فصل: (تابع: حرف النون)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف النون‏]‏

حضن‏:‏ الحِضْنُ‏:‏ ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل‏:‏ هو الصدر والعَضُدان وما بينهما، والجمع أَحْضانٌ؛ ومنه الاحْتِضانُ، وهو احتمالُك الشيءَ وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً له في حِضْنه‏.‏ والحِضْنُ‏:‏ الجَنْبُ، وهما حِضْنانِ‏.‏ وفي حديث أُسيدِ بن حُضَير‏:‏ أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ

حِضْنَيْك‏.‏ والمُحْتَضَنُ‏:‏ الحِضْنُ؛ قال الأَعشى‏:‏

عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ *** هَضِيم الحَشا شَخْتة المُحْتَـضَنْ

البُوصُ‏:‏ العَجُزُ‏.‏ وحِضْنُ الضبُع‏:‏ وِجارُه؛ قال الكميت‏:‏

كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ *** لَدَى الحَبْلِ حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها

قال ابن بري‏:‏ حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه، ولَدى الحَبْل أَي عند

الحَبْل الذي تصادُ به، ويروى‏:‏ لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل، ويروى

عالَ، بعين غير معجمة، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ

الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ روى غالَ، بالغين المعجمة، فمعناه أَكَلَ

جراءَها‏.‏ وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً‏.‏‏:‏ جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه‏:‏

شِقَّاها، والفلاة ناحيتاها؛ قال‏:‏

أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما‏.‏

وحِضْنا الليل‏:‏ جانباه‏.‏ وحِضْنُ الجبل‏:‏ ما يُطيف به، وحِضْنُه وحُضْنُه

أَيضاً‏:‏ أَصْلُه‏.‏ الأَزهري‏:‏ حِضْنا الجبل ناحيتاه‏.‏ وحضْنا الرجل‏:‏ جَنْباه‏.‏

وحِضْنا الشيء‏:‏ جانباه‏.‏ ونواحي كل شيء أَحْضانُه‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ؛ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وفي حديث

سَطِيح‏:‏

كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ‏.‏

وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً

وحِضاناً وحُضوناً‏:‏ رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ؛ قال الجوهري‏:‏ حَضَنَ

الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه، وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ

ولدها‏.‏ وحمامةٌ حاضِنٌ، بغير هاء، واسم المكان المِحْضَن‏.‏ والمِحْضَنةُ‏:‏ المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من الطين‏.‏ والحَضانةُ‏:‏ مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة‏.‏ والمَحاضنُ‏:‏ المواضعُ التي

تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن‏.‏ وحضَنَ الصبيَّ

يَحْضُنه حَضْناً‏:‏ ربَّاه‏.‏ والحاضِنُ والحاضِنةُ‏:‏ المُوَكَّلانِ بالصبيِّ

يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه‏.‏ وفي حديث عروة بن الزبير‏:‏ عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا

العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي

مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ‏:‏ جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ

الطِّفْلَ إلى حِضْنِه، وبه سميت الحاضنةُ، وهي التي تُرَبِّي الطفلَ‏.‏

والحَضانة، بالفتح‏:‏ فِعلُها‏.‏ ونخلةٌ حاضِنةٌ‏:‏ خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ

كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحبيب

القشيري‏:‏

من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها

عنها، وحاضِنة لها مِيقار‏.‏

وقال كراع‏:‏ الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة‏.‏ الليث‏:‏

احْتَجَنَ فلانٌ

بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية‏.‏

وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في الخلافة‏:‏ فقالوا لأَبي بكر، رضي الله عنه، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا‏.‏ يقال‏:‏ حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر

حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه

جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ‏.‏ وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَي

حَبَسْتُه عنها، واحتَضَنته عن كذا مثله، والاسم الحَضْنُ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه

خَزَلَه دونه ومنَعَه منه؛ ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني

ساعدة للبَيْعة قال‏:‏ فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا

الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد

العزيز عن أَبي عُبيد، بفتح الياء، وهذا خلاف ما رواه الليث، لأَن الليث جعل

هذا الكلام للأَنصار، وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر، وهو الصحيح وعليه

الروايات التي دار الحديثُ عليها‏.‏ الكسائي‏:‏ حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد

أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه، والصواب

حضَنَني‏.‏ وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال‏:‏ ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن

ذلك، يعني امرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها، وقيل‏:‏ معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏

إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي، فقال‏:‏ لا تَحْضُنْها

وشاوِرْها‏.‏ وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً‏:‏ كَفَّها وصَرَفها؛ وقال اللحياني‏:‏ حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه

إلى غيرهم، وحكي‏:‏ ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت‏.‏

وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه‏:‏ أَزْرَى به‏.‏ وأَحْضَنْتُ الرجلَ‏:‏

أَبْذَيتُ به‏.‏ والحِضانُ‏:‏ أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ

الأُخرى جدّاً، فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بالكسر‏.‏ والحَضُون من الإبلِ

والغنم والنساء‏:‏ الشَّطُورُ، وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها

أَكبرُ من الآخر، وقد حَضُنَت حِضاناً‏.‏ والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى‏:‏

التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبي عبيد، استعمل

الطُّبْيَ مكان الخِلْف‏.‏ والحِضانُ‏:‏ أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ

أَعظَمَ من الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك‏.‏ والحَضون من الفروجِ‏:‏ الذي

أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر‏.‏ وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي

قَسْراً‏.‏ والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ‏:‏ ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة‏.‏

قال الليث‏:‏ كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن، وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛ ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ‏:‏ لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ

حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إليَّ من أن أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ‏.‏ والحَضَنُ‏:‏ العاجُ، في بعض اللغات‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وينشد في ذلك‏:‏

تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً، وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ‏.‏

ويقال للأَثافيِّ‏:‏ سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم؛ وقال النابغة‏:‏

وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن

يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ‏.‏ وحَضَنٌ‏:‏ اسمُ جبل في أَعالي نجد‏.‏ وفي المثل السائر‏:‏ أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد

دَخل في ناحية نجدٍ‏.‏ وحَضَنٌ‏:‏ قبيلةٌ؛ أَنشد سيبويه‏:‏

فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ، وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا‏.‏ وحَضَنٌ‏:‏ اسم

رجل؛ قال‏:‏

يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون

قال ابن بري‏:‏ وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن شَيبان بن ذُهْلٍ؛ وقال أَبو اليقظان‏:‏ هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ

بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ، وكان شاعراً؛ وهو القائل لابنه غَيّاظ‏:‏

وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ

عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ

عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي

يَرَى منكَ من غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ‏.‏

وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ، رضوان الله تعالى عليه، يوم

صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ وفيه يقول‏:‏

لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها، إذ قِيلَ‏:‏ قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما‏؟‏

ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها

حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما‏.‏

حطن‏:‏ التهذيب‏:‏ أَهمله الليث‏.‏ والحِطّانُ‏:‏ التَّيْسُ، فإِن كان فِعّالاً

مثل كِذّابٍ من الكَذِب فالنون أَصلية من حطن، وإن جعلته فِعْلاناً فهو من الحطِّ، والله أَعلم‏.‏

حفن‏:‏ الحَفْنُ‏:‏ أَخذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ والأَصابعُ مضمومةٌ، وقد

حَفَنَ له بيده حَفْنةً‏.‏ وحَفَنْتُ لفلان حَفْنَةً‏:‏ أَعطيتُه قليلاً، وملْءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه، في حديث

الشَّفاعةِ‏:‏ إنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَناتِ الله؛ أَراد إنَّا على كَثرتِنا

قليلٌ يوم القيامة عند الله كالحَفْنةِ أَي يسير بالإضافة إلى مُلْكِه

ورحمته، وهي مِلْءُ الكَفِّ على جهة المجاز والتمثيل، تعالى الله عز وجل عن

التشبيه؛ وهو كالحديث الآخر‏:‏ حَثْية من حَثَياتِ رَبِّنا‏.‏ الجوهري‏:‏

الحَفْنةُ مِلْءُ الكَفَّين من طعام‏.‏ وحَفَنْتُ الشيء إذا جَرَفْتَه بكِلْتَا

يديك، ولا يكون إلا من الشيء اليابس كالدقيق ونحوه‏.‏ وحَفَن الماءَ على

رأْسه‏:‏ أَلقاه بحَفْنَتِه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وحَفَنَ له من ماله حَفْنةً‏:‏

أَعطاه إياها‏.‏ ورجل مِحْفَنٌ‏:‏ كثير الحَفْنِ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ يجوز أَن يكون

من الأَول ومن الثاني‏.‏ واحتَفَنَ الشيءَ‏:‏ أَخذَه لنفسه‏.‏ ويقال‏:‏ حَفَنَ

للقوم وحَفَا المالَ إذا أَعطى كل واحد منهم حَفْنةً وحَفْوَةً‏.‏ واحْتَفَنَ

الرجلَ احتِفاناً‏:‏ اقْتَلَعه من الأَرض‏.‏ والحُفْنةُ، بالضم‏:‏ الحُفْرَةُ

يَحْفِرُها السيلُ في الغَلْظِ في مَجرَى الماء، وقيل‏:‏ هي الحُفْرَةُ

أَينما كانت، والجمع الحُفَنُ؛ وأَنشد شمر‏:‏

هل تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ‏.‏

قال‏:‏ وهي قَلْتاتٌ يحتفرها الماء كهيئة البِرَك‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏

الحُفَنُ نُقَرٌ يكون الماء فيها، وفي أَسفلها حَصىً

وترابٌ؛ قال‏:‏ وأَنشدني الإياديُّ لعديّ بن الرِّقاعِ العامِليِّ‏:‏

بِكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ، تَرَى به حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا‏.‏

وكان مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ، نسب إليه الدوابُّ البَطْحاوِيَّة‏.‏

والحَفّانُ‏:‏ فِراخُ النعام، وهو من المضاعف وربما سَمَّوا صغارَ الإبل

حَفّاناً، والواحدة حَفّانة للذكر والأُنثى جميعاً؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ

وشاهدُه لفِراخِ النعام قولُ الهُذَليِّ‏:‏

وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه، وطُغْياً مع اللَّهَقِ الناشِطِ

وبنو حُفَينٍ‏:‏ بطن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن المُقَوْقِسَ أَهدَى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مارِيَةَ من حَفْنٍ؛ هي بفتح الحاء وسكون الفاء

والنون، قرية من صعيد مصر، ولها ذكر في حديث الحسن بن عليٍّ مع معاوية‏.‏

حفتن‏:‏ حَفَيْتَنٌ‏:‏ اسم موضع؛ قال كُثيِّر عَزَّةَ‏:‏

فقد فُتْنَني لمَّا وَرَدْنَ حَفَيْتَناً، وهُنَّ على ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُ‏.‏

حقن‏:‏ حَقَنَ الشَّيءَ يَحْقُنُه ويَحْقِنُه حَقْناً، فهو مَحْقُونٌ

وحَقِينٌ‏:‏ حَبَسه‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ أَي العُذْر، يضرب

مثلاً للرجل يَعْتَذِر ولا عذر له، وقال أَبو عبيد‏:‏ أَصل ذلك أَن رجلاً

ضافَ قوماً فاستَسْقاهم لبَناً، وعندهم لبنٌ قد حَقَنُوه في وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا عليه واعْتَذَروا، فقال أَبَى الحَقينُ العِذْرةَ أَي أَن هذا

الحقينَ يُكَذِّبُكم؛ وأَنشد ابن بري في الحَقين للمُخبَّل‏:‏

وفي إبلٍ ستِّينَ حَسْبُ ظَعِينة، يَرُوحُ عليها مَخْضُها وحَقينُها‏.‏

وحَقَنَ اللبنَ في القِرْبة والماءَ في السقاء كذلك‏.‏ وحقَنَ البَوْلَ

يَحقُنُه ويَحْقِنُه‏:‏ حَبَسه حَقْناً، ولا يقال أَحْقَنه ولا حَقَنَني هو‏.‏

وأَحْقَنَ الرجلُ إذا جمع أَنواع اللبن حتى يَطِيب‏.‏ وأَحْقَنَ بولَه إذا

حَبَسه‏.‏ وبعيرٌ مِحْقانٌ‏:‏ يَحْقِنُ البولَ، فإذا بالَ أَكثرَ، وقد عَمَّ

به الجوهريُّ فقال‏:‏ والمِحْقانُ الذي يَحْقِنُ بوله، فإِذا بالَ أَكثرَ

منه‏.‏ واحْتَقَنَ المريضُ‏:‏ احتبَسَ بَوْله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا رأْيَ لحاقِبٍ

ولا حاقِن، فالحاقِنُ في البول، والحاقِبُ في الغائط، والحاقنُ الذي له

بولٌ شديد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو حاقِنٌ، وفي رواية‏:‏

وهو حَقِنٌ، حتى يتخفَّفَ الحاقِنُ والحَقِنُ سواءٌ‏.‏ والحُقْنةُ‏:‏ دواءٌ

يُحْقَنُ به المريضُ المُحْتَقِنُ، واحْتَقَنَ المريضُ بالحُقْنةِ؛ ومنه

الحديث‏:‏ أَنه كَرِه الحُقْنةَ؛ هي أَن يُعطى المريضُ الدواءَ من أَسفلِه وهي معروفة عند الأَطِبّاء‏.‏ والحاقِنةُ‏:‏ المَعِدة صفة غالبة لأَنها تحْقِنُ

الطعامَ‏.‏ قال المفضل‏:‏ كلَّما مَلأْتَ شيئاً أَو دَسَسْتَه فيه فقد

حقَنْتَه؛ ومنه سمِّيت الحُقْنة‏.‏ والحاقِنةُ‏:‏ ما بين التَّرْقُوة والعُنُق، وقيل‏:‏ الحاقِنتانِ ما بين التَّرْقُوَتين وحَبْلَي العاتِق، وفي التهذيب‏:‏

نُقْرَتا التَّرْقُوتين، والجمع الحواقِنُ، وفي الصحاح‏:‏ الحاقِنةُ

النُّقْرَةُ التي بين الترقوة وحبل العاتِق، وهما حاقِنتان‏.‏ وفي المثل‏:‏

لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِك؛ حَواقِنُه‏:‏ ما حَقَن الطعامَ من بَطْنِه، وذواقِنُه‏:‏ أَسفَل بَطْنه ورُكْبَتاه‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الحَواقِنُ ما سَفُلَ من البطن، والذَّواقِنُ ما عَلا‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ويقال الحاقِنَتان

الهَزْمَتانِ تحت الترقوتين، وقال الأَزهري في هذا المثل‏:‏ لأُلْحِقَنَّ حواقِنَك

بذواقِنِك، وروي عن ابن الأَعرابي الحاقِنةُ المَعِدة، والذاقِنةُ

الذَّقَنُ، وقيل‏:‏ الذاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقوم‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏

تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِي ونَحْري، وبين حاقنتي

وذاقنتي وبين شَجْري، وهو ما بين اللَّحْيَين‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحاقِنةُ

الوَهْدة المنخفضة بين التَّرْقُوتين من الحَلْق‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الحَقْلَةُ

والحَقْنةُ وجعٌ يكون في البطن، والجمع أَحْقالٌ وأَحْقانٌ‏.‏ وحَقَنَ دَمَ

الرجلِ‏:‏ حَلَّ به القتلُ فأَنْقذَه‏.‏ واحْتَقَنَ الدَّمُ‏:‏ اجتمع في الجوف‏.‏

قال المفضل‏:‏ وحقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه في جلده ومَلأَه به؛ وأَنشد في نعتِ إبل امتلأَتْ أَجوافُها‏:‏

جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِيلَ، كأَنما

بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار‏.‏

قال الليث‏:‏ إذا اجتمع الدمُ في الجوف من طَعْنةٍ جائفةٍ تقول احْتَقَنَ

الدمُ في جوفه؛ ومنه الحديث‏:‏ فحَقَنَ له دَمَه‏.‏ يقال‏:‏ حَقَنْتُ له دَمَه

إذا مَنَعْتَ من قَتْلِه وإراقَتِه أَي جَمعْتَه له وحبَسْتَه عليه‏.‏

وحقَنْتُ دَمه‏:‏ منعتُ أَن يُسْفَك‏.‏ ابن شميل‏:‏ المُحْتقِنُ من الضُّروع الواسع

الفَسيحُ، وهو أَحسنُها قدراً، كأَنما هو قَلْتٌ مجتمع مُتَصعِّد حسنٌ، وإنها لمُحْتقِنةُ الضرعِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وحقَن اللبنَ في السِّقاء يَحْقُنُه

حَقْناً صبَّه فيه ليُخرج زُبْدَتَه‏.‏ والحَقينُ‏:‏ اللبنُ الذي قد حُقِنَ

في السِّقاء، حَقنْتُه أَحْقُنُه، بالضم‏:‏ جمعته في السقاء وصببت حليبه على رائِبه، واسم هذا اللبن الحَقينُ‏.‏ والمِحْقَنُ‏:‏ الذي يُجعل في فمِ

السِّقاءِ والزِّقّ ثم يُصب فيه الشراب أَو الماء‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ المِحْقن

القِمَعُ الذي يُحْقَن به اللبنُ في السقاء، ويجوز أَن يقال للسقاء نفسه

مِحْقَن، كما يقال له مِصْرَب ومِجزَم، قال‏:‏ وكل ذلك محفوظ عن العرب‏.‏

واحْتَقنَتِ الرَّوْضةُ‏:‏ أَشرفت جوانبُها على سَرارِها؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

