فصل: (تابع: حرف الميم)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الميم‏]‏

وشم‏:‏ ابن شميل‏:‏ الوُسومُ والوُشومُ العلاماتُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الوَشْمُ ما تجعله المرأَة على ذراعِها بالإبْرَةِ ثم تَحْشُوه بالنَّؤُور، وهو دُخان الشحم، والجمع وُشومٌ ووِشامٌ؛ قال لبيد‏:‏

كِفَفٌ تَعَرَّضُ فوْقَهُنَّ وِشامُها

ويروى‏:‏ تُعَرَّض، وقد وَشَمَتْ ذِراعَها وَشْماً ووَشَّمَتْه، وكذلك الثَّغْرُ؛ أنشد ثعلب‏:‏

ذَكَرْتُ من فاطمةَ التبَسُّما

غَداةَ تَجْلو واضحاً مُوشَّما

عَذْباً لها تُجْري عليه البُرْشُما

ويروى‏:‏ عَذْب اللَّها‏.‏ والبُرْشُمُ‏:‏ البُرْقع‏.‏ ووَشَم اليدَ وَشْماً‏:‏

غَرَزها بإبْرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُور، وهو النِّيلجُ‏.‏ والأَشْمُ

أَيضاً‏:‏ الوَشْمُ‏.‏ واسْتَوْشَمَه‏:‏ سأَله أَن يَشِمَه‏.‏ واسْتَوْشَمَت المرأَةُ‏:‏

أَرادت الوَشْمَ أو طَلَبَتْه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لُعِنت الواشِمةُ

والمُسْتَوْشِمةُ، وبعضهم يرويه‏:‏ المُوتَشِمةُ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الوَشْمُ في اليد

وذلك أَن المرأَة كانت تَغْرِزُ ظهرَ كفِّها ومِعْصَمَها بإبْرةٍ أو

بمِسلَّة حتى تُؤثر فيه، ثم تَحشوه بالكُحل أو النِّيل أَو بالنَّؤُور، والنَّؤُورُ دخانُ الشحم، فيَزْرَقُّ أَثره أو يَخْضَرُّ‏.‏ وفي حديث أَبي بكر لما

استَخْلف عمر، رضي الله عنهما‏:‏ أَشرَف من كَنيفٍ، وأَسماءُ بنتُ عُمَيس

مَوْشومة اليدِ مُمْسِكَتُه أي منقوشة اليد بالحِنَّاء‏.‏ ابن شميل‏:‏ يقال فلانٌ أَعظمُ في نفسِه من المُتَّشِمة، وهذا مَثَل، والمُتَّشِمةُ‏:‏ امرأَةٌ

وَشَمَت اسْتَها ليكون أَحسَن لها‏.‏ وقال الباهلي‏:‏ في أمثالهم لَهو أَخْيَل في نفسه من الواشِمة‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والمُتَّشِمةُ في الأَصل

مُوتَشِمة، وهو مثلُ المُتَّصل، أَصله مُوتَصِل‏.‏ ووشُوم الظبْية والمَهاة‏:‏

خطوطٌ في الذِّراعين؛ وقال النابغة‏:‏

أو ذو وُشومٍ بِحَوْضَى

وفي الحديث‏:‏ أَن داود، عليه السلام، وَشَمَ خطيئتَه في كفِّه فما رَفع

إلى فيه طعاماً ولا شراباً حتى بَشَرَه بدُموعه؛ معناه نقَشها في كَفِّه

نَقْشَ الوَشْمِ‏.‏ والوَشْم‏:‏ الشيءُ تراه من النبات في أَول ما ينبت‏.‏

وأَوشَمت الأَرضُ إذا رأَيت فيها شيئاً من النبات‏.‏ وأَوشَمت السماءُ‏:‏

بدا منها بَرْقٌ؛ قال‏:‏

حتى إذا ما أوشَمَ الرَّواعِدُ

ومنه قيل‏:‏ أَوْشَمَ النبتُ إذا أَبصَرْتَ أَوَّله‏.‏ وأَوْشَم البرْق‏:‏

لمَعَ لَمْعاً خفيفاً؛ قال أَبو زيد‏:‏ هو أَوَّلُ البرق حين يَبرُقُ؛ قال الشاعر‏:‏

يا مَن يَرى لِبارِقٍ قد أَوْشَما

وقال الليث‏:‏ أَوْشَمَت الأَرضُ إذا ظهر شيء من نباتها؛ وأَوْشَمَ فلان

في ذلك الأمر إيشاماً إذا نظر فيه؛ قال أَبو محمد الفَقْعسيّ‏:‏

إنَّ لها رِيّاً إذا ما أَوْشَما

وأَوْشَمَ يَفْعل ذلك أي أَخذ؛ قال الراجز‏:‏

أوْشَمَ يَذْري وابِلاً رَوِيّا

وأَوْشمَت المرأَةُ‏:‏ بدأَ ثدْيُها يَنتَأُ كما يُوشِم البرقُ‏.‏ وأَوْشَمَ

فيه الشيبُ‏:‏ كثُر وانتشر؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وأَوْشَم الكرْمُ‏:‏ ابتدأَ

يُلوِّن؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وقال مرة‏:‏ أوْشَم تَمَّ نُضْجُه‏.‏ وأَوشَمَت

الأَعنابُ إذا لانَتْ وطابت؛ وقوله‏:‏

أقولُ وفي الأَكْفانِ أَبْيَضُ ماجِدٌ

كغُصْنِ الأَراكِ وجهُه، حيث وَشَّما

يروى‏:‏ وَشَّمَ ووَسَّمَ، فوَشَّم بدا ورقه، ووَسَّم حسُن‏.‏ وما

أَصابَتْنا العامَ وشْمةٌ أي قطرة مطر‏.‏ ويقال‏:‏ بيننا وَشِيمةٌ أي كلام شرّ أو

عداوة‏.‏ وما عصاه وَشْمةً أي طَرْفة عَينٍ‏.‏ وما عصَيْتُه وَشمةً أي كلمة‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ والله ما كتَمْتُ وَشْمة أي كلمة حكاها‏.‏

والوَشْمُ‏:‏ موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمى لِثاتُهُمْ

على شُعَبِ الأَكوار، مِيلَ العَمائم

أي انصَرفوا خَزايا مائلةً أَعناقُهم فعمائمهم قد مالت، قال‏:‏ تَدْمى

لِثاتُهم من الحَرَض، كما يقولون‏:‏ جاءنا تَضِبُّ لِثاتُه‏.‏ والوَشْمُ‏:‏ بلد ذو

نخل، به قبائل من رَبيعة ومُضَر دون اليمامة قريب منها، يقال له وَشْمُ

اليمامة‏.‏ والوُشوم‏:‏ موضع؛ والوَشْمُ في قول جرير‏:‏

عَفَتْ قَرْقَرى والوَشْمُ، حتى تنَكَّرَتْ

اوارِيُّها، والخَيْلُ مِيلُ الدَّعائمِ

زعم أَبو عثمان عن الحرمازيّ أَنه ثمانون قرية، وذكر ابن الأَثير في ترجمة لثه في حديث ابن عمر قال‏:‏ لعنَ الواشِمة؛ قال نافع‏:‏ الوَشْمُ في اللِّثة، اللِّثة بالكسر والتخفيف، عُمور الأَسنان وهو مَغارِزُها، والمعروف

