فصل: (تابع: حرف الميم)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الميم‏]‏

زردم‏:‏ زَرْدَمَهُ‏:‏ خنقه وزَرْدَبَه كذلك‏.‏ وزَرْدَمَه‏:‏ عصر حلقه‏.‏

والزَّرْدَمَةُ‏:‏ الغَلْصَمَةُ، وقيل‏:‏ هي فارسية، وقيل‏:‏ الزَّرْدَمَهُ من الإنسان

تحت الحلقوم واللسانُ مركّب فيها، وقيل‏:‏ الزَّرْدَمَةُ الابتلاع، والازدرام الابتلاعُ‏.‏

زرقم‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ الأَصمعي ومما زادوا فيه الميم زُرْقُمٌ

للرجل الأَزرق‏.‏ الليث‏:‏ إذا اشتدت زُرْقَة عين المرأَة قيل‏:‏ إنها لزَرْقاءُ

زُرْقُمٌ‏.‏ وقال بعض العرب‏:‏ زرقاء زُرْقُم، بيديها تَرْقم، تحت القُمْقُم، والميم زائدة‏.‏

ززم‏:‏ ابن بري خاصةً قال‏:‏ ماء زُوَزِمٌ وزُوازِمٌ بين المِلْحِ

والعَذْبِ‏.‏

زعم‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا، وقال تعالى‏:‏ فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ، ثلاث

لغات‏:‏ القول، زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أي قال، وقيل‏:‏ هو القول

يكون حقّاً ويكون باطلاً، وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّعْم الذي

هو حق‏:‏

وإِني أَذينٌ لكم أَنه

سَيُنجِزُكم ربُّكم ما زَعَمْ

وقال الليث‏:‏ سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما

يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله

كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان، قال‏:‏ وكذلك تفسر هذه الآية‏:‏ فقالوا هذا لله

بِزَعْمِهِمْ؛ أَي بقولهم الكذب، وقيل‏:‏ الزَّعْمُ الظن، وقيل‏:‏ الكذب، زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ، والزُّعْمُ تميميَّة، والزَّعْمُ حجازية؛ وأَما قول

النابغة‏:‏

زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ

وقوله‏:‏

زَعَمَ الغِدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً

فقد تكون الباء زائدة كقوله‏:‏

سُود المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

وقد تكون زَعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله

تعالى‏:‏ وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا‏.‏ وقالوا‏:‏ هذا ولا زَعْمَتَكَ ولا

زَعَماتِكَ، يذهب إلى ردّ قوله، قال الأَزهري‏:‏ الرجل من العرب إذا حدَّث

عمن لا يحقق قوله يقول ولا زَعَماتِه؛ ومنه قوله‏:‏

لقد خَطَّ رومِيٌّ ولا زَعَماتِهِ

وزَعَمْتَني كذا تَزْعُمُني زَعْماً‏:‏ ظَنَنْتني؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فإن تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ، فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل

وتقول‏:‏ زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها، يجيء في الشعر، فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم‏.‏

والتَّزَعُّمُ‏:‏ التَّكَذُّبُ؛ وأَنشد‏:‏

وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه، قال‏:‏ وأَصله أَنا

صار بعضهم لبعض زَعِيماً؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به، قال الأَزهري‏:‏ الزَّعْمُ إنما هو في الكلام، يقال‏:‏ أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير

مستقيم فيه منازعة بعدُ‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا‏.‏ قال ابن بري‏:‏

الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه، يكون بمعنى الكَفالة

والضَّمان؛ شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة‏:‏

قلت‏:‏ كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى

وازْعُمِي يا هندُ، قالت‏:‏ قد وَجَب

وازْعُمِي أَي اضمني؛ وقال النابغة

يصف نُوحاً‏:‏

نُودِيَ‏:‏ قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إن ـنَ الله مُوفٍ للناس ما زَعَمَا

زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ، وبمعنى قال، وبمعنى وعَدَ، ويكون

بمعنى الوعْد، قال عمرو بن شَأْسٍ‏:‏

وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني، تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ

تقول‏:‏ هَلَكْنا، إن هَلكتَ وإنما

على الله أَرْزاقُ العِباد كما زَعَمْ

وزَعَمَ هنا بمعنى قال ووعد، وتكون بمعنى القول والذكر؛ قال أبو زُبَيْدٍ الطائيّ‏:‏

يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَعمُوا

حَقّاً وماذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفي إن كان مَغْنَى وُفُودِ الناس راح به قومٌ إلى جَدَثٍ، في الغار، مَنْجُوفِ‏؟‏

المعنى‏:‏ إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على

النَّعْش إلى قبره؛ قال المُثَقّبُ العبدي‏:‏

وكلامٌ سَيِّءٌ قد وَقِرَتْ

أُذُني عنه، وما بي من صَمَمْ

فتصامَمْتُ، لكَيْما لا يَرَى

جاهلٌ أَنِّي كما كان زَعَمْ

وقال الجميح‏:‏

أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَعَمَ الـ *** ـناس عليها، في الغيّ، ما زَعَمُوا

ويكون بمعنى الظن؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود‏:‏

فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْعُمُ أَنه

رَشادٌ، أَلا يا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ

فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن، وبيت عمر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى

الضَّمان، وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول، وما سوى ذلك على ما فسر‏.‏

وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه‏:‏ الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ

كقوله تعالى‏:‏ زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا؛ حتى قال بعض المفسرين‏:‏

الزَّعْمُ أَصله الكذب، قال‏:‏ ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين، وذكر

بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ، وذكر أَيضاً

بيت عمرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ تقول العرب قال إنه وتقول زَعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، وفتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم

فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها، أَلا ترى أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف

الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً؛ وأَنشد‏:‏

قال الخَلِيطُ‏:‏ غَداً تَصَدُّعُنا، فمتى تقول الدارَ تَجْمَعُنا‏؟‏

ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْعُمُ‏.‏

والزَّعُوم من الإبل والغنم‏:‏ التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ

بالأَيدي، وقيل‏:‏ الزَّعُوم التي يَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْياً؛ قال الراجز‏:‏ وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما، زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما، مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما

قال ابن بري‏:‏ ومثله قول الآخر‏:‏

وإنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ، كمن طَلَبَ الإِهالةَ في الزَّعُومِ

وقال الراجز‏:‏

إنَّ قُصاراكَ على رعُومِ

مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ

المُخْلِصَةُ‏:‏ التي قد خَلَصَ نِقْيُها‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الزَّعُوم من الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا، ومنه قيل‏:‏ فلان مُزاعَم أَي لا

يوثق به‏.‏ والزَّعوم‏:‏ القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزْعَمَةُ، فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة، وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا

لصاحبها توبيخاً‏:‏ أَزْعَمْتَ أَنها سمينة؛ قال ابن خالويه‏:‏ لم يجبئ

أَزْعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ

أَن في سنامها شحماً‏.‏ ويقال‏:‏ أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به زَعِيماً‏.‏ والزَّعِيمُ‏:‏ الكفيل‏.‏ زَعَمَ به يَزْعُمُ

زَعْماً وزَعامَةً أَي

كَفَل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم؛ والزَّعِيمُ‏:‏

الكفيل، والغارم‏:‏ الضامن‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ وأَنا بهِ زَعيمٌ؛ قالوا جميعاً‏:‏

معناه وأنا به كفيل؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه‏:‏ ذِمَّتي رَهينة

وأَنا به زعِيمٌ‏.‏ وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ‏.‏

وزَعِيمُ القوم‏:‏ رئيسهم وسيدهم، وقيل‏:‏ رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ، والجمع زُعَماء‏.‏ والزَّعامة‏:‏ السِّيادة والرياسة، وقد زَعُمَ زَعامَةً؛ قال الشاعر‏:‏

حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ، تحت اللِّواء على الخَمِيسِ، زَعِيما

والزَّعامَةُ‏:‏ السلاح، وقيل‏:‏ الدِّرْع أَو الدُّروع‏.‏ وزَعامَةُ المال‏:‏

أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره؛ وقول لبيد‏:‏

تَطِير عَدائِد الأشراكِ شَفْعاً

ووِتْراً، والزعامَةُ للغلام

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف، وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث، وقيل‏:‏ يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا

اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة، وقوله شفعاً ووِتراً

يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين‏.‏ وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة

أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ، إذا هي مخصوصة به‏.‏

والزَّعَمُ، بالتحريك‏:‏ الطمع، زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً‏:‏ طمع؛ قال عنترة‏:‏

عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها

زَعْماً، وربِّ البيت، ليس بمَزْعَمِ‏.‏

أَي ليس بمطمع؛ قال ابن السكيت‏:‏ كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضني

من غير أن أَطلبه، فيقول‏:‏ عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قومها فكيف أُحبها

وأَنا أَقتلهم‏؟‏ أَم كيف أَقتلهم وأَنا أُْحبها‏؟‏ ثم رجع على نفسه مخاطباً لها

فقال‏:‏ هذا فعل ليس بفعل مثلي؛ وأَزْعَمْتُه أَنا‏.‏ ويقال‏:‏ زعَمَ فلان في غير مَزْعَمٍ أَي طَمِعَ في غير مطمَع؛ قال الشاعر‏:‏

