فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

محل‏:‏ المَحْلُ‏:‏ الشدّة‏.‏ والمَحْلُ‏:‏ الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب‏.‏

والمَحْل‏:‏ نقيض الخِصْب، جمعه مُحول وأَمْحال‏.‏ الأَزهري‏:‏ المُحولُ والقُحوطُ

احتباس المطر‏.‏ وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ‏:‏ لم يصبها المطر في حينه‏.‏ الجوهري‏:‏

المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ‏.‏ غيره قال‏:‏ وربما جمع المَحْل أَمْحالاً؛ وأَنشد‏:‏

لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله *** صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ

ابن السكيت‏:‏ أَمْحَلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُمْحِل، قال‏:‏ وربما جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت‏:‏

إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه *** شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ

فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني *** في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ

ابن سيدَه‏:‏ أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول، وفي التهذيب‏:‏ ومَحُولة أَيضاً، بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده‏:‏ وأَرى أَبا حنيفة قد حكى أَرض مُحُولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري‏:‏ وأَرض مِمْحال؛ قال الأَخطل‏:‏

وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها *** بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ

وفي الحديث‏:‏ أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً؛ والمَحْل في الأَصْل‏:‏ انقطاع المطر‏.‏ وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَحْل‏:‏ لا يُنْتفع به‏.‏ وأَمْحَل المطرُ أَي احتبس، وأَمْحَلْنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ‏.‏ ويقال‏:‏ قد أَمْحَلْنا منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت‏.‏ وأَمْحَل

القومُ‏:‏ أَجْدبوا، وأَمْحَلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر‏:‏

والقائل القَوْل الذي مِثْلُه *** يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

الجوهري‏:‏ بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول، كما قالوا

بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد

الجمع، وقد أَمْحَلَت‏.‏ والمَحْل‏:‏ الغُبار؛ عن كراع‏.‏ والمُتماحِل من الرجال‏:‏

الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه، غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل

قال الجوهري‏:‏ هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ‏:‏ الكثير البَوْشِ

والعِيال، وأُحاحُه‏:‏ ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر‏:‏

يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ

والجَرْدةُ‏:‏ بُرْدة خلَق‏.‏ والمُتماحِلُ‏:‏ الطويل‏.‏ وفي حديث علي‏:‏ إِنّ من وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم

خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل‏:‏ يطول أَمرها‏.‏ وسَبْسَب مُتماحل أَي

بعيد ما بين الطرَفين‏.‏ وفَلاة مُتماحلة‏:‏ بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري

لأَبي وجزة‏:‏

كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ، هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل

وقال آخر‏:‏

بَعِيدٌ من الحادي، إِذا ما تَدَفَّعَتْ

بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل

وقال مزرّد‏:‏

هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

وناقة مُتماحِلة‏:‏ طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً‏.‏ وبعير مُتماحِل‏:‏ طويل

بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ‏.‏ والمَحْلُ‏:‏ البُعد‏.‏

ومكان مُتَماحِل‏:‏ مُتباعد؛ أَنشد ثعلب‏:‏

من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ

لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به‏.‏

وتَماحَلَتْ بهم الدارُ‏:‏ تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

وأُعْرِض، إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض؛ تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ

دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد‏.‏ ومَحَلَ لفلان حقه‏:‏

تكلَّفه له‏.‏

والمُمَحَّل من اللبن‏:‏ الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة، وقيل‏:‏ هو الذي

حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب؛ وأَنشد‏:‏

ما ذُقْتُ ثُفْلاً، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ، إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ

قال ابن بري‏:‏ الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً، وصوابه‏:‏ ما ذاقَ

ثُفْلاً؛ وقبله‏:‏

صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ، يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ

والثُّفْل‏:‏ طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا

حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو المُمَحَّل‏.‏

ويقال‏:‏ مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن، وهو المُمَحَّل ويديرها‏.‏‏.‏‏.‏

الجوهري‏:‏ والمُمَحَّل، بفتح

الحاء مشددة، اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً‏.‏

وتَمَحَّل الدراهمَ‏:‏ انْتَقَدَها‏.‏

والمِحالُ‏:‏ الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل‏.‏ ومَحَِل به يَمْحَل

مَحْلاً‏:‏ كاده بسِعاية إِلى السلطان‏.‏ قال ابن الأَنباري‏:‏ سمعت أَحمد بن يحيى يقول‏:‏ المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل

فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فهو ماحِل ومَحُول، والماحِلُ‏:‏ الساعي؛ يقال‏:‏ مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت

به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به‏.‏ الأَزهري‏:‏ وأَما

قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ

وقدَّر أَنه من المحالة، بفتح الميم، وهي مَفْعلة من الحيلة، ثم وُجِّهت

الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت، كما قالوا مَكان

وأَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا، قال‏:‏ وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء، ولكنه من المَحْل وهو السعي، كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه‏.‏ والمَحْل‏:‏ السِّعايةُ من ناصح وغير

ناصح‏.‏ والمَحْل‏:‏ المَكْر والكيد‏.‏ والمِحال‏:‏ المكر بالحقِّ‏.‏ وفلان يُماحِلُ

عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع‏.‏ والمِحالُ‏:‏ الغضب‏.‏ والمِحالُ‏:‏ التدبير‏.‏

والمُماحَلة‏:‏ المُماكَرة والمُكايَدة؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ شدِيد المِحال؛ وقال عبد المطلب بن هاشم‏:‏

لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم

ومِحالُهم، عَدْواً، مِحالَك

أَي كيدَك وقوّتك؛ وقال الأَعشى‏:‏

فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْـ *** ـدِ، غزِير النَّدَى، شديد المِحال‏.‏

أَي شديد المكر؛ وقال ذو الرمة‏:‏

ولبّسَ بين أَقوامٍ، فكُلٌّ

أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا

وفي حديث الشفاعة‏:‏ إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ

ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ واللهِ ما فيها

كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، من المِحال، بالكسر، وهو الكيد، وقيل‏:‏ المكر، وقيل‏:‏ القوة والشدَّة، وميمه أَصلية‏.‏

ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد‏.‏ وتمَحَّلَ أَي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ‏.‏ يقال‏:‏

تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه‏.‏

الأَزهري‏:‏ والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان، وهي مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر

الذي قاله‏.‏ ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال‏:‏ إِنه قال

شيئاً لم يَقُلْه‏.‏

وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً‏:‏ قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ‏.‏ والمَحْل

في اللغة‏:‏ الشدة، وقوله تعالى‏:‏ وهو شديد المِحالِ؛ قيل‏:‏ معناه شديد

القدرة والعذاب، وقيل‏:‏ شديد القوّة والعذاب؛ قال ثعلب‏:‏ أَصل أَن يسعى بالرجل

ثم ينتقل إِلى الهَلَكة‏.‏ وفي الحديث عن ابن مسعود‏:‏ إِن هذا القرآن شافِعٌ

مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبيد‏:‏ جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي خَصْم مُجادل

مُصدَّق، وقيل‏:‏ ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى

السلطان، يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة

ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به‏.‏ وفي حديث

الدعاء‏:‏ لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ، ويروى‏:‏ سنَّة ماحل، بالنون والسين المهملة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ مَحَل به كادَه، ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره؛ وأَنشد‏:‏

مَصادُ بنَ كعب، والخطوبُ كثيرة، أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف‏؟‏

وفي الدعاء‏:‏ ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً‏.‏ والمِحالُ من الله‏:‏

العِقابُ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى‏:‏ وهو شديد المِحال؛ وهو من الناس

العَداوةُ‏.‏ وماحَله مُماحَلة ومِحالاً‏:‏ عاداه؛ وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في قوله تعالى‏:‏ وهو شديدُ المِحال؛ قال‏:‏ شديد الانتِقام، وروي عن قتادة‏:‏ شديد

الحِيلة، وروي عن ابن جُريج‏:‏ أَي شديد الحَوْل، قال‏:‏ وقال أَبو عبيد

أَراه أَراد المَحال، بفتح الميم، كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ، قال‏:‏ والمِحال الكيد والمكر؛ قال عدي‏:‏

مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا

م، فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال

قال‏:‏ مكَروا وسَعَوْا‏.‏ والمِحال، بكسر الميم‏:‏ المُماكَرة؛ وقال القتيبي‏:‏

شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر، قال‏:‏ وأَصلُ المِحال الحِيلةُ؛ وأَنشد قول ذي الرمة‏:‏

أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا

قال ابن عرفة‏:‏ المِحالُ الجِدالُ؛ ماحَلَ أَي جادَلَ؛ قال أَبو منصور‏:‏

قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش، وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة، وليس كما توهَّمه

لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو

والياء، مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل

وما شاكلها، قال‏:‏ وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة

فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها؛ وقال الفراء

في كتاب المصادر‏:‏ المِحال المماحلة‏.‏ يقال في فَعَلْت‏:‏ مَحَلْت أَمْحَل

مَحْلاً، قال‏:‏ وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة، قال أَبو منصور‏:‏

وهذا كله صحيح كما قاله؛ قال الأَزهري‏:‏ وقرأَ الأَعرج‏:‏ وهو شديد المَحال، بفتح الميم، قال‏:‏ وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال‏:‏ المعنى

وهو شديد الحَوْل، وقال اللحياني عن الكسائي‏:‏ قال مَحِّلْني يا فلان أَي

قَوِّني؛ قال أَبو منصور‏:‏ وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة‏.‏