الآن في الوَشْم أَنه على الجِلد والشِّفاه، والله أَعلم‏.‏

وصم‏:‏ الوَصْمُ‏:‏ الصَّدْعُ في العُود من غير بَيْنونةٍ‏.‏ يقال‏:‏ بهذه

القَناة وَصْمٌ‏.‏ وقد وَصَمْتُ الشيءَ إذا شَدَدته بسرعة‏.‏ وَصَمه وَصْماً‏:‏

صَدَعه‏.‏ والوَصْمُ‏:‏ العيب في الحَسَب، وجمعه وُصومٌ؛ قال‏:‏

أرى المالَ يَغْشى ذا الوُصومِ فلا تُرى، ويُدْعى من الأَشْراف أن كان غانيا

ورجل مَوْصومُ الحسَبِ إذا كان مَعيباً‏.‏ ووَصَمَ الشيء‏:‏ عابه‏.‏

والوَصْمةُ‏:‏ العيب في الكلام؛ ومنه قول خالد بن صفوان لرجل‏:‏ رَحِم اللهُ أَباك فما

رأَيت رجلاً أَسْكَنَ فَوْراً، ولا أَبعَد غَوْراً، ولا آخَذَ بذَنَبِ

حُجّةٍ، ولا أَعلمَ بوَصمْةٍ ولا أُبْنةٍ في كلام منه؛ الأُبْنة‏:‏ العيب في الكلام كالوَصْمة، وهو مذكور في موضعه‏.‏ والوَصَمُ‏:‏ المرَضُ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏

الوَصْمُ العيب يكون في الإنسان وفي كل شيء والوَصْمُ‏:‏ العيب والعار، يقال‏:‏ ما في فلانٍ وَصمْة أي عيبٌ؛ قال الشاعر‏:‏

فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ، فإنما

دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ

الفراء‏:‏ الوَصْم العيب‏.‏ وقَناةٌ فيها وَصْمٌ أي صَدع في أُنبوبها‏.‏

والوَصْمةُ‏:‏ الفَتْرة في الجسد‏.‏ ووَصَّمَتْه الحُمَّى فتوَصَّم‏:‏ آلَمَتْه

فتأَلَّم؛ أَنشد ثعلب لأَبي محمد الفقعسي‏:‏

لم يَلْقَ بُؤْساً لحمُه ولا دَمُهْ، ولم تَبِتْ حُمَّى به تُوَصِّمُهْ

ولم يُجَشَّئْ عن طعامٍ يُبْشِمُهْ، تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ

ووصَّمَه‏:‏ فتَّره وكسَّله؛ قال لبيد‏:‏

وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ، واعْصِ ما يأْمرُ تَوْصيمُ الكَسِلْ

الجوهري‏:‏ التَّوْصِيمُ في الجسد كالتَّكْسير والفَتْرة والكسَل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وإن نامَ حتى يُصْبِحَ أصبَح ثقيلاً مُوَصَّماً؛ الوَصْمُ‏:‏ الفَترة

والكسَل والتواني‏.‏ وفي حديث فارِعة أُخت أُميَّة‏:‏ قالت له هل تجدُ شيئاً‏؟‏

قال‏:‏ لا إلا تَوْصيماً في جسدي، ويروى‏:‏ إلا توْصيباً، بالباء، وقد تقدم

ذكره‏.‏ وفي كتاب وائل بن حُجْر‏:‏ لا تَوْصِيم في الدِّين أي لا تَفْتُروا

في إقامةِ الحُدود ولا تُحابوا فيها‏.‏

وضم‏:‏ الوَضَم‏:‏ كلُّ شيء يوضع عليه اللحمُ من خشبٍ أو بارِبةٍ يُوقى به من الأَرض؛ قال أَبو زُغْبة الخزرجي، وقيل‏:‏ هو للحُطَم القيسيّ، وقيل‏:‏ هو لرُشَيد بن رُمَيض العَنزيّ‏:‏

لستُ بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ، ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ

ومثله قول الآخر‏:‏

وفِتْيان صِدْقٍ حسان الوُجو

هِ، لا يجدونَ لشيءٍ أَلم من آل المُغيرةِ لا يَشْهدو

ن، عند المَجازِرِ، لَحْمَ الوَضَمْ

والجمع أَوضامٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ إِنَّ العَيْنَ تُدْني الرجالَ من أَكفانها

والإبل من أَوضامِها‏.‏ وأَوْضَم اللحمَ وأَوْضَم له‏:‏ وضَعَه على الوَضَم‏.‏

ووَضَمه يَِمُه وَضْماً‏:‏ عَمِلَ له وَضَماً، وفي الصحاح‏:‏ وضَعَه على

الوَضَم‏.‏ وترَكَهم لَحْماً على وَضَم‏:‏ أَوْقَع بهم فذَلَّلَهم وأَوْجَعهم‏.‏

والوَضَمُ‏:‏ ما وُضع عليه الطعام فأُكِل؛ قال رؤبة‏:‏

دَقّاً كدَقِّ الوَضَم المَرْفُوشِ

وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏ إنما النساء لَحْمٌ

على وَضَمٍ إلاَّ ما ذُبَّ عنه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ قال الأَصمعي الوَضَمُ

الخشبة أو البارية التي يوضعُ عليها اللحمُ، يقول‏:‏ فهنَّ في الضَّعْفِ مثل

ذلك اللحمِ لا يمتنعُ من أَحد إلاَّ أَن يُذَبَّ عنه ويُدْفَعَ؛ قال أبو منصور‏:‏ إنما خص اللحمَ الذي على الوَضَم وشبَّه النساءَ به لأَن من عادة

العرب في باديتها إذا نُحر بعيرٌ لجماعة الحيّ يقتسمونه أن يَقْلَعُوا

شجراً كثيراً، ويوضمَ بعضُه على بعض، ويُعَضَّى اللحمُ ويوضعَ عليه، ثم يُلْقى لحمُه عن عُراقِه ويُقَطَّع على الوَضَمِ هَبْراً للقَسْمِ، وتُؤجَّج

نارٌ، فإذا سقطَ جَمْرُها اشْتَوى من شاءَ من الحيّ شِواءَةً بعد أُخرى

على جَمْرِ النار، لا يُمْنع أَحدٌ من ذلك، فإذا وَقعَت فيه المَقاسِمُ

وحازَ كلُّ شَريكٍ في الجَزورِ مقْسِمَه حَوَّله عن الوَضَمِ إلى بيتِه ولم يَعْرض له أَحد، فشبَّه النساءَ وقلَّةَ امتِناعِهِنَّ على

طُلاَّبِهِنَّ باللحم ما دام على الوَضَمِ‏.‏ قال الكسائي‏:‏ إذا عَمِلْت له وَضَماً قلت

وَضَمْتُه أَضِمُه، فإذا وضَعْتَ اللحمَ عليه قلت أَوْضَمْتُه‏.‏

والوَضيمةُ‏:‏ طعامُ المَأْتَم، والوَضيمةُ، مثل الوَثيمةِ‏:‏ الكلأُ المجتمع‏.‏

والوَضيمةُ‏:‏ القومُ ينزلون على القوم وهم قليل فيُحْسِنون إليهم ويُكْرِمونهم‏.‏

الجوهري‏:‏ قال ابن الأَعرابي الوَضْمةُ والوَضيمةُ صِرْمٌ من الناس يكون

فيه مائتا إنْسانٍ أو ثلثمائةٍ‏.‏ والوَضيمةُ‏:‏ القومُ يقلّ عددُهم فينزلون

على قوم؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول ابن أَبَّاق الدُّبَيْريّ‏:‏

أَتَتْني من بني كعْبِ بنِ عَمْرٍو

وَضِيمتُهم لكَيْما يسأَلوني

ووضَم بنو فلانٍ على بني فلانٍ إذا حَلُّوا عليهم‏.‏ ووَضَمَ القومُ

وُضوماً‏:‏ تجمَّعوا وتقارَبوا‏.‏ والقومُ وَضْمةٌ واحدة، بالتسكين، أي جماعة

متقاربة‏.‏ وهم في وَضْمةٍ من الناس أي جماعة‏.‏ وإنّ في جَفِيرِه لَوَضْمةً من نَبْل أي جماعة‏.‏

