:‏ هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل

عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس، والواحدة عُجَّال‏.‏ ويقال‏:‏ أَتانا

بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو

بالأَقِط‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْتَعْجِل به قبل الغِذاء

كاللُّهنة‏.‏ والعُجَالةُ والعَجَل‏:‏ ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل

إِدراك الغِذاء؛ وأَنشد‏:‏

إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً، كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان

والعُجَالةُ‏:‏ ما تعَجَّلْته من شيء‏.‏ وعُجَالة الراكبِ‏:‏ تَمْر بسَوِيق‏.‏

والعُجَالة‏:‏ ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر

والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله، أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام

المُعالَج، والتمرُ عُجَالة الراكب‏.‏ يقال‏:‏ عجَّلْتم كما يقال

لَهَّنْتُم‏.‏ وفي المثل‏:‏ الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب‏.‏

والعُجَيْلة والعُجَيْلى‏:‏ ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة؛ قال

الشاعر‏:‏

تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ، يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ

وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد‏.‏ وعَجَّلْت اللحم‏:‏ طَبَخْته

على عَجَلة‏.‏ والعَجُول من النساء والإِبل‏:‏ الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها

الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً؛ قالت الخنساء‏:‏

فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به، لها حَنِينانِ‏:‏ إِعْلانٌ وإِسرار

والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال الأَعشى‏:‏

يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

والعَجُول‏:‏ المَنِيَّة؛ عن أَبي عمرو، لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله؛ قال المرّار الفَقْعسي‏:‏

ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا *** ونخشى أَن تَعَجِّلَك العَجُولُ

وقوله تعالى‏:‏ خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل؛ قال الفراء‏:‏ خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة، بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ خوطب العرب بما تَعْقِل، والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ‏:‏ خُلِقْتَ منه، كما تقول‏:‏ خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب‏.‏ وخُلِقَ فلان من الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس‏.‏ وقال أَبو حاتم في قوله‏:‏ خُلِق الإِنسان من عَجَل؛ أَي لو يعلمون ما استعجلوا، والجواب مضمر، قيل‏:‏ إِن آدم، صلوات الله على نبينا وعليه، لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين، فقال الله عز وجل‏:‏ خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ، عليه السلام، العَجَلة‏.‏

وقال ثعلب‏:‏ معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان؛ قال ابن جني الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له، وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع، وحَمْلُه على القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى، وكأَن هذا الموضع لمَّا خَفِيَ على بعضهم قال‏:‏ إِن العَجَل ههنا الطِّين، قال‏:‏ ولعمري إِنه في اللغة لكَما ذَكَر، غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة والسرعة، أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف قال عَقيبة‏:‏ سأُرِيكم آياتي فلا تسْتَعْجِلونِ‏؟‏ فنظيره قوله تعالى‏:‏ وكان الإِنسان عَجُولاً‏.‏ وخُلِق الإِنسان ضعيفاً‏.‏

لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة، فهذا وجه القول فيه، وقيل‏:‏ العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة، وهو العَجَلة أَيضاً؛ قال الشاعر‏:‏

والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه *** والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل

قال الأَزهري‏:‏ وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة‏.‏

وتعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا وكذا، وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي قَدَّمْت‏.‏

والمَعَاجِيلُ‏:‏ مُخْتَصَرات الطُّرُق، يقال‏:‏ خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق

فإِنها أَقرب‏.‏ وفي النوادر‏:‏ أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة

من الطريق

وهذه مُسْتَعْجِلاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع، ونَفَذٌ

ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ، كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة‏.‏ ومن أَمثال

العرب‏:‏ لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ‏.‏

والعَجَلة‏:‏ كارَةُ الثَّوب، والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ، على طرح الزائد‏.‏

والعَجَلة‏:‏ الدَّوْلاب، وقيل المَحَالة، وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على

النَّعَامَتين، والجمع عَجَلٌ‏.‏ والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة‏.‏

والعِجْلة‏:‏ الإِداوة الصغيرة‏.‏ والعِجْلة‏:‏ المَزَادة، وقيل قِرْبة الماء، والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب؛ قال الأَعشى‏:‏

والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً، والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ

قال ثعلب‏:‏ شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة، وعِجَال أَيضاً‏.‏

والعِجْلة‏:‏ السِّقَاء أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً‏:‏

قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ، ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ

حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له

عَجِلٌ، كأَحْمِرة الصَّريمة، أَرْبَعُ

قَانَى له أَي دَامَ له‏.‏ وقوله نَبَحَ الظِّباء، لأَن الظَّبْيَ إِذا

أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح

الكلب؛ أَورد ابن بري‏:‏

ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً، تَخالُه

نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها

وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة

المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ، فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ

الضَّحْل، فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة

مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً، فهو يقول‏:‏ هذا الفرس كريم على صاحبه فهو يسقيه اللبن، وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور

المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح، وتجمع على عِجَالٍ

أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب؛ قال الطِّرمّاح‏:‏

تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها، على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع

والعَجَلة، بالتحريك‏:‏ التي يَجُرُّها الثور، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ‏.‏

والعَجَلة‏:‏ المَنْجَنُون يُسْقَى عليه، والجمع عَجَلٌ‏.‏

والعِجْلُ‏:‏ وَلدُ البقرة، والجمع عِجَلة، وهو العِجَّوْل والأُنثى

عِجْلة وعِجَّوْلة‏.‏ وبقرة مُعْجِل‏:‏ ذات عِجْلٍ؛ قال أَبو خيرة‏:‏ هو عِجْلٌ حين

تضَعُه أُمُّه إِلى شهر، ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف، ثم هو الفَرْقَد، والجمع العَجَاجيلُ‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ يقال ثلاثة أَعْجِلة

وهي الأَعْجال‏.‏ والعِجْلة‏:‏ ضَرْب من النَّبْت، وقيل‏:‏ هي بَقْلة تستطيل مع

الأَرض؛ قال‏:‏

عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ، ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي

وقيل‏:‏ هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة، لها ثمرَة مثل

رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة، فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة، وقيل‏:‏ العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء‏.‏ والعَجْلاء، ممدود‏:‏ موضع، وكذلك عَجْلان؛ أَنشد ثعلب‏:‏

فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى، بين عالِجٍ

وعَجْلانَ، تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل

وبنو عِجْل‏:‏ حَيٌّ، وكذلك بنو العَجْلان‏.‏ وعِجْلٌ‏:‏ قبيلة من رَبيعة وهو عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل؛ وقوله‏:‏

عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ

شُرْبَ النَّبيذ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ

إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية

بحركة ما قبله كا قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي‏:‏

إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ، ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا

وعَجْلَى‏:‏ اسمُ ناقةٍ؛ قال‏:‏

أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى، وحَنَّتْ

إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ‏:‏

أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً، هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد

أَراد لِبلادٍ؛ فحذف وأَوْصَل‏.‏ وعَجْلى‏:‏ فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة‏.‏

وعَجْلى أَيضاً‏:‏ فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة‏.‏ وأُمُّ عَجْلان‏:‏ طائر‏.‏

وعَجْلان‏:‏ اسم رَجُل‏.‏

وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس‏:‏ فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من نَخْل؛ قال القتيبي‏:‏ العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير، أَراد أن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى

الغُرَف وغيرها، وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر‏.‏

عدل‏:‏ العَدْل‏:‏ ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم، وهو ضِدُّ الجَوْر‏.‏

عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ

وعَدْلٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ، وعَدَل عليه في القضيَّة، فهو عادِلٌ، وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته‏.‏ وفي أَسماء الله سبحانه‏:‏

العَدْل، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم، وهو في الأَصل مصدر

سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ

المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً، وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ‏.‏

والعَدْلُ‏:‏ الحُكْم بالحق، يقال‏:‏ هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ‏.‏ وهو حَكَمٌ

عادِلٌ‏:‏ ذو مَعْدَلة في حكمه‏.‏ والعَدْلُ من الناس‏:‏ المَرْضِيُّ قولُه

وحُكْمُه‏.‏ وقال الباهلي‏:‏ رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة‏.‏ ورَجُلٌ عَدْلٌ‏:‏

رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة؛ قال ابن بري ومنه قول كثير‏:‏

وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء، ولم يَكُنْ

شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ

ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة‏:‏ وُصِف بالمصدر، معناه ذو

عَدْلٍ‏.‏ قال في موضعين‏:‏ وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم، وقال‏:‏ يَحْكُم به ذَوَا عَدْلٍ منكم؛ ويقال‏:‏ رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ

وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ، كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ

ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ، فهو لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث، فإِن رأَيته

مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ليس

بمصدر، وقد حكى ابن جني‏:‏ امرأَة عَدْلة، أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً

على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل، ولا هو الفاعل في الحقيقة، وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث؛ وقال ابن جني‏:‏ قولهم

رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير

إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية، فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع

الجنس مبالغةً كما تقول‏:‏ استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة

والنُّبْل ونحو ذلك، فوُصِف بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً، وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً للمصدر المذكور، وكذلك القول في خَصْمٍ

ونحوه مما وُصِف به من المصادر، قال‏:‏ فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء

مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة

والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك، فإِذا كان نفس المصدر قد جاء

مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه، قيل‏:‏ الأَصل

لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه، وذلك أَن الزِّيادة

والعيادة والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها، فلحاقُ التاء

لها لا يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها، وليس كذلك الصفة

لأَنها ليست في الحقيقة مصدراً، وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة

بالصَّنْعة إِليه، ولو قيل رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ، ونَدْبة