والمَحالة‏:‏ الفَقارة‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير، وجمعه مَحال، وجمع المَحال مُحُل؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ، من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ

يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون

الأَوْعال؛ الأَزهري‏:‏ وأَما قول جندل الطَّهَويّ‏:‏

عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ

فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر، جعل الميم لما لزمت المَحالة، وهي

الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلية‏.‏ والمَحِلُ‏:‏ الذي قد طُرِد حتى أَعيا؛ قال

العجاج‏:‏

نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور

وفي النوادر‏:‏ رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير

بدَنه‏.‏ والمَحالُ‏:‏ ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير

وسط الجراد؛ قال‏:‏

مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، ولؤلؤ

من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب

والمَحالةُ‏:‏ التي يستقي عليها الطيَّانون، سميت بفَقارة البعير، فَعالة

أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها‏.‏ والمحالة والمحال أَيضاً‏:‏

البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل؛ قال حميد الأَرقط‏:‏

يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه، مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه، وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ

والمَحالةُ‏:‏ البكَرة، هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل، وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة، وكذلك المَحالة

لفِقْرة الظهر، هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من المَحالة التي

هي البكَرة، قال ابن بري‏:‏ فحق هذا أَن يذكر في حول‏.‏ غيره‏:‏ المَحالة

البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ

مَسَدَ مَحالة؛ هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها، وكثيراً ما

تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة‏.‏ وقولهم‏:‏ لا مَحالةَ بوضع موضع لا

بُدَّ ولا حيلة، مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة؛ وفي حديث قس‏:‏

أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحا

لةَ، حيث صار القومُ، صائِرْ

أَي لا حيلة، ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، وهي مَفْعَلة

منهما، وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا

بدّ، والميم زائدة‏.‏

وقوله في حديث الشعبي‏:‏ إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ؛ المحول، بالكسر‏:‏ آلةُ التحويلِ، ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل، والميم زائدة‏.‏

مخل‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخافِلُ الهارِب، وكذلك الماخِل والمالِخُ‏.‏

مدل‏:‏ المِدْلُ، بكسر الميم‏:‏ الخفيُّ الشخصِ، القليلُ الجسم؛ قال أَبو

عمرو‏:‏ هو المَدْلُ، بفتح الميم، للخَسيس من الرجال، والمِذْل، بالدال

والذال وكسر الميم فيهما‏.‏ والمِدْل‏:‏ اللبن الخاثر‏.‏ ومَدَل‏:‏ قَيْل من حِمْير‏.‏

وتَمَدَّل بالمِنْديل‏:‏ لغة في تَنَدَّل‏.‏

مذل‏:‏ المَذَل‏:‏ الضجَر والقَلَق، مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل، والأُنثى

مَذِلة‏.‏ والمَذِل‏:‏ الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، وكذلك إِذا لم يقدر على

ضبط نفسه‏.‏ ومَذِل بسِّره

، بالكسر، مَذَلاً ومِذالاً، فهو مَذِل ومَذِيلٌ، ومَذَل يَمْذُل، كلاهما‏:‏ قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه‏.‏

وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ المِذالُ من النفاق؛ هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته

ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه، ورواه بعضهم‏:‏ المِذاء، ممدود، فأَما المِذال، باللام، فإِن أَبا عبيد قال‏:‏ أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي

يَقْلَق، وفيه لغتان‏:‏ مَذِل يَمْذَل مَذَلاً، ومَذَل يَمْذُل، بالضم، مَذْلاً

أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته، وكذلك المَذَل، بالتحريك‏.‏ ومَذِلْت

من كلامه‏:‏ قَلِقْت‏.‏ وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه

حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه، فقد مَذِل؛ وقال الأسود بن يعفر‏:‏

ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً

مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي

وقال قيس بن الخَطِيم‏:‏ فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، إِذا ما جاوَز الاثنين، فاشِي

قال أَبو منصور‏:‏ فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا، وأَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور في موضعه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل‏.‏ والمِمْذَل‏:‏

القَوَّاد على أَهله‏.‏ والمِمْذلُ‏:‏ الذي يَقْلَق بسرِّه‏.‏

ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة‏:‏ طابتْ وسمحتْ‏.‏ ورجل

مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ‏:‏ سمحٌ‏.‏ ومَذَل بماله ومَذِلَ‏:‏ سَمَحَ، وكذلك

مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قال‏:‏

مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ، خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ

وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها‏:‏

وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما

وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ

ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً، فهو مَذِل، ومَذُل مَذالةً، فهو مَذِيلٌ، كِلاهما‏:‏ لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض‏.‏ ورجال مَذْلى‏:‏ لا يطمئنون، جاؤوا

به على فَعْلى لأَنه قَلَق، ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا

الضرب من الجمع‏.‏ والمَذِيلُ‏:‏ المريض

الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف؛ قال الراعي‏:‏

ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا‏؟‏

أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا‏؟‏

والمَذِلُ والماذِلُ‏:‏ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه‏.‏

والمُذْلةُ‏:‏ النكتة في الصخرة ونواة التمر‏.‏

ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ‏:‏ خَدِرَتْ، وامْذالَّتِ

امْذِلالاً‏.‏ وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وقوله‏:‏

وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ

إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، وإِما أَن تكون لغة‏.‏ وقال

الكسائي‏:‏ مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد‏.‏

ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل‏.‏ وحكى ابن بري عن سيبويه‏:‏ رجل

مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب‏.‏ والامْذِلالُ‏:‏ الاسترخاء والفُتور، والمَذَل مثله‏.‏ ورجل مِذْل‏:‏ خفي الجسم والشخص قليل اللحم، والدال لغة، وقد تقدم‏.‏

والمَذِيلُ‏:‏ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ‏.‏

مذل‏:‏ المَذَل‏:‏ الضجَر والقَلَق، مَذِل مَذَلاً فهو مَذِل، والأُنثى

مَذِلة‏.‏ والمَذِل‏:‏ الباذل لما عنده من مال أَو سِرٍّ، وكذلك إِذا لم يقدر على

ضبط نفسه‏.‏ ومَذِل بسِّره

، بالكسر، مَذَلاً ومِذالاً، فهو مَذِل ومَذِيلٌ، ومَذَل يَمْذُل، كلاهما‏:‏ قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه‏.‏

وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ المِذالُ من النفاق؛ هو أَن يَقْلَق الرجلُ عن فِراشه الذي يُضاجِع عليه حليلته

ويتحوَّل عنه ليَفْتَرِشَه غيرُه، ورواه بعضهم‏:‏ المِذاء، ممدود، فأَما المِذال، باللام، فإِن أَبا عبيد قال‏:‏ أَصله أَن يَمْذَل الرجل بسرِّه أَي

يَقْلَق، وفيه لغتان‏:‏ مَذِل يَمْذَل مَذَلاً، ومَذَل يَمْذُل، بالضم، مَذْلاً

أَي قلقْت به وضَجِرْت حتى أَفْشَيته، وكذلك المَذَل، بالتحريك‏.‏ ومَذِلْت

من كلامه‏:‏ قَلِقْت‏.‏ وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حتى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه

حتى يتحَّل عنه أَو بمَالِه حتى يُنْفِقه، فقد مَذِل؛ وقال الأسود بن يعفر‏:‏

ولقد أَرُوحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً

مَذِلاً بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي

وقال قيس بن الخَطِيم‏:‏ فلا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، إِذا ما جاوَز الاثنين، فاشِي

قال أَبو منصور‏:‏ فالمِذال في الحديث أَن يَقْلق بفِراشه كما قدَّمنا، وأَما المِذاء، بالمدّ، فهو مذكور في موضعه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل‏.‏ والمِمْذَل‏:‏

القَوَّاد على أَهله‏.‏ والمِمْذلُ‏:‏ الذي يَقْلَق بسرِّه‏.‏

ومَذِلَت نفسه بالشيء مَذَلاً ومَذُلَت مَذالة‏:‏ طابتْ وسمحتْ‏.‏ ورجل

مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ‏:‏ سمحٌ‏.‏ ومَذَل بماله ومَذِلَ‏:‏ سَمَحَ، وكذلك

مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قال‏:‏

مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا ما كذَّبَتْ، خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ

وقالت امرأَة من بني عبد القيس تَعِظ ابنها‏:‏

وعِرْضكَ لا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما

وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ

ومَذِلَ على فِراشه مَذَلاً، فهو مَذِل، ومَذُل مَذالةً، فهو مَذِيلٌ، كِلاهما‏:‏ لم يستقرَّ عليه من ضعف وغَرَض‏.‏ ورجال مَذْلى‏:‏ لا يطمئنون، جاؤوا

به على فَعْلى لأَنه قَلَق، ويدل على عامة ما ذهب إِليه سيبويه في هذا

الضرب من الجمع‏.‏ والمَذِيلُ‏:‏ المريض

الذي لا يَتَقارُّ وهو ضعيف؛ قال الراعي‏:‏

ما بال دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا‏؟‏

أَقَذىً بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا‏؟‏

والمَذِلُ والماذِلُ‏:‏ الذي تَطِيب نفسُه عن الشيء يتركه ويسترجي غيرَه‏.‏

والمُذْلةُ‏:‏ النكتة في الصخرة ونواة التمر‏.‏

ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلاً ومَذْلاً وأَمْذَلَتْ‏:‏ خَدِرَتْ، وامْذالَّتِ

امْذِلالاً‏.‏ وكلُّ خَدَرً أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وقوله‏:‏

وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفي بِذِكْراكِ من مَذْلٍ بها، فَتَهُونُ

