فصل: (تابع: حرف النون)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف النون‏]‏

فرجن‏:‏ الفِرْجَونُ‏:‏ المِحَسَّةُ‏.‏ وقد فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَي بالمِحَسَّة أَي حَسَّها، والله تعالى أَعلم‏.‏

فرزن‏:‏ الفِرْزانُ‏:‏ من لُعَبِ الشِّطْرَنْج، أَعجمي معرّب، وجمعه

فَرَازِينُ‏.‏

فرسن‏:‏ الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد، واعْتَدَّ سيبويه

الفِرْناسَ ثلاثيّاً، وهو مذكور في موضعه‏.‏ والفِرْسِنُ‏:‏ فِرْسِنُ البعير، وهي مؤنثة، وجمعها فَراسِنُ‏.‏ وفي الفَراسِنِ السُّلامَى‏:‏ وهي عظام الفِرْسِن

وقَصَبُها، ثم الرُّسْغ فوق ذلك، ثم الوَظِيفُ، ثم فوق الوَظِيفِ من يد

البعير الذِّراعُ، ثم فوق الذراع العَضُدُ، ثم فوق العَضُدِ الكتفُ، وفي رجله

بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ، ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ‏.‏ والفِرْسِنُ من البعير‏:‏ بمنزلة الحافر من الدابة، قال‏:‏ وربما استعير في الشاة‏.‏ قال ابن السراج‏:‏ النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ، وقد تقدم‏.‏ والذي للشاة هو الظَّلْفُ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة؛ الفِرْسِنُ‏:‏ عظم قليل اللحم، وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة‏.‏

فرصن‏:‏ فَرْصَنَ الشيءَ‏:‏ قطعه؛ عن كراع‏.‏

فرعن‏:‏ الفَرْعَنَةُ‏:‏ الكِبْرُ والتَّجَبُّر‏.‏ وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ

مَلِكُ دَهْره؛ قال القَطامِي‏:‏

وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى، وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ

الكِفارُ‏:‏ جمع كافر كصاحب وصحاب، وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه من هذا، وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ، ولذلك لم يصرف‏.‏ الجوهري‏:‏ فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر‏.‏

وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ، والعُتاةُ‏:‏ الفراعنة‏.‏ وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو

فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة‏.‏

الأَزهري‏:‏ من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ؛ قال شمر‏:‏ هي منسوبة إِلى

فِرْعَوْنِ موسى، وقيل‏:‏ الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح، قال ابن بري‏:‏ حكى

ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون، بضم الفاء، لغة نادرة‏.‏

فشن‏:‏ فَيْشُونُ‏:‏ اسم نهر؛ حكاه صاحبُ العين على أَنه قد يكون

فَعْلُوناً، وإِن لم يحك سيبويه هذا البناء‏.‏ الليث‏:‏ فَيْشُون اسم نهر، وأَفْشِيُونُ

أَعجمي‏.‏

فطن‏:‏ الفِطْنَةُ‏:‏ كالفهم‏.‏ والفِطْنَة‏:‏ ضِدُّ الغَباوة‏.‏ ورجل فَطِنٌ

بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وقد فَطَنَ لهذا الأَمر، بالفتح، يَفْطُنُ

فِطْنَة وفَطُنَ

فَطْناً وفَطَناً، وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية، فهو فاطِنٌ له

وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة، وقد فَطِنَ، بالكسر، فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً، والجمع فُطْنٌ، والأُنثى فَطِنَة؛ قال القطامي‏:‏

إِلى خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّيني، طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ

وقال الآخر‏:‏

قالتْ، وكنتُ رَجُلاً فَطِينَا‏:‏

هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا

وقال قَيْسُ بنُ عاصمٍ في الجمع

لا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِ، وهُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ

والمُفاطَنَةُ‏:‏ مُفَاعلة منه‏.‏ الليث‏:‏ وأَما الفَطِنُ فذو فِطْنَةٍ

للأَشياء، قال‏:‏ ولا يمتنع كل فعل من النعوت من أَن يقال قد فَعُلَ وفَطُنَ أَي

صار فَطِناً إلا القليل‏.‏ وفَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِيناً‏:‏ فَهَّمَه‏.‏

وفي المثل‏:‏ لا يُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة؛ القارةُ‏:‏ أُنثى

الذِّئَبةِ‏.‏ وفاطَنَةُ في الحديث‏:‏ راجَعَه؛ قال الراعي‏:‏

إِذا فاطَنَتْنا في الحديثِ تَهَزْهَزَتْ

إِليها قلوبٌ، دونهن الجَوانِحُ

ويقال‏:‏ فَطِنْتُ إِليه وله وبه فِطْنَةً وفَطانة‏.‏ ويقال‏:‏ ليس له فُطْنٌ

أَي فِطْنةٌ‏.‏

فكن‏:‏ فَكَنَ في الكذب‏:‏ لَجَّ ومَضى‏.‏

فلن‏:‏ فُلانٌ وفُلانَةُ‏:‏ كناية عن أَسماء الآدميين‏.‏ والفُلانُ

والفُلانَةُ‏:‏ كناية عن غير الآدميين‏.‏ تقول العرب‏:‏ رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ

الفُلانة‏.‏ ابن السَّرَّاج‏:‏ فُلانٌ كناية عن اسم سمي به المُحَدَّثُ عنه، خاص

غالب‏.‏ ويقال في النداء‏:‏ يا فُلُ فتحذف منه الأَلف والنون لغير ترخيم، ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا، قال‏:‏ وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة؛ قال أَبو النجم‏:‏

في لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

واللجة‏:‏ كثرة الأَصوات، ومعناه أَمسك فلاناً عن فلان‏.‏ وفلانٌ وفلانةُ‏:‏

كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، قال‏:‏ ويقال في غير الناس الفُلانُ

والفُلانَةُ بالأَلف واللام‏.‏ الليث‏:‏ إِذا سمي به إِنسان لم يحسن فيه الأَلف

واللام‏.‏ يقال‏:‏ هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نكرة له، ولكن العرب إِذا

سَمَّوْابه الإِبلَ قالوا هذا الفُلانُ وهذه الفُلانة، فإِذا نسبت قلت فلانٌ

الفُلانِيُّ، لأَن كل اسم ينسب إِليه فإِن الياء التي تلحقه تصيره نكرة، وبالأَلف واللام يصير معرفة في كل شيء‏.‏ ابن السكيت‏:‏ تقول لقيت فلاناً، إِذا