حلن‏:‏ الحُلاّنُ‏:‏ الجدْي، وقيل‏:‏ هو الجَدْيُ الذي يُشَقُّ عليه بطن أُمه

فيخرج؛ قال الجوهري‏:‏ هو فُعّالٌ مبدل من حُلاَّم، وهما بمعنى؛ قال ابن أَحمر‏:‏

فِداكَ كلُّ ضَئِيلِ الجِسْمِ مُخْتَشِع

وَسْطَ المَقامةِ، يَرْعى الضَّأْنَ أَحياناً

تُهْدَى إليه ذِراعُ الجَدْي تَكْرِمةً، إمّا ذبيحاً، وإمّا كان حُلاّنا‏.‏

يريد‏:‏ أَن الذراع لا تُهْدَى إلا لِمَهينٍ ساقطٍ لقلَّتها وحقارتها، وروي‏:‏

إمّا ذكيّاً، وإمّا كان حُلاّنا‏.‏

والذَّبيحُ‏:‏ الكبير الذي قد أَدرك أَن يُضَحَّى به وصلح أَن يُذْبح

للنُّسك‏.‏ والحُلاَّن‏:‏ الجدْيُ الصغير ولا يصلح للنُّسُك ولا للذَّبْح، وقيل‏:‏

الذَّكيُّ الذي ماتَ، وإنما جاز أكله بعد موته لأَنه لما وُلِد جُعِل في أُذنه حَزٌّ، على ما نشرحه؛ قال الجوهري‏:‏ وإن جعلته من الحلال فهو فُعْلان، والميم مبدلة منه؛ وقال الأَصمعي‏:‏ الحُلاَّمُ والحُلاَّن، بالميم

والنون، صِغار الغنم‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الحُلاَّن الحَمَل الصغير يعني الخروف، وقيل‏:‏ الحُلاَّن لغة في الحُلاّم كأَنَّ أَحَدَ الحرفين بدلٌ من صاحبه، قال‏:‏ فإِن كان ذلك فهو ثلاثيٌّ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه قَضى في فِداءِ الأَرنب، إذا قتلَه المُحْرِم، بِحُلاَّن، هو الحُلاَّم، وقد

فُسِّر في الحديث أَنه الحَمَل‏.‏ الأَصمعي‏:‏ وَلد المعزى حُلاَّمٌ وحُلاَّن‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الحُلاَّم والحُلاَّن واحد، وهما ما يُولد من الغنم

صغيراً، وهو الذي يَخُطُّون على أُذنه إذا وُلِدَ خَطّاً فيقولون ذَكَّيْناه، فإن مات أَكَلوه‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ ذكر أَن أَهل الجاهلية كانوا إذا

وَلَّدوا شاة عَمَدوا إلى السخلة فشَرَطوا أُذنَها وقالوا وهم يَشْرِطون‏:‏

حُلاَّن حُلاَّن أَي حَلالٌ بهذا الشَّرْط أَن تؤكل، فإن ماتت كان ذكاتُها

عندهم ذلك الشرْط الذي تقدَّم، وهو معنى قول ابن أَحمر، قال‏:‏ وسُمّي

حُلاّناًإذا حُلَّ من الرّبْق فأَقبَل وأَدْبر، ونونه زائدة، ووزنه فُعْلان لا

فُعّال‏.‏ وفي حديث عثمان، رضي الله عنه‏:‏ أَنه قضى في أُم حُبَينٍ يقتُلها

المُحْرِم بحُلاَّن، والحديث الآخر‏:‏ ذُبِح عثمانُ كما يُذْبَح الحُلاَّنُ

أَي أَن دمه أُبْطِل كما يُبْطَل دمُ الحلاَّن‏.‏ الجوهري‏:‏ ويقال في الضبّ

حُلاَّنٌ، وفي اليَرْبُوع جَفْرة‏.‏ وقال أَبو عبيدة في الحُلاَّن‏:‏ إن أَهل

الجاهلية كان أَحدهم إذا وُلِد له جَدْيٌ حَزَّ في أُذنه حَزّاً وقال‏:‏ اللهم إن عاش فقَنيٌّ، وإن مات فذَكِيٌّ، فإن عاش فهو الذي أَراد، وإن مات

قال قد ذكيَّْتُه بالحُزِّ فاستجاز أَكله بذلك؛ وقال مُهَلْهِل‏:‏

كلُّ قَتيلٍ في كُلَيبٍ حُلاَّنْ، حتى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ‏.‏

ويروى‏:‏ حُلاَّم وآلَ هَمَّام، ومعنى حُلاَّن هَدَرٌ وفِرْغٌ‏.‏ وحُلْوان

الكاهن‏:‏ من الحَلاوة، نذكره في حلا‏.‏

حلزن‏:‏ الحَلَزُون‏:‏ دابة تكون في الرِّمْث، بفتح الحاء واللام‏.‏

حلقن‏:‏ الحُلْقانةُ والحُلْقانُ من البُسْر‏:‏ ما بلغ الإرْطابُ ثلُثَيه، وقيل‏:‏ الحُلْقانةُ للواحد، والحُلْقان للجمع، وقد حَلْقَن البُسْرُ، وهو مُحَلْقِن إذا بلغ الإرْطابُ ثلثيه، وقيل‏:‏ نونه زائدة‏.‏ ورُطَبٌ مُحَلقِمٌ

ومحَلقِنٌ، وهي الحُلقانةُ والحُلقامةُ، وهي التي بدا فيها النضْجُ من قِبَل قِمَعها، فإِذا أَرطبتْ من قِبَل الذَّنَب فهي التَّذْنوبةُ‏.‏ أبو عبيد‏:‏ يقال للبُسْر إذا بدا فيه الإرْطاب من قِبَل ذنَبه مُذَنّب، فإِذا

بلغ فيه الإرْطابُ نصفه فهو مُجَزَّعٌ، فإِذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقان

ومُحَلقِن‏.‏

حمن‏:‏ الحَمْن والحَمْنانُ‏:‏ صغار القِرْدان، واحدته حَمْنة وحَمْنانة‏.‏

وأَرض مُحْمِنة‏:‏ كثيرة الحَمْنان‏.‏ والحَمْنانُ‏:‏ ضربٌ من عنب الطائف، أَسود

إلى الحمرة‏.‏ قليل الحبّة، وهو أَصغر العنب حبّاً، وقيل‏:‏ الحَمْنانُ الحبُّ الصغار التي بين الحبّ

العِظام‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ الحَمْنانةُ قُراد، وفي التهذيب‏:‏ القُراد أَول ما يكون وهو صغير لا يكاد يُرى من صغره، يقال له قَمْقامة، ثم يصير حَمْنانة، ثم قراداً، ثم حَلَمة، زاد الجوهري‏:‏ ثم علٌّ وطِلحٌ‏.‏ وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ كم قَتَلْتَ من حَمْنانةٍ؛ هو من ذلك‏.‏ وحَمْنةُ، بالفتح، اسم امرأَة؛ قيل‏:‏ هي أَحد الجائين على عائشة، رضوان الله عليها، بالإفك‏.‏ والحَوْمانةُ‏:‏ واحدة الحَوامين، وهي أَماكن غلاظ مُنقادة؛ ومنه قول

زهير‏:‏

أَمِنْ آلِ أَوفى دِمْنةٌ لم تَكَلم بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ، فالمُتَثَلَّم‏.‏

ولم يَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج، بضم الدال، إلاَّ أَبو عمرو

الشيباني، والناس كلهم بفتح الدال‏.‏ والدُّرّاج الذي هو الحَيْقُطان‏:‏ مضموم

عند الناس كلهم إلا ابن دريد، فإِنه فتحها، قال أَبو خَيرة‏:‏ الحَوْمانُ

واحدتها حَوْمانة، وجمعها حوامِين، وهي شقائقُ بين الجبال، وهي أَطيبُ

الحُزونة، ولكنها جَلَدٌ ليس فيها آكام ولا أَبارِق‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏

الحَوْمان ما كان فوق الرَّمل ودونه حين تصعده أَو تَهبطه، وحَمْنانُ مكّةُ؛ قال يَعْلى بن مُسْلم بن قيس الشَّكْريّ‏:‏

فَليْتَ لنا، مِنْ ماءِ حَمْنان، شَرْبةً

مُبَرَّدةً باتَتْ على طَهَيان‏.‏

والطَّهيَان‏:‏ خشبة يُبرَّد عليها الماء‏.‏ وشَكْرٌ‏:‏ قبيلة من الأَزد‏.‏

حنن‏:‏ الحَنّانُ‏:‏ من أَسماء الله عز وجل‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الحَنّانُ، بتشديد النون، بمعنى الرحيم، قال ابن الأَثير‏:‏ الحَنَّانُ الرحيم

بعبادِه، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة؛ الأَزهري‏:‏ هو بتشديد النون صحيح، قال‏:‏ وكان

بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين، فاسْتَوحش

أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من الحَنان، وهو الرحمة؛ومنه قوله تعالى‏:‏ وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا؛ أَي رَحْمة

منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق‏:‏ الحَنَّانُ في صفة الله، هو بالتشديد، ذو

الرَّحمة والتعطُّفِ‏.‏ وفي حديث بلال‏:‏ أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو يُعَذَّب فقال‏:‏ والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً؛ الحَنانُ‏:‏

الرحمةُ والعطفُ، والحَنَانُ‏:‏ الرِّزْقُ والبركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ

قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به متبرّكاً، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من الأُمَمِ الماضية، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس، وكان ورقةُ

على دين عيسى، عليه السلام، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي، صلى الله عليه

وسلم، لأَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك

لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً؛ قال ابن الأَثير‏.‏ وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً

ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة

وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ، فقال‏:‏ اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً

غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه، وفي رواية‏:‏

أَنه من أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن يُسَمَّى به‏.‏ والحَنانُ، بالتخفيف‏:‏ الرحمة‏.‏ تقول‏:‏ حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً؛ قال أَبو إسحق في قوله

تعالى‏:‏ وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا؛ أَي وآتَيْناه

حَناناً؛ قال‏:‏ الحَنانُ العَطْفُ والرحمة؛ وأَنشد سيبويه‏:‏

فقالت‏:‏ حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا‏؟‏

أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ‏؟‏

أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة، والذي

يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه‏.‏ وقال الفَراء في قوله سبحانه‏:‏ وحَناناً

مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً

لأَبَوَيْك‏.‏ وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه قال‏:‏ ما أَدْري

ما الحَنانُ‏.‏ والحَنينُ‏:‏ الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ، وقيل‏:‏ هو صوتُ

الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ‏.‏ والحَنِينُ‏:‏ الشَّوْقُ وتَوَقانُ

النَّفس، والمَعْنَيان متقاربان، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو حانٌّ‏.‏ والاسْتِحْنانُ‏:‏ الاسْتِطْرابُ‏.‏ واسْتَحَنَّ‏:‏ اسْتَطْرَبَ‏:‏ وحَنَّت

الإِبلُ‏:‏ نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، والناقةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت، وقيل‏:‏ حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ

وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ‏.‏ وتَحَنَّنَت النَّاقةُ

على ولدِها‏:‏ تَعَطَّفَت، وكذلك الشاة؛ عن اللحياني‏.‏ الأَزهري عن الليث‏:‏

حنينُ الناقة على معنيين‏:‏ حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها، وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت؛ قال رؤبة‏:‏

حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ، حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي‏.‏

يقال‏:‏ حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت، وحَنَّت

النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها؛ قال الشاعر‏:‏

يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها، قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِيعُ زامِرِ‏.‏

ويقال‏:‏ حَنَّ عليه أَي عَطَف‏.‏ وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في مسجده، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى، فحنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه

حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أَنه كان يصلِّي إلى

جذْعٍ في مسجده، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَنَّ الجِذْعُ إليه

أَي نَزَع واشتاق، قال‏:‏ وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ

ولدها‏.‏ وتحانَّت‏:‏ كحنَّتْ؛ قال ابن سيده‏:‏ حكاه يعقوبُ في بعض شروحه، وكذلك

الحَمامَةُ والرجلُ؛ وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بِلالاً يُنشِد‏:‏

أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ‏؟‏

فقال له‏:‏ حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء‏.‏ والحَنَّانُ‏:‏ الذي يَحِنُّ إلى

الشيء‏.‏ والحِنَّةُ، بالكسر‏:‏ رقَّةُ القلبِ؛ عن كراع‏.‏ وفي حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل‏:‏ حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة، وهو من المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، وقالوا‏:‏ حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن، فمعنى

حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قال ابن سيده‏:‏ يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ، ولْيَكُنْ

موصولاً بآخرَ من رحمتِك، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب؛ قال طرفة‏:‏

أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا، حَنانَيْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ‏.‏

قال سيبويه‏:‏ ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة‏.‏ وحكى

الأَزهري عن الليث‏:‏ حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا، يذكِّرُه

الرَّحمةَ والبِرَّ، وأَنشد بيت طرفة؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد قالوا حَناناً

فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل، والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك، والعرب تقول‏:‏ حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك، وقالوا‏:‏

سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه، كما قالوا‏:‏ سبحانَ الله ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه؛ وقول امرئ القيس‏:‏

ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم

مَعِيزَهُمُ، حَنانَك ذا الحَنانِ‏.‏

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم، ورواه

الأَصمعي‏:‏ ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي

أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ، وكذلك تفسيره، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم، وكذلك تفسيره، والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه، وهو التحنُّنُ‏.‏ وتَحَنَّنْ عليه‏:‏

ترحَّمْ؛ وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة‏:‏

تَحَنَّنْ عليَّ، هَداك المَلِيك، فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا‏.‏

والحَنانُ‏:‏ الرحمةُ، والحَنانُ‏:‏ الرِّزق‏.‏ والحَنانُ‏:‏ البركة‏.‏ والحَنانُ‏:‏

الهَيْبَةُ‏.‏ والحَنانُ‏:‏ الوَقار‏.‏ الأُمَوِيُّ‏:‏ ما نرى له حَناناً أَي

هيبةً‏.‏ والتَّحنُّنُ‏:‏ كالحَنانِ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما قال الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ‏:‏ أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش، فقال عمر‏:‏

حَنَّ قِدْحٌ ليس منها؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه

أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء، والقِدْحُ، بالكسر‏:‏ أَحدُ سِهام

المَيْسِر، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ

يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به؛ ومنه كتاب عليٍّ، رضوان الله عليه، إلى

معاوية‏:‏ وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها‏.‏ والحَنُونُ

من الرياح‏:‏ التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها

عند الحَنِين؛ قال النابغة‏:‏

غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ، تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ

وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد‏:‏

مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ، فمَا يَجْــ *** ـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ‏.‏

وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك؛ وقوله‏:‏ فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ‏.‏

جعل الحَنَّان للخِمْس، وإنما هو في الحقيقة للناقة، لكن لما بَعُد عليه

أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه‏.‏

وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ؛ الأَصمعي‏:‏ أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه‏.‏

وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ‏:‏ تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه، وقيل‏:‏ هي التي

تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها‏.‏ والحَنونُ من النساء‏:‏ التي

تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم، وفي بعض الأَخْبار‏:‏ أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال‏:‏ لا تَتَزَوَّجَنَّ

حَنَّانةً ولا مَنَّانة‏.‏ وقال رجل لابنه‏:‏ يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ

الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها

زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه‏.‏

الحرَّاني عن ابن السكيت قال‏:‏ الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على

ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم‏.‏ وحَنَّةُ الرَّجل‏:‏

امرأَتُه؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ‏:‏

ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ، ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ، ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ‏.‏

وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه‏.‏ وما لَهُ

حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ؛ والحَانَّةُ‏:‏ الناقةُ، والآنَّةُ‏:‏

الشاةُ، وقيل‏:‏ هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحَنِينُ

للناقة والأَنينُ للشاةِ‏.‏ يقال‏:‏ ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ

أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال ما له حانَّة ولا جارَّة، فالحانَّةُ‏:‏ الإِبلُ التي تَحِنُّ، والجارَّةُ‏:‏ الحَمُولةُ تَحْمِلُ

المتاعَ والطعامَ‏.‏ وحَنَّةُ البعيرِ‏:‏ رُغاؤُه‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وما له حانَّةٌ

ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ، قال‏:‏ والمُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قال الأَعشى‏:‏

تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا

بَ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم؛ وهو‏:‏

وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ‏.‏

قال‏:‏ والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه؛ قال‏:‏ ومثلُه

ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري‏:‏

لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً، مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى‏.‏

وقالوا‏:‏ لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة، وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ

أَبداً‏.‏ والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت، على التشبيه‏.‏ وحَنَّت القوسُ

حَنيناً‏:‏ صَوَّتَت، وأَحَنَّها صاحِبُها‏.‏ وقوسٌ حَنَّانة‏:‏ تَحِنُّ عند

الإِنْباضِ؛ وقال‏:‏

وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ، تَخَيَّرَها لِي، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ‏.‏

أَي في سوق مكة؛ وأَنشد أَبو حنيفة‏:‏

حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ‏.‏

قال أَبو حنيفة‏:‏ ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم؛ قال‏:‏ هذا قول

أَبي حنيفة وَحْدَه، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً، إنما

هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا، وإلاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ‏.‏ وعُودٌ حَنَّانٌ‏:‏ مُطَرِّب‏.‏ والحَنَّانُ من السهام‏:‏ الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه

والْتئامِهِ‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين

إصْبعيك حَنَّان؛ وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم‏:‏

فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله، عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ‏.‏

إدامتُه‏:‏ تَْنفِيزُه، يُعَلِّلُه‏:‏ يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له

الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه‏.‏ وطريقٌ حَنَّانٌ‏:‏ بَيِّنٌ

واضح مُنْبَسِط‏.‏ وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ‏:‏ يَنْبَسِط‏.‏ الأَزهري‏:‏ الليث

الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها؛ قال الأَزهري‏:‏

هذا حاقُّ التصحيف، والذي أَراد الخْبَّة، بالخاء والباء، وقد ذكرناه في موضعه، وأَما الحَنَّةُ، بالحاء والنون، فلا أَصل له في باب الثِّياب‏.‏

والحَنِينُ والحَنَّةُ‏:‏ الشَّبَهُ‏.‏ وفي المثل‏:‏ لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها

حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من أُمِّها حنَّةً؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل، ويقال ذلك لكل من أَشْبَه أَباه وأُمَّه؛ قال الأَزهري‏:‏ والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ

العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ‏.‏ وحَنَّ عليه يَحُنُّ، بالضم، أَي صَدَّ‏.‏ وما

تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني‏.‏ وما حَنَّنَ

عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال شمر‏:‏ ولم أَسمع

تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي‏.‏ ويقال‏:‏ حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي

اصْرِفْه‏.‏ ويقال‏:‏ حَمَلَ فَحَنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ‏.‏

وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول؛ وأَنشد‏:‏

وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ، وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ

وقال ثعلب‏:‏ إنما هو يَحِنُّ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره‏.‏ والمَحْنُون

من الحقِّ‏:‏ المنقوصُ‏.‏ يقال‏:‏ ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما نَقَصْتُكَ‏.‏ والحَنُّونُ‏:‏ نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ‏.‏ وحَنَّنَ

الشجرُ والعُشْبُ‏:‏ أَخرج ذلك‏.‏ والحِنَّانُ‏:‏ لغة في الحِنَّآء؛ عن ثعلب‏.‏

وزيت حَنِينٌ‏:‏ متغير الريح، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك؛ قال عَبِيدُ بن الأَبرَصِ‏:‏

كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ‏.‏

وبنو حُنٍّ‏:‏ حيٌّ؛ قال ابن دُرَيْد‏:‏ هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ؛ وقال النابغة‏:‏

تَجَنَّبْ بني حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ

كَرِيهٌ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ‏.‏

والحِنُّ، بالكسر‏:‏ حيٌّ من الجن، يقال‏:‏ منهم الكلابُ السود البُهْمُ، يقال‏:‏ كلب حِنِّيٌّ، وقيل‏:‏ الحِنُّ ضرب من الجن؛ وأَنشد‏:‏

يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ‏.‏

والحِنُّ‏:‏ سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ‏:‏

أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ، مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ، ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير

الجنّ‏.‏ ويقال‏:‏ الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس‏.‏ الفراء‏:‏ الحِنُّ كِلابُ

الجِنِّ‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من الحِنِّ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ‏.‏ ويقال‏:‏ مَجْنونٌ

مَحْنونٌ، ورجلٌ مَحْنونٌ

أَي مجنون، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المَحْنون الذي يُصْرعُ

ثم يُفيق زماناً‏.‏ وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة‏.‏

وفي حديث ابن عباس‏:‏ الكِلابُ من الحِنِّ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فإذا

غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها‏.‏ وحَنَّةُ وحَنُّونةُ‏:‏ اسمُ

امرأَة، قال الليث‏:‏ بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ‏.‏ وحُنَيْنٌ‏:‏

اسمُ وادٍ بين مكة والطائف‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت

وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال‏:‏ ويومَ حُنَيْنٍ إذْ

أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم؛ قال الجوهري‏:‏ حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث، فإذا

قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى‏:‏ ويومَ حُنَيْنٍ، وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما قال حَسَّان

بن ثابت‏:‏

نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه

بِحُنَيْنَ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال‏.‏

وحُنَيْنٌ‏:‏ اسمُ رجل‏.‏ وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ

بالخَيْبةِ‏:‏ رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً

ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه

خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال‏:‏ يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ، فقال له

عبدُ المطلب‏:‏ لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ

راشداً، فانْصَرَف خائباً فقالوا‏:‏ رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية، فصار مثلاً؛ وقال الجوهري‏:‏ هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن

فلم يَشتَرِهما، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه، وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن

فقال‏:‏ ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه

فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه

ورجع إلى الأوّل، فذهب الإسكافُ براحِلتِه، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفي حُنَيْنٍ‏.‏ والحَنَّانُ‏:‏ موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ‏.‏ الجوهري‏:‏

وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة

والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي صلى الله عليه وسلم إلى بَدْرٍ؛ وحَنَانةُ‏:‏ اسمُ راعٍ في قول طرفة‏:‏

نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً، تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ، بالباء والغين المعجمة، والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول، بدليل قوله بعد هذا

البيت‏:‏

فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني، وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ‏.‏

والحَنَّانُ‏:‏ اسمُ فحْلٍ من خُيولِ العرب معروف‏.‏ وحُنٌّ، بالضم‏:‏ اسم

رجل‏.‏ وحَنِينٌ والحَنِينُ‏.‏ جميعاً‏:‏ جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم؛ وقال‏:‏

وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه، لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ

وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ‏.‏ وفي التهذيب عن الفراء والمفضل

أَنهما قالا‏:‏ كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنه

عُني به الشهر‏.‏

حنحن‏:‏ الأَزهري‏:‏ ابن الأَعرابي حَنْحَنَ إذا أَشفق‏.‏

حون‏:‏ الحانةُ‏:‏ موضعُ بَيْعِ الخَمْر؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ أَظُنُّها فارسية

وأَن أَصلها خانة‏.‏ والتَّحَوُّنُ‏:‏ الذُّلُّ والهَلاكُ‏.‏

حين‏:‏ الحِينُ‏:‏ الدهرُ، وقيل‏:‏ وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان

كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين

سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين‏.‏ والحِينُ‏:‏ الوقتُ، يقال‏:‏ حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ‏:‏

كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ‏.‏

والحِينُ‏:‏ المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ هل أَتى على الإنسان حينٌ من الدَّهِرِ‏.‏ التهذيب‏:‏ الحِينُ وقت من الزمان، تقول‏:‏ حانَ أَن يكون ذلك، وهو يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين

الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا‏:‏ حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها

ياء وكتبوها بالياء‏.‏ وحانَ له أَن يَفْعَلَ كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل‏:‏ كلَّ سنةٍ،

وقيل‏:‏ كُلَّ ستة أَشهر، وقيل‏:‏ كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح

لجميع الأَزمان، قال‏:‏ فالمعنى في قوله عز وجل‏:‏ تؤتي أُكلها كل حين، أَنه

ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال‏:‏ والدليل على أَن الحِينَ

بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي‏:‏

تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ‏.‏

المعنى‏:‏ أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً‏.‏ وفي حديث ابن زِمْلٍ‏:‏ أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي

وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء‏.‏ وقوله

عز وجل‏:‏ ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي

حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ

جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة‏:‏

العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه

زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله‏:‏

نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً، وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا‏.‏

أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏

سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل‏:‏ أَراد

العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه

يقال في الوقف‏:‏ هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون، كما أَنشدوا‏:‏

أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ، أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ‏؟‏

فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما

احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت

صارت الهاء تاء فقلت‏:‏ هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء

كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري‏.‏

بيت أَبي وجزة‏:‏

العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ

المُطْعِمُ قال ابن بري‏:‏ أَنشد ابن السيرافي‏:‏

فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ

العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ، والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا

قال‏:‏ هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله‏:‏

همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما‏.‏

وحينئذٍ‏:‏ تَبْعيدٌ لقولك الآن‏.‏ وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد

الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ‏.‏ وعامله مُحايَنَةً وحِياناً‏:‏ من الحينِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً‏.‏

وأَحانَ من الحِين‏:‏ أَزْمَنَ‏.‏ وحَيَّنَ الشيءَ‏:‏ جعل له حِيناً‏.‏ وحانَ حِينُه

أَي قَرُبَ وَقْتُه‏.‏ والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت

بُثَيْنة‏:‏

وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ، من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها‏.‏

قال ابن بري‏:‏ لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال‏:‏ ومثله لمُدْرِك بن حِصْنٍ‏:‏

وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها‏.‏

وفي ترجمة حيث‏:‏ كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة

حِينٍ في الأَزمنة‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب

حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم‏:‏

رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة

بخطه؛ قال أَبو حاتم‏:‏ واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال‏:‏ وكثير من الناس

جعلوهما معاً حيث، قال‏:‏ والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع

الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

وكُلا من حيث شِئْتُما‏.‏ وتقول‏:‏ رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج‏.‏ وتقول‏:‏ ائتِني حينَ

مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ

موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا

معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه

يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول‏:‏ رأَيتك لما

جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث‏.‏ وعَامَلْته

مُحايَنة‏:‏ مثل مُساوَعة‏.‏ وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً‏.‏ أبو عمرو‏:‏ أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها‏.‏ وفلان

يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ‏.‏ وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي

تَنَظَّرْتُه‏.‏ وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل‏.‏ وحَيَّنْتُ

الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه‏.‏ وحَيَّنَ الناقةَ

وتَحَيَّنها‏:‏ حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال المُخَبَّلُ يصف إبلاً‏:‏

إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها‏.‏

وفي حديث الأَذان‏:‏ كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها‏.‏

والحينُ‏:‏ الوقتُ‏.‏ وفي حديث الجِمارِ‏:‏ كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم‏.‏

الأَصمعي‏:‏ التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً، قال‏:‏ والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب‏.‏ وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا

تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما

تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها‏.‏ وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة

في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز، يعني الفتح‏.‏ قال ابن بري‏:‏ فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة

فقال‏:‏ الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة، فالوَجْبة‏:‏ أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة‏:‏ أَن تَحْلُبَ

الناقة في اليوم مرة‏.‏ والحِينُ‏:‏ يومُ القيامة‏.‏ والحَيْنُ، بالفتح‏:‏

الهلاك؛ قال‏:‏

وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا‏.‏

وقد حانَ الرجلُ‏:‏ هَلَك، وأَحانه الله‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَتَتْكَ بحائنٍ

رِجْلاه‏.‏ وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ‏.‏ الأَزهري‏:‏ يقال حانَ

يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ‏.‏ والحائنةُ‏:‏ النازلة ذاتُ الحَين، والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة‏:‏

بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ

وقول مُلَيح‏:‏

وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ

صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ‏.‏

يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ‏.‏ وحانَ الشيءُ‏:‏ قَرُبَ‏.‏ وحانَتِ

الصلاةُ‏:‏ دَنَتْ، وهو من ذلك‏.‏ وحانَ سنْبُلُ الزرع‏:‏ يَبِسَ فآنَ حصادُه‏.‏

وأَحْيَنَ القومُ‏:‏ حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا‏.‏

أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ‏.‏ والحانَةُ‏:‏ الحانُوتُ؛ عن كراع‏.‏ الجوهري‏:‏

والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر‏.‏ والحانِيَّةُ‏:‏ الخمر منسوبة إلى

الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله

حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز

أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه

أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري‏:‏ حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت

اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح

ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله أَعلم‏.‏

خبن‏:‏ خَبَنَ الثوبَ وغَيرَه يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً وخُباناً‏:‏

قلَّصَه بالخياطة‏.‏ قال الليث‏:‏ خَبَنْتُ الثوبَ خَبْناً إذا رفعتَ ذُلْذُلَ

الثوبِ فخِطْتَه أَرْفَعَ من موضعه كي يتقلص ويَقْصُر كما يفعل بثوب الصبي، قال‏:‏ والخُبْنةُ ثيابُ الرجل، وهو ذُلْذُلُ ثوبه المرفوع‏.‏ يقال‏:‏ رفع في خُبْنَتِه شيئاً، وقد خَبَنَ خَبْناً‏.‏ والخُبْنةُ‏:‏ الحُجْزة يتخذها الرجل

في إزاره لأَنه يُقَلِّصُها‏.‏ والخُبْنة‏:‏ الوعاءُ يجعل فيه الشيء ثم يحمل

كذلك أَيضاً، فإِن جعلته أَمامك فهو ثِبانٌ، وإن حملته على ظهرك فهو حالٌ‏.‏ والخُبْنَةُ‏:‏ ما تحمله في حِضْنِك‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إذا

مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ منه ولا يتخذْ خُبْنةً؛ قال‏:‏ الخُبْنةُ

والحُبْكةُ في الحُجْزَة حُجْزَةِ السَّروايل، والثُّبْنةُ في الإِزارِ‏.‏

ويقال للثوب إذا طال فَثَنَيْتَه‏:‏ قد خَبَنْته وغبَنْته وكَبَنْته‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَخْبَنَ الرجلُ إذا خَبَأَ في خُبْنة سَراويلِه مما يلي

الصُّلْبَ، وأَثْبَنَ إذا خَبَأَ في ثُبْنَتِه مما يلي البَطْنَ، وعَنى

بثُبْنَتِه إزارَه‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ من أَصابَ بفِيه من ذي حاجةٍ غيرَ مُتَّخِذٍ

خُبْنةَ فلا شيء عليه أَي لا يأْخذ منه في ثوبه‏.‏ وخَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنه

خَبْناً‏:‏ حذَف ثانيه من غير أَن يَسْكُنَ له شيء إذا كان مما يجوز فيه

الزحافُ، كحذْف السين من مُسْتَفعِلُن، والفاء من مَفْعولات، والأَلف من فاعِلاتن، وكله من الخَبْنِ الذي هو التَّقْليصُ‏.‏ قال أَبو إسحق‏:‏ إنما

سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنك كأَنك عطَفتَ الجُزْءَ، وإن شئت أَتممتَ، كما أَنَّ كلَّ ما خَبَنْتَه من ثوبٍ أَمكَنَكَ إِرْسالُه، وإنما سمي خَبْناً

لأَن حَذْفَه مع أَوَّله؛ هذا قول أَبي إسحق، وقول المُخبَّل أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

وكانَ لها مِنَ حوْضِ سَيْحانَ فُرْصةٌ، أَراغَ لها نَجْمٌ من القَيْظِ خابنُ‏.‏

أَي خَبَنَها القيظُ، وفسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ خابِنٌ خَبَنَ من طول

ظِمئها أَي قَصَّر، يقول‏:‏ اشتَدَّ القيظُ ويَبِسَ البَقْلُ فقَصُر

الظِّمءُ‏.‏ ورجلٌ خُبُنٌّ‏:‏ مُتقَبِّضٌ ككُبُنٍّ‏.‏ وخَبَنَ الشيء يَخْبِنُه

خَبْناً‏:‏ أَخفاه‏.‏ وخَبَنَ الطَّعامَ إذا غَيَّبَه واستَعَدَّه للشِّدَّة‏.‏

والخُبْنُ في المزادة‏:‏ ما بين الخَرَبِ‏.‏ والفَمِ، وهو دون المِسْمَع، ولكل

مِسْمَع خُبْنان‏.‏ ويقال‏:‏ خَبَنَتْه خَبُونُ مثل شَعَبَتْه شَعُوبُ إذا مات‏.‏

والخُبْنة‏:‏ موضعٌ‏.‏ وإنه لذو خَبَناتٍ وخَنَباتٍ‏:‏ وهو الذي يَصْلُحُ

مرّةً ويَفْسُد أُخرى‏.‏

خبعثن‏:‏ الخُبَعْثِنة‏:‏ الناقةُ الحَريزة‏.‏ وتَيسٌ خُبَعْثِنٌ‏:‏ غليظ شديد؛ قال‏:‏

رأَيتُ تَيْساً راقَني لكَني، ذا مَنْبِتٍ يَرْغَبُ فيه المُقْتَني، أَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَى خُبَعْثِن‏.‏

والخُبَعْثِنُ أَيضاً من الرجال‏:‏ القويُّ الشديد‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏

الخُبَعْثِنة من الرجال الشديدُ الخَلْق العظيمة، وقيل‏:‏ هو العظيم الشديد من الأُسد‏.‏ الجوهري‏:‏ الخُبَعْثِنة الضخم الشديد مثل القُذَعْمِلَةَ؛ وأَنشد أبو عمرو‏:‏

خُبَعْثِنُ الخَلْقِ في أَخلاقه زَعَرٌ

وقال أَبو زُبيدٍ الطائيّ في وصف الأَسد‏:‏

خُبَعْثِنةٌ في ساعِدَيهِ تَزايُلٌ، تقولَ وعَى من بعدِ ما قد تكَسَّرا‏.‏

وقال الفرزدق يصف إبَلاً‏:‏

حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ، إذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشِّمَالا‏.‏

حُواسات‏:‏ أَكُولات‏.‏ يقال‏:‏ حاسَ يَحُوسَ حَوْساً أَكل، والعَشاء، بفتح

العين‏:‏ الطعام بعينه، أَي هي أَكولاتٌ مستوفياتٌ لعشائهن، ومن روى العِشاء، بكسر العين، فمعنى حُواسات مجتمعات؛ وقال الليث‏:‏ الخُبَعْثِنُ من كل شيء

التارُّ البَدَنِ، وهذه الترجمة ذكرها الجوهري بعد ترجمة ختن، وكذلك ذكره

ابن بري أَيضاً ولم ينتقده على الجوهري‏.‏

ختن‏:‏ خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنهما خَتْناً، والاسم

الخِتانُ والخِتانةُ، وهو مَخْتون، وقيل‏:‏ الخَتْن للرجال، والخَفْضُ

للنساء‏.‏ والخَتِين‏:‏ المَخْتُونُ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء‏.‏ والخِتانة‏:‏

صناعة الخاتن‏.‏ والخَتْنُ‏:‏ فِعْل الخاتن الغُلامَ، والخِتان ذلك الأَمْرُ

كُلُّه وعِلاجُه‏.‏ والخِتانُ‏:‏ موضع الخَتْنِ من الذكر، وموضع القطع من نَواة

الجارية‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ هو موضع القطع من الذكر والأُنثى؛ ومنه الحديث

المرويُّ‏:‏ إذا الْتَقَى الخِتانان فقد وجب الغسلُ، وهما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية‏.‏ ويقال لقَطْعهما الإعْذارُ والخَفْضُ، ومعنى

التقائهما غُيُوبُ الحشفة في فرج المرأَة حتى يصير خِتانه بحذاء خِتَانِها، وذلك أَن مدخل الذكر من المرأَة سافل عن خِتانُها لأَن ختانها مستعلٍ، وليس معناه أَن يَمَاسَّ خِتانُه ختانها؛ هكذا قال الشافعي في كتابه‏.‏ وأَصل