له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهره، فما فيه للفُقْرى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ

وأَمرٌ مُزْعِمٌ أَي مُطْمِعٌ‏.‏ وأَزْعَمَه‏:‏ أَطمعه‏.‏ وشِواءٌ زَعِمٌ

وزَعْمٌ‏:‏ مُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار‏.‏ وأَزْعَمَتِ

الأَرضُ‏:‏ طلع أَول نبتها؛ عن ابن الأَعرابي‏:‏

وزاعِمٌ وزُعَيْم‏:‏ إسمان‏.‏

والمِزْعامة‏:‏ الحية‏.‏ والزُّعْمُومُ‏:‏ العَييّ‏.‏ والزَّعْمِيُّ‏:‏ الكاذب‏.‏ والزَّعْمِيّ‏:‏ الصادق‏.‏

والزَّعْمُ‏:‏ الكذب؛ قال الكميت‏:‏

إذا الإكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها، وكان زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ

يريد السَّراب، والعرب تقول‏:‏ أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع‏.‏ وقال شريح‏:‏

زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب‏.‏ وقال شمر‏:‏ الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما

يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ، وقد يكون الزَّعْمُ بمعنى القول، وروي بيت

الجعدي يصف نوحاً، وقد تقدم، فهذا معناه التحقيق؛ قال الكسائي‏:‏ إذا قالوا

زَعْمَةٌ صادقة لآتينّك، رفعوا، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قال‏:‏ وينصبون

يميناً صادقةً لأَفعلن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه ذكر أَيوب، عليه السلام، قال‏:‏

كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان

شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما؛ وقال الزمخشري‏:‏ معناه أَنهما يتحادثان بالزَّعَماتِ وهي ما لا يوثق به من الأَحاديث، وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ بئس

مَطِيَّةُ الرجل زَعَمُوا؛ معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد

والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ، فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام

كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَعَمُوا كذا وكذا بالمطية التي

يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة، وإنما يقال زَعَمُوا في حديث لا سند له ولا

ثَبَتَ فيه، وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ، فذُمَّ من الحديث ما كان هذا سبيله‏.‏ وفي حديث المغيرة‏:‏ زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس

يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه

يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ والزَّعيمُ

هنا بمعنى الوكيل‏.‏

زغم‏:‏ تَزَغَّمَ الجمل‏:‏ رَدَّدَ رُغاءه في لهَازِمه، هذا الأصل، ثم كثرحتى قالوا‏:‏ تَزَغَّمَ الرجلُ إذا تَكلم تَكَلُّمَ المُتَغَضِّبِ مع

تَغَضُّبٍ‏.‏ والتَّزَغُّمُ‏:‏ التغضُّب وتَزَمْزُمُ الشفة في بَرْطَمَةٍ، وتَزَغٍّمت الناقةُ‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ التَّزَغُّمُ التغضّب مع كلام، وقيل مع كلام

لا يُفهم، وقال غيره‏:‏ التَّزَغُّمُ صوت ضعيف؛ قال البَعِيثُ‏:‏

وقد خَلَّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا

زَواحِفَ، إلاَّ أَنها تَتَزَغَّمُ

وقيل‏:‏ التَّزَغُّم الغضب بكلام وغير كلام؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

فأَصْبَحْنَ ما ينطِقْنَ إلا تَزَغُّماً

عليَّ، إذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ

يصف جورهنَّ أَي أَنه إذا أبكى صَبيٌّ

صَبيّاً غضبْنَ عليه تَجَنِّياً؛ وقال أَبو ذؤيب يصف رجلاً جاء إلى مكة

على ناقة بين نُوقٍ‏:‏

فجاء وجاءتْ بينهن، وإنَّهُ

ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغُّمُ كالفحل

قال الأَصمعي‏:‏ تَزَغُّمُها صياحها وحدّتها، وإنما يمسح ذفراها ليسكنها‏.‏

والتَّزَغُّمُ‏:‏ حَنِينٌ خفيّ كحنين الفَصيل؛ قال لبيد‏:‏

فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ، إذاما لقيتها، على خير ما يُلْقى به من تَزَغَّما

ويروى بالراء‏.‏ التهذيب‏:‏ وأَما التَّرَغُّمُ، بالراء، فهو التغضّب‏.‏ وإن لم يكن معه كلام‏.‏ وتَزَغَّمَ الفَصيل‏:‏ حَنَّ حَنيناً خفيفاً‏.‏ ورجل

زُغْمُوم‏:‏ عَييُّ اللسان‏.‏

وزُغَيْمٌ‏:‏ طائر، وقيل بالراء، وزُغْمَة‏:‏ موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وروي

البيت الذي في زغب‏:‏

عليهنَّ أَطْرافٌ من القوم، لم يكن

طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرا

وهو بزُغْبة، بالباء، في رواية ثعلب‏.‏

زغلم‏:‏ لا يدخلك من ذلك زُغْلُمَةٌ أَي لا يَحِيكَنَّ في صدرك من ذلك شك

ولا وَهْمٌ ولا غير ذلك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ وقع في قلبي له زُغْلُمَةٌ، كقولك

حَسَكةٌ وضَغِينةٌ‏.‏

زقم‏:‏ الأَزهري‏:‏ الزَّقْمُ الفعل من الزَّقُّوم، والازْدِقامُ كالابتلاع‏.‏

ابن سيده‏:‏ ازْدَقَمَ الشيءَ وتَزَقَّمَهُ ابتلعه‏.‏ والتَّزَقُّمُ‏:‏

التَّلَقُّمُ‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ الزَّقْمُ واللَّقْمُ واحد، والفعل زَقَمَ

يَزْقُمُ ولَقِمَ يَلْقَمُ‏.‏ والتَّزَقُّمُ‏:‏ كثرة شرب اللبن، والاسم الزَّقَمُ، ابن دريد‏:‏ يقال تَزَقَّمَ فلان اللبن إذا أَفرط في شربه‏.‏ وهو يَزْقُمُ

اللُّقَمَ زَقْماً أَي يَلْقَمُها‏.‏ وزَقَمَ اللحم زَقْماً بلعه‏.‏

وأَزْقَمْتُه الشيء أَي أَبلعته إياه‏.‏

الجوهري‏:‏ الزَّقُّوم إسم طعام لهم فيه تمر وزُبْدٌ، والزَّقْمُ‏:‏ أَكله‏.‏

ابن سيده‏:‏ والزَّقُّومُ طعم أَهل النار، قال وبلغنا أَنه لما أُنزلت آية

الزَّقُّومِ‏:‏ إن شجرة الزَّقُّومِ طعامُ الأَثِيم؛ لم يعرفه قريش، فقال أَبو جهل‏:‏ إن هذا لشجر ما ينبت في بلادنا فَمَنْ منكم مَنْ يعرف

الزَّقُّومَ‏؟‏ فقال رجل قدم عليهم من إِفْريقيَةَ‏:‏ الزّقُّومُ بلغة إفْريقيَة

الزُّبْدُ بالتمر، فقال أَبو جهل‏:‏ يا جارية هاتي لنا تمراً وزبداً

نَزْدَقِمُه، فجعلوا يأْكلون منه ويقولون‏:‏ أَفبهذا يخوفنا محمد في الآخرة‏؟‏ فبيَّنَ الله تبارك وتعالى ذلك في آية أُخرى فقال في صفتها‏:‏ إنها شجرة تخرج في أَصل الجحيم طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين؛ وقال تعالى‏:‏ والشَّجَرَةَ

المَلْعونةَ في القرآن؛ الأَزهري‏:‏ فافتتن بذكر هذه الشجرة جماعات من مُشْركي

مكة فقال أَبو جهل‏:‏ ما نعرف الزَّقُّومَ إلاَّ أَكل التمر بالزبد؛ فقال لجاريته‏:‏ زَقِّمِينا‏.‏ وقال رجل آخر من المشركين‏:‏ كيف يكون في النار شجر

والنار تأكل الشجر‏؟‏ فأَنزل الله تعالى‏:‏ وما جعلنا الرؤيا التي أَرَيْناك

إلاَّ فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن؛ أَي وما جعلنا هذه الشجرة

إِلاَّ فينة للكفار؛ وكان أَبو جهل ينكر أَن يكون الزَّقُّومُ من كلام

العرب، ولما نزلت‏:‏ إِن شجرة الزَّقُّوم طعامُ الأَثِيمِ، قال‏:‏ يا معشر قريش

هل تَدْرُونَ ما شجرةُ الزَّقُّومِ التي يخوفكم بها محمد‏؟‏ قالوا‏:‏ هي العَجْوةُ، فأَنزل الله تعالى‏:‏ إنَّها شجرة تَخْرُجُ في أَصل الجَحِيم

طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين؛ قال‏:‏ وللشياطين فيها ثلاثة أَوجه‏:‏ أَحدها أن يُشْبِه طَلْعُها في قبحه رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ وإن كانت

