فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

فعل‏:‏ الفِعل‏:‏ كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ، فَعَل يَفْعَل

فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح، وفَعَله وبه، والاسم

الفِعْل، والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار، وقيل‏:‏ فَعَله يَفْعَله

فِعْلاً مصدر، ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً، وقد جاء خَدَع

يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً، والفَعْل بالفتح

مصدر فَعَل يَفْعَل، وقد قرأَ بعضهم‏:‏ وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات، وقوله

تعالى في قصة موسى، عليه السلام‏:‏ وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت؛ أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك، وقرأَ الشعبي

فِعْلَتَك، بكسر الفاء، على معنى وقَتَلْت القِتْلة التي قد عرفتها لأَنه

قَتَله بوَكْزة؛ هذا عن الزجاج، قال‏:‏ والأَول أَجود‏.‏ والفَعال أَيضاً مصدر

مثل ذَهَب ذَهاباً، والفَعال، بالفتح‏:‏ الكرم؛ قال هدبة‏:‏

ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه، إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا

قال الليث‏:‏ والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر‏.‏ يقال‏:‏ فلان كريم

الفَعال وفلان لئيم الفَعال، قال‏:‏ والفِعال، بكسر الفاء، إِذا كان الفعل بين

الاثنين؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ

الفَعال على الحسَن دون القبيح، وقال المبرد‏:‏ الفَعال يكون في المدْح

والذمِّ، قال‏:‏ وهو مُخَلَّص لفاعل واحد، فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال، قال‏:‏

وهذا هو الجيد‏.‏ وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة، والفَعَلة صفة غالِبة

على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏

والنَّجَّار يقال له فاعل‏.‏

قال النحويون‏:‏ المفعولات على وُجوه في باب النحو‏:‏ فمفعول به كقولك

أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه، ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ

غضبك، ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً، ومفعول فيه وهو على وجهين‏:‏

أَحدهما الحال، والآخر في الظروف، فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي البيت، وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه، ومفعول

عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة، ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر

ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت

فَهْماً، واللازم كقولك انكسر انكساراً، والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ

للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل

وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل

وفِعْيَل‏.‏ وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما

يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها «فعل» كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن

فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر؛ وفاعِليَّان‏:‏ مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله‏:‏

يا خليليَّ ارْبَعا، فاسْـ *** ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان

فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان‏.‏

ويقال‏:‏ شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ

تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه، وكان يقال‏:‏ أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ

الشعر ما افتُعِل؛ قال ذو الرمة‏:‏

غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ، من الآفاق، تُفْتَعَل افْتِعالا

أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث‏.‏ ويقال لكل شيء يسوَّى على غير

مِثال تقدَّمه‏:‏ مُفْتَعَل؛ ومنه قول لبيد‏:‏

فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً، ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل

وقوله تعالى‏:‏ والذين هم للزكاة فاعِلون؛ قال الزجاج‏:‏ معناه مُؤتون‏.‏

وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة‏:‏ نِصابها؛ قال ابن مقبل‏:‏

وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ، هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها

يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

أَتَتْه، وهي جانِحة يداها

جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال

قال ابن بري‏:‏ الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها

مكسورة الفاء، يقال‏:‏ يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان، والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة‏.‏ والفِعال أَيضاً‏:‏ مصدر فاعَل‏.‏

والفَعِلة‏:‏ العادة‏.‏ والفَعْل‏:‏ كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث‏.‏

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء

بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم، قيل له‏:‏ أَتَقولُه في كل شيء‏؟‏ قال‏:‏ نعم

أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، ويقال‏:‏

عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه؛ وأَنشد‏:‏

ذكْر شيءٍ، يا سُلَيْمى، قد مَضى، وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل

وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق‏.‏ وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل‏:‏

كقولك كسَرْته فانكسَر‏.‏ وفَعالِ‏:‏ قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة، بكسر اللام‏.‏

فقل‏:‏ النضر في كتاب الزّرْع‏:‏ الفَقْل التَّذْرِية في لغة أَهل اليمن، يقال‏:‏ فَقَلُوا ما دِيسَ من كُدْسِهم وهو رفع الدِّقِّ بالمِفْقَلة، وهي

الحِفْراة، ثم نَثْرُه‏.‏ ويقال‏:‏ كانت أَرضُهم العامَ كثيرة الفَقْل أَي

الريْع، وقد أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالاً؛ والدِّقُّ‏:‏ ما قد دِيسَ ولم يُذْرَ، قال‏:‏ وهذا الحرف غريب‏.‏

فقحل‏:‏ فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ في غير موضعه‏.‏ الفراء‏:‏ رجل

فُقْحُل سريع الغضب‏.‏

فكل‏:‏ الأَفْكَلُ، على أَفْعَل‏:‏ الرَّعْدة، ولا يبنى منه فِعْل‏.‏ التهذيب

عن الليث وغيره‏:‏ الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان ولا فعل له؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

بعَيْشكِ هاتي فغَنِّي لنا، فإِن نَداماك لم يَنْهَلُوا

فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها

غِناءً رُويداً، له أَفْكَلُ

وقال الأَخطل‏:‏

لَها بعد إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل

ابن الأَعرابي‏:‏ افْتَكَل فلان في فِعْله افْتِكالاً واحْتَفَل

احْتِفالاً بمعنى واحد‏.‏ ويقال‏:‏ أَخذ فلاناً أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فارتعد من بَرْد أَو خَوْف، وهو ينصرِف، فإِن سمَّيت به رجلاً لم تصرفه في المعرفة

للتعريف ووزن الفِعْل وصرفته في النكرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَوحى الله تعالى

إِلى البحر إِنّ موسى يضربك فأَطِعْه فبات وله أَفْكَل أَي رِعْدة، وهي

تكون من البَرْد أَو الخوف، وهمزته زائدة؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏

فأَخذني أَفْكَل وارتعدت من شدة الغَيْرة‏.‏ والأَفْكَل‏:‏ اسم الأَفْوَه

الأَوْديّ لرِعْدة كانت فيه‏.‏ والأَفْكَل‏:‏ أَبو بطن من العرب يقال لبنيه

الأَفاكِل‏.‏ وأَفْكَل‏:‏ موضع؛ قال الأَفوه‏:‏

تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا، وتُدْرِك ثأْراً من رَغانا بِأَفْكَل‏.‏

فلل‏:‏ الفَلُّ‏:‏ الثَّلْم في السيف، وفي المحكم‏:‏ الثَّلْم في أَيّ شيء

كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال

بعض الأَغْفال‏:‏

لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ، فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ

وفي حديث أُمّ زَرْع‏:‏ شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ، الفلُّ‏:‏ الكسر والضرب، تقول‏:‏ إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع

بينهما، وقيل‏:‏ أَرادت بالفَلِّ الخصومة‏.‏ وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي

مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة‏:‏

وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي، سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا

وفُلولُه‏:‏ ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل‏:‏ الفُلول مصدر، والأَول أَصح‏.‏

والتَّفْلِيل‏:‏ تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛ وأَنشد‏:‏

بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ

وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل‏:‏ ذو فُلول‏.‏ والفَلُّ، بالفتح‏:‏ واحد فُلول

السيف وهي كُسور في حدِّه‏.‏ وفي حديث سيف الزبير‏:‏ فيه فَلَّة فُلَّها يوم

بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف‏:‏ ولا

تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى

بفَلِّها عن النزاع والشقاق‏.‏ وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما‏:‏

ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين‏.‏ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه‏:‏ يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ

غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ‏.‏ ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا

أَصاب الحجارة فكسرته‏.‏ وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت‏.‏

والفَلِيل‏:‏ ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح‏:‏ إِذا انثلَم‏.‏

والفَلُّ‏:‏ المنهزِمون‏.‏ وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ‏:‏ هزمهم فانفَلُّوا

وتَفَلَّلوا‏.‏ وهم قوم فَلٌّ‏:‏ منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو

الحسن‏:‏ لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس

واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول

لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ، لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا

محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب

نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده‏:‏ هذا تفسير ما أَجمله

أَهل اللغة‏.‏ والفَلُّ‏:‏ الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل‏.‏ والفَلُّ‏:‏

القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد‏:‏

عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ، طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ

وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر‏.‏ والفُلَّى‏:‏ الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك

الفُرَّى، يقال‏:‏ جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال

ابن بري‏:‏ ومنه قول الجعدي‏:‏

وأَراه لم يُغادِر غير فَل

أَي المَفْلول‏.‏ ويقال‏:‏ رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول

وفِلال‏.‏ وفَلَلْت الجيش‏:‏ هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم‏.‏ يقال‏:‏ فَلَّه فانفَلَّ

أَي كسره فانكسر‏.‏ يقال‏:‏ مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ‏.‏ وفي حديث الحجاج