الخَتْن‏:‏ القطعُ‏.‏ ويقال‏:‏ أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إذا اسْتُقْصِيَتْ في القَطْعِ، وتسمى الدَّعْوةُ لذلك خِتاناً، وخَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بابنته

أَو بأُخته؛ قال الأَصمعي‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل

وأَخو امرأَته وكل من كان من قِبَلِ امرأَته، والجمع أَخْتانٌ، والأُنثى

خَتَنَة‏.‏ وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ إذا تَزَوَّجَ إليه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عليٌّ

خَتَنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي زوجُ ابنته، والاسم الخُتُونة‏.‏

التهذيب‏:‏ الأَحْماءُ من قبل الزوج، والأَخْتانُ من قبل المرأَة، والصِّهْرُ يجمعهما‏.‏ والخَتَنة‏:‏ أُمُّ المرأَة وعلى هذا الترتيب‏.‏ غيره‏:‏ الخَتَنُ

كل من كان من قبل المرأَة مثل الأَب والأَخ، وهم الأَخْتانُ، هكذا عند

العرب، وأَما العامَّةُ فخَتَنُ الرجل زوجُ ابنته؛ وأَنشد ابن بري للراجز‏:‏

وما عَلَيَّ أَن تكونَ جارِيهْ، حتى إذا ما بَلَغَتْ ثَمانِيَهْ

زَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِيهْ، أَخْتانُ صدقٍ ومُهورٌ عالِيَهْ‏.‏

وأَبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، خَتَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏.‏

وسئل سعيد بن جبير‏:‏ أَيَنْظُر الرجل إلى شعر خَتَنَتِه‏؟‏ فقرأَ هذه

الآية‏:‏ ولا يُبْدِينَ زينتهن إلا لبعولتهن، حتى قرأَ الآية فقال‏:‏ لا أَراه

فيهم ولا أَراها فيهنَّ، أَراد بخَتَنَتِه أُمَّ امرأَته‏.‏ وروى الأَزهري

أَيضاً قال‏:‏ سئل سعيد بن جبير عن الرجل يرى رأْس أُم امرأَته فتلا‏:‏ لا جُناح

عليهن، إلى آخر الآية، قال‏:‏ لا أَراها فيهن‏.‏ ابن المظفَّر‏:‏ الخَتَن

الصِّهْر‏.‏ يقال‏:‏ خاتَنْتُ فلاناً مُخاتَنةً، وهو الرجل المتزوّج في القوم، قال‏:‏ والأَبوانِ أَيضاً خَتَنا ذلك الزوج‏.‏ والخَتَنُ‏:‏ زوجُ فتاة القوم، ومن كان من قِبَلِه من رجل أَو امرأَة فهم كلهم أَخْتانٌ لأَهل المرأَة‏.‏

وأُمّ المرأَة وأَبوها‏:‏ خَتَنانِ للزوج، الرجلُ خَتَنٌ والمرأَة خَتَنة‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ الخُتُونة المُصاهرة وكذلك الخُتون، بغير هاء؛ ومنه قول

الشاعر‏:‏

رأَيتُ خُتونَ العامِ، والعامِ قَبْلَهُ، كحائضةٍ يُزْنى بها غيرَ طاهِر‏.‏

أَراد رأَيت مصاهرة العام والعام الذي كان قبله كامرأَة حائض زني بها، وذلك أَنهما كانا عامَيْ جَدْبٍ، فكان الرجل الهَجِينُ إذا كثر ماله

يَخْطُبُ إلى الرجل الشريف الحسيب الصريح النسب إذا قلّ مالُه حَريمتَه

فيزوّجه إياها ليكفيه مؤونتها في جدوبة السنة، فيتشرف الهَجِينُ بها لشرف

نسبها على نسبه، وتعيش هي بماله، غير أَنها تورث أَهلها عاراً كحائضة فُجِرَ

بها فجاءها العار من جهتين‏:‏ إحداهما أَنها أُتيت حائضاً، والثانية أن الوطءَ كان حراماً وإن لم تكُن حائضاً‏.‏ والخُتونة أَيضاً‏:‏ تَزَوُّجُ الرجل

المرأَةَ؛ ومنه قول جرير‏:‏

وما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذي خُتُونةٍ

من الناسِ، إِلا مِنكَ أَو من مُحاربِ‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ والخُتُونة تَجْمَعُ المُصاهرةَ بين الرجل والمرأَة، فأَهلُ بيتها أَخْتانُ أَهل بيت الزوج وأَهلُ بيتِ الزوج أَخْتانُ المرأَةِ

وأَهلِها‏.‏ ابن شميل‏:‏ سميت المُخاتَنَة مُخاتنةً، وهي المصاهرة، لالتقاء

الخِتانَيْنِ منهما‏.‏ وروي عن عُيَيْنة بن حِصْنٍ‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن موسى أَجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِهِ وشِبَعِ

بَطْنِه، فقال له خَتَنُه‏:‏ إن لك في غنمي ما جاءت به قالِبَ لَوْنٍ؛ قالِبَ

لَوْنٍ‏:‏ على غير أَلوان أُمهاتها، أَراد بالخَتَنِ أَبا المرأَة، والله أَعلم‏.‏

خدن‏:‏ الخِدْنُ والخَدِين‏:‏ الصديقُ، وفي المحكم‏:‏ الصاحبُ المُحدِّثُ، والجمع أَخْدانٌ وخُدَناء‏.‏ والخِدْنُ والخَدِينُ‏:‏ الذي يُخَادِنُك فيكون معك

في كل أَمر ظاهر وباطن‏.‏ وخِدْنُ الجارية‏:‏ مُحَدِّثُها، وكانوا في الجاهلية لا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّثُ الجارية فجاء الإسلامُ بهدمه‏.‏

والمُخادَنة‏:‏ المُصاحبة، يقال‏:‏ خادَنْتُ الرجلَ‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ إن احْتاجَ إلى مَعُونتهم فشَرُّ خليلٍ وأَلأَمُ خَدِينٍ؛ الخِدْنُ

والخَدِينُ‏:‏ الصديق‏.‏ والأَخْدَنُ‏:‏ ذو الأَخْدانِ؛ قال رؤبة‏:‏

وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ‏.‏

ومن ذلك خِدْنُ الجارية‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافحاتٍ

ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ؛ يعني أَن يَتِّخِذْنَ أَصدقاء‏.‏ ورجل خُدَنةٌ‏:‏

يُخادِنُ الناسَ كثيراً‏.‏

خذن‏:‏ الليث‏:‏ الخُذُنَّتانِ الأُذُنانِ؛ وأَنشد‏:‏

يا ابْنَ التي خُذُنَّتاها باعُ‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ هذا تصحيف، والصواب الحُذُنَّتان، هكذا روي لنا عن أَبي

عبيد وغيره، والخاء وهم‏.‏

خذعن‏:‏ الخُذْعُونة‏:‏ القِطْعَةُ من القَرْعة والقِثَّاءةِ أَو الشحم‏.‏

خرطن‏:‏ الخَراطِينُ‏:‏ دِيدانٌ طِوالٌ تكون في طِينِ الأَنهار؛ قال الأَزهري‏:‏ ولا أَحْسَبُها عربية محضة، والله أَعلم‏.‏

خزن‏:‏ خَزَنَ الشَّيءَ يَخْزُنه خَزْناً واخْتَزَنه‏:‏ أَحْرَزه وجعله في خِزانة واختزنه لنفسه‏.‏ والخِزانةُ‏:‏ اسم الموضع الذي يُخْزَن فيه الشيء‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإنْ من شيء إلا عندنا خَزائنُه‏.‏ والخِزانةُ‏:‏ عَملُ

الخازِن‏.‏ والمَخْزَن، بفتح الزاي‏:‏ ما يُخْزَن فيه الشيء‏.‏ والخِزانةُ‏:‏ واحدة

الخَزائن‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا أَقول لكم عندي خَزائن الله؛ قال ابن الأَنباري‏:‏ معناه غُيوب علم الله التي لا يعلمها إلا الله، وقيل للغُيوب

خَزائنُ لغموضها على الناس واستتارها عنهم‏.‏ وخَزَن المالَ إذا غيَّبه‏.‏

وقال سفيان بن عيينة‏:‏ إنما آياتُ القرآن خزائن، فإِذا دخلتَ خزانةً فاجتهد

أَن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها، قال‏:‏ شبَّه الآية من القرآن بالوعاء

الذي يجمع فيه المال المخزون، وسمي الوعاء خزانة لأَنه من سبب المخزون

فيه‏.‏ وخِزانة الإنسان‏:‏ قلبه‏.‏ وخازِنه وخَزّانه‏:‏ لسانه، كلاهما على المثل‏.‏

وقال لقمان لابنه‏:‏ إذا كان خازِنك حفيظاً وخِزانتك أَمينةً رَشدْتَ في أَمرَيْكَ دنياك وآخرتك، يعني اللسان والقلب؛ وقال‏:‏

إذا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليه لسانُه، فليس على شيءٍ سِواه بخازِنِ‏.‏

وخَزَنتُ السِّرَّ واختزَنْتُه‏:‏ كتَمْتُه‏.‏ وخَزِنَ اللحمُ، بالكسر، يَخْزَنُ وخَزَنَ يَخْزُن خَزْناً وخُزوناً وخَزُنَ، فهو خَزينٌ‏:‏ تغير وأَنتن