غير مشاهَدة فيقال كأَنه رأْس شيطان إذا كان قبيحاً، الثاني أَن الشيطان

ضرب من الحيات قبيح الوجه وهو ذو العُرْفِ، الثالث أَنه نبت قبيح يسمى

رؤوس الشياطين؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَخبرني أَعرابي من أزْدِ السَّراة قال‏:‏

الزَّقُّومُ شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها لا شوك لها، ذَفِرَةٌ

مُرَّة، لها كَعابر في سُوقها كثيرة، ولها ورُيْدٌ ضعيف جدّاً يجْرُسُه

النحل، ونَوْرَتُها بيضاء، ورأس ورقها قبيح جدّاً‏.‏ والزَّقُّومُ‏:‏ كل طعام

يَقْتل؛ عن ثعلب‏.‏ والزَّقْمَةُ‏:‏ الطاعون؛ عنه أَيضاً‏.‏ وفي صفة النار‏:‏ لو

أَن قَطْرة من الزَّقُّوم قطرت في الدنيا؛ الزَّقُّومُ‏:‏ ما وصف الله في كتابه فقال‏:‏ إنها شجرة تَخْرج في أَصل الجَحيم؛ قال‏:‏ هو فَعُّول من الزَّقْمِ

الشديد والشرب المفرط‏.‏

والزُّلْقُوم، باللام‏:‏ الحْلْقُوم‏.‏

زكم‏:‏ الزُّكْمةُ والزُّكامُ‏:‏ الأَرض، وقد زُكِم وزَكَمَه الله زَكْماً‏.‏ وزَكَمَ

بنطفته‏:‏ رمى بها‏.‏ الجوهري‏:‏ الزُّكامُ معروف، وزُكِمَ الرجل وأَزْكَمَهُ الله فهو مَزْكُومٌ، بني على زُكِمَ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ رجل مَزْكوم وقد

أَزْكَمَه الله، وكذلك قال الأَصمعي، قال‏:‏ ولا يقال أَنت أَزْكَمُ منه، وكذلك كل

ما جاء على فُعِلَ فهو مَفْعُول، لا يقال ما أَزْهاكَ وما أَزْكَمَكَ‏.‏

والزُّكامُ‏:‏ مأْخوذ من الزَّكْم والزَّكْب، وهو الملْء‏.‏ يقال‏:‏ زُكِم فلان

ومُلئَ بمعنى واحد‏.‏ والزُّكْمَةُ‏:‏ آخر ولد الرجل والمرأَة‏.‏ وفلان زُكْمَةُ

أَبَوَيْه إذا كان آخر ولدهما‏.‏ والزَّكْمةُ، بالفتح‏:‏ النسل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

زَكْمَةُ عَمَّارٍ بَنُو عَمَّار، مثلُ الحَراقِيص على حِمار

وأَنشده يعقوب‏:‏ زُكْمَةُ عَمَّارٍ‏.‏ وهو أَلأَمُ زُكْمة في الأَرض أَي

أَلأَمُ شيء لفَظَهُ شيء، كزُكْبَةٍ‏.‏ وقال يعقوب‏:‏ هو أَلأَمُ زُكْمَةٍ، كَزُكْبَةٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال زَكَمَتْ به أُمُّه إذا ولدته سَرْحاً‏.‏

وقِرْبَةٌ مَزْكومة‏:‏ مملوءَة‏.‏

زلم‏:‏ الزُّلَمُ والزَّلَمُ‏:‏ القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام‏.‏

الجوهري‏:‏ الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر‏:‏

بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ، ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ

قال‏:‏ وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي

كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها‏.‏

وزَلَّمَ القِدْحَ‏:‏ سوَّاه وليَّنه‏.‏ وزَلَّمَ الرَّحَى‏:‏ أَدارها وأَخذ

من حروفها؛ قال ذو الرمة‏:‏

تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ، كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ‏.‏

شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من حروفها وسوَّتْها‏.‏ وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال‏:‏ وهذا

أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، وقيل‏:‏ كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد

زُلِّم‏.‏ ويقال‏:‏ قِدْحٌ مُزَلم وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً

مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال الأَزهري، رحمه الله‏:‏ الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ

وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً

أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال‏:‏ أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد

عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد

الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري‏:‏

لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً، ولا يُفِيضُ علي قِسْمٍ بأَزْلامِ

وقال طَرَفَةُ‏:‏

أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً، فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ

ويقال‏:‏ مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً

ويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله‏:‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ أنَّها *** رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلم قال‏:‏ الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح‏.‏

والمُزَلَّمُ‏:‏ القصير الذنب‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمُزَلَّمُ من الرجال القصير

الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير‏.‏ وفرس مُزَلَّمٌ‏:‏ مُقْتَدِرُ

الخَلْق‏.‏ ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة‏:‏ رجل

مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ‏.‏ وزَلَّمَ غِذاءه‏:‏ أَساءه فصغُر

جِرمه لذلك‏.‏ وقالوا‏:‏ هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً

وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل‏:‏

معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال‏:‏ يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح‏:‏ أَي قُدَّ قَدَّ العبد‏.‏ يقال‏:‏ هذا العبد

زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل‏:‏ معنى كل ذلك حَقّاً‏.‏ وعطاء

مُزَلَّم‏:‏ قليل‏.‏ وزَلَّمْتُ عطاءه‏:‏ قللته‏.‏ والمُزَلَّم‏:‏ الرجل القصير‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ، والمُزَلم السيِّء الغذاء‏.‏

والزَّلَمَةُ‏:‏ هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد‏:‏

بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلم وقال الليث‏:‏ الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها

زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلم وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ‏:‏ المقطوع طرف الأُذن‏.‏

والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل‏:‏ الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو

زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها‏.‏ وشاة زَلْماء‏:‏

مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ‏.‏ ابن شميل‏:‏ ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي

قطعه، وزَلَم الله أَنفه‏.‏

وأَزْلامُ البقر‏:‏ قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ

للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح‏.‏ والزَّلَمُ والزُّلَمُ‏:‏ الظِّلْفُ؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر‏.‏

والزَّلَمُ‏:‏ الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال‏:‏

تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ، كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ

الآزِحَةُ‏:‏ الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها

زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش‏:‏ واحد الأَزْلامِ زُلم وزَلَم‏.‏ وفي حديث الهجرة‏:‏ قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية‏:‏

الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء

له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج

منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله‏.‏ والأَزْلَمُ الجَذَعُ‏:‏ الدهر، وقيل‏:‏ الدهر الشديد، وقيل‏:‏ الشديد

المرّ، وقيل‏:‏ هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب‏:‏ سمي بذلك لأن المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل‏:‏

يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ، أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ

وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة

به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري‏:‏

وقال عباس بن مرْداسٍ‏:‏

إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به، من الأَكولة، إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع

قال‏:‏ وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ

الوَعِلُ‏.‏ يقال للوعِلِ‏:‏ مُزَلَّم؛ وقال‏:‏

لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا، من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ

وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً، وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة‏.‏ وقالوا‏:‏ أَوْدَى به الأَزْلم الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات

ويُئِسَ منه‏.‏ ويقال‏:‏ لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه

أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ

لا يُسِنُّ‏.‏

والزَّلْماء‏:‏ الأُرْوِيَّةُ، وقيل‏:‏ أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع‏.‏

وزَلَمَ الإناء‏:‏ ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏ وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ

إذا ملأته؛ وقال‏:‏

حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم

أَبو عمرو‏:‏ الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ‏:‏

يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ، ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ

وفي حديث سَطِيحٍ‏:‏

أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ

قال ابن الأَثير‏:‏ فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف

الهمزة تخفياً، وقيل‏:‏ أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً، وقيل‏:‏ أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ‏:‏ الموت أي عرض له الموت فقبضه‏.‏

وزُلَيْم وزَلاَّمٌ‏:‏ إسمان‏.‏

وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً‏:‏ ارتحلوا؛ قال العجاج‏:‏

واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا

والمُزْلَئِمُّ‏:‏ الذاهب الماضي، وقيل‏:‏ هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال كُثَيِّر‏:‏

تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم

مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت

أَي ذهبت فمضت، وقيل‏:‏ ارتفعت في سيرها‏.‏ ويقال للرجل إذا نهض فانتصب‏:‏ قد

ازْلأَمَّ‏.‏ وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع‏.‏ وزْلأَمَّت الضُّحى‏:‏ انبسطت‏.‏

الجوهري‏:‏ ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً‏.‏ وازْلأَمَّ

الشيءُ‏:‏ انتصب‏.‏ وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ

العَنَنِ‏:‏ إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ‏.‏

زلقم‏:‏ الزُّلْقُوم‏:‏ الحلقوم في بعض اللغات‏.‏ والزُّلقوم‏:‏ خُرْطوم الكلب

والسبع‏.‏ وزَلْقَمَ اللُّقْمَةَ‏:‏ بلعها‏.‏

الأَصمعي‏:‏ مِقَمَّةُ الشاة، ومنهم من يقول مَقَمَّة، وهي من الكلب

الزُّلْقُوم‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ زُلْقُوم الفيل خُرْطومه‏.‏ ابن بري‏:‏