كَنَيْت عن الآدميين قلته بغير أَلف ولام، وإِذا كَنَيْتَ عن البهائم

قلته بالأَلف واللام؛ وأَنشد في ترخيم فلان‏:‏

وهْوَ إِذا قيل له‏:‏ وَيْهاً، فُلُ

فإِنه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُ

وهْو إِذا قيل له‏:‏ وَيْهاً، كُلُ

فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ

وقال الأَصمعي فيما رواه عنه أَبو تراب‏:‏ يقال قم يا فُلُ ويا فُلاه، فمن قال يا فُلُ فمضى فرفع بغير تنوين فقال قم يا فُلُ؛ وقال الكميت‏:‏

يقالُ لمِثْلِي‏:‏ وَيْهاً فُلُ

ومن قال يا فُلاه فسكن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلك يا فُلاه، وإِذا مضى

قال يا فُلا قل ذلك، فطرح ونصب‏.‏ وقال المبرد‏:‏ قولهم يا فُلُ ليس بترخيم

ولكنها كلمة على حِدَةٍ‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ يقول بعض بني أَسدٍ يا فُلُ أَقبل

ويا فُلُ

أَقبلا ويا فُلُ أَقبلوا، وقالوا للمرأَة فيمن قال يا فُلُ أَقْبِلْ‏:‏ يا

فُلانَ أَقبلي، وبعض بني تميم يقول يا فُلانَةُ أَقبلي، وبعضهم يقول يا

فُلاةً أَقبلي‏.‏ وقال غيرهم‏:‏ يقال للرجل يا فُلُ

أَقبل، وللاثنين يا فُلانِ، ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا، وللمرأَة يا

فُلَ أَقْبِلي، ويا فُلَتانِ، ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ، نصب في الواحدة لأَنه

أَراد يا فُلَة، فنصبوا الهاء‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ فلانٌ لا يثنى ولا يجمع‏.‏

وفي حديث القيامة‏:‏ يقول الله عز وجل أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ

وأُسَوِّدْكَ‏؟‏ معناه يا فلانُ، قال‏:‏ وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام، ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه‏:‏ ليست ترخيماً وإِنما هي صيغة ارْتُجِلَتْ في باب النداء، وقد جاء في غير النداء؛ وأَنشد‏:‏

في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

فكسر اللام للقافية‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ليس بترخيم فُلانٍ، ولكنها كلمة على

حدة، فبنو أَسد يُوقِعُونَها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ

واحد، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث؛ وقال قوم‏:‏ إِنه ترخيم فلان، فحذفت النون

للترخيم والأََلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم‏.‏ وفي حديث

أُسامة في الوالي الجائر‏:‏ يُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فيقال له أَي فُلْ أَين ما كنت تَصِفُ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ يا ويلَتا ليتني لم أَتَّخِذْ فلاناً خليلاً؛ قال الزجاج‏:‏ لم أَتخذ فلاناً الشيطانَ خليلاً، قال‏:‏

وتصديقُه‏:‏ وكان الشيطان للإِنسان خَذُولاً؛ قال‏:‏ ويروى أَن عُقْبة بن أَبي مُعَيْطٍ هو الظالم ههنا، وأَنه كان يأْكل يديه نَدَماً، وأَنه كان عزم

على الإِسلام قبلغ أُمَيَّةَ ابن خَلَفٍ فقال له أُميةُ‏:‏ وَجْهِي من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام، فإِذا كان يوم القيامة أَكل يديه ندماً، وتمنى أَنه آمن واتخذ مع الرسول

إِلى الجنة سبيلاً ولم يتخذ أُمية بن خلف خليلاً، ولا يمتنع أَن يكون

قبوله من أُمية من عمل الشيطان وإِغوائه‏.‏ وفُلُ بن فُلٍ‏:‏ محذوف، فأَما

سيبويه فقال‏:‏ لا يقال فُل يعني به فلان إِلا في الشعر كقوله‏:‏

في لجة، أَمسك فلاناً عن فُلِ

وأَما يا فُلْ التي لم تحذف من فلان فلا يستعمل إِلا في النداء، قال‏:‏

وإِنما هو كقولك يا هَناه، ومعناه يا رجل‏.‏ وفلانٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏ وبنو فُلان‏:‏

بَطنٌ نسبوا إِليه، وقالوا في النسب الفُلانيّ كما قالوا الهَنِيّ، يَكْنُونَ به عن كل إِضافة‏.‏ الخليلُ‏:‏ فلانٌ تقديره فُعال وتصغيره فُلَيِّنٌ، قال‏:‏ وبعض يقول هو في الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو، قال‏:‏ وتصغيره على هذا

القول فُلَيَّانٌ، وكالإنسان حذفت منه الياء أَصله إِنْسِيان، وتصغيره

أُنَيْسِيانُ، قال‏:‏ وحجة قولهم فُلُ

بن فُلٍ كقولهم هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ‏.‏ وروي عن الخليل

أَنه قال‏:‏ فلانٌ نُقْصانُه ياء أَو واو من آخره، والنون زائدة، لأَنك

تقول في تصغيره فُلَيَّانٌ، فيرجع إِليه ما نقص وسقط منه، ولو كان فلانٌ مثل

دُخانٍ لكان تصغيره فُلَيِّنٌ مثل دُخَيِّنٍ، ولكنهم زادوا أَلفاً

ونوناً على فُلَ؛ وأَنشد لأَبي النجم‏:‏

إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ، تُدافِعُ الشَّيبَ ولم تُقَتَّلِ، في لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