من نَدْبٍ، وفَخْمة من فَخْمٍ، فلم يكن فيها من قُوَّة الدلالة على

المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة، فالأُصول

لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها، ويُقْتَصر على بعض

ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها، فإِن قيل‏:‏ فقد قالوا رجل عَدْل وامرأَة

عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد؛ وقول أُميَّة‏:‏

والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا، من بيتِها، آمِناتُ اللهِ والكَلم قيل‏:‏ هذا قد خَرَجَ على صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا

كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره

ومؤَنَّثه، فجرى هذا في حفظ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها

والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ على أَصله، نحو استَحْوَذَ

وضَنِنُوا، ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه، وإِن كان قد نُقِل إِلى

فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت؛ وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة وضَيْفة، وجَمَع فقال‏:‏

يا عَيْنُ، هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذ

قُمْنا، وقامَ الخُصومُ في كَبَد‏؟‏

وعليه قول الآخر‏:‏

إِذا نزَلَ الأَضْيافُ، كان عَذَوَّراً، على الحَيِّ، حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه

والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ، كلُّه‏:‏ العَدْل‏.‏ وتعديل

الشهود‏:‏ أَن تقول إِنهم عُدُولٌ‏.‏ وعَدَّلَ الحُكْمَ‏:‏ أَقامه‏.‏ وعَدَّلَ

الرجلَ‏:‏ زَكَّاه‏.‏ والعَدَلةُ والعُدَلةُ‏:‏ المُزَكُّون؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال القُرْمُليُّ‏:‏ سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين

يُعَدِّلونه‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً، وهم الذين

يُزَكُّون الشهودَ وهم عُدُولٌ، وقد عَدُلَ الرجلُ، بالضم، عَدالةً‏.‏ وقوله

تعالى‏:‏ وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم؛ قال سعيد بن المسيب‏:‏ ذَوَيْ عَقْل، وقال إِبراهيم‏:‏ العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه رِيبةٌ‏.‏ وكَتَب عبدُ الملك

إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه‏:‏ إِنَّ العَدْلَ على أَربعة

أَنحاء‏:‏ العَدْل في الحكم، قال الله تعالى‏:‏ وإِن حَكَمْتَ

فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل‏.‏ والعَدْلُ في القول، قال الله تعالى‏:‏ وإِذا

قُلْتُم فاعْدِلوا‏:‏ والعَدْل‏:‏ الفِدْية، قال الله عز وجل‏:‏ لا يُقْبَل منها

عَدْلٌ‏.‏ والعَدْل في الإِشْراك، قال الله عز وجل‏:‏ ثم الذين كفروا

برَبِّهم يَعْدِلون؛ أَي يُشْرِكون‏.‏ وأَما قوله تعالى‏:‏ ولن تَسْتَطِيعوا أن تَعْدِلوا بين النساء ولو حَرَصْتُم؛ قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك‏:‏ في الحُبِّ والجِماع‏.‏ وفلان يَعْدِل فلاناً أَي يُساوِيه‏.‏ ويقال‏:‏ ما

يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ مَوْقِعَك‏.‏

وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ‏:‏ سَوَّاها‏.‏ وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه

عَدْلاً وعادَله‏:‏ وازَنَه‏.‏ وعادَلْتُ بين الشيئين، وعَدَلْت فلاناً بفلان

إِذا سَوَّيْت بينهما‏.‏ وتَعْدِيلُ الشيء‏:‏ تقويمُه، وقيل‏:‏ العَدْلُ

تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً‏.‏ والعَدْلُ

والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل، وقيل‏:‏ هو المِثْلُ وليس

بالنَّظِير عَيْنه، وفي التنزيل‏:‏ أَو عَدْلُ ذلك صِياماً؛ قال

مُهَلْهِل‏:‏على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ، إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور

والعَدْلُ، بالفتح‏:‏ أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً حَسَنًا، تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع، كما قالوا امرأَة

رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق‏.‏ والعَدِيلُ‏:‏ الذي يُعادِلك في الوَزْن

والقَدر؛ قال ابن بري‏:‏ لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً

مثله، وفَرَق سيبويه بين العَدِيل والعِدْل فقال‏:‏ العَدِيلُ من عادَلَك من الناس، والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ للمتاع خاصَّة، فبَيَّن أَنَّ عَدِيل

الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله، وأَنَّ العِدْل لا يكون إِلاَّ

للمتاع، وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله، وعَدْلُه، بالفتح لا غير، قيمتُه‏.‏ وفي حديث قارئ القرآن‏.‏

وصاحب الصَّدَقة‏:‏ فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل؛ هو المِثْل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو بالفتح، ما عادَله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس؛ وقول

الأَعلم‏:‏

مَتى ما تَلْقَني ومَعي سِلاحِي، تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ

يقول‏:‏ كأَنَّ عَدِيلَ الموت فَجْأَتُه؛ يريد لا مَنْجَى منه، والجمع أَعْدالٌ وعُدَلاءُ‏.‏ وعَدَل الرجلَ في المَحْمِل وعَادَلَهُ‏:‏ رَكِب معه‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على

ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن‏.‏ وعَدِيلُك‏:‏

المُعادِلُ لك‏.‏

والعِدْل‏:‏ نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي البعير، وقال الأَزهري‏:‏

العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به، والجمع أَعْدالٌ

وعُدُولٌ؛ عن سيبويه‏.‏ وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ أَو عَدْل ذلك صياماً، قال‏:‏

العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه، ومعناه أَي فِداءُ ذلك‏.‏

والعِدْلُ‏:‏ المِثْل مِثْل الحِمْل، وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ

شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً، فإِذا أَردت

قيمته من غير جنسه نَصَبْت العَيْن فقلت عَدْل، وربما كَسَرها بعضُ

العرب، قال بعض العرب عِدْله، وكأَنَّه منهم غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من العِدْل، وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل؛ قال‏:‏ ونُصِب قوله

صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام، وكذلك قوله‏:‏ مِلْء

الأَرضِ ذَهباً؛ وقال الزجاج‏:‏ العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل، قال‏:‏

والمعنى واحد، كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس‏.‏ قال أَبو إِسحق‏:‏

ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول

إِنَّ بعض العرب غَلِط‏.‏ وقرأَ ابن عامر‏:‏ أَو عِدْلُ ذلك صِياماً، بكسر

العين، وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة بالفتح‏.‏ وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار

بطنه كالعِدْل وامْتَلأ؛ قال الأَزهري‏:‏ وكذلك عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه‏.‏

ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم يَصْرَع

أَحدُهما الآخر‏.‏

والعَدِيلتان‏:‏ الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها‏.‏

الأَصمعي‏:‏ يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً؛ يُحْمَل على

جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ العَدَلُ، محرّكٌ، تسوية الأَوْنَيْن وهما العِدْلانِ‏.‏

ويقال‏:‏ عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية للاعْتِكام

يومَ الظَّعْن‏.‏ والعدِيل‏:‏ الذي يُعادِلُك في المَحْمِل‏.‏

والاعْتِدالُ‏:‏ تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ، كقولهم

جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر، وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد

والحارِّ، ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل، بالذال المعجمة‏.‏

وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل؛ وكلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته‏.‏ وزعموا

أَن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال‏:‏ الحمد لله الذي جَعَلَني في قَوْمٍ

إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ، أَي

قَوَّمُوني؛ قال‏:‏

صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْـ *** ـتُ بالأَرض، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا

وعَدَّلَه‏:‏ كعَدَلَه‏.‏ وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل

أَي استقام‏.‏ ومن قرأَ قول الله، عز وجل‏:‏ خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك، بالتخفيف، في أَيِّ صورةٍ ما شاء؛ قال الفراءُ‏:‏ من خَفَّف فَوجْهُه، والله أَعلم، فَصَرَفك إِلى أَيِّ صورة ما شاء‏:‏ إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح، وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير، وهي قراءة عاصم والأَخفش؛ وقيل أَراد عَدَلك

من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة

ومن قرأَ فعَدَّلك فشَدَّد، قال الأَزهري‏:‏ وهو أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية، فمعناه قَوَّمك

وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق، وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز، قال‏:‏

واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أن تكون في العَدْل، لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَفتك إِلى كذا، وهذا

أَجودُ في العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَفْتك فيه، وقد قال غير

الفراء في قراءة من قرأَ فَعَدَلك، بالتخفيف‏:‏ إِنه بمعنى فَسَوّاك

وقَوَّمك، من قولك عَدَلْت الشيء فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى؛ ومنه

قوله‏:‏وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل

أَي قَوَّمْناه فاستقام، وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ‏.‏ وعَدَلْت الشيءَ

بالشيء أَعْدِلُه عُدولاً إِذا ساويته به؛ قال شَمِر‏:‏ وأَما قول الشاعر‏:‏

أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا

ءِ، لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل‏؟‏

يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر‏.‏ واعْتَدَل الشِّعْرُ‏:‏ اتَّزَنَ

واستقام، وعَدَّلْته أَنا‏.‏ ومنه قول أَبي علي الفارسي‏:‏ لأَن المُرَاعى في الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء‏.‏ وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ

بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم‏.‏

وفي الحديث‏:‏ العِلْم ثلاثة منها فَرِيضةٌ عادِلَةٌ، أَراد العَدْل في القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة في الكتاب والسُّنَّة من غير

جَوْر، ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة، فتكون

هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما‏.‏

وقولهم‏:‏ لا يُقْبَل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، قيل‏:‏ العَدْل الفِداء؛ ومنه

قوله تعالى‏:‏ وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها؛ أَي تَفْدِ كُلَّ