الزَّلْقَمةُ الاتساع، ومنه سمي البحر زُلْقُماً وقُلْزُماً؛ عن ابن خالوَيْهِ‏.‏

زلهم‏:‏ المُزْلَهِمُّ‏:‏ السريع؛ وقال ابن الأَنباري‏:‏ المُزْلَهِمُّ

الخفيف؛ وأَنشد‏:‏

من المُزْلَهِمِّين الذين كأَنَّهُمْ، إذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ، على وِتْرِ

زمم‏:‏ زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ‏:‏ شده‏.‏ والزِّمامُ‏:‏ ما زُمَّ به، والجمع أَزِمَّةٌ‏.‏ والزِّمامُ‏:‏ الحبل الذي يجعل في البُرَةِ

والخشبة، وقد زمَّ البعير بالزِّمام‏.‏ الليث‏:‏ الزَّمُّ فعل من الزِّمام، تقول‏:‏

زَمَمْتُ الناقة أَزُمُّها زَمّاً‏.‏ ابن السكيت‏:‏ الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ

البعير إذا علَّقْت عليه الزِّمام‏.‏ الجوهري‏:‏ الزِّمام الخيط الذي يشد في البُرَةِ أَو في الخِشاشِ ثم يشد في طرفه المِقْوَد، وقد يسمى المِقوَد

زِماماً‏.‏ وزِمام النعل‏:‏ ما يشد به الشِّسْع‏.‏ تقول‏:‏ زَمَمْتُ النعل‏.‏

وزَمَمْتُ البعير‏:‏ خَطَمْته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا زِمام ولا خِزام في الإسلام؛ أَراد

ما كان عُبَّادُ بني إسرائيل يفعلونه من زمِّ الأُنوف، وهو أَن يُخْرَق

الأَنفُ ويجعل فيه زِمام كزِمام الناقة ليُقاد به؛ وقول الشاعر‏:‏

يا عَجَباً وقد رأَيتُ عَجَبا‏:‏

حِمارَ قَبَّانٍ يَسُوق أَرْنبا

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهبا، فقلت‏:‏ أَرْدِفْني، فقال‏:‏ مَرْحَبا

أَراد زامَّها فحرك الهمزة ضرورة لاجتماع الساكنين، كما جاء في الشعر

اسْوأَدَّتْ‏.‏ وزُمِّمَ الجِمال، شدد للكثرة؛ وقول أُمّ خَلَفٍ

الخَثْعَمِيّة‏:‏

فليتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه، يُقادُ إلى أَهل الغَضَى بزِمامِ

إنما أَرادت مِلْكَ الرِّيحِ السحابَ وصرفها إياه‏.‏ ابن جحوش‏:‏ حتى كأن الريح تملك هذا السحاب فتصرفه بزمامٍ منها، ولو أَسقطتْ قولها بزِمام

لنقص دعاؤها لأَنها إذا لم تكُفَّه‏.‏‏.‏‏.‏ أَمكنه أن ينصرف إلى غير تِلْقاء أَهل الغَضى فتذهب شرقاً وغرباً وغيرهما من الجهات، وليس هنالك زِمامٌ البَتَّةَ إلاّ ضربَ الزِّمام مَثَلاً لمِلْكِ الريح

إياه، فهو مستعار إذ الزِّمام المعروف مجسَّمٌ والريح غير مجسَّم‏.‏

وزَمَّ البعير بأَنفه زَمّاً إذا رفع رأْسه من أَلَمٍ يجده‏.‏ وزَمَّ

برأْسه زَمّاً‏:‏ رفعه‏.‏ والذئب يأْخذ السَّخْلةَ فيحملها ويذهب بها زامّاً أَي

رافعاً بها رأْسه‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ فذهب بها زامًّا رأْسه أَي رافعاً‏.‏

يقال‏:‏ زَمَّها الذئب وازْدَمَّها بمعنى‏.‏ ويقال‏:‏ قد ازْدَمَّ سخلة فذهب بها‏.‏

ويقال‏:‏ ازْدَمَّ الشيءَ إليه إذا مدَّه إليه‏.‏ أَبوعبيد‏:‏ الزَّمُّ فعل من التقدم، وقد زَمَّ يَزِمُّ إذا تقدم، وقيل‏:‏ إذا تقدم في السير؛ وأَنشد‏:‏

أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ‏.‏

وزَمَّ الرجلُ بأَنفه إذا شَمَخ وتكبر فهو زامّ‏.‏ وزَمَّ وزامَّ

وازْدَمَّ كله إذا تكبر‏.‏ وقوم زُمَّمٌ أَي شُمَّخٌ بأُنوفهم من الكبر؛ قال العجاج‏:‏ إذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزٍّ فَدْغَمِ، ذي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ، شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هام الزُّمَّمِ

وفي شعر‏:‏ يَقْرَعُ، بالباء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه تلا القرآن على عبد الله بن أُبَيٍّ وهو زامٌّ

لا يتكلم أَي رافع رأْسه لا يُقْبِلُ عليه‏.‏ والزَّمُّ‏:‏ الكبر؛ وقال الحربي في تفسيره‏:‏ رجل زامٌّ

أَي فَزِعٌ‏.‏ وزَمَّ بأَنفه يَزِمُّ زَمّاً‏:‏ تقدم‏.‏ وزَمَّت القربةُ

زُموماً‏:‏ امتلأَت‏.‏

وقالوا‏:‏ لا والذي وجهي زَمَمَ بيتِهِ ما كان كذا وكذا أي قُبالتَه

وتُجاهَه؛ قال ابن سيده‏:‏ أَراه لا يستعمل إلا ظرفاً‏.‏ وأَمْرُ بني فلان زَمَمٌ

أَي هيَّن لم يجاوز القَدْرَ؛ عن اللحياني، وقيل أَي قَصْدٌ كما يقال أَمَمٌ‏.‏ وأَمر زَمَمٌ

وأَمَمٌ وصَدَرٌ أَي مقارب‏.‏ وداري من داره زَمَمٌ أَي قريب‏.‏

والزُّمَّامُ، مشدّد‏:‏ العُشَبُ المرتفع عن اللُّعاع‏.‏

وإزْمِيم‏:‏ ليلة من ليالي المِحاقِ‏.‏ وإزْمِيمٌ‏:‏ من أَسماء الهلال؛ حكي عن

ثعلب‏.‏ التهذيب‏:‏ والإزْمِيمُ الهلال إذا دَقَّ في آخر الشهر واسْتَقْوس؛ قال‏:‏ وقال ذو الرُّمَّةِ أَو غيره‏:‏

قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لاهيةً، كأنما آلُها في الآلِ إزْمِيمُ

شبَّه شخصها فيما شَخَصَ من الآل بالهلال في آخر الشهر لضُمْرِها‏.‏

وإزْميم‏:‏ موضع‏.‏

والزَّمْزَمَةُ‏:‏ تَراطُنُ العُلوج عند الأَكل وهم صُمُوت، لا يستعملون

اللسان ولا الشَّفة في كلامهم، لكنه صوت تديره في خيَاشيمها وحلوقها

فيَفْهم بعضُها عن بعض‏.‏ والزَّمْزَمَة من الصدر إذا لم يُفْصِح‏.‏ وزَمْزَمَ

العِلْجُ إذا تكلف الكلام عند الأَكل وهو مطبق فمه؛ قال الجوهري‏:‏

الزَّمْزَمَةُ كلام المجوس عند أكلهم‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ كتب إلى أَحد

عُمّالِهِ في أمر المجوس‏:‏ وانْهَهُم عن الزمْزَمَة؛ قال‏:‏ هو كلام يقولونه

عند أَكلهم بصوت خفيّ‏.‏ وفي حديث قَباث بن أَشْيَمَ‏:‏ والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا تَزَمْزَمَتْ به شَفَتايَ؛ الزَّمْزَمَةُ‏:‏ صوت خفي لا

يكاد يُفهم‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ حول الصِّلِّيان الزَّمْزَمَةُ؛ والصِّلِّيانُ

من أَفضل المَرْعى، يضرب مثلاً للرجل يَحُوم حول الشيء ولا يُظهر

مَرامَه، وأَصل الزَّمْزَمة صوت المَجوسيّ وقد حَجا، يقال‏:‏ زَمْزَمَ وزَهْزَمَ، والمعنى في المثل أَن ما تسمع من الأَصوات والجَلَب لطلب ما يؤكل ويتمتع

به‏.‏ وزَمْزَمَ إذا حفظ الشيء، والرَّعْدُ يُزَمْزِمُ ثم يُهَدْهِدُ؛ قال الراجز‏:‏

يَهِدُّ بين السَّحْرِ والغَلاصِمِ

هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذي الزِّمازِمِ

والزَّمْزَمَةُ‏:‏ صوت الرعد‏.‏ ابن سيده‏:‏ وزَمْزَمَةُ الرعد تتابُعُ صوته، وقيل‏:‏ هو أَحسنه صوتاً وأَثْبَتُهُ مطراً‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الزَّمْزَمَةُ