مثل خَنِزَ مقلوب منه؛ قالَ طرفة‏:‏

ثُمَّ لا يَحْزَنُ فينا لَحْمُها، إنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر‏.‏

وعمَّ بعضهم به تغير الطعام كله‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الخَزَّانُ الرُّطَب

تسْوَدُّ أَجوافه من آفة تصيبه، اسم كالجَبّان والقَذّاف، واحدته

خَزّانة‏.‏ واختَزَنتُ الطريقَ واخْتَصرْتُه، وأَخذنا مخازِنَ الطريق ومَخاصِرَها

أَي أَخذنا أَقرَبها‏.‏

خسن‏:‏ أَهمله الليث، وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏ أَخسَنَ الرجلُ‏:‏ إذا

ذَلَّ بعد عِزٍّ، نعوذ بالله من ذلك‏.‏

خشن‏:‏ الخَشِنُ والأَخشَنُ‏:‏ الأَحرشُ من كل شيء؛ قال‏:‏

والحجرَ الأَخْشَن والثِّنايه‏.‏

وجمعه خِشانٌ والأُنثى خَشِنة وخَشْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي يعني

جُلَّة التمر‏:‏

وقد لَفَّفا خَشْناءَ ليْسَتْ بوَخشةٍ، تُوارِي سماءَ البيتِ، مُشْرِفةَ القُتْرِ‏.‏

خَشُنَ خُشْنةً وخَشانة وخُشونة ومَخْشَنة، فهو خَشِنَ أَخشَن، والمُخاشنة في الكلام ونحوه‏.‏ ورجل أَخشن‏:‏ خَشِن‏.‏ والخُشونة‏:‏ ضد اللين، وقد خَشُن، بالضم، فهو خَشِن‏.‏ واخشَوْشنَ الشيءُ‏:‏ اشتَدَّت خُشونتُه، وهو للمبالغة

كقولهم أَعشَبت الأَرضُ واعْشَوْشَبتْ، والجمع خُشْنٌ؛ قال الراجز‏:‏

تعَلَّمَنْ يا زَيْدُ، يا ابنَ زَينِ، لأُكْلَةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ، وشَرْبتان من عكِيِّ الضَّأْنِ، أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ‏.‏

من يَثْرَبِيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ، يَرْمي بها أَرْمى من ابنِ تِقْنِ‏.‏

يعني به الجُدُد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أُخَيْشِنُ في ذات الله؛ هو تصغير

الأَخشَنِ للخَشِن‏.‏ وتخَشَّنَ واخشَوْشَن الرجلُ‏:‏ ليس الخَشِن وتعوّده أََو

أَكله أو تكلم به أَو عاش عَيشاً خَشِناً، وقال قولاً فيه خُشونة‏.‏ وفي حديثه

عمر، رضي الله عنه‏:‏ اخشَوْشنوا، في إحدى رواياته، وفي حديث الآخر أَنه

قال لابن عباس‏:‏ نِشْنِشة من أَخشَن أَي حجرٌ من جبَل، والجبال توصف

بالخُشونة‏.‏ وفي حديث ظَبْيان‏:‏ ذَنِّبوا خِشانَه؛ الخِشانُ‏:‏ ما خَشُن من الأَرض، ومعنى خَشُن دون معنى اخْشَوْشَنَ لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو، وكذلك كل ما كان من هذا كاعشَوْشَبَ ونحوه‏.‏ واستَخْشَنه‏:‏ وجده خَشِناً، وفي حديث علي، رضي الله عنه، يذكر العلماء الأَتقياء‏:‏ واستَلانوا ما اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون‏.‏ وخاشَنَه‏:‏ خَشُن عليه، يكون في القول والعمل‏.‏ وفلان

خَشِن الجانب أَي صَعْب لا يُطاق‏.‏ وإنه لذو خُشْنةٍ وخُشونة ومَخْشَنة

إذا كان خَشِن الجانب‏.‏ وفي الثوب وغيره خُشونة، ومُلاءَة خشْناء‏:‏ فيها

خُشونة إما من الجِدَّة، وإما من العمل‏.‏ والخَشْناء‏:‏ الأَرض الغليظة‏.‏ وأَرض

خَشْناء‏:‏ فيها حجارة ورمل كخَشْاء‏.‏ وكَتيبة خَشْناء‏:‏ كثيرة السلاح‏.‏ وفي حديث الخروج إلى أُحُد‏:‏ فإِذا بكَتيبة خَشْناء أَي كثيرة السلاح خَشِنته، ومعشَر خُشْنٌ، ويجوز تحريكه في الشعر؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

إذاً لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ، عندَ الحفيظةِ، إنْ ذو لُوثةٍ لانا‏.‏

قال‏:‏ هو مثل فَطِنٍ وفُطُن؛ قال قيس بن عاصم في فُطُنٍ‏:‏

لا يَفْطِنُون لَعَيْبِ جارِهِم، وهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ‏.‏

وخاشَنْتُه‏:‏ خلاف لايَنْته‏.‏ وخَشَّنْت صدرَه تَخْشيناً‏:‏ أَوْغَرْتُ؛ قال عنترة‏:‏

لعَمري لقد أَعْذَرْت لو تَعْذُرينني، وخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لك ناصِحُ‏.‏

والخُشْنة‏:‏ الخُشونة؛ قال حكيم بن مُصعَب‏:‏

تشَكَّى إليَّ الكلبُ خُشْنةَ عَيْشِه، وبي مثلُ ما بالكلب أَوْ بِيَ أَكثر‏.‏

وقال شمر‏:‏ اخْشَوْشَنَ عليه صدْرُه وخَشُن عليه صدْرُه إذا وَجَد عليه‏.‏

والخَشْناء والخُشَيْناء‏:‏ بقلة خضراء ورقها قصير مثل الرَّمْرام، غير

أَنها أَشد اجتماعاً، ولها حبٌّ تكون في الرَّوْض والقِيعان، سميت بذلك

لخُشونتها؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الخُشَيناء بقلة تَنفَرش على الأَرض، خَشْناء في المَسِّ لينة في الفم، لها تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة، ونَوْرتها صفراء

كنَوْرة المُرّة، وتؤكل وهي مع ذلك مرعى‏.‏ وخُشَيْنة‏:‏ بطن من بطون العرب، والنسبة إليهم خُشَنيٌّ‏.‏ وبنو خَشْناء وخُشَين‏:‏ حَيّان، وقد سَمَّوْا

أَخْشَنَ ومُخاشِناً وخُشَيْناً وخَشِناً‏.‏ وأَخْشَنُ‏:‏ جبل‏.‏ وروى ابن الأََعرابي هذا المثل‏:‏ شِنْشِنة أَعرفها من أَخْشَنَ، وفسره بأَنه اسم جبل، قال‏:‏ ومن قال أَعرفها من أَخْزَم، فهو اسم رجل‏.‏

خصن‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ من أَسماء الفأْس الخَصِينُ والحَدَثانُ

والمِكْشاح‏.‏ ابن سيده‏:‏ الخَصِينُ فأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ واحد، تذكر وتؤنث، والجمع أَخْصُنٌ، وثلاثُ أَخْصُنٍ لتأْنيثه، وهو النَّاجَخُ‏.‏ أَيضاً؛ قال امرؤ القيس‏:‏

يَقْطَعُ الغافَ بالخَصِينِ ويُشْلي، قد عَلِمْنا بمَنْ يُدِير الرَّبابا‏.‏

خضن‏:‏ خاضَنَ المرأَةَ خِضَاناً ومُخاضَنةً‏:‏ غازَلها‏.‏ والمُخاضَنَةُ‏:‏

التَّرامي بقول الفُحْشِ‏.‏ والمُخاضَنَةُ‏:‏ المُغازَلة؛ قال الطِّرِمَّاحُ‏:‏

وأَلقتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلَةٌ، تُخاضِنُ أَو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنِ‏.‏ وأَنشد ابن بري‏:‏

وبَيْضاءَ مِثْل الرِّيم، لو شِئْتُ قد صَبَتْ

إليَّ، وفيها للمُخاضِنِ مَلْعَبُ

الأَصمعي وغيره‏:‏ يقال خَضَنْت الهديةَ والمعروفَ إذا صَرَفها، وكذلك إذا

خَبَنها، اللحياني‏:‏ ما خُضِنَتْ عنه المُروءَةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَتْ‏.‏ ويقال‏:‏ خَضنَه وخَبَنَه إذا كَفَّه؛ قال رؤبة‏:‏

تَعتَزُّ أَعْناقَ الصِّعابِ اللُّجَّنِ *** من الأَوابي بالرِّياضِ المِخْضَنِ‏.‏

اللُّجَّنُ‏:‏ جمع اللَّجُونِ‏.‏ وهو الذي لا يَحْرُن ولا يَبْرَحُ مكانه وإن ضُرب، من الأَوابي‏:‏ صلة للصعاب، والمِخْضَنُ‏:‏ المُذِلُّ‏.‏ يقال‏:‏ خَضَنَه خَضْناً إذا أَذله‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المِخْضَن الذي يُذَلِّلُ الدوابَّ‏.‏