بن عِلاط‏:‏ لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ‏:‏ القوم

المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة‏.‏ وفي حديث عاتكة‏:‏ فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد

كعب‏:‏ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ

أَي مهزوم‏:‏ والفَلُّ‏:‏ ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد

وشَرَر النار، والجمع كالجمع‏.‏ وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ‏:‏ جَدْبة، وقيل‏:‏ هي التي

أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل‏:‏ هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين

ممطورتين؛ أَبو عبيدة‏:‏ هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت‏.‏

قال أَبو حنيفة‏:‏ أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد‏:‏

وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ

أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي

غيره‏:‏ الفِلُّ‏:‏ الأَرض التي لم يصبها مطر‏.‏ وأَرض فلٌّ‏:‏ لا شيء بها، وفَلاةٌ منه، وقيل‏:‏ الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على

أَفْلال‏.‏ وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض‏.‏ وأَفْلَلْنا‏:‏ وطئنا

أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت

تُعبد‏:‏شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً

رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ

وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ، ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ

أَي خالٍ من الخير، ويروى‏:‏ ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل

العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً‏:‏

حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ

وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي

الغتْم‏:‏ شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الفَلالِيُّ

واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل‏.‏ ويقال‏:‏ أَرض أَفْلال؛ قال الراجز‏:‏

مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ

وقال الفراء‏:‏ أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر‏:‏

أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما

يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل

وأَفَلَّ الرجل‏:‏ ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ‏.‏

واسْتَفَلَّ الشيءَ‏:‏ أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره‏.‏ والاسْتِفْلال‏:‏ أن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا

يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً‏.‏

والفَلِيلة‏:‏ الشعر المجتمع‏.‏ المحكم‏:‏ الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع، فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا

يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت‏:‏

ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى

من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل

قال ابن بري‏:‏ ومنه قول ابن مقبل‏:‏

تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه

وقال ساعدة بن جؤية‏:‏

وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه

مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ

وفي حديث معاوية‏:‏ أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛ الفَلِيلة‏:‏ الكُبَّة من الشعر‏.‏ والفَلِيل‏:‏ الليفُ، هذلية‏.‏

وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ‏:‏ ذهب ثم عاد‏.‏

والفُلْفُل، بالضم

‏:‏ معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَخبرني من رأَى شجرَه فقال‏:‏

شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان، والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ

وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى

يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون

هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال‏:‏‏.‏

كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً، صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل

ذكَّر على إِرادة الشراب‏.‏ والمُفَلْفَل‏:‏ ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير

الفُلْفُل‏.‏ وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة

الفُلْفُل وصِغَرَه‏.‏ وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي

اللسانَ‏.‏ وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل‏.‏ وتَفَلْفَل قادِمَتا

الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل‏:‏

فمرَّتْ على أَطْراف هِر، عَشِيَّةً، لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا

التَّوْأَبانِيَّان‏:‏ قادِمَتا الضرع‏.‏ والفُلْفُل‏:‏ الخادم الكيِّس‏.‏ وشعَر

مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته‏.‏ المحكم‏:‏ وتَفَلْفَل شعر الأَسود

اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل

المتقدم؛ قال‏:‏

وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه

ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل

اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ‏.‏ وأَدِيم مُفَلْفَل‏:‏ نَهَكه الدِّباغ‏.‏

وفي حديث عليّ‏:‏ قال عَبْد

خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا

هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي‏:‏ خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء

والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال‏:‏ جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية

المتبختر، وقيل‏:‏ هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال

القتيبي‏:‏ لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال‏:‏ ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل‏.‏ وقال النضر‏:‏ جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه

بالسِّواك‏.‏ وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال‏:‏ ومن خفيف هذا الباب

فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت‏:‏

وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها

يُقال لمثليَ‏:‏ وَيْهاً فُلُ

وللمرأَة‏:‏ يا فُلَة‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على

حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال‏:‏ والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد

يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية

لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير

النداء؛ قال أَبو النجم‏:‏

تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ

في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ

فكسر اللام للقافية؛ الجوهري‏:‏ قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال‏:‏ ولو كان ترخيماً لقالوا يا

فُلا‏.‏ وفي حديث القيامة‏:‏ يقول الله تبارك وتعالى‏:‏ أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك

وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وليس ترخيماً لأَنه لا

يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه‏:‏

ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير

النداء؛ وقال الجوهري‏:‏ ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو

أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني

ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال‏:‏ وقال قوم إِنه ترخيم

فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي

الترخيم‏.‏ وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر‏:‏ يُلْقَى في النار

فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف‏؟‏

فنل‏:‏ التهذيب في الثلاثي‏:‏ ابن الأَعرابي يقال لرقبة الفِيل الفِنْئِل‏.‏

وقال الفراء‏:‏ الفِنْئل، بالهمز، المرأَة القصيرة‏.‏

فنجل‏:‏ الفَنْجَلة والفَنْجَلى‏:‏ مِشْية ضعيفة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الفَنْجَلة

أَن يمشي مُفَاجًّا، وقد فَنْجَل‏.‏ والفَنْجَلة أَيضاً‏:‏ تباعُد ما بين

الساقين والقدَمين‏.‏ والفَنْجَل من الرجال‏:‏ الأَفْحَج‏.‏ ورجل فَنْجَل‏:‏ وهو المتباعد الفخذين الشديد الفَحَج؛ وأَنشد‏:‏ الله أَعْطانِيك غيرَ أَحْدَلا، ولا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا

والفُنُْجُل‏:‏ عَناق الأَرض‏.‏

فهل‏:‏ أَنت في الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ؛ وفَهْلَلُ، عن يعقوب، لا ينصرف، وهو الذي لا يُعرَف‏.‏ الجوهري‏:‏ هو الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غير مصروف من أَسماء الباطل مثل تَهْلَل

فول‏:‏ الفُول‏:‏ حَبٌّ كالحِمَّص، وأَهل الشام يسمون الفُول البَاقِلاًّ، الواحدة فُولة؛ حكاه سيبويه وخص بعضهم به اليابِس‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَنه

سأَل المفقود ما كان طعام الجن‏؟‏ قال‏:‏ الفُول؛ هو الباقِلاًّ، والله أَعلم‏.‏

فوفل‏:‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الفُوفَل ثمر نخلة وهو صلْب كأَنه عود خشب؛ وقال

مرة‏:‏ شجر الفُوفل نخلة مثل نخلة النارَجِيل تحمل كَبَائس فيها الفُوفل

أَمثال التمر‏.‏

فيل‏:‏ الفِيل‏:‏ معروف، والجمع أَفْيال وفُيُول وفِيَلة؛ قال ابن السكيت‏:‏

ولا تقل أَفْيِلة، والأُنثى، فِيلة، وصاحبها فَيَّال

قال سيبويه‏:‏ يجوز أَن يكون أَصل فيل فُعْلاً فكسر من أَجل الياء كما

قالوا أَبيض وبِيض؛ قال الأَخفش‏:‏ هذا لا يكون في الواحد إِنما يكون في الجمع؛ وقال ابن سيده‏:‏ قال سيبويه يجوز أَن يكون فِيل فِعْلاً وفُعْلاً

فيكون أَفْيال، إِذا كان فُعْلاً، بمنزلة الأَجناد والأَجْحار، ويكون

الفُيُول بمنزلة الخِرَجَةَ

يعني جمع خُرْج‏.‏ وليلة مثل لون الفِيل أَي سَوْداء لا يهتدي لها، وأَلوان

الفِيَلة كذلك‏.‏

واسْتَفْيَل الجملُ‏:‏ صار كالفِيل؛ حكاه ابن جني في باب اسْتَحْوذ

وأَخواته؛ وأَنشد لأَبي النجم‏:‏

يريد عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل

والتفيُّل‏:‏ زيادة الشباب ومُهْكَته؛ قال الشاعر‏:‏

حتى إِذا ما حانَ من تَفَيُّله

وقال العجاج‏:‏

كلّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا

عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَيَّلا

قال‏:‏ تفيَّل إِذا سمن كأَنه فِيل‏.‏ ورجل فَيِّل اللحم‏:‏ كثيرة، وبعضهم

يهمزه فيقول فَيْئِل، على فَيْعِل‏.‏

وتفيَّل النبات‏:‏ اكْتَهَل؛ عن ثعلب‏.‏

وفَال رأْيُه يَفِيل فَيْلولة‏:‏ أَخْطأَ وضَعُف‏.‏ ويقال‏:‏ ما كنت أُحب أن يرى في رأْيك فِيَالة‏.‏ ورجل فِيلُ الرأْي أَي ضعيف الرأْي؛ قال الكميت‏:‏

بني رَبِّ الجَواد، فلا تَفِيلوا، فما أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِيل

وقال جرير‏:‏

رأَيتُك يا أُخَيْطِل، إِذْ جَرَيْنا

وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا

وتفيَّل‏:‏ كَفال‏.‏ وفَيَّل رأْيَه‏:‏ قبَّحه وخطَّأَه؛ وقال أُمية بن أَبي

عائذ‏:‏

فَلَوْ غَيْرَها، من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ، مدحْتَ بقول صادق، لم تُفَيَّلِ

فإِنه أَراد‏:‏ لم يفيَّل رأْيُك، وفي هذا دليل على أَن المضاف إِذا حذف

رِفِض حكمه، وصارت المعاملة إِلى ما صرت إِليه وحصلت عليه، أَلا ترى أَنه

ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَيْبة، وهو الياء، وعدل إِلى الخطاب البتة

فقال تُفَيَّل، بالتاء، أَي لم تفيَّل أَنت‏؟‏ ومثله بيت الكتاب‏:‏

أَولئك أَولَى من يَهودَ بِمِدْحَة، إِذا أَنتَ يوماً قلتَها لم تُفَنَّد

أَي يفنَّد رأْيُك‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏ الفَائِل من المتفرِّسين الذي يظن

ويخطيء، قال‏:‏ ولا يعد فائلاً حتى ينظر إِلى الفَرس في حالاته كلها

ويتفرَّس فيه، فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غير فائِل‏.‏ ورجل فِيلُ الرأْي

والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كان ضعيفاً، والجمع أَفْيال‏.‏ ورجل

فالٌ أَي ضعيف الرأْي مخطئ الفِراسة، وقد فال الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة‏.‏

وفَيِّل رأْيَه تَفْيِيلاً أَي ضعَّفه، فهو فَيِّل الرأْي‏.‏ قال ابن بري‏:‏

يقال فال الرجل يَفِيل فُيُولاً وفَيالة وفِيالة؛ قال أُفْنُون

التَّغلَبي‏:‏

فالُوا عليَّ، ولم أَملِك فَيالَتهم، حتى انتَحَيْت على الأَرْساغ والقُنَنِ

وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما‏:‏ كنتَ للدِّين يَعْسوباً

أَوَّلاً حين نفَر الناس عنه وآخراً حين فَيَّلوا، ويروى فَشِلوا، أَي حين

فال رأْيُهُم فلم يَسْتبينوا الحق‏.‏ يقال‏:‏ فال الرجل في رأْيه وفَيَّل إِذا

لم يصِب فيه، ورجل فائل الرأْي وفالُه وفَيَّله؛ وفي حديثه الآخر‏:‏ إن تَمَّموا على فِيَالة هذا الرأْي انقطع نِظام المسلمين؛ المحكم‏:‏ وفي رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة‏.‏

والمُفايَلة والفِيَال والفَيال لُعْبة للصبيان، وقيل‏:‏ لعبة لفِتيان

الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشيء في التراب ثم يقسِمونه بقسمين ثم يقول

الخابئ لصاحبه‏:‏ في أَي القسمين هو‏؟‏ فإِذا أَخطأَ قال له‏:‏ فال رأْيُك؛ قال

طرفة‏:‏

يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بها، كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ

قال الليث‏:‏ يقال فَيَال وفِيَال، فمن فتح الفاء جعله اسماً، ومن كسرها

جعله مصدراً؛ وقال غيره‏:‏ يقال لهذه اللعبة الطُّبَن والسُّدَّر؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي‏:‏

يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبن قال ابن بري‏:‏ والفِئال من الفأْل بالظفر، ومن لم يهمز جعله من فالَ

رأْيُه إِذا لم يظفَر، قال‏:‏ وذكره النحاس فقال الفِيَال من المُفايَلة ولم يقل من المُفاءلة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

من الناس أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَى

تَوَلَّوْا، وفَالوا للصديق وفَخَّموا

يجوز أَن يكون فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فصاروا كالفِيَلة، أَو

تجهَّموا للصديق لأَن الفِيل جَهْم، أَو فالَتْ آراؤهم في إِكرامه وتقريبه ومَعُونته على الدهر فلم يكرموه ولا أَعانوه‏.‏

والفائِل‏:‏ اللحمُ الذي على خُرْب الوَرِك، وقيل‏:‏ هو عِرْق؛ قال الجوهري‏:‏

وكان بعضهم يجعل الفائل عِرْقاً في الفخذ؛ قال هميان‏:‏

كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ، ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ

وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس‏:‏ في الورِك الخُرْبة وهي نقرة فيها لحم لا

عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل، قال‏:‏ وليس بين تلك النقرة وبين الجوف

عظم إِنما هو جلد ولحم، وقيل‏:‏ الفائِلان مُضَيْغَتان من لحم أَسفلهما على

الصَّلَوَيْن من لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْب، مُكْتَنِفتا

العُصْعُص منحدِرتان في جانبي الفخذين؛ واحتجوا بقول الأَعشى‏:‏

قد نَخْضِبُ العيرُ من مَكْنون فائِلِه، وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَل

قالوا‏:‏ فلم يجعله مَكْنوناً إِلا وهو عِرْق، قال الأَوَّلون‏:‏ بل أَغاب

اللسان في أَقْصى اللحم، ولو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان

عليه، ويقال‏:‏ المَكْنون هنا الدَّمُ؛ قال الجوهري‏:‏ مَكْنون الفَائِل دَمُه، وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن في الفائل، وذلك أَن الفارس إِذا حَذَق

الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه ليس دون الجَوف عظم، ومَكْنون فائِله دمُه الذي

قد كُنَّ فيه‏.‏ والفَالُ‏:‏ لغة في الفائِل؛ قال امرؤ القيس‏:‏

ولم أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة، بالضُّحَى، على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ، سَلِيم الشَّظى، عَبْلِ

الشَّوى، شَنِجِ النَّسا، لهُ حَجَباتٌ مُشْرُِفاتٌ على الفالِ

أَراد على الفائل فقلَب، وهو عِرْق في الفخذين يكون في خُرْبة الوَرِك

ينحدِر في الرِّجْل، والله أَعلم‏.‏

وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة‏:‏ نِصابها؛ قال ابن مقبل‏:‏

وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ، هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها

يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

أَتَتْه، وهي جانِحة يداها

جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال

قال ابن بري‏:‏ الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها

مكسورة الفاء، يقال‏:‏ يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان، والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة‏.‏ والفِعال أَيضاً‏:‏ مصدر فاعَل‏.‏

والفَعِلة‏:‏ العادة‏.‏ والفَعْل‏:‏ كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث‏.‏

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء

بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم، قيل له‏:‏ أَتَقولُه في كل شيء‏؟‏ قال‏:‏ نعم

أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل، وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ، ويقال‏:‏

عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه؛ وأَنشد‏:‏

ذكْر شيءٍ، يا سُلَيْمى، قد مَضى، وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل

وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق‏.‏ وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل‏:‏

كقولك كسَرْته فانكسَر‏.‏ وفَعالِ‏:‏ قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة، بكسر اللام‏.‏

قتل‏:‏ القَتْل‏:‏ معروف، قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً وتَقْتالاً وقَتَل به سواء عند ثعلب، قال ابن سيده‏:‏ لا أَعرفها عن غيره وهي نادرة غريبة، قال‏:‏

وأَظنه رآه في بيت فحسِب ذلك لغة؛ قال‏:‏ وإِنما هو عندي على زيادة الباء

كقوله‏:‏

سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر

وإِنما هو يقرأْن السُّوَر، وكذلك قَتَّله وقَتَل به غيرَه أَي قتله

مكانه؛ قال‏:‏

قَتَلتُ بعبد الله خيرَ لِداتِه

ذُؤاباً، فلم أَفخَرْ بذاك وأَجْزَعا

التهذيب‏:‏ قَتَله إِذا أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة، والمنية قاتلة؛ وقول الفرزدق وبلغه موت زياد، وكان زياد هذا قد نفاه وآذاه ونذر

قتله فلما بلغ موته الفرزدق شَمِت به فقال‏:‏

كيف تراني قالِباً مِجَنِّي، أَقْلِب أَمري ظَهْره لِلْبَطْنِ‏؟‏

قد قَتَلَ اللهُ زياداً عَنِّي

عَدَّى قَتَل بعنْ لأَنَّ فيه معنى صَرَفَ فكأَنه قال‏:‏ قد صَرَف الله زياداً، وقوله قالِباً مِجَنِّي أَي أَفعل ما شئت لا أَتَرَوَّع ولا

أَتَوقَّع‏.‏ وحكى قطرب في الأَمر إِقْتُل، بكسر الهمزة على الشذوذ، جاء به على

الأَصل؛ حكى ذلك ابن جني عنه، والنحويون ينكرون هذا كراهية ضمة بعد كسرة

لا يحجُز بينهما إِلا حرف ضعيف غير حصين‏.‏ ورجل قَتِيل‏:‏ مَقْتول، والجمع قُتَلاء؛ حكاه سيبويه، وقَتْلى وقَتالى؛ قال منظور بن مَرْثَد‏:‏

فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ، وَسْطَ القَتلى كالهَشِيم البالي

ولا يجمع قَتِيل جمعَ السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء، وقَتَله

قِتْلة سَوء، بالكسر‏.‏ ورجل قَتِيل‏:‏ مَقْتول‏.‏ وامرأَة قَتِيل‏:‏ مَقْتولة، فإِذا

قلت قَتيلة بَني فلان قلت بالهاء، وقيل‏:‏ إِن لم تذكر المرأَة قلت هذه

قَتِيلة بني فلان، وكذلك مررت بقَتِيلة لأَنك تسلك طريق الاسم‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ قال الكسائي يجوز في هذا طرْح الهاء وفي الأَوّل إِدخال الهاء يعني

أَن تقول‏:‏ هذه امرأَة قَتِيلة ونِسْوة قَتْلى‏.‏

وأَقْتَل الرجلَ‏:‏ عرَّضه للقَتْل وأَصْبَره عليه‏.‏ وقال مالك بن نُوَيْرة

لامرأَته يوم قَتَله خالد بن الوليد‏:‏ أَقْتَلْتِني أَي عرَّضْتِني

بحُسْن وجهك للقَتْل بوجوب الدفاع عنك والمُحاماة عليك، وكانت جميلة فقَتَله

خالد وتزوَّجها بعد مَقْتَله، فأَنكر ذلك عبد الله بن عمر؛ ومثله‏:‏

أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته للبيع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَشدُّ الناس عذاباً يوم

القيامة من قتَل نبيّاً أَو قَتَله نبيٌّ؛ أَراد من قَتَله وهو كافر

كقَتْله أُبيَّ بن خَلَف يوم بدْر لا كمَن قَتَله تطهيراً له في الحَدِّ

كماعِزٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يُقْتَل قُرَشيٌّ بعد اليوم صبْراً؛ قال ابن الأَثير‏:‏

إِن كانت اللام مرفوعة على الخَبر فهو محمول على ما أَباح من قَتْل

القُرَشيّين الأَربعة يوم الفَتْح، وهم ابن خَطَل ومَنْ معه أَي أَنهم لا

يعودون كفَّاراً يُغْزوْن ويُقْتَلون على الكفر كما قُتِل هؤلاء، وهو كقوله

الآخر‏:‏ لا تُغْزَى مكة بعد اليوم أَي لا تعودُ دار كفر تُغْزى عليه، وإن كانت اللام مجزومة فيكون نهياً عن قَتْلهم في غير حَدٍّ ولا قِصاص‏.‏ وفي حديث سَمُرة‏:‏ مَنْ قَتَل عَبْده قَتَلْناه ومن جَدَعَ عبده جَدَعْناه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ذكر في رواية الحسن أَنه نَسِيَ هذا الحديث فكان يقول لا

يُقْتَل حرٌّ بعبد، قال‏:‏ ويحتمل أَن يكون الحسن لم يَنْسَ الحديث، ولكنه

كان يتأَوَّله على غير معنى الإِيجاب ويراه نوعاً من الزَّجْر

ليَرْتَدِعوا ولا يُقْدِموا عليه كما قال في شارب الخمر‏:‏ إِنْ عاد في الرابعة أَو

الخامسة فاقتُلوه، ثم جيء به فيها فلم يَقْتله، قال‏:‏ وتأَوَّله بعضهم أَنه

جاء في عَبْد كان يملِكه مرَّة ثم زال مِلْكه عنه فصار كُفؤاً له

بالحُرِّية، قال‏:‏ ولم يقل بهذا الحديث أَحد إِلاَّ في رواية شاذة عن سفيان

والمرويُّ عنه خلافه قال‏:‏ وقد ذهب جماعة إِلى القِصاص بين الحرِّ وعبد الغير، وأَجمعوا على أَن القِصاص بينهم في الأَطراف ساقط، فلما سقَط الجَدْع

بالإِجماع سقط القِصاص لأَنهما ثَبَتا معاً، فلما نُسِخا نُسِخا معاً، فيكون حديث سَمُرة منسوخاً؛ وكذلك حديث الخمر في الرابعة والخامسة، قال‏:‏ وقد

يرد الأَمر بالوَعيد رَدْعاً وزَجْراً وتحذيراً ولا يُراد به وقوع الفعل، وكذلك حديث جابر في السارق‏:‏ أَنه قُطِع في الأُولى والثانية والثالثة

إِلى أَن جيء به في الخامسة فقال اقتُلوه، قال جابر‏:‏ فقَتَلْناه، وفي إِسناده مَقال قال‏:‏ ولم يذهب أَحد من العلماء إِلى قَتْل السارق وإِن تكررت

منه السَّرقة‏.‏

ومن أَمثالهم‏:‏ مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْه أَي سبب قَتْله بين

لَحْيَيْه وهو لِسانه‏.‏ وقوله في حديث زيد بن ثابت‏:‏ أَرسَل إِليَّ أَبو بكر

مَقْتَلع أَهل اليمامة؛ المَقْتَل مَفْعَل من القَتْل، قال‏:‏ وهو ظرف زمان ههنا

أَي عند قَتْلهم في الوَقْعة التي كانت باليمامة مع أَهل الرِّدَّة في زمن أَبي بكر، رضي الله عنه‏.‏

وتَقاتَل القوم واقتَتَلوا وتقَتَّلوا وقَتَّلوا وقِتَّلوا، قال سيبويه‏:‏

وقد أَدغم بعض العرب فأَسكن لمَّا كان الحرفان في كلمة واحدة ولم يكونا

مُنفَصِلين، وذلك قولهم يَقِتِّلون وقد قِتَّلوا، وكسروا القاف لأَنهما

ساكنان التقيا فشبِّهت بقولهم رُدِّ يا فَتى، قال‏:‏ وقد قال آخرون

قَتَّلوا، أَلقَوْا حركة المتحرك على الساكن، قال‏:‏ وجاز في قاف اقتَتَلوا

الوَجْهان ولم يكن بمنزلة عَصَّ وقِرَّ يلزمه شيء واحد لأَنه لا يجوز في الكلام

فيه الإِظهار

والإِخْفاء والإِدغام، فكما جاز فيه هذا في الكلام وتصرَّف دَخَله شيئَان

يَعْرضان في التقاء الساكنين، وتحذف أَلف الوَصْل حيث حرِّكت القاف كما حذفت

الأَلف التي في رُدَّ حيث حركت الراء، والأَلف التي في قلَّ لأَنهم حرفان

في كلمة واحدة لحقها الإِدغام، فحذفت الأَلف كما حذفت في رُبَّ لأَنه قد

أُدْغِم كما أُدْغم، قال‏:‏ وتصديق ذلك قراءة الحسن‏:‏ إِلا مَنْ خَطَّف

الخَطْفة؛ قال‏:‏ ومن قال يَقَتِّل قال مُقَتِّل، ومن قال يَقِتِّل قال

مُقِتِّل، وأَهل مكة يقولون مُقُتِّل يُتْبِعون الضمة الضمة‏.‏ قال سيبويه‏:‏

وحدثني الخليل وهرون أَنَّ ناساً يقولون مُرُدِّفين يريدون مُرْتَدِفين

أَتبَعُوا الضمةَ الضمة؛ وقول منظور بن مرثد الأَسدي‏:‏

تَعَرَّضَتْ لي بمكان حِلِّ، تَعَرُّضَ المُهْرةِ في الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلَلِّي

أَراد عن قَتْلي، فلما أَدخل عليه لازماً مشدَّدة كما أَدخل نوناً

مشدَّدة في قول دَهْلَب بن قريع‏:‏

جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ

أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِّ

وصار الإِعراب فيه فتَحَ اللامَ الأُولى كما تفتح في قولك مررت بتَمْرٍ

وبتَمْرَةٍ وبرجُلٍ وبرَجُلَين؛ قال ابن بري والمشهور في رجز منظور‏:‏

لم تَأْلُ عن قَتْلاً لي

على الحِكاية أَي عن قولها قَتْلاً له أَي اقتُلوه‏.‏ ثم يُدغم التنوين في اللام فيصير في السَّمْع على ما رواه الجوهري، قال‏:‏ وليس الأَمر على ما

تأَوَّله‏.‏ وقاتَله مُقاتَلة وقِتالاً، قال سيبويه‏:‏ وَفَّروا الحروف

كما وَفَّروها في أَفْعَلْت إِفْعالاً‏.‏

قال‏:‏ والتَّقْتال القَتْل وهو بناء موضوع للتَّكثير كأَنك قلت في فَعَلْت فَعَّلْت، وليس هو مصدر فَعَّلْت، ولكن لما أَردت التَّكْثير بَنَيْت

المصدر على هذا كما بنيت فَعَّلْت على فَعَلْت‏.‏ وقتَّلوا تقْتيلاً‏:‏ شدِّد

للكثرة‏.‏ والمُقاتَلة‏:‏ القتال؛ وقد قاتَله قِتالاً وقِيتالاً، وهو من كلام

العرب، وكذلك المُقاتَل؛ قال كعب بن مالك‏:‏

أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً، وأَنجو إِذا عُمَّ الجَبانُ من الكَرْب