فلسطن‏:‏ فِلَسْطِينُ، بكسر الفاء وفتح اللام‏:‏ الكورَةُ المعروفة فيما بين

الأُرْدُنّ وديار مصر، حماها الله تعالى، وأُمُّ بلادها بيتُ

المَقْدِسِ‏.‏

فلكن‏:‏ قَوْسٌ فَيْلَكُونٌ‏:‏ عظيمة؛ قال الأَسوَدُ ابنُ يَعفُرَ‏:‏

وكائِنْ كَسَرْنا من هَتُوفٍ مُرِنَّةٍ، على القومِ، كانتْ فَيْلكُونَ المَعابِلِ

وذلك أَنه لا تُرْمى المعابلُ وهي النِّصال المُطَوَّلة إِلا على قَوْسٍ

عظيمة‏.‏ الجوهري‏:‏ الفَيْلَكُونُ البَرْدِيُّ، هو فَيعَلُول‏.‏

فنن‏:‏ الفَنُّ‏:‏ واحد الفُنُون، وهي الأَنواع، والفَنُّ الحالُ‏.‏ والفَنُّ‏:‏

الضَّرْبُ من الشيء، والجمع أَفنان وفُنونٌ، وهو الأُفْنُون‏.‏ يقال‏:‏

رَعَيْنا فُنُونَ النَّباتِ، وأَصَبْنا فُنُونَ الأَموال؛ وأَنشد‏:‏

قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنانِه، كلّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ

والرجلُ يُفَنِّنُ الكلام أَي يَشْتَقُّ في فَنٍّ بعد فنٍّ، والتَّفَنُّنُ فِعْلك‏.‏ ورجل مِفَنٌّ‏:‏ يأْتي بالعجائب، وامرأَة مِفْنَّة‏.‏ ورجل

مِعَنٌّ مِفَنٌّ‏:‏ ذو عَنَنٍ واعتراض وذو فُنُون من الكلام؛ وأَنشد أبو زيد‏:‏ إِنَّ لنا لكَنَّه

مِعَنَّةً مِفَنَّه

وافْتَنَّ الرجل في حديثه وفي خُطْبته إِذا جاء بالأَفانين، وهو مثلُ

اشْتَقَّ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فافْتَنَّ، بعد تَمامِ الوِرْدِ، ناجِيةً، مثْلَ الهِرَاوَةِ ثِنْياً بِكْرُها أَبِدُ

قال ابن بري‏:‏ فسر الجوهري افْتَنَّ في هذا البيت بقولهم افْتَنَّ الرجل

في حديثه وخُطْبته إِذا جاء بالأَفانين، قال‏:‏ وهو مثلُ اشْتَقَّ، يريد

أَن افْتَنَّ في البيت مستعار من قولهم افْتَنَّ الرجل في كلامه وخصومته

إِذا توسع وتصرف، لأَنه يقال افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه واشْتَقَّ بها إِذا

أَخذ في طَرْدِها وسَوْقها يميناً وشمالاً وعلى استقامة وعلى غير

استقامة؛ فهو يَفْتَنُّ في طَرْدِها أَفانينَ الطَّرْدِ؛ قال‏:‏ وفيه تفسير آخر

وهو أَن يكون افْتَنَّ في البيت من فَنَنْتُ الإِبلَ إِذا طردتها، فيكون

مثل كسَبْته واكتَسَبْته في كونهما بمعنى واحد، وينتصب ناجية بأَنه مفعول

لافْتَنَّ من غير إِسقاط حرف جر، لأَن افْتَنَّ الرجل في كلامه لا

يتعدَّى إِلا بحرف جرّ؛ وقوله‏:‏ ثِنياً بكرها أَبِدُ أَي وَلَدَت بَطْنَين، ومعنى بِكْرُها أَبِدٌ أَي وَلَدُها الأَول قد توحش معها‏.‏ وافْتَنَّ‏:‏ أَخذ في فُنُونٍ من القول‏.‏ والفُنُونُ‏:‏ الأَخلاطُ من الناس‏.‏ وإِن المجلس ليجمع

فُنُوناً من الناس أَي ناساً ليسوا من قبيلة واحدة‏.‏ وفَنَّنَ الناسَ‏:‏

جعلهم فُنُوناً‏.‏ والتَّفْنينُ‏:‏ التخليط؛ يقال‏:‏ ثوبٌ فيه تَفْنين إِذا كان

فيه طرائق ليست من جِنْسه‏.‏ والفَنَّانُ في شعر الأَعشى‏:‏ الحمارُ؛ قال‏:‏

الوحشي الذي يأْتي بفُنُونٍ من العَدْوِ؛ قال ابن بري وبيت الأَعشى الذي

أَشار إِليه هو قوله‏:‏

وإِنْ يَكُ تَقْرِيبٌ من الشَّدِّ غالَها

بمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ، مُجْذِمِ

والأّجارِيُّ‏:‏ ضُروبٌ من جَرْيه، واحدها إِجْرِيّا، والفَنُّ‏:‏

الطَّرْدُ‏.‏ وفَنَّ الإِبلَ يَفُنُّها فَنّاً إِذا طردها؛ قال الأَعشى‏:‏

والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِرَاؤُها، ونَشَأْنَ في فَنٍّ وفي أَذْوادِ

وفَنَّه يَفُنُّه فَنّاً إِذا طرده‏.‏ والفَنُّ‏:‏ العَناء‏.‏ فنَنْتُ الرجلَ

أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّيْتَه، وفنَّه يَفُنُّه فَنّاً‏:‏

عَنَّاه؛ قال‏:‏

لأجْعَلَنْ لابنة عَمْروللهٍ فَناً، حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا

وقال الجوهري‏:‏ فنّاً أي أمراً عَجَباً، ويقال‏:‏ عَناءً أي آخُذُ عليها

بالعَناء حتى تَهَبَ لي مَهْرَها‏.‏ والفَنُّ‏:‏ المَطْلُ‏.‏ والفَنُّ‏:‏ الغَبْنُ، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر‏.‏ وامرأَة مِفَنَّة‏:‏ يكون من الغَبن ويكون من الطَّرْدِ والتَّغْبِيَة‏.‏

وأُفْنُونُ الشَّبابِ‏:‏ أوَّله، وكذلك أُفْنُونُ السحاب‏.‏ والفَنَنُ‏:‏

الغُصْنُ المستقيم طُولاً وعَرْضاً؛ قال العجاج‏:‏

والفَنَنُ الشَّارِقُ والغَرْبيُّ

والفَنَنُ‏:‏ الغُصْنُ، وقيل‏:‏ الغُصْنُ القَضِيب يعني المقضوب، والفَنَنُ‏:‏

ما تشَعَّبَ منه، والجمع أَفْنان‏.‏ قال سيبويه‏:‏ لم يُجاوِزُوا به هذا

البناء‏.‏ والفَنَنُ‏:‏ جمعه أَفْنانٌ، ثم الأَفانِينُ؛ قال الشاعر يصف

رَحىً‏:‏ لها زِمامٌ من أَفانِينِ الشَّجَرْ

وأما قول الشاعر‏:‏

مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ، حتى

أغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظَّلام

فإنه استعار للظلمة أَفْناناً، لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها

وأَوراقِها كما تستر الغصون بأَفنانها وأَوراقها‏.‏ وشجرة فَنْواءُ‏:‏ طويلة

الأَفْنانِ، على غير قياس‏.‏ وقال عكرمة في قوله تعالى‏:‏ ذَواتَا أَفْنانٍ؛ قال‏:‏

ظِلُّ الأغصانِ على الحِيطانِ؛ وقال أَبو الهيثم‏:‏ فسره بعضهم ذَواتا

أغصانٍ، وفسره بعضهم ذواتا أَلوان، واحدها حينئذ فَنّ وفَنَنٌ، كما قالوا

سَنٌّ وسَنَنٌ وعَنٌّ وعَنَنٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ واحدُ الأَفنان إذا أَردت بها

الأَلوان فَنٌّ، وإذا أردْتَ بها الأغصان فواحدها فَنَنٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

شجرة فَنْواء ذات أَفنان‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ وكان ينبغي في التقدير فَنَّاء‏.‏

ثعلب‏:‏ شجرة فَنَّاء وفَنْواء ذات أَفْنانٍ، وأَما قَنْواء، بالقاف، فهي الطويلة‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ الفُنُون تكون في الأغصان، والأغصان تكون في الشُّعَبِ، والشُّعَبُ تكون في السُّوق، وتسمى هذه الفُروعُ، يعني فروعَ

الشجر، الشَّذَبَ، والشَّذَبُ العِيدانُ التي تكون في الفُنون‏.‏ ويقال للجِذعِ إذا قطع عند الشَّذَب‏:‏ جِذْعٌ مُشَذَّبٌ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

يُرادَا على مِرْقاةِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

يُرادا أي يُدارا‏.‏ يقال‏:‏ رادَيْتُه ودارَيْتُه‏.‏ والفَنَنُ‏:‏ الفَرْع من الشجر، والجمع كالجمع‏.‏ وفي حديث سِدْرة المُنْتَهَى‏:‏ يسير الراكب في ظِلِّ الفَنَنِ مائةَ سَنةٍ‏.‏ وامرأَة فَنْواء‏:‏ كثيرة الشعر، والقياس في كل

ذلك فَنَّاء، وشعَر فَيْنان؛ قال سيبويه‏:‏ معناه أَن له فنوناً كأَفنانِ

الشجر، ولذلك صرف، ورجل فَيْنان وامرأَة فَينانة؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا هو القياس لأَن المذكر فَيْنان مصروف مشتق من أَفنان الشجر‏.‏ وحكي ابن الأَعرابي‏:‏ امرأَة فَيْنَى كثيرة الشعر، مقصور، قال‏:‏ فإن كان هذا كما حكاه فحكم

فَيْنان أن لا ينصرف، قال‏:‏ وأُرى ذلك وهَماً من ابن الأَعرابي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَهلُ الجنة مُرْدٌ مُكَحَّلون أُولو أَفانِين؛ يريد أُولو شُعور

وجُمَم‏.‏ وأَفانِينُ‏:‏ جمع أَفنان، وأَفنانٌ‏:‏ جمع فَنَنٍ، وهو الخُصلة من الشعر، شبه بالغصن؛ قال الشاعر‏:‏

يَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبيبِ والعُذَرْ

يصف الخيلَ ونَفْضَها خُصَل شعر نواصيها وأَذنابها؛ وقال المَرَّار‏:‏

أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّد، بعدَما

أَفْنانُ رأْسِك كالثَّغام المُخْلِسِ‏؟‏

يعني خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حين شاب‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الفَينان الشعر الطويل

الحسَنُ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ فَيْنانٌ فَيعال من الفَنَن، والياء زائدة‏.‏

التهذيب‏:‏ وإن أَخذت قولهم شعر فَيْنانٌ من الفَنَن وهو الغصن صرفته في حالي

النكرة والمعرفة، وإن أَخذته من الفَيْنة وهو الوقت من الزمان أَلحقته بباب

فَعْلان وفَعْلانة، فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

جاءَت امرأَةٌ تشكو زوجَها فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ تُرِيدينَ

أن تزَوَّجِي ذا جُمَّةٍ فَينانة على كل خُصلة منها شيطان؛ الشعر

الفَيْنانُ‏:‏ الطويل الحسن، والياء زائدة‏.‏ ويقال‏:‏ فَنَّنَ فلانٌ رأْيه إذا لَوَّنه

ولم يثبت على رأْي واحد‏.‏ والأَفانِينُ‏:‏ الأَساليب، وهي أَجناس الكلام

وطُرُقه‏.‏ ورجل مُتفَنِّنٌ أي ذو فُنون‏.‏ وتَفنَّنَ‏:‏ اضطرب كالفَنَن‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ تَفنَّن اضطرب ولم يَشْتقَّه من الفَنن، والأَول أَولى؛ قال‏:‏

لو أَن عُوداً سَمْهَريّاً من قَنا، أو من جِيادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا، لاقى الذي لاقَيْتُه تَفنَّنا

والأُفْنونُ‏:‏ الحية، وقيل‏:‏ العجوز، وقيل‏:‏ العجوز المُسِنَّة، وقيل‏:‏

الداهية؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر في الأُفْنون العجوز‏:‏

شَيْخٌ شآمٍ وأُفْنونٌ يَمانِيةٌ، من دُونِها الهَوْلُ والمَوْماة والعِلَلُ

وقال الأَصمعي‏:‏ الأُفْنون من التَّفَنُّن؛ قال ابن بري‏:‏ وبيت ابن أَحمر

شاهد لقول الأَصمعي، وقولُ يعقوب إنَّ الأُفْنون العجوز بعِيدٌ جدّاً، لأَنَّ ابنَ أَحمر قد ذكر قبل هذا البيت ما يَشْهَد بأَنها محبوبته، وقد