إِما أَن يكون أَراد مَذَل فسكن للضرورة، وإِما أَن تكون لغة‏.‏ وقال

الكسائي‏:‏ مَذِلْت من كلامك ومضضت بمعنى واحد‏.‏

ورجل مِذْل أَي صغير الجثة مثل مِدْل‏.‏ وحكى ابن بري عن سيبويه‏:‏ رجل

مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وطبيب‏.‏ والامْذِلالُ‏:‏ الاسترخاء والفُتور، والمَذَل مثله‏.‏ ورجل مِذْل‏:‏ خفي الجسم والشخص قليل اللحم، والدال لغة، وقد تقدم‏.‏

والمَذِيلُ‏:‏ الحديدُ الذي يسمى بالفارسية نَرمْ آهَنْ‏.‏

مرجل‏:‏ الليث‏:‏ المَراجِل ضرْب من بُرود اليمن؛ وأَنشد‏:‏

وأَبْصَرْتُ سَلْمَى بين بُرْدَيْ مَراجِلٍ، وأَخْياشِ عصبٍ من مُهَلْهلَة اليَمن وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

يُسائِلْنَ‏:‏ مَنْ هذا الصَّريعُ الذي نَرَى‏؟‏

ويَنْظُرْنَ خَلْساً من خِلال المَراجِل

وثوب مُمَرْجَل‏:‏ على صنعة المَراجِلِ من البُرود‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وعليها

ثِياب مراجِل، يروى بالجيم والحاء، فالجيم معناه أَن عليها نُقوشاً تِمْثال

الرجال، والحاء معناه أَن عليها صُوَرَ الرِّحال وهي الإِبل

بأَكْوَارِها‏.‏ ومنه‏:‏ ثوبٌ مُرَحَّل، والروايتان معاً من باب الراء، والميم فيهما

زائدة، وهو مذكور أَيضاً في موضعه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فبعث معهما بِبُرْد

مَرَاجِل؛ هو ضرْب من بُرود اليمن، قال‏:‏ وهذا التفسير

يشبه أَن تكون الميم أَصلية‏.‏

والمُمَرْجَل‏:‏ ضرْب من ثياب الوَشْيِ؛ قال العجاج‏:‏

بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرْجَلِ

قال الجوهري‏:‏ قال سيبويه مَرَاجِل ميمُها من نفس الحرف وهي ثياب

الوَشْيِ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل؛ هو، بالكسر‏:‏

الإِناء الذي يُغْلى فيه الماء، وسواء كان من حديد أَو صُفْر أَو حجارة أَو

خَزَف، والميم زائدة، قيل‏:‏ لأَنه إِذا نُصِب كأَنه أُقيم على أَرْجُل‏.‏ قال

ابن بري‏:‏ والمِرْجَل المُِشط، ميمه زائدة لأَنه يرجَّل به الشعر؛ قال

الشاعر‏:‏

مَرَاجِلُنا من عَظْمِ فِيلٍ، ولم تكن

مَرَاجلُ قَومي من جَديد القَماقِم

مرطل‏:‏ مَرْطَله في الطِّين‏:‏ لَطَخَه‏.‏ ومَرْطَل الرجلُ ثوبه بالطين إِذا

لَطَخَه، ومَرْطَلَ عِرْضَه كذلك؛ قال صخر بن عميرة‏:‏

مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ، كما تُلاثُ في الهِناءِ الثَّمَلَهْ

ومَرْطَله المطرُ‏:‏ بَلَّه‏.‏ ومَرْطَلَ العملَ‏:‏ أَدامه‏.‏

مسل‏:‏ المَسِيلُ‏:‏ السَّيَلان، والمَصْلُ‏:‏ القَطْرُ، ويقال لِمَسِيل الماء

مَسَلٌ، بالتحريك‏.‏ المحكم‏:‏ المَسَل والمَسِيلُ مَجْرَى الماء وهو أَيضاً

ماء المطر، وقيل‏:‏ المَسل المَسِيلُ الظاهر، والجمْع أَمْسِلةٌ ومُسُلٌ

ومُسْلانٌ ومَسائلُ، وزعم بعضهم أَن ميمه زائدة من سال يَسيل وأَن العرب

غَلِطت في جمعه، قال الأَزهري‏:‏ هذه الجموع على توهُّم ثبوت الميم أَصلية

في المَسِيل كما جمعوا المكان أَمكنة، وأَصله مَفْعَل من كان؛ قال ساعدة

بنجؤية يصف النحل‏:‏

منها جَوارِسُ للسَّراة، وتَخْتَوِي

كَرَباتِ أَمْسِلةٍ إِذا تَتَصَوَّب‏.‏

تَخْتَوِي‏:‏ تأْكل لِلْخَواء، والكَرَبُ‏:‏ ما غَلُظَ من أُصول جريد النخل، والأَمْسِلة‏:‏ جمع المَسِيل وهو الجريد الرَّطْب، وجمعه المُسُل‏.‏

الأَزهري‏:‏ سمعت أَعرابيّاً من بني سعد نشَأَ بالأَحْساء يقول لجريد النخل

الرّطْبِ‏:‏ المُسُل، والواحد مَسِيل‏.‏

ومُسالا الرجل‏:‏ عَضُداه‏.‏ ومُسالا الرجل‏:‏ جانِبا لَحْيَيْه، وهو أَحد

الظروف الشاذة التي عَزَلَها سيبويه ليفسِّر معانيها؛ وأَنشد لأَبي حية

النميري‏:‏

إِذا ما تَغَشَّاه على الرَّحْل يَنْثَني

مُسالَيْه عنه من وراء ومُقْدِم

قال سيبويه‏:‏ ومُسالاه عِطْفاه فجرى مجرى جَنْبَيْ فُطَيمة‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المَسالةُ طول الوجه مع حسن‏.‏

ومَسُولَى‏:‏ اسم موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد للمَرّار‏:‏

فأَصْبَحْتُ مَهْموماً كأَنّ مَطِيَّتي، بِبَطْن مَسُولَى أَو بِوَجْرَةَ، ظالِعُ

أَي طال وُقوفي حتى كأَن ناقتي ظالع‏.‏

مشل‏:‏ المَشَل

‏:‏ الحَلَب القليل‏.‏ والمِمْشَلُ‏:‏

الحالب الرفيق بالحَلْب‏.‏ ومَشَّلَت الناقةُ تَمْشيلاً‏:‏ أَنزلت شيئاً

قليلاً من اللبَن‏.‏ وتَمْشِيلُ الدِّرَّة‏:‏ انتشارُها لا تجتمع فيَحْلُبها

الحالب وقد تَمَشَّلَها الحالبُ أَو فَصِيلُها؛ قال شمر‏:‏ ولو لم أَسمعه لابن شميل لأَنكرته‏.‏ سلمة عن الفراء‏:‏ التَّمْشِيل أَن تَحْلُب وتبقي في الضَّرْع شيئاً، وهو التَّفْشِيل أَيضاً‏.‏ وامْتَشَل سيفَه‏:‏ اخْتَرَطَه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ امْتَشَل سيفَه من غِمْده وامْتَشَقه وانْتضاه وانْتَضَله بمعنى

واحد‏.‏

وفَخِذٌ ناشِلة‏:‏ قليلة اللحم‏:‏ قال أَبو تراب‏:‏ سمعت بعض الأَعراب يقول‏:‏

فَخِذ ماشِلة بهذا المعنى‏.‏ وهو مَمْشُول الفخِذ أَي قليل اللحم‏.‏ وفي الحديث ذكر مُشَلَّل، بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الأُولى وفتحها، موضع

بين مكة والمدينة‏.‏

مصل‏:‏ المَصْل‏:‏ معروف‏.‏ والمُصُولُ‏:‏ تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ‏.‏ واللبن إِذا عُلِّق مَصَل ماؤه فقَطر منه، وبعضهم يقول مَصْلة مثل أَقْطة‏.‏

المحكم‏:‏ مَصَل الشيءُ يَمْصُل مصْلاً ومُصولاً قطَر‏.‏ ومَصَلَتِ اسْتُه أَي

قطرَت‏.‏ والمَصْل والمُصالة‏:‏ ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر‏.‏ أَبو زيد‏:‏

المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر، فعُصارةُ الأَقِط هي

المَصْل‏.‏ الجوهري‏:‏ ومَصْلُ الأَقِط عملُه، وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو

غيره حتى يقطُر ماؤه، والذي يَسِيل منه المُصالةُ، والمُصالةُ‏:‏ ما قطر من الحُبِّ‏.‏ ومصَلَ اللبَنَ يمْصُله مَصْلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق

حتى يقطر ماؤه، وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً‏.‏ وأَمْصَلَ الراعي

الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها‏.‏ والمُصولُ‏:‏ تمييزُ الماء من اللبن‏.‏ ولبنٌ ماصِلٌ‏:‏ قليل‏.‏ وشاة مُمْصِلٌ ومِمْصالٌ‏:‏ يَتزايَلُ لبنُها في العُلْبة قبل أَن يُحْقَن‏.‏

والمُمْصِلُ من النساء‏:‏ التي تُلْقي ولدَها مُضْغة‏.‏ وقد أَمْصَلَت

المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال قد أَمْصَلْتَ بِضاعةَ

أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه، وقد مَصَلَتْ هي‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْصَل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد‏.‏ والمِمْصَل أَيضاً‏:‏

راووق الصبَّاغ‏.‏ وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه؛ وقال

الكلابي يعاتب امرأَته‏:‏

لعَمْري لقد أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه، وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه

والماصِلةُ‏:‏ المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها‏.‏ ويقال‏:‏ أَعْطى عطاء ماصِلاً

