فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

عيل‏:‏ عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً‏:‏

افتقر‏.‏ والعَيِّلُ‏:‏ الفقير، وكذلك العائل؛ قال الله تعالى‏:‏ وَوَجَدَك عائلاً

فأَغْنى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال؛ العائل‏:‏

الفقير؛ ومنه حديث صِلة‏:‏ أَمَّا أَنا فلا أَعِيلُ فيها أَي لا أَفْتقر‏.‏ وفي حديث الإِيمان‏:‏ وترى العالَة رؤوسَ الناس؛ العالة‏:‏ الفقراء، جمع عائل، وقالوا في الدعاء على الإِنسان‏:‏ ما لَه مالَ وعالَ، فمالَ‏:‏ عَدَلَ عن الحق، وعالَ‏:‏ افتقر‏.‏ وقال مرَّة

‏:‏ مالَ

وعالَ بمعنى واحد افتقر واحتاج‏.‏ ورجل عائلٌ من قوم عالةٍ وعُيَّلٍ؛ قال‏:‏

فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أَبناؤُهم، وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد

والاسم العَيْلة‏.‏ والعَيْلة والعالةُ‏:‏ الفاقة‏.‏ يقال‏:‏ عالَ يَعِيل

عَيْلةً وعُيولاً إِذا افتقر‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وإِن خِفْتُمْ عَيْلةً؛ وقال

أُحَيْحة‏:‏

فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذي إِلَهٍ، إِذا ما كان من ريِّي قُفُول‏.‏

أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه، وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقول

وما يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه، وما يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل

وما تَدْري، إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً، بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل

وهو عائلٌ وقوم عَيْلة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما عالَ مُقْتَصِدٌ ولا يَعِيل أَي

ما افتقر‏.‏ والعالةُ‏:‏ جمع عائل، تقول‏:‏ قوم عالةٌ مثل حائكٍ وحاكةٍ؛ قال

ابن بري‏:‏ ومنه الحديث‏:‏ أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ من أَن تتركهم

عالة يتَكَفَّفُون الناس أَي فقراء‏.‏ وعِيالُ الرجل وعَيِّله‏:‏ الذين

يَتَكَفَّل بهم ويَعولهم؛ قال‏:‏

سَلامٌ على يَحْيى ولا يُرْجَ عِنْدَه

وَلاءٌ، وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ

وقد يكون العَيِّلُ واحداً، ونسوة عَيائل، فخصَّص النسوة‏.‏ ورجل

مُعَيَّلٌ‏:‏ ذو عِيال‏.‏ ويقال‏:‏ عنده كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفساً من العيال‏.‏

ويقال‏:‏ ترَك يَتامى عَيْلى أَي فقراء؛ وواحد العِيال عَيِّلٌ، ويجمع

عَيائل، فعمَّ ولم يُخَصّص‏.‏

وعَيَّلَ عِيالَه‏:‏ أَهملهم؛ قال‏:‏

لقد عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه

وقيل‏:‏ عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالاً‏.‏ وعَيَّل فلان دابَّته إِذا أَهملها

وسيَّبَها؛ وأَنشد‏:‏

وإِذا يَقومُ به الحَسِيرُ يُعَيَّل

أَي يُسَيَّب‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ

كله كَثُر عِيالُه، فهو مُعِيلٌ، والمرأَة مُعِيلة؛ وقال الأَخفش‏:‏ صار ذا

عِيال‏.‏ ابن الكلبي‏:‏ ما زِلْت مُعِيلاً من العَيْلة أَي محتاجاً، ابن الأَعرابي‏:‏ العِيَلُ

العَيْلة، والعِيلُ جمع العائل وهو الفقير، والعِيلُ جمع العائل وهو المُتَكَبِّر والمتبختر‏.‏ وقال يونس‏:‏

يقال طالت عَيْلتي إِياك، بالياء، أَي طالما عُلْتُك‏.‏ وأَعال الذئبُ والأَسد

والنِّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شيئاً؛ والعَيِّل منهن‏:‏ الملتمس

الباحث، والجمع عَياييل على غير قياس؛ أَنشد سيبويه‏:‏

فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُر

وعالَ في مشْيه يَعِيل عَيْلاً، وهو عَيَّال، وتعَيَّل‏:‏ تبختر وتمايل

واختال، وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فعل ذلك‏.‏ وفلان عَيَّالٌ‏:‏ متعيِّل أَي

متبختر‏.‏ وعالَ في الأَرض يَعِيل عَيْلاً وعُيولاً وعِيُولاً‏:‏ ضرَب فيها، وهو عَيَّال

ذهَب ودار

كعارَ؛ قال أَوس في صفة فرس‏:‏

لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ

كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال

أَي متبختر، ويروى عَيَّار، وقد تقدم ذكره‏.‏ والعَيَّال‏:‏ المتبختر في مشيه؛ قال ابن بري‏:‏ والمشهور في رواية من رواه عَيَّال أَن يكون تمام البيت

بآصال أَي يخرج العَيَّال المتبختر بالعَشِيَّات، وهي الأَصائل، متبختراً، والذي ذكره الجوهري عَيَّال بأَوصال في ترجمة رزب، وليس كذلك في شعره

إِنما هو على ما ذكرناه‏.‏ وجمع عَيَّال المتبختر عَيايِيلُ؛ قال حكيم ابن مُعَيَّة الرَّبَعي من تميم يصف قَناةً نبتت في موضع محفوف بالجبال

والشجر‏:‏حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر، في أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر، فيه عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر

الحُظُر‏:‏ الموضع الذي حوله شجر كالحَظِيرة؛ قال ابن بري‏:‏ ومن العَيْل

التبختُر قول حميد‏:‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ لم تَجِدْ لها

تَكالِيفَ إِلاَّ أَن تَعِيلَ وتَسْأَما

وامرأَة عَيَّالةٌ‏:‏ متبخترة‏.‏ وعالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلاً إِذا ما

تَكفَّأَ في مِشْيته وتمايل، فهو فرس عَيَّالٌ، وذلك لكرمه، وكذلك الرجل إِذا

تبختر في مِشْيته وتمايل‏.‏ وأَعالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالاً أَي حَرَص

وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فقراء‏.‏ وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً

ومَعِيلاً‏:‏ أَعْوَزني وأَعْجَزَني‏.‏ وعالَ الميزانُ يَعِيل‏:‏ جار، وقيل‏:‏

زاد؛ قال أَبو طالب ابن عبد المطلب‏:‏

جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلاً

عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل

بميزانِ صِدْقٍ، لا يُغِلُّ شَعِيرةً، له شاهِدٌ من نَفْسِه غيرُ عائِل

ومكيال عائلٌ‏:‏ زائد على غيره؛ هذه عن ابن الأَعرابي‏.‏ وعالَ للضَّالَّةِ

يَعِيل عَيْلاً وعَيَلاناً إِذا لم يَدْرِ أَين يَبْغِيها‏.‏ روى صخر بن عبد الله بن بُرَيدة عن أَبيه عن جده قال‏:‏ بَيْنا هو جالس بالكوفة في مجلس مع أَصحابه فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إِنَّ من البَيانِ لسِحْراً، وإِنَّ من العِلم جَهْلاً، وإِنَّ من الشِّعر

حِكَماً، وإِن من القول عَيْلاً؛ قيل‏:‏ قوله عَيْلاً عَرْضُك كلامَك على من لا

يريده وليس من شأْنه كأَنه لم يَهْتَدِ لمن يطلب كلامَه فَعَرَضه على من لا يريد‏.‏ يونس‏:‏ لا يَعُول أَحد على القَصْد أَي لا يحتاج، ولا يَعِيل

مثله‏.‏ التعييل‏:‏ سُوءُ الغِذاء‏.‏ وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه في المفازة؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول الباهلي‏:‏