حال بينه وبينها القَفْرُ والعِلل‏.‏

والأُفْنون من الغُصن‏:‏ المُلتفُّ‏.‏ والأُفنون‏:‏ الجَرْيُ المختلط من جَرْي

الفرس والناقة‏.‏ والأُفنون‏:‏ الكلام المُثبَّجُ من كلام الهِلْباجة‏.‏

وأُفْنون‏:‏ اسم امرأَة، وهو أَيضاً اسم شاعرسمي بأَحد هذه الأَشياء‏.‏

والمُفَنَّنة من النساء‏:‏ الكبيرة السيئة الخُلُق؛ ورجل مُفَنَّنٌ كذلك‏.‏

والتَّفْنِينُ‏:‏ فِعْلُ الثَّوْب إذا بَلِيَ فتفَزَّرَ بعضهُ من بعض، وفي المحكم‏:‏ التَّفْنِينُ تفَزُّر الثوب إذا بَليَ من غير تشقق شديد، وقيل‏:‏ هو اختلاف عمَله برِقَّة في مكان وكثافة في آخر؛ وبه فسرابن الأَعرابي

قول أَبانَ بن عثمان‏:‏ ‏:‏ مَثَلُ اللَّحْن في الرجل السَّريِّ ذي الهيئة

كالتَّفنِين في الثوب الجيِّد‏.‏ وثوب مُفَنَّنٌ‏:‏ مختلف‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

التَّفْنِينُ البُقعة السَّخيفة السَّمِجة الرقيقة في الثوب الصفيق وهو عيب، والسَّريُّ الشريف النفيس من الناس‏.‏

والعربُ تقول كنتُ بحال كذا وكذا فَنَّةً من الدهر وفَيْنةً من الدهر

وضَرْبة من الدهر أي طرَفاً من الدهر‏.‏

والفَنِينُ‏:‏ وَرَمٌ في الإبط ووجع؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

فلا تَنْكِحي، يا أَسْمَ، إن كنتِ حُرَّةً

عُنَيْنةَ ناباً نُجَّ عنها فَنِينُها

نصب ناباً على الذم أو على البدل من عُنَينة أي هو في الضعف كهذه الناب

التي هذه صِفَتُها؛ قال ابن سيده‏:‏ وهكذا وجدناه بضبط الحامِض نُجَّ، بضم النون، والمعروف نَجَّ‏.‏ وبعير فَنِينٌ ومَفْنون‏:‏ به ورم في إبطه؛ قال الشاعر‏:‏

إذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمٍّ، مِراسَ البَكْر في الإبِطِ الفَنِينا

أَبو عبيد‏:‏ اليَفَنُ، بفتح الياء والفاء وتخفيف النون، الكبير، وقيل‏:‏

الشيخ الفاني، والياء فيه أَصلية؛ وقال بعضهم‏:‏ بل هو على تقديريفعل لأن الدهر فَنَّه وأَبلاه، وسنذكره في يفن‏.‏

والفَيْنانُ‏:‏ فرس قرانة بن عُوَيَّة الضَّبّيّ، والله أََعلم‏.‏

فنفن‏:‏ فَنْفَنَ الرجلُ إذا فَرَّقَ إبله كَسَلاً وتوانِياً‏.‏

فهكن‏:‏ تَفَهْكَن الرجلُ‏:‏ تنَدَّم؛ حكاه ابن دريد، وليس بثَبت‏.‏

فون‏:‏ التهذيب‏:‏ التَّفَوُّن البركة وحُسْن النَّماء‏.‏

فين‏:‏ الفَيْنةُ‏:‏ الحينُ‏.‏ حكى الفارسيّ عن أَبي زيد‏:‏ لقيته فَيْنةَ، والفَيْنةَ بعد الفَيْنة، وفي الفَيْنة، قال‏:‏ فهذا مما اعْتَقب عليه تعريفان‏:‏

تعريف العلمية، والأَلف واللام، كقولك شَعوب والشَّعُوب للمنية‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ما من مولود إلاَّ وله ذَنْبٌ قد اعْتاده الفَيْنة بعد

الفَيْنةَ أَي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة‏.‏ وفيحديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ في فَيْنة الارْتِياد وراحة الأَجساد‏.‏ الكسائي وغيره‏:‏ الفَيْنة

الوقت من الزمان، قال‏:‏ وإن أَخذتَ قولهم شَعَرٌ فَيْنانٌ من الفَنَن، وهو الغصن، صرفته في حالي النكرة والمعرفة، وإن أَخذته من الفَيْنة، وهو الوقت

من الزمان، أَلحقته بباب فَعْلان وفَعْلانة فصرفته في النكرة ولم تصرفه

في المعرفة‏.‏ ورجل فَيْنانٌ‏:‏

حسن الشعر طويلة، وهو فَعْلان؛ وأَنشد ابن بري للعجاج‏:‏

إذ أَنا فَيْنانٌ أُناغِي الكُعَّبا

وقال آخر‏:‏

فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُه، ذي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزمُهُ

وقال الشاعر‏:‏

وأَحْوَى، كأَيْمِ الضالِ أَطرقَ بعدما

حَبا، تحتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارفِ

يقال‏:‏ ظِلٌّ وارِفٌ أَي واسعٌ ممتدٌّ؛ قال‏:‏ وقال آخر‏:‏

أما تَرَى شَمَطاً في الرأْسِ لاحَ به، من بَعْدِ أَسْودَ داجِي اللَّوْنِ فَيْنانِ

والفَيْناتُ‏:‏ الساعاتُ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال إني لآتي فلاناً الفَيْنَةَ بعد

الفَيْنَةِ أي آتيه الحِينَ بعد الحين، والوقت َبعد الوقت ولا أُدِيمُ

الاختلافَ إليه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ ما ألقاه إلاَّ الفَيْنَةَ بعد القَيْنَة أي

المرَّةَ بعدَ المرَّة، وإنْ شئت حذفت الأَلف واللام فقلت لَقيته

فَيْنَةَ، كما يقال لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى، والله أَعلم‏.‏

قأن‏:‏ القَأْنُ‏:‏ شجر، يهمز ولا يهمز، وترك الهمز فيه أَعرف‏.‏

قبن‏:‏ قَبَنَ الرجلُ يَقْبِنُ قُبُوناً‏:‏ ذهب في الأَرض‏.‏ واقْبأن اقْبِئناناً‏:‏ انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ المُقْبَئِنُّ المنقبض