وقال زيد الخيل‏:‏

أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً، وأَنجُو إِذا لم يَنْجُ إِلا المُكَيّس

والمُقاتِلة‏:‏ الذين يَلُون القِتال، بكسر التاء، وفي الصحاح‏:‏ القوم

الذين يَصْلحون للقتال‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ قاتَلهم الله أَنَّى يؤفَكُون؛ أَي

لَعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون، وليس هذا بمعنى القِتال الذي هو من المُقاتلة

والمحاربة بين اثنين‏.‏ وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ قُتِل الإِنسان ما

أَكْفَره؛ معناه لُعِن الإِنسان، وقاتَله الله لعَنه الله؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏

معنى قاتَلَ الله فلاناً قَتَله‏.‏ ويقال‏:‏ قاتَل الله فلاناً أَي عاداه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قاتَل الله اليهود أَي قَتَلَهُم الله، وقيل‏:‏ لعَنهم الله، وقيل‏:‏

عاداهم، قال ابن الأَثير‏:‏ وقد تكرر في الحديث ولا يخرج عن أَحد هذه

المعاني، قال‏:‏ وقد يرد بمعنى التعجب من الشيء كقولهم‏:‏ تَرِبَتْ يداه، قال‏:‏ وقد

ترد ولا يراد بها وُقوعُ الأَمر، وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ قاتَل الله سَمُرة؛ وسَبِيلُ فاعَلَ أَن يكون بين اثنين في الغالب، وقد يرد من الواحد كسافرْت وطارَقْت النعْل‏.‏ وفي حديث المارّ بين يدي المُصَلِّي‏:‏

قاتِلْه فإِنه شيطان أَي دافِعْه عن قِبْلَتِك، وليس كل قِتال بمعنى القَتْل‏.‏

وفي حديث السَّقِيفة‏:‏ قَتَلَ الله سعداً فإِنه صاحب فتنة وشرٍّ أَي دفع الله شرَّه كأَنه إِشارة إِلى ما كان منه في حديث الإِفْك، والله أَعلم؛ وفي رواية‏:‏ أَن عمر قال يوم السَّقِيفة اقْتُلوا سعداً قَتَله الله أَي

اجعلوه كمن قُتِل واحْسِبُوه في عِدادمَنْ مات وهلك، ولا تَعْتَدُّوا

بمَشْهَده ولا تُعَرِّجوا على قوله‏.‏ وفي حديث عمر أَيضاً‏:‏ مَنْ دَعا إِلى

إِمارة فسِه أَو غيره من المسلمين فاقتلوه أَي اجعلوه كمن قُتِلَ ومات بأن لا تَقْبَلوا له قولاً ولا تُقِيموا له دعوة، وكذلك الحديث الآخر‏:‏ إِذا

بُويِع لخَلِيفتين فاقتلوا الأَخير منهما أَي أَبْطِلوا دعوته واجعلوه

كمَنْ قد مات‏.‏

وفي الحديث‏:‏ على المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأَوْلى، وإِن كانت امرأَة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الخطابي معناه أَن يَكُفُّوا عن

القَتْل مثل أَن يُقْتَل رجل له وَرَثة فأَيهم عفا سقط القَوَدُ، والأَوْلى

هو الأَقرب والأَدنى من ورثة القتيل، ومعنى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب

أَولياء القَتِيل القَوَد فيمتنع القَتَلة فينشأ بينهم القِتال من أَجله، فهو جمع مُقْتَتِل، اسم فاعل من اقْتَتَل، ويحتمل أَن تكون الرواية بنصب

التاءين على المفعول؛ يقال‏:‏ اقْتُتِل، فهو مُقْتَتَل، غير أَن هذا إِنما

يكثر استعماله فيمن قَتَله الحُبُّ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وهذا حديث مشكل

اختلف فيه أَقوال العلماء فقيل‏:‏ إِنه في المُقْتَتِلِين من أَهل القِبْلة على

التأْويل فإِن البَصائر ربما أَدْرَكت بعضَهم فاحتاج إِلى الانصراف من مَقامه المذموم إِلى المحمود، فإِذا لم يجد طريقاً يمرُّ فيه إِليه بقي في مكانه الأَول فعسى أَن يُقْتَل فيه، فأُمِرُوا بما في هذا الحديث، وقيل‏:‏

إِنه يدخل فيه أَيضاً المُقْتَتِلون من المسلمين في قِتالهم أَهل الحرب، إِذ قد يجوز أَن يَطْرأَ عليهم مَنْ معه العذر الذي أُبِيح لهم الانصراف

عن قِتاله إِلى فِئة المسلمين التي يَتَقَوَّون بها على عدوِّهم، أَو

يصيروا إِلى قوم من المسلمين يَقْوَون بهم على قِتال عدوِّهم فيقاتِلونهم

معهم‏.‏ ويقال‏:‏ قُتِل الرجل، فإِن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قيل

اقْتُتِل‏.‏ ابن سيده‏:‏ اقْتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ، وكذلك

اقْتَتَلَتْه النساء، لا يقال في هذين إِلا اقْتُتِل‏.‏ أَبو زيد‏:‏

اقْتُتِل جُنَّ، واقْتَتَله الجِنُّ خُبِل، واقْتُتِل الرجل إِذا عَشِق عِشْقاً

مُبَرِّحاً؛ قال ذو الرمة‏:‏

إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه، بِلا إِحْنةٍ بين النُّفوس، ولا ذَحْل

هذا قول أَبي عبيد؛ وقد قالوا قَتَله الجِنّ وزعموا أَن هذا البيت‏:‏

قَتَلْنا سَيِّد الخَزْرَ

ج سعدَ بْنَ عُباده

إِنما هو للجنّ‏.‏ والقِتْلة‏:‏ الحالة من ذلك كله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَعَفُّ

الناس قِتْلَةً أَهلُ الإِيمان؛ القِتْلة، بالكسر‏:‏ الحالة من القَتْل، وبفتحها المرَّة منه، وقد تكرر في الحديث ويفهَم المراد بهما من سياق اللفظ‏.‏

ومَقاتِل الإِنسان‏:‏ المواضع التي إِذا أُصيبت منه قَتَلَتْه، واحدها

مَقْتَل‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي المجيب‏:‏ لا والذي أَتَّقِيه إِلا

بمَقْتَلِه

أَي كل موضع مني

مَقْتَل بأَيِّ شيءٍ شاء أَن ينزِل قَتْلي أَنزله، وأَضاف المَقْتَل إِلى الله لأَن الإِنسان كله مِلْك لله عز وجل، فمَقاتِله ملك له‏.‏

وقالوا في المَثل‏:‏ قَتَلَتْ أَرْضٌ جاهلَها وقَتَّلَ أَرضاً عالِمُها‏.‏

قال أَبو عبيدة‏:‏ من أَمثالهم في المعرفة وحمدِهم إِياها قولُهم قَتَّل

أَرضاً عالمُها وقَتَلت أَرضٌ جاهلها، قال‏:‏ قولهم قتَّل ذلك من قولهم فلان

مُقَتَّل مُضَرَّس، وقالوا قَتَله عِلْماً على المَثل أَيضاً، وقَتَلْت

الشيء خُبْراً‏.‏ قال تعالى‏:‏ وما قَتَلوه يَقِيناً بل رفعه الله إِليه؛ أَي

لم يُحيطوا به عِلْماً، وقال الفراء‏:‏ الهاء ههنا للعلم كما تقول قَتَلْتُه

علماً وقَتَلْتَه يقيناً للرأْي والحديث، وأَما الهاء في قوله‏:‏ وما

قَتَلوه وما صَلَبوه، فهو ههنا لعيسى، عليه الصلاة والسلام؛ وقال الزجاج‏:‏

المعنى ما قَتَلوا علْمَهم يقيناً كما تقول أَنا أَقْتُل الشيء علماً

تأْويله أَي أَعْلم علماً تامًّا‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال هو قاتِل الشَّتَوات أَي

يُطعِم فيها ويُدْفِيءُ الناس، والعرب تقول للرجل الذي قد جرَّب الأُمور‏:‏

هو مُعاوِد السَّقْي سقى صَيِّباً‏.‏ وقَتَل غَليلَه‏:‏ سقاه فزال غَليلُه

بالرِّيِّ، مثل بما تقدم؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والقِتْل، بالكسر‏:‏ العدوُّ؛ قال‏:‏

واغْتِرابي عن عامِر بن لُؤَيٍّ في بلادٍ كثيرة الأَقْتال

الأَقتال‏:‏ الأَعداء، واحدهم قِتْل وهم الأَقْران؛ قال ابن بري‏:‏ البيت

لابن قيس الرُّقَيّات، ولُؤَي بالهمز تصغير اللأْيِ، وهو الثور الوحشيُّ‏.‏

والقَتالُ والكَتَالُ‏:‏ الكِدْنة والغِلْظ، فإِذا قيل ناقة نَقِيَّة

القَتال فإِنما يريد أَنها، وإِن هُزِلت، فإِن عملَها باقٍ؛ قال ابن مقبل‏:‏ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ

من العِيدِيِّ باقِية القَتَال

والقِتْل‏:‏ القِرْن في قِتال وغيره‏.‏ وهما قِتْلان أَي مِثْلان وحَِتْنان‏.‏

وقِتْل الرجل‏:‏ نظيرة وابنُ عمه‏.‏ وإِنه لقِتْل شرٍّ أَي عالم به، والجمع من ذلك كله أَقْتال‏.‏

ورجل مُقَتَّل‏:‏ مجرِّب للأُمور‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المجرِّبُ والمُجَرَّس

والمُقَتَّل كله الذي جرَّب الأُمور وعرفها‏.‏ وقَتَل الخمر قَتْلاً‏:‏ مزجها

فأَزال بذلك حِدَّتها؛ قال الأَخطل‏:‏

فقلتُ‏:‏ اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها، وحُبَّ بها مَقْتولة، حين تُقْتَل

وقال حسان‏:‏

إِنَّ التي عاطَيْتَني فَرَدَدْتُها

قُتِلَتْ، قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل

قوله قُتِلْتَ دعاء عليه أَي قَتَلك الله لِمَ مزجتها؛ وقول دكين‏:‏

أُسْقَى بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ، أُسْقَى من المَقْتولَةِ القَواتِلِ

أَي من الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل بحدَّتها وإِسكارها‏.‏

وتَقَتَّل الرجل للمرأَة‏:‏ خضَع‏.‏ ورجل مُقَتَّل أَي مُذَلَّل قَتَله

العشق‏.‏ وقلْب مُقَتَّل‏:‏ قُتِل عشقاً، وقيل مذلَّل بالحب؛ وقال أَبو الهيثم في قوله‏:‏

بسَهْمَيْكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل

قال‏:‏ المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة

المُذَلَّلة لعمل من الأَعمال وقد رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت؛ قال‏:‏ ومن ذلك

قيل للخمر مَقْتولة إِذا مُزِجت بالماء حتى ذهبت شدَّتها فصار رِياضة

لها‏.‏ والمُقَتَّل‏:‏ المَكْدود بالعمل المُذَلَّلُ‏.‏ وجمل مُقَتَّل‏:‏ ذَلول؛ قال

زهير‏:‏

كأَنَّ عَيْنيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ، من النواضِحِ، تَسْقي جَنَّةً سُحُقَا

واسْتَقْتَل أَي اسْتَمات‏.‏ التهذيب‏:‏ المُقَتَّل من الدواب الذي ذَلَّ

ومَرَن على العمل‏.‏ وناقة مُقَتَّلة‏:‏ مذللة‏.‏ وتَقَتَّلَت المرأَةُ للرجل‏:‏

تزينت‏.‏ وتَقَتَّلت‏:‏ مشت مِشْية حسنة تقلَّبت فيها وتثنَّت وتكسَّرت؛ يوصف

به العشق؛ وقال‏:‏

تَقَتّلْتِ لي، حتى إِذا ما قَتَلْتِني

تنسَّكْتِ، ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ

قال أَبو عبيد‏:‏ يقال للمرأَة هي تَقَتَّل في مِشْيتها؛ قال الأَزهري‏:‏

معناه تَدَلُّلها واخْتيالها‏.‏

واسْتَقْتَل في الأَمر‏:‏ جدَّ فيه‏.‏ وتقتَّل لحاجته‏:‏ تهيَّأ وجدَّ‏.‏

والقَتَال‏:‏ النَّفْس، وقيل بقيَّتها؛ قال ذو الرمة‏:‏

أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَني، وبيننا

مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتَالُها، أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حتى كأَنني

أُناجِيكِ من قُرْبٍ، فيَنْصاحُ بالُها‏؟‏

ونَحْلاً‏:‏ جمع ناحِل، تقول منه قَتْله كما تقول صَدرَه ورأَسَه

وفَأَدَه‏.‏ والقَتَال‏:‏ الجسمُ واللحمُ، وقيل‏:‏ القَتال بقيَّة الجسم‏.‏ وقال في موضع

آخر‏:‏ العُجُوس مَشْيُ العَجَاساء وهي الناقة السمينة تتأَخَّر عن النُّوق

لثِقَل قَتالها، وقَتالُها شحمُها ولحمُها‏.‏ ودابة ذات قَتال‏:‏ مستوية

الخَلْق وَثِيقة‏.‏ وبقي منه قَتَال إِذا بقي منه بعد الهُزال غِلَظ

أَلواح‏.‏ امرأَة قَتُول أَي قاتلة؛ وقال مدرك بن حصين‏:‏

قَتُول بعَيْنَيْها رَمَتْكَ، وإِنما

سِهامُ الغَواني القاتِلاتُ عُيونُها

والقَتُول وقَتْلَة‏:‏ اسمان؛ وإِياها عنى الأَعشى بقوله‏:‏

شاقَتْك مَنْ قَتْلَة أَطْلالُها، بالشَّطِّ فالوُِتْر إِلى حاجِرِ

والقَتَّال الكِلابي‏:‏ من شُعَرائهم‏.‏

قثل‏:‏ القِثْوَلُّ‏:‏ العَيِيُّ الفَدْم المُسْتَرْخِي مثل العِثْوَلّ؛ قال‏:‏لا تَحْسَبَنِّي كفَتىً قِثْوَلِّ، رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ

قال ابن بري‏:‏ وأَنشد أَبو زيد أَيضاً‏:‏

وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلاَّ، وكان شيخاً حَمِقاً قِثْوَلاً

قال أَبو الهيثم‏:‏ قال أَبو ليلى الأَعرابيُّ لي ولصاحب لي كُنَّا نختلف

إِليه‏:‏ أَنت بُلْبُل قُلْقُل وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ؛ قال‏:‏

والقُلْقُل والبُلْبُل الخفيف من الرجال، والعِثْوَلُّ والقِثْوَلُّ الثقيل

الفَدْم‏.‏ ورجل قِثْوَلُّ اللحية‏:‏ كثيرها‏.‏ وعِذْقٌ قِثْوَلٌّ‏:‏ كَثِيف‏.‏

ويقال‏:‏ أَعطيته قِثْوَلاًّ من اللحم أَي بِضْعة كبيرة بِعظامها، والله أَعلم‏.‏

قثعل‏:‏ الجوهري في ترجمة قعثل‏:‏ المُقْثَعِلُّ من السهام الذي لم يُبْرَ

بَرْياً جيِّداً؛ قال لبيد‏:‏

فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً، ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْثَعِلّْ

قحل‏:‏ القاحِل‏:‏ اليابس من الجلود‏.‏ وسِقاءٌ قاحِل وشيخ قاحِل وشيخ قَحْل، بالسكون، وقد قَحَل، بالفتح، يَقْحَل قُحُولاً، فهو قاحِل؛ وفي حديث

وَقْعة الجمل‏:‏

كيف نردُّ شَيْخَكم وقد قَحَل‏؟‏

أَي مات وجف جلده؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَخرجه الهروي في يومِ صِفِّين، والخبر إِنما هو في يوم الجمل؛ والشِّعرُ‏:‏

نحنُ بنو ضَبَّة أَصحاب الجملْ، الموتُ أَحْلى عندنا من العَسَلْ، رُدُّوا علينا شيخَنا ثم بَجَلْ

فأُجيب‏:‏

كيف نردُّ شيخَكم وقد قَحَلْ‏؟‏

ابن سيده‏:‏ قَحَل الشيءُ يَقْحَل قُحولاً وقُحِل قُحُولاً كلاهما يَبِس، فهو قاحِل‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ قَحِل، بالكسر، قَحْلاً مثله، فهو قَحِلٌ‏.‏

وقَحِل جلده وتَقَحَّل وتَقَهَّل على البدل‏:‏ يَبِسَ من العبادة خاصة؛ عن

يعقوب‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ قَحِل الرجل وقَفَِل قُحُولاً وقُفُولاً إِذا يَبِس

وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً؛ وقال الراجز في صفة الذئب‏:‏

صبَّ عليها، في الظلام الغَيْطَلِ، كلَّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ

يَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُحَّلِ، لا يَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ

ويقال‏:‏ تقحَّل الشيخ تقحُّلاً وتقهَّل تقهُّلاً إِذا يَبس جلده على عظمه

من البُؤْس والكِبَر‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ لا أَقول قَحِل ولكن قَحَل

وفي الحديث‏:‏ قَحَل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي

يَبِسوا من شدة القَحْط‏.‏ وقد قَحِل يَقْحل قَحَلاً إِذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبِلَى، وأَقْحَلْته أَنا؛ ومنه حديث استسقاء عبدِ المطلب‏:‏