نَسْقي قَلائصَنا بماء آجِنٍ، وإِذا يَقُوم به الحَسِيرُ يُعَيَّل

أَي إِذا حَسِر البعير أُخِذَتْ عنه أَداته وتُركَ مُهمَلاً بالفلاة‏.‏

والعَيْلان‏:‏ الذَّكَر من الضِّباع‏.‏ وعَيْلان‏:‏ اسم أَبي قَيْس بن عَيْلان، وقيل‏:‏ كان اسم فرس فأُضيف إِليه، قال الجوهري‏:‏ ويقال للناس بن مُضَر بن نِزار قَيْسُ عَيْلان، وليس في العرب عَيْلانُ غيره، وهو في الأَصل اسم فرسه، ويقال‏:‏ هو لقب مُضَر لأَنه يقال قَيْسُ بن عَيْلانَ؛ وقال

زُفَر بن الحرث‏:‏

أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ، إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ

غتل‏:‏ غَتلَ المكانُ غَتَلاً، فهو غَتِلٌ‏:‏ كثر فيه الشجر؛ قال ابن دريد‏:‏

ولا أَدري ما صحته‏.‏ ونخل غتِلٌ‏:‏ ملتفٌّ، يمانية‏.‏

غدفل‏:‏ رجل غِدَفْلٌ‏:‏ طويل‏.‏ وبعير غِدَفْلٌ‏:‏ سابغُ شعر الذنب؛ وأَنشد

الأَزهري في ترجمة عزهل‏:‏

يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى عُزاهِلا، يَنْفُجُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا

وقال‏:‏ غُدافِل كثير سبيب الذَنَب‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ كبش غُدافل كثير سبيب

الذنب‏.‏ وغَدافِلُ الثياب‏:‏ خُلْقانُها‏.‏ وفي المثل‏:‏ غَرَّني بُرْداكِ من غَدافِلِي؛ وذلك أَن رجلاً سأَل رجلاً أَن يكسوه، فوعده فأَلقى خُلْقانَه ثم لم يكسه‏.‏ وعيش غَدْفَلٌ وغِدَفْلٌ وغِدْفِل ودَغْفَلِيٌ ودَغْفِلِيٌّ‏:‏

واسع، قال الشاعر‏:‏

رَعَثات عُنْبُلِها الغِدَفْلِ الأَرْعَل

ورحمة غِدَفْلةٌ‏:‏ واسعة‏.‏ ومُلاءة غِدَفْلة‏:‏ واسعة‏.‏

غرل‏:‏ العُرْلة‏:‏ القُلْفة‏.‏ وفي حديث أَبي بكر‏:‏ لأَنْ أَحْمِل عليه

غُلاماً ركب الخيل على غُرْلَتِه أَحِبُّ إِليَّ من أَن أَحْمِلك عليه؛ يريد

ركبها في صغره واعتادها قبل أَن يُخْتَن‏.‏ وفي حديث طلحة‏:‏ كان يَشُورُ

نَفْسَه على غُرْلَتِه أَي يسعى ويَخِفُّ، وهو صبيّ‏.‏ وفي حديث الزِّبْرِقان‏:‏

أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الطويلُ الغُرْلة؛ إِنما أَعجبه طولها لتمام

خلقه‏.‏ والغُرْلُ‏:‏ القُلْفُ‏.‏ والأَغْزَلُ‏:‏ الأَقْلف‏.‏ الأَحمر‏:‏ رجل أَرْغَلُ

وأَغْزَلُ وهو الأَقلف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يُحْشَرُ الناس يوم القيامةُ عُراةً

حُفاة غُرْلاً بُهْماً أَي قُلْفاً؛ والغُرْلُ‏:‏ جمع الأَغْرَل‏.‏ وعامٌ

أَغْرَلُ‏:‏ خَصِيب‏.‏ وعيش أَغْرَلُ أَي واسع‏.‏ ورجل غَرِلٌ‏:‏ مسترخي الخَلْقِ؛ قال العجاج‏:‏

لا غَرِل الخَلْقِ ولا قصير

ورمح غَرِلٌ‏:‏ سيّء الطول مُفْرِطه، وأَنشد بيت العجاج أَيضاً‏.‏

وقال ثعلب‏:‏ الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ ما يبقى من الماء في الحوض، والغديرُ

الذي تبقى فيه الدَّعامِيصُ لا يقدر على شربه، وكذلك ما يبقى في أَسفل

القارورة من الثُّفْل، وقيل‏:‏ هو ثُفْل ما صبغ به؛ وقال الأَصمعي‏:‏

الغِرْيَلُ أَن يجيء السيل فيثبت على الأَرض ثم يَنْضُبَ، فإِذا جفّ رأَيت الطين

رقيقاً قد جفّ على وجه الأَرض قد تشقّق؛ وقال أَبو زيد في كتاب المطر‏:‏ هو الطين يحمله السيل فيبقى على وجه الأَرض، رطباً كان أَو يابساً، وقيل‏:‏

الغِرْيَلُ الطين الذي يبقى في الحوض‏.‏

غربل‏:‏ غَرْبَلَ الشيء‏:‏ نَخَله‏.‏ والغِرْبالُ‏:‏ ما غُرْبِلَ به، معروف، غَرْبَلْت الدقيق وغيره‏.‏ ويقال‏:‏ غَرْبَلَه إِذا قطعه؛ وقوله‏:‏

فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى، لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب

فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق، ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل

الغِرْبال في موضع المُغَرْبَل‏.‏ والمُغَرْبَلُ‏:‏ المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ

بالغِرْبال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْبَلُ الناسُ فيه

غَرْبَلةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم؛ والمُغَرْبَلُ من الرجال‏:‏

الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال، وقيل في تفسير الحديث‏:‏ يذهب خيارهم بالموت

والقتل وتبقى أَرذالُهم‏.‏ الجعدي‏:‏ غَرْبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال؛ عنى بالغِرْبال

الدُّفَّ، شبّه الغربال به في استدارته‏.‏ وغَرْبَلَهم‏:‏ قَتَلَهم

وطحَنَهم‏.‏ والمُغَرْبَل‏:‏ المقتول المنتفخ؛ قال‏:‏

أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله، يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله، ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَله، ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله، يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له

وقيل‏:‏ عنى بالمُغَرْبَلة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من الأَول‏.‏ وقال شمر‏:‏ المُغَرْبَلُ المُفَرَّق، غَرْبَلَه أَي فرّقه‏.‏ وفي حديث مكحول‏:‏ ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها

وخَبَرْتُهم، كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ؛ قيل‏:‏ هو العصفور‏.‏

غرزحل‏:‏ أَبو زيد‏:‏ الغِرْزَحْلة

بالغين، العصا؛ قال‏:‏ وهي

القَحْزَنَة‏.‏

غرقل‏:‏ غَرْقَلَت البيضةُ‏:‏ مَذِرَت، والبِطِّيخة‏:‏ فسد ما في جوفها‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ الغِرْقِلُ بياض البيض، بالغين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ غَرْقَلَ إِذا

صبَّ على رأْسه الماء بمرة واحدة‏.‏

غرمل‏:‏ الغُرْمولُ‏:‏ الذكر الضخم الرخو، وقد قيل‏:‏ الذكر مطلقاً، ويقال له

الغرمول قبل أَن تقطع غُرْلتُه؛ هذا قول أَبي زيد‏.‏ وقد جاء في الحديث عن

ابن عمر‏:‏ أَنه نظر إِلى غرامِيل الرجال في الحمّام فقال‏:‏ أَخْرجوني

وكانوا مُخْتَتِنِين من غير شكٍّ، وقيل‏:‏ الغُرْمول لِذَواتِ الحافر؛ قال

بشر‏:‏وخِنْذِيذٍ، ترى الغُرْمولَ منه

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلّقَه التِّجارُ

غزل‏:‏ غَزَلَت المرأَة القطن والكتان وغيرهما تَغْزله غَزْلاً، وكذلك

اغْتَزَلَتْه وهي تَغْزِل بالمِغْزل، ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازُِلُ؛ قال جندل بن المثنى الحارثي‏:‏