المُنْخَنِسُ‏.‏ وأَقْبَنَ إذا انهزم من عدوِّه‏.‏ وأَقْبَنَ إذا أَسرع عَدْواً

في أَمان‏.‏ والقَبِينُ‏:‏ المُنْكمِش في أُموره‏.‏ والقَمينُ‏:‏ السريع‏.‏

والقَبَّانُ‏:‏ الذي يُوزَنُ به، لا أَدري أَعربيّ أَم معرَّب‏.‏ الجوهري‏:‏

القَبَّانُ القُسْطاسُ، مُعَرَّب‏.‏ وقال أَبو عبيد في حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إني أَسْتَعِينُ بقُوَّةِ الفاجر ثم أَكون على قَفَّانه، قال‏:‏ يقول

أكون على تَتَبُّعِ أَمره حتى أَسْتَقْصِيَ عِلْمَه وأَعْرِفَه؛ قال‏:‏

وقال الأَصمعي قَفَّانُ كلِّ شيء جِماعُه واستقصاء معرفته؛ قال أبو عبيد‏:‏ ولا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان، ومنه قول

العامة‏:‏ فلان قَبَّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه والرئيس الذي

يتتبع أَمره ويحاسبه، وبهذا سمي المِيزانُ، الذي يقال له القَبَّانُ، القبَّانَ‏.‏ وحِمارُ قَبَّانَ‏:‏ دُوَيْبَّةٌ معروفة؛ وأَنشد الفراء‏:‏

يا عَجَباً لقدرأَيتُ عَجبا‏:‏

حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا

الجوهري‏:‏ ويقال هو فَعَّالٌ، والوجه أَن يكون فَعْلانَ‏.‏ قال ابن بري‏:‏

هو فَعْلانُ وليس بفَعَّالٍ؛ قال‏:‏ والدليل على أَنه فعلان امتناعُه من الصَّرْف بدليل قول الراجز‏:‏

حِمارَ قَبَّانَ يسوق أَرنبا

ولو كان فَعَّالاً لانصرف‏.‏

قتن‏:‏ رجل قَتِينٌ‏:‏ قليل الطُّعْم واللحم، وكذلك الأُنثى بغير هاء‏.‏ وجاءَ

في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوَّجَ ابْنَةَ نُعَيْمٍ

النَّحَّامِ قال‏:‏ من أَدُلُّه على القَتِينِ؛ يعني القليلة الطُّعْمِ‏.‏

قَتُنَ، بالضم، يَقْتُنُ قَتَانة‏:‏ صار قليل الطُّعْم، فهو قَتِين، والاسم

القَتَنُ‏.‏ وفي الحديث أَيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في امرأَة‏:‏ إنها وَضِيئة قَتِينٌ؛ القَتِينُ‏:‏ القليلة الطُّعْمِ؛ يقال منه‏:‏ امرأَة قَتِينٌ بَيِّنَةُ القَتَانة والقَتَنِ؛ قال أَبو زيد‏:‏ وكذلك

الرجلُ‏.‏ ورجل قَتَنٌ أَيضاً‏:‏ قليل اللحم‏.‏ وقُرادٌ قَتِينٌ‏:‏ قليل الدم‏:‏ قال الشَّمَّاخ في ناقته‏:‏

وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ

بدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ

الجوهري‏:‏ ويسمى القُرادُ قَتِيناً لقلة دمه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ شاهد القَتينِ

المرأَةِ القليلة الطُّعْم ما روي‏:‏ أَن رجلاً أتى النبي، صلى الله عليه

وسلم، فقال‏:‏ يا رسول الله تَزَوَّجْتُ فِلانةَ، فقال‏:‏ بَخٍ

تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِيناً أي قليلة الطُّعْم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ويحتمل أن يراد بذلك قِلَّةُ الجِماعِ؛ ومنه قوله‏:‏ عليكم بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَى

باليسير، قال‏:‏ والصواب أَن يقال سمي القُراد قَتِيناً لقلة طُعْمه لأَنه

يقيم المدَّة الطويلة من الزمان لا يَطْعَمُ شيئاً‏.‏ وقوله‏:‏ قِرَى

حَجِنٍ؛ الحَجِنُ القليل الطُّعْم، وقِرَى بَدَلٌ من دِرَّتها، جعل عَرَقَ

هذه الناقة قوتاً للقُراد، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون قِرَى مفعولاً من أَجله‏.‏ والقَتِينُ والقَنِيتُ واحدٌ من النساء‏:‏ وهي القليلة الطُّعْم النحيفة، وقيل‏:‏ القَتُون من أَسماء القُراد، وليس بصفةٍ، سمي بذلك لقلة دمه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والقَتِينُ السِّنَانُ اليابِسُ الذي لا يَنْشَفُ دَماً؛ قال أَبو عبيد‏:‏

يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ، وقد مَضَتْهُ

مُغابِنةٌ بذي خُرُصٍ قَتِينِ

المُغابِنَةُ‏:‏ تَغْبِنُ من لحمه أَي تَثْنيه‏.‏ والقاتنُ‏:‏ الشديد السواد‏.‏

وسِنَانٌ قَتِينٌ‏:‏ دقيق، ومَسْكٌ قاتنٌ‏.‏ وقَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً‏:‏

يَبِسَ ولا نَدَى فيه‏.‏ وأَسْوَدُ قاتنٌ‏:‏ كقاتِمٍ؛ قال الطِّرمَّاحُ‏:‏

كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّةٍ بين عَبْعَبٍ

وقُرَّة، مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ قاتِنِ

عَبْعَبُ وقُرَّةُ‏:‏ صَنمان‏.‏ قال ابن جني‏:‏ ذهب أَبو عمرو الشَّيْباني إلى

أَنه أَراد قاتِمٍ أَي أَسْودَ، فأَبدل الميم نوناً، قال‏:‏ وقد يُمْكِنُ

غيرُ ما قال؛ وذلك أَنه يجوز أَن يكون أَراد بقوله قاتِن فاعلاً من قول

الشَّمَّاخ‏:‏

قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ

ودم قاتِنٌ وقاتِمٌ‏:‏ وذلك إذا يَبِسَ واسْوَدَّ، وأَنشد بيت الطرماح‏.‏

والقَتِينُ‏:‏ الرُّمْح‏.‏ والقَتَين‏:‏ الحقير الضَّئيل، وكذلك يكون بيت

الطرماح أي مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ، حَقيرٍ للضَّرِّ والجَهْدِ، فإذا كان كذلك