من الرعد ما لم يَعْلُ ويُفْصِح، وسحاب زمزام‏.‏ والزَّمْزَمَةُ‏:‏ الصوت

البعيد تسمع له دَوِيّاً‏.‏ والعصفور يَزِمُّ بصوت له ضعيف، والعظام من الزنابير يفعلْنَ ذلك‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ وفرس مُزَمْزِمٌ في صوته إذا كان يُطَرِّبُ

فيه‏.‏ وزَمازِمُ النار‏:‏ أَصوات لهبها؛ قال أَبو صَخْرٍ الهذلي‏:‏

زَمازِمُ فَوَّار مِن النار شاصِب

والعرب تحكي عَزيف الجن بالليل في الفَلَواتِ بزيزِيم؛ قال رؤبة‏:‏

تسمع للجن به زيزيما

وزَمْزَمَ الأَسد‏:‏ صوَّت‏.‏ وتَزَمْزَمَتِ الإبل‏:‏ هَدَرَتْ‏.‏

والزِّمْزِمة، بالكسر‏:‏ الجماعة من الناس، وقيل‏:‏ هي الخمسون ونحوها من الناس والإبل، وقيل‏:‏ هي الجماعة ما كانت كالصِّمْصِمَة، وليس أحد الحرفين

بدلاً من صاحبه، لأَن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدهما

مَزِيَّةً على صاحبه، والجمع زِمْزِمٌ؛ قال‏:‏

إذا تَدانى زِمْزِمٌ لزِمْزِمِ، من كل جيش عَتِدٍ عَرَمْرَمِ

وحارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَمِ، نضرب رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ

وفي الصحاح‏:‏

إذا تَدانى زِمزِمٌ من زِمْزِمِ

قال ابن بري‏:‏ هو لأَبي محمد الفَقْعَسي؛ وفيه‏:‏

من وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ

وقال سيف بن ذي يَزَنَ‏:‏

قد صَبَّحَتْهُمْ من فارِسٍ عُصَبٌ، هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزِمُها

والزِّمزِمةُ‏:‏ القطعة من السباع أَو الجن‏.‏ والزِّمْزِمُ والزِّمْزيمُ‏:‏

الجماعة‏.‏ والزِّمْزيمُ‏:‏ الجماعة من الإبل إذا لم يكن فيها صِغار؛ قال نُصَيْبٌ‏:‏

يَعُلُّ بَنِيها المَحْض من بَكَرَاتها، ولم يُحْتَلَبْ زِمْزيمها المُتَجَرْثم ويقال‏:‏ مائة من الإبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور؛ وقال الشاعر‏:‏

زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ

وماء زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ‏:‏ كثير‏.‏ وزَمْزَمُ، بالفتح‏:‏ بئر بمكة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ، وهي الشُّباعةُ وهَزْمَةُ

المَلَكِ ورَكْضَة جبريل لبئر زَمْزَمَ التي عند الكعبة؛ قال ابن بري‏:‏ لزَمْزَم

اثنا عشر

اسماً‏:‏ زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ

جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبد المطلب‏.‏ ويقال‏:‏ ماء

زَمْزَمٌ وزَمْزامٌ وزُوازِمٌ وزُوَزِمٌ إِذا كان بين المِلْحِ والعَذْبِ، وزَمْزَمٌ وزُوَزِمٌ؛ عن ابن خالوَيْهِ، وزَمْزامٌ؛ عن القزّاز، وزاد‏:‏

وزُمازِمٌ، قال‏:‏ وقال ابن خالويه الزَّمْزامُ العيكث

الرعَّادُ؛ وأَنشد‏:‏

سَقى أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، من الصيف، زَمْزامُ العَشِيِّ صَدُوقُ

وزَمْزَمٌ وعَيْطَلٌ‏:‏ اسمان لناقة، وقد تقدم في اللام؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر‏:‏

باتَتْ تباري شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، فهي تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطلا

وزُمٌّ، بالضم‏:‏ موضع؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ‏:‏

كأَنَّ جيادَهُنَّ، برَعْنِ زُمٍّ، جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ

وقال الأَعشى‏:‏

ونَظْرَةَ عينٍ على غِرَّةٍ

محلَّ الخَليطِ بصَحْراء زُمّ

يقول‏:‏ ما كان هواها إِلا عقوبة؛ قال ابن بري‏:‏ من قال ونظرةَ بالنصب

فلأَنه معطوف على منصوب في بيت قبله وهو‏:‏

وما كان ذلك إِلاَّ الصَّبا، وإِلاَّ عِقاب امْرِئٍ قد أَثم قال‏:‏ ومن خفض النظرة، وهي رواية الأَصمعي، فعلى معنى رُبَّ نظرةٍ‏.‏

ويقال‏:‏ زُمٌّ بئر بحفائر سعد بن مالك‏.‏ وأَنشد بيت أَوس بن حَجَرٍ‏.‏ التهذيب في النوادر‏:‏ كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً، وحَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكلةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْته وكَرْكَرْتُه إِذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه، وكذلك

كَبْكَبْته‏.‏

زنم‏:‏ زَنَمَتا الأُذن‏:‏ هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ‏.‏

وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه‏.‏

والأَول أَفصح‏:‏ أَعلاه وحرفاه‏.‏ الزَّنَمَتان‏:‏ زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا

الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه‏.‏

والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ‏:‏ الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ‏.‏ ويقال‏:‏

المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم‏.‏ والمُزَنَّمُ من الإِبل‏:‏ المقطوع طرف

الأُذن؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ‏:‏ اسم

تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت‏.‏ الأَحمر‏:‏ من السِّمات في قطع الجلد

الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ، وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة مثلها‏.‏ الجوهري‏:‏

الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام

من الإِبل‏.‏ يقال‏:‏ بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ

وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ‏.‏ والزَّنَمُ‏:‏ لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ، وفي حديث لقمان‏:‏ الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة، لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى

بن حَمّال العبدي‏:‏

وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا، يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ

يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع، له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ

والخَلْعَةُ‏:‏ خيار المال‏.‏ والزَّنِيمُ‏:‏ الذي له زَنَمَتان في حلقه، وقيل‏:‏ المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال‏:‏ المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير‏:‏

فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ، مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ

قال ابن سيده‏:‏ هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأن معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة‏:‏ من إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل‏:‏ موسوم بالشر لأَن قطع

الأُذن وَسْمٌ‏.‏

وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها‏:‏ هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت

أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ

النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن المُنْذِرِ‏:‏

تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ، وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ، فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما

قال‏:‏ ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ‏:‏ كأن زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة‏.‏ الليث‏:‏ وزَنَمتا العنز من الأُذن‏.‏

والزَّنَمَةُ أَيضاً‏:‏ اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده‏.‏

والزَّنِيمُ‏:‏ ولد العَيْهَرَةِ‏.‏ والزَّنِيمُ أَيضاً‏:‏ الوكيل‏.‏

والزُّنْمةُ‏:‏ شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة‏.‏ والزَّنَمةُ‏:‏ نَبْتَة

سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أبو حنيفة‏:‏ الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال‏:‏ ولا أَحفظ لها

عنهم صفة‏.‏

والأَزْنَمُ الجَذَعُ‏:‏ الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل‏:‏ لأَن البلايا

مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل‏:‏ هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك

في ترجمة زلم‏.‏ ويقال‏:‏ أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ

الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر‏:‏

أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ

وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة‏.‏ والزَّنِيمُ‏:‏ الدَّعِيُّ‏.‏ والمُزَنَّمُ‏:‏

الدَّعيُّ؛ قال‏:‏

ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما

أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور‏:‏ قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ

وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له

زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل

العزيز‏:‏ عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء‏:‏ الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ

المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل‏:‏ الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم

كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها‏.‏ والزَّنَمَتانِ‏:‏ المعلقتان عند حُلوق

المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي

قَدُّه قَدُّ العبد‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً

وزُنَمَةً أَي حَقّاً‏.‏ والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ‏:‏ المُسْتَلْحَقُ في قوم

ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان‏:‏

وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ، كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ

وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي‏:‏

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وجدت حاشية صورتها‏:‏ الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال‏:‏ وفي الكامل

للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى

عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ‏:‏ ما الزَّنِيمُ‏؟‏ قال‏:‏ هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ، أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت‏:‏

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وورد في الحديث أَيضاً‏:‏ الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي حديث علي وفاطمة، عليهما السلام‏:‏

بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ

وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ‏:‏ بطنان من بني يَرْبوعٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ وأَزْنَمُ بطن من بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ‏:‏

فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها

مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد‏:‏

يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ، لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ

يقول‏:‏ هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل‏.‏

وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير‏:‏ من شعرائهم‏.‏

زنكم‏:‏ الزَّنْكَمَةُ‏:‏ الزَّكْمَةُ‏.‏

زهم‏:‏ الزُّهُومَةُ‏:‏ ريح لحم سمين منتن‏.‏ ولحم زَهِمٌ‏:‏ ذو زُهُومة‏.‏

الجوهري‏:‏ الزُّهُومةُ، بالضم، الريح المنتنة‏.‏ والزَّهَمُ، بالتحريك‏:‏ مصدر قولك