أَي قليلاً‏.‏ وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً‏.‏ وقال سليم

بنالمغيرة‏:‏ مَصَل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه‏.‏ وقال غيره‏:‏ ما

زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَل به صاغراً‏.‏ ومَصَل الجُرْحُ أَي سال منه

شيء يسير‏.‏ وحكى ابن بري عن ابن خالويه‏:‏ الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ، والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه‏.‏

مطل‏:‏ المَطْلُ‏:‏ التسويف والمُدافَعة بالعِدَة والدَّيْن ولِيَّانِه، مَطَلَه حَقَّه وبه يَمْطُلُه مَطْلاً وامْتَطَلَه وكاطَلَه به مُماطَلَةً

ومِطالاً ورجل مَطُول ومَطَّال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَطْلُ الغنيِّ ظُلْمٌ‏.‏

والمَطْلُ‏:‏ المَدُّ؛ مَطَل الحبلَ وغيره يَمْطُله مَطْلاً فامْطَلَّ؛ أَنشد

الأَصمعي لبعض الرُّجَّاز‏:‏

كأَن صاباً آلَ حتى امْطَلاَّ

والمَطْلُ‏:‏ مدُّ المَطَّال حديدةَ البيضة التي تُذاب للسيوف ثم تُحْمَى

وتُضرب وتُمد وتُرَبَّع‏.‏ ومَطَلَ الحديدة يَمْطُلها مَطْلاً‏:‏ ضرَبها

ومدَّها وسبكها وأَدارَها ثم طبَعها فصاغها بيضة، وهي المَطِيلة، وكذلك

الحديدة تذاب للسيوف ثم تحمى وتضرب وتمدّ وتربَّع ثم تُطْبَع بعد المَطْل

فتجعل صفيحة‏.‏ الصحاح‏:‏ مَطَلْت الحديدة أَمْطُلُها مَطْلاً إِذا ضربتها

ومددتها لِتَطُول؛ والمَطَّال‏:‏ صانع ذلك، وحرفته المِطالة‏.‏ يقال‏:‏ مَطَلَها

المَطَّال ثم طبعها بعد المَطْل‏.‏ والمَطِيلةُ‏:‏ اسم الحديدة التي تُمْطَل من البيضة ومن الزَّنْدة‏.‏ والمَطْلُ‏:‏ الطُّولُ‏.‏ والمَمْطولُ‏:‏ المضروب طُولاً؛ قال أَبو منصور‏:‏ أَراد الحديد أَو السيف الذي ضرب طولاً، كما قال الليث‏:‏

وكل ممدود مَمْطول، والمَطْل في الحق والدَّيْن مأْخوذ منه، وهو تَطْوِيلُ العِدَّة التي يضربُها الغريمُ للطالب، يقال‏:‏ مَطَله وماطَلَه

بحقِّه‏.‏ اسمٌ مَمْطولٌ‏:‏ طالَ بإِضافة أَو صلة، استعمله سيبويه فيما طالَ من الأَسماء‏:‏ كعشرين رجلاً، وخيراً منك، إِذا سمي بهما رجل‏.‏

والمَطَلةُ‏:‏ لغة في الطَّمَلة، وهي بقية الماء الكَدِر في أْسفل الحوض، وقد تقدم، وقيل‏:‏ مَطَلَتُه طينتُه وكَدَرُه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ وسطُ الحوض

مَطَلَتُه وسِرْحانُه، قال‏:‏ ومَطَلَتُه غِرْيَنُه ومَسِيطَتُه

ومَطِيطَتُه‏.‏ وامْتَطَل النباتُ‏:‏ الْتَفَّ وتدَاخَل‏.‏ وماطِلٌ‏:‏ فحل من كِرام فُحول

الإِبل إِليه تنسَب الإِبل الماطِلِيَّة؛ قال أَبو وجزة‏:‏

كفَحْلِ الهِجان الماطِلِيِّ المُرَفَّلِ

وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

سِهامٌ نجَتْ منها المَهَارَى وغودِرَتْ

أَراحِيبُها، والماطِلِيُّ الهَمَلَّعُ

ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْطَلُ اللِّصُّ‏.‏ والمِمْطَلُ‏:‏ مِيقَعةُ الحدَّاد‏.‏

معل‏:‏ معَل الحمارَ وغيرَه يَمْعَله مَعْلاً‏:‏ استَلَّ خُصْيَيْه‏.‏

والمَعْل‏:‏ الاختلاس بعَجلة في الحرب‏.‏ ومَعَلَ الشيءَ يَمْعَلُه‏:‏ اختطفَه‏.‏

ومَعَلَهُ مَعْلاً‏:‏ اختلسه؛ وقوله‏:‏

إِني، إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا، وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجالِ الغِسْلا، لم تُلْفِني دارِجةً ووَغْلا

يعني إِذا كان الأَمر اختِلاساً؛ وقوله‏:‏

وأَوْخَفَتْ أَيدي الرجال الغِسْلا

أَي قلَّبوا أَيديَهم في الخصومة كأَنهم يضربون الخِطْميَّ؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ كانت العرب إِذا تَوًّقَفَت للحرب تَفاخرتْ قبل الوقعة فترفع

أَيديَها وتُشيرُ بها فتقول‏:‏ فَعَل أَبي كذا وكذا، وقامَ بأَمْرَ كذا وكذا، فشبهت أَيديهم بالأَيدي التي تُوخِف الخطميَّ، وهو الغِسل، والدارِجة

والوَغْل الخسيسُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ امْتَعَلَ فلان إِذا دارك الطِّعانَ في اختلاسٍ وسُرعة‏.‏

ومَعَله عن حاجته وأَمْعَلَه‏:‏ أَعجله وأَزعجه‏.‏ والمَعْلُ‏:‏ مدُّ الرَّجل

الحُوارَ من حياء الناقة يُعْجِلُه بذلك، وقيل‏:‏ هو استخراجه بعجلة‏.‏

ومَعَلَ أَمرَه يَمْعَله مَعْلاً‏:‏ عَجَّله قبل أَصحابه ولم يَتَّئِد‏.‏ ومَعَلَ

أَمرَه مَعْلاً أَيضاً‏:‏ أَفسده بإِعجاله؛ قال ابن بري عند قول الجوهري

ومَعَلْتَ أَمرَك أَي عَجَّلتَه وقطعته وأَفسدته، قال‏:‏ ومنه قول القلاخ‏:‏

إِني، إِذا ما الأَمرُ كان مَعْلا، ولم أَجِدْ من دون شَرٍّ وَعْلا، وكان ذو العِلْم أَشدَّ جَهْلا

من الجَهُول، لم تَجِدْني وَغْلا، ولم أَكُنْ دارِجةً ونَغْلا

والمَعْل‏:‏ سَيْرُ النَّجاء‏.‏ والمَعْل‏:‏ السرعةُ في السير؛ قال ابن بري‏:‏

شاهده قول ابن العمياء‏:‏

لقد أَجوبُ البَلَدَ القَراحا، المَرْمَرِيسَ النائيَ الصَّحْصاحا، بالقَوْم لا مَرْضَى ولا صِحاحا، إِنْ يَنْزِلوا لا يَرْقُبوا الإِصْباحا، وإِن يَسِيروا يَمْعَلوا الرَّواحا

أَي يعجلوا ويُسرعوا‏.‏ ومَعَل السيرَ يَمْعَله مَعْلاً‏:‏ أَسرع‏.‏ وغلام

مَعِل أَي خفيف‏.‏ ومَعَل رِكابه يَمْعَلها‏:‏ قطع بعضها من بعض؛ عن ثعلب‏.‏ يقال‏:‏

لا تَمْعَلوا رِكابكم أَي لا تقطعوا بعضها من بعض‏.‏ ومَعَل الخشبة

مَعْلاً‏:‏ شقَّها‏.‏ وما لَكَ منه مَعْلٌ أَي بُدٌّ‏.‏

والمِعْوَلُ‏:‏ ميمه زائدة، وقد مضى في فصل العين‏.‏

مغل‏:‏ المَغَل‏:‏ وجع البطن من تراب

مَغِلَت الدابة، بالكسر، والناقة تَمْغَل مَغَلاً، فهي مَغِلةٌ، ومَغَلَتْ‏:‏ أَكلت الترابَ مع البَقْل فأَخذها لذلك وجَعٌ في بطنها، والاسم

المَغْلة، ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة، وبها مَغْلة شَديدةٌ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْغَل الذي يُولَعُ بأَكل التراب فيَدْقَى منه أَي

يَسْلَح‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام من كل شهر

صومُ الدهرِ ويذهب بمَغْلةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وفساده، من المَغَل وهو داءٌ يأْخذ الغنم في بطونها، ويُروى‏:‏ بِمَغَلَّةِ الصدْر، بالتشديد، من الغِلِّ الحقد‏.‏

وأَمْغَل القومُ‏:‏ مَغِلَتْ إِبِلُهم وشاؤهم، وهو داء‏.‏ يقال‏:‏ مَغِلت

تَمْغَل‏.‏ قال‏:‏ والإِمْغالُ في الشاءِ ليس في الإِبل وهو مثل الكِشَافِ في الإِبل أَن تحمِل كلَّ عام‏.‏

والمَغْل والمَغَل‏:‏ اللبن الذي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وهي حامل، وقد

مَغِلَتْ به وأَمْغَلَته، وهي مُمْغِلٌ‏.‏

والإِمْغال‏:‏ وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ في بطنها، فكلَّما حَمَلَت ولداً