فِداء‏.‏ وكان أَبو عبيدة يقول‏:‏ وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ

منها؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا غلط فاحش وإِقدام من أَبي عبيدة على كتاب الله تعالى، والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها الفِداءُ يومئذ‏.‏

ومثله قوله تعالى‏:‏ يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ

ببَنِيه أَي لا يُقْبَل ذلك منه ولا يُنْجيه‏.‏ وقيل‏:‏ العَدْل

الكَيْل، وقيل‏:‏ العَدْل المِثْل، وأَصله في الدِّية؛ يقال‏:‏ لم يَقْبَلوا منهم

عَدْلاً ولا صَرْفاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلاً

واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك، وقيل‏:‏ العَدْل الجزاء، وقيل الفريضة، وقيل النافلة؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ العَدْل الاستقامة، وسيذكر الصَّرْف في موضعه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من شَرِبَ الخَمْر لم يَقْبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا

عَدْلاً أَربعين ليلة؛ قيل‏:‏ الصَّرْف الحِيلة، والعَدْل الفدْية، وقيل‏:‏

الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة، وقيل‏:‏ العَدْل الفريضة، والصَّرْف التطَوُّع؛ وروى أَبو عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر

المدينة فقال‏:‏ من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبلِ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ روي عن مكحول أَنه قال‏:‏ الصَّرْف التَّوبة

والعَدْل الفِدْية؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وقوله من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً؛ الحَدَثُ

كلُّ حَدٍّ يجب لله على صاحبه أَن يقام عليه، والعَدْل القِيمة؛ يقال‏:‏

خُذْ عَدْلَه منه كذا وكذا أَي قيمتَه‏.‏ ويقال لكل من لم يكن مستقيماً حَدَل، وضِدُّه عَدَل، يقال‏:‏ هذا قضاءٌ حَدْلٌ غير عَدْلٍ‏.‏ وعَدَلَ عن الشيء

يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً‏:‏ حاد، وعن الطريق‏:‏ جار، وعَدَلَ إِليه عُدُولاً‏:‏

رجع‏.‏ وما لَه مَعْدِلٌ ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ‏.‏ وعَدَلَ الطريقُ‏:‏

مال‏.‏ يقال‏:‏ أَخَذَ الرجلُ في مَعْدِل الحق ومَعْدِل الباطل أَي في طريقه

ومَذْهَبه‏.‏

ويقال‏:‏ انْظُروا إِلى سُوء مَعادِله ومذموم مَداخِله أَي إِلى سوء

مَذَاهِبه ومَسالِكه؛ وقال زهير‏:‏

وأَقْصرت عمَّا تَعلمينَ، وسُدِّدَتْ

عليَّ، سِوى قَصْدِ الطّريق، مَعادِلُه

وفي الحديث‏:‏ لا تُعْدَل سارِحتُكم أَي لا تُصْرَف ماشيتكم وتُمال عن

المَرْعى ولا تُمنَع؛ وقول أَبي خِراش‏:‏

على أَنَّني، إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم، تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل

أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يميناً وشمالاً من سَعَتها‏.‏ والعَدْل‏:‏

أَن تَعْدِل الشيءَ عن وجهه، تقول‏:‏ عَدَلْت فلاناً عن طريقه وعَدَلْتُ

الدابَّةَ إِلى موضع كذا، فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قيل‏:‏ هو يَنْعَدِل

أَي يَعْوَجُّ‏.‏ وانْعَدَل عنه وعادَلَ‏:‏ اعْوَجَّ؛ قال ذو الرُّمة‏:‏

وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها

حَياءً، ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل‏.‏

قال‏:‏ معناه لم يَنْعَدِلْ، وقيل‏:‏ معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل

بنحو أَرضها أَي بقَصْدِها نحواً، قال‏:‏ ولا يكون يُعادِل بمعنى

يَنْعَدِل‏.‏ العِدال‏:‏ أَن يَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ

فأَنت تَرَوَّى في ذلك؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد‏:‏

وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه، إِذا لم تُميِّتْه الرُّقى، ويُعَادِلُ

يقول‏:‏ يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب‏.‏ تُميِّتْه‏:‏ تُذَلِّله

المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب‏.‏

والمُعادَلَةُ‏:‏ الشَّكُّ في أَمرين، يقال‏:‏ أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر

أَي في شكٍّ منه‏:‏ أَأَمضي عليه أَم أَتركه‏.‏ وقد عادلْت بين أَمرين

أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت؛ وقول ذي الرمة‏:‏

إِلى ابن العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ، قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا

قال الأَزهري‏:‏ العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على

عَزْمي، وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ

فعَزَم على أَوْلاهما عنده‏.‏ وفي حديث المعراج‏:‏ أُتِيتُ بإِناءَيْن

فَعَدَّلْتُ بينهما؛ يقال‏:‏ هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بين

أَمرين أَيَّهُما يأْتي، يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر على

اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده، وهو من قولهم‏:‏ عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً

إِذا مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر؛ وقال المَرَّار‏:‏

فلما أَن صَرَمْتُ، وكان أَمْري

قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ

قال‏:‏ عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا يميل به عن طريقه المَيْلُ؛ وقال الآخر‏:‏

إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه، ولَسْتَ بمُمْضيه، وأَنْتَ تُعادِلُه

قال‏:‏ معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه‏.‏ ويقال‏:‏ فلان يعادِل أَمرَه عِدالاً

ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي؛ قال ابن الرِّقاع‏:‏

فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ، فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا

أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه

سِجالَ الخير؛ إِنَّ له سِجالا

والعِدالُ‏:‏ أَن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ، ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ‏.‏

وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب

واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من الخدَّين، قاله أَبو عبيدة‏.‏

وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ‏:‏ نحَّاه فتنحَّى؛ قال أَبو

النجم‏:‏وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل

وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب‏.‏ وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ‏:‏

أَشْرَك‏.‏ والعادل‏:‏ المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه؛ ومنه قول المرأَة

للحَجَّاج‏:‏ إِنك لقاسطٌ عادِلٌ؛ قال الأَحمر‏:‏ عَدَلَ الكافرُ بربه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ؛ ومنه حديثُ ابن عباس، رضي الله عنه‏:‏ قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي

أَشْرَكْنا به وجَعَلْنا له مِثْلاً؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه‏:‏ كَذَبَ

العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم‏.‏

وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه‏:‏ وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ؛ هو العَدْلُ

بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ

إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه، فقال الناس‏:‏ وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ، ثم قيل ذلك لكل شيء يُئِسَ منه‏.‏

وعَدَوْلى‏:‏ قريةٌ بالبحرين، وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ عليه

بعَدَوْلى فقال الفارسي‏:‏ أَصلها عَدَوْلاً، وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل

اسماً للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً‏.‏

والعَدَوْلِيَّةُ في شعر طَرَفَةَ‏:‏ سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى؛ فأَما

قول نَهْشَل بن حَرِّيّ‏:‏

فلا تأْمَنِ النَّوْكَى، وإِن كان دارهُمُ

وراءَ عَدَوْلاتٍ، وكُنْتَ بقَيْصَرا

فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة، وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي، وأَما ابن الأَعرابي فقال‏:‏ هي موضع وذهب إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ، لا أَنه أَراد

عَدَوْلى، ونظيره قولهم قَهَوْباةُ للنَّصْل العريض‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏

العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين يقال لها عَدَوْلى، قال‏:‏

والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة؛ وقال ابن الأَعرابي في قول

طَرَفة‏:‏عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل‏.‏

قال‏:‏ نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم، يقول هي قديمة أَو ضَخْمة، وقيل‏:‏

العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة، وذكر

عن ابن الكلبي أَنه قال‏:‏ عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على حِدَة؛ قال الأَزهري‏:‏ والقولُ في العَدَوْليَّ ما قاله الأَصمعي‏.‏ وشجر عَدَوْلِيٌّ‏:‏ قديمٌ، واحدته

عَدَوْلِيَّة؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء؛ وأَنشد

غيره‏:‏عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه

ويروى‏:‏ عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ أَيضاً‏.‏ وفي خبر أَبي العارم‏:‏

فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ‏.‏ والعَدَوْلِيُّ‏:‏ المَلاَّح‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات

والأَخْصام والثَّفِنات، وروى الأَزهري عن الليث‏:‏ المُعْتَدِلةُ من النوق

الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض، قال‏:‏ وروى شَمِر عن مُحارِب

قال‏:‏ المُعْتَدِلة مِن النوق، وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل، قال

الأَزهري‏:‏ والصواب المعتدلة، بالتاء، وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني

أَنشده‏:‏

وعَدَلَ الفحلُ، وإِن لم يُعْدَلِ، واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ

قال‏:‏ اعتدالُ ذات السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمن بعدما كان مائلاً؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن

محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح، وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة

إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام وغيره، ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس، وسيأْتي ذكره في موضعه، لأن عَنْدَل رُباعيٌّ خالص‏.‏

عدمل‏:‏ العُدْمُلُ والعُدْمُلِيُّ والعُدامِلُ والعُدامِليُّ‏:‏ كلُّ

مُسِنٍّ قديمٍ

وقيل‏:‏ هو القديم الضَّخْم من الضِّباب، قيل ذلك له لِقِدَمِه، والأُنثى عُدْمُلِيَّة، وزعم أَبو الدُّقَيْش

أَنه يُعَمَّر عُمْرَ الإِنسان حتى يَهْرَم فيُسَمى عُدْمُلِيّاً عند ذلك؛ قال الراجز‏:‏