واسْتَوْضَمْتُ الرجلَ إذا ظَلمتَه واسْتَضَمْتَه‏.‏

وتَوضَّم الرجلُ المرأَةَ إذا وقع عليها‏.‏

وقال أَبو الخطاب الأَخفش‏:‏ الوَضِيمُ ما بين الوُسْطى والبِنْصر‏.‏

والأَوْضَمُ‏:‏ موضع‏.‏

وطم‏:‏ وَطَمَ السِّتْرَ‏:‏ أَرْخاه‏.‏ ووَطِمَ الرجلُ وَطْماً ووُطِمَ‏:‏

احْتَبَسَ نَجْوُه، وقد ذكر في الهمز في ترجمة أَطم‏.‏

وظم‏:‏ التهذيب‏:‏ ابن الأَعرابي الوَظْمةُ التُّهَمة‏.‏

وعم‏:‏ ذكر الأَزهري عن يونس بن حبيب أَنه قال‏:‏ يقال وعَمْتُ الداراَ

أَعِمُ وَعْماً أي قلت لها انْعِمي؛ وأَنشد‏:‏

عِما طَلَلَيْ جُمْلٍ على النَّأْيِ واسْلَما

وقال الجوهري‏:‏ وَعَمَ الدارَ قال لها عِمِي صَباحاً؛ قال يونس‏:‏ وسئل

أَبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة‏:‏

وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَة واسْلَمي

فقال‏:‏ هو كما يَعْمِي المطرُ ويَعْمي البحرُ بزَبَدِه، وأَراد كثرةَ

الدعاء لها بالاسْتِسْقاء؛ قال الأَزهري‏:‏ إن كان من عَمى يَعْمي إذا سال

فحقّه أن يُرْوى واعْمِي صَباحاً فيكون أَمْراً من عَمى يَعْمي إذا سال أو

رَمى، قال‏:‏ والذي سمعناه وحَفِظْناه في تفسير عِمْ صَباحاً أَن معناه

انْعِمْ صَباحاً، كذلك روي عن ابن الأَعرابي، قال‏:‏ ويقال انْعِمْ صَباحاً

وعِمْ صباحاً بمعنى واحد؛ قال الأَزهري‏:‏ كأَنه لما كثر هذا الحرف في كلامهم

حذفوا بعضَ حُروفه لمَعرفةِ المُخاطَب به، وهذا كقولهم‏:‏ لاهُمَّ، وتمامُ

الكلام اللَّهم، وكقولك‏:‏ لهِنَّك، والأَصل لله إنك‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعَمَ

بالخَبَر وَعْماً أَخْبَرَ به ولم يَحُقَّه، والغين المعجمة أَعلى‏.‏

والوَعْم‏:‏ خُطَّةٌ في الجبل تُخالف سائر لَونه، والجمع وِعامٌ‏.‏

وغم‏:‏ الوَغْمُ‏:‏ القَهْرُ‏.‏ والوَغْمُ‏:‏ الذَّحْلُ والتِّرَة‏.‏ والأوْغامُ‏:‏

التِّراتُ؛ وأَنشد ابن بري لخَديج بن حَبيب‏:‏

ويا ملِكٌ يُِسابِقُنا بوَغْمٍ، إذا مَلِكٌ طلَبْناه بوَتْرِ

وقال رؤبة‏:‏

يَمْطُو بنا من يَطْلُبُ الوُغوما

وفي حديث عليّ‏:‏ وإنّ بني تميم لم يُسْبَقُوا بوَغْمٍ في جاهليةٍ ولا

إسْلامٍ؛ الوَغْمُ‏:‏ التَّرَةُ‏.‏ والوَغْمُ‏:‏ الحِذْدُ الثابتُ في الصدورِ، وجَمعه أَوْغامٌ؛ قال‏:‏

لا تَكُ نَوّاماً على الأَوْغامِ

والوَغْمُ‏:‏ الشِّحْناء والسَّخيمةُ‏.‏ ووَغِمَ عليه، بالكسر، أي حَقَدَ، وقد وَغِمَ صدرُه يَوْغَمُ وَغْماً ووَغَماً، ووَغَمَ وأَوْغَمه هو‏.‏ ورجلٌ

وَغْمٌ‏:‏ حَقُودٌ‏.‏ وتوغَّم إذا اغتاظ‏.‏ والوَغْمُ‏:‏ القِتالُ وتوغَّم

القومُ وتَواغموا‏:‏ تَقاتَلوا، وقيل‏:‏ تَناظروا شَزْراً في القتال‏.‏ وتَوَغَّمَت

الأَبطالُ في الحرْب إذا تَناظَرت شَزْراً‏.‏ ووَغَم به وَغْماً‏:‏ أَخْبَره

بخَبرٍ لم يُحَقِّقْه‏.‏ ووَغَمْتُ بالخبَر أَغِمُ وَغْماً إذا أَخْبَرْت

به من غير أن تَسْتَيْقِنَه أَيضاً، مثل لَغَمْتُه، بالغين معجمة‏.‏ التهذيب

عن أَبي زيد‏:‏ الوَغْمُ أن تُخْبِرَ عن الإنسان بالخَبر من وَراء وَراء

لا تَحُقُّه‏.‏ الكسائي‏:‏ إذا جَهِلَ الخبرَ قال غَبَيْتُ عنه، فإن أَخْبَره

بشيء لا يستيقنه قال وَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً‏.‏ ووَغم إلى الشيء‏:‏ ذهَب

وَهْمُه إليه كوَهَم‏.‏ وذهب إليه وَغْمي أي وَهْمي؛ كلُّ ذلك عن ابن الأَعرابي‏.‏ ابن نجدة عن أَبي زيد‏:‏ الوَغْمُ النَّفَسُ؛ قال أَبو تراب‏:‏ سمعت أَبا

الجَهْم الجعفريّ يقول‏:‏ سمعت منه نَغْمةً ووَغْمةً عَرَفْتُها، قال‏:‏

والوَغْمُ النَّغْمةُ؛ وأَنشد‏:‏

سمِعْتُ وَغْماً منْكَ يا با الهَيْثَمِ، فقلتُ‏:‏ لَبَّيْهِ، ولم أَهْتَمِ

قال‏:‏ لم أَهْتَمْ ولم أَعْتَمْ أي لم أُبطئ‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ كلُوا

الوَغْمَ واطرَحوا الفَغْمَ؛ قال ابن الأثير‏:‏ الوَغْم ما تَساقَط من الطعام، وقيل‏:‏ ما أَخرجَه الخِلال، والفَغْمُ ما أَخْرَجْتَه بطرفِ لسانِك من أَسنانك، وهو مذكور في موضعه‏.‏

وقم‏:‏ الوَقْمُ‏:‏ جَذْبُكَ العِنانِ‏.‏ وَقَمَ الدابَّةَ وَقْماً‏:‏ جَذبَ

عِنانَها لتَكُفَّ‏.‏ ووَقَمَ الرجلَ وَقْماً ووَقَّمَه‏:‏ أَذلَّه وقهَره، وقيل‏:‏ رَدَّه أَقبح الردّ؛ وأَنشد الجوهري‏:‏

به أَقِمُ الشُّجاعَ، له حُصاصٌ

من القَطِمِينَ، إذْ فَرَّ اللُّيوثُ

والقَطِمُ‏:‏ الهائجُ‏.‏ وَقَمْتُ الرجل عن حاجته‏:‏ رَدَدْتُه أَقْبَحَ

الردِّ‏.‏ ووَقَمَه الأمرُ وَقْماً‏:‏ حَزَنَه أَشدَّ الحُزْنِ‏.‏ والمَوقوم

والمَوكوم‏:‏ الشديد الحُزْنِ، وقد وَقَمَه الأَمرُ ووَكَمَهُ‏.‏ الأصمعي‏:‏

المَوْقُومُ إذا رَدَدْتَه عن حاجتِه أشدَّ الردّ؛ وأَنشد‏:‏

أَجاز مِنّا جائزٌ لم يُوقَم

ويقال‏:‏ قِمْه عن هواه أي ردَّه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ إنك لَتَوَقَّمُني بالكلام