أَلْقته، وقيل‏:‏ الإِمْغال في الشاة أَن تحمِل عليها في السنة الواحدة مرتين، وقد أَمْغَلَتْ وهي مُمْغِل، وقيل‏:‏ هو أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً، والمَغْلةُ‏:‏ النعجةُ والعَنْزُ التي تُنْتَجُ في عام مرتين، والجمع مِغالٌ‏.‏ وأَمْغَلَت غنمُ فلان إِذا كانت تلك حالَها‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

الإِمْغال أَن لا تُراحَ الإِبلُ ولا غيرُها سنَةً وهو مما يُفْسِدها‏.‏

والمُمْغِلُ من النساء‏:‏ التي تَلِد كلَّ سنة وتحمِل قبل فِطام الصبيّ؛ قال

القطامي‏:‏

بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة، رَيَّا الرَّوادِف لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

يقول‏:‏ لم يكثر ولدها فيكون ذلك مفسدة لها ويُرَهِّل لحمَها؛ وقال أَبو

النجم يصف عَيْراً‏:‏

يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها، ليست كَعَين الشَّمْسِ في أَمْغالِها

أَراد بمَزالها زوال الشمس‏.‏ والمَغَل‏:‏ الرَّمَص، وجمعه أَمْغال‏.‏ ومَغِلت

عينه إِذا فسدت‏.‏ ومَغَل فلان يَمْغَل مَغْلاً ومَغالةً‏:‏ وَشى، وخصَّ

بعضهم به الوِشايَة عند السلطان، يقال‏:‏ أَمْغَل بي فلان عند السلطان أَي

وَشَى بي إِليه‏.‏ ومَغَل فلان بفلان عند فلان إِذا وَقع فيه، يَمْغَل

مَغْلاً، وإِنه لصاحب مَغالةٍ؛ ومنه قول لبيد‏:‏

يَتَأَكَّلون مَغالةً ومَلاذةً، ويُعابُ قائلُهم، وإِن لم يَشْغَبِ‏.‏

والميم في المَغالة والمَلاذة أَصلية من مَغَل ومَلَذ‏.‏ والمُمْغِل‏:‏

الأَرض الكثيرة الغَمْلى، وهو النَّبْت الكثير‏.‏

مقل‏:‏ المُقْلة‏:‏ شَحْمة العين التي تجمع السوادَ والبياضَ، وقيل‏:‏ هي

سوادُها وبياضُها الذي يَدُورُ كله في العين، وقيل‏:‏ هي الحَدَقة؛ عن كراع، وقيل‏:‏ هي العين كلُّها، وإِنما سميت مُقْلة لأَنها تَرْمِي بالنظر‏.‏

والمَقْل‏:‏ الرَّمْيُ‏.‏ والحدَقة‏:‏ السوادُ دون البياضِ، قال ابن سيده‏:‏ وأَعرف ذلك

في الإِنسان، وقد يستعمل ذلك في الناقة؛ أَنشد ثعلب‏:‏

من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما

يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

وقال أَبو داود‏:‏ سمعت بالغَرّاف يقولون‏:‏ سخِّن جَبِينَك بالمُقْلة؛ شبَّه عين الشمس بالمُقْلةِ‏.‏ والمَقْل‏:‏ النظر‏.‏ ومَقَله بعينه يَمْقُله

مَقْلاً‏:‏ نظر إِليه؛ قال القطامي‏:‏

ولقد يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي، ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق

ويروى‏:‏ مُقَل، ومَقْل أَحسن لقوله تكلُّمِي‏.‏ ويقال‏:‏ ما مَقَلَتْه عيني

منذ اليوم‏.‏ وحكى اللحياني‏.‏ ما مَقَلَتْ عيني مثلَه مَقْلاً أَي ما أَبصرتْ

ولا نظرتْ، وهو فَعَلَتْ من المُقْلة، وفي حديث ابن مسعود وسئل عن مَسْح

الحَصى في الصلاة فقال مرَّةً‏:‏ وتركُها خير من مائة ناقة لِمُقْلةٍ؛ قال

أَبو عبيد‏:‏ المُقْلة هي العين، يقول‏:‏ تركها خير من مائة ناقة يختارها

الرجل على عينه ونظره كما يريد، قال‏:‏ وقال الأَوزاعي ولا يريد أَنه

يقتنيها؛ وفي حديث ابن عمر‏:‏ خيرٌ من مائة ناقة كلّها أَسْوَدُ المُقْلةِ أَي كل

واحد منها أَسودُ العين‏.‏

والمَقْلة، بالفتح‏:‏ حَصاة القَسْم توضع في الإِناء ليُعْرَف قدرُ ما

يُسْقَى كلُّ واحد منهم، وذلك عند قلَّة الماء في المَفاوِزِ، وفي المحكم‏:‏

تُوضَع في الإِناء إِذا عَدِموا الماء في السفر ثم يُصَبُّ فيه من الماء

قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاة فيُعطاها كل رجل منهم؛ قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ وخَطْمةُ من الأَنصار بنو عبدِ الله بن مالك بن أَوْس‏:‏قَذَفُوا سيِّدَهم في وَرْطةٍ، قَذْفَك المَقْلةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ

ومَقَلَ المَقْلة‏:‏ أَلقاها في الإِناء وصبَّ عليها ما يغمُرها من الماء‏.‏

وحكى ابن بري عن أَبي حمزة‏:‏ يقال مَقْلة ومُقْلة، شبهت بمُقْلة العين

لأَنها في وسط بياض العين، وأَنشد بيت الخَطْمِيّ‏.‏ وفي حديث عليٍّ‏:‏ لم يبق

منها إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلة؛ هي بالفتح حَصاة القَسْم، وهي بالضم

واحدة المُقْل الثمر المعروف، وهي لصِغَرِها لا تسَعُ إِلا الشيء اليسير

من الماء‏.‏

ومَقَله في الماء يَمْقُله مَقْلاً‏:‏ غَمَسه وغطَّه‏.‏ ومَقَل الشيء في الشيء يَمْقُله مَقْلاً‏:‏ غَمَسَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا وقَع الذُّبابُ في إِناء

أَحدِكم فامْقُلوه فإِن في أَحد جَناحيه سُمّاً وفي الآخر شِفاء وإِنه

يقدِّم السُّمَّ ويؤخر الشِّفاء؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ قوله فامْقُلوه يعني

فاغْمِسوه في الطعام أَو الشراب ليُخْرِج الشفاء كما أَخرج الداء‏.‏ والمَقْل‏:‏

الغَمْس‏.‏ ويقال للرَّجُلَين إِذا تَغاطَّا في الماء‏:‏ هما يَتَماقَلان، والمَقْل في غير هذا النظرُ‏.‏ وتَماقَلوا في الماء‏:‏ تَغاطُّوا‏.‏ وفي حديث

عبد الرحمن وعاصم‏:‏ يَتماقَلان في البحر، ويروى‏:‏ يَتَماقَسان‏.‏ ومَقَل في الماء يَمْقُل مَقْلاً‏:‏ غاصَ‏.‏ ويروى أَن ابن لقمان الحكيم سأَل أَباه لقمان

فقال‏:‏ أَرأَيت الحَبَّة التي تكون في مَقْل البحر أَي في مَغاص البحر، فأَعلمه أَن الله يعلم الحَبَّة حيث هي، يعلمها بعِلمه ويستخرجها بلُطفه؛ وقوله في مَقْل البحر، أَراد في موضع المَغاص من البحر‏.‏ والمَقْل‏:‏ أن يَخَاف الرجل على الفصيل من شربه اللبن فيسقيَه في كفّه قليلاً قليلاً؛ قال

شمر‏:‏ قال بعضهم لا يعرف المَقْل الغَمْس، ولكن المَقْل أَن يُمْقَل

الفصيلُ الماءَ إِذا آذاه حَرُّ اللبن فيُوجَر الماءَ فيكون دواءٍ‏.‏ والرجل

يمرض فلا يسمع شيئاً فيقال‏:‏ امْقُلوه الماءَ واللبنَ أَو شيئاً من الدواء

فهذا المَقْل الصحيح‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ إِذا لم يَرْضَع الفَصِيل أُخِذ

لسانه ثم صُبَّ الماء في حَلْقه، وهو المَقْل، وقد مَقَلْته مَقْلاً، قال‏:‏

وربما خرج على لسانه قُروح فلا يقدر على الرضاع حتى يُمْقَل؛ وأَنشد‏:‏

إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا، في الحَلْقِ واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا

والمَقْل‏:‏ ضرْب من الرضاع؛ وأَنشد في وصف الثَّدْي‏:‏

كَثَدْي كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقْلِ

قال الليث‏:‏ نصَب الثاء على طلَب النون، قال الأَزهري‏:‏ وكأَنَّ المَقْل

مقلوب من المَلْق وهو الرضاع‏.‏ ومَقْل البئر‏:‏ أَسفلها‏.‏

والمُقْل‏:‏ الكُنْدُر الذي تُدَخِّن به اليهودُ ويجعل في الدواء‏.‏

والمُقْل‏:‏ حمل الدَّوْم، واحدته مُقْلة، والدَّوْم شجرة تشبه النخلة في حالاتها‏.‏

قال أَبو حنيفة‏:‏ المُقْل الصمغ الذي يسمى الكُور، وهو من الأَدوية‏.‏

مكل‏:‏ المُكْلة والمَكْلة‏:‏ جَمَّةُ البئر، وقيل‏:‏ أَول ما يُستقَى من جَمَّتِها‏.‏ والمُكْلة‏:‏ الشيء القليل من الماء يبقى في البئر أَو الإِناء فهو من الأَضداد، وقد مَكَلَت الرَّكِيَّة تَمْكُل مُكُولاً، فهو مَكُول