زَهِمَتْ يدي، بالكسر، من الزُّهومةِ، فهي زَهِمَةٌ أَي دَسِمَةٌ‏.‏

والزَّهِمُ‏:‏ السمين‏.‏ وفي حديث يأْجوج ومأْجوج‏:‏ وتَجْأَى الأَرضُ من زَهَمِهِمْ؛ أَراد أَن الأَرض تُنْتِنُ من جِيَفِهِم‏.‏ ووجدت منه زُهُومةً أَي

تَغَيُّراً‏.‏ والزُّهْمُ‏:‏ الريح المنتنة‏.‏ والشحم يسمى زُهْماً إِذا كان فيه

زُهُومةٌ مثل شحم الوحْشِ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الزُّهومةُ عند العرب كراهة ريح

بلا نَتْنٍ أَو تَغَيُّرٍ، وذلك مثل رائحة لحمٍ غَثٍّ أَو رائحة لحم سَبُعٍ

أَو سمكةٍ سَهِكَةٍ من سَمَكِ البحار، وأَما سمك الأَنهار فلا زُهُومة

لها‏.‏ وفي النوادر‏:‏ يقال‏:‏ زَهِمْتُ زُهْمَةٍ وخَضِمْتُ خُضْمَةً وغَذِمْتُ

غُذْمةً بمعنى لَقِمْتُ لُقْمَة؛ وقال‏:‏

تَمَلَّئي من ذلك الصَّفِيحِ، ثم ازْهَمِيهِ زَهْمَةً فَرُوحِي

قال الأَزهري‏:‏ ورواه ابن السكيت‏:‏

أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي

عاقبت الحاء الهاء‏.‏ والزُّهْمَةُ، بالضم‏:‏ الشحم؛ قال أَبو النجم يصف

الكلب‏:‏

يَذْكُرُ زُهْمَ الكَفَل المَشْروحا

قال ابن بري‏:‏ أَي يتذكر شحم الكفَلِ عند تَشرِيحه، قال‏:‏ ولم يصف كلباً

كما ذكر الجوهري وإِنما وصف صائداً من بني تميم لَقِيَ وَحْشاً؛ وقبله‏:‏

لاقَتْ تَمِيماً سامعاً لَمُوحَا، صاحبَ أَقْناص بها مَشْبوحَا

ومن هذا يقال للسمين زَهِمٌ، وخصَّ بعضهم به شَحْم النعام والخيل‏.‏

والزُّهْمُ والزَّهَمُ‏:‏ شحم الوحش من غير أَن يكون فيه زُهُومة، ولكنه اسم له

خاص، وقيل‏:‏ الزُّهْمُ لما لا يَجْتَرُّ من الوحش، والوَدَكُ لما

اجْتَرَّ، والدَّسَمُ لما أَنبتت الأَرضُ كالسِّمْسِمِ وغيره‏.‏

وزَهِمَتْ يدُه زَهَماً، فهي زَهِمَةٌ‏:‏ صارت فيها رائحة الشحم‏.‏

والزَّهَمُ‏:‏ باقي الشحم في الدابة وغيرها‏.‏ والزَّهِمُ‏:‏ الذي فيه باقي طِرْقٍ، وقيل‏:‏ هو السمين الكثير الشحم؛ قال زهير‏:‏

القائدُ الخَيْلَ، مَنْكوباً دَوابِرُها، منها الشَّنُونُ، ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ

وزَهَمَ العَظمُ وأَزْهَمَ‏:‏ أَمَخَّ‏.‏ والزُّهْمُ‏:‏ الذي يخرج من الزَّباد

من تحت ذَنَبه فيما بين الدُّبُر والمَبالِ‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ يقال بينهما

مُزاهمةٌ أَي عداوة ومُحاكَّةٌ‏.‏ والمُزاهَمة‏:‏ القُرْب‏.‏ ابن سيده‏:‏

والمُزاهَمَةُ المُقاربةُ والمداناة في السير والبيع والشراء وغير ذلك‏.‏ وأَزْهَمَ

الأَربعين أَو الخمسين أَو غيرها من هذه العُقود‏:‏ قرب منها وداناها، وقيل‏:‏

داناها ولَمّا يَبْلُغْها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ زاحَمَ الأَربعين وزاهَمَها، وفي النوادر‏:‏ زَهَمْتُ فلاناً عن كذا وكذا أَي زجرته عنه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ جمل

مُزاهِمٌ‏.‏ والمُزاهِمَةُ‏:‏ الفُرُوط العَجِلةُ لا يكاد يدنو منه فرس إِذا

جُنِبَ إِليه، وقد زاهَمَ مُزاهَمَةً وأَزْهَمَ إِزهاماً؛ وأَنشد أبو عمرو‏:‏

مُسْتَرْعِفات بخدَبٍّ عَيْهام، مُرَوْدَكِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعام، للسَّابِق التَّالي قليلِ الإِزْهام

أَي لا يكاد يدنو منه الفرس المجنوب لسرعته؛ قال‏:‏ والمُزاهِمُ الذي ليس

منك ببعيد ولا قريب؛ وقال‏:‏

غَرْبُ النَّوَى أَمْسى لها مُزاهِما، من بَعْدِ ما كان لها مُلازِمَا

فالمُزاهِمُ‏:‏ المُفارق ههنا؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

حَمَلَتْ به سَهواً فَزاهَمَ أَنْفَهُ، عند النِّكاح، فَصِيلُها بمَضِيقِ

والمُزاهَمَةُ‏:‏ المُداناة، مأْخوذ من شَمِّ ريحه‏.‏

وزَهْمان وزُهْمان‏:‏ اسم كلب؛ عن الرِّياشِيِّ‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ في بطن

زَهْمان زادُهُ؛ يقال ذلك إِذا اقتسم قوم مالاً أَو جَزُوراً فأَعطوا رجلاً

منها حَظَّه أَو أَكل معهم ثم جاء بعد ذلك فقال أَطْعِموني، أَي قد أَكلت

وأَخذتَ حظك، وقيل‏:‏ يضرب مثلاً للرجل يُدْعَى إِلى الغداء وهو شبعان، قال‏:‏ ورجل زُهمانيٌّ إِذا كان شبعان؛ وقال ابن كَثْوَةَ‏:‏ يُضْرَبُ هذا

المَثَلُ للرجل يَطْلب الشيء وقد أَخذ نصيبه منه، وذلك أَن رجلاً نحر جَزوراً

فأَعطى زَهْمانَ نصيباً، ثم إِنه عاد ليأْخذ مع الناس فقال له صاحب

الجَزُور هذا‏.‏ وزُهام وزُهْمان‏:‏ موضعان‏.‏

زهدم‏:‏ الزَّهْدَمُ وزَهْدَمٌ‏:‏ الصَّقْرُ، ويقال فَرْخُ البازي، وبه سمي

الرجل‏.‏ وزَهْدَمٌ‏:‏ اسم‏.‏ والزَّهْدَمانِ‏:‏ زهْدَمٌ وكَرْدَمٌ‏.‏ وزَهْدَمُ‏:‏

اسم فرس، وفارِسُه يقال له‏:‏ فارسُ زَهْدَم‏.‏ قال ابن بري‏:‏ زَهْدَم اسم لفرس

لسُحَيْم بن وَثِيلٍ؛ وفيه يقول ابنه جابر‏:‏

أَقول لهم بالشِّعْبِ، إِذْ يَيْسِرُونَني‏:‏

أَلم تَعْلَموا أَني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ‏؟‏

والزَّهدمانِ‏:‏ أَخوان من بني عبسٍ؛ قال ابن الكلبي‏:‏ هما زَهْدَمٌ وقيس

ابْنا حزن بن وَهْبِ بن عُوَيْر بن رَواحة بن رَبِيعةَ بن مازِنِ بن الحَرِثِ بن قُطَيْعَةَ بن عَبْس بن بَغِيضٍ، وهما اللذان أَدركا حاجِبَ بن زُرارَةَ يوم جَبَلَةَ ليَأْسِراه فغَلَبَهُما عليه مالك ذو الرُّقَيْبَةِ

القُشَيْرِيّ؛ وفيهما يقول قَيْسُ بن زُهَيْرٍ‏:‏

جَزاني الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ، وكُنْتُ المَرْ يُجْزى بالكَرامَهْ

قال أَبو عبيدة‏:‏ هما زَهْدَمٌ وكَرْدَمٌ؛ قال ابن بري في الزَّهْدَمانِ‏:‏

قال أَبو عبيد ابْنا جَزْءٍ، وقال علي بن حمزة‏:‏ ابنا حَزْنٍ‏.‏ وزَهْدَمٌ‏:‏

من أَسماء الأَسد‏.‏

زهزم‏:‏ الزَّهْزَمَةُ‏:‏ الصوت مثل الزَّمْزَمَةِ؛ قال الأَعشى‏:‏ له

زَهْزَمٌ كالغَنِّ‏.‏

زوم‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ زامَ الرجلُ إِذا مات‏.‏ والزَّويمُ‏:‏ المجتمع من كل

