فصل: (تابع: حرف الباء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الباء‏]‏

كلتب‏:‏ الكَلْتَبانُ‏:‏ مأْخوذ من الكَلَب؛ وهي القيادةُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الكَلْتَبةُ القِيادة، واللّه أَعلم‏.‏

كلحب‏:‏ كَلْحَبه بالسيف‏:‏ ضربه‏.‏

وكَلْحَبةُ والكَلْحَبةُ‏:‏ من أَسماءِ الرجال‏.‏ والكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ‏:‏ اسم هُبَيرة بن عبدمَنافٍ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ولا يُدْرَى ما هو‏.‏ وقد

رُوِيَ عن ابن الأَعرابي‏:‏ الكَلْحَبةُ صوتُ النار ولهِيبُها، يقال‏:‏ سمعت حَدَمةَ النار وكَلْحَبَتَها‏.‏

كنب‏:‏ كَنَبَ يَكْنُبُ كُنُوباً‏:‏ غَلُظَ؛ وأَنشد لدُرَيْدِ بن الصِّمَّة‏:‏

وأَنتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ *** من الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ

أَي شَعَرُ لِحْيته مُتَقَبِّضٌ لم يُسَرَّحْ، وكُلُّ شيءٍ مُتَقَبِّضٍ، فهو مُتَعَكِّسٌ‏.‏

وأَكْنَبَ‏:‏ كَكَنَبَ‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ كانِبٌ كانِزٌ، يقال‏:‏ كَنَب في جِرابه شيئاً إِذا كَنزَه فيه‏.‏ والكَنَبُ‏:‏ غِلَظٌ يَعْلُو الرِّجْلَ والخُفَّ والحافِرَ واليَدَ؛ وخَصَّ بعضُهم به اليَدَ إِذا غَلُظَتْ من العَمَل؛ كَنِبَتْ يَدُه وأَكْنَبَتْ، فهي مُكْنِبة‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ أَكْنَبَتْ، ولا يقال‏:‏ كَنِبَتْ؛ وأَنشد أَحمد بن يحيى‏:‏

قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ، وبعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبرِ والمُرُونِ

والمَضْنُونُ‏:‏ جنسٌ من الطِّيبِ؛ قال العجاج‏:‏

قد أَكْنَبَتْ نُسورُه وأَكْنَبا

أَي غَلُظَتْ وعَسَتْ‏.‏ وفي حديث سَعدٍ‏:‏ رآه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقد أَكْنَبَتْ يداه، فقال له‏:‏ أَكنَبَتْ يَداك؛ فقال‏:‏ أُعالِجُ

بالمَرِّ والمِسْحاةِ؛ فأَخذ بيده وقال‏:‏ هذه لا تَمَسُّها النارُ أَبداً‏.‏ أَكْنَبتِ اليدُ إِذا ثَخُنَتْ وغَلُظَ جِلْدُها، وتَعَجَّرَ من مُعاناة الأَشياءِ الشاقَّةِ‏.‏ والكَنَبُ في اليد‏:‏ مثلُ المَجَلِ، إِذا صَلُبَت من العَمل‏.‏ والمِكْنَبُ‏:‏ الغليظُ من الحوافر‏.‏ وخُفٌّ مُكْنَبٌ، بفتح النون‏:‏ كمُكْنِبٍ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

بكُلِّ مَرثُومِ النَّواحِي مُكْنَبِ

وأَكْنَبَ عليه بَطْنُه‏:‏ اشْتدَّ‏.‏ وأَكْنَبَ عليه لسانُه‏:‏ احْتَبَس‏.‏

وكَنَبَ الشيءَ يَكْنِبه كَنْباً‏:‏ كَنَزَه‏.‏ والكانِبُ‏:‏ المُمْتَلِئُ شِبَعاً‏.‏ والكِنابُ، بالكسر، والعاسِي‏:‏ الشِّمراخُ‏.‏ والكَنيبُ‏:‏ اليبيسُ من الشجر‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الكَنِبُ، بغير ياء، شبيه بقَتادِنا هذا، الذي

يَنْبُت عندنا، وقد يُحْصَف عندنا بلِحائِه، ويُفْتلُ منه شُرُطٌ باقيةٌ على النَّدى‏.‏ وقال مرَّة‏:‏ سأَلتُ بعضَ الأَعراب عن الكَنِبِ، فأَراني شِرْسَةً مُتَفرِّقَةً من نَبات الشَّوْك، بيضاءَ العيدانِ، كثيرةَ الشَّوْك، لها في أَطرافها بَراعِيمُ، قد بَدَتْ من كل بُرْعُومة شَوْكاتٌ ثلاثٌ‏.‏

والكَنِبُ‏:‏ نَبْتٌ؛ قال الطرماح‏:‏

مُعالِياتٌ، على الأَريافِ، مَسْكَنُها *** أَطْرافُ نَجْدٍ، بأَرضِ الطَّلْحِ والكَنِبِ

الليث‏:‏ الكَنِبُ شجر؛ قال‏:‏

في خَضَدٍ من الكَراثِ والكَنِبْ

وكُنَيْبٌ، مصغراً‏:‏ موضع؛ قال النابغة‏:‏

زيدُ بنُ بَدْرٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ *** وعلى كُنَيْبٍ مالكُ بنُ حِمارِ

كنثب‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الكِنْثابُ الرمل المُنْهال‏.‏

كنخب‏:‏ الكَنْخَبة‏:‏ اختلاطُ الكلام من الخطإِ، حكاه يونس‏.‏

كهب‏:‏ الكُهْبَةُ‏:‏ غُبرة مُشْرَبةٌ سواداً في أَلوان الإِبل، زاد

الأَزهري‏:‏ خاصة‏.‏

بعير أَكْهَبُ‏:‏ بَيِّن الكَهَب، وناقة كَهْباء‏.‏ الجوهري‏:‏ الكُهْبة لونٌ

مثل القُهبة‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ الكُهبة لون ليس بخالصٍ في الحُمرة، وهو في الحُمْرة خاصَّةً‏.‏ وقال يعقوب‏:‏ الكُهْبة لونٌ إِلى الغُبرة ما هو، فلم يَخُصَّ شيئاً دون شيء‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع الكُهْبة في أَلوان الإِبل، لغير الليث؛ قال‏:‏ ولعله يُسْتَعْمَلُ في أَلوان الثيابِ‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ وقيل الكَهَبُ لونُ الجاموسِ، والكُهْبةُ‏:‏ الدُّهْمة؛ والفعل من كل ذلك كَهِبَ وكَهُبَ كَهَباً وكُهْبةً، فهو أَكْهَبُ، وقد قيل‏:‏ كاهِبٌ؛ وروى بيت ذي الرُّمَّة‏:‏

جَنُوحٌ على باقٍ سَحِيقٍ، كأَنهُ *** إِهابُ ابنِ آوى كاهِبُ اللَّوْنِ أَطْحَلُهْ

ويروى‏:‏ أَكْهَبُ‏.‏

كهدب‏:‏ كَهْدَبٌ‏:‏ ثَقِيلٌ وَخْمٌ‏.‏

كهكب‏:‏ التهذيب في ترجمة كَهْكَمَ‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الكَهْكَمُ

والكَهْكَبُ الباذِنجانُ‏.‏

كوب‏:‏ الكُوبُ‏:‏ الكُوزُ الذي لا عُرْوَةَ له؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

مُتَّكِئاً تَصْفِقُ أَبوابُه *** يَسْعَى عليه العَبْدُ بالكُوبِ

والجمع أَكْوابٌ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأَكْوابٌ موْضوعة‏.‏ وفيه‏:‏ ويُطافُ عليهم بِصِحافٍ من ذهَبٍ وأَكْوابٍ‏.‏ قال الفراء‏:‏ الكُوبُ الكوزُ المستديرُ الرأْسِ الذي لا أُذُن له؛ وقال يصف مَنْجَنوناً‏:‏

يَصُبُّ أَكْواباً على أَكوابِ *** تَدَفَّقَتْ من مائها الجَوابي

ابن الأَعرابي‏:‏ كابَ يَكُوب إِذا شَرِبَ بالكُوبِ‏.‏ والكَوَبُ‏:‏ دِقَّة العُنق وعِظَمُ الرأْس‏.‏ والكُوبة‏:‏ الشِّطْرَنْجَةُ‏.‏ والكُوبَةُ‏:‏ الطَّبْل والنَّرْدُ، وفي الصحاح‏:‏ الطَّبْلُ الصَّغير المُخَصَّرُ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ أَما الكُوبة، فإِن محمد بن كثير أَخبرني أَن الكُوبَةَ النَّرْدُ في كلام أَهل اليمن؛ وقال غيره، الكُوبَةُ‏:‏ الطَّبْلُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنَّ اللّه حَرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هي النَّرْدُ؛ وقيل‏:‏ الطَّبْل؛ وقيل‏:‏ البَرْبَطُ، ومنه حديث عليّ‏:‏ أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبةِ، والكِنَّارَة، والشِّياع‏.‏

لبب‏:‏ لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبابُه‏:‏ خالِصُه وخِيارُه، وقد غَلَبَ

اللُّبُّ على ما يؤكل داخلُه، ويُرْمى خارجُه من الثَّمر‏.‏ ولُبُّ الجَوْز واللَّوز، ونحوهما‏:‏ ما في جَوْفه، والجمعُ اللُّبُوبُ؛ تقول منه‏:‏ أَلَبَّ الزَّرْعُ، مثل أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ‏.‏

ولَبَّبَ الحَبَّ تَلْبِيباً‏:‏ صار له لُبٌّ‏.‏ ولُبُّ النَّخلةِ‏:‏ قَلْبُها‏.‏ وخالِصُ كلِّ شيءٍ‏:‏ لُبُّه‏.‏ الليث‏:‏ لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه، نحو لُبِّ الجَوْز واللَّوز‏.‏ قال‏:‏ ولُبُّ الرَّجُل‏:‏ ما جُعِل في قَلْبه من العَقْل‏.‏

وشيءٌ لُبابٌ‏:‏ خالِصٌ‏.‏ ابن جني‏:‏ هو لُبابُ قَومِه، وهم لُبابُ قومهم، وهي لُبابُ قَوْمها؛ قال جرير‏:‏

تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً *** على بَشَرٍ، وآنِسَةٌ لُبابُ

والحَسَبُ‏:‏ اللُّبابُ الخالصُ، ومنه سميت المرأَة لُبابَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنا حَيٌّ من مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها‏.‏ اللُّبابُ‏:‏ الخالِصُ من كل شيءٍ، كاللُّبِّ‏.‏ واللُّبابُ‏:‏ طَحِينٌ مُرَقَّقٌ‏.‏ ولَبَّبَ الحَبُّ‏:‏ جَرَى فيه الدَّقيقُ‏.‏ ولُبابُ القَمْح، ولُبابُ الفُسْتُقِ، ولُبابُ الإِبلِ‏:‏ خِيارُها‏.‏ ولُبابُ الحَسَبِ‏:‏ مَحْضُه‏.‏ واللُّبابُ‏:‏ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ؛ قال ذو الرمة يصف فحلاً مِئناثاً‏:‏

سِبَحْلاً أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه *** مَقالِيتُها، فهي اللُّبابُ الحَبائسُ

وقال أَبو الحسن في الفالوذَج‏:‏ لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل‏.‏

ولُبُّ كلِّ شيءٍ‏:‏ نفسُه وحَقِيقَتُه‏.‏ وربما سمي سمُّ الحيةِ‏:‏ لُبّاً‏.‏

واللُّبُّ‏:‏ العَقْلُ، والجمع أَلبابٌ وأَلْبُبٌ؛ قال الكُمَيْتُ‏:‏

إِليكُمْ، بني آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ *** نَوازِعُ من قَلْبي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ

وقد جُمعَ على أَلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على

أَنْعُم؛ قال أَبو طالب‏:‏

قلْبي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ

واللَّبابةُ‏:‏ مصدرُ اللَّبِيب‏.‏ وقد لَبُبْتُ أَلَبُّ، ولَبِبْتَ تَلَبُّ، بالكسر، لُبّاً ولَبّاً ولَبابةً‏:‏ صِرْتَ ذا لُبٍّ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ حكى لَبُبْتُ، بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف‏.‏ وقيل لِصَفِيَّة بنت

عبدالمطَّلب، وضَرَبَت الزُّبَير‏:‏ لم تَضْرِبينَهُ‏؟‏ فقالتْ‏:‏ لِيَلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذا الجَلَب أَي يصير ذا لُبٍّ‏.‏ ورواه بعضهم‏:‏ أَضْرِبه لكيْ يَلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذا اللَّجَب‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هذه لغةُ

أَهلِ الحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يقولون‏:‏ لَبَّ يَلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ‏.‏