فيهما، والجمع مُكُلٌ‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ قَلِيبٌ مُكُلٌ كعُطُل، ومَكِلٌ

كنَكِدٍ، ومُمْكَلة ومَمْكُولة كل ذلك التي قد نَزَح ماؤها، وقيل‏:‏

المَكُول من الآبار التي يقلُّ ماؤها فتَسْتَجِمُّ حتى يجتمع الماء في أَسفلها، واسمذلك الماء المُكْلة‏.‏ والمَكَل‏:‏اجتماع ل الماء في البئر‏.‏ الليث‏:‏

مَكَلَت البئر إذا اجتمع الماء في وسطها وكثر، وبئر مَكُولٌ وجَمَّة مَكول‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِمْكَلُ الغَدير القليل الماء‏.‏ الجوهري‏:‏ مَكِلَت البئر

أَي قَلَّ ماؤها واجتمع في وسطها، وقيل‏:‏ إِذا اجتمع فيها قليلاً قليلاً

إِلى وقت النَّزْح الثاني فاسم ذلك مَكْلة ومُكْلة‏.‏ يقال‏:‏ أَعْطني مَكلةَ

رَكيَّتك أَي جَمَّة ركيتك، والبئر مَكول، والجمع مُكُل؛ ومنه قول

أُحَيْحة بن الجُلاح‏:‏

صَحَوْت عن الصِّبا واللَّهْوُ غُولُ، ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ

أَي قليلة الخير مثل البئر المَكُول‏.‏

والمَكُوليُّ‏:‏ اللئيم؛ عن أَبي العَميْثَل الأَعرابي‏.‏

ملل‏:‏ المَلَلُ‏:‏ المَلالُ وهو أَن تَمَلَّ شيئاً وتُعْرِض عنه؛ قال

الشاعر‏:‏

وأُقْسِمُ ما بي من جَفاءٍ ولا ملَل

ورجل مَلَّةٌ إِذا كان يَمَلُّ إِخوانَه سريعاً‏.‏ مَلِلْت الشيء مَلَّة

ومَلَلاً ومَلالاً ومَلالة‏:‏ بَرِمْت به، واسْتَمْلَلْته‏:‏ كمَلِلْتُه؛ قال

ابن هَرْمة‏:‏

قِفا فَهَرِيقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ، ولا تَسْتَمِلاَّ أَن يطول به عَنْسِي

وهذا كما قالوا خَلَت الدارُ واستخْلت وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وقال

الشاعر‏:‏

لا يَسْتَمِلُّ ولا يَكْرى مُجالِسُها، ولا يَمَلُّ من النَّجْوَى مُناجِيها

وأَمَلَّني وأَمَلَّ عَليَّ‏:‏ أَبرَمَني‏.‏ يقال‏:‏ أَدَلَّ فأَمَلَّ‏.‏

وقالوا‏:‏ لا أَمْلاهُ أَي لا أَمَلُّه، وهذا على تحويل التضعيف والذي فعلوه في هذا ونحوِه من قولهم لا‏.‏‏.‏‏.‏ لا أَفعل؛ وإِنشادهم‏:‏من مآشِرٍ حِداءِ‏.‏

لم يكن واجباً فيجب هذا، وإِنما غُيِّر استحساناً فساغ ذلك فيه‏.‏

الجوهري‏:‏ مَلِلْت الشيء، بالكسر، ومَلِلْت منه أَيضاً إِذا سَئِمْته، ورجل مَلٌّ

ومَلول ومَلولة ومالولةٌ ومَلاَّلة وذو مَلَّة؛ قال‏:‏

إِنك والله لَذُو مَلَّة، يَطرِفُك الأَدْنى عن الأَبْعَدِ

قال ابن بري‏:‏ الشعر لعمر بن أَبي ربيعة وصواب إِنشاده‏:‏ عن الأَقدَم؛ وبعده‏:‏

قلت لها‏:‏ بل أَنتِ مُعْتَلَّة

في الوَصل، يا هندُ، لِكَي تَصْرِمي

وفي الحديث‏:‏ اكْلَفوا من العمل ما تُطِيقون فإِن الله لا يَمَلُّ حتى

تَمَلُّوا؛ معناه إِن الله لا يَمَلُّ أَبداً، مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا، فجرى مجرى قولهم‏:‏ حتى يَشِيبَ الغراب ويبيضَّ القارُ، وقيل‏:‏ معناه إن الله لا يَطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا في الرغبة إِليه فسمى

الفعلين مَلَلاً وكلاهما ليس بِمَلَل كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إِذا

وافق معناه نحو قولهم‏:‏

ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم، وكذاك الدهرُ يُودِي بالرجال

فجعل إِهلاكه إِياهم لَعِباً، وقيل‏:‏ معناه إِن الله لا يقطع عنكم فَضْله

حتى تَمَلُّوا سؤاله فسمَّى فِعل الله مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى‏:‏ وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها، وقوله‏:‏ فمَنِ اعْتَدى عليكم

فاعْتَدوا عليه؛ وهذا باب واسع في العربية كثير في القرآن‏.‏ وفي حديث

الاستسقاء‏:‏ فأَلَّف اللّه السَّحاب ومَلَّتْنا؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا جاء في رواية لمسلم، قيل‏:‏ هي من المَلَلِ أَي كثر مطرُها حتى مَلِلناها، وقيل‏:‏

هي مَلَتْنا، بالتخفيف، من الامْتِلاء فخفف الهمزة، ومعناه أَوسَعَتْنا

سَقْياً وريًّا‏.‏ وفي حديث المُغيرة‏:‏ مَلِيلة الإِرْغاء أَي مَمْلولة

الصوت، فَعِيلة بمعنى مفعولة، يَصِفها بكثرة الكلام ورَفْعِ الصوت حتى تُمِلَّ

السامعين، والأُنثى مَلول ومَلولة، فملول على القياس ومَلولة على الفعل‏.‏

والمَلَّة‏:‏ الرَّماد الحارُّ والجمْر‏.‏ ويقال‏:‏ أَكلنا خُبزَ مَلَّة، ولا

يقال أَكلنا مَلَّة‏.‏ ومَلَّ الشيءَ في الجمْر يَمُلُّه مَلاًّ، فهو مَمْلول ومَلِيل‏:‏ أَدخله‏.‏ يقال‏:‏ مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة

مَلاًّ وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها في المَلَّة، فهي مَمْلولة، وكذلك كل

مَشْوِيّ في المَلَّة من قَريس وغيره‏.‏ ويقال‏:‏ هذا خُبز مَلَّةٍ، ولا يقال

للخبز مَلَّة، إِنما المَلة الرَّماد الحارّ والخبز يسمى المَلِيل

والمَمْلول، وكذلك اللحمُ؛ وأَنشد أَبو عبيد‏:‏

ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى

إِلى تَيْمِيَّةٍ، كعَصا المَلِيل

وفي الحديث‏:‏ قال أَبو هريرة لما افتتَحْنا خَيبرَ إِذا أُناس من يَهُود

مجتمعون على خُبزة يَمُلُّونها أَي يجعلونها في المَلَّة‏.‏ وفي حديث كعب‏:‏

أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما أَي شَواهما

بالمَلَّة؛ وفي قصيد كعب بن زهير‏:‏

كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنار مَمْلولُ

أَي كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْويّ بالمَلَّة من شدّة حرّه‏.‏ ويقال‏:‏

أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ وأَطعمَنا خبزة مَلِيلاً، ولا يقال أَطعَمنا مَلَّة؛ قال الشاعر‏:‏

لا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلاّ أَنْ أَقولَ له‏:‏

أَباتَكَ الله في أَبيات عَمَّارِ

أَباتَك الله في أَبيات مُعْتَنِزٍ

عن المَكارِم، لا عَفٍّ ولا قارِي

صَلْدِ النَّدى، زاهِدٍ في كل مَكْرُمة، كأَنَّما ضَيْفُهُ في مَلَّة النارِ

وقال أَبو عبيد‏:‏ المَلَّة الحُفْرة نفسها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال له رجل إن لي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني فقال له‏:‏

إِنما تُسِفُّهم المَلَّ؛ المَلُّ والمَلَّة‏:‏ الرّماد الحارّ الذي

يُحْمى ليُدْفَن فيه الخبز ليَنْضَج، أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً

يَسْتَفُّونه، يعني أَن عَطاءَك إِياهم حرام عليهم ونارٌ في بطونهم‏.‏

ويقال‏:‏ به مَلِيلة ومُلالٌ، وذلك حَرارة يجدها، وأَصله من المَلَّة، ومنه

قيل‏:‏ فلان يتململ على فِراشه ويتَمَلَّلُ إِذا لم يستقرّ من الوجع كأَنه على

مَلَّة‏.‏

ويقال‏:‏ رجل مَلِيل للذي أَحرقته الشمس؛ وقول المرار‏:‏

على صَرْماءَ فيها أَصْرَماها، وخِرِّيتُ الفَلاة بِها مَلِيلُ

قوله‏:‏ وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ أَي أَضْحَت الشمس فلَفَحَتْه

فكأَنه مَمْلول في المَلَّة‏.‏

الجوهري‏:‏ والمَلِيلة حَرارة يجدها الرجل وهي حُمَّى في العظم‏.‏ وفي المثَل‏:‏ ذهبت البَلِيلة بالمَلِيلة‏.‏ والبَلِيلة‏:‏ الصِّحَّة من أَبَلَّ من مَرَضه أَي صح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَزال المَلِيلةُ والصُّداعُ بالعبد؛ المَلِيلة‏:‏ حرارة الحُمَّى وتوهُّجُها، وقيل‏:‏ هي الحُمَّى التي تكون في العظام‏.‏