في عُدْمُلِيِّ الحَسَب القَدِيم

وخصَّ بعضُهم به الشجرَ القديم؛ ومنه قول أَبي عارم الكلابي‏:‏ وآخُذُ في أَرْطىً عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ‏.‏ وغُدُرٌ عَدامِل‏:‏ قديمة؛ قال لبيد‏:‏

يُباكِرْنَ من غَوْلٍ مِياهاً رَوِيَّةً، ومن مَنْعجٍ زُرْقَ المُتُونِ عَدامِلا

الأَزهري‏:‏ وأَكثر ما يقال على جهة النسبة رَكِيَّةٌ عُدْمُلِيَّة أَي

عاديَّة قديمةٌ، والجمع العَدامِل‏.‏ والعُدْمُول‏:‏ الضِّفْدِعُ عن كراع، وليس

ذلك بمعروف إِنما هو العُلْجُوم؛ وأَنشد ابن بري لجِران العَوْد على أن العُدْمُول الضِّفْدع‏:‏

ماشحون قليلاً من مُسَوَّمةٍ

من آجِنٍ رَكَضَتْ فيه العَدامِيلُ‏.‏

العُدْمُلُ‏:‏ الشيء القديم، وكذلك العُدْمُول؛ وقالت زينب أُخت يزيد بن الطَّثَريَّة‏:‏

تَرى جازِرَيْه يُرْعَدان، ونارُه

عليها عَدامِيلُ الهَشِيم، وصامِلُه

وأَنشد ابن بري في العُدْمُلِيِّ‏:‏

من مَعْدِنِ الصِّيران عُدْمُلِيِّ

عدهل‏:‏ العَيْدَهُولُ‏:‏ الناقة السريعة‏.‏

عذل‏:‏ العَذْلُ‏:‏ اللَّومُ، والعَذُل مثلُه‏.‏ عَذَلَهُ يَعْذِله

عَذْلاً وعَذَّله

فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ‏:‏ لامَهُ فَقَبِلَ منه وأَعْتَبَ، والاسم العَذَلُ، وهم

العَذَلةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ، والعواذِل من النساء‏:‏ جمع العاذِلة

ويجوز العاذِلات؛ ابن الأَعرابي‏:‏ العَذْلُ الإِحْراق فكأَنَّ اللائم يُحْرِق

بعَذْله قلبَ المَعْذول؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

لوَّامةٌ لامَتْ بلَوْمٍ شِهَبِ

وقال‏:‏ الشِّهَب أَراد الشِّهاب كأَنَّ لَوْمها يُحْرِقُه‏.‏ ورجُلٌ

عَذَّالٌ وامرأَة عَذَّالةٌ‏:‏ كثيرة العَذْل؛ قال‏:‏

غَدَتْ عَذَّالتايَ فَقُلْتُ‏:‏ مَهْلاً

أَفي وَجْدٍ بسَلْمى تَعْذِلاني‏؟‏

ورجُلٌ عُذَلةٌ‏:‏ يَعْذِلُ الناس كثيراً مثل ضُحَكة وهُزَأَة‏.‏ وفي المثل‏:‏

أَنا عُذَله، وأَخي خُذَله، وكلانا ليس بابْنِ أَمَه؛ قال أَبو الحسن‏:‏

إِنما ذَكَرْتُ هذا للمَثَل وإِلاَّ فلا وجه له لأَن فُعَلة مُطَّرد في كل

فِعْلٍ ثُلاثي، يقول‏:‏ أَنا أَعْذِل أَخي وهو يَخْذُلني‏.‏ وأَيامٌ

مُعْتَذِلاتٌ

شديدة الحَرِّ كأَنَّ بعضَها يَعْذِلُ بعضاً فيقول اليومُ منها

لصاحبه‏.‏ أَنا أَشَدُّ حَرًّا منك ولِمَ لا يكون حَرُّك كَحرِّي‏؟‏ قال ابن بري‏:‏

ومُعْتذِلاتُ سُهَيْلٍ أَيامٌ شديداتُ الحَرِّ تجيء قبل طلوعه أَو بعده؛ ويقال‏:‏ مُعْتَدِلاتٌ، بدال غير معجمة، أَي أَنَّهُنَّ قد اسْتَوَيْن في شدة الحَرِّ، ومن رواه بالذال أَي أَنهن يَتَعاذَلْن ويأْمر بعضُهن بعضاً

إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ، وإِما بالكَفِّ عنه‏.‏ والعاذِلُ‏:‏ اسم العِرْق

الذي يَسِيلُ منه دَمُ المستحاضة‏.‏ وفي بعض الحديث‏:‏ تلك عاذِلٌ تَغْذُو، يعني تَسيلُ، ورُبما سُمِّي ذلك العِرْق عاذِراً، بالراء، وقد تقدم وأُنِّث

على معنى العِرْقَةِ، وجمع العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مثل شارِف وشُرُف‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أَنه سُئل عن دم الاستحاضة فقال‏:‏ ذلك العاذِلُ يَغْذو، لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ ولْتُصَلِّ‏.‏ وقد حَمَل سيبويه قولهم‏:‏ اسْتأْصَلَ الله عِرْقاتِهم، على تَوَهُّم عِرْقة في الواحد‏.‏

وقولهم في المثل‏:‏ سَبَق السَّيْفُ العَذَلَ، يضرب لما قد فات، وأَصل ذلك

أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلاً فَقَتَله، فأُخْبر بعُذْره فقال‏:‏ سَبَق

السَّيْفُ العَذَل‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ سمعت الكلابي يقول رَمى فلان

فأَخْطأَ ثم اعْتَذَلَ أَي رَمَى ثانيةً‏.‏ ورجُلٌ مُعَذَّلٌ أَي يُعَذَّل

لإِفراطه في الجُود، شُدِّد للكثرة‏.‏ وعاذِلٌ‏:‏ شَعْبان، وقيل‏:‏ عاذِلٌ شَوَّالٌ، وجمعه عَواذِل‏.‏ قال المُفَضَّل الضَّبِّي‏:‏ كانت العرب تقول في الجاهلية

لشعبان عاذِلٌ، ولرمضان ناتِق، ولشَوَّال وَعْلٌ، ولذي القَعْدة وَرْنَة، ولذي الحِجَّة بُرَك، ولمُحَرَّم مُؤْتَمِر، ولصَفَر ناجِرٌ، ولربيعٍ

الأَوّلِ خَوّان، ولرَبيعٍ الآخِر وَبْصانُ، ولجُمادَى الأُولى رُنَّى، ولجُمادَى الآخرة حَنِين، ولرَجَب الأَصَمُّ‏.‏

عذقل‏:‏ في شعر جرير‏:‏ العِذَفْلُ‏.‏ العَرِيض الواسعُ‏.‏

عرجل‏:‏ العَرْجَلة‏:‏ القِطْعة من الخيل، وقيل‏:‏ الجماعة منها‏.‏ والعَرْجَلة‏:‏

الجماعة من الناس، وقيل‏:‏ جماعة الرَّجّالة‏.‏ وخَرَجَ القومُ عَرَاجِلَةً

أَي مُشاةً‏.‏ والعَرْجَلة‏:‏ الجماعةُ من المَعَز؛ عن كراع‏.‏ والعَرْجَلةُ من الخيل‏:‏ القَطيعُ، وهي بلُغَة تميم الحَرْجَلةُ‏.‏ والعَرْجَلة‏:‏ الذين

يَمْشون على أَقدامهم، قال‏:‏ ولا يقال عَرْجَلة حتى يكونوا جماعةً مُشاةً؛ وأَنشد‏:‏

وعَرْجَلةٍ شُعْثِ الرؤوس كأَنهم

بَنُو الجِنِّ، لم تُطْبَخْ بنارٍ قُدورُها

قال ابن بري‏:‏ الذي وقع في الشعر‏:‏

بَنَو الجنِّ لم تُطْبَخْ بقدْرٍ جَزورُها

قال‏:‏ وأَنشد أَبو عبيدة في جمع العَرْجَلَةِ الرَّجّالةِ أَيضاً‏:‏

راحُوا يُماشُونَ القَلُوصَ عَشِيَّةً، عَرَاجِلةً من بَيْنِ حافٍ وناعِل

وأَنشد الأَزهري في ترجمة عرضن‏:‏

تَعْدُو العِرْضْنَى خَيلُهم حَرَاجِلا

وقال‏:‏ حَرَاجِل وعَرَاجِل جماعات‏.‏ قال‏:‏ ويقال للرَّجّالة عَرَاجِلُ

أَيضاً‏.‏

عردل‏:‏ العَرْدَلُ‏:‏ الصُّلْب الشديد، والعَرَنْدَلُ مثلُه، والنون زائدة‏.‏

عرزل‏:‏ العِرْزالُ‏:‏ عِرِّيسةُ الأَسَد، وقيل‏:‏ هو مأْوَى الأَسَد، وقيل‏:‏

هو ما يَجْمعه الأَسدُ في مأْواه لأَشْبالِه من شيء يَمْهَده ويُهَذِّبه كالعُشِّ‏.‏ والعِرْزالُ‏:‏ موضع يتَّخِذُه النّاطِر فوق أَطْراف النَّخْل

والشجر يكون فيه فِرَاراً وخوْفاً من الأَسد‏.‏ والعِرْزالُ‏:‏ سَقِيفة

النَّاطُور‏.‏ والعِرْزَال‏:‏ البَقِيَّة من اللَّحْم، وقيل‏:‏ هو مِثْل الجُوَالِق

يُجْمع فيه المتاع؛ قال شمر‏:‏ بقايا المَتاعِ عِرْزالٌ‏.‏ وعِرْزالُ الصائد‏:‏

خِرَقُه وأَهْدامُه يَمْتَهِدُها ويَضْطَجِع عليها في القُتْرة، وقيل‏:‏ هو ما يجمعه الصائد من القَدِيد في قُتْرته‏.‏ والعِرْزال‏:‏ ما يُخْبَأُ للرجل