ورجل ملبوبٌ‏:‏ موصوف باللَّبابة‏.‏

ولَبيبٌ‏:‏ عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَلِبَّاء؛ قال سيبويه‏:‏ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنثى لبيبةٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ رجلٌ لَبيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال المُضَرِّبُ ابن كَعْب‏:‏

فقلتُ لها‏:‏ فِيئي إِلَيكِ، فإِنَّني *** حَرامٌ، وإِني بعد ذاكَ لَبِيبُ

التهذيب‏:‏ وقال حسان‏:‏

وجارِيَةٍ مَلْبُوبةٍ ومُنَجَّسٍ *** وطارِقةٍ، في طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ

واسْتَلَبَّهُ‏:‏ امْتَحَنَ لُبَّهُ‏.‏

ويقال‏:‏ بناتُ أَلْبُبٍ عُروق في القَلْبِ، يكون منها الرِّقَّةُ‏.‏ وقيل

لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها‏:‏ ما لَكِ لا تَدْعِينَ عليه‏؟‏ قالت‏:‏ تَأْبى

له ذلك بناتُ أَلْبُبي‏.‏ الأَصمعي قال‏:‏ كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة

فَبَرِمَ بها، فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا

هَمْهَمَتَها من البئر، فاسْتَخْرجوها، وقالوا‏:‏ من فَعَلَ هذا بك‏؟‏ فقالت‏:‏ زوجي، فقالوا ادعِي اللّهَ عليه، فقالَتْ‏:‏ لا تُطاوعُني بناتُ أَلبُبي‏.‏ قالوا‏:‏ وبَناتُ أَلبُبٍ عُروقٌ متصلة بالقلب‏.‏ ابن سيده‏:‏ قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَلبُبِه؛ يَعْنونَ لُبَّه، وهو أَحدُ ما شَذَّ من المُضاعَف، فجاءَ على الأَصل؛ هذا مذهب سيبويه، قال يَعْنُونَ لُبَّه؛ وقال المبرد في قول الشاعر‏:‏

قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَبه يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الحَيِّ، فإِن جمعت أَلبُباً، قلتَ‏:‏ أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِيبٌ، وهو أَولى من قول من أَعَلَّها‏.‏

واللَّبُّ‏:‏ اللَّطِيفُ القَريبُ من الناس، والأُنْثى‏:‏ لَبَّةٌ، وجمعها

لِبابٌ‏.‏ واللَّبُّ‏:‏ الحادِي اللاَّزم لسَوقِ الإِبل، لا يَفْتُر عنها

ولا يُفارِقُها‏.‏ ورجلٌ لَبٌّ‏:‏ لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا يفارقها‏.‏ ويقال‏:‏ رجلٌ

لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

لَبّاً، بأَعْجازِ المَطِيِّ، لاحقا

ولَبَّ بالمكان لَبّاً، وأَلَبَّ‏:‏ أَقام به ولزمَه‏.‏ وأَلَبَّ على الأَمرِ‏:‏ لَزِمَه فلم يفارقْه‏.‏

وقولُهم‏:‏ لَبَّيكَ ولَبَّيهِ، مِنه، أَي لُزوماً لطاعَتِكَ؛ وفي الصحاح‏:‏ أَي أَنا مُقيمٌ على طاعَتك؛ قال‏:‏

إِنَّكَ لو دَعَوتَني، ودوني

زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ، لَقُلْتُ‏:‏ لَبَّيْهِ، لمَنْ يَدعُوني

أَصله لَبَّبْت فعَّلْت، من أَلَبَّ بالمكان، فأُبدلت الباء ياءً لأَجلِ التضعيف‏.‏ قال الخليل، هو من قولهم‏:‏ دار فلان تُلِبُّ داري أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك، والياء للتثنية، وفيها

دليل على النصب للمَصدر‏.‏ وقال سيبويه‏:‏ انْتَصَب لَبَّيْكَ، على الفِعْل، كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ نُصِبَ على المصدر، كقولك‏:‏ حَمْداً للّه وشكراً، وكان حقه أَن يقال‏:‏ لَبّاً لكَ، وثُنِّي على معنى التوكيد أَي إِلْباباً بك بعد إِلبابٍ، وإِقامةً بعد إِقامةٍ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ سمعت أَبا الفضل المُنْذِرِيَّ يقول‏:‏ عُرضَ على أَبي العباس ما سمعتُ من أَبي طالب النحويّ في قولهم لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قال‏:‏ قال الفراء‏:‏ معنى لَبَّيْكَ، إِجابةً لك بعد إِجابة؛ قال‏:‏ ونصبه على المصدر‏.‏

قال‏:‏ وقال الأَحْمَرُ‏:‏ هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، وأَلَبَّ به إِذا

أَقام؛ وأَنشد‏:‏

لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ

قال ومنه قول طُفَيْل‏:‏

رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطِهِ *** وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُروجِ، وتَحْلُبُ

أَي تُلازمُها وتُقيمُ فيها؛ وقال أَبوالهيثم قوله‏:‏

وتيم تلبي في العروج، وتحلب

أَي تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبهُ؛ جعله من اللِّبإِ، فترك همزه، ولم يجعله من لَبَّ بالمكان وأَلَبَّ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والذي قاله أَبو الهيثم أَصوبُ‏.‏ لقوله بعده وتَحْلُبُ‏.‏ قال وقال الأَحمر‏:‏ كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ

بك، لَبَّبَ بك، فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقلبوا إِحداهن ياءً، كما

قالوا‏:‏ تَظَنَّيْتُ، من الظَّنِّ‏.‏ وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَنه قال‏:‏ أَصله من أَلبَبْتُ بالمكان، فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه، أَجابه‏:‏ لَبَّيْكَ أَي أَنا مقيم عندك، ثم وكد ذلك بلَبَّيكَ أَي إِقامةً بعد إِقامة‏.‏ وحكي عن الخليل أَنه قال‏:‏ هو مأْخوذ من قولهم‏:‏ أُمٌّ لَبَّةٌ أَي مُحِبَّة عاطفة؛ قال‏:‏ فإِن كان كذلك، فمعناه إِقْبالاً إِليك ومَحَبَّةً لك؛ وأَنشد‏:‏

وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ، طَعَنَ ابْنُها *** إِليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ

قال، ويقال‏:‏ هو مأْخوذ من قولهم‏:‏ داري تَلُبُّ دارَك، ويكون معناه‏:‏ اتِّجاهي إِليك وإِقبالي على أَمرك‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ اللَّبُّ الطاعةُ، وأَصله من الإِقامة‏.‏ وقولهم‏:‏ لَبَّيْكَ، اللَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثنيت، قلت في الرفع‏:‏ لَبَّانِ، وفي النصب والخفض‏:‏ لَبَّينِ؛ وكان في الأَصل لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مرتين، ثم حُذِفَت النون للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طاعةً، مقيماً عندك إِقامةً بعد إِقامة‏.‏ ابن سيده‏:‏ قال سيبويه وزعم يونس أَن لَبَّيْكَ اسم مفرد، بمنزلة عَلَيكَ، ولكنه جاءَ على هذا اللفظ في حَدِّ الإِضافة، وزعم الخليل أَنها تثنية، كأَنه قال‏:‏ كلما أَجَبْتُكَ في شيءٍ، فأَنا في الآخر لك مُجِيبٌ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ ويَدُلُّك على صحة قول الخليل قولُ بعض العرب‏:‏ لَبِّ، يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ؛ قال‏:‏ ويَدُلُّك على أَن لبَّيكَ ليست بمنزلة عليك، أَنك إِذا أَظهرت الاسم، قلت‏:‏

لَبَّيْ زَيْدٍ؛ وأَنشد‏:‏

دَعَوْتُ لِمَانا بَني مِسْوَراً *** فَلَبَّى، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ

فلو كان بمنزلة على لقلتَ‏:‏ فَلَبَّى يَدَيْ، لأَنك لا تقول‏:‏ عَلَيْ زَيدٍ إِذا أَظهرتَ الاسم‏.‏ قال ابن جني‏:‏ الأَلف في لَبَّى عند بعضهم هي ياء التثنية في لَبَّيْكَ، لأَنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلاً، فجمعوه من حروفه، كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه‏:‏ هَلَّلْتُ، ونحو ذلك، فاشتقوا لبَّيتُ من لفظ لبَّيكَ، فجاؤُوا في لفظ لبَّيْت بالياءِ التي للتثنية في لبَّيْكَ، وهذا قول سيبويه‏.‏ قال‏:‏ وأَما يونس فزعم أَن لبَّيْكَ اسم مفرد، وأَصله عنده لَبَّبٌ، وزنه فَعْلَل، قال‏:‏ ولا يجوز أَن تَحْمِلَه على فَعَّلَ، لقلة فَعَّلَ في الكلام، وكثرة فَعْلَلَ، فقُلِبَت الباء، التي هي اللام الثانية من لَبَّبٍ، ياءً، هَرباً من التضعيف، فصار لَبَّيٌ، ثم أَبدل الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لَبَّى، ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف في لبَّيْك، وبالهاءِ في لَبَّيْه، قُلِبَت الأَلفُ ياء كما قُلِبَتْ في إِلى وعَلى ولدَى إِذا وصلتها بالضمير، فقلت إِليك وعليك ولديك؛ واحتج سيبويه على يونس فقال‏:‏ لو كانت ياءُ لَبَّيْكَ، بمنزلة ياء عليك ولديك، لوجب، مَتى أَضَفْتَها إِلى المُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كما أَنك إِذا أَضَفْتَ عليك وأُختيها إِلى المُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها، ولكُنْتَ تقول على هذا‏:‏ لَبَّى زيدٍ، ولَبَّى جَعْفَرٍ، كما تقول‏:‏ إِلى زيدٍ، وعلى عمرو، ولدَى خالدٍ؛ وأَنشد قوله‏:‏ فلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ؛ قال‏:‏ فقوله لَبَّيْ، بالياءِ مع إِضافته إِلى المُظْهَر، يدل على أَنه اسم مثنى، بمنزلة غلامَيْ زيدٍ، ولَبَّاهُ قالَ‏:‏

لَبَّيْكَ، ولَبَّى بالحَجِّ كذلك؛ وقولُ المُضَرِّبِ بن كعبٍ‏:‏

وإِني بعد ذاكَ لَبيبُ

إِنما أَراد مُلَبٍّ بالحَج‏.‏ وقوله بعد ذاك أَي مع ذاك‏.‏ وحكى ثعلب‏:‏

لَبَّأْتُ بالحج‏.‏ قال‏:‏ وكان ينبغي أَن يقول‏:‏ لَبَّيْتُ بالحج‏.‏ ولكن العرب قد قالته بالهمز، وهو على غير القياس‏.‏ وفي حديث الإِهْلالِ بالحج‏:‏ لَبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيْكَ، هو من التَّلْبية، وهي إِجابةُ المُنادِي أَي إِجابَتي لك يا ربِّ، وهو مأْخوذٌ مما تقدم‏.‏ وقيل‏:‏ معناه إِخلاصِي لك؛ مِن قولهم‏:‏ حَسَبٌ لُبابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً، ومنه لُبُّ الطَّعام ولُبابُه‏.‏ وفي حديث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ‏:‏ يا أَبا عَمْرو‏.‏ قال‏:‏ لبَّيْكَ‏!‏قال‏:‏ لبَّى يَدَيكَ‏.‏ قال الخَطّابي‏:‏ معناه سَلِمَتْ يداك وصَحَّتا، وإِنما ترك الإِعراب في قوله يديك، وكان حقه أَن يقول‏:‏ يداك، لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ‏.‏ وقال الزمخشري‏:‏ معنى لَبَّى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ، وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك، وأَكونُ كالشيءِ الذي تُصَرِّفُه بيديك كيف شئت‏.‏ ولَبابِ لَبَابِ يُريدُ به‏:‏ لا بأْس، بلغة حمير‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهو عندي مما تقدم، كأَنه إِذا نَفَى البأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته‏.‏

واللَّبَبُ‏:‏ معروف، وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو الناقة؛ قال ابن سيده وغيرُه‏:‏ يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار، والجمعُ أَلبابٌ؛ قال سيبويه‏:‏ لم يجاوزوا به هذا البناءَ‏.‏

وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ‏:‏ عَمِلْتُ له لَبَباً‏.‏ وأَلْبَبْتُ الفرسَ، فهو مُلْبَبٌ، جاءَ على الأَصل، وهو نادر‏:‏ جَعَلْتُ له لَبَباً‏.‏ قال‏:‏ وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت، بإِظهار التضعيف‏.‏ وقال ابن كَيْسان‏:‏ هو غلط، وقياسُه مُلَبٌّ، كما يقال مُحَبٌّ، من أَحْبَبْتُه، ومنه قولهم‏:‏ فلان في لَبَبٍ رخِيٍّ إِذا كان في حال واسعة؛ ولَبَبْتُهُ، مخفف، كذلك عن ابن الأَعرابي‏:‏ واللَّبَبُ‏:‏ البالُ، يقال‏:‏ إِنه لَرَخِيُّ اللَّبَبِ‏.‏ التهذيب، يقال‏:‏ فلانٌ في بالٍ رَخِيٍّ ولَبَبٍ رَخِيٍّ أَي في سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ‏.‏

واللَّبَبُ من الرَّمْل‏:‏ ما اسْتَرَقَّ وانحَدَرَ من مُعْظَمه، فصار بين

الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ؛ وقيل‏:‏ لَبَبُ الكَثِيبِ‏:‏ مُقَدَّمُه؛ قال ذو

الرمة‏:‏

بَرَّاقةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضحةٌ *** كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بها لَبَبُ

قال الأَحمر‏:‏ مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قيل‏:‏ كَثِيبٌ؛ فإِذا نقَص قيل‏:‏ عَوْكَلٌ؛ فإِذا نقص قيل‏:‏ سِقْطٌ؛ فإِذا نقص قيل‏:‏

عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قيل‏:‏ لَبَبٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ واللَّبَبُ من الرمل ما كان قريباً من حَبْل الرَّمْل‏.‏

واللَّبَّةُ‏:‏ وَسَطُ الصَّدْر والمَنْحَر، والجمع لَبَّاتٌ ولِبابٌ، عن ثعلب‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ إِنها لَحَسنةُ اللَّبَّاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّةً، ثم جَمَعُوا على هذا‏.‏ واللَّبَبُ كاللَّبَّةِ‏:‏ وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيءٍ، والجمع الأَلْبابُ؛ وأَما ما جاءَ في الحديث‏:‏ إِن اللّه منع مِنِّي بَني مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، وطَعْنِهم في أَلْبابِ الإِبل، ورواه بعضهم‏:‏ في لَبَّاتِ الإِبل‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ من رواه في أَلباب الإِبلِ، فله معنيان‏:‏ أَحدهما أَن يكون أَراد جمعَ اللُّبِّ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وكرائمها، والمعنى الثاني أَنه أَراد جمعَ اللَّبَب، وهو موضع المَنْحَر من كل شيءٍ‏.‏ قال‏:‏ ونُرَى أَن لَبَبَ الفرس إِنما سمي به، ولهذا قيل‏:‏ لَبَّبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عند صَدْره ونحْره، ثم جَرَرْتَه؛ وإِن كان المحفوظُ اللَّبَّات، فهي جمعُ اللَّبَّةِ، وهي اللِّهْزِمةُ التي فوق الصدر، وفيها تُنْحَرُ الإِبل‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهو الصحيح عندي‏.‏

ولَبَبْتُه لَبّاً‏:‏ ضَرَبْتُ لَبَّتَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَما تكونُ الذكاةُ إِلاَّ في الحَلْقِ واللَّبَّة‏.‏ ولَبَّه يَلُبُّه لَبّاً‏:‏ ضَرَبَ لَبَّتَه‏.‏ ولَبَّةُ القلادة‏:‏ واسطتُها‏.‏

وتَلَبَّبَ الرجلُ‏:‏ تَحَزَّم وتَشَمَّر‏.‏ والمُتَلَبِّبُ‏:‏ المُتَحَزِّمُ بالسلاح وغيره‏.‏ وكل مُجَمِّعٍ لثيابِه‏:‏ مُتَلَبِّبٌ؛ قال عنترة‏:‏

إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِيلَتي‏:‏ *** هذا غُبارٌ ساطِعٌ، فَتَلَبَّبِ

واسم ما يُتَلَبَّبُ‏:‏ اللَّبابَةُ؛ قال‏:‏

ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها *** فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبابةِ المُتَمَطِّر

وتَلَبُّب المرأَة بمِنْطَقَتِها‏:‏ أَن تضع أَحد طرفيها على مَنكِبها

الأَيسر، وتُخْرِجَ وسطَها من تحت يدها اليمنى، فتُغَطِّيَ به صَدرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخر على مَنكِبِها الأَيسر‏.‏

والتَّلْبيبُ من الإِنسان‏:‏ ما في موضع اللَّبَبِ من ثيابه‏.‏ ولَبَّبَ الرجلَ‏:‏ جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة، ثم قَبَضَه وجَرَّه‏.‏ وأَخَذَ بتَلْبيبِه كذلك، وهو اسم كالتَّمْتِينِ‏.‏

التهذيب، يقال‏:‏ أَخَذ فلانٌ بتَلْبِيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي

هو لابسه عند صدره، وقَبَض عليه يَجُرُّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأَخَذْتُ

بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه؛

يقال لَبَّبَه‏:‏ أَخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره، ثم جَرَرْته، وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً، وأَمْسَكْتَه به‏.‏ والمُتَلَبَّبُ‏:‏ موضعُ القِلادة‏.‏ واللَّبَّة‏:‏ موضعُ الذَّبْح، والتاء زائدة‏.‏ وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ‏:‏ أَخَذَ كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِبه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به‏.‏ المُتَلَبِّبُ‏:‏ الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره‏.‏ وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً، فقد تَلَبَّبَ به؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وتَمِيمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ *** في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

ومن هذا قيل للذي لبس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال‏:‏ مُتَلَبِّبٌ؛ ومنه قول

المُتَنَخِّل‏:‏

واسْتَلأَموا وتَلَبَّبوا *** إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِير

وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً خاصم أَباه عنده، فأَمَرَ به فلُبَّ له‏.‏

يقال‏:‏ لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره، وجَرَرْتَه به‏.‏

والتَّلْبيبُ‏:‏ مَجْمَعُ ما في موضع اللَّبَب من ثياب الرجل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد، فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ، فلَبَّبَه بردائه، ثم نَتَره نَتْراً شديداً‏.‏

واللَّبيبةُ‏:‏ ثوبٌ كالبَقِيرة‏.‏

والتَّلْبيبُ‏:‏ التَّرَدُّد‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ هكذا حُكِيَ، ولا أَدرِي ما

هو‏.‏ الليث‏:‏ والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ واسْتَصْرَخَ‏:‏ لَبَّبَ، وذلك أن يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه في عُنقه، ثم يَقْبِضَ على تَلْبيبِ نَفْسِه؛ وأَنشد‏:‏

إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا

ويقال‏:‏ تَلْبيبُه تَرَدُّدُه‏.‏ ودارُه تُلِبُّ داري أَي تَمتَدُّ معها‏.‏

وأَلَبَّ لك الشيءُ‏:‏ عَرَضَ؛ قال رؤبة‏:‏

وإِن قَراً أَو مَنْكِبٌ أَلَبَّا

واللَّبْلَبةُ‏:‏ لَحْسُ الشاة ولدَها، وقيل‏:‏ هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، ويكون منها صوتٌ، كأَنها تَقول‏:‏ لَبْ لَبْ‏.‏

واللَّبْلَبة‏:‏ الرِّقَّة على الولد، ومنه‏:‏ لَبْلَبَتِ الشاةُ على ولدها إِذا لَحِسَتْه، وأَشْبَلَتْ عليه حين تضَعُه‏.‏ واللَّبْلَبة‏:‏ فِعْلُ الشاةِ بولدها إِذا لَحِسَتْه بشفتها‏.‏ التهذيب، أَبو عمرو‏:‏ اللَّبْلَبَةُ التَّفَرُّق؛ وقال مُخَارِقُ بنُ شهاب في صفة تَيْسِ غَنَمِه‏:‏

وراحَتْ أُصَيْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها *** دِلاءٌ، وفيها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ

أَراد باللَّبْلَب‏:‏ شَفَقَتَه على المِعْزى التي أُرْسِلَ فيها، فهو ذو

لَبْلَبةٍ عليها أَي ذو شَفَقةٍ‏.‏

ولَبالِبُ الغَنم‏:‏ جَلَبَتُها وصَوتها‏.‏ واللَّبْلَبَة‏:‏ عَطْفُك على الإِنسان ومَعُونتُه‏.‏ واللَّبْلَبة‏:‏ الشَّفَقة على الإِنسان، وقد لَبْلَبْتُ عليه؛ قال الكميت‏:‏

ومِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ *** علَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ

وحُكيَ عن يونس أَنه قال‏:‏ تقول العرب للرجل تَعْطِفُ عليه‏:‏ لَبابِ، لَبابِ، بالكسر، مثل حَذامِ وقَطامِ‏.‏

واللَّبْلَبُ‏:‏ النَّحْرُ‏.‏ ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ‏:‏ نَبَّ، وقد يقال ذلك للظبي‏.‏ وفي حديث ابن عمرو‏:‏ أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هو يَرى

التُّيوسَ تَلِبُّ، أَو

تَنِبُّ على الغَنم؛ قال‏:‏ هو حكاية صوتِ التُّيوس عند السِّفادِ؛ لَبَّ يَلِبُّ، كَفَرَّ يَفِرُّ‏.‏

واللَّبابُ من النَّبات‏:‏ الشيءُ القليل غير الواسع، حكاه أَبو حنيفة‏.‏

واللَّبْلابُ‏:‏ حَشيشة‏.‏ واللَّبْلابُ‏:‏ نَبْتٌ يَلْتَوي على الشجر‏.‏

واللَّبْلابُ‏:‏ بقلة معروفة يُتَداوَى بها‏.‏

ولُبابةُ‏:‏ اسم امرأَة‏.‏ ولَبَّى ولُبَّى ولِبَّى‏:‏ موضعٌ؛ قال‏:‏

أَسيرُ وما أَدْرِي، لَعَلَّ مَنِيَّتي *** بلَبَّى، إِلى أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ

لجب‏:‏ اللَّجَبُ‏:‏ الصَّوْتُ والصِّياحُ والجَلَبة، تقول‏:‏ لَجِبَ، الكسر‏.‏

واللَّجَبُ‏:‏ ارتفاعُ الأَصواتِ واخْتِلاطُها؛ قال زهير‏:‏

عزيزٌ إِذا حَلَّ الحَليفانِ حَولَهُ *** بذِي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصَواهِلُهْ

وفي الحديث‏:‏ أَنه كَثُرَ عنده اللَّجَبُ، هو، بالتحريك، الصوتُ

والغَلَبة مع اخْتلاطٍ، وكأَنه مقلوب الجَلَبة‏.‏

واللَّجَبُ‏:‏ صوتُ العَسْكر‏.‏ وعَسْكَرٌ لَجِبٌ‏:‏ عَرَمْرَمٌ وذو لَجَبٍ

وكثرةٍ‏.‏ ورَعْدٌ لَجِبٌ، وسحابٌ لَجِبٌ، بالرَّعْد، وغَيْثٌ لَجِبٌ

بالرَّعْد، وكلُّه على النَّسَب‏.‏ واللَّجَبُ‏:‏ اضْطرابُ موج البحر‏.‏ وبحر ذو لَجَبٍ إِذا سُمِع اضْطرابُ أَمواجه، ولَجَبُ الأَمْواج، كذلك‏.‏

وشاةٌ لَجْبَة ولُجْبة ولِجْبة ولَجَبَة ولَجِبةٌ ولِجَبَةٌ، الأَخيرتان عن ثعلب‏:‏ مُوَلِّيَةُ اللَّبنِ، وخَصَّ بعضُهم به المِعْزَى‏.‏

الأَصمعي‏:‏ إِذا أَتى على الشَّاءِ بعد نِتاجها أَربعةُ أَشهر فجَفَّ

لبنُها وقَلَّ، فهي لِجابٌ؛ ويقال منه‏:‏ لَجُبَت لُجُوبةً‏.‏ وشِياهٌ لَجَباتٌ، ويجوز لَجَّبَتْ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ اللَّجَبةُ النعجة التي قَلَّ لبَنُها؛ قال‏:‏ ولا يقال للعنز لَجْبَةٌ؛ وجمع لَجَبةٍ لَجَباتٌ، على القياس؛ وجمع لَجْبةٍ لَجَباتٌ، بالتحريك، وهو شاذّ، لأَن حقه التسكين، إِلاَّ أَنه كان الأَصل عندهم أَنه اسم وصف به، كما قالوا‏:‏ امرأَة كَلْبة، فجمع على الأَصل، وقال بعضهم‏:‏ لَجْبَة ولَجباتٌ نادر، لأَن القياس المطرد في جمع فَعْلة، إِذا كانت صفة، تسكين العين، والتكسير لِجابٌ؛ قال مُهَلْهِلُ بن ربيعة‏:‏

عَجِبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا *** إِذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالمِعْزى اللِّجابْ

قال سيبويه‏:‏ وقالوا شِياهٌ لَجَباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ من العرب من يقول‏:‏ شاةٌ لَجَبة، فإِنما جاؤُوا بالجمع على هذا؛ وقول عَمْرٍو ذي الكلب‏:‏

فاجْتالَ منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ *** حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ

يجوز أَن تكون هذه الشاةُ لَجْبةً في وقت، ثم تكون حاشِكةَ الدِّرَّة في وقت آخر؛ ويجوز أَن تكون اللَّجْبةُ من الأَضْداد، فتكون هنا الغزيرةَ، وقد لَجُبَتْ لُجوبةً، بالضم، ولَجَّبَتْ تَلْجِيباً‏.‏ وفي حديث الزكاة، فقلتُ‏:‏ ففِيمَ حَقُّكَ‏؟‏ قال‏:‏ في الثَّنِيَّة والجَذَعة‏.‏ اللَّجْبة، بفتح

اللام وسكون الجيم‏:‏ التي أَتى عليها من الغنم بعد نِتاجِها أَربعةُ

أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ وقيل‏:‏ هي من العَنز خاصةً؛ وقيل‏:‏ في الضأْن خاصةً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يَنْفَتِحُ للناس مَعدِنٌ، فيَبْدو لهم أَمثالُ اللَّجَبِ من الذهب‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الحَربيُّ‏:‏ أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد اللَّجَنَ، لأَنَّ اللُّجَيْنَ الفِضة؛ قال‏:‏ وهذا ليس بشيءٍ، لأَنه لا يقال أَمثالُ الفضة من الذهب‏.‏ قال وقال غيره‏:‏ لعله أَمثالُ النُّجُب، جمع النَّجيب من الإِبل، فصحف الراوي‏.‏ قال‏:‏ والأَولى أَن يكون غيرَ موهوم، ولا مُصَحَّفٍ، ويكون اللَّجَبُ جمع لَجَبةٍ، وهي الشاةُ الحامل التي قَلَّ لبنُها، أَو تكون، بكسر اللام وفتح الجيم، جمع لَجْبة كقَصْعةٍ وقِصَعٍ‏.‏

وفي حديث شُرَيْح‏:‏ أَنَّ رجلاً قال له‏:‏ ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجدْ

لها لبناً؛ فقال له شُرَيْح‏:‏ لعلها لَجَّبَتْ أَي صارت لَجْبة‏.‏ وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام‏:‏ والحَجَرِ فلَجَبه ثلاثَ لَجَباتٍ‏.‏

قال ابن الأَثير، قال أَبو موسى‏:‏ كذا في مُسْنَد أَحمد بن حنبل؛ قال‏:‏ ولا أَعرف وجهه، إِلاَّ أَن يكون بالحاءِ والتاءِ من اللَّحْتِ، وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا أَي ضَرَبه‏.‏ وفي حديث الدَّجَّال‏:‏ فأَخذَ بلَجَبَتَيِ البابِ فقال‏:‏ مَهْيَمْ؛ قال أَبو موسى‏:‏ هكذا رُوِيَ، والصواب بالفاءِ‏.‏

وقال ابن الأَثير في ترجمة لجف‏:‏ ويروى بالباءِ، وهو وَهَمٌ‏.‏ وسَهْمٌ مِلْجابٌ‏:‏ رِيشَ ولم يُنْصَلْ بَعْدُ؛ قال‏:‏

ماذا تقولُ لأَشياخٍ أُولي جُرُمٍ *** سُودِ الوُجوهِ، كأَمثالِ المَلاجيبِ‏؟‏

قال ابن سيده‏:‏ ومِنْجابٌ أَكثر، قال‏:‏ وأُرى اللامَ بدلاً من النون‏.‏

أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحوبُ *** فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ

لخب‏:‏ لَخَبَ المرأَةَ يَلْخُبُها ويَلْخَبُها لَخْباً‏:‏ نكحها؛ عن كراع؛ قال ابن سيده‏:‏ والمعروف عن يعقوب وغيره‏:‏ نَخَبها‏.‏ واللَّخَبُ‏:‏ شجر المُقْلِ؛ قال‏:‏

من أَفيح ثنة لخب عميم

ابن الأَعرابي‏:‏ المَلاخِبُ المَلاطِمُ‏.‏

والمُلَخَّبُ‏:‏ المُلَطَّم في الخُصومات‏.‏ واللِّخابُ‏:‏ اللِّطامُ‏.‏

لذب‏:‏ لَذَبَ بالمَكان لُذُوباً، ولاذَبَ‏:‏ أَقامَ؛ قال ابن دريد‏:‏ ولا

أَدري ما صِحَّتُه‏.‏

لزب‏:‏ اللَّزَبُ‏:‏ الضِّيقُ‏.‏

وعَيْشٌ لَزِبٌ‏:‏ ضَيِّقٌ‏.‏ واللِّزْبُ‏:‏ الطريقُ الضَّيِّقُ‏.‏

وماءٌ لَزِبٌ‏:‏ قليلٌ، والجمع لِزابٌ‏.‏ واللُّزُوبُ‏:‏ القحط‏.‏

واللَّزْبةُ‏:‏ الشِّدَّةُ، وجمعها لِزَبٌ؛ حكاها ابن جني‏.‏ وسَنَةٌ

لَزْبةٌ‏:‏ شَديدَةٌ، ويقال‏:‏ أَصابَتْهم لَزْبةٌ، يعني شِدَّةَ السنة، وهي

القَحْط‏.‏ والأَزْمَةُ والأَزْبَةُ واللَّزْبَةُ‏:‏ كلها بمعنى واحد، والجمع اللَّزْباتُ، بالتسكين، لأَنه صفة‏.‏ وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ‏:‏ في عامِ أَزْبةٍ أَو لَزْبة؛ اللَّزْبة‏:‏ الشدَّةُ؛ ومنه قولهم‏:‏ هذا الأَمر ضربَةُ لازِبٍ أَي لازمٍ شديد‏.‏

ولَزَب الشيءُ يَلْزُب، بالضم، لَزْباً ولُزُوباً‏:‏ دخَل بعضُه في بعضٍ‏.‏ ولَزَبَ الطينُ يَلْزُبُ لُزُوباً، ولَزُبَ‏:‏ لَصِقَ وصَلُبَ، وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ ولاطَها بالبَلَّةِ حتى لَزَبَتْ أَي لَصِقَتْ

ولَزِمَتْ‏.‏ وطِينٌ لازِبٌ أَي لازِقٌ‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ من طِينٍ لازِبٍ‏.‏ قال الفراءُ‏:‏ اللاَّزِبُ واللاَّتِبُ واللاَّصِقُ واحدٌ‏.‏ والعرب تقول‏:‏ ليس هذا بضَرْبةِ لازِمٍ ولازِبٍ، يُبْدِلُونَ الباءَ ميماً، لتَقارُبِ

المَخارِج‏.‏ قال أَبو بكر‏:‏ معنى قولهم ما هذا بضَرْبَةِ لازِبٍ أَي ما هذا بلازِمٍ واجِبٍ أَي ما هذا بضرْبةِ سَيْفٍ لازِبٍ، وهو مَثَلٌ‏.‏ واللازِبُ‏:‏ الثابتُ، وصار الشيءُ ضَرْبةَ لازِبٍ أَي لازماً؛ هذه اللغة الجيِّدة، وقدقالوها بالميم، والأَوَّل أَفصح؛ قال النابغة‏:‏

ولا تَحْسَبُونَ الخَيْرَ لا شَرَّ بَعْدَه *** ولا تَحْسَبُونَ الشَّرَّ ضَرْبةَ لازِبِ

ولازِمٌ، لُغَيَّةٌ؛ وقال كثير فأَبدل‏:‏

فما وَرَقُ الدُّنْيا بباقٍ لأَهْلِهِ *** ولا شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم

ورجل عَزَبٌ لَزَبٌ، وقال ابن بُزُرْج مثلَه‏.‏ وامرأَةٌ عَزَبةٌ لَزَبةٌ

إِتْباعٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ والمِلْزابُ البَخِيلُ الشديد؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

لا يَفْرَحُون، إِذا ما نَضْخَةٌ وَقَعَتْ *** وهُمْ كِرامٌ، إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ

ولَزَبَتْه العَقْرَبُ لَزْباً‏:‏ لَسَعَتْه كلَسَبَتْه؛ عن كراع‏.‏

لسب‏:‏ لَسَبَتْه الحَيَّة والعَقْربُ والزُّنْبورُ، بالفتح، تَلْسِبه وتَلْسَبُه لَسْباً‏:‏ لَدَغَتْه، وأَكثر ما يُسْتَعْمَلُ في العقرب‏.‏

وفي صفة حيات جهنم‏:‏ أَنْشَأْنَ به لَسْباً‏.‏ اللَّسْبُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ‏:‏ بمعنًى واحد؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد يُستعمل في غير ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا *** نَشْوي القَراحَ كأَنْ لا حَيَّ بالوادي

يعني بالبَقِّ‏:‏ البَعُوضَ، وقد ذكرنا تفسير نَشْوي القَراحَ في موضعه‏.‏

ولَسِبَ بالشيءِ‏:‏ مثلُ لَصِبَ به أَي لَزِقَ‏.‏ ولَسَبَه أَسواطاً أَي

ضَرَبه؛ ولَسِبَ العسلَ والسمْنَ ونحوه، بالكسر، يَلْسَبُه لَسْباً‏:‏

لَعِقَه‏.‏ واللُّسْبة، منه، كاللُّعْقة‏.‏

لصب‏:‏ لَصِبَ الجِلْدُ باللحم يَلْصَبُ لَصَباً، فهو لَصِبٌ‏:‏ لَزِقَ به من الهُزال‏.‏ ولَصِبَ جِلْدُ فُلانٍ‏:‏ لَصِقَ باللحم من الهُزال‏.‏ ولَصِبَ السيفُ في الغِمْد لَصَباً‏:‏ نَشِبَ فيه، فلم يَخْرُجْ‏.‏ وهو سيف مِلْصابٌ إِذا كان كذلك‏.‏ ولَصِبَ الخاتمُ في الإِصْبع؛ وهو ضدُّ قَلِقَ‏.‏ ورجل لَصِبٌ‏:‏ عَسِرُ الأَخلاق، بَخِيل‏.‏ وفلان لَحِزٌ لَصِبٌ‏:‏ لا يكاد يُعْطي شيئاً‏.‏

واللِّصْبُ‏:‏ مَضِيق الوادي، وجمعه لُصُوبٌ ولِصابٌ‏.‏ واللِّصْبُ‏:‏ شَقٌّ في الجبل، أَضْيَقُ من اللِّهْبِ، وأَوسَعُ من الشِّعْبِ، والجمع كالجمع‏.‏

والْتَصَبَ الشيءُ‏:‏ ضاق؛ وهو من ذلك؛ قال أَبو دواد‏:‏

عن أَبْهَرَيْنِ، وعن قَلْبٍ يُوَفِّرُه *** مَسْحُ الأَكُفِّ بفَجٍّ غير مُلْتَصِبِ

وطريق مُلْتَصِبٌ‏:‏ ضَيِّقٌ‏.‏

واللَّواصِب، في شِعْرِ كُثَيِّر‏:‏ الآبارُ الضَّيِّقةُ، البعيدةُ القَعْر‏.‏

الأَصمعي‏:‏ اللِّصْبُ، بالكسر‏:‏ الشِّعْبُ الصغير في الجَبَل، وكلُّ

مَضِيقٍ في الجبل، فهو لِصْبٌ، والجمع لِصابٌ ولُصوبٌ‏.‏

واللَّصِبُ‏:‏ ضَرْبٌ من السُّلْت، عَسِر الاستِنْقاءِ، يَنْداسُ ما

يَنْداسُ، ويَحْتاجُ الباقي إِلى المناحيز‏.‏

لعب‏:‏ اللَّعِبُ واللَّعْبُ‏:‏ ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، ولَعَّبَ، وتَلاعَبَ، وتَلَعَّبَ مَرَّة بعد أُخرى؛ قال امرؤُ القيس‏:‏

تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّةِ خالدٍ *** وأَوْدى عِصامٌ في الخُطوبِ الأَوائل