والمَلِيلُ‏:‏ المِحْضَأْ‏.‏

ومَلَّ القَوْسَ والسهمَ والرمح في النار‏:‏ عالجها به عن أَبي حنيفة‏:‏ والمَلِيلةُ

والمُلالُ‏:‏ الحرُّ الكامِن‏.‏ ورجل مَمْلول ومَلِيل‏:‏ به مَلِيلة‏.‏ والمَلَّةُ

والمُلالُ‏:‏ عَرَق الحُمَّى، وقال اللحياني‏:‏ مُلِلْتُ مَلاًّ والاسم المَلِيلةُ

كَحُمِمْت حُمَّى والاسم الحُمَّى‏.‏ والمُلال‏:‏ وجع الظَّهْر؛ أَنشد ثعلب‏:‏

دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه، من خُزُرات فيه وانْخِزالِه، كما يُداوى العَرُّ من إِكالِه

والمُلال‏:‏ التقلُّب من المرض أَو الغم؛ قال‏:‏

وهَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه، يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ

والفعل من ذلك مَلَّ‏.‏ وتَمَلَّل الرجلُ وتَمَلْمَلَ‏:‏ تَقلَّب، أَصله

تَمَلَّل فَفُكَّ بالتضعيف‏.‏ ومَلَّلْته أَنا‏:‏ قلَّبته‏.‏ وتَمَلَّل اللحمُ على

النار‏:‏ اضطرب‏.‏ شَمِر‏:‏ إِذا نَبا بالرجل مَضْجَعُه من غَمٍّ أَو وَصَب

قيل‏:‏ قد تَمَلْمَلَ، وهو تقلُّبه على فِراشه، قال‏:‏ وتَمَلْمُله وهو جالس

أَن يَتوكأَ مرة على هذا الشِّق، ومرة على ذاك، ومرة يَجْثُو على ركبتيه‏.‏

وأَتاه خَبَر فَمَلْمَله، والحِرْباءُ تَتَمَلْمَل من الحرِّ‏:‏ تصعَد رأْس

الشجرة مرة وتَبْطُن فيها مرة وتظهر فيها أُخرى‏.‏

أَبو زيد‏:‏ أَمَلَّ فلان على فلان إِذا شقَّ عليه وأَكثر في الطلَب‏.‏

يقال‏:‏ أَمْلَلْت عليَّ؛ قال ابن مقبل‏:‏

أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ

وقال شمر في قوله أَمَلَّ عليها بالبِلى‏:‏ أَلقى عليها، وقال غيره‏:‏

أَلَحَّ عليه حتى أَثَّر فيها‏.‏ وبعير مُمَلٌّ‏:‏ أَكثر رُكوبه حتى أَدْبَر

ظَهره؛ قال العجاج فأَظهر التضعيف لحاجته إِليه يصِف ناقة‏.‏

حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ، لا تَحْفِل السَّوْطَ ولا قولي حَلِ

تشكُو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظلَلِ، من طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ

أَراد تشكُو الناقة وجَى أَظَلَّيْها، وهما باطِنا مَنْسِمَيها، وتشكو

ظهرَها الذي أَمَلَّه الركوب أَي أَدْبَرَه وجَزَّ وبَره وهَزَله‏.‏ وطريق

مَلِيل ومُمَلٌّ‏:‏ قد سلك فيه حتى صار مُعْلَماً؛ وقال أَبو دُواد‏:‏

رَفَعْناها ذَمِيلاً في مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ

وطريق مُمَلّ أَي لَحْب مسلوك‏.‏ وأَمَلَّ الشيءَ‏:‏ قاله فكُتِب‏.‏ وأَمْلاه‏:‏

كأَمَلَّه، على تحويل التضعيف‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فليُمْلِلْ وَلِيُّه

بالعدْل؛ وهذا من أَمَلَّ، وفي التنزيل أَيضاً‏:‏ فهي تُمْلى عليه بُكْرةً

وأَصِيلاً؛ وهذا من أَمْلى‏.‏ وحكى أَبو زيد‏:‏ أَنا أُمْلِلُ عليه الكتاب، بإِظهار

التضعيف‏.‏ وقال الفراء‏:‏ أَمْلَلْت لغة أَهل الحجاز وبني أَسد، وأَمْلَيْت

لغة بني تميم وقيس‏.‏ يقال‏:‏ أَمَلَّ عليه شيئاً يكتبه وأَمْلى عليه، ونزل

القرآن العزيز باللغتين مَعاً‏.‏ ويقال‏:‏ أَمللت عليه الكتاب وأَمليته‏.‏ وفي حديث زيد‏:‏ أَنه أَمَلَّ عليه لا يَستوي القاعدون من المؤمنين‏.‏ يقال‏:‏

أَمْلَلْت الكتاب وأَمليته إِذا أَلقيته على الكاتب ليكتبه‏.‏

ومَلَّ الثوبَ مَلاًّ‏:‏ درَزَه؛ عن كراع‏.‏ التهذيب‏:‏ مل ثوبَه يَمُلُّه

إِذا خاطه الخياطة الأُولى قبل الكَفِّ؛ يقال منه‏:‏ مَلَلت الثوبَ

بالفتح‏.‏ المِلَّة‏:‏ الشريعة والدين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتين؛ المِلَّة‏:‏ الدين كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية واليهودية، وقيل‏:‏ هي مُعْظم

الدين، وجملة ما يجيء به الرسل‏.‏ وتملَّل وامتلَّ‏:‏ دخل في المِلَّة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ حتى تَتَّبِع مِلَّتهم؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ المِلة في اللغة

سُنَّتُهم وطريقهم ومن هذا أُخذ المَلَّة أَي الموضع الذي يختبزُ فيه

لأَنه يؤثَّر في مكانها كما يؤثَّر في الطريق، قال‏:‏ وكلام العرب إِذا اتفَق

لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه من بعض‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ ومما يؤيد قولَه

قولُهم مُمَلٌّ أَي مسلوك معلوم؛ وقال الليث في قول الراجز‏:‏

كأَنه في ملَّة مَمْلول

قال‏:‏ المملول من المِلَّة، أَراد كأَنه مثال مُمَثَّل مما يعبد في مِلَل

المشركين‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ المِلَّة الدية، والمِلَل الديات؛ وأَنشد‏:‏

غَنائم الفِتْيان في يوم الوَهَل، ومن عَطايا الرؤساء في المِلَل‏.‏

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏ ليس على عَرَبيٍّ مِلْك ولَسْنا

بنازِعِين من يدِ رجل شيئاً أَسلَم عليه، ولكِنَّا نُقَوِّمُهم

كما نُقَوِّم أَرشَ الدِّيات ونَذَرُ

الجِراحَ، وجعل لكلِّ رأْسٍ منهم خمساً من الإِبل يَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو

يضمنونها للذين مَلَكوهم‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية

يَطَؤون الإِماءَ ويَلِدْن لهم فكانوا يُنْسَبُون إِلى آبائهم وهم

عَرَب، فرأَى عمر، رضي الله عنه، أَن يردّهم على آبائهم فَيَعْتِقون ويأْخُذ

من آبائهم لِمَواليهم عن كلِّ وَلَدٍ خمساً من الإِبل، وقيل‏:‏ أَراد من سُبِيَ من العرب في الجاهليَّة وأَدركه الإِسلام وهو عبد مَن سَباه أن يردّه حرّاً إِلى نسبه، ويكون عليه قيمته لِمَن سَباه خمساً من الإِبل‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ أَنَّ أَمَةً أَتت طَيِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فتزوّجت

فولَدت فجعل في وَلَدِها المِلَّة أَي يَفْتَكُّهم أَبوهم من مَوالي

أُمِّهم، وكان عثمان يعطي مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَيْن، وغيرُه يعطي مكان كل

رأْس رأْساً، وآخرون يُعْطُون قيمته بالغةً ما بلغت‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ مَلَّ

يَمِلُّ، بالكسر كسرِ الميم، إِذا أَخذ المِلَّة؛ وأَنشد‏:‏

جاءت به مُرَمَّداً ما مُلاَّ، ما فِيَّ آلُ خَمَّ حين أَلَّى‏.‏

قوله‏:‏ ما مُلاَّ ما جُحِد، وقوله‏:‏ ما فيَّ آل، ما صلة، والآلُ‏:‏ شخصه، وخَمَّ‏:‏ تغيرت ريحُه، وقوله‏:‏ أَلَّى أَي أَبْطأَ، ومُلَّ أَي أُنضِج‏.‏ وقال

الأَصمعي‏:‏ مَرَّ فلان يَمْتَلّ امْتِلالاً إِذا مَرَّ مَرًّا سريعاً‏.‏

المحكم‏:‏ مَلَّ يَمُلُّ مَلاًّ وامْتَلَّ وتَمَلَّل أَسرع‏.‏ وقال مصعب‏:‏

امْتَلَّ واسْتَلَّ وانْمَلَّ وانسَلَّ بمعنى واحد‏.‏ وحمار مُلامِلٌ‏:‏ سريع، وهي

المَلْمَلة‏.‏ ويقال‏:‏ ناقة مَلْمَلى على فَعْلَلى إِذا كانت سريعة؛ وأَنشد‏:‏يا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِينا، أَلم تكوني مَلْمَلى دَفونا‏؟‏‏.‏

والمُلمُول‏:‏ المِكْحال‏.‏ الجوهري‏:‏ المُلمول الذي يكتحَل به؛ وقال أَبو

حاتم‏:‏ هو المُلُمول الذي يُكْحَل وتُسْبَرُ به الجراح، ولا يقال المِيل، إِنما المِيلُ القِطعة من الأَرض‏.‏ ومُلمول البعير والثعلب‏:‏ قضيبه، وحكى