والعِرْزالُ‏:‏ فَمُ المَزَادة‏.‏ والعِرْزَالُ‏:‏ بيت صغير يُتَّخَذُ للمَلك إِذا

قاتَلَ، وقد يكون لمُجْتَني الكَمْأَة؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد‏:‏

لقد ساءَني، والناسُ لا يَعْلَمونَه، عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيم

وقيل‏:‏ هو بيت صغير، لم يُحَلَّ بأَكثرَ مِنْ هذا‏.‏ وعِرْزَالُ الحَيَّة‏:‏

جُحْرُها؛ قال أَبو النجم‏:‏

وكَرِهَتْ أَحْناشُها العَرَازِلا

يقول‏:‏ جاء الصَّيْفُ فَخَرَجَتْ من جِحَرَتِها؛ وأَنشد الإِيادِيُّ‏:‏

تَحْكِي له القَرْناءُ في عِرْزالِها

أُمَّ الرَّحَى، تَجْري على ثِفَالِها

أَراد بالقَرْناء الحَيَّة؛ وأَورد ابن بري هذا للأَعشى وتَتِمَّته‏:‏

تَحَكُّكَ الجَرْباء في عِقَالِها‏.‏

وعِرْزالُ الرَّجُل‏:‏ حانُوته‏.‏ واحْتَمَلَ عِرْزالَه أَي متاعَه القليلَ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والعِرْزالُ‏:‏ غُصْن الشجرة‏.‏ وعَرازِيلُ الثُّمَامِ‏:‏

عِيدَانُه؛ كلاهما عنه أَيضاً؛ وأَنشد‏:‏

إِنْ وَرَدَتْ يوماً شديداً شَبَمُه، لا تَرِدُ الماءَ بعَظْمٍ تَعْجُمه، ولا عَرَازِيلِ ثُمَامٍ تَكْدُمُه

والعِرْزالُ‏:‏ الفِرْقةُ من الناس‏.‏ والعَرَازِيلُ‏:‏ المُجَمَّعة من الناس‏.‏

وقوم عَرازيلُ‏:‏ مجتمعون؛ قال ابن سيده‏:‏ وأُرَى أَنهم مجتمعون في لُصُوصِيَّةٍ أَو خِرَابة؛ قال‏:‏

قُلْتُ لقومٍ خَرَجُوا هَذَالِيل

نَوْكَى، ولا يَنْفَعُ للنَّوْكى القِيل‏:‏

احْتَذِروا لا تَلْقَكُمْ طَمالِيل، قَلِيلةٌ أَموالُهُم عَرَازِيل

هَذَالِيلُ‏:‏ مُتَقَطِّعون، والعَرَازِيلُ عند العرب‏:‏ مَظَالُّ ذَلِيلةٌ

فيها مُتَيّعٌ خفي‏.‏ والعِرْزالُ‏:‏ الثِّقَلُ‏.‏ وأَلْقَى عليه

عِرْزالَه أَي ثِقَله، وكذلك أَلْقَى عليه عَرَازِيلَه‏.‏

عرطل‏:‏ العَرْطَلُ‏:‏ الفاحش الطُّول المُضْطرب من كل شيء؛ قال أَبو النجم‏:‏

في سَرْطَم هادٍ وعُنْقٍ عَرْطَل

والعَرْطَلِيلُ‏:‏ الطويل، وقيل‏:‏ الغليظ؛ عن السيرافي‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وذكر

سيبويه عَرْطَلِيلاً فقال الزبيدي‏:‏ لم نُلْفِ تفسيره، قال‏:‏ وقد قيل إِنه

الطَّوِيل، واستدلَّ على صحة ذلك بقولهم عَرْطَلٌ للطويل‏.‏ والعَرْطَويلُ

والعَرْطَلُ‏:‏ الشابُّ الحَسَن‏.‏

والعَرْطَل‏:‏ الضَّخْم، وعَمَّ به الأَزهريُّ فقال‏:‏ العَرْطَلُ الطويل من كل شيء‏.‏

عرقل‏:‏ عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جار عن القَصْد‏.‏ والعَرْقَلَةُ‏:‏

التَّعْويج‏.‏ وعَرْقَلَ عليه كلامَه‏:‏ عَوَّجَه‏.‏ وعَرْقَلَ فلان على فلان وحَوَّقَ‏:‏

معناه قد عَوََّّجَ عليه الكلامَ والفِعْلَ وأَدار عليه كلاماً ليس

بمستقيم؛ قال‏:‏ وحَوَّقَ مأْخوذ من حُوقِ الكَمَرة وهو ما دار حَوْل الكَمَرة‏.‏

قال‏:‏ ومن العَرْقَلَة سُمِّي عَرْقَل بن الخَطِيم رجل معروف وهو منه‏.‏

والعِرْقِيلُ‏:‏ صُفْرَة البَيْض؛ وأَنشد‏:‏

طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ منها

زَعْفَراناً يُدافُ، أَو عِرْقِيلا

وقيل‏:‏ الغِرْقِيل بياض البَيْض، بالغين‏.‏

والعَرْقَلَى‏:‏ مِشْيَة تَبخْتُرٍ‏.‏ ورَجُلٌ عِرْقالٌ‏:‏ لا يستقيم على

رُشْدِه‏.‏

والعَرَاقِيل‏:‏ الدَّوَاهي‏.‏ وعَرَاقِيلُ الأُمُورِ وعراقِيبُها‏:‏

صِعابُها‏.‏

عركل‏:‏ عَرْكَلٌ‏:‏ اسم‏.‏

عرهل‏:‏ قال ابن بري‏:‏ العُرَاهِلُ الكاملُ الخَلْق؛ قال الراجز‏:‏

يَتْبَعْنَ نَيَّافَ الضُّحَى عُرَاهلا

والعِرْهَلُّ‏:‏ الشديد؛ قال‏:‏

وأَعْطَاه عِرْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوْسَرا

عزل‏:‏ عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلاً وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ وانْعَزَلَ

وتَعَزَّلَ‏:‏ نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ إِنَّهُم عن

السَّمْع لَمَعْزولون؛ معناه أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنجوم مُنِعوا من السَّمْع‏.‏ واعْتَزَلَ الشيءَ وتَعَزَّلَه، ويتعديان بعَنْ‏:‏ تَنَحَّى عنه‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ فإِنْ لم تُؤْمِنوا لِي فاعْتَزِلونِ، أَراد إِن لم تؤمنوا بي

فلا تكونوا عَليَّ ولا مَعِي؛ وقول الأَخوص‏:‏

يا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ، حَذَرَ العِدى، وبه الفُؤادُ مُوكَّلُ

يكون على الوجهين‏.‏

وتَعَاَزَلَ القومُ‏:‏ انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعَض‏.‏ والعُزْلةُ‏:‏

الانْعِزال نفسُه، يقال‏:‏ العُزْلةُ عِبادة‏.‏ وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي

كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه‏.‏ واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت

عنهم؛ قال تأَبَّط شَرًّا‏:‏

ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ، ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير مَعْزِل

وقَوْمٌ من القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبون المُعْتَزِلة؛ زعموا أَنهم

اعْتَزَلوا فِئَتي الضلالة عندهم، يَعْنُون أَهلَ السُّنَّة والجماعةِ

والخَوَارجَ الذين يَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلاً‏.‏ ومَرَّ قَتادةُ بعمرو بن عُبَيْد

بن بابٍ فقال‏:‏ ما هذه المُعْتَزِلة‏؟‏ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ؛ وفي عمرو

بن عبيد هذا يقول القائل‏:‏

بَرئْتُ من الخَوَارج لَسْتُ منهم

مِنَ العُزَّالِ منهم وابنِ باب‏.‏

وعَزَل عن المرأَة واعْتَزَلَها‏:‏ لنم يُرِدْ ولَدها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سأَله

رجلٌ من الأَنصار عن العَزْلِ يعني عَزْلَ الماء عن النساء حَذَرَ

الحَمْل؛ قال الأَزهري‏:‏ العَزْلُ عَزْلُ الرجل الماءَ عن جاريته إِذا جامعها

لئلا تَحْمِل‏.‏ وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري أَنه قال‏:‏ بينا أَنا جالسٌ عند

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل من الأَنصار فقال‏:‏ يا رسول الله، إِنَّا نُصِيبُ سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمان فكيف تَرَى في العَزْل‏؟‏

فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا، عَلَيْكم أَن لا تَفْعَلوا ذلك

فإِنَّها ما مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا وهي خارجة؛ وفي حديث آخر‏:‏ ما عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا، قال‏:‏ من رواه لا عَلَيْكُم أن لا تَفْعَلوا فمعناه عند النحويين لا بأْس عليكم أَن لا تفعلوا، حُذِف

منه بأْس لمعرفة المخاطب به، ومن رواه ما عليكم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه

أَيُّ شيءٍ عليكم أَن لا تفعلوا كأَنه كَرِه لهم العَزْلَ ولم يُحَرِّمه، قال‏:‏ وفي قوله نُصِيب سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمانَ فكيف تَرَى في العَزْل، كالدَّلالة على أَن أُمّ الولد لا تُباع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يَكْره

عَشْرَ خِلالٍ منها عَزْلُ الماء لغير مَحَلِّه أَي يَعْزِله عن إقراره في فَرْج المرأَة وهو مَحَلُّه، وفي قوله لغير مَحَلِّه تعريض بإِتيان

الدُّبُر‏.‏ ويقال‏:‏ اعْزِلْ عنك ما يَشِينُك أَي نحِّهِ عنك‏.‏

والمِعْزَال‏:‏ الذي يَنْزِل ناحيةً من السَّفْر يَنْزِل وَحْدَه، وهو ذَمٌّ عند العرب بهذا المعنى‏.‏ والمِعْزال‏:‏ الراعي المنفرد؛ قال الأَعشى‏:‏