وفي حديث تَميم والجَسَّاسَة‏:‏ صادَفْنا البحر حين اغْتَلَم، فلَعِبَ بنا

المَوْجُ شهراً؛ سَمَّى اضطراب المَوْج لَعِباً، لما لم يَسِرْ بهم

إِلى الوجْه الذي أَرادوه‏.‏ ويقال لكل من عَمِلَ عملاً لا يُجْدي عليه

نَفْعاً‏:‏ إِنما أَنتَ لاعِبٌ‏.‏ وفي حديث الاستنجاءِ‏:‏ إِن الشيطانَ يَلْعَبُ

بمقاعِدِ بني آدم أَي انه يحضُر أَمكنة الاستنجاءِ ويَرْصُدُها بالأَذَى والفساد، لأَنها مواضع يُهْجَرُ فيها ذكر اللّه، وتُكْشَف فيها العوراتُ، فأُمرَ بسَتْرها والامتناع من التَّعَرُّض لبَصَر الناظرين ومَهابِّ الرياح ورَشاش البول، وكلُّ ذلك من لَعِبِ الشيطان‏.‏

والتَّلْعابُ‏:‏ اللَّعِبُ، صيغةٌ تدلُّ على تكثير

المصدر، كفَعَّل في الفِعْل على غالب الأَمر‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هذا باب ما تُكَثِّر فيه المصدرَ من فَعَلْتُ، فتُلْحِقُ الزوائد، وتَبْنيه بناءً آخَر، كما أَنك قلتَ في فَعَلْتُ‏:‏ فَعَّلْتُ، حين كَثَّرْتَ الفعلَ، ثم ذكر المصادر التي جاءَت على التَّفْعال كالتَّلْعاب وغيره؛ قال‏:‏ وليس شيءٌ من ذلك مصدر فَعَلْتُ، ولكن لما أَردت التكثير، بنيت المصدر على هذا، كما بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ‏.‏

ورجل لاعِبٌ ولَعِبٌ ولِعِبٌ، على ما يَطَّرِد في هذا النحو، وتِلْعابٌ وتِلْعابة، وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابة، وهو من المُثُل التي لم يذكرها سيبويه‏.‏

قال ابن جني‏:‏ أَما تِلِعَّابة، فإِن سيبويه، وإِن لم يذكره في الصفاتِ، فقد ذكره في المصادر، نحو تَحَمَّلَ تِحِمَّالاً، ولو أَرَدْتَ المرَّةَ الواحدةَ من هذا لوَجَبَ أَن تكون تِحِمَّالةً، فإِذا ذَكَر تِفِعَّالاً

فكأَنه قد ذكره بالهاءِ، وذلك لأَن الهاءَ في تقدير الانفصال على غالب الأَمر، وكذلك القول في تِلِقَّامةٍ، وسيأْتي ذكره‏.‏ وليس لقائل أَن يَدَّعيَ أَن تِلِعَّابة وتِلِقَّامةً في الأَصل المرَّة الواحدة، ثم وُصِفَ به كما قد يقال ذلك في المصدر، نحو قوله تعالى‏:‏ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكم غَوْراً؛ أَي غائِراً، ونحو قوله‏:‏ فإِنما هي إِقْبالٌ وإِدْبارُ؛ من قِبَلِ أَنَّ مَنْ وَصَفَ بالمصدر، فقال‏:‏ هذا رجل زَوْرٌ وصَوْمٌ، ونحو ذلك، فإِنما صار ذلك له، لأَنه أَراد المبالغة، ويجعله هو نفس الحدَث، لكثرة ذلك منه، والمرَّة الواحدة هي أَقل القليل من ذلك الفعل، فلا يجوز أَن يريد معنى غايةِ الكَثْرة، فيأْتي لذلك بلفظِ غايةِ القِلَّةِ، ولذلك لم يُجِيزوا‏:‏ زيد إِقْبالةٌ وإِدبارة، على زيدٌ إِقْبالٌ وإِدْبارٌ، فعلى هذا لا يجوز أَن يكون قولهم‏:‏ رجل تِلِعَّابة وتِلِقَّامة، على حَدِّ قولك‏:‏ هذا رجلٌ صَومٌ، لكن الهاءَ فيه كالهاءِ في عَلاَّمة ونَسَّابة للمبالغة؛ وقولُ

النابغة الجَعْدِيّ‏:‏

تَجَنَّبْتُها، إِني امْرُؤٌ في شَبِيبَتي *** وتِلْعابَتي، عن رِيبةِ الجارِ، أَجْنَبُ

فإِنه وَضَعَ الاسمَ الذي جَرى صفة موضع المصدر، وكذلك أُلْعُبانٌ، مَثَّل به سيبويه، وفسره السيرافي‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ رجل تِلْعابة إِذا كان يَتَلَعَّبُ، وكان كثيرَ اللَّعِبِ‏.‏ وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه‏:‏ زعم ابنُ النابغة أَني تِلْعابةٌ؛ وفي حديث آخر‏:‏ أَنَّ عَليّاً كان تِلْعابةً أَي كثيرَ المَزْحِ والمُداعَبة، والتاءُ زائدة‏.‏ ورجل لُعَبةٌ‏:‏ كثير اللَّعِب‏.‏

ولاعَبه مُلاعبةً ولِعاباً‏:‏ لَعِبَ معه؛ ومنه حديث جابر‏:‏ ما لكَ

وللعَذارى ولِعابَها‏؟‏ اللِّعابُ، بالكسر‏:‏ مثلُ اللَّعِبِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يَأْخُذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخيه لاعِباً جادّاً؛ أَي يأْخذه ولا يريد سرقته ولكن يريد إِدخال الهمّ والغيظ عليه، فهو لاعبٌ في السرقة، جادٌّ في الأَذِيَّة‏.‏

وأَلْعَبَ المرأَةَ‏:‏ جَعَلَها تَلْعَبُ‏.‏ وأَلْعَبها‏:‏ جاءَها بما تَلْعَبُ به؛ وقولُ عَبِيد بن الأَبْرَص‏:‏

قد بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وتُلْعِبُني *** ثم انْصَرَفْتُ وهي منِّي على بالِ

يحتمل أَن يكون على الوجهين جميعاً‏.‏

وجاريةٌ لَعُوبٌ‏:‏ حَسَنةُ الدَّلِّ، والجمعُ لَعائبُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

ولَعُوبُ اسمُ امرأَة، سميت لَعُوبَ لكثرة لَعِبها، ويجوز أَن تُسَمَّى لَعُوبَ، لأَنه يُلْعَبُ بها‏.‏

والمِلْعَبَة‏:‏ ثوبٌ لا كُمَّ له، يَلْعَبُ فيه الصبيُّ‏.‏

واللَّعَّابُ‏:‏ الذي حِرْفَتُه اللَّعِبُ‏.‏ الأُلْعوبةُ‏:‏ اللَّعِبُ‏.‏ وبينهم أُلْعُوبة، مِن اللَّعِبِ‏.‏ واللُّعْبةُ‏:‏ الأَحْمَق الذي يُسْخَرُ به، ويُلْعَبُ، ويَطَّرِدُ عليه بابٌ‏.‏ واللُّعْبةُ‏:‏ نَوْبةُ اللَّعِبِ‏.‏ وقال الفراء‏:‏ لَعِبْتُ لَعْبةً واحدةً؛ واللِّعْبةُ، بالكسر‏:‏ نوع من اللَّعِبِ‏.‏ تقول‏:‏ رجل حَسَنُ اللِّعْبة، بالكسر، كما تقول‏:‏ حسَنُ الجِلْسة‏.‏ واللُّعْبةُ‏:‏ جِرْم ما يُلْعَبُ به كالشِّطْرَنْج ونحوه‏.‏ واللُّعْبةُ‏:‏ التِّمْثالُ‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ ما رأَيت لكَ لُعْبةً أَحْسَنَ من هذه، ولم يَزِدْ على ذلك‏.‏ ابن السكيت يقول‏:‏ لِمن اللُّعْبةُ‏؟‏ فتضم أَوَّلَها، لأَنها اسمٌ‏.‏ والشِّطْرَنْجُ لُعْبةٌ، والنَّرْدُ

لُعْبة، وكلُّ مَلْعوب به، فهو لُعْبة، لأَنه اسم‏.‏ وتقول‏:‏ اقْعُدْ حتى

أَفْرُغَ من هذه اللُّعْبةِ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ من هذه اللَّعْبةِ، بالفتح، أَجودُ

لأَنه أَراد المرّة الواحدةَ من اللَّعِب‏.‏

ولَعِبَت الريحُ بالمنزل‏:‏ دَرَسَتْه‏.‏

ومَلاعِبُ الريح‏:‏ مَدارِجُها‏.‏ وتركتُه في مَلاعِب الجنّ أَي حيث لا

يُدْرَى أَيْنَ هو‏.‏

ومُلاعِبُ ظِلِّه‏:‏ طائرٌ بالبادية، وربما قيل خاطِفُ ظِلِّه؛ يُثَنَّى

فيه المضافُ والمضافُ إِليه، ويُجْمَعانِ؛ يقال للاثنين‏:‏ ملاعِبا

ظِلِّهِما، وللثلاثة‏:‏ مُلاعِباتُ أَظْلالِهِنّ، وتقول‏:‏ رأَيتُ مُلاعِباتِ

أَظْلالٍ لهُنَّ، ولا تقل أَظْلالِهنّ، لأَنه يصير معرفة‏.‏ وأَبو بَرَاء‏:‏ هو مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عامِرُ بن مالك بن جعفرِ بن كِلابٍ، سُمي بذلك يوم السُّوبان، وجعله لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال‏:‏

لو أَنَّ حَيّاً مُدْرِكَ الفَلاحِ *** أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ

واللَّعَّابُ‏:‏ فرسٌ من خيل العرب، معروف؛ قال الهذلي‏:‏

وطابَ عن اللَّعَّابِ نَفْساً ورَبَّةً *** وغادَرَ قَيْساً في المَكَرِّ وعَفْزَرا

ومَلاعِبُ الصبيانِ والجواري في الدار من دِياراتِ العرب‏:‏ حيث يَلْعَبُونَ، الواحدُ مَلْعَبٌ‏.‏

واللُّعَابُ‏:‏ ما سال من الفم‏.‏ لَعَبَ يَلْعَبُ، ولَعِبَ، وأَلْعَبَ‏:‏

سالَ لُعابُه، والأُولى أَعلى‏.‏ وخَصَّ الجوهريُّ به الصبيَّ، فقال‏:‏ لَعَبَ الصبيُّ؛ قال لبيد‏:‏

لَعَبْتُ على أَكْتافِهِمْ وحُجورِهِمْ *** وَلِيداً، وسَمَّوْني لَبِيداً وعاصِمَا

ورواه ثعلب‏:‏ لَعِبْتُ على أَكتافهم وصدورهم، وهو أَحسنُ‏.‏

وثَغْرٌ مَلْعُوبٌ أَي ذو لُعَاب‏.‏ وقيل لَعَبَ الرجلُ‏:‏ سالَ لُعابُه، وأَلْعَبَ‏:‏ صارَ له لُعابٌ يَسِيلُ من فمه‏.‏ ولُعَابُ الحية والجَرادِ‏:‏

سَمُّهما‏.‏ ولُعاب النَّحْلِ‏:‏ ما يُعَسِّلُه، وهو العَسَلُ‏.‏ ولُعَابُ الشَّمْس‏:‏ شيء تَراه كأَنه يَنْحَدِر من السماءِ إِذا حَمِيَتْ وقامَ قائمُ الظَّهِيرة؛ قال جرير‏:‏

أُنِخْنَ لتَهْجِيرٍ، وقَدْ وَقَدَ الحَصَى *** وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الجماجم

قال الأَزهري‏:‏ لُعَابُ الشَّمْسِ هو الذي يقال له مُخَاطُ الشَّيْطانِ، وهو السَّهَام، بفتح السين، ويقال له‏:‏ ريق الشمس، وهو شِبْهُ الخَيْطِ، تَراه في الهَواءِ إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ ورَكَدَ الهَواءُ؛ ومَن قال‏:‏

إِن لُعَابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ، فقد أَبطلَ؛ إِنما السَّرَابُ الذي

يُرَى كأَنه ماءٌ جارٍ نِصْفَ النهار، وإِنما يَعْرِفُ هذه الأَشْياءَ من لَزِمَ الصَّحارِي

والفَلَوات، وسار في الهَواجر فيها‏.‏ وقِيل‏:‏ لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ ويقال‏:‏ هو السَّرابُ‏.‏

والاسْتِلْعابُ في النخل‏:‏ أَن يَنْبُتَ فيه شيء من البُسْر، بعد

الصِّرام‏.‏ قال أَبو سعيد‏:‏ اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً، وفيها

بقيةٌ من حَمْلها الأَوَّل؛ قال الطرماح يصف نخلة‏:‏

أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي *** قد أَنى، إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام

واللَّعْباءُ‏:‏ سَبِخةٌ معروفة بناحية البحرين، بحِذاءِ القَطِيفِ، وسِيفِ البحرِ‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ اللَّعْباءُ موضع؛ وأَنشد الفارسي‏:‏

تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً *** وأَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَؤُوبا

ويروى‏:‏ الإِلهةَ، إِلاهةُ اسم للشمس‏.‏

لغب‏:‏ اللُّغُوبُ‏:‏ التَّعَبُ والإِعْياءُ‏.‏

لَغَبَ يَلْغُبُ، بالضم، لُغُوباً ولَغْباً ولَغِبَ، بالكسر، لغة ضعيفة‏:‏

أَعْيا أَشدَّ الإِعْياءِ‏.‏ وأَلْغَبْتُه أَنا أَي أَنْصَبْتُه‏.‏ وفي حديث الأَرْنَب‏:‏ فسَعَى القومُ فلَغِبُوا وأَدْركْتُها أَي تَعِبُوا وأَعْيَوْا‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما مَسَّنا من لُغُوبٍ‏.‏ ومنه قيل‏:‏ فلانٌ ساغِبٌ لاغِبٌ أَي مُعْيٍ‏.‏ واستعار بعضُ العربِ ذلك للريح، فقال، أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

وبَلْدَةٍ مَجْهَلٍ تُمْسِي الرِّياحُ بها *** لَواغِباً، وهي ناءٍ عَرْضُها، خاوِيَهْ

وأَلْغَبَه السيرُ، وتَلَغَّبه‏:‏ فَعَلَ به ذلك وأَتْعَبَه؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ‏:‏

تَلَغَّبَها دونَ ابنِ لَيْلى، وشَفَّها *** سُهادُ السُّرى، والسَّبْسَبُ المتماحِلُ

وقال الفرزدق‏:‏

بل سوف يَكْفِيكَها بازٍ تَلَغَّبها *** إِذا الْتَقَتْ، بالسُّعُودِ، الشمسُ والقمرُ

أَي يكفيك المُسْرفين بازٍ، وهو عُمَرُ بن هُبَيْرة‏.‏ قال‏:‏ وتَلَغَّبها، تَولاَّها فقام بها ولم يَعْجِزْ عنها‏.‏

وتَلَغَّبَ سَيْرَ القومِ‏:‏ سارَ بهم حتى لَغِبُوا؛ قال ابن مُقْبل‏:‏

وحَيٍّ كِرامٍ، قد تَلَغَّبْتُ سَيْرَهم *** بمَرْبُوعةٍ شَهْلاءَ، قد جُدِلَتْ جَدْلا

والتَّلَغُّبُ‏:‏ طُولُ الطِّرادِ؛ وقال‏:‏

تَلَغَّبَني دَهْرِي، فلما غَلَبْتُه *** غَزاني بأَولادي، فأَدْرَكَني الدَّهْرُ

والمَلاغِبُ‏:‏ جمع المَلْغَبة، مِن الإِعْياءِ‏.‏

ولَغَبَ على القوم يَلْغَب، بالفتح فيهما، لَغْباً‏:‏ أَفْسَدَ عليهم‏.‏

ولَغَبَ القومَ يَلْغَبُهم لَغْباً‏:‏ حَدَّثَهم حديثاً خَلْفاً؛ وأَنشد‏:‏

أَبْذُلُ نُصْحِي وأَكُفُّ لَغْبي

وقال الزِّبْرِقانُ‏:‏

أَلَمْ أَكُ باذِلاً وُدِّي ونَصْرِي *** وأَصْرِفُ عنكُمُ ذَرَبي ولَغْبي

وكلامٌ لَغْبٌ‏:‏ فاسِدٌ، لا صائِبٌ ولا قاصِدٌ‏.‏ ويقال‏:‏ كُفَّ عَنَّا لَغْبَك أَي سَيِّئَ كلامِك‏.‏ ورجلٌ لَغْبٌ، بالتسكين، ولَغُوبٌ، ووَغْبٌ‏:‏

ضعيفٌ أَحمَقُ، بيِّنُ اللَّغَابةِ‏.‏ حكى أَبو عمرو بنُ العَلاٍءِ عن أَعرابي من أَهل اليمن‏:‏ فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَته كتابي فاحْتَقَرَها؛ قلتُ‏:‏ أَتقول جاءَته كتابي‏؟‏ فقال‏:‏ أَليس هو الصحيفةَ‏؟‏ قلتُ‏:‏ فما اللَّغُوبُ‏؟‏ قال‏:‏ الأَحْمق‏.‏ والاسم اللَّغابة واللُّغُوبةُ‏.‏

واللَّغْبُ‏:‏ الرِّيش الفاسِدُ مثل البُطْنانِ، منه‏.‏

وسَهْمٌ لَغْبٌ ولُغابٌ‏:‏ فاسِدٌ لم يُحْسَنْ عَمَلُه؛ وقيل‏:‏ هو الذي ريشُه بُطْنانٌ؛ وقيل‏:‏ إِذا الْتَقَى بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ‏.‏ وقيل‏:‏ اللُّغابُ من الريش البَطْنُ، واحدتُه لُغابةٌ، وهو خلافُ اللُّؤَام‏.‏ وقيل‏:‏ هو ريشُ السَّهْم إِذا لم يَعْتَدِلْ، فإِذا اعْتَدَلَ فهو لُؤَامٌ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم‏:‏

فإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبي *** بسَهْمٍ رِيشَ، لم يُكْسَ اللُّغابا

ويروى‏:‏ لم يكن نِكْساً لُغابَا‏.‏ فإِما أَن يكون اللُّغابُ من صِفاتِ

السَّهم أَي لم يكن فاسداً، وإِما أَن يكون أَراد لم يكن نِكساً ذا ريشٍ لُغابٍ؛ وقال تَأَبطَ شرّاً‏:‏

وما وَلَدَتْ أُمِّي من القومِ عاجزاً *** ولا كان رِيشِي من ذُنابى ولا لَغْبِ

وكان له أَخٌ يقال له‏:‏ ريشُ لَغْبٍ، وقد حَرَّكه الكُمَيْتُ في قوله‏:‏

لا نَقَلٌ ريشُها ولا لَغَبْ

مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ، لأَجل حرف الحَلْق‏.‏

وأَلْغَبَ السَّهْمَ‏:‏ جَعَلَ ريشَه لُغاباً؛ أَنشد ثعلب‏:‏

لَيْتَ الغُرابَ رَمَى حَمَاطَةَ قَلْبه *** عَمْرٌو بأَسْهُمِه، التي لم تُلْغَب

وريشٌ لَغِيبٌ؛ قال الراجز في الذئب‏:‏

أَشْعَرْتُه مُذَلَّقاً مَذْرُوبا، رِيشَ بِرِيشٍ لم يكن لَغِيبَا

قال الأَصمعي‏:‏ مِن الريش اللُّؤَامُ واللُّغابُ؛ فاللُّؤَامُ ما كان بَطْنُ القُذَةِ يَلي ظَهْرَ الأُخْرَى، وهو أَجْوَدُ ما يكونُ، فإِذا الْتَقَى بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَهْدَى مَكْسُومٌ أَخُو الأَشْرَم إِلى النبي صلى الله عليه وسلم سلاحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ؛ سَهْمٌ لَغْبٌ إِذا لم يَلْتَئِم ريشُه ويَصْطَحِبْ لرداءَته، فإِذا التأَم، فهو لُؤَام‏.‏

واللَّغْباءُ‏:‏ موضع معروف؛ قال عمرو بن أَحمر‏:‏

حتى إِذا كَرَبَتْ، والليلُ يَطْلُبها *** أَيْدي الرِّكابِ مِن اللَّغْباءِ تَنْحَدِرُ

واللَّغْبُ‏:‏ الرَّدِيءُ من السِّهَام الذي لا يَذْهَبُ بَعيداً‏.‏

ولَغَّبَ فلانٌ دابَّته إِذا تَحَامَلَ عليه حتى أَعْيَا‏.‏ وتَلَغَّبَ الدابةَ‏:‏ وَجَدَها لاغِباً‏.‏ وأَلْغَبها إِذا أَتْعَبَها‏.‏

لقب‏:‏ اللَّقَبُ‏:‏ النَّبْزُ، اسمٌ غير مسمى به، والجمع أَلْقَابٌ‏.‏ وقد

لَقَّبَه بكذا فَتَلَقَّبَ به‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا تَنَابَزُوا بالأَلْقَابِ؛ يقول‏:‏ لا تَدْعوا الرجلَ إِلا بأَحَبّ أَسمائِه إِليه‏.‏ وقال الزجاج يقول‏:‏ لا يقول المسلمُ لمن كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً فأَسلم‏:‏ يا

يهوديّ يا نصرانيّ، وقد آمن‏.‏

يقال‏:‏ لَقَّبْتُ فُلاناً تَلْقِيباً، ولَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعل تَلْقيباً إِذا جَعَلْتُ له مِثَالاً من الفعل، كقولك لجَوْرَبٍ فَوْعَل‏.‏

لكب‏:‏ التهذيب‏:‏ أَبو عمرو أَنه قال‏:‏ المَلْكَبَةُ الناقة الكثيرةُ

الشَّحْمِ واللحم‏.‏ والمَلْكَبَةُ‏:‏ القِيادة، واللّه أَعلم‏.‏

لهب‏:‏ اللَّهَبُ واللَّهيبُ واللُّهابُ واللَّهَبَانُ‏:‏ اشتعال النار إِذا

خَلَصَ من الدُّخَانِ‏.‏ وقيل‏:‏ لَهِيبُ النار حَرُّها‏.‏ وقد أَلْهَبها فالْتَهَبَتْ، ولَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ‏:‏ أَوْقَدَها؛ قال‏:‏

تَسْمَعُ مِنْها، في السَّلِيقِ الأَشْهَبِ *** مَعْمعَةً مِثْلَ الضِّرَامِ المُلْهَبِ

واللَّهَبانُ، بالتحريك‏:‏ تَوَقُّدُ الجمْر بِغَيْرِ ضِرامٍ، وكذلك

لَهَبَانُ الحَرِّ في الرَّمْضاءِ؛ وأَنشد‏:‏

لَهَبَانٌ وقَدَتْ حِزَّانُه *** يَرْمَضُ الْجُنْدَبُ منه فَيَصِرّ

واللَّهَبُ‏:‏ لَهَبُ النار، وهو لِسَانُها‏.‏

والْتَهَبَتِ النارُ وتَلَهَّبَتْ أَي اتَّقَدَتْ‏.‏ ابن سيده‏:‏ اللَّهَبَانُ شِدَّةُ الحَرِّ في الرَّمْضَاءِ ونحوها‏.‏ ويومٌ لَهَبانٌ‏:‏ شديد الحرّ؛ قال‏:‏

ظَلَّتْ بيومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ، يَلْفَحُها المِرْزَمُ أَيَّ لَفْحِ، تَعُوذُ مِنْه بِنَواحي الطَّلْحِ

واللُّهْبَةُ‏:‏ إِشْراقُ اللَّوْنِ من الجسَد‏.‏ وأَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهاباً؛ وإِلهابُهُ‏:‏ تَدَارُكه، حتى لا يكون بين البَرْقَتَيْنِ فُرْجَة‏.‏ واللُّهابُ واللَّهَبانُ واللُّهْبَةُ، بالتسكين‏:‏ العَطَشُ؛ قال الراجز‏:‏

فصَبَّحَتْ بَيْنَ المَلا وثَبْرَهْ، جُبّاً تَرَى جِمامَهُ مُخْضَرَّهْ، وبَرَدَتْ منه لِهابُ الحَرَّهْ

وقد لَهِبَ، بالكسر، يَلْهَبُ لَهَباً، فهو لَهْبانُ‏.‏ وامرأَة لَهْبَى، والجمع لِهابٌ‏.‏

والْتَهَب عليه‏:‏ غَضِبَ وتَحَرَّقَ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم‏:‏

وإِنَّ أَباكَ قد لاقاهُ خِرْقٌ *** مِنَ الفِتْيانِ، يَلْتَهِبُ الْتِهابا

وهو يَتَلَهَّبُ جُوعاً ويَلْتَهِبُ، كقولك يَتَحَرَّقُ ويَتَضَرَّمُ‏.‏

واللَّهَبُ‏:‏ الغُبار الساطِعُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إِذا اضْطَرَمَ جَرْيُ الفرس، قيل‏:‏ أَهْذَبَ إِهْذاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً‏.‏ ويقال للفرس الشديد الجرْي، المُثِير للغُبار‏:‏ مُلْهِبٌ، وله أُلْهوبٌ‏.‏ وفي حديث صَعْصَعة، قال

لمعاوية‏:‏ إِني لأَتْرُكُ الكلامَ، فما أُرْهِفُ به ولا أُلْهِب فيه أَي لا

أُمْضِيه بسُرْعة؛ قال‏:‏ والأَصلُ فيه الْجَرْيُ الشَّديدُ الذي يُثير اللهبَ، وهو الغُبار السَّاطع، كالدُّخان المرتفع من النار‏.‏