أي تَرْكَبُني وتَتَوثَّبُ عليّ، قال‏:‏ وسمعت أَعرابيّاً يقول

التَّوَقُّمُ التَّهدُّدُ والزجرُ‏.‏ الجوهري‏:‏ الوَقْمُ كسْرُ الرجلُ وتذليله‏.‏ يقال‏:‏

وَقَمَ الله العَدوَّ إذا أَذَلَّه، ووُقِمَت الأَرض أي وُطِئت وأُكِلَ

نَباتُها، قال‏:‏ وربما قالوا وُكِمَت، بالكف، وكذلك المَوْكومُ‏.‏

والوِقامُ‏:‏ السيفُ، وقيل‏:‏ السوطُ، وقيل‏:‏ العصا، وقيل‏:‏ الحَبْلُ؛ قال أَبو زيد‏:‏ رواه ابن دريد في كتابه؛ التهذيب‏:‏ وأما قول الأَعشى‏:‏

بَناها من الشَّتْوِيِّ رامٍ يُعِدُّها، لِقَتْلِ الهَوادِي، داجنٌ بالتَّوَقُّمِ

قال‏:‏ معناه أنه معتادٌ للتَّوَلُّج في قُتْرَتِه‏.‏ وتَوَقَّمْت الصيدَ‏:‏

قَتَلْتُه‏.‏ وفلانٌ يَتَوَقَّمُ كلامي أي يَتَحَفَّظُه ويَعِيه‏.‏

وواقِمٌ‏:‏ أُطُمٌ من آطامِ المدينة‏.‏ وحَرَّةُ واقِمٍ‏:‏ معروفةٌ مضافة

إليه، وقد ورد ذكرُها في الحديث؛ قال الشاعر‏:‏

لَوَ انَّ الرَّدى يَزْوَرُّ عن ذي مَهابةٍ، لَهابَ خُضَيْراً يومَ أَغْلَقَ واقِما

وهو رجل من خَرْوج يقال له خُضَير الكتائب؛ قال ابن بري‏:‏ وذكر بعضهم

أَنه حُضَير، بالحاء المهملة لا غير، ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيّ

الدين الشاطبيّ النحويّ، رحمه الله، قال‏:‏ ليس حُضَير من الخزرج، وإنما هو أَوْسِيّ أَشْهَليّ، وحاؤه في أَوله مهملة، قال‏:‏ لا أَعلم فيها خلافاً، والله أَعلم‏.‏

وكم‏:‏ وَكَمَ الرجلَ وكْماً‏:‏ رعدَّه عن حاجته أَشدَّ الردِّ‏.‏ ووَكِمَ من الشيء‏:‏ جَزِعَ واغْتَمَّ له منه‏.‏ الكسائي‏:‏ المَوْقومُ والمَوْكومُ

الشيديدُ الحُزْنِ‏.‏ ووَقَمه الأَمرُ وَوَكَمَه أي حَزَنه‏.‏ ووُكِمَت الأَرضُ‏:‏

وُطِئت وأُكِلَت ورُعِيَت فلم يَبْقَ فيها ما يَحْبِس الناس‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الوَكْمَةُ الغَيْظةُ المُشْبَعةُ

والوَمْكةُ الفُسْحةُ‏.‏

ولم‏:‏ الوَلْمُ والوَلَمُ‏:‏ حِزامُ السَّرْج والرَّحْل‏.‏ والوَلْمُ‏:‏

الخحَبْلُ الذي يُشَدُّ من التصْدير إلى السِّناف لئلا يَقْلَقا‏.‏ والوَلْمُ‏:‏

القَيْدُ‏.‏

والوليمةُ‏:‏ طعامُ العُرس والإمْلاكِ، وقيل‏:‏ هي كلُّ طعامٍ صُنِع لعْرْسٍ

وغيره، وقد أَوْلَم‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ سمعت أَبا زيد يقول‏:‏ يسمَّى الطعامُ

الذي يُصْنَع عند العُرس الوَليمَةَ، والذي عند الإمْلاكِ النَّقيعةَ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف وقد جمع إليه أَهلَه‏:‏

أَوْلِمْ ولو بشاةٍ أَي اصْنَع وَليمةً، وأصل هذا كلِّه من الاجتماع، وتكرَّر ذكرها في الحديث‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما أَوْلَم على أَحد من نسائه ما أَوْلَم على زينبَ، رضي الله عنها‏.‏ أَبو العباس‏:‏ الوَلْمةُ تمامُ الشيء

واجتِماعُه‏.‏ وأَوْلَمَ الرجلُ إذا اجتمعَ خَلْقُه وعقلُه‏.‏

أَبو زيد‏:‏ رجلٌ وَيْلُمِّه داهيةٌ أَيُّ داهيةٍ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ؛ إنه لَوَيْلمِّه من الرجال مثلُه، والأصل فيه وَيْلٌ لأُمِّه، ثم أُضيف

وَيْلٌ إلى الأُم‏.‏

ونم‏:‏ الوَنِيمُ‏:‏ خُرْءُ الذباب، ونَمَ الذُّبابُ وَنْماً ووَنِيماً

وذَقَطَ‏.‏ الجوهري‏:‏ ونِيمُ الذباب سَلْحه؛ وأَنشد الأَصمعي للفرزدق‏:‏

لقد وَنَمَ الذُّبابُ عليه، حتى

كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدادِ

وهم‏:‏ الوَهْمُ‏:‏ من خَطَراتِ القلب، والجمع أَوْهامٌ، وللقلب وَهْمٌ‏.‏

وتَوَهَّمَ الشيءَ‏:‏ تخيَّله وتمثَّلَه، كان في الوجود أَو لم يكن‏.‏ وقال‏:‏

تَوهَّمْتُ الشيءَ وتفَرَّسْتُه وتَوسَّمْتُه وتَبَيَّنْتُه بمعنى واحد؛ قال زهير في معنى التوَهُّم‏:‏

فَلأْياً عَرَفْتُ الدار بعدَ تَوهُّمِ‏.‏

والله عز وجل لا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ‏.‏ ويقال‏:‏ تَوَهَّمْت في كذا وكذا‏.‏ وأَوْهَمْت الشيء إذا أَغفَلْته‏.‏ ويقال‏:‏ وَهِمْتُ في كذا وكذا

أي غلِطْتُ‏.‏ ثعلب‏:‏ وأَوْهَمْتُ الشيءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ‏.‏ وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه صلَّى فأَوْهَم في صلاتِه، فقيل‏:‏ كأَنك

أَوْهَمْت في صلاتِك، فقال‏:‏ كيف لا أُوهِمُ ورُفغُ أَحدِكم بين ظُفُره

وأَنْمُلَتِه‏؟‏ أي أَسقَط من صلاته شيئاً‏.‏ الأَصمعي‏:‏ أَوْهَمَ إذا أَسقَط، وَوَهِمَ إذا غَلِط‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أنه سجَد للوَهَمِ وهو جالس أي للغلط‏.‏

وأَورد ابنُ الأَثير بعضَ هذا الحديث أَيضاً فقال‏:‏ قيل له كأَنك وَهِمْتَ، قال‏:‏ وكيف لا أَيهَمُ‏؟‏ قال‏:‏ هذا على لغة بعضهم، الأَصلُ أَوْهَمُ بالفتح