تُخْرِج الشَّيْخَ عن بَنِيه، وتَلْوي

بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال

وهذا المعني ليس بذَمٍّ عندهم لأَن هذا من فِعْل الشُّجْعان وذَوِي

البَأْس والنَّجْدة من الرجال، ويَكُون المِعْزَال الذي يَسْتَبدُّ برأْيه في رَعْي أُنُف الكَلإِ ويَتَتَبَّع مَساقِطَ الغيث ويَعْزُب فيها، فيقال

له مِعْزابة ومِعْزَال؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه، وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّة الخُطْلِ

ويروى المِعْزاب، وهو الذي قد عَزَبَ بإِبِله، والهَدَف‏:‏ الثَّقِيل

الوَخِمُ، والضَّفْوُ‏:‏ كثرة المال واتِّساعه، والجمع المَعازيل؛ قال عَبْدة

بنالطبيب‏:‏

إِذ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعو بعض أُسْرتِه، إِِلى الصَّباحِ، وهم قَوْمٌ مَعازِيلُ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ المَعازِيلُ هنا الَّذين لا سِلاح معهم، وأَراد بقوله وهم

قوم الدَّجاجَ‏.‏

والأَعْزَلُ‏:‏ الرَّمْل المنفرد المنقطع المُنْعَزِل‏.‏ والعَزَلُ في ذَنَب

الدابَّة‏:‏ أَن يَعْزِل ذَنَبه في أَحد الجانبين، وذلك عادة لا خِلْقة

وهو عيب‏.‏ ودابَّة أَعْزَلُ‏:‏ مائل الذَّنَب عن الدُّبُرِ عادةً لا خِلْقة، وقيل‏:‏ هو الذي يَعْزِل ذَنَبه في شِقٍّ، وقد عَزِلَ عَزَلاً، وكُلُّه من التَّنَحِّي والتنحية؛ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بأَعْزَل

وقال النضر‏:‏ الكَشَف أَن تَرَى ذَنَبه زائلاً عن دُبُره وهو العَزَلُ‏.‏

ويقال لِسَائق الحِمَار‏:‏ اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَي مُؤَخَّره‏.‏ والعَزَلة‏:‏

الحَرْقَفة‏.‏ والأَعْزَلُ‏:‏ الناقص إِحدى الحَرْقَفَتين؛ وأَنشد‏:‏

قد أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل

والعُزُل والأَعْزَلُ‏:‏ الذي لا سِلاحَ معه فهو يَعْتَزِل الحَرْبَ؛ حكى

الأَوَّلَ الهروي في الغريبين وربما خُصَّ به الذي لا رمح معه؛ وأَنشد

أَبو عبيد‏:‏

وأَرَى المَدينَة، حين كُنْتَ أَميرَها، أَمِنَ البَرِيءُ بها ونام الأَعْزَلُ

وجَمْعهما أَعْزَالٌ وعُزْلٌ وعُزْلانٌ وعُزَّلٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي‏:‏

سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشابةٍ

حُشُداً، ولا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ‏.‏

وقال الأَعشى‏:‏

غَيْر مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهَيْـ *** جا، ولا عُزَّلٍ ولا أَكفال

قال أَبو منصور‏:‏ الأَعْزال جمع العُزُل على فُعُل، كما يقال جُنُبٌ

وأَجْنَاب ومِيَاهٌ أَسدامٌ جمع سُدُم‏.‏ وفي حديث سَلَمة‏:‏ رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيْبِية عُزُلاً أَي ليس معي سلاح‏.‏ وفي الحديث‏:‏

مَنْ رأَى مَقْتَل حَمْزة‏؟‏ فقال رَجُلٌ أَعْزَلُ‏:‏ أَنا رأَيته؛ ومنه حديث

الحسن‏:‏ إِذا كان الرجل أَعْزَلَ فلا بأْس أَن يأْخُذَ من سلاح الغَنِيمة‏.‏

وفي حديث خَيْفان‏:‏ مَسَاعِيرُ غَير عُزْلٍ، بالتسكين؛ وفي قصيد كعب‏:‏

زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ، عند اللِّقاء، ولا مِيلٌ مَعازِيلُ

أَي لَيْس معهم سِلاحٌ، واحدهم مِعْزالٌ، ويقال في جمعه أَيضاً

مَعازِيلُ

عن

ابن جني، والاسم من ذلك كله العَزَلُ‏.‏ والمَعازيلُ أَيضاً‏:‏ القومُ الذين

لا رماحَ معهم؛ قال الكميت‏:‏

ولكنَّكُم حَيٌّ مَعازيلُ حِشْوةٌ، ولا يُمْنَع الجِيرانُ باللَّوْمِ والعَذْل

وأَما قول أَبي خِراش الهُذلي‏:‏

فهل هو إِلا ثَوْبُه وسِلاحُه‏؟‏

فما بِكُمُ عُرْيٌ إِليه ولا عَزْلُ

فإِنما أَراد‏:‏ ولا أَنتم عَزَلٌ، فَخَفَّف، وإِن كان سيبويه قد نَفاه، وقد جاءت له نظائر، وروي‏:‏ ولا عُزْل، أَراد ولا أَنتم عُزْل، وقد يكون

العُزْل لغةً في العَزَل، كالشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل‏.‏

والسِّماكُ الأَعْزَل‏:‏ كوكبٌ على المَجرَّة، سمي بذلك لعَزَله مما تَشَكَّل به السَّماك الرامحُ من شَكْل الرُّمْح؛ قال الأَزهري‏:‏ وفي نجوم السماء سِما

كان‏:‏ أَحدهما السِّماك الأَعْزَل، والآخر السِّماك الرامح، فأَما الأَعْزَل

فهو من منازل القمر به يَنزِل وهو شَآمٍ، وسمي أَعْزَل لأَنه لا شيء بين

يديه من الكواكب كالأَعْزَل الذي لا سلاح معه كما كان مع الرامح، ويقال‏:‏

سمي أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لا يكون في أَيامه ريح ولا بَرْدٌ؛ وقال

أَوس بن حجَر‏:‏

كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عند ارتفاعها، وقد صادَفَتْ قَرْناً، من النَّجم، أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيه ضَوْؤُها وشُعاعُها، فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا‏.‏

أَراد‏:‏ إِن تَسَرْبَل بها، يصف الدرع أَنك إِذا نظرْتَ إِليها وجَدْتها

صافية بَرَّاقة كأَن شُعاع الشمس وقع عليها في أَيام طلوع الأَعْزَل

والهواءُ صافٍ؛ وقوله‏:‏ تَرَدَّدَ فيه يعني في الدِّرْع فذَكَّره للَّفظ

والغالب عليها التأْنيث؛ وقال الطِّرِمّاح‏:‏

مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْء الرَّبِيع، مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ والرَّامِحَه

وقوله‏:‏ رَأَيْتُ الفِتْيَةَ الأَعْزا

لع، مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل

إِنما الأَعزالُ فيه جمع الأَعزَل؛ هكذا رواه علي بن حمزة، بالعين

والزاي، والمعروف الأَرْعال‏.‏

والعِزال‏:‏ الضَّعْفُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الأَعْزَل من اللحم يكون نصيبَ

الرجل الغائب، والجمع عُزْلٌ‏.‏ والعَزْل‏:‏ ما يورِدُه بيتَ المال تَقْدِمةً

غيرَ موزون ولا مُنْتَقَد إِلى محِلِّ النَّجْم‏.‏

والعَزْلاء‏:‏ مَصَبُّ الماء من الراوية والقِرْبةِ في أَسفلها حيث

يُسْتَفْرَغ ما فيها من الماء؛ سُميت عَزلاء لأَنها في أَحد خُصْمَي المَزادة

لا في وَسَطها ولا هي كفَمِها الذي منه يُسْتَقى فيها، والجمع العَزالي، بكسر اللام‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وأَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِيَها، كثُر مطَرُها

على المثل، وإِن شئت فتحت اللام مثل الصَّحاري والصَّحارى والعَذاري

والعَذارى، يقال للسحابة إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد‏:‏ قد حَلَّت

عَوالِيَها وأَرسَلتْ عَزالِيَها؛ قال الكميت‏:‏

مَرَتْه الجَنوبُ، فلمّا اكْفَهـ *** رَّ حَلَّتْ عَزالِيَه السَّمْأَلُ

وفي حديث الاستسقاء‏:‏

دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق

العَزائل‏:‏ أَصله العَزالي مثل الشّائك والشّاكي، والعَزالي جمع

العَزْلاء، وهو فَمُ المَزادة الأَسفل، فشَبَّه اتِّساعَ المطر واندفاقَه بالذي

يخرج من فم المزادة‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ كُنَّا نَنْبِذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ له عَزْلاء‏.‏

والأَعْزَل‏:‏ سحابٌ لا مطر فيه‏.‏

والعَزْلُ وعُزَيْلة‏:‏ موضعان‏.‏ والأَعْزَلةُ‏:‏ موضع‏.‏ والأَعازِل‏:‏ مواضع في بني يَرْبوع؛ قال جرير‏:‏

تُرْوِي الأَجارِعَ والأَعازِلَ كُلَّها

والنَّعْفَ، حيثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ

والأَعْزَلانِ‏:‏ وادِيان لبني كُليب وبني العَدَوِيَّة، يقال لأَحدهما

الرَّيّان وللآخر الظَّمْآن‏.‏ وعَزَله عن العَمل أَي نحَّاه فعُزِل‏.‏

وعُزَيْل‏:‏ اسمٌ‏.‏ وعَزَله أَي أَفْرَزَه‏.‏ والمِعْزال‏:‏ الضَّعيف الأَحْمق‏.‏

والمِعْزال‏:‏ الذي يَعْتَزِل أَهلَ المَيْسِرِ لُؤماً؛ وعازِلة‏:‏ اسم ضَيْعة كانت

لأَبي نُخَيْلة الحِمّاني، وهو القائل فيها‏:‏

عازِلةٌ عن كلِّ خَيْر تَعْزِلُ، يابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ

لِلْجِنِّ بين قارَتَيْها أَفْكَلُ، أَقْبَلَ بالخَيْر عليها مُقْبِلُ

مُقْبِل‏:‏ اسم جبل أَعْلى عازِلة‏.‏

عزهل‏:‏ العَزْهَل والعِزْهِل‏:‏ ذكَرُ الحَمام، وقيل‏:‏ فَرْخُها، وجمعه

العَزاهِلُ؛ وأَنشد‏:‏

إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ

عَزاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرِينا‏.‏

قال ابن الأَعرابي‏:‏ العَرينُ الصَّوْت، وقال ابن بري‏:‏ العِزْهِيلُ

الذَّكَر من الحَمام‏.‏ الأَزهري‏:‏ رَجُلٌ عِزْهَلٌّ، مشدَّد اللام، إِذا كان

فارغاً، ويجمع على العَزاهل؛ وأَنشد‏:‏

وقد أُرَى في الفِتْيِة العَزاهِلِ، أَجرُّ من خَزِّ العِراقِ الذَّائلِ

فَضْفاضةً تَضْفو على الأَنامِلِ

وبعيرٌ عِزْهَلٌّ‏:‏ شديد؛ وأَنشد‏:‏

وأَعْطاه عِزْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوسَراً

أَخا الرُّبْع، أَو قد كاد للبُزْل يُسدِسُ

والعُزاهِلُ من الخَيْل‏:‏ الكاملُ الخَلْق؛ وأَنشد‏:‏

يَتْبَعْنَ زَيَّافَ الضُّحى عُزاهِلا، يَنْفَحُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا، كالبُرْد رَيَّانَ العَصا عَثاكِلا

غُدافِل‏:‏ كثير سَبِيب الذَّنَب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المُعَبْهَلُ

والمُعَزْهَل المُهْمَل‏.‏ والعَزاهِيل

‏:‏ الجماعة المُهْمَلة؛ قال

الشَّمَّاخ‏:‏حتى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ، يَدْعُو هَدِيلاً به العُزْفُ العَزاهِيل

معناه استغاث الحمارُ الوحشي بأَحوى، وهو الماء، فَوْقَه حُبُكٌ أَي

طرائق يَدْعو هَدِيلاً، وهو الفَرخ، به العُزْف، وهي الحَمام الطُّورانيَّة؛ والعَزاهِيل‏:‏ الإِبل المُهْمَلة، واحدها عُزْهولٌ‏.‏

والمُعَزْهَلُ‏:‏ الحَسنُ الغِذاء‏.‏ وعَزْهَلٌ‏:‏ اسم‏.‏ وعَزْهَل وعُزاهِل‏:‏

موضع

وقال‏:‏ المُعَلْهَز الحَسَن الغِذاء كالمُعَزْهَل‏.‏

عسل‏:‏ قال الله عز وجل‏:‏ وأَنهارٌ من عَسَل مُصَفى؛ العَسَلُ في الدنيا هو لُعاب النَّحْل وقد جعله الله تعالى بلطفه شِفاءً للناس، والعرب

تُذَكِّر العَسَل وتُؤنِّثه، وتذكيره لغة معروفة والتأْنيث أَكثر؛ قال

الشماخ‏:‏كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها

بها عَسَلٌ، طابت يدا من يَشُورُها

بها أَي بهذه المرأَة كأَنه قال‏:‏ يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَسَلٌ؛ الواحدة عَسَلةٌ، جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة ولبَنَة؛ وحكى أَبو حنيفة في جمعه أَعْسال وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلانٌ، وذلك إِذا أَردت أَنواعه؛ وأَنشد أَبو حنيفة‏:‏

بَيْضاءُ من عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ، شِيبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم

القِلاتُ‏:‏ جمع قَلْتٍ، والعَرِمُ‏:‏ جمع عَرِمة، وهي الصُّخور تُرْصَف

ويُقْطَع بها الوادي عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّيْل‏.‏ وقد عَسَّلَتِ النَّحْل

تعسيلاً‏.‏ والعَسَّالة‏:‏ الشُّورة التي تَتَّخِذ فيها النَّحْلُ العَسَلَ

من راقُودٍ وغيره فتُعَسِّل فيه‏.‏ والعَسَّالة والعاسِلُ‏:‏ الذي يَشْتارُ

العَسَلَ من موضعه ويأْخُذه من الخَلِيَّة؛ قال لبيد‏:‏

بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة، وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ

أَراد شارَه من النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه

سَبْعِين رَجُلاً‏.‏ ومَكانٌ عاسِلٌ‏:‏ فيه عَسَلٌ؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها

إِلى مَأْلَفٍ، رَحْبِ المَباءةِ، عاسِلِ

إِنما هو على النَّسَب أَي ذي عَسَلٍ، والعرب تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط

عَسَلاً لحلاوته، وتقول للحديث الحُلْو‏:‏ مَعْسُولٌ‏.‏ واستعار أَبو حنيفة

العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال‏:‏ الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب وهو ما سال

من سُلافَتِه، وهو حُلْوٌ بمَرَّةٍ، وعَسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم

دون ما سواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه‏.‏

وعَسَلَ الشيءَ يَعْسِلُه ويَعْسُله عَسْلاً وعَسَّله‏:‏ خَلَطَه بالعَسَل

وطَيّبه وحَلاَّه‏.‏ وعَسَّلْتُ الرجُلَ‏:‏ جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل‏.‏

واسْتَعْسَلَ القومُ‏:‏ اسْتَوْهَبوا العَسَل‏.‏ وعَسَّلْتُ القومَ‏:‏ زوَّدتهم

إِيَّاه‏.‏ وعَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُله أَي عمِلْته بالعَسَل‏.‏

وزَنْجَبِيل مُعَسَّل أَي مَعْمول بالعَسَل؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول

الشاعر‏:‏إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به رُضاباً، كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَسَّل

وفي الحديث في الرجل يُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غيره‏:‏ فإن طَلَّقها الثاني لم تَحِلَّ للأَوَّل حتى يَذُوقَ من عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ

من عُسَيْلَته، يعني الجِماع على المَثَل‏.‏ وقال النبي، صلى الله عليه

وسلم، لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ، وقد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه

لِتَرْجِع به إِلى زَوْجِها الأَوَّل الذي طَلَّقها، فلم يَنْتَشِرْ ذَكَرُه

للإِيلاج فقال له‏:‏ أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة‏؟‏ لا، حَتَّى

تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، يعني جِماعَها لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلى من المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها

ذَوْقاً؛ وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول، على أَنه

يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل، وقيل في قوله‏:‏ حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق

عُسَيْلَتَك، إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى

العُسَيْلة؛ وقال الأَزهري‏:‏ العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع

الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة، ولا يكون ذَواقُ

العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا، ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما

وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل؛ قال ابن الأَثير‏:‏

ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قال‏:‏ وإِنما

صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ‏.‏

ويقال‏:‏ عَسَلْت من طَعامه عَسَلاً أَي ذُقْت‏.‏ وعَسَلَ المرأَةَ

يَعْسِلُها عَسْلاً‏:‏ نكَحها، فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من قوله حتى تَذُوقي

عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك، وإِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة على حِدَة، قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنها مشتقة‏.‏

والمَعْسُلة

الخَلِيَّة؛ يقال‏:‏ قَطَفَ فلان مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَسَل، وخَلِيَّة

عاسِلةٌ، والنَّحْل عَسَّالة‏.‏

وما أَعرف له مَضْرِبَ عَسَلة‏:‏ يعني أَعْراقَه؛ ويقال‏:‏ ما لِفُلان

مضرِبُ عَسَلَة يعني من النسب، لا يستعملان إِلاَّ في النفي؛ وقيل‏:‏ أَصل ذلك

في شَوْر العَسَل ثم صار مثلاً للأَصل والنسب‏.‏

وعَسَلُ اللُّبْنى‏:‏ شيءٌ يَنْضَحُ من شَجَرِها يُشْبِه العَسَل لا

حَلاوة له‏.‏ وعَسَلُ الرِّمْث‏:‏ شيء أَبيض يخرج منه كأَنَّه الجُمَان‏.‏ وعَسَلَ

الرجُلَ‏:‏ طَيَّب الثناءَ عليه؛ عن ابن الأَعرابي، وهو من العَسَل لأن سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه‏.‏ والعَسَلُ‏:‏ طِيبُ الثناء على الرجل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا أَراد الله بعبد خيراً عَسَلَه في الناس أَي طَيَّب ثَناءه

فيهم؛ وروي أَنه قيل لرسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما عَسَلَه‏؟‏ فقال‏:‏

يَفْتَح له عَمَلاً صالحاً بين يَدَيْ موته حتى يَرْضى عنه مَنْ حَوْلَه

أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً، شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَل في الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطِيب، وهذا مَثَلٌ، أَي وفَّقَه الله لعمل صالح

يُتْحِفه كما يُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل‏.‏

ويقال‏:‏ لَبَنَهُ ولَحَمه وعَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللبن واللحم والعَسَل‏.‏

والعُسُلُ‏:‏ الرجال الصالحون، قال‏:‏ وهو جمع عاسِلٍ وعَسُول، قال‏:‏ وهو مما

جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به، قال الأَزهري‏:‏ كأَنه أَراد رجل عاسِلٌ

ذو عَسَل أَي ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به عليه يُسْتَحْلى كالعَسَل‏.‏