والأُلْهُوبُ‏:‏ أَن يَجْتَهِدَ الفرسُ في عَدْوه حتى يُثِيرَ الغُبارَ، وقيل‏:‏ هو ابْتداءُ عَدْوِه، ويوصَفُ به فيقال‏:‏ شَدٌّ أُلْهُوبٌ‏.‏ وقد أَلْهَبَ الفرسُ‏:‏ اضْطَرَمَ جَرْيهُ، وقال اللحياني‏:‏ يكون ذلك للفرس

وغيره مما يَعْدُو؛ قال امرؤُ القيس‏:‏

فللسَّوْطِ أُلْهُوبٌ، وللسَّاقِ دِرَّةٌ *** وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ

واللُّهَابَةُ‏:‏ كِساءٌ يوضَع فيه حَجَر فيُرَجَّحُ به أَحَدُ جَوانِبِ الهَوْدَج أَو الحِمْلِ، عن السيرافي، عن ثعلب‏.‏

واللِّهْبُ، بالكسر‏:‏ الفُرْجَة والهوَاء بين الجَبلين، وفي المحكم‏:‏

مَهْواةُ ما بين كل جبلين، وقيل‏:‏ هو الصَّدْعُ في الجبل، عن اللحياني؛ وقيل‏:‏ هو الشِّعْبُ الصغير في الجبل؛ وقيل‏:‏ هو وَجْهٌ من الجَبل كالحائط لا يُستطاعُ ارْتِقاؤُه، وكذلك لِهْبُ أُفُقِ السماءِ، والجمع أَلْهابٌ ولُهُوبٌ ولِهَابٌ؛ قال أَوْسُ بن حَجَر‏:‏

فأَبْصَر أَلْهَاباً من الطَّوْدِ، دُونها *** يَرَى بَيْنَ رَأْسَيْ كُلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا

وقال أَبو ذؤَيب‏:‏

جَوارِسُها تَأْري الشُّعوفَ دَوائِباً *** وتَنْصَبُّ، أَلْهَاباً مَصِيفاً، كِرابُها

والجَوارِسُ‏:‏ الأَوَاكِلُ مِن النَّحْل، تقول‏:‏ جَرَسَتِ النَّحْلُ الشَّجرَ إِذا أَكَلَتْهُ‏.‏ وتَأْرِي‏:‏ تُعَسِّل‏.‏ والشُّعوفُ‏:‏ أَعالي الجِبال‏.‏

والكِرَابُ‏:‏ مجاري الماءِ، واحدتُها كَرَبَةٌ‏.‏ واللِّهْبُ‏:‏ السَّرَبُ في الأَرض‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المِلْهَبُ‏:‏ الرَّائعُ الجَمال‏.‏ والمِلْهَبُ‏:‏ الكثير الشَّعَر من الرجال‏.‏

وأَبو لَهَبٍ‏:‏ كنيةُ بعضِ أَعمام النبي صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏

كُنِيَ أَبو لَهَبٍ لجماله‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ تَبَّتْ يدَا أَبي لَهَبٍ؛ فكناه، عز وجل، بهذا، وهو ذَمٌّ له، وذلك ان اسمه كان عبدالعُزَّى، فلم يُسَمِّه، عز وجل، باسْمِه لأَن اسْمه مُحالٌ‏.‏

وبنو لِهْبٍ‏:‏ قومٌ من الأَزْدِ‏.‏ ولِهْبٌ‏:‏ قبيلة من اليمن فيها عيافة

وزَجرٌ‏.‏ وفي المحكم‏:‏ لِهْبٌ قبيلة، زَعَمُوا أَنها أَعْيَفُ العرب، ويقال لهم‏:‏ اللِّهْبِيُّون‏.‏

واللَّهَبَة‏:‏ قبيلة أَيضاً‏.‏

واللِّهابُ واللَّهباءُ‏:‏ موضعان‏.‏

واللَّهِيبُ‏:‏ موضع؛ قال الأَفْوه‏:‏

وجَرَّدَ جَمْعُها بِيضاً خِفافاً *** على جَنْبَيْ تُضارِعَ، فاللَّهِيب

ولَهْبانُ‏:‏ اسم قبيلة من العرب‏.‏

واللِّهابةُ‏:‏ وادٍ بناحيةِ الشَّواجِن، فيه رَكايا عَذْبةٌ، يَخْتَرِقُه طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ، وكأَنه جمعُ لِهْبٍ‏.‏

لهذب‏:‏ أَلْزَمَه لَهْذَباً واحداً؛ عن كُراع أَي لِزَازاً ولِزاماً‏.‏

لوب‏:‏ اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّؤُوبُ واللُّوَابُ‏:‏ العَطَش، وقيل‏:‏ هو استدارةُ الحَائِم حَوْلَ الماءِ، وهو عَطشان، لا يَصِل إِليه‏.‏ وقد لاب يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛ والجمع، لُؤُوب، مثل‏:‏ شاهدٍ وشُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ‏:‏

حتى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ *** ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ

والنَّجَرُ‏:‏ عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ من أَكْلِ الحِبَّة، وهي بُزُور

الصَّحْراء؛ قال الأَصمعي‏:‏ إِذا طافت الإِبل على الحوض، ولم تقدر على الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ‏.‏ يُقال‏:‏ تَرَكْتُها لَوَائِبَ على الحوض، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ‏:‏ عِطاشٌ، بعيدة من الماءِ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ وأَنشد‏:‏

بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلاً لِمُحَلإٍ *** عَطشَانَ، دَاغَشَ ثم عادَ يَلُوبُ

وأَلابَ الرجلُ، فهو مُلِيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يُقال ما وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام يَلُوكُها؛ قال‏:‏ واللَّيابُ أَقل من مِلْءِ الفم‏.‏

واللُّوبةُ‏:‏ القومُ يكونون مع القوم، فلا يُسْتَشارون في خير ولا شر‏.‏

واللاَّبةُ واللُّوبةُ‏:‏ الحَرَّة، والجمع لابٌ ولُوبٌ ولاباتٌ، وهي

الحِرَارُ‏.‏ فأَما سيبويه فجعل اللُّوبَ جمع لابةٍ كقَارة وقُور‏.‏ وقالوا‏:‏ أَسْوَدُ لُوبيٌّ ونُوبيٌّ، منسوب إِلى اللُّوبة والنُّوبةِ، وهما الحَرَّةُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ ما بين لابَتَي المدينة؛ وهما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ المدينة ما بين حَرَّتَيْن عظيمتين؛ قال الأَصمعي‏:‏ هي الأَرضُ التي قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، وجمعها لاباتٌ، ما بين الثلاثِ إِلى العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فهي اللاَّبُ واللُّوبُ؛ قال بشْر يذكر كتيبة‏:‏

مُعالِيةٌ لا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ *** وحَرَّةُ ليلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

يُريدُ جمع لُوبة؛ قال‏:‏ ومثله قارةٌ وقُورٌ، وساحةٌ وسُوحٌ‏.‏

ابن شميل‏:‏ اللُّوبة تكون عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ ما يكون، وربما كانتْ

دَعْوَةً‏.‏ قال‏:‏ واللُّوبةُ ما اشْتَدَّ سوادُه وغَلُظَ وانْقادَ على وجه

الأَرض، وليس بالطَّويل في السماءِ، وهو ظاهر على ما حَوْله؛ والحَرَّةُ أَعظمُ من اللُّوبة، ولا تكون اللُّوبةُ إِلا حجارةً سُوداً، وليس في الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حجارة الصَّمَّانِ حُمْرٌ، ولا تكون اللُّوبة إِلا في أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل‏.‏

وفي حديث عائشة، ووصَفَتْ أَباها، رضي اللّه عنهما‏:‏ بَعِيدُ ما بين اللاَّبَتَيْنِ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ

له اللاَّبةَ، كما يقال‏:‏ رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ‏.‏

واللاَّبةُ‏:‏ الإِبل المُجْتمعةُ السُّودُ‏.‏

واللُّوبُ‏:‏ النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عن كُراع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لم تَتَقَيَّأْه لُوبٌ، ولا مَجَّتْه نُوبٌ‏.‏ واللُّوباءُ، ممدود، قيل‏:‏ هو اللُّوبِياءُ؛ يقال‏:‏ هو اللُّوبِياءُ، واللُّوبِيا، واللُّوبِياجُ، وهو مُذَكَّرٌ، يُمَدُّ ويُقْصَر‏.‏

والمَلابُ‏:‏ ضَرْبٌ من الطِّيبِ، فارسي؛ زاد الجوهري‏:‏ كالخَلُوقِ‏.‏ غيره‏:‏ المَلابُ نوعٌ من العِطْرِ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والمَلابُ، والعَبِيرُ، والمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ‏.‏ قال‏:‏ والمَلَبَةُ الطاقَةُ من شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قال جرير يَهْجُو نساءَ بني نُمَيْر‏:‏

ولو وَطِئَتْ نِساءُ بني نُمَيْرٍ *** على تِبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا

تَطلَّى، وهي سَيِّئَةُ المُعَرَّى *** بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا

وشيءٌ مُلَوَّبٌ أَي مُلَطَّخٌ به‏.‏ ولَوَّبَ الشَّيءَ‏:‏ خَلَطَه بالملابِ؛ قال المتنخل الهُذَليُّ‏:‏

أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ *** بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِباطِ

والحديد المُلَوَّبُ‏:‏ المَلْويُّ، توصف به الدِّرْع‏.‏ الجوهري في هذه

الترجمة‏:‏ وأَما المِرْوَدُ ونحوُه، فهو المُلَوْلَبُ، على مفوعل‏.‏

لولب‏:‏ التهذيب في الثنائي في آخر ترجمة لبب‏:‏ ويقال للماءِ الكثير يَحْمِلُ منه المِفْتَحُ ما يَسَعُه، فيَضِيقُ صُنْبُورُه عنه من كثرته، فيستدير الماءُ عند فمه، ويصير كأَنه بُلْبُلُ آنِيةٍ‏:‏ لَولَبٌ؛ قال أَبو منصور‏:‏ ولا أَدري أَعربي، أَم مُعَرَّب، غير أَن أَهل العراقِ وَلِعُوا باستعمال اللَّوْلَبِ‏.‏ وقال الجوهري في ترجمة لوب‏:‏ وأَما المِروَدُ ونحوُه فهو المُلَولَبُ، على مُفَوْعَل، وقال في ترجمة فولف‏:‏ ومما جاءَ على بناءِ

فَوْلَفٍ‏:‏ لَوْلَبُ الماءِ‏.‏

ليب‏:‏ اللَّيابُ‏:‏ أَقَلُّ من مِلْءِ الفم من الطعام، يقال‏:‏ ما وَجَدْنا

لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقة من الطعام نَلُوكُها؛ عن ابن الأَعرابي، والله أَعلم‏.‏

مرب‏:‏ مَأْرِبُ‏:‏ بلادُ الأَزْدِ التي أَخْرَجَهُم منها سَيْلُ العَرِم، وقد تكررت في الحديث؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وهي مدينة باليمن، كانت بها بَلْقِيسُ‏.‏

مرنب‏:‏ قال الأَزهري في ترجمة مرن‏:‏ قرأْت في كتاب الليث، في هذا الباب‏:‏ المِرْنِبُ جُرَذٌ في عِظَم اليَرْبُوع، قصير الذَّنَب؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا خطأٌ، والصواب الفِرْنِبُ، بالفاءِ مكسورة، وهو الفأْر، ومَن قال مِرْنِبٌ، فقد صَحَّفَ‏.‏

ميب‏:‏ المَيْبَةُ‏:‏ شيءٌ من الأَدوية، فارسيٌّ‏.‏

نبب‏:‏ نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نَبّاً ونَبِيباً ونُباباً، ونَبْنَبَ‏:‏ صاحَ عند الهِيَاجِ‏.‏ وقال عمر لوفْدِ أَهلِ الكوفة، حين شَكَوْا سَعْداً‏:‏ لِيُكَلِّمْني بعضُكم، ولا تَنِبُّوا عندي نَبِيبَ التُّيوسِ أَي تَصيحوا‏.‏

ونَبْنَبَ الرجلُ إِذا هَذَى عند الجماع‏.‏ وفي حديث الحدود‏:‏ يَعْمِدُ

أَحدُهم، إِذا غَزَا الناسُ، فيَنِبُّ كَنَبِيبِ التَّيْسِ؛ النَّبِيبُ‏:‏ صَوْتُ التيس عند السِّفادِ‏.‏ وفي حديث عبداللّه بن عُمر‏:‏ أَنه أَتَى الطائفَ، فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ على الغَنم‏.‏ ونَبْنَبَ