والواوِ، فكُسِرت الهمزةُ لأَنَّ قوماً من العرب يكسِرون مُسْتقبَل فَعِل

فيقولون إعْلَمُ وتِعْلَم، فلما كسر همزة أوْهَمُ انقلبت الواوُ ياءً‏.‏

ووَهَمَ إليه يَهِمُ وَهْماً‏:‏ ذَهب وهْمُه إليه‏.‏ ووَهَمَ في الصلاة وَهْماً

ووهِِمَ، كلاهما‏:‏ سَهَا‏.‏ ووَهِمْتُ في الصلاة‏:‏ سَهَوْتُ فأَنا أَوْهَمُ‏.‏

الفراء‏:‏ أَوْهَمْتُ شيئاً ووَهَمْتُه، فإذا ذهب وَهْمُك إلى الشيء قلت

وَهَمْت إلى كذا وكذا أَهِمُ وَهْماً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه وَهَم في تزويج

ميمونةَ أي ذهَب وَهْمُه‏.‏ ووَهَمْت إلى الشيءِ إذا ذهب قلبُك إليه وأَنت تريد

غيرَهُ أَهِمُ وَهْماً‏.‏ الجوهري‏:‏ وَهَمْتُ في الشيء، بالفتح، أَهِمُ

وَهْماً إذا ذهَبَ وَهْمُك إليه وأَنت تريد غيره، وتوَهَّمْتُ أي ظننت، وأَوْهَمْتُ غيري إيهاماً، والتَّوْهِيمُ مثلُه؛ وأَنشد ابن بري لحُميد

الأَرْقط يصف صَقْراً‏:‏

بَعِيد توْهِيم الوِقاع والنَّظَرْ

وَوَهِمَ، بكسر الهاء‏:‏ غَلِط وسَها‏.‏ وأَوْهَم من الحساب كذال‏:‏ أَسقط، وكذلك في الكلام والكتاب‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَوْهَم ووَهِمَ ووَهَمَ

سواء؛ وأَنشد‏:‏

فإن أَخْطَأْتُ أَو أَوْهَمْتُ شيئاً، فقد يَهِمُ المُصافي الحَبيبِ

قوله شيئاً منصوب على المصدر؛ وقال الزِّبْرِقان بن بَدْر‏:‏

فبِتِلك أَقْضي الهَمَّ إذ وَهِمَتْ به نَفْسي، ولستُ بِنَأْنإٍ عَوّارِ

شمر‏:‏ أَوْهَمَ ووَهِمَ وَوَهَمَ بمعنى، قال‏:‏ ولا أَرى الصحيح إلاَّ هذا‏.‏

الجوهري‏:‏ أَوْهَمْتُ الشيءَ إذا تركته كلَّه‏.‏ يقال‏:‏ أَوْهَمَ من الحساب

مائةً أي أَسقَط، وأَوْهَمَ من صلاته ركعةً، وقال أبو عبيد‏:‏ أَوْهَمْتُ

أَسقطتُ من الحساب شيئاً، فلم يُعَدِّ أَوْهَمْتُ‏.‏ وأَوْهَم الرجلُ في كتابه وكلامه إذا أَسقَط‏.‏

ووَهِمْتُ في الحساب وغيره أَوْهَم وَهَماً إذا غَلِطت فيه وسَهَوْت‏.‏

ويقال‏:‏ لا وَهْمَ من كذا أي لا بُدَّ منه‏.‏

والتُّهَمةُ‏:‏ أصلها الوُهَمةُ من الوَهْم، ويقال اتَّهَمْتُه افتِعال

منه‏.‏ يقال‏:‏ اتَّهَمْتُ فلاناً، على بناء افتعَلْت، أي أَدخلتُ عليه

التُّهَمة‏.‏ الجوهري‏:‏ اتَّهَمْتُ فلاناً بكذا، والاسم التُّهَمةُ، بالتحريك، وأَصل التاء فيه واوٌ على ما ذكر في وَكلَ‏.‏ ابن سيده‏:‏ التُّهَمةُ الظنُّ، تاؤه مبدلةٌ من واوٍ كما أبدلوها في تُخَمةٍ؛ سيبويه‏:‏ الجمع تُهَمٌ، واستدل

على أَنه جمع مكسر بقول العرب‏:‏ هي التُّهَمُ، ولم يقولوا هو التُّهمُ، كما قالوا هو الرُّطَبُ، حيث لم يجعلوا الرُّطَبَ تكسيراً، إنما هو من باب

شَعيرة وشَعير‏.‏ واتَّهَمَ الرجلَ وأَتْهَمه وأَوْهَمَه‏:‏ أَدخلَ عليه

التُّهمةَ أي ما يُتَّهَم عليه، واتَّهَم هو، فهو مُتَّهمٌ وتَهيمٌ؛ وأَنشد

أَبو يعقوب‏:‏

هُما سَقياني السُّمَّ من غيرِ بِغضةٍ، على غيرِ جُرْمٍ في إناءِ تَهِيمِ

وأَتْهَم الرجُل، على أَفْعَل، إذا صارت به الرِّيبةُ‏.‏ أبو زيد‏:‏ يقال للرجل إذا اتَّهَمْتَه‏:‏ أَتْهَمْتُ إتْهاماً، مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه حُبس في تُهْمةٍ؛ التُّهْمةُ‏:‏ فُعْلةٌ من الوَهْم، والتاء

بدل من الواو وقد تفتح الهاء‏.‏ واتَّهَمْتُه‏:‏ ظننتُ فيه ما نُسب إليه‏.‏

والوَهْمُ‏:‏ الطريق الواسع، وقال الليث‏:‏ الوَهْمُ الطريقُ الواضح الذي

يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ؛ قال لبيد يصف بعيرهَ وبعيرَ

صاحبه‏:‏ ثم أَصْدَرْناهُما في واردٍ

صادرٍ، وَهْمٍ صُواهُ، كالمُثُلْ

أَراد بالوَهْمِ طريقاً واسعاً؛ قال ذو الرمة يصف ناقته‏:‏

كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ، وما بَقِيتْ

إِلاَّ النَّحيرةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ

أَراد بالوَهْم جملاً ضَخْماً، والأُنثى وَهْمةٌ؛ قال الكميت‏:‏

يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ، وتارةً

قُمُصَ الظّلامِ، بوَهْمةٍ شِمْلالِ

والوَهْم‏:‏ العظيمُ من الرجال والجمالِ، وقيل‏:‏ هو من الإِبل الذَّلولُ

المُنْقادُ مع ضِخَمٍ وقوّةٍ، والجمع أَوهامٌ ووُهومٌ ووُهُمٌ‏.‏ وقال الليث‏:‏

الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ‏.‏

ويم‏:‏ قال في ترجمة وأَم‏:‏ ابن الأَعرابي الوَأْمةُ المُوافقَةُ، والوَيْمَةُ التُّهْمَةُ، والله أَعلم‏.‏

يتم‏:‏ اليُتْمُ‏:‏ الانفرادُ؛ عن يعقوب‏.‏ واليَتيم‏:‏ الفَرْدُ‏.‏ واليُتْمُ

واليَتَمُ‏:‏ فِقْدانُ الأَب‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ اليُتْمُ

في الناس من قِبَل الأَب، وفي البهائم من قِبَل الأُم، ولا يقال لمن فَقَد الأُمَّ من الناس يَتيمٌ، ولكن منقطع‏.‏ قال ابن بري‏:‏ اليَتيمُ الذي

يموت أَبوه، والعَجِيُّ الذي تموت أُمه، واللَّطيم الذي يموتُ أَبَواه‏.‏ وقال ابن خالويه‏:‏ ينبغي أَن يكون اليُتْمُ في الطير من قِبَل الأَب والأُمِّ

لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقّانِ فِراخَهما، وقد يَتِمَ الصبيُّ، بالكسر، يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما‏.‏ ويقال‏:‏ يَتَمَ ويَتِمَ

وأَيْتَمَه اللهُ، وهو يَتِيمٌ حتى يبلغَ الحُلُم‏.‏ الليث‏:‏ اليَتيمُ الذي مات

أَبوه فهو يَتيمٌ حتى يبلغَ، فإِذا بلغ زال عنه اسمُ اليُتْم، والجمع أَيتامٌ ويَتامى ويَتَمةٌ، فأَما يَتامى فعلى باب أَسارى، أَدخلوه في باب ما يكوهون لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى، وأَما أَيتام فإِنه كُسِّر على

أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلاً عليه حين قالوا شاهد وأَشْهاد، ونظيرُه شريفٌ

وأَشْراف ونَصِىرٌ وأَنْصارٌ، وأَما يَتَمَةٌ فعلى يَتَمَ فهو ياتِمٌ، وإن لم يسمع‏.‏

الجوهري يَتَّمهم الله تَىْتِيماً جعلهم أَيتاماً؛ قال الفِنْدُ

الزِّمَّانيّ واسمه شَهْل بن شَيْبان‏:‏

بضَرْبٍ فيه تَأْيِيمُ، وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ

قال المفضل‏:‏ أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه

يُتَغافَلُ عن بَرِّه‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ اليُتْم الإِبطاء، ومنه أُخذ اليَتىم

لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عنه‏.‏ ابن شميل‏:‏ هو في مَيْتَمةٍ أَي في يَتامى، وهذا جمع على مَفْعَلةٍ كما يقال مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف‏.‏

وقال أَبو سعيد‏:‏ يقال للمرأة يَتيمةٌ لا يزول عنها اسمُ اليُتْمِ أَبداً؛ وأَنشدوا‏:‏

وينْكِح الأَرامِل اليَتامى

وقال أَبو عبيدة‏:‏ تُدْعى يتيمةً ما لم تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زال عنها

اسمُ اليُتْم؛ وكان المُفَضَّل ينشد‏:‏

أَفاطِمَ، إِني هالكٌ فتثَبَّتي، ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وآتُوا اليَتامى أَموالَهُم؛ أَي أَعطوهم

أَموالَهُم إِذا آنَسْتم منهم رُشْداً، وسُمُّوا يَتامى بعد أَن أُونِسَ منهم

الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذي كان لهم قبل إِيناسِه منهم، وقد تكرر في الحديث

ذكر اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام واليتامى وما تصرّف منه‏.‏

واليُتْمُ في الناس‏:‏ فَقدُ الصبيّ أَباه قبل البلوغ، وفي الدوابُ‏:‏ فَقْدُ

الأُمّ، وأصلُ اليُتْم، بالضم والفتح، الانفرادُ، وقيل‏:‏ الغفْلةُ، والأُنثى يَتيمةٌ، وإذاً بَلَغا زال عنهما اسمُ اليُتْم حقيقةٌ، وقد يطلق

عليهما مجازاً بعد البلوغ كما كانوا يُسَمُّون النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبيرٌ يَتيمَ أَبي طالب لأَنه رَبَّاه بعد موتِ أَبيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

تُسْتأْمَرُ اليتيمة في نَفْسها، فإِن سَكَتَتْ فهو إِذْنُها؛ أَراد باليتيمة

البِكْرَ البالغةَ التي مات أَبوها قبل بلوغِها فلَزِمَها اسم اليُتْمِ، فدُعِيت به وهي بالغةٌ مجازاً‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏ أَن امرأَة جاءَت إِليه

فقالت إِني امرأَةٌ يتيمةٌ، فضَحِك أَصحابُه فقال‏:‏ النساءُ كلُّهنّ

يَتامَى أَي ضَعائفُ‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ صَبيٌّ يَتْمانُ؛ وأَنشد لأَبي

العارِم الكلابيّ‏:‏

فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتي وحَليلتي

طَرِيّاً، وجَرْوُ الذِّئب يَتْمانُ جائعُ

قال ابن سيده‏:‏ وأَحْرِ بيتامَى أَن يكون جمعَ يَتْمانَ أَيضاً‏.‏

وأَيْتَمَت المرأَةُ وهي مُوتِمٌ‏:‏ صار ولدُها يَتيماً أَو أَولادُها

يَتامَى، وجمعها مَياتِيمُ؛ عن اللحياني‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ قالت

له بنتُ خُفَافٍ الغِفاريّ‏:‏ إِنَّي امرأَةٌ موتِمةٌ تُوُفِّي زَوْجِي

وتَركَهم‏.‏ وقالوا‏:‏ الحَرْبُ مَيْتَمةٌ يَيْتَمُ

فيها البَنونَ، وقالوا‏:‏ لا يحا الفصيل عن

أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بمكان الفَصِىل اليَتِيم‏.‏ واليَتَمُ‏:‏

الغَفْلةُ‏.‏ ويَتِمَ يَتَماً‏:‏ قصَّر وفَتَر؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

ولا يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بينَه

عن الفَهِّ، حتى يَسْتَدِير فيَضْرَعا

واليَتَمُ‏:‏ الإِبْطاءُ ويقال‏:‏ في سيره يَتَمٌ؛ بالتحريك، أَي إِبْطاءٌ؛ وقال عمرو بن شاس‏:‏

وإِلا فسِيرِي مثْلَ ما سارَ راكِبٌ

تَيَمَّمَ خِمْساً، ليس في سَيْرِه يَتَمْ

يروى أَمَم‏.‏ واليَتَمُ أَيضاً‏:‏ الحاجةُ؛ قال عِمْران ابن حِطّان‏:‏

وفِرَّ عنِّي من الدُّنْيا وعِيشَتها، فلا يكنْ لك في حاجاتها يَتَمُ

ويَتِمَ من هذا الأَمر يَتَماً‏:‏ انْفَلَت‏.‏ وكلُّ شيء مُفْرَدٍ بغير

نَظيرِه فهو يَتيمٌ‏.‏ يقال‏:‏ دُرّةٌ يتيمةٌ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ اليتيمُ الرَّمْلةُ

المُنْفردة، قال‏:‏ وكلُّ مُنْفردٍ ومنفردةٍ عند العرب يَتيمٌ ويتيمةٌ؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي أَيضاً البيت الذي أَنشده المفضل‏:‏

ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ

وقال‏:‏ أَي كلُّ مُنْفردٍ يَتيمٌ‏.‏ قال‏:‏ ويقول الناس إِنّي صَحَّفت وإِنما

يُصَحَّف من الصعب إِلى الهيّنِ لا من الهيّن إِلى الصعب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَيْتَمُ المُفْرَدُ‏.‏ من كل

شيء‏.‏

يسم‏:‏ الياسِمِينُ والياسَمِينُ‏:‏ معروف، فارسيٌّ معرَّب، قد جرى في كلام

العرب؛ قال الأَعشى‏:‏

وشاهِسْفَرَمْ والياسِمينُ ونَرْجِسٌ

يُصَبِّحُنا في كلُّ دَجْنٍ تَغَيَّما

فمن قال ياسِمونَ جعل واحدَه ياسِماً، فكأَنه في التقدير ياسِمة لأَنّهم

ذهبوا إِلى تأْنيث الرَّيْحانة والزَّهْرة، فجمعوه على هجاءَيْن، ومن قال ياسِمينُ فرفع النون جعَله واحداً وأَعرب نُونَه، وقد جاء الياسِمُ في الشعر فهذا دليل على زيادة يائِه ونونِه؛ قال أَبو النجم‏:‏

منْ ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أَحْمَرا

يَخْرُج من أَكْمامِه مُعَصْفَرا

قال ابن بري‏:‏ ياسِمٌ جمعُ

ياسِمةٍ، فلهذا قال بِيض، ويروى‏:‏ ووَرْدٍ أَزْهرا‏.‏ الجوهري‏:‏ بعض العرب

يقول شَمِمْت الياسِمِينَ وهذا ياسِمونَ، فيُجْرِيه مُجْرى الجمع كما هو مقول في نَصيبينَ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة‏:‏