شيء‏.‏

زيم‏:‏ الزيِّمةُ‏:‏ القطعة من الإِبل أَقلها البعيرانِ والثلاثةُ وأَكثرها

الخمسةَ عَشَرَ ونحوها‏.‏

وتَزَيَّمَت الإِبلُ والدواب‏:‏ تفرقت فصارت زِيَماً؛ قال‏:‏

وأَصبحتْ بعاشِمٍ وأَعْشَما، تَمْنَعُها الكَثْرَةُ أَن تَزَيَّما

ولحم زِيَمٌ‏:‏ مُتَعَضِّلٌ متفرق ليس بمجتمع في مكان فيَبْدُنَ؛ قال زهير‏:‏ قد عُولِيَتْ، فهي مَرْفُوع جَوشِنُها

على قَوائِمَ عوجٍ، لحمها زِيَمُ

قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الشاعر‏:‏

عَرَكْرَكَةٌ ذات لَحْمٍ زِيَمْ

قال‏:‏ وقال ابن خالويه زِيَمٌ ضيِّق؛ وأَنشد للنابغة‏:‏

باتَتْ ثَلاثَ ليالٍ ثم واحدةً، بذي المَجازِ، تُراعي مَنْزِلاً زِيَما

وتَزَيَّمَ‏:‏ صار زِيَماً، وقيل في قول النابغة منزلاً زِيَماً أَي

مُتَفَرِّقَ النبات، وقيل‏:‏ أَراد تتفرق عنه الناس، وأَراد بثلاث ليالٍ أَيام

التَّشْريق ثم نَفَرَت واحدة إِلى ذي المَجازِ؛ قال السيرافي‏:‏ أَصله في اللحم فاستعاره؛ وفي خطبة الحجاج‏:‏

هذا أَوانُ الحَرْبِ فاشْتَدّي زِيَمْ

قال‏:‏ هو اسم ناقة أَو فرس وهو يخاطبها يأْمرها بالعَدْوِ، وحرف النداء

محذوف؛ وفي قَصِيدِ كَعْبِ بن زهير‏:‏

سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصى زِيَماً، لم يَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ

الزِّيَمُ‏:‏ المتفرق، يصف شدة وطئها أَنه يُفَرِّقُ الحَصى‏.‏ وزِيَمُ‏:‏ اسم

فرس جابر بن حُنَيْنٍ

؛ قال‏:‏ وإياها عنى الراجز بقوله‏:‏

هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشتدّي زِيَمْ

الجوهري‏:‏ زِيَمُ اسم فرس لا ينصرف للمعرفة والتأْنيث‏.‏ وزِيَم‏:‏ متفرقة‏.‏

والزِّيَمُ‏:‏ الغارة كأَنه يخاطبها‏.‏ ومررت بمنازل زِيَمٍ أَي متفرقة‏.‏

وبعير أَزْيَمُ‏:‏ لا يَرْغُو‏.‏ والأَزْيَمُ‏:‏ جبل بالمدينة‏.‏ الأَحمر‏:‏ بعير

أَزْيَمُ وأَسْجَمُ، وهو الذي لا يَرْغُو‏.‏ قال شمر‏:‏ الذي سمعت بعير

أَزْجَمُ، بالزاي والجيم، قال‏:‏ وليس بين الأَزْيَمِ والأَزْجَم إِلاَّ تحويل

الياء جيماً، وهي لغة في تميم معروفة؛ قال وأَنشدنا أَبو جعفر

الهُذَيْمِيّ وكان عالماً‏:‏

من كلِّ أَزْيَمَ شائِكٍ أَنْيابه، ومُقَصِّفٍ بالهَدْرِ كيف يَصُولُ

ويروى‏:‏ من كل أَزْجَمَ؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ والعرب تجعل الجيم مكان الياء

لأَن مخرجيهما من شَجْرِ الفم، وشَجْرُ الفم الهواء، وخرق الفم الذي بين

الحَنَكَين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الزِّيزيمُ صوت الجن بالليل‏.‏ قال‏:‏ وميم زيزيم

مثل دال زَيْدٍ يجري عليها الإِعراب؛ قال رؤبة‏:‏

تَسْمَعُ للجِنِّ بها زِيزيما

زيغم‏:‏ التهذيب‏:‏ يقال للعين العَذْبة عين عَيْهَم، وللعين المالحة عين

زَيْغَمٌ‏.‏

سأم‏:‏ سَئِمَ الشيءَ وسَئِمَ منه وسَئِمْتُ منه أَسْأَمُ سَأَماً

وسَأْمَةً وسَآماً وسَآمةً‏:‏ مَلَّ؛ ورجل سَؤُومٌ وقد أَسْأَمَهُ هو‏.‏ وفي الحديث‏:‏

إِن الله لا يَسْأَمُ حتى تَسْأَمُوا‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هذا مثل قوله لا

يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وهو الرواية المشهورة‏.‏ والسآمةُ‏:‏ المَلَلُ

والضَّجَرُ‏.‏ وفي حديث أُم زَرْعٍ‏:‏ زَوْجي كَلَيْلِ تِهامة لا قُرٌّ ولا سَآمة

أَي أَنه طَلْقٌ معتدِل في خُلُوِّه من أَنواع الأَذى والمكروه بالحر

والبرد والضَّجَر أَي لا يَضْجَرُ مني فَيَمَلّ صحبتي‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ السَّأْمُ عليك

فقالت عائشة‏:‏ عليكم السَّأْمُ والذَّأْمُ واللعنة قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا

جاء في رواية مهموزاً من السَّأْم، ومعناه أَنكم تَسْأَمون دِينكم، والمشهور فيه ترك الهمز ويعنون به الموت، وهو مذكور في موضعه، والله أَعلم‏.‏

سأسم‏:‏ السَّأْسَمُ‏:‏ شجرة يقال لها الشِّيزُ؛ قال أَبو حاتم‏:‏ هو السَّاسَمُ، غير مهموز، وسنذكره‏.‏

ستهم‏:‏ الجوهري‏:‏ السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ، والميم زائدة‏.‏

سجم‏:‏ سَجَمَتِ العين الدمع والسحابةُ الماء تَسْجِمُه وتَسْجُمُه

سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً‏:‏ وهو قَطَران الدمع وسَيَلانه، قليلاً كان أَو

كثيراً، وكذلك الساجِمُ من المطر، والعرب تقول دَمْعٌ ساجِمٌ‏.‏ ودمع

مَسْجوم‏:‏ سَجَمَتْه العين سَجْماً، وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه‏.‏ والسَّجَمُ‏:‏

الدمع‏.‏ وأَعْيُنٌ سُجُومٌ‏:‏ سَواجِمُ؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة

أَلبانها‏:‏ ذَوارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحى، سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ

وكذلك عين سَجُوم وسحاب سَجُوم‏.‏ وانْسَجَمَ الماءُ والدمع، فهو مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انصب‏.‏ وسَجَّمَتِ السحابة مطرها تَسْجِيماً

وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه؛ قال‏:‏

دائماً تَسجامها

وفي شعر أَبي بكر‏:‏

فدَمْعُ العين أَهْوَنُه سِجامُ

سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سال

وانْسَجَمَ‏.‏ وأَسْجَمَتِ السحابة‏:‏ دام مطرها كأَثجَمَتْ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

وأَرض مَسْجومة أَي ممطورة‏.‏ وأسْجَمَتِ السماءُ‏:‏ صَبَّت مثل أَثْجَمَتْ‏.‏

والأَسْجَمُ‏:‏ الجمل الذي لا يَرْغُو‏.‏ وبعير أَسْجَم‏:‏ لا يرغو، وقد تقدم

في زيم‏.‏

والسَّجَمُ‏:‏ شجر له ورق طويل مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذو عرض تشبَّه به المَعابِلُ؛ قال الهذلي يصف وَعِلاً‏:‏

حتى أُتِيحَ له رامٍ بِمُحْدَلَةٍ

جَشْءٍ، وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم

وقيل‏:‏ السَّجَمُ هنا ماء السماء، شَبّه الرماح في بياضها به‏.‏

والسَّاجُوم‏:‏ صِبْغٌ‏.‏ وساجوم والسَّاجوم‏:‏ موضع؛ قال امرؤ القيس‏:‏

كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا

سحم‏:‏ السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ‏:‏ السواد، وقال الليث‏:‏

السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، وكل أَسود أَسْحَمُ‏.‏ وفي حديث الملاعنة‏:‏

إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ؛ هو الأَسود‏.‏ وفي حديث أَبي ذرّ‏:‏ وعنده

امرأَة سَحْماء أَي سوداء، وقد سمي بها النساء، ومنه شَرِيكُ بن سَحْماء

صاحب اللعان؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك، وهو مما تبالِغُ به العرب

في صفة النَّصِيّ، كما يقولون صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء، فيبالغون بهما، والسَّحْماء‏:‏ الاست للونها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم تَتَفَلَّلا، وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي

ثم فسرهما فقال‏:‏ السَّحْماوان هما القَرْنانِ، وأَنث على معنى

الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يقول بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ، ووحا الذئب‏:‏ صوته؛ والطَّفْلُ‏:‏ الظبي الرَّخْصُ، والمَناسِم للإِبلِ فاستعاره للظبي، ومُخْلٍ‏:‏