إِذا طَوَّلَ عَمَلَه وحَسَّنَه‏.‏

ونَبَّ عَتُود فُلان إِذا تَكَبَّر؛ قال الفرزدق‏:‏

وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ نَبَّ عَتُودُه *** ضَرَبْناهُ تحت الأُنْثَيَين على الكَرْدِ

الليث‏:‏ الأُنْبُوبُ والأُنْبُوبة‏:‏ ما بين العُقْدتين في القصب والقَناةِ، وهي أُفْعُولة، والجمع أُنْبُوبٌ وأَنابيبُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ أُنْبُوبُ القَصَبة والرُّمْح‏:‏ كعبُهما‏.‏ ونَبَّبَتِ العِجْلَةُ، وهي بَقلَة مستطيلة مع الأَرض‏:‏ صارت لها أَنابيبُ أَي كُعُوبٌ؛ وأُنْبُوبُ النبات، كذلك‏.‏

وأَنابيبُ الرِّئَةِ‏:‏ مخارجُ النَّفَس منها، على التشبيه بذلك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

أَصْهَبُ هدَّارٌ لكُلِّ أَرْكُبِ *** بِغِيلَةٍ تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ

يجوز أَن يَعْنِيَ بِالأَنْبُبِ أَنابيبَ الرِّئةِ، كأَنه حذف زوائد

أُنبوب، فقال نَبٌّ؛ ثم كَسَّره على أَنُبٍّ، ثم أَظْهر التضعيف، وكل ذلك للضرورة‏.‏ ولو قال‏:‏ بين الأُنْبُبِ، فضم الهمزة، لكان جائزاً ولَوَجَّهْناه على أَنه أَراد الأُنْبُوبَ، فحذف، ولَساغ له أَن يقول‏:‏ بين الأُنْبُبِ، وإِن كان بيْن يقتضي أَكثر من واحد، لأَنه أَراد الجنس، فكأَنه قال‏:‏ بين الأَنابيب‏.‏

وأُنْبُوبُ القَرْن‏:‏ ما فوق العُقَدِ إِلى الطَّرف؛ وأَنشد‏:‏

بسَلِبٍ أُنْبُوبُه مِدْرَى

والأُنْبُوبُ‏:‏ السَّطر من الشجر‏.‏ وأُنْبُوبُ الجَبل‏:‏ طريقة فيه، هُذَلِيَّةٌ؛ قال مالك بن خالد الخُناعيّ‏:‏

في رأْسِ شاهِقةٍ، أُنْبُوبُها خَصِرٌ *** دونَ السَّماءِ لها في الجَوِّ قُرناسُ

الأُنْبُوبُ‏:‏ طريقةٌ نادرةٌ في الجَبَل‏.‏ وخَصِرٌ‏:‏ باردٌ‏.‏ وقُرْناسٌ‏:‏

أَنْفٌ مُحَدَّدٌ من الجَبَل‏.‏ ويقال لأَشْرافِ الأَرض إِذا كانتْ رَقاقاً

مُرْتفعةً‏:‏أَنابيبُ؛

وقال العجاج يصف ورُودَ العَيْر الماءَ‏:‏

بكُلِّ أُنْبُوبٍ له امْتِثالُ

وقال ذو الرمة‏:‏

إِذا احْتَفَّتِ الأَعْلامُ بالآلِ، والْتَقَتْ *** أَنابيبُ تَنْبُو بالعُيونِ العَوارِفِ

أَي تُنْكِرُهاعَينٌ كانَتْ تَعْرِفُها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال الْزَم الأُنْبُوبَ، وهو الطريقُ، والزَم المَنْحَر، وهو القَصْدُ‏.‏

نتب‏:‏ الجوهري‏:‏ نَتَبَ الشيءُ نُتُوباً، مثل نَهَدَ؛ وقال‏:‏

أَشْرَفَ ثَدْياها على التَّريبِ؛ *** لم يَعْدُوَا التَّفْلِيكِ في النُّتُوبِ

نجب‏:‏ في الحديث‏:‏ إِنَّ كلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سبعة نُجَباءَ رُفَقاءَ‏.‏

ابن الأَثير‏:‏ النَّجيبُ الفاضلُ من كلِّ حيوانٍ؛ وقد نَجُبَ يَنْجُبُ

نَجابةً إِذا كان فاضلاً نَفيساً في نوعه؛ ومنه الحديث‏:‏ إِن اللّه يُحِبُّ التاجِرَ النَّجِيبَ أَي الفاضل الكَريم السَّخِيَّ‏.‏ ومنه حديث ابن مسعود‏:‏ الأَنْعامُ من نَجائبِ القُزَانِ، أَو نواجِبِ القرآن أَي من أَفاضل سُوَره‏.‏ فالنَّجائِبُ جمع نَجيبةٍ، تأْنيثُ النَّجِيبِ‏.‏ وأَما

النَّواجِبُ، فقال شَمِر‏:‏ هي عِتاقُه، من قولهم‏:‏ نَجَبْتُهُ إِذا قَشَرْتَ نَجَبَه، وهو لِحاؤُه وقِشْرُه، وتَرَكْتَ لُبابَه وخالصَه‏.‏ ابن سيده‏:‏ النَّجِيبُ من الرجال الكريمُ الحَسِيبُ، وكذلك البعيرُ والفرسُ إِذا كانا كريمين عَتِيقين، والجمع أَنجاب ونُجَباءُ ونُجُبٌ‏.‏ ورجل نَجِيبٌ أَي كريم، بَيِّنُ النَّجابة‏.‏ والنُّجَبةُ، مثالُ الهُمَزة‏:‏ النَّجِيبُ‏.‏ يقال‏:‏ هو نُجَبَةُ القَوم إِذا كان النَّجِيبَ منهم‏.‏

وأَنْجَبَ الرجلُ أَي ولَدَ نَجِيباً؛ قال الشاعر‏:‏

أَنْجَبَ أَزْمانَ والداهُ به *** إِذ نَجَلاهُ، فنِعْمَ ما نَجَلا

والنَّجيبُ من الإِبل، والجمع النُّجُبُ والنَّجائبُ‏.‏ وقد تكرر في الحديث ذِكْرُ النَّجِيبِ من الإِبل، مفرداً ومجموعاً، وهو القويُّ منها، الخفيف السريع، وناقَةٌ نَجِيبٌ ونجيبةٌ‏.‏

وقد نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وأَنجَبَ، وأَنجَبَتِ المرأَةُ، فهي مُنْجِبةٌ، ومِنْجابٌ‏.‏ وَلَدَتِ النُّجَبَاءَ؛ ونسوةٌ مَناجِيبُ، وكذلك الرجلُ‏.‏

يقال‏:‏ أَنجَبَ الرجلُ والمرأَةُ إِذا ولدا ولداً نَجِيباً أَي كَرِيماً‏.‏ وامرأَة مِنْجابٌ‏:‏ ذات أَولادٍ نجَباء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَنجَبَ الرجلُ جاءَ بولد نَجِيبٍ‏.‏ وأَنجَبَ‏:‏ جاءَ بولد جَبانٍ، قال‏:‏ فمن جعله ذَمّاً، أَخَذَه من النَّجَب، وهو قِشْرُ الشجر‏.‏ والنَّجابةُ‏:‏ مَصْدَرُ النَّجِيبِ من الرِّجال، وهو الكريم ذو الحَسَب إِذا خَرَج خُروجَ أَبيه في الكَرَم؛ والفِعْلُ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وكذلك النَّجابةُ في نجائبِ الإِبل، وهي عِتاقُها التي يُسابَقُ عليها‏.‏ المُنْتَجَبُ‏:‏ المُختارُ من كل شيءٍ؛ وقد انْتَجَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اسْتَخْلَصَه، واصْطَفاه اخْتياراً على غيره‏.‏

والمِنْجابُ‏:‏ الضعيف، وجمعه مَناجيبُ؛ قال عُرْوة ابنُ مُرَّة

الهُذَليُّ‏:‏

بَعَثْتُه في سَوادِ اللَّيلِ يَرْقُبُني *** إِذ آثر النَّومَ والدِّفْءَ المَناجيبُ

ويروى المَناخِيبُ، وهي كالمَناجيب، وهو مذكور

في موضعه‏.‏ والمِنْجابُ من السهام‏:‏ ما بُرِيَ وأُصْلِحَ ولم يُرَشْ ولم يُنْصَلْ، قاله الأَصمعي‏.‏ الجوهري‏:‏ المِنْجابُ السَّهْمُ الذي ليس عليه ريش ولا نَصلٌ‏.‏ وإِناءٌ مَنْجُوبٌ‏:‏ واسعُ الجوف، وقيل‏:‏ واسع القَعْر، وهو مذكور بالفاءِ أَيضاً؛ قال ابن سيده‏:‏ وهو الصواب؛ وقال غيره‏:‏ يجوز أَن تكون الباء والفاء تعاقبتا، وسيأْتي ذكره في الفاءِ أَيضاً‏.‏ والنَّجَبُ، بالتحريك‏:‏ لِحَاءُ الشَّجَرِ؛ وقيل‏:‏ قِشْرُ عروقها؛ وقيل‏:‏ قِشْرُ ما صَلُبَ منها‏.‏ ولا يقال لِمَا لانَ منْ قُشُور الأَغصانِ نَجَبٌ، ولا يقال‏:‏ قِشْرُ العُروق، ولكن يقالُ‏:‏ نَجَبُ العُروق، والواحدة نَجَبةٌ‏.‏

والنَّجْبُ، بالتسكين‏:‏ مصدر نَجَبْتُ الشجرة أَنْجُبُها وأَنجِبُها إِذا أَخذت قِشرَة ساقِها‏.‏ ابن سيده‏:‏ ونَجَبه يَنْجُبُه، ويَنْجِبُه نَجْباً، ونجَّبه تَنْجِيباً، وانْتَجَبَه‏:‏ أَخذه‏.‏ وذَهَبَ فلانٌ يَنتَجِبُ أَي يجْمَعُ النَّجَبَ‏.‏ وفي حديث أُبَيّ‏:‏ المُؤْمنُ لا تُصيبُه ذَعْرة، ولا عَثْرة، ولا نَجْبةُ نملةٍ إِلاَّ بذَنْبٍ؛ أَي قَرْصَةُ نملةٍ، مِن نَجَبَ العُودَ إِذا

قَشَرَه؛ والنَّجَبَةُ، بالتحريك‏:‏ القِشرَةُ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ذكره أَبو

موسى ههنا، ويروى بالخاءِ المعجمة، وسيأْتي ذكره؛ وأَما قوله‏:‏

يا أَيها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ *** وأَنني غَيرَ عِضاهي أَنْتَجِبْ

فمعناه أَنني أَجْتَلِبُ الشِّعْرَ من غَيري، فكأَني إِنما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ به من عِضاهٍ غير عِضاهي‏.‏

الأَزهري‏:‏ النَّجَبُ قُشُورُ السِّدْر، يُصْبَغُ به، وهو أَحمر‏.‏ وسِقاءٌ

مَنْجوبٌ ونَجَبيٌّ‏:‏ مدبوغ بالنَّجَب، وهي قُشور سُوق الطَّلْح، وقيل‏:‏ هي لِحَاءُ الشَّجَر، وسِقاءٌ نَجَبيٌّ‏.‏

وقال أَبو حنيفة، قال أَبو مِسْحَل‏:‏ سِقاءٌ مِنْجَبٌ مدبوغ بالنَّجَب‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وهذا ليس بشيءٍ، لأَن مِنْجَباً مِفْعَلٌ، ومِفْعَلٌ لا

يُعَبَّرُ عنه بمفعول‏.‏ والمَنجوبُ‏:‏ الجلْدُ المدبوغ بقُشور سُوق الطَّلْح‏.‏

والمَنْجُوبُ‏:‏ القَدَحُ الواسِع‏.‏

ومِنْجابٌ ونَجَبةُ‏:‏ اسمان‏.‏ والنَّجَبَةُ‏:‏ موضعٌ بعينه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

فنحنُ فُرْسانٌ غَداةَ النَّجَبَهْ، يومَ يَشُدُّ الغَنَوِيُّ أُرَبَهْ، عَقْداً بعَشْرِ مائةٍ لَنْ تُتْعِبه قال‏:‏ أَسَرُوهمْ، ففَدَوْهُم بأَلْفِ ناقةٍ‏.‏

والنَّجْبُ‏:‏ اسم موضع؛ قال القَتَّالُ الكِلابيُّ‏:‏

عَفا النَّجْبُ بَعْدي فالعُرَيْشانِ فالبُتْرُ *** فبُرْقُ نِعاجٍ من أُمَيْمَة فالحِجْرُ

ويومُ ذي نَجَبٍ‏:‏ يومٌ من أَيام العرب مشهور‏.‏