إِنَّ لي عندَ كلِّ نَفْحةِ بُسْتا

نٍ منَ الوَرْدِ، أَو منَ الياسِمينَا

نَظْرةً والتفاتَةً لكِ، أَرْجُو

أَنْ تكُونِي حَلَلْتِ فيما يَلِينَا

التهذيب‏:‏ يَسومُ اسمُ جبلٍ صخرهُ مَلْساء؛ قال أَبو وجزة‏:‏

وسِرْنا بمَطْلُولٍ من اللَّهْوِ لَيِّنٍ، يَحُطّ إِلى السَّهْلِ اليَسُومِيّ أَعْصَما

وقيل‏:‏ يَسُوم جبل بعينه؛ قالت ليلى الأَخيلِيَّة‏:‏

لن تَسْتطِيعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزّهُمْ، حتى تُحَوِّلَ الهِضابِ يَسُومَ

ويقولون‏:‏ الله أَعلم مَنْ حَطَّها منْ رأْسِ يَسُومَ؛ يريدون شاةً

مسروقةً‏.‏ في هذا

الجبل‏.‏

يلم‏:‏ ما سَمِعْتُ له أَيْلَمةً أَي حركةً؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فما سَمِعْتُ بعدَ تِلك النَّأَمَهْ

مِنها، ولا منه هُناكَ أَىْلَمَهْ

قال أَبو علي‏:‏ وهي أَفْعَلَة دون فَيْعَلة، وذلك لأَن زيادةَ الهمزة

أَوّلاً كثير ولأَن أَفْعَلة أَكثر من فَيْعَلة‏.‏ الجوهري‏:‏ يَلَمْلَم لغة في أَلَمْلَم، وهو ميقاتُ أَهل اليمن‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال أَبو علي يَلَمْلم فَعَلْعَل، الياءُ فاءُ الكلمة واللام عينها والميم لامها‏.‏

يمم‏:‏ الليث‏:‏ اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه، ويقال‏:‏ اليَمُّ لُجَّتُه‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ اليَمُّ البحرُ، وكذلك هو في الكتاب، الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة، وزَعَم

بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ

اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب

الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ

عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏

فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل؛ فَجَعل له ساحِلاً، وهذا كله دليلٌ على بطلان

قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ

أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ اليَمُّ‏:‏

البحرُ‏.‏ ويُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر، وفي المحكم‏:‏ إِذا

غَرِقَ في اليَمِّ‏.‏ ويُمَّ الساحلُ يَمّاً‏:‏ غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه

فغلَب عليه‏.‏ ابن بري‏:‏ واليَمُّ الحيَّةُ‏.‏

واليَمامُ‏:‏ طائرٌ، قيل‏:‏ هو أَعمُّ من الحَمام، وقيل‏:‏ هو ضربٌ منه، وقيل‏:‏

اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ، والحَمامُ

هو البرِّي لا يأْلفُ البيوت‏.‏ وقيل‏:‏ اليَمامُ البري من الحَمام الذي لا

طَوْقَ له‏.‏ والحَمامُ‏:‏ كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي

والفاخِتَةِ؛ ولما فسر ابن دريد قوله‏:‏

صُبَّة كاليَمامِ تَهْوي سِراعاً، وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ

قال‏:‏ اليمامُ طائرٌ، فلا أَدري أَعَنى هذا النوعَ من الطير أَمْ نوعاً

آخر‏.‏ الجوهري‏:‏ اليمامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الواحدة يَمامةٌ؛ قال الكسائي‏:‏ هي التي تأْلفُ البيوت‏.‏ واليامومُ‏:‏ فرخُ الحمامةِ كأَنه من اليمامةِ، وقيل‏:‏ فرخُ النعامة‏.‏ وأَما التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوَخِّي، فالياء فيه

بدلٌ من الهمزة، وقد تقدم‏.‏ الجوهري‏:‏ اليمامةُ اسمُ

جارية زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسيرةِ ثلاثة أَيام، يقال‏:‏

أَبْصَرُ من زَرْقاء اليمامةِ‏.‏ واليمامةُ‏:‏ القَرْيَةُ التي قصَبتُها حَجْرٌ

كان اسمُها فيما خلا جَوّاً، وفي الصحاح‏:‏ كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت باسم

هذه الجارية لكثرة ما أُضيفَ إِليها، وقيل‏:‏ جوُّ اليمامة، والنِّسْبةُ

إِلى اليمامةِ يَماميٌّ‏.‏ وفي الحديث ذكر اليمامةِ، وهي الصُّقْعُ المعروف

شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليمامة، قال‏:‏ وإِنما سُمِّي

اليمامةَ باسم امرأَة كانت فيه تسْكُنه اسمها يَمامة صُلِبَت على بابه‏.‏

وقولُ العرب‏:‏ اجتَمعت اليمامةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثم حُذف

المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت اليمامةُ، ثم أُعيد المحذوف فأُقرَّ

التأْنيث الذي هو الفرع بذاته، فقيل‏:‏ اجتمعت أَهلُ اليمامةِ‏.‏ وقالوا‏:‏ هو يَمامَتي ويَمامي كأَمامي‏.‏ ابن بري‏:‏ ويَمامةُ كلِّ

شيء قَطَنُه، يقال‏:‏ الْحَقْ بيَمامَتِك؛ قال الشاعر‏:‏

فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمامتي، وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي

ينم‏:‏ اليَنَمةُ‏:‏ عُشبةٌ طَيِّبةٌ‏.‏ واليَنَمةُ‏:‏ عشبةُ إِذا رَعَتْها

الماشيةُ كثُرَ رغوةُ

أَلْبانها في قِلَّة‏.‏ ابن سيده‏:‏ اليَنَمةُ نَبْتةٌ من أَحْرار البقول

تَنْبت في السَّهل ودَكادِكِ الأَرض، لها ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ

الأَطرافِ، عليه وبَرٌ

أَغْبَرُ كأَنه قطع الفِراءِ، وزَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشعير وحبُّها

صغيرٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ اليَنَمةُ ليس لها زهرٌ، وفيها حبٌّ كثير، يَسْمَن عليها الإِبلُ ولا تَغْزُرُ، قال‏:‏ ومن كلام العرب‏:‏ قالت اليَنَمةُ

أَنا اليَنَمه، أَغْبُقُ الصبيَّ بعد العَتَمه، وأَكُبُّ الثُّمالَ فوق

الأَكَمَه؛ تقول‏:‏ دَرِّي يُعَجّل للصبي وذلك أَن الصبيّ لا يَصْبر، والجمع يَنَمٌ، قال مُرَقِّش ووصف ثورَ وحش‏:‏

بات بغَيْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه، مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه واليَنَمْ

ويقال‏:‏ يَنَمةٌ خذْواء إِذا استَرْخى ورقها عند تمامه؛ قال الراجز‏:‏

أَعْجَبَها أَكْلُ البعير اليَنَمهْ

يهم‏:‏ اليَهْماءُ‏:‏ مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسْمع فيها صوتٌ‏.‏ وقال عُمارة‏:‏ الفَلاة التي لا ماء فيها ولا عَلَمَ فيها ولا يُهتدَى لطُرُقِها؛ وفي حديث قُسٍّ‏:‏

كلُّ يَهماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها، أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا

ويقال لها هَيْماء‏.‏ وليلٌ أَيْهَمُ‏:‏ لا نجُومَ فيه‏.‏ واليَهْماء‏:‏ فلاةٌ

مَلْساء ليس بها نبتٌ‏.‏ والأَيْهَمُ‏:‏ البلدُ الذي لا عَلَم به‏.‏

واليَهْماءُ‏:‏ العَمْياء، سميت به لِعَمَى مَن يَسْلُكها كما قيل للسَّيْلِ والبعير

الهائج الأَيْهَمانِ، لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شيء كتَجَرْثم الأَعْمى، ويقال لهما الأَعْمَيان‏.‏ واليَهْماءُ‏:‏ التي لا مَرْتَع بها، أَرضٌ