وجارية مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللفظ طَيِّبة

النَّغْمة‏.‏ وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسُولاً وعَسَلاناً‏:‏

اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب‏.‏ ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ‏:‏ عاسِلٌ

مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ، وهو العاتِرُ وقد عَتَرَ وعَسَلَ؛ قال‏:‏

بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر

وقال أَوس‏:‏

تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

والعَسَلُ والعَسَلانُ‏:‏ أَن يَضْطَرِم الفرسُ في عَدْوِه فيَخْفِق

برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه‏.‏ وعَسَل الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلاً

وعَسَلاناً‏:‏ مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب في عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه؛ قال‏:‏

واللهِ لولا وَجَعٌ في العُرْقُوب، لكُنْتُ أَبْقَى عَسَلاً من الذِّيب

استعاره للإِنسان؛ وقال لبيد‏:‏

عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً، بَرَدَ اللَّيْلُ عليه فنَسَل

وقيل‏:‏ هو للنابغة الجعدي، والذئب عاسِلٌ، والجمع العُسَّل والعَواسِل؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة‏:‏

لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُه

فيه، كما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ

أَراد عَسَلَ في الطريق فحذف وأَوْصل، كقولهم دَخَلْتُ البيت، ويروى

لَذٌّ‏.‏ والعَسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَى من هُبوب الرِّيح‏.‏ وعَسَلَ الماءُ

عَسَلاً وعَسَلاناً‏:‏ حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه؛ أَنشد ثعلب‏:‏

قد صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل

حَوْضاً، كأَنَّ ماءه إِذا عَسَل

من نافِضِ الرِّيحِ، رُوَيْزِيٌّ سَمَل

الرُّوَيْزِيُّ‏:‏ الطَّيْلَسانُ، والسَّمَل‏:‏ الخَلَق، وإِنما شَبه الماءَ في صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وجعله سَمَلاً لأَن الشيء إِذا

أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق‏.‏ وعَسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة‏:‏ أَسرع‏.‏

والعَنْسَل‏:‏ الناقةُ السريعة، ذهب سيبويه إِلى أَنه من العَسَلانِ‏.‏ وقال

محمد بن حبيب‏:‏ قالوا للعَنْس عَنْسَل، فذهب إِلى أَن اللام من عَنْسَل

زائدة، وأَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ واللام الأَخيرة زائدة؛ قال ابن جني‏:‏ وقد

تَرَك في هذا القول مذهب سيبويه الذي عليه ينبغي أَن يكون العمل، وذلك

أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ من العَسَلانِ الذي هو عَدْوُ الذئب، والذي ذهب

إِليه سيبويه هو القول، لأَن زيادة النون ثانيةً أَكثر من زيادة اللام، أَلا

ترى إِلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وقلة باب ذلِك

وأُولالِك‏؟‏ قال الأَعشى‏:‏

وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلا، ةِ بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل

والنون زائدة‏.‏ ويقال‏:‏ فلان أَخْبَثُ من أَبي عِسْلة ومن أَبي رِعْلة ومن أَبي سِلْعامَة ومن أَبي مُعْطة، كُلُّه الذِّئب‏.‏

ورَجُلٌ عَسِلٌ‏:‏ شديد الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ اليد بالضَّرْب؛ قال

الشاعر‏:‏

تَمْشِي مُوالِيةً، والنَّفْس تُنْذِرُها

مع الوَبِيلِ، بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل

والعَسِيلُ‏:‏ مِكْنَسة الطِّيب، وهي مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بها

العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر؛ قال‏:‏

فَرِشْني بخَيْرٍ، لا أَكونُ ومِدْحَتي

كَناحِتِ، يوماً، صَخْرةٍ بِعَسِيل

فَصَلَ بين المضاف والمضاف إِليه بالظرف

؛ أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يوماً بعَسِيلٍ، هكذا أُنشد عن

الفراء؛ ومثله قول أَبي الأَسود‏:‏

فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ، ولا ذاكِرِ اللهَ إِلا قليلا

أَراد‏:‏ ولا ذاكِرٍ اللهَ؛ وأَنشد الفراء أَيضاً‏:‏

رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ، طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسِلْ

وقيل‏:‏ أَراد لا أَكونَنْ ومِدْحَتي‏.‏

والعَسيل‏:‏ الرِّيشة التي تُقْلَع بها الغالِية، وجمعها عُسُلٌ‏.‏

وإِنه لَعِسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية له، يقال عِسْلُ

مالٍ كقولك إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ‏.‏ والعَسيل‏:‏ قَضيب

الفيل، وجمعه عُسُلٌ‏.‏ والعَسَلُ والعَسَلانُ‏:‏ الخبَب‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَنه

قال لعمرو بن مَعْدِيكَرِب‏:‏ كَذَبَ، عليْك العَسَلَ أَي عليْك بسُرْعة

المَشْي؛ هو من العَسَلان مَشْيِ الذئب واهتزاز الرمح، وعَسَلَ بالشيء

عُسُولاً‏.‏

ويقال‏:‏ بَسْلاً له وعَسْلاً، وهو اللَّحْيُ في المَلام‏.‏ وعَسَلِيُّ

اليهودِ‏:‏ علامَتُهم‏.‏ وابن عَسَلة‏:‏ من شعرائهم؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ وهو عَبْدالمَسيح بن عَسَلة‏.‏ وعاسِلُ بن غُزَيَّة‏:‏ من شُعَراء هُذَيل‏.‏ وبَنُو

عِسْلٍ‏:‏ قَبيلةٌ يزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة‏.‏ وقال الأَزهري في ترجمة

عسم‏:‏ قال وذكر أَعرابي

أَمَةً فقال‏:‏ هي لنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لها من عَسَلةٍ؛ قال‏:‏ العَسَلة النَّسْل‏.‏

عسطل‏:‏ العَسْطَلة والعَلْسَطة‏:‏ كلامٌ غيرُ ذي نِظامٍ، وكلام مُعَلْسَطٌ‏.‏

عسقل‏:‏ العَسْقَلة‏:‏ مكانٌ فيه صَلابةٌ وحجارةٌ بيضٌ‏.‏ والعَسْقَلُ

والعُسْقُولُ والعُسْقولَة، كُلُّه‏:‏ ضَرْبٌ من الكَمْأَة بِيضٌ تُشَبَّهُ في لونها بتلك الحجارة، وقيل‏:‏ هي الكَمْأَةُ التي بين البياضِ والحُمْرة، وقيل‏:‏

هو أَكبر من الفِقْع وأَشدُّ بياضاً واستِرْخاءً؛ وقال الأَصمعي‏:‏ هي

العَساقيل؛ قال وأَنشد أَبو زيد‏:‏

ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً، ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ

الأَزهري‏:‏ القَعْبَلُ الفُطْرُ وهو العَسْقَل‏.‏ والعَسْقَلُ والعَسْقَلة

والعَسقُول، كُلُّه‏:‏ تَلمُّعُ السَّراب وتَرَيُّعُه، وقيل‏:‏ عَساقِيلُ

السّرابِ قِطَعُه لا واحد لها؛ قال كعب بن زهير‏:‏

عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِيةٌ، إِذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ

قال ابن بري‏:‏ الذي في شعر كعب بن زهير‏:‏

كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، إِذا عَرِقَتْ، وقد تَلَفَّعَّ بالقُورِ العَساقِيلُ

والقُور‏:‏ الرُّبى، أَي قد تَغَشَّاها السَّرابُ وغَطَّاها، قال‏:‏ وهذا من المقلوب لأَن القُورَ هي التي تَلَفَّعَت بالعَساقيل؛ وعَساقِل‏:‏ جمع

عَسْقَلة، وعَساقيل‏:‏ جمع عُسْقُول؛ وقال ابن سيده‏:‏ أَراد‏:‏ وقد تَلَفَّعَتْ

القُورُ بالعَساقيل، فَقَلب، وقيل‏:‏ العساقيل والعَساقِل السَّرابُ جُعِلا

اسماً لواحد كما قالوا حَضاجِر‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وقِطَعُ السَّراب عساقِل؛ قال رؤبة‏:‏

جَرَّدَ منها جُدَداً عَساقِلا، تَجْرِيدَكَ المَصْقُولةَ السَّلائِلا

يعني المِسْحَل جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعرَها فَخَرجَتْ جُدداً

بيضاً كأَنَّها عَساقِلُ السَّراب‏.‏ ويقال‏:‏ ضَرَب عَسْقَلانه، وهو أَعلى

رأْسه‏.‏ الجوهري‏:‏ العَساقِيلُ ضَرْبٌ من الكَمْأَة وهي الكَمْأَة الكِبار

البِيضُ يقال لها شَحْمة الأَرض؛ وأَنشد الجوهري‏:‏

وأَغْبَر فِلٍّ مُنِيفِ الرُّبى، عليه العَساقِيلُ مِثلُ الشَّحَم

ويقال في الواحد عَسْقَلة وعُسْقُول؛ قال الراجز‏:‏

عَساقِلٌ وجَبَأٌ فيها قَضَض

وعَسْقَلانُ‏:‏ مدينة وهي عَرُوس الشَّام‏.‏ وعَسْقَلان‏:‏ سُوقٌ تَحُجُّه

النصارى في كل سنة؛ أَنشد ثعلب‏:‏

كأَنَّ الوُحُوش به عَسْقَلا

نُ، صادَفَ في قَرْنِ حَجٍّ دِيافا

شَبَّه ذلك المكانَ لكثرة الوُحوش بسُوقِ عَسْقَلان‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏

عَسْقَلان من أَجناد الشام‏.‏

عشل‏:‏ العاشِلُ والعاشِنُ والعاكِلُ‏:‏ المُخَمَّن الذي يَظُنُّ فيُصِيب‏.‏