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

على أَن الغُزَّلَ قد يكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلاً في جمع فاعلٍ من المذكر أَكثر منه في جمع فاعِلة‏.‏ والغَزْلُ أَيضاً‏:‏ المغزول‏.‏ والغَزْلُ‏:‏

ما تغْزِلُه مذكر، والجمع غُزول؛ قال ابن سيده‏:‏ وسمى سيبويه ما تنسجه

العنكبوت غَزْلاً فقال في قول العجاج‏:‏

كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل

الغَزْلُ‏:‏ مذكر، والعنكبوت أُنثى، كذا قال الغَزْل مذكر وأَضرب عن ذكر

النسج الذي في شعر العجاج؛ واستعمال أَبو النجم الغزل في الجبل

فقال‏:‏

يَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه

واسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ، تميم

تكسر الميم وقيس تضمها، والأَخيرة أَقلها، والأَصل الضم، وإِنما هو من أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل‏.‏ وأَغْزَلَت المرأَة‏:‏ أَدارت المِغْزَلَ؛ قال

الشاعر‏:‏

من السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل

قال الفراء‏:‏ وقد استثقلت العرب الضمة في حروف وكسرت ميمها، وأَصلها

الضم، من ذلك مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل، لأَنها في المعنى

أُخذت من أُصْحِف أَي جُمعت فيه الصحف، وكذلك المِغْزَل إِنما هو من أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فهو مُغْزَل، وفي كتاب لقوم من اليهود‏:‏ عليكم كذا

وكذا ورُبع المغْزل أَي ربع ما غَزَلَ نساؤكم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو بالكسر الآلة، وبالفتح موضع الغَزْل، وبالضم ما يجعل فيه الغَزْل، وقيل‏:‏ هو حُكْم خص به هؤلاء‏.‏

والمُغَيْزِل‏:‏ حبل دقيق؛ قال ابن سيده‏:‏ أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته؛ قال‏:‏ حكى ذلك الحِرْمازي؛ وأَنشد‏:‏

وقال اللَّواتي كنّ فيها يَلُمْنَني‏:‏

لعل الهوى، يوم المُغَيزِل، قاتِلُهْ

والغَزَلُ‏:‏ حديثُ الفِتْيان والفَتَيات‏.‏ ابن سيده‏:‏ الغَزَلُ اللهو مع

النساء، وكذلك المَغْزَلُ؛ قال‏:‏

تقول لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها‏:‏

أَيا مالكٌ هل في الظَّعائِن مَغْزَلُ‏؟‏

ومُغازَلَتُهنّ‏:‏ مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ، وقد غازَلَها، والتَّغَزُّلُ‏:‏ التكلّف لذلك؛ وأَنشد‏:‏

صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل

تقول‏:‏ غازَلْتُها وغازَلَتْني، وتَغَزَّلَ أَي تكلف الغَزَلَ، وقد

غَزِلَ غَزلاً وقد تَغَزَّلَ بها وغازَلَها وغازَلَتْه مُغازَلة‏.‏ ورجل غَزِلٌ‏:‏

مُتَغَزِّلٌ بالنساء على النسب أَي ذو غَزَلٍ‏.‏ وفي المثل‏:‏ هو أَغْزَلُ

من امرئ القيس‏.‏ والعرب تقول‏:‏ أَغْزَلُ من الحُمَّى؛ يريدون أَنها معتادة

للعليل متكررة عليه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به‏.‏ ورجل غَزِلٌ‏:‏ ضعيف عن

الأَشياء فاترٌ فيها؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وغازَلَ الأَرْبَعين‏:‏ دَنا

منها؛ عن ثعلب‏.‏

والغَزالُ من الظِّباء‏:‏ الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حين يتحرك ويمشي، وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكّر النعت والفعل على تذكير التشبيه، وقيل‏:‏

هو بَعْد الطَّلا، وقيل‏:‏ هو غَزالٌ من حين تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يبلغ

أَشَدَّ الإِحْضار، وذلك حين يَقْرُن قوائمه فيضعها معاً ويرفعها معاً، والجمع غِزْلة وغِزْلانٌ مثل غِلْمة وغِلْمان، والأُنثى بالهاء، وقد

أَغْزَلَت الظبيةُ‏.‏ وظبية مُغْزِلٌ‏:‏ ذات غَزال‏.‏ وغَزِلَ الكلبُ، بالكسر، غَزَلاً إِذا طلب الغَزَالَ حتى إِذا أَدركه وثَغا من فَرَقِه انصرف منه

ولهِيَ عنه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ، بالكسر، أَي فَتَر

وهو أَن يطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض

ولَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف، فيقال‏:‏ غَزِلَ واللهِ كلبُك، وهو كلب غَزِلٌ‏.‏

ويقال للضعيف الفاتر عن الشيء‏:‏ غَزِلٌ، ومنه‏:‏ رجل غَزِلٌ لصاحب النساء

لضعفه عن غير ذلك‏.‏

والغَزالةُ‏:‏ الشمس، وقيل‏:‏ هي الشمس عند طلوعها، يقال‏:‏ طلعت الغَزالةُ

ولا يقل غابت الغَزالةُ، ويقال‏:‏ غرَبت الجَوْنةُ، وإِنما سميت جَوْنةً

لأَنها تَسْودّ عند الغُروب، ويقال‏:‏ الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار، وقيل‏:‏ الغَزالةُ عين الشمس، وغَزالةُ الضحى وغَزالاتُه بعدما تنبسط الشمس

وتُضْحي، وقيل‏:‏ هو أَول الضحى إِلى مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتى يمضي من النهار نحوٌ من خُمُسِه‏.‏ يقال‏:‏ أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى؛ قال‏:‏

يا حَبَّذا، أَيامَ غَيْلانَ، السُّرى

ودَعْوةُ القوم‏:‏ أَلا هل مِنْ فتًى

يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى‏؟‏

وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي‏:‏

تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً، فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا

ويقال‏:‏ فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة‏.‏ ويقال‏:‏ جاءنا فُلان في غَزالةِ

الضحى؛ قال ذو الرمة‏:‏

فأَشرفْتُ، الغزالةَ، رأْسَ حُزْوى

أَراقِبُهم، وما أغنى قِبالا

يعني الأَظْعانَ، ونصب الغزالة على الظرف‏.‏ وقال ابن خالويه‏:‏ الغزالة في بيت ذي الرمة الشمس، وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ، ورأْس

حُزْوى مفعول أَشْرَفْت، على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس، وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ؛ قال‏:‏

دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً‏:‏ هل مِنْ فَتًى

يَسُوقُ بالقوم، غَزالاتِ الضُّحى‏؟‏

وغَزالةُ والغَزالةُ‏:‏ المرأَة الحَرُوريّة معروفة، سميت بأَحد هذه

الأَشياء؛ قال أَيْمُنُ بن خُرَيم‏:‏

أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب، لأَهْلِ العِراقَيْن، حَوْلاً قَمِيطا

وقال آخر‏:‏

هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى‏؟‏

بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر‏.‏

وغَزالُ شَعْبانَ‏:‏ ضربٌ من الجنادب‏.‏ وغَزالٌ‏:‏ موضع؛ قال سويد بن عمير

الهذلي‏:‏

أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا، ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ

وفَيْفاء غَزالٍ، وقَرْنُ غزال‏:‏ موضعان‏.‏ والغَزالةُ‏:‏ عُشْبة من السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً‏.‏ ودمُ

الغَزال‏:‏ نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون، يؤكل وله حُروفة، وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً

حُمْراً في أَيديهن‏.‏ وغَزال وغُزَيّل‏:‏ اسمان‏.‏

غسل‏:‏ غَسَلَ الشيء يَغْسِلُه غَسْلاً وغُسْلاً، وقيل‏:‏ الغَسْلُ المصدر

من غَسَلْت، والغُسْل، بالضم، الاسم من الاغتسال، يقال‏:‏ غُسْل وغُسُل؛ قال

الكميت يصف حمار وحش‏:‏

تحت الأَلاءة في نوعين من غُسُلٍ، باتا عليه بِتَسْحالٍ وتَقْطارِ

يقول‏:‏ يسيل عليه ما على الشجرة من الماء ومرة من المطر‏.‏ والغُسْل‏:‏ تمام

غَسل الجسد كله، وشيء مَغْسول وغَسِيل، والجمع غَسْلى وغُسَلاء، كما

قالوا قَتْلى وقُتَلاء، والأُنثى بغير هاء، والجمع غَسالى‏.‏ الجوهري‏:‏ مِلْحَفة

غَسِيل، وربما قالوا غَسِيلة، يذهب بها إِلى مذهب النعوت نحو

النَّطِيحة؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه أَن يقول يذهب بها مذهب الأَسماء مثل النَّطِيحة

والذَّبِيحة والعَصِيدة‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ميت غَسِيل في أَموات غَسْلى

وغُسَلاء وميتة غَسيل وغَسِيلة‏.‏

الجوهري‏:‏ والمَغْسِل والمَغْسَل، بكسر السين وفتحها، مغسِل الموتى‏.‏

المحكم‏:‏ مَغْسِلُ الموتى ومَغْسَلُهم موضع غَسْلهم، والجمع المَغاسل، وقد

اغْتَسَلَ بالماء‏.‏

والغَسُول‏:‏ الماء الذي يُغْتَسل به، وكذلك المُغتَسَل‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ هذا مُغْتَسَل باردٌ وشراب؛ والمُغْتَسل‏:‏ الموضع الذي يُغْتَسل فيه، وتصغيره مُغَيْسِل، والجمع المَغاسِلُ والمَغاسيل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وضعت له

غُسْلَه من الجنابة‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الغُسْلُ، بالضم، الماء القليل الذي

يُغْتَسل به كالأُكْل لما يؤكل، وهو الاسم أَيضاً من غَسَلْته‏.‏

والغَسْل، بالفتح‏:‏ المصدر، وبالكسر‏:‏ ما يُغْسل به من خِطْميّ وغيره‏.‏ والغِسل

والغِسْلة‏:‏ ما يُغْسَل به الرأْس من خطميّ وطين وأُشْنان ونحوه، ويقال

غَسُّول؛ وأَنشد شمر‏:‏

فالرَّحْبَتانِ، فأَكنافُ الجَنابِ إِلى

أَرضٍ يكون بها الغَسُّول والرَّتَمُ

وقال‏:‏

تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول، ولا

تَرْعى، كَرَعْيكمُ، طَلْحاً وغَسُّولا

أَراد بالغَسُّول الأُشنان وما أَشبهه من الحمض، ورواه غيره‏:‏

لا مثل رعيكمُ مِلْحاً وغَسُّولا

وأَنشد ابن الأَعرابي لعبد الرحمن بن دارة في الغِسْل‏:‏

فيا لَيْلَ، إِن الغِسْلَ ما دُمْتِ أَيِّماً

عليّ حَرامٌ، لا يَمَسُّنيَ الغِسْلُ

أَي لا أُجامع غيرها فأَحتاج إِلى الغِسل طمعاً في تزوّجها‏.‏ والغِسْلة

أَيضاً‏:‏ ما تجعله المرأَة في شعرها عند الامتشاط‏.‏

والغِسْلة‏:‏ الطيب؛ يقال‏:‏ غِسْلةٌ مُطَرّاة، ولا تقل غَسْلة، وقيل‏:‏ هو آسٌ يُطَرَّى بأَفاوِيهَ من الطيب يُمْتَشط به‏.‏ واغْتَسَل بالطِّيب‏:‏ كقولك

تضَمَّخ؛ عن اللحياني‏.‏

والغَسُول‏:‏ كل شيء غَسَلْت به رأْساً أَو ثوباً أَو نحوه‏.‏ والمَغْسِل‏:‏

ما غُسِل فيه الشيء‏.‏ وغُسالة الثوب‏:‏ ما خرج منه بالغَسْل‏.‏ وغُسالةُ كل

شيء‏:‏ ماؤُه الذي يُغْسَل به‏.‏ والغُسالة‏:‏ ما غَسَلْت به الشيء‏.‏ والغِسْلِينُ‏:‏

ما يُغْسَلُ من الثوب ونحوه كالغُسالة‏.‏

والغِسْلِينُ في القرآن العزيز‏:‏ ما يَسِيل من جلود أَهل النار كالقيح

وغيره كأَنه يُغْسل عنهم؛ التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي، وقيل‏:‏

الغِسْلِينُ ما انْغَسل من لحوم أَهل النار ودمائهم، زيد فيه الياء والنون كما

زيد في عِفِرِّين؛ قال ابن بري‏:‏ عند ابن قتيبة أَن عِفِرِّين مثل

قِنَّسْرِين، والأَصمعي يرى أَن عِفِرِّين معرب بالحركات فيقول عفرينٌ بمنزلة

سِنينٍ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ إِلاَّ مِنْ غِسْلينٍ لا يأْكله إِلاَّ

الخاطئون؛ قال الليث‏:‏ غِسْلِينٌ شديد الحر، قال مجاهد‏:‏ طعام من طعام أَهل

النار، وقال الكلبي‏:‏ هو ما أَنْضَجَت النار من لحومهم وسَقَط أَكَلوه، وقال

الضحاك‏:‏ الغِسْلِينُ والضَّرِيعُ شجر في النار، وكل جُرْح غَسَلْتَه فخرج

منه شيء فهو غِسْلِينٌ، فِعْلِينٌ من الغَسْل من الجرح والدبَر؛ وقال

الفراء‏:‏ إِنه ما يَسِيل من صديد أَهل النار؛ وقال الزجاج‏:‏ اشتقاقه مما

يَنْغَسِل من أَبدانهم‏.‏ وفي حديث علي وفاطمة، عليهما السلام‏:‏ شَرابُه الحميمُ

والغِسْلِينُ، قال‏:‏ هو ما يُغْسَل من لحوم أَهل النار وصَدِيدهم‏.‏

وغَسِيلُ الملائكة‏:‏ حنظلة بن أَبي عامر الأَنصاري، ويقال له‏:‏ حنظلة

بن الراهب، استشهد يوم أُحُد وغسَّلَتْه الملائكة؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ رأَيت الملائكة يُغَسِّلونه وآخرين يَسْتُرونه، فسُمِّي غَسِيل الملائكة، وأَولاده يُنْسَبون إِليه‏:‏ الغَسيلِيِّين، وذلك

أَنه كان أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال، فلما استُشْهِد

رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الملائكةَ يُغَسِّلونه، فأَخبر به أَهله فذَكَرَتْ أَنه كان أَلمَّ بها‏.‏

وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يعني طهَّرك منه، وهو على المثل‏.‏

وفي حديث الدعاء‏:‏ واغْسِلْني بماء الثلج والبرد أَي طَهِّرْني من الذنوب، وذِكْرُ هذه الأَشياء مبالغة في التطهير‏.‏ وغَسَلَ الرجلُ المرأَة

يَغْسِلُها غَسْلاً‏:‏ أَكثر نكاحها، وقيل‏:‏ هو نكاحُه إِيّاها أَكْثَرَ أَو

أَقَلَّ، والعين المهملة فيه لغة‏.‏ ورجل غُسَلٌ‏:‏ كثير الضِّراب لامرأَته؛ قال

الهذلي‏:‏

وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ من غَسَّلَ يوم الجمعة

واغْتَسَل وبَكَّرَ وابتكر فيها ونِعْمَت؛ قال القتيبي‏:‏ أَكثر الناس يذهبون

إِلى أَن معنى غَسَّل أَي جامع أَهله قبل خروجه للصلاة لأَن ذلك يجمع

غضَّ الطَّرْف في الطريق، لأَنه لا يُؤْمَن عليه أَن يرى في طريقه ما

يَشْغل قلْبَه؛ قال‏:‏ ويذهب آخرون إِلى أَن معنى قوله غَسَّلَ توضأَ للصلاة

فغَسَلَ جوارح الوضوء، وثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلاً بعد غَسْل، لأَنه إِذا