أَصاب خَلاءً، والإِسْحِمانُ‏:‏ الشديد الأُدْمَةِ‏.‏

والسَّحَمَةُ‏:‏ كَلأ يشبه السَّخْبَرَة أَبيض ينبت في البِراقِ والإِكامِ

بنجد، وليست بعُشبٍ ولا شجر، وهي أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ، والجمع سَحَمٌ؛ قال‏:‏

وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ

وقال أَبو حنيفة‏:‏ السَّحَمُ ينبت نبت النَّصيِّ والصِّلِّيان

والعَنْكَثِ إِلا أَنه يطول فوقها في السماء، وربما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ

الرجل وأَضخم، والسَّحَمَةُ أَغلَظها أَصلاً؛ قال‏:‏

أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي، وجاوِزِي ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ

وقال طَرَفة‏:‏

خَيُرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ

يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ

ابن السكيت‏:‏ السَّحَمُ والصُّفار نبتان؛ وأَنشد للنابغة‏:‏

إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا، ما كان من سَحَمٍ بها وصُفارِ

والسَّحْماءِ مثله‏.‏ وبنو سَحْمَةَ‏:‏ حيّ‏.‏ والأُسْحُمانُ‏:‏ ضرب من الشجر؛ قال‏:‏

ولا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ

تُلْقَى الدَّواهِي حوله، ويَسْلم وإِسْحِمان والإِسْحِمان‏:‏ جبل بعينه، بكسر الهمزة والحاء؛ حكاه سيبويه، وزعم أَبو العباس أَنه الأُسْحُمان، بالضم؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا خطأ إِنما

الأُسْحُمانُ ضرب من الشجر، وقيل‏:‏ الإِسْحِمانُ الأَسود، وهذا خطأٌ لأَن الأَسود

إِنما هو الأَسْحَمُ؛ الجوهري‏:‏ الأَسْحَمُ في قول زهير‏:‏

نَجاءٌ مُجِدّ، لَيْس فيه وَتِيرَةٌ، وتَذْبِيبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ

بقَرْنٍ أَسْود؛ وفي قول النابغة‏:‏

عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا، بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ‏.‏

هو السحاب، وقيل‏:‏ السحاب الأَسود‏.‏ ويقال للسحابة السوداء سَحْماء؛ والأَسْحَمُ في قول الأَعشى‏:‏

رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ، تَحالَفَا

بأَسْحَمَ داجٍ‏:‏ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ

يقال‏:‏ الدَّمُ تُغْمَسُ فيه اليد عند التحالف، ويقال‏:‏ بالرَّحِمِ، ويقال‏:‏ بسواد حَلَمَة الثَّدْيِ، ويقال‏:‏ بِزِقِّ الخمر، ويقال‏:‏ هو الليل‏.‏ وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه‏:‏ قال له رجل احْمِلْني وسُحَيْماً؛ هو تصغير أَسْحَمَ وأَرادَ به الزِّقَّ لأَنه أَسود، وأَوهمه أَنه اسم رجل‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَسْحَمَتِ السماء وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ ماءها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ من الحديد، وجمعها سَحَمٌ؛ وأَنشد لطَرَفَة

في صفة الخيل‏:‏

مُنْعَلات بالسَّحَمْ

قال‏:‏ والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد‏.‏ وسُحامٌ‏:‏ موضع‏.‏ وسُحَيمٌ وسُحامٌ‏:‏

من أَسماء الكلاب؛ قال لبيد‏:‏

فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ، فضُرِّجَتْ

بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها

سخم‏:‏ السَّخَمُ‏:‏ مصدر

السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ

والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس؛ وفي الحديث‏:‏ اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ

قلبي، وفي حديث آخر‏:‏ نعوذ بك من السَّخِيمَةِ؛ ومنه حديث الأَحْنَفِ‏:‏

تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ، وهي جمع سَخِيمةٍ‏.‏

وفي حديث‏:‏ من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله، يعني الغائط والنَّجْوَ‏.‏ ورجل مُسَخَّم‏:‏ ذو سَخِيمَة، وقد سَخَّمَ بصدره‏.‏

والسُّخْمَةُ‏:‏ الغضب، وقد تَسَخَّمَ عليه‏.‏

والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك‏:‏ الليّن

الحَسَن؛ قال يصف الثَّلْجَ‏:‏

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

قال ابن بري‏:‏ الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ، وصوابه يصف

سَراباً لأَن قبله‏:‏

والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

شبه الآل بالقطن لبياضه، والأَنجل‏:‏ الواسع، ويقال‏:‏ هو من السواد، وقيل‏:‏

هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى؛ واحدته سُخامَةٌ، بالهاء‏.‏ ويقال‏:‏ هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل

الخَزِّ‏.‏ وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق، وقطن سُخامٌ، وليس هو من السواد؛ وقول بشر بن أَبي خازم‏:‏

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها

سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ

السخامُ‏:‏ كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما، وأَراد به شعرها‏.‏

وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ‏:‏ لينة سَلِسةٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بعد هَجْعَةٍ، سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما

قال الأَصمعي‏:‏ لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ؛ وقال أَحمد بن يحيى‏:‏ هو من المنسوب إِلى نفسه‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ

ليّن مُسْتَرْسل، وقيل‏:‏ السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ من الخمر الذي يضرب إِلى السواد، والأَول أَعلى؛ قال ابن بري‏:‏ قال علي بن حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة؛ قال عَوْفُ بن الخَرِعِ‏:‏

كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً، تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا

وقال أَبو عمرو‏:‏ السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد؛ وأَنشد

لحمل بن حارث المُحارِبيّ‏:‏

إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا، فاعلم، ولا الحازِر، إِلاَّ البُورا

والسُّخْمَةُ‏:‏ السواد‏.‏ والأَسْخَمُ‏:‏ الأَسود‏.‏ وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان

إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي‏.‏ والسُّخامُ، بالضم‏:‏ سواد القِدْر‏.‏ وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده‏.‏ والسُّخامُ‏:‏

الفَحْمُ‏.‏ والسَّخَم‏:‏ السواد‏.‏ وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال‏:‏ لقيت

حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك‏؟‏ قال‏:‏ سُخامٌ؛ قال‏:‏ والسُّخامُ الفحم، ومنه قيل‏:‏

سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده‏.‏ وروي عن عمر، رضي الله عنه، في شاهد الزُّور‏:‏

يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه

إِذا سخنته‏.‏

سخم‏:‏ السَّخَمُ‏:‏ مصدر

السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ

والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس؛ وفي الحديث‏:‏ اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ

قلبي، وفي حديث آخر‏:‏ نعوذ بك من السَّخِيمَةِ؛ ومنه حديث الأَحْنَفِ‏:‏

تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ، وهي جمع سَخِيمةٍ‏.‏

وفي حديث‏:‏ من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله، يعني الغائط والنَّجْوَ‏.‏ ورجل مُسَخَّم‏:‏ ذو سَخِيمَة، وقد سَخَّمَ بصدره‏.‏

والسُّخْمَةُ‏:‏ الغضب، وقد تَسَخَّمَ عليه‏.‏

والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك‏:‏ الليّن

الحَسَن؛ قال يصف الثَّلْجَ‏:‏

كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

قال ابن بري‏:‏ الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ، وصوابه يصف

سَراباً لأَن قبله‏:‏

والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

شبه الآل بالقطن لبياضه، والأَنجل‏:‏ الواسع، ويقال‏:‏ هو من السواد، وقيل‏:‏

هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى؛ واحدته سُخامَةٌ، بالهاء‏.‏ ويقال‏:‏ هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل

الخَزِّ‏.‏ وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق، وقطن سُخامٌ، وليس هو من السواد؛ وقول بشر بن أَبي خازم‏:‏

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها

سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ

السخامُ‏:‏ كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما، وأَراد به شعرها‏.‏

وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ‏:‏ لينة سَلِسةٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بعد هَجْعَةٍ، سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما

قال الأَصمعي‏:‏ لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ؛ وقال أَحمد بن يحيى‏:‏ هو من المنسوب إِلى نفسه‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ

ليّن مُسْتَرْسل، وقيل‏:‏ السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ من الخمر الذي يضرب إِلى السواد، والأَول أَعلى؛ قال ابن بري‏:‏ قال علي بن حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة؛ قال عَوْفُ بن الخَرِعِ‏:‏

كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً، تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا

وقال أَبو عمرو‏:‏ السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد؛ وأَنشد

لحمل بن حارث المُحارِبيّ‏:‏

إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا، فاعلم، ولا الحازِر، إِلاَّ البُورا

والسُّخْمَةُ‏:‏ السواد‏.‏ والأَسْخَمُ‏:‏ الأَسود‏.‏ وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان

إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي‏.‏ والسُّخامُ، بالضم‏:‏ سواد القِدْر‏.‏ وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده‏.‏ والسُّخامُ‏:‏ الفَحْمُ‏.‏ والسَّخَم‏:‏ السواد‏.‏ وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال‏:‏ لقيت حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك‏؟‏ قال‏:‏ سُخامٌ؛ قال‏:‏ والسُّخامُ الفحم، ومنه قيل‏:‏ سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده‏.‏ وروي عن عمر، رضي الله عنه، في شاهد الزُّور‏:‏ يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته‏.‏