تتابعتْ على قريش سِنُو جدْب قد أَقْحَلَت الظِّلْف أَي أَهزلت الماشية

وأَلصقت جلودَها بعِظامها، وأَراد ذات الظِّلفِ؛ ومنه حديث أُمِّ ليلى‏:‏ أَمرنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن لا نُقْحِل أَيديَنا من خِضاب‏.‏ وفي حديث‏:‏ لأَنْ يَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حتى يَقْحَل خيرٌ من أَن يسأَل الناس

في نكاح، يعني الذكر أَي حتى يَيْبَس‏.‏

والقُحَال‏:‏ داء يصيب الغنم فتجفّ جلودها فتموت‏.‏ ورجل قَحْل وامرأَة

قَحْلة‏:‏ مُسِنَّان‏.‏ ورجل إِنْقَحْل وامرأَة إِنْقَحْلة، بكسر الهمزة‏:‏

مُخْلَقان من الكِبَر والهَرَم؛ أَنشد الأَصمعي‏:‏

لمَّا رأَتْني خَلَقاً انْقَحْلا

وقد يقال الإِنْقَحْل في البعير؛ قال ابن جني‏:‏ ينبغي أَن تكون الهمزة في إِنْقَحْل للإِلحاق بما اقْترن بها من النون من باب جِرْدَحْل، ومثله ما

روي عنهم من قولهم إِنْزَهْوٌ، وامرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كانا ذوَي

زَهْوٍ، ولم يَحْك سيبويه من هذا الوزن إِلاّ إِنْقَحْلاً وحده‏.‏ الجوهري‏:‏

المُتَقَحِّل الرجل اليابس الجِلْد السيّء الحال‏.‏ وأَقْحَلْت الشيء‏:‏

أَيْبَسْته‏.‏

قحفل‏:‏ قَحْلَف ما في الإِناءِ وقَحْفَلَه‏:‏ أَكَله أَجمع‏.‏

قذل‏:‏ القَذَال‏:‏ جِماع مُؤَخَّر الرأْس من الإِنسان والفرسِ فوق فَأْس

القَفا، والجمع أَقْذِلة وقُذُل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ والقَذال ما دون

القَمَحْدُوَة إِلى قُِصاص الشعر؛ الأَزهري‏:‏ القَمَحْدُوة ما أَشرف على القَفا من عظم الرأْس والهامة فوقها، والقَذال دونها مما يلي المَقَذَّ‏.‏

والمَقْذولُ‏:‏ المَشْجوج في قَذاله‏.‏ ويقال‏:‏ القَذال مَعْقد العِذار من رأْس الفرس

خلْف الناصية‏.‏ ويقال‏:‏ القَذالان ما اكتنف فَأْس القَفا من عن يمين وشمال‏.‏

وقَذال الفرس‏:‏ موضع ملتَقى العذار من فوق القَوْنَسِ؛ قال زهير‏:‏

ومَلْجَمُنا، ما إِنْ يُنال قَذالُه

ولا قَدَماه الأَرض، إِلا أَنامِلُه

وقَذَلْت فلاناً أَقْذُله قَذْلاً إِذا تَبِعْته‏.‏ الفراء‏:‏ القَذَل

والوَكَف والنَّطَف والوَحَرُ العيبُ‏.‏ يقال‏:‏ قَذَله يَقْذُله قَذْلاً إِذا

عابه، وقَذَله أَصاب قَذاله، وهو مؤخَّر رأْسه‏.‏

والقاذِل‏:‏ الحجَّام لأَنه يَشْرِط ما تحت القَذال‏.‏ وجاء فلان يَقْذُل

فلاناً أَي يَتْبعه‏.‏ والقَذْل‏:‏ المَيْل والجَوْر‏.‏

قذعل‏:‏ القِذَعْلُ، مِثال سِبَحْل‏:‏ اللئيم الخسيس الهيِّن‏.‏

والمُقْذَعِلُّ‏:‏ الذي يتعرَّض للقوم ليدخل في أَمرهم وحديثهم ويتزحف

إِليهم ويرمي الكلمة بعد الكلمة، وهو كالمُقْذَعِرِّ‏.‏ والمُقْذَعِلُّ من كل

شيء‏:‏ السريع؛ وأَنشد‏:‏

إِذا كُفِيت أَكْتفي، وإِلاَّ

وجَدْتني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاَّ

واقْذَعَلَّ‏:‏ عسُر‏.‏ الأَزهري في الخماسي‏:‏ رجل قِنْذَعْل إِذا كان أَحمق، وقيل‏:‏ هو بالدال وبالذال معاً‏.‏

قذعمل‏:‏ القُذَعْمِل والقُذَعْمِلة‏:‏ القصير الضخم من الإِبل، مرخَّم بترك

الياءين‏.‏ والقُذَعْمِلة‏:‏ الناقة القصيرة‏.‏ وما في السماء قُذَعْمِلة أَي

شيء من السحاب، وهو الشيء اليسير مما كان‏.‏ وما أَصبت منه قُذَعْمِيلاً

أَي ما أَصبت منه شيئاً‏.‏ والقُذَعْمِلة‏:‏ المرأَة القصيرة الخسيسة، وتصغيرها

قُذَيْعِمٌ‏.‏ الأَزهري‏:‏ ما عنده قُذَعْمِلة ولا قِرْطَعْبة أَي ليس له

شيء‏.‏ وشيخ قُذَعْمِيل‏:‏ كبير‏.‏

قرل‏:‏ القِرِلَّى‏:‏ طائر؛ وفي الأَمثال‏:‏ أَحزم من قِرِلَّى، وأَخطف من قِرِلَّى، وأَحذر من قِرِلَّى؛ قال ابن بري‏:‏ القِرِلَّى طائر صغير من طيور

الماء يصيد السَمك، وقيل‏:‏ إِن قِرِلَّى طير من بنات الماء صغير الجرم، سريع الغَوْص، حديد الاختطاف، لا يُرَى إِلا مُرَفْرِفاً على وجه الماء على

جانِبٍ، يهوي بإِحدى عينيه إِلى قَعْر الماء طَمَعاً، ويرفع الأُخرى في الهواء حَذَراً؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

يا مَنْ جَفاني ومَلاَّ، نَسِيت أَهْلاً وسَهْلا

ومات مَرْحَبُ لَمَّا

رأَيتَ مالِيَ قَلاَّ

إِنِّي أَظُنُّك تحكي، بما فَعَلْتَ، القِرِلَّى

وروي في أَسْجاع ابنة الخُسّ‏:‏ كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّى، إِن رأَى خيراً

تَدَلَّى، وإِن رأَى شرًّا تَوَلَّى؛ قال الأَزهري‏:‏ ما أَرى قِرِلَّى

عربيّاً؛ قال ابن بري‏:‏ ويروى كُنْ بَصيراً كالقِرِلَّى، يقال‏:‏ إِنه إِذا

أَبصر سمكة في قعْر البحر انقضَّ عليها كالسَّهْم، وإِن رأَى في السماء

جارحاً مَرَّ في الأَرض‏.‏ ويقال‏:‏ قِرِلَّى اسم رجل لا يتخلَّف عن طعام

أَحد‏.‏

قرثل‏:‏ رجل قَرْثلٌ‏:‏ زَرِيٌّ قصير، والأُنثى قَرْثَلة‏.‏

قرزل‏:‏ قَرْزَل الشيءَ‏:‏ جَمَعَه‏.‏ والقُرْزُلة‏:‏ كالقُنْزُعة فوق رأْس

المرأَة‏.‏ يقال‏:‏ قَرْزَلَتِ المرأَة شعرَها إِذا جمعته وسط رأْسها‏.‏

والقَرْزلة‏:‏ جمعُك الشيءَ‏.‏ والقُرْزُل‏:‏ شيء تتخذه المرأَة فوق رأْسها كالقُنْزُعة‏.‏

والقُرْزُل‏:‏ الدابة الصُّلْبة‏.‏ والقُرْزُل‏:‏ القيد‏.‏ وقُرْزُل، بالضم‏:‏ اسم

فرس كان في الجاهلية، قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو فرس عامر بن الطُّفَيل؛ وأَنشد‏:‏

وفَعَلْت فِعْلَ أَبيك فارسِ قُرْزُلٍ، إِنَّ النَّدودَ هو ابن كلِّ نَدُودِ

وقيل لهذا الفرس قُرْزُل كأَنه قَيْد للوَحْش يلحقها؛ قال أَبو عبيدة‏:‏

وقُرْزُل الفرسُ المجتمع الخلْق اشديد الأَسْر، وقال‏:‏ كان فرسَ الطُّفَيل

أَبي عامر؛ وأَنشد ابن بري في القُرْزُلِ الفرسِ قولَ أَوس‏:‏

والله لولا قُرْزُلٌ إِذ نجَا، لكان مَثْوَى خدِّك الأَخْرَ ما

وقال الجوهري‏:‏ قُرْزُل فرس كان لطفيل بن مالك‏.‏ والقُرْزُل‏:‏ اللئيم؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم‏:‏