أَسبغ الوضوء غسَلَ كل عضو ثلاث مرات، ثم اغتسل بعد ذلك غُسْلَ الجمعة؛ قال الأَزهري‏:‏ ورواه بعضهم مخففاً مِنْ غَسَل، بالتخفيف، وكأَنه الصواب من قولك غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها؛ ومثله‏:‏ فحل غُسَلةٌ

إِذا أَكثر طَرْقَها وهي لا تَحْمِل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يقال غَسل الرجلُ

امرأَته، بالتشديد والتخفيف، إِذا جامعها، وقيل‏:‏ أَراد غَسَّل غيرَه

واغْتَسَل هو لأَنه إِذا جامع زوجته أَحْوَجَها إِلى الغُسْل‏.‏ وفي الحديث‏:‏

مَنْ غَسل الميِّتَ فلْيَغْتَسِلْ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الخطابي لا أَعلم أَحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غُسْل الميت ولا الوضوء من حَمْلِه، ويشبه أَن يكون الأَمر فيه على الاستحباب‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الغُسْل من غسْل الميت مسنون، وبه يقول الفقهاء؛ قال الشافعي، رضي الله عنه‏:‏ وأُحِبُّ

الغُسْل من غسْلِ الميِّت، ولو صح الحديث قلت به‏.‏ وفي الحديث أَنه قال

فيما يحكي عن ربه‏:‏ وأُنْزِلُ عليك كتاباً لا يَغْسِلُه الماء تقرؤُه

نائماً ويَقْظانَ؛ أَراد أَنه لا يُمْحَى أَبداً بل هو محفوظ في صدور الذين

أُوتوا العلم، لا يأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكانت الكتب

المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً وإِنما يعتمد في حفظها على الصحف، بخلاف القرآن

العزيز فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مضاعفة لصُحُفِه، وقوله تقرؤُه نائماً

ويقظان أَي تجمعه حفظاً في حالتي النوم واليقظة، وقيل‏:‏ أَراد تقرؤُه في يسر

وسهولة‏.‏ وغَسَل الفحلُ الناقةَ يَغْسِلُها غَسْلاً‏:‏ أَكثر ضِرابها‏.‏ وفحل

غِسْلٌ وغُسَلٌ وغَسِيل وغُسَلة، مثال هُمَزة، ومِغْسَلٌ‏:‏ يكثر الضراب ولا

يلقح، وكذلك الرجل‏.‏ ويقال للفرس إِذا عَرِق‏:‏ قد غُسِلَ وقد اغْتَسَلَ؛ وأَنشد‏:‏

ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَل

وقال آخر‏:‏

وكلُّ طَمُوحٍ في العِنانِ كأَنها، إِذا اغْتَسَلَتْ بالماء، فَتْخاءُ كاسِرُ

وقال الفرزدق‏:‏

لا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم، بَعْدَ الزُّبَيْر، كحائضٍ لم تُغْسَل

أَي تغتَسِل‏.‏ وفي حديث العين‏:‏ العَيْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم

فاغْسِلوا أَي إِذا طلب مَن أَصابته

العينُ من أَحد جاء إِلى

العائن بقدَح فيه ماء، فيُدْخل كفه فيه فيتمضمض، ثم يمجُّه في القدح ثم يغسل

وجهه فيه، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى

فيصب على يده اليسرى، ثم يدخلْ يدَه اليسرى فيصبّ على مرفقه الأَيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأَيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على

قدمه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى

فيصب على ركبته اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة الإِزارِ، ولا يوضَع القدحُ على الأَرض، ثم يُصَبُّ ذلك الماء

المستعمَل على رأْس المصاب بالعين من خلفِه صبَّة واحدة فيبرأُ بإِذن الله تعالى‏.‏ وغسَلَه بالسَّوط غَسْلاً‏:‏ ضرَبه فأَوجعه‏.‏ والمَغاسلُ‏:‏ مواضع

معروفة، وقيل‏:‏ هي أَوْدِية قِبَل اليمامة؛ قال لبيد‏:‏

فقد نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهلُك حِيرةً، مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغاسِلا

وذاتُ غِسْل‏:‏ موضع دون أَرض بني نُمَير؛ قال الراعي‏:‏

أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بذات غِسْلٍ

سَراةُ اليوم يَمْهَدْن الكُدونا

ابن بري‏:‏ والغاسول جبل بالشام؛ قال الفرزدق‏:‏

تَظَلُّ إِلى الغاسول تَرعى، حَزينَةً، ثَنايا بِراقٍ ناقتِي بالحَمالِق

وغاسلٌ وغَسْوِيل‏:‏ ضرب من الشجر؛ قال الربيع ابن زياد‏:‏

تَرْعَى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بها، لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا

والغَسْوِيل وغَسْوِيل‏:‏ نبت ينبت في السباخ، وعلى وزنه سَمْوِيل، وهو طائر‏.‏

غسبل‏:‏ غَسْبَلَ الماءَ‏:‏ ثَوَّرَه‏.‏

غضل‏:‏ اغْضَأَلَّت الشجرة‏:‏ لغة في اخضأَلَّت‏.‏ واغْضأَلَّ الشجر‏:‏ كثرت

أَغصانه واشتدَّ التفافها؛ قال‏:‏

كأَنَّ زِمامها أَيْمٌ شُجاعٌ، تَرَأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه

همَز الأَلف على قولهم احْمأَرَّ ونحوه‏.‏

غطل‏:‏ غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت‏:‏ أَطبق دَجْنُها‏.‏ وغَطِلَ الليلُ

غَطَلاً‏:‏ الْتَبَستْ ظلمتُه‏.‏ والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ‏:‏ الظلمة المتراكمة‏.‏

وغَيْطَلة الليلِ‏:‏ الْتِجاجُ سوادِه‏.‏ والغَيْطلةُ‏:‏ الْتِباسُ الظلام

وتراكُمُه؛ وأَنشد‏:‏

وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا

وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة‏:‏

والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ

أَبو عبيد‏:‏ المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً‏.‏ وحكى ابن بري‏:‏ الغَيطَلةُ

الْتِفافُ الناس، ويقال الغَيْضةُ‏.‏ المحكم‏:‏ والغَيْطلُ والغَيْطلةُ

الشجرُ الكثير الملْتَفّ، وكذلك العشب، وقيل‏:‏ هو اجتماع الشجر والتفافه؛ قال

امرؤ القيس‏:‏

فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَيْطَلٍ، كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر

تَرَنَّحَ‏:‏ تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره‏.‏ والغَيْطَلُ‏:‏ جمع غَيْطَلة‏.‏

والغَيْطَلةُ‏:‏ الأَجَمة؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب، قال‏:‏ وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة، وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة جماعةَ

الظرفاء؛ وأَما قول زهير‏:‏

كما استَغاثَ، بِسَيءٍ، فَزُّ غَيْطلةٍ، خافَ العُيونَ، فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

فيقال‏:‏ هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏

الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية، وقال ثعلب‏:‏ هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ

من غيرها‏.‏ والغَيْطَلةُ‏:‏ واحدةُ الغَياطِل، وهي ذوات اللبن من الظباء

والبقر‏.‏ والغَيْطَلةُ‏:‏ ازدحامُ الناس، يقال‏:‏ أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في زحمة؛ قال الراعي‏:‏

بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا، نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا

أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن‏.‏ والغَيْطَلةُ‏:‏ الأَكل والشرب

والفَرَح بالأَمْنِ‏.‏ والغَيْطَلةُ‏:‏ المالُ المُطْغي‏.‏ والغَيْطَلةُ‏:‏ الصوتُ

والجلَبةُ، تقول‏:‏ سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم‏.‏ وغَيْطَلة الحرب‏:‏

كثرةُ أَصواتها وغُبارِها‏.‏

وغَيْطَلوا في الحديث‏:‏ أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به؛ عن الهَجَرِيّ‏.‏