سيبويه مالُّ، وجمعه مُلاَّن، ولم يفسِّره‏.‏

وفي حديث أَبي عبيد‏:‏ أَنه حَمَل يوم الجِسْر فضرب مَلْمَلة الفِيل يعني

خُرْطومَه‏.‏

ومَلَل‏:‏ موضع في طريق مكة بين الحرَمين، وقيل‏:‏ هو موضع في طريق

البادِية‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ أَصبح النبي صلى الله عليه وسلم بمَلَل ثم راحَ

وتعشَّى بسَرفٍ؛ مَلَلٌ، بوزن جَبل‏:‏ موضع بين مكة والمدينة على سبعة عشر

ميلاً بالمدينة

ومُلال‏:‏ موضع؛ قال الشاعر‏:‏

رَمى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً، بذكرِ الحِمَى وَهْناً، فباتَ يَهِيمُ

مندل‏:‏ قال المبرد‏:‏ المَنْدَل العود الرَّطْب، وهو المَنْدَلِيُّ؛ قال

الأَزهري‏:‏ هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية، قال‏:‏ لا أَدري أَعربي هو أَو

معرب‏.‏

مهل‏:‏ المَهْل والمَهَل والمُهْلة، كله‏:‏ السَّكِينة والتُّؤَدة

والرِّفْق‏.‏ وأَمْهله‏:‏ أَنظره ورَفَق به ولم يعجل عليه‏.‏ ومَهَّله تمْهِيلاً‏:‏

أَجَّله‏.‏ والاسْتِمْهال‏:‏ الاستنظار‏.‏ وتَمَهَّل في عمله‏:‏ اتَّأَدَ‏.‏ وكلُّ

ترفُّقٍ تمَهُّل‏.‏ ورُزِق مَهْلاً‏:‏ رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّل ولم يُعْجَل‏.‏ ومَهَلَت الغنمُ إِذا رعت بالليل أَو بالنهار على مَهَلِها‏.‏

والمُهْلُ‏:‏ اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر‏.‏ والمُهْل‏:‏ ما ذاب من صُفْرٍ أَو حديد، وهكذا فسر في التنزيل، والله أَعلم‏.‏ والمُهْل والمُهْلة‏:‏

ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت، وهو يضرِب إِلى الصفرة من مَهاوَتِه، وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء؛ قال‏:‏ والقَطِران

الخاثر لا يُهْنَأُ به، وقيل‏:‏ هو دُرْدِيُّ الزيتِ، وقيل‏:‏ هو العَكَر

المُغْلى، وقيل‏:‏ هو رَقِيق الزيت، وقيل‏:‏ هو عامَّته؛ وأَنشد ابن بري للأَفوه

الأَوْدِي‏:‏

وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ

بالمُهْلِ، من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى

شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ يُغاثوا بماء

كالمُهْل؛ يقال‏:‏ هو النُّحاس المذاب‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ المُهْل دُرْدِيُّ

الزيت؛ قال‏:‏ والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد‏.‏

ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول؛ قال أَبو وجزة‏.‏

صافي الأَديم هِجان غير مَذْبَحِه، كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهول

وقال الزجاج في قوله عز وجل‏:‏ يوم تكون السماء كالمُهْلِ، قال‏:‏ المُهْل

دُرْدِيُّ الزيت، قال الأَزهري‏:‏ ومثله قوله‏:‏ فكانت وَرْدةً كالدِّهانِ

قال أَبو إِسحق‏:‏

كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كما يتلوَّن الدِّهان المختلفة، ودليل ذلك قوله

تعالى‏:‏ كالمُهْل يَشْوي الوُجوه؛ فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع

وتَلوَّن، فقال‏:‏ هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل؛ قال أَبو عبيد‏:‏

أَراد تأْويلَ هذه الآية‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ حدَّثني رجل، قال وكان فصيحاً، أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَوْصى في مرضه فقال‏:‏ ادفِنوني في ثَوْبَيَّ هذين فإِنهما للمَهْلةِ والتراب، بفتح الميم، وقال بعضهم‏:‏ المِهْلة، بكسر الميم، وقالت العامرية‏:‏ المُهْل عندنا السُّمُّ‏.‏ والمُهْل‏:‏ الصديد

والدم يخرج فيما زعم يونس‏.‏ والمُهْل‏:‏ النحاس الذائب؛ وأَنشد‏:‏

ونُطْعمُ من سَدِيفِ اللحْم شِيزى، إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ

وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً؛ الكَثِيب

الرمل، والمَهِيل الذي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عليه من أَعلاه، والمَهِيل

من باب المُعْتَلِّ‏.‏ والمُهْل‏:‏ ما يَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد ونحوه

إِذا أُخرِجت من المَلَّة‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ المُهْل بقيّة جَمْر في الرماد تُبِينُه إِذا حرَّكته‏.‏ ابن شميل‏:‏ المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت

جدًّا رأَيتها تَمُوج‏.‏ والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ‏:‏ صديد الميت‏.‏ وفي الحديث عن أَبي بكر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه أَوْصى في مرضه فقال‏:‏ ادفِنوني

في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيحُ، قال‏:‏ والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ

أُذِيبَ، قال‏:‏ والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس، وقال أَبو

عمرو‏:‏ المُهْل في شيئين، هو في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، القيحُ

والصديدُ، وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت، لم يعرف منه إِلاَّ هذا، وقد قدَّمنا

أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة، بضم الميم

وكسرها، وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب

فيَسيل من الجسد، ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل‏.‏

والمَهَلُ والتمَهُّل‏:‏ التقدُّم‏.‏ وتمهَّل في الأَمر‏:‏ تقدَّم فيه‏.‏

والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ، الهمزة بدل من الهاء‏:‏ الرجلُ الطويلُ المعتدلُ، وقيل‏:‏ الطويلُ المنتصبُ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ التمَهُّل التقدُّم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الماهِلُ السريع، وهو المتقدِّم‏.‏ وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير

ولا يقال في الشرِّ؛ وقال ذو الرمة‏:‏

كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ، يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري

أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ يقال أَخذ فلان على فلان

المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ، ويقال‏:‏ خُذِ المُهْلةَ في أَمْرك أَي خذ العُدَّة؛ وقال في قول الأَعشى‏:‏

إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ

قال‏:‏ أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع‏.‏ ويقال‏:‏ مَهَلُ الرجلِ‏:‏

أَسْلافُه الذين تقدّموه، يقال‏:‏ قد تقدّم مَهَلُك قبلك، ورَحِم الله مَهَلَك‏.‏ بن الأَعرابي‏:‏ روي عن عليٍّ، عليه السلام، أَنه لما لَقِيَ الشُّراةَ

قال لأَصحابه‏:‏ أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا، وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ

فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً، وإِذا وقعت العين على العين

فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً، الساكن الرفق، والمتحرك التقدُّم، أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا‏.‏ وقال الجوهري‏:‏

المَهَل، بالتحريك، التُّؤدة والتباطُؤ، والاسم المُهْلة‏.‏ وفلان ذو مَهَل، بالتحريك، أَي ذو تقدُّم في الخير، ولا يقال في الشر‏.‏ يقال‏:‏ مَهَّلْته

وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته‏.‏ ومنه حديث رُقَيْقة‏:‏ ما يبلُغ سَعْيُهم

مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه؛ وقول أُسامة بن الحرث الهذلي‏:‏

لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ

عن الشام، إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد

أَمْهَلْت‏:‏ بالغت؛ يقول‏:‏ إِن عصاني فقد بالغت في نهيه‏.‏ الجوهري‏:‏

اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب؛ قال الراجز‏:‏

وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ

أَي منتصِب؛ وقال القحيف‏:‏

إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم، نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ

وقال معن بن أَوس‏:‏

لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها، نَمَتْ في نَعيمٍ، واتْمَهَلَّ بها الجسم

وقال كعب بن جعيل‏:‏

في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ، وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ

وقال حبيب بن المرّ قال العبدي‏:‏

لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً

لَعُوباً تُناغِيهِ، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ‏.‏

وقال عُقبة بن مُكَدّم‏:‏

في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ، مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ

والاتْمِهْلال أَيضاً‏:‏ سكون وفتور‏.‏ وقولهم‏:‏ مَهْلاً يا رجل، وكذلك

للاثنين والجمع والمؤنث، وهي موحدة بمعنى أَمْهِل، فإِذا قيل لك مَهْلاً، قلت

لا مَهْلَ والله، ولا تقل لا مَهْلاً والله، وتقول‏:‏ ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً؛ قال الكميت‏:‏

أَقُولُ له، إِذا ما جاء‏:‏ مَهْلاً

وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول

وهذا البيت

أَورده الجوهري‏:‏

أَقول له إِذ جاء‏:‏ مهلاً

وما مَهْل بواعظة الجهول

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ

الكِلابيِّ، وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً، وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ‏:‏

الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر؛ وبيت جامع‏:‏

أَقول له‏:‏ مَهْلاً، ولا مَهْلَ عنده، ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل

وأَما بيت الكميت فهو‏:‏

وكُنَّا، يا قُضاع، لكم فَمَهْلاً، وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ

فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً، وقال الليث‏:‏ المَهْلُ السكينة

والوَقار‏.‏ تقول‏:‏ مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل، ويجوز لك

كذلك ويجوز التثقيل؛ وأَنشد‏:‏

فيا ابنَ آدَمَ، ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ‏؟‏

لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ

وقال الله عز وجل‏:‏ فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم؛ فجاء باللغتين أَي

أَنْظِرْهُمْ‏.‏