ولا قُرْزُلاً وسْط الرِّجال جُنادِفاً، إِذا ما مَشَى أَو قال قوْلاً تَبَلْتَعا

قرزحل‏:‏ قالت العامرية‏:‏ القِرْزَحْلة، بالقاف، من خرَز الصِّبيان تلبسها

المرأَة فيرضى بها قَيِّمُها ولا يبتغي غيرها ولا يَلِيق معها أَحد؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

لا تنفعُ القِرْزَحْلةُ العَجائزا، إِذا قطعْنا دونها المَفاوِزا

والقِرْزَحْلة‏:‏ خشبة طولها ذراع أَو شبر نحو العصا، وهي أَيضاً المرأَة

القصيرة‏.‏

قرطل‏:‏ القِرْطَلَّة‏:‏ عِدْلُ حمار؛ عن أَبي حنيفة، قال في باب الكرْم

ووصَف قرية بعِظَم العَناقيد‏:‏ العُنْقودُ منه يملأ قِرْطَلَّة، والقِرْطَلَّة عِدْل حمار‏.‏ الليث‏:‏ القِرْطالة البَرْذَعة، وكذلك القُِرْطاطُ

والقِرْطِيطُ‏.‏ الجوهري‏:‏ القِرْطالة واحدة القِرْطالِ‏.‏

قرعبل‏:‏ القَرَعْبَلانَةُ‏:‏ دوَيْبَّة عريضة مُحْبَنْطِئة عظيمة البطن؛ قال ابن سيده‏:‏ وهو مما فات الكِتاب من الأَبنية إِلا أَن ابن جني قد قال‏:‏

كأَنه قَرَعْبَل، ولا اعتِداد بالأَلف والنون بعدها، على أَن هذه اللفظة

لم تسمع إِلا في كتاب العين، قال الجوهري‏:‏ أَصل القَرَعْبَلانَة قَرَعْبَل

فَزِيدت فيه ثلاثة حروف، لأَن الاسم لا يكون على أَكثر من خمسة أَحرف، وتصغيره قُرَيْعِبَة‏.‏ الأَزهري‏:‏ ما زاد على قَرَعْبَل فهو فضل ليس من حروفهم الأَصلية؛ قال‏:‏ ولم يأْت اسم في كلام العرب زائداً على خمسة أَحرف

إِلا بزيادات ليست من أَصلها، أَو وصل بحكاية كقولهم‏:‏

فتَفْتَحه طَوْراً، وطوراً تُجِيفُه، فتسمَع في الحالين منه جَلَنْ بَلَقْ

حكى صوت بابٍ ضَخْم في حالتي فتحِه وإِسْفاقِه وهما حكايتان مُتباينتان‏:‏

جَلَنْ على حدة، وبَلَقْ على حدة، إِلاَّ أَنهما التزقا في اللفظ فظنَّ

غير المميز أَنهما كلمة واحدة؛ ونحو ذلك قال الشاعر في حكاية أَصوات

الدواب‏:‏

جَرَتِ الخَيْلُ فقالت‏:‏ حبَطَقْطقْ

وإِنما ذلك أَرداف أُردفت بهذه الكلمة كقولهم عَصَبْصَب، وأَصله من قولهم يوم عَصِيب‏.‏

قرقل‏:‏القَرْقَل‏:‏ ضرْب من الثياب، وقيل‏:‏ هو ثوب بغير كُمَّين‏.‏ أَبو تراب‏:‏

القَرْقَلُ قميص من قُمُصِ النساء بلا لِبْنة، وجمعه قَراقِل، وقال

الأَزهري في الثلاثي عن الأُموي‏:‏ هو القَرْقَل باللام لقَرْقَل المرأَة، قال‏:‏

ونساء أَهل العراق يقولون قَرْقَرٌ، قال‏:‏ وهو خطأَ وكلام العرب

القَرْقَل، باللام، قال‏:‏ وكذلك قال الفراء وغيره، وقال الأُموي في موضع آخر‏:‏

القَرْقَلُ الذي تسميه الناس والعامة القَرْقَر‏.‏

قرمل‏:‏ القَرْمَلُ‏:‏ نبات، وقيل‏:‏ شجر صغار ضِعاف لا شوك له، واحدته

قَرْمَلة‏.‏ قال اللحياني‏:‏ القَرْمَلة شجرة من الحَمْض ضعيفة لا ذُرى لها ولا

سُتْرة ولا مَلْجأ، قال‏:‏ وفي المثَل‏:‏ ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة، وبعضهم يقول‏:‏

ذليلٌ عائذ بقَرْمَلة؛ يقال هذا لمَن يستعين بمَن لا دفع له وبأَذَلَّ منه، والعرب تقوله للرجل الذَّليل يَعُوذ بمن هو أَضعف منه؛ قال جرير‏:‏

كأَنِ الفرزدقَ، إِذْ يَعوذُ بخاله، مثلُ الذليل يَعوذ تحت القَرْمَل

يضرَب لمن استعان بضعيف لا نُصْرة له، لأَن القَرْمَلة شجرة على ساق لا

تُكِنُّ ولا تُظِلُّ، والقَرْمَلة من دِقّ الشجر لا أَصل له؛ قال أَبو

النجم‏:‏

يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كَذاوي القَرْمَل

وقال أَبو حنيفة‏:‏ القَرْمَلة شجرة ترتفع على سُوَيْقة قصيرة لا تستر، ولها زَهْرة صغيرة شديدة الصفرة وطعمها طعم القُلاَّم‏.‏

والقِرْمِلة‏:‏ إِبل كلها ذو سَنامَيْن‏.‏ الجوهري‏:‏ القَرامِل الإِبل ذوات

السنامين‏.‏ والقُرامِل‏:‏ البُخْتيُّ

أَو ولده‏.‏ والقِرْمِل‏:‏ الصغار من الإِبل‏.‏ الجوهري‏:‏ القِرْمِل، بالكسر، ولد البُخْتيِّ‏.‏ التهذيب‏:‏ والقِرْمِلِيَّة من الإِبل الصغار الكثيرة

الأَوبار، وهي إِبل التُّرْك‏.‏ وقال أَبو الدقيش‏:‏ أُمُّها البُخْتِيَّة

وأَبوها الفالِجُ، والفالِجُ‏:‏ الجمل الضخم يحمَل من السند للفِحْلة‏.‏ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه‏:‏ أَنّ قِرْمِلِيّاً تَرَدَّى في بئر‏.‏ وفي حديث

مسروق‏:‏ تَرَدَّى قِرْمَل في بئر فلم يقدروا على نحره فسأَلوه فقال‏:‏ جُوفوه

ثم اقطعوه أَعضاء أَي اطعَنوه في جَوْفه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال رميت

أَرْنَباً فَدَرْبَيْتُها وقَصْمَلْتُها وقَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها‏.‏

وقَرْمَل‏:‏ مَلِك من اليمن‏.‏ وقُرْمُل‏:‏ اسم قَيْل من أَقْيال حِمْير‏.‏

وقَرْمَل‏:‏ اسم فرس عُرْوة بن الوَرْد؛ قال‏:‏

كَلَيلة شَيْباء التي لستُ ناسِياً

ولَيْلَتنا، إِذْ مَنَّ، ما مَنَّ، قَرْمَلُ

والقَرامِيل‏:‏ ما وصلت به الشعر من صوف أَو شعر؛ التهذيب‏:‏ والقَرامِيل من الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها‏.‏ الجوهري‏:‏ القَرامِل ما تشدُّه

المرأَة في شعرها؛ قال الراجز‏:‏

تَخالُ فيه القُنَّة القُنُونا، أَو قَرْمَلِيّاً مانِعاً دَفُونا‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه رخَّص في القَرامِل، وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو

إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها‏.‏

وحكى ابن الأَثير‏:‏ القَرْمَل، بالفتح، نبات طويل الفروع ليِّن‏.‏

قرنفل‏:‏ القَرَنْفُل والقَرَنْفُول‏:‏ شجر هنديُّ ليس من نبات أَرض العرب؛ وذكره امرؤ القيس في شعره فقال‏:‏

نَسِيم الصَّبا جاءت برَيَّا القَرَنْفُل‏.‏

ومن العرب من يقول قَرَنْفُول‏.‏ ابن بري‏:‏ القَرَنْفُل هذا الطيب الرائحة

وقد كثر في كلامهم وأَشعارهم؛ قال‏:‏

وابأَبي ثَغْرك ذاك المَعْسولْ، كأَنَّ في أَنْيابه القَرَنْفُولْ

وقيل‏:‏ إِنما أَشبع الفاء للضرورة؛ وأَنشد الأَزهري في القَرَنْفول

أَيضاً‏:‏

خَوْذٌ أَناةٌ كالمَهاة عُطْبُول *** كأَنَّ في أَنْيابها القَرَنْفُول

وطيبٌ مُقَرْفَل‏:‏ فيه قَرَنْفُل، وحكى أَبو حنيفة مُقَرْنَف‏.‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ القَرَنْفُل حمل شجرة هندية، والله أَعلم‏.‏