يَهْماء‏.‏ واليَهْماءُ‏:‏ الأَرضُ التي لا أَثر فيها ولا طَرِيقَ ولا عَلَمَ، وقيل هي الأَرض التي لا يُهتَدى فيها لطريقٍ، وهي أَكثر استعمالاً من الهَيْماء، وليس لها مذَكَّر من نوعها‏.‏ وقد حكى ابن جني‏:‏ بَرٌّ أَيْهَمُ، فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر‏.‏ والأَيْهَمُ من الرجال‏:‏ الجريء الذي لا

يُستطاعُ دَفْعُه‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ الشجاعُ الذي لا يَنْحاشُ

لشيء، وقيل‏:‏ الأَيْهَمُ الذي لا يَعي شيئاً ولا يحفظُه، وقيل‏:‏ هو الثَّبْتُ

العِناد جهلاً لا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ ولا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً‏.‏

والأَيْهَمُ‏:‏ الأَصَمُّ، وقيل‏:‏ الأَعْمى‏.‏ الأَزهري‏:‏ والأَيْهَمُ

من الناس الأَصمُّ الذي لا يَسمع، بيِّنُ اليَهَمِ؛ وأَنشد‏:‏

كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما

وسَنَةٌ يَهْماء‏:‏ ذات جُدوبةٍ‏.‏ وسِنون يُهْمٌ‏:‏ لا كلأَ فيها ولا ماءَ

ولا شجر‏.‏ أَبو زيد‏:‏ سَنةٌ يَهْماءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فيها‏.‏

والأَيْهَمُ‏:‏ المُصابُ في عقله‏.‏ والأَيَهمُ‏:‏ الرجلُ الذي لا عقلَ

له ولا فَهْمَ؛ قال العجاج‏:‏

إِلاَّ تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيِْهَمِ

أَراد الأَهْيم فقلبه؛ وقال رؤبة‏:‏

كأَنما تَغْريدُه بعد العَتَمْ

مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ، أَوحادٍ نَهَمْ

أَو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ

أَي لا يَعْقِل‏.‏ والأَيْهَمانِ عند أَهل الحَضَر‏:‏ السيلُ والحريقُ، وعند

الأَعراب‏:‏ الحريقُ والجملُ الهائجُ، لأَنه إِذا هاجَ لم يُستَطَعْ

دَفْعُه بمنزلة الأَيهَمِ من الرجال وإِنما أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مما يُسْتطاعُ

دَفْعُه، ولا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب، ولهذا قيل للفلاة التي

لا يُهْتَدَى بها للطريق‏:‏ يَهْماء، والبَرُّ أَيْهم؛ قال الأَعشى‏:‏

ويَهْماء بالليل عَطْشَى الفَلا

ةِ، يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِها

قال ابن جني‏:‏ ليس أَيْهَم ويَهْماء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين‏:‏

أَحدهما أَن الأَيهَمَ الجملُ الخائجُ أَو السيلُ واليَهْماءُ

الفلاة، والآخر‏:‏ أَن أَيْهم لو كان مذكر يَهْماء لوجب أَن يأْتي فيهما

يُهْمٌ مثل دُهْمٍ ولم يسمع ذلك، فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بين اللفظ، وأَن أَيْهَم لا مؤنَّث له، وأَن يَهْماء لا مذكَّر له‏.‏ والأَيْهَمانِ عند

أَهل الأَمْصارِ‏:‏ السيلُ والحَريقُ لأَنه لا يُهْتَدى فيهما كيف العملُ

كما لا يُهْتَدى في اليَهْماءِ، والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ

يُتعوَّذُ منهما، وهُما الأَعْمَيانِ، يقال‏:‏ نَعُوذ بالله من الأَيْهَمَيْنِ، وهما البعيرُ

المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان النبي، صلى الله عليه

وسلم، يَتعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ، قال‏:‏ وهما السيلُ والحريق‏.‏ أَبو زيد‏:‏

أَنت أَشدُّ وأَشجعُ من الأَيْهَمَيْنِ، وهما الجملُ والسَّيْلُ، ولا يقال لأَحدِهما أَيْهَم‏.‏ والأَيْهَمُ‏:‏ الشامخُ من الجبالِ‏.‏ والأَيْهمُ

من الجبال‏:‏ الصَّعْبُ

الطويلُ الذي لا يُرْتَقَى، وقيل‏:‏ هو الذي نبات فيه‏.‏ وأَيْهم‏:‏ اسمٌ‏.‏

وجبلةُ بن الأَيْهم‏:‏ آخرُ ملوك غسّان‏.‏

يوم‏:‏ اليَوْمُ‏:‏ معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها، والجمع أَيّامٌ، لا يكسَّر إِلا على ذلك، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه

جمعَ الكثرة‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وذكِّرْهم بأَيامِ الله؛ المعنى ذكِّرْهم

بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها

من نوحٍ وعادٍ وثمودَ‏.‏ وقال الفراء‏:‏ معناه خَوِّفْهم بما نزلَ

بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين، وهو في المعنى كقولك‏:‏

خُذْهُم بالشدّة واللِّين‏.‏ وقال مجاهد في قوله‏:‏ لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله، قال‏:‏ نِعَمَه، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله، قال‏:‏ أَيامُه نِعَمُه؛ وقال شمر في قولهم‏:‏

يَوْماهُ‏:‏ يومُ نَدىً، ويومُ طِعان

ويَوْماه‏:‏ يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك‏.‏ والأَيّام في أَصلِ

البِناء أَيْوامٌ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع‏.‏ والأُولى منهما ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء

هي الغالبةَ، كانت قبلَ

الواو أَو بعدَها، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة

والهُوّة‏.‏ وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ‏:‏ لمَ ذهبَت الواوُ‏؟‏ فأَجاب‏:‏ أن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ

بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع، وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ، ومثلُها سيّدٌ وميّت، الأَصلُ

سَيْوِدٌ ومَيْوِت، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة، ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك

لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً، والأَصل شَوْياً ولَوْياً‏.‏ وسئل أبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم، فقال‏:‏ يريدون اليَوْم

اليَوِمَ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم، وقالوا‏:‏ أَنا اليومَ

أَفعلُ كذا، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ؛ حكاه

سيبويه؛ ومنه قوله عز وجل‏:‏ اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم؛ وقيل‏:‏ معنى

اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم، وذلك حسَنٌ جائز، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ

كامل فلا‏.‏ وقالوا‏:‏ اليومُ يومُك، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة، يعني يُراد بهما ثوابُ

ذلك اليوم‏.‏ وفي حديث عبد المَلِك‏:‏ قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ

النوم طويل اليوم؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه، وقد يُرادُ

باليوم الوقتُ مطلقاً؛ ومنه الحديث‏:‏ تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه، ولا

يختص بالنهارِ

دون الليل‏.‏ واليومُ الأَيْوَمُ‏:‏ آخرُ يوم في الشهر‏.‏ ويومٌ أَيْوَمُ

ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً، كلُّه‏:‏ طويلٌ شديدٌ هائلٌ‏.‏ ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك؛ وقوله‏:‏

مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي

ورواه ابن جني‏:‏

مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي

وقال‏:‏ أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ

الصعبُ، فقال‏:‏ يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث، فقُلب فصار

يَمِو، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو

اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ

اليومُ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده

أَبو زيد من قوله‏:‏

عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا، مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا

يريد خَمْسون، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي؛ قال ابن جني‏:‏ ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به، وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ، ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر، فصار اليَمُو، فلما وقعت

الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً، ثم من الواو ياءً

فصارت اليَمِي

كأَحْقٍ وأَدْلٍ، وقال غيره‏:‏ هو فَعِلٌ أَي الشديد؛ وقيل‏:‏ أَراد اليَوْم

اليَوْم كقوله‏:‏

إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا‏.‏