والغَيْطَلةُ‏:‏ اجتماعُ الناس والتفافهم؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والغَيْطَلةُ‏:‏ الجماعة؛ عن ثعلب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الغُوطالةُ الرَّوْضةُ‏.‏

والغَيْطَلةُ‏:‏ غلبة النعاس‏.‏ والغَيْطَلُ‏:‏ السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل؛ عن

كراع‏.‏

غفل‏:‏ غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه

وأَغْفَلَه‏:‏ تركَه وسها عنه؛ وأَنشد ابن بري في الغُفول‏:‏

فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ

تَدُورُ، وفي الأَيام عنك غُفولُ‏.‏

وأَغْفَلْتُ الرجل‏:‏ أَصبْتُه غافلاً، وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل‏:‏

ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا؛ قال‏:‏ ولو كان على الظاهر

لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه، بالفاء دون الواو؛ وسئل أَبو العباس عن

هذه الآية فقال‏:‏ مَنْ جَعَلْناه غافلاً، وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته

سمّيته غافِلاً، وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً، قال‏:‏ وفعلَ هو وأَفْعَلته

أَنا، أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته، هذا أَكثر الكلام، وفَعَّلْت

أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ

مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ

وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏ لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب

سُؤَالِنا، وقيل‏:‏ سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه‏.‏ يقال‏:‏ تغَفَّلْته

واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته‏.‏ ويقال‏:‏ هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في سعة؛ أَبو العباس‏:‏ الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ‏.‏ ونَعَمٌ أَغْفالٌ‏:‏ لا

لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب‏.‏ وقال بعض العرب‏:‏ لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ؛ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم‏.‏ وقال شمر‏:‏ إِبل أَغْفالٌ لا

سِماتِ عليها، وقِداحٌ أَغْفالٌ‏.‏ سيبويه‏:‏ غَفَلْتُ صرت غافلاً‏.‏ وأَغْفَلْتُه

وغفَلْت عنه‏:‏ وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ‏.‏ قال الليث‏:‏

أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقوله تعالى‏:‏

وكانوا عنها غافِلينَ؛ يصلح أَن يكون، والله أَعلم، كانوا في تركهم

الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين، قال‏:‏ ويجوز أن يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين، والاسم الغَفْلة

والغَفَل؛ قال‏:‏

إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ، وأَكْبَرُ هَمِّنا

صِرْفُ النَّوَى، وفِراقُنا الجِيرانا

وفي الحديث‏:‏ من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة‏.‏

والتَّغافُلُ‏:‏ تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو‏.‏

وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال

قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه‏.‏ والتَّغْفِيل‏:‏ أَن يكفيك صاحبُك وأَنت

غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء‏.‏ والتَّغَفُّل‏:‏ خَتْلٌ في غَفْلة‏.‏

والمُغَفَّلُ‏:‏ الذي لا فِطْنة له‏.‏ والغَفُول من الإِبل‏:‏ البَلْهاء التي

لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها‏.‏ والغُفْل‏:‏ المُقيّد الذي

أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه، والجمع أَغْفال‏.‏ والأَغْفالُ‏:‏

المَواتُ‏.‏ والغُفْلُ‏:‏ سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها؛ وأَنشد‏:‏

يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ

وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها

غُفْلٌ، والجمع كالجمع‏.‏ وفي كتابه لأُكَيْدِرَ‏:‏ إِنّ لنا الضاحيةَ

والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف، وحكى

اللحياني‏:‏ أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً‏.‏ وبلادٌ أَغْفالٌ‏:‏ لا

أَعلام فيها يُهتدى بها، وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب‏.‏

ودابّة غُفْل‏:‏ لا سمة عليها‏.‏ وناقة غُفْل‏:‏ لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها

صدقة؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز‏:‏

لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ

تَناوَلُ الحوضَ، إِذا الحوض شُغِلْ

وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن نَفاذة الأَسْلَمي

قال‏:‏ يا رسول الله، إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي‏؟‏ أَي صاحبُ

إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها؛ ومنه حديث طهفة‏:‏ ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ

أَغْفالٌ لا سمات عليها، وقيل‏:‏ الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها، واحدها

غُفْل، وقيل‏:‏ الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره‏.‏ وقِدْحٌ غُفْل‏:‏ لا

خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه، والجمع كالجمع؛ وقال اللحياني‏:‏

قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها

غُرْم، وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة، يعني بتثقّل تكثّر، قال‏:‏ وهي أَربعة‏:‏ أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفيح‏.‏ ورجل غُفْل‏:‏ لا حسَب له، وقيل‏:‏ هو الذي لا يعرف ما عنده، وقيل‏:‏ هو الذي لم يجرِّب الأُمور‏.‏ وشاعر غُفْل‏:‏ غير مسمى ولا معروف، والجمع أَغْفال‏.‏

وشِعْر غُفْل‏:‏ لا يعرف قائله‏.‏ وأَرض غُفْل‏:‏ لم تُمْطَر‏.‏ وغفَل الشيءَ‏:‏

ستَره‏.‏ وغُفْل الإِبل، بسكون الفاء‏:‏ أَوبارُها؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

والمَغْفَلة‏:‏ العَنْفَقة؛ عن الزجاجي، ووردت في الحديث وهي جانبا

العَنْفَقة، روي عن بعض التابعين‏:‏ عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ

موضع حلقة الحاتم‏.‏ وفي حديث أَبي بكر‏:‏ رأَى رجلاً يتوضأ فقال‏:‏ عليك

بالمَغْفَلةِ؛ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء، سميت مَغْفَلة

لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها‏.‏

وغافلٌ وغَفْلة‏:‏ اسمان‏.‏ وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل‏:‏ بُطون، والله أَعلم‏.‏

غلل‏:‏ الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله‏:‏ شدّة العطش وحرارته، قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة‏.‏

وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح‏:‏ عطشان شديد العطش‏.‏ غُلَّ يُغَلٌّ

غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده‏:‏ غَلَّ يَغَلّ غُلّة

واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً‏.‏ وأَغَلّ إِبلَه‏:‏ أَساءَ

سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ‏.‏ وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا

لم يَقْضِ رِيَّه‏.‏ أَبو عبيد عن أَبي زيد‏:‏ أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا

أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا

تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر الرازي‏:‏ إِذا صدَرَت

الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً

إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة

غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته‏.‏

والغَلِيلُ‏:‏ حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً‏.‏ والغِلُّ، بالكسر، والغَلِيلُ‏:‏ الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ؛ قال الزجاج‏:‏ حقيقته، والله أَعلم، أَنه

لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ

وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر، غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد‏.‏ ورجل مُغِلٌّ‏:‏ مُضِبٌّ على حقد

وغِلٍّ‏.‏ وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ‏:‏ خانَ؛ قال النمر‏:‏

جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ

جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ

وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم‏.‏ وأَغَلَّه‏:‏ خَوّنه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت‏:‏ لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ‏:‏ وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ

يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين‏:‏ أَحدهما يُخان يعني

أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة

أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس‏:‏ جعل يُغَل بمعنى

يُغَلَّل، قال‏:‏ وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت

أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء‏:‏ جائز أَن يكون

يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك،

وقال الزجاج‏:‏ قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل

فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين

فقالوا‏:‏ لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم

مَغْنَمكم‏؟‏ قال‏:‏ ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين‏:‏ أَحدهما ما كان لنبي أن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه

قال‏:‏ لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها

ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل

يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران‏:‏ وما كان لنبي أَن يَغُل، قال يونس‏:‏ كيف لا يُغَل‏؟‏ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ الغُلول من المَغْنَم

خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول

غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري‏:‏ قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان

أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً

للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان

لمُحرِم أَن يلبَس، قال‏:‏ وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ‏:‏ وما كان لنبي أن يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال‏:‏ والشاهد على قوله

يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر‏:‏

حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن

للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع

وفي الحديث‏:‏ أَنه صلى الله عليه وسلم أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية‏:‏

أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال

السَّرِقة، وقيل‏:‏ الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال‏:‏ لا

رِشْوة‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت

غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً، وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب

خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح‏:‏ ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على

المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة

فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل‏:‏ المُغِل ههنا

المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال

ابن الأَثير‏:‏ والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل‏:‏ الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة، والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل

وهي السَّلَّة، وقيل‏:‏ هو الغارة الظاهرة، يقال‏:‏ غَلّ يَغُلّ وسَلّ

يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أن يُعِينَ غيره عليهما، وقيل‏:‏ الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ

السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ

مؤمن‏:‏ إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين

فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل‏:‏ معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي

لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل، وروي‏:‏ لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح

للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن

والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم

خاصة، والإِغْلال‏:‏ الخيانة في المَغانم وغيرها‏.‏ ويقال من الغِلّ‏:‏ غَلّ

يَغِلّ، ومن الغُلول‏:‏ غَلّ يَغُلّ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان

لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ

غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد

الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال‏:‏ ويروى

يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال‏:‏ والمعنى أَن هذه

الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل

والخيانة والشرّ، قال‏:‏ وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً

عليهن‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏ غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه‏.‏ ابن الأَعرابي في النوادر‏:‏ غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد

عن الصواب غاشًّا‏.‏

وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة‏:‏

خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا

خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها

وأَغَلَّ في الجِلْد‏:‏ أَخذ بعض اللحم والإِهابَ‏.‏ يقال‏:‏ أَغْلَلْت الجلد

إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته

فتركت على الجلد اللحم‏.‏ والغَلَل‏:‏ اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ‏.‏

وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب‏.‏

والغَلَل‏:‏ داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب

الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً‏.‏

وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ‏:‏ دخل

فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس‏:‏

يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ، وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل‏.‏

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن

شيوخه‏:‏

تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي، فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ

وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ‏:‏ أَدخله؛ قال ذو الرمة‏:‏

غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة، وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق

وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب‏:‏ ومنها ما يُغِلّ يعني

من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية‏.‏ وغَلّ أَيضاً‏:‏

دخل، يتعدّى ولا يتعدّى‏.‏ ويقال‏:‏ غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها‏.‏

وغَلْغَله‏:‏ كغَلَّه‏.‏ والغُلَّة‏:‏ ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والغَلْغَلة‏:‏ كالغَرْغَرة في معنى الكسر‏.‏ والغَلَلُ‏:‏ الماء الذي يَتَغَلَّل بين

الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين‏:‏

يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال

ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال

يقول‏:‏ يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع

في الغارة كالحَمام

الواردة؛ وفي التهذيب قال‏:‏ أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد

غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل‏:‏ الغَلَل الماء الظاهر

الجاري، وقيل‏:‏ هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية

فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل‏:‏ الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال

الحُوَيْدِرة‏:‏

لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه

غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو

التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل‏:‏ أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل

ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع

إِلاَّ الوَطاء‏.‏ وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ، بالضم في جميع ذلك‏.‏ وتَغَلْغَل الماء في الشجر‏:‏ تخلَّلها‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ لا

يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أن يظهر‏.‏ ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال

كعب‏:‏

وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها

أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل

والغِلالة‏:‏ شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل‏.‏

وفي التهذيب‏:‏ الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد‏.‏

واغْتَلَلْت الثوبَ‏:‏ لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري

في أُصول الشجر‏.‏ وغَلَّلَ الغِلالة‏:‏ لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن الأَعرابي‏.‏ والغُلَّة‏:‏ الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي

تدخَل‏.‏ والغَلائل‏:‏ الدرُوع، وقيل‏:‏ بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل‏:‏ هي

مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل، واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة‏:‏

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً، فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل‏.‏

خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها

البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل‏.‏ وغَلائل الدُّروع‏:‏

مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد‏:‏

وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل

وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال‏:‏ الغِلالة

المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء

لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العُظْمَة والغِلالة

والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على

عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد‏:‏

تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، ولم تَنَطّقْها على غِلاله، إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله

قال ابن بري‏:‏ وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر‏:‏

كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه، وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ

وغَلَّ الدهنَ في رأْسه‏:‏ أَدخله في أُصول الشعر‏.‏ وغَلَّ شعرَه بالطيب‏:‏

أَدخَله فيه‏.‏ وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل‏:‏

تَغَلَّف؛ أَبو صخر‏:‏

سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة، فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب

وغَلَّله بها‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة

ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال‏:‏ والأَول أَقيس‏.‏ غيره‏:‏ ويقال

تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء‏:‏ يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال‏:‏ وكل

شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال‏:‏ وتَغَلَّيْت

مولّدة‏.‏ وقال أَبو نصر‏:‏ سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية‏؟‏

فقال‏:‏ إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز‏.‏ الليث‏:‏ ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏

كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالِية أَي

أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية

ولا يقال تَغَلَّيْت، قال‏:‏ وأَجازه الجوهري‏.‏ وفي حديث المخنَّث هِيتِ

قال‏:‏ إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له‏:‏ قد

تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة‏:‏ إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر

ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف‏.‏ وغَلَّ المرأَةَ‏:‏ حَشاها، ولا يكون

إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي‏.‏ السلمي‏:‏ غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ

وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به‏.‏

والغُلاَّن، بالضم‏:‏ مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات

شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ‏.‏ وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو

حنيفة‏:‏ هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ‏.‏ والغالُّ‏:‏ أَرض مطمئنة ذات

شجر‏.‏ ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ

من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً‏.‏ والغالّ‏:‏ نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة‏:‏

وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ

عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ‏.‏

أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل‏:‏ إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛ وقال مضرِّس الأَسدي‏:‏

تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي

تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ

الغُلاَّن‏:‏ بطون الأَودية، ورَمَم‏:‏ موضع‏.‏

والغالَّة‏:‏ ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع‏.‏ والغُلّ‏:‏ جامِعة

توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال‏:‏ في رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول‏.‏

وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ويَضَعُ عنهم

إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج‏:‏ كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال

التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك

وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك

كالطَّوْق في عنُقك‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد

بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون

الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء

يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه

يَغُلّه‏.‏ وقوله تعالى وتقدَّس‏:‏ إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي

الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم‏.‏ وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ، فهو مَغْلول‏.‏ وفي حديث الإِمارة‏:‏ فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره

أَي جعل في يده

وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل‏:‏ ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل‏:‏ أَرادوا

نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل‏:‏ معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل‏:‏ يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى

عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه‏.‏ وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق‏:‏ غُلٌّ قَمِلٌ‏:‏ أَصله أَن العرب كانوا إِذا

أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه

إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة

السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني

عن المرأَة بالغُلّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو‏.‏ ابن السكيت‏:‏ به غُلّ من العطش

وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ‏.‏ وقولها‏:‏ ما له أُلَّ وغُلَّ؛ أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ‏:‏ جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ‏.‏

والغَلّة‏:‏ الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض‏.‏ والغَلَّة‏:‏

واحدة الغَلاَّت‏.‏ واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه‏.‏

واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت‏:‏ أَخْذُ غَلّتها‏.‏ وأَغَلَّت الضَّيْعة‏:‏ أَعطت

الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير‏:‏

فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها

قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم

وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً‏:‏ من الغَلَّة؛ قال الراجز‏:‏

أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الغَلَّة بالضَّمان؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو كحديثه الآخر‏:‏ الخَراجُ بالضَّمان‏.‏ والغَلَّة‏:‏

الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك‏.‏ وفلان

يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة‏.‏ ويقال‏:‏ نِعْم الغَلول شَراب

شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني‏.‏ ويقال‏:‏ اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا

مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه‏.‏ ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني

التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول، بفتح الفاء‏.‏

وغَلّ بصَرُه‏:‏ حاد عن الصواب‏.‏ وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره‏.‏

والغُلَّة‏:‏ خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع غُلَل‏.‏ والغَلَلُ‏:‏ المِصْفاة؛ وقول لبيد‏:‏

لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ، بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا

يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع

غُلَّة‏.‏

والغَلِيل‏:‏ القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ‏.‏

والغَلِيل‏:‏ النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة‏:‏

سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها

ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم

ويروى‏:‏

سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها

مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم

قوله‏:‏ ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته

فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل، والنَّهْدِيّ‏:‏ الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم‏:‏ مَعْضُوض أَي عضَّته

الناقة فرمته لصلابته‏.‏

والغَلْغَلة‏:‏ سرعة السير، وقد تغَلْغَل‏.‏ ويقال‏:‏ تغَلْغَلوا فمضوا‏.‏

والمُغَلْغَلة‏:‏ الرِّسالة‏.‏ ورِسالة مُغَلْغَلة‏:‏ محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ، وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام

وفي حديث ابن ذي يَزَن‏:‏

مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي

إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق

المُغَلْغَلة، بفتح الغينين‏:‏ الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد، وبكسر الغين الثانية‏:‏ المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير‏.‏

وغَلْغَلَة‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي، إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله

غمل‏:‏ غَمَلَ الأَدِيمَ يَغْمُله غَمْلاً فانْغَمَل‏:‏ أَفسده، وهو غَمِيل، وقيل‏:‏ جعله في غُمَّة لينفسخ عنه صوفه، وقيل‏:‏ هو أَن يُلفَّ الأَديمُ

ويدفَن في الرمل بعد البَلِّ حتى يُنْتِن ويسْتَرْخِي ويسْمَح إِذا جذب

صوفه فينتَف شعره، وقيل‏:‏ إِنه إِذا غفل عنه ساعة فهو غَمِيل وغَمِين‏.‏ وقال

أَبو حنيفة‏:‏ هو أَن يطوى على بَلَلِه فيُطال طيّة فوق حقِّه فيفسد، وقيل‏:‏

الغَمَل أَن يلفّ الإِهاب بعدما يسلَخ ثم يغمّ يوماً وليلة حتى يسترخي

شعره أَو صوفه ثم يمرط، فإِن ترك أَكثر من يوم وليلة فسد‏.‏ وأَغْمَلَ فلان

إِهابه إِذا تركه حتى يفسد؛ قال الكميت‏:‏

كَحالِئَةٍ عن كوعها، وهي تبتغي

صَلاحَ أَديمٍ ضَيَّعَته، وتُغْمِل

وغَمَل البُسْرَ‏:‏ غَمَّه ليُدرك، وكذلك الرجل تلقى عليه الثياب ليَعرق، فهو مَغْمول، وإِذا غُمّ البسر ليدرك فهو مَغْمُول ومَغْمُون‏.‏ ورجل

مَغْمول إِذا كان خاملاً؛ وقول أَبي وجزة‏:‏

وبِجَلْهَتَيْ عَمَّان يوماً لم يكن، لكمُ إِذا عُدّ العُلى، مَغْمُولا

أَي مغطّى ولكنه كان مشهوداً، وكل شيء كُبِس وغطّي فقد غُمِل‏.‏ ونخل

مَغْمول‏:‏ متقارب لم ينفسخ‏.‏ والغَمْل‏:‏ أَن ينحت عنب الكَرْم فيخفِّفوا من ورقه

فيلقُطوه‏.‏ وغَمَل العنبَ في الزَّبيل يَغْمُله غَمْلاً‏:‏ نضّد بعضه على

بعض‏.‏ وغَمِل الجُرح غَمَلاً‏:‏ أَفسده العِصاب‏.‏ وغَمِل النبتُ غَمَلاً‏:‏ فسد‏.‏

والغَمِيل من النَّصِيّ‏:‏ ما ركب بعضه بعضاً فبلي، والجمع غَمْلى؛ قال

الراعي‏:‏

وغَمْلى نَصِيّ بالمِتانِ، كأَنها

ثَعالِب مَوْتى، جلدُها قد تَزَلَّعا

وتَغَمَّل النبات‏:‏ ركب بعضه بعضاً‏.‏ ويقال‏:‏ غَمِل النبت يَغْمَل غَمَلاً

إِذا التف وغمّ بعضه بعضاً فعَفِن‏.‏ ولحم مَغْمول ومَغْمُون إِذا غطي شواء

أَو طبيخاً‏.‏ وإِهاب مَغْمول إِذا لفّ ففسد؛ قال الراجز‏:‏

وغَمَل الثعلبَ غَمْلاً شِبْرِقُهْ

يريد طال الشِّبْرق وهن الضَّرِيع حتى غَمَل الثعلبَ وأَصلحه فسمن وتناثر شعره، كما يُغْمَل الأَديم إِذا ذرّ فيه الغَلْفَة والقي بعضه على بعض

حتى يسترخي الشعر، والغَلْفَة نبت يدبغ به الأَديم‏.‏ والغَمَل‏:‏ الدأْب‏.‏

والغُمْلُول‏:‏ بطن غامض من الأَرض ذو شجر، وقيل‏:‏ هو الوادي الضيّق الكثير

الشجر والنبت الملتفّ، وقيل‏:‏ هو الوادي الطويل القليل العَرْض الملتفّ؛ وأَنشد‏:‏

يا أَيها الضَّاغِبُ بالغُمْلول، إِنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول

الضَّاغِب‏:‏ الذي يَخْتبئ في الخَمَرِ فيفزِّع الإِنسان بمثل صوت السبُع

والوحش، وقيل‏:‏ هو كل مجتمع نحو الشجر والظلمة والغَمام إِذا أَظلم وتَراكم حتى تسمى الزَّاوِية غُمْلُولاً؛ وقال ابن شميل‏:‏ الغُمْلول كهيئة

السِّكة في الأَرض ضيِّق له سَنَدان طول السَّنَدِ ذراعان يَقود الغَلْوة

ينبت شيئاً كثيراً وهو أَضيق من الفاتِحة والمليع؛ قال الطرماح‏:‏

ومَخارِيجَ من شَعارٍ وغِينٍ، وغَمالِيل مُدْحِيات الغِياضِ‏.‏

ويقال له الغُمْلول‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إِن بني قريظة نزلوا أَرضاً غَمِلة وَبِلَة؛ الغَمِلة

الكثيرة النبات التي يُوارِي النبات وجهها‏.‏ وغَمَلْتَ الأَمر إِذا سترته

وواريته‏.‏ والغُمْلُول‏:‏ الرَّابية‏.‏ والغُمْلول‏:‏ حشيشة تؤكل مطبوخة؛ تسميه

الفُرْس بَرْغَسْت؛ قال‏:‏

كأَنه بالوَهْد ذي الهُجُول، والمَتْن والغائِط والغُمْلول، فَذّ أَديم الغَرْف بالإِزْمِيل‏.‏

والغَمالِيل‏:‏ الرَّوابي‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الغُمْلول بقلة دَسْتِيَّة

تبكِّر في أَول الربيع ويأْكلها الناس‏.‏ والغَمْل‏:‏ موضع؛ وقال‏:‏

كيفَ تراها، والحُداة تَقْبِضُ

بالغَمْل ليلاً، والرِّجال تُنْغِضُ‏؟‏

والقَبْضُ‏:‏ السير السريع‏.‏

غنبل‏:‏ الغُنْبُول والنُّغْبُول‏:‏ طائر، قال ابن دريد‏:‏ ليس بثبت‏.‏