لم يكن بدلاً‏.‏ والقَتانُ‏:‏ الغُبار كالقَتام؛ أَنشد يعقوب‏:‏

عادَتُنا الجلادُ والطِّعانُ، إذا علا في المَأْزِقِ القَتَانُ

وزعم فيه مثلَ ما زعم في قَاتِنٍ‏.‏

قحزن‏:‏ ضربه فقَحْزَنه، بالزاي، أَي صَرَعه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ قَحْزَنه

وقَحْزَله وضربه حتى تَقَحْزَنَ وتَقَحْزَل أَي حتى وقع‏.‏

الأَزهري‏:‏ القَحْزَنَة العصا‏.‏ غيره‏:‏ القَحْزَنة ضَرْبٌ من الخَشَبِ

طولها ذراع أَو شِبْرٌ نحو العصا‏.‏ حكى اللحياني‏:‏ ضَرَبْناهم بقَحازِننا

فارْجَعَنُّوا أَي بِعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا‏.‏ والقَحْزَنَة‏:‏ الهراوَةُ؛ وأَنشد‏:‏

جَلَدْتُ جَعارِ، عندَ باب وِجارِها، بقَحْزَنَتي عن جَنْبِها جَلَداتِ

قدن‏:‏ التهذيب‏:‏ ثعلب عن ابن الأَعرابي القَدْنُ الكفاية والحَسْبُ؛ قال الأَزهري‏:‏ جعل القَدْنَ اسماً واحداً من قولهم قَدْنِي كذا وكذا أَي

حَسْبي، وربما حذفوا النون فقالوا قَدِي، وكذلك قَطْني، والله أَعلم‏.‏

قرن‏:‏ القَرْنُ للثَّوْر وغيره‏:‏ الرَّوْقُ، والجمع قُرون، لا يكسَّر على

غير ذلك، وموضعه من رأْس الإنسان قَرْنٌ أَيضاً، وجمعه قُرون‏.‏ وكَبْشٌ

أَقْرَنُ‏:‏ كبير القَرْنَين، وكذلك التيس، والأُنثى قَرْناء؛ والقَرَنُ

مصدر‏.‏ كبش أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن‏.‏ ورُمْح مَقْرُون‏:‏ سِنانُه من قَرْن؛ وذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء والبقر

الوحشي؛ قال الكميت‏:‏

وكنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا

بكَيْدٍ، حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا

وقوله‏:‏

ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُ

من فوقِ رُمْحٍ، فظَلَّ مَقْرُونا

فسره بما قدمناه‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ الذُّؤابة، وخص بعضهم به ذُؤابة المرأَة

وضفيرتها، والجمع قُرون‏.‏ وقَرْنا الجَرادةِ‏:‏ شَعرتانِ في رأْسها‏.‏ وقَرْنُ

الرجلِ‏:‏ حَدُّ رأْسه وجانِبهُ‏.‏ وقَرْنُ الأَكمة‏:‏ رأْسها‏.‏ وقَرْنُ الجبل‏:‏

أَعلاه، وجمعها قِرانٌ؛ أَنشد سيبويه‏:‏

ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُو

قِرانَ الأَرضِ سُودانا‏.‏

وفي حديث قَيْلة‏:‏ فأَصابتْ ظُبَتُه طائفةً من قُرونِ رأْسِيَهْ أَي

بعضَ نواحي رأْسي‏.‏ وحَيَّةٌ قَرْناءُ‏:‏ لها لحمتان في رأْسها كأَنهما

قَرْنانِ، وأكثر ذلك في الأَفاعي‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَرْناء الحية لأَن لها قرناً؛ قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه‏:‏

يُبايِتُه فيها أَحَمُّ، كأَنه

إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها

وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وهو مُظْلِمٌ، له صَوْتُها‏:‏ إرْنانُها وزَمالُها

يقول‏:‏ يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ له

مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى، وهو مظلم يعني الصائد أَنه في ظلمة

القُتْرَة؛ وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى‏:‏

تَحْكِي له القَرْناءُ، في عِرْزَالِها، أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها

قال‏:‏ أَراد بالقَرْناء الحية‏.‏ والقَرْنانِ‏:‏ مَنارَتانِ تبنيان على رأْس

البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المِحْوَرُ، وتُعَلَّق منها

البَكَرةُ، وقيل‏:‏ هما مِيلانِ على فم البئر تعلق بهما البكرة، وإنما يسميان

بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دِعامتانِ‏.‏ وقَرْنا

البئرِ‏:‏ هما ما بُنِيَ فعُرِّض فيجعل عليه الخَشَبُ تعلق البكرة منه؛ قال الراجز‏:‏

تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ، فانْظُرْ ما هما، أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما‏؟‏

وفي حديث أَبي أَيوب‏:‏ فوجده الرسولُ يغتسل بين القَرْنَيْنِ؛ هما قَرْنا

البئر المبنيان على جانبيها، فإن كانتا من خشب فهما زُرْنُوقان‏.‏

والقَرْنُ أَيضاً‏:‏ البَكَرَةُ، والجمع أَقْرُنٌ وقُرُونٌ‏.‏ وقَرْنُ الفلاة‏:‏

أَوّلها‏.‏ وقَرْنُ الشمس‏:‏ أَوّلها عند طلوع الشمس وأَعلاها، وقيل‏:‏ أوّل

شعاعها، وقيل‏:‏ ناحيتها‏.‏ وفي الحديث حديث الشمس‏:‏ تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطانٍ، فإذا طَلَعَتْ قارَنَها، فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها؛ ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت، وقيل‏:‏ قَرْنا الشيطان ناحيتا رأْسه، وقيل‏:‏ قَرْناه جَمْعاهُ اللذان يُغْريهما بإضلال البشر‏.‏ ويقال‏:‏ إن الأَشِعَّةَ‏.‏ لتي تَتَقَضَّبُ

عند طلوع الشمس ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عليهم؛ ومنه قوله‏:‏

فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ، عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب

قيل‏:‏ إن الشيطان وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ

الشمس ليلة القَدر، فلذلك تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها، وذلك بَيِّنٌ في حديث أُبيّ بن كعب وذكره آيةَ ليلة القدر، وقيل‏:‏ القَرْنُ القُوَّة أي

حين تَطْلُع يتحرّك الشيطان ويتسلط فيكون كالمُعِينِ لها، وقيل‏:‏ بين

قَرْنَيْه أي أُمَّتَيْه الأَوّلين والآخرين، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس

عند طلوعها، فكأَنَّ الشيطان سَوَّل له ذلك، فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مُقْتَرِنٌ بها‏.‏

وذو القَرْنَيْنِ الموصوفُ في التنزيل‏:‏ لقب لإسْكَنْدَرَ الرُّوميّ، سمي

بذلك لأَنه قَبَضَ على قُرون الشمس، وقيل‏:‏ سمي به لأَنه دعا قومه إلى

العبادة فَقَرَنُوه أَي ضربوه على قَرْنَيْ رأْسه، وقيل‏:‏ لأَنه كانت له

ضَفيرتان، وقيل‏:‏ لأَنه بلغ قُطْرَي الأَرض مشرقها ومغربها، وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي، عليه السلام‏:‏ إن لك بيتاً في الجنة وإنك لذو

قَرْنَيْها؛ قيل في تفسيره‏:‏ ذو قَرْنَي الجنة أَي طرفيها؛ قال أَبو عبيد‏:‏ ولا

أَحسبه أَراد هذا، ولكنه أَراد بقوله ذو قرنيها أَي ذو قرني الأُمة، فأَضمر الأُمة وإن لم يتقدم ذكرها، كما قال تعالى‏:‏ حتى تَوارتْ بالحجاب؛ أَراد الشمس ولا ذكر لها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ولو يُؤَاخِذُ اللهُ الناسَ بما

كسَبُوا ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دابةٍ؛ وكقول حاتم‏:‏

أَماوِيَّ، ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتَى، إذا حَشْرَجَتْ يوماً، وضاق بها الصَّدْرُ

يعني النفْسَ، ولم يذكرها‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ وأَنا أَختار هذا التفسير

الأَخير على الأَول لحديث يروى عن علي، رضي الله عنه، وذلك أَنه ذكر ذا

القَرْنَيْنِ فقال‏:‏ دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قَرْنَيه

ضربتين وفيكم مِثْلُه؛ فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه، يعني أَدعو إلى الحق حتى

يُضرب رأْسي ضربتين يكون فيهما قتلي، لأَنه ضُرِبَ على رأْسه ضربتين‏:‏

إحداهما يوم الخَنْدَقِ، والأُخرى ضربة ابن مُلْجَمٍ‏.‏ وذو القرنين‏:‏ هو الإسكندرُ، سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب، وقيل‏:‏ لأَنه كان في رأْسه

شِبْهُ قَرْنَين، وقيل‏:‏ رأَى في النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ‏.‏ وروي

عن أَحمد بن يحيى أَنه قال في قوله، عليه السلام‏:‏ إنك لذو قَرْنَيْها؛ يعني جَبَليها، وهما الحسن والحسين؛ وأَنشد‏:‏

أَثوْرَ ما أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ، أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ

قال‏:‏ قَرْناها ههنا قَرْناها، وكانا قد شَدَنا، فإذا آذاها شيء دَفَعا

عنها‏.‏ وقال المبرد في قوله الجماء ذات القرنين، قال‏:‏ كان قرناها صغيرين

فشبهها بالجَمّاءِ، وقيل في قوله‏:‏ إنك ذو قَرْنَيْها؛ أي إنك ذو قَرنَيْ

أُمَّتي كما أَن ذا القرنين الذي ذكره الله في القرآن كان ذا قَرْنيْ

أُمَّته التي كان فيهم‏.‏ وقال، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أَدري ذو القرنين

أَنبيّاً كان أَم لا‏.‏ وذو القَرْنينِ‏:‏ المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءٍ

السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر، قيل له ذلك لأَنه كانت له ذؤابتان

يَضْفِرُهما في قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما، وليس هو الموصوف في التنزيل، وبه فسر ابن دريد قول امرئ القيس‏:‏

أَشَذَّ نَشاصَ ذي القَرْنينِ، حتى

توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ

وقَرْنُ القوم‏:‏ سيدُهم‏.‏ ويقال‏:‏ للرجل قَرْنانِ أَي ضفيرتان؛ وقال الأَسَدِيُّ‏:‏

كَذَبْتُم، وبيتِ اللهِ، لا تَنْكِحونها

بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ

أَراد يا بني التي شابَ قَرْناها، فأَضمره‏.‏ وقَرْنُ الكلإِ‏:‏ أَنفه الذي

لم يوطأْ، وقيل‏:‏ خيره، وقيل‏:‏ آخره‏.‏ وأَصاب قَرْنَ الكلإ إذا أَصاب مالاً

وافراً‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ حَلْبَة من عَرَق‏.‏ يقال‏:‏ حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو

قَرْنينِ أي عَرَّقناه‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ الدُّفعة من العَرَق‏.‏ يقال‏:‏ عَصَرْنا

الفرسَ قَرْناً أو قَرْنين، والجمع قُرون؛ قال زهير‏:‏

تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ، تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ

وكذلك عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنين‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ القُرونُ العَرَقُ‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ كأَنه جمع قَرْن‏.‏ والقَرُونُ‏:‏ الذي يَعْرَقُ سريعاً، وقيل‏:‏

الذي يَعْرَق سريعاً إذا جرى، وقيل‏:‏ الفرس الذي يَعْرَقُ سريعاً، فخص‏.‏

والقَرْنُ‏:‏ الطَّلَقُ من الجَرْي‏.‏ وقُروُنُ المطر‏:‏ دُفَعُه

المُتَفرِّقة‏.‏ القَرْنُ‏:‏ الأُمَّةُ تأْتي بعد الأُمَّة، وقيل‏:‏ مُدَّتُه عشر سنين، وقيل‏:‏ عشرون سنة، وقيل‏:‏ ثلاثون، وقيل‏:‏ ستون، وقيل‏:‏ سبعون، وقيل‏:‏ ثمانون وهو مقدار التوسط في أَعمار أهل الزمان، وفي النهاية‏:‏ أََهل كلِّ زمان، مأْخوذ من الاقْتِران، فكأَنه المقدار القد يَقْترِنُ فيه أهلُ ذلك الزمان في أَعمارهم وأَحوالهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً أَتاه فقال عَلِّمْني

دُعاءً، ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ أَي عند آخر الحول الأَول وأَول

الثاني‏.‏ والقَرْنُ في قوم نوح‏:‏ على مقدار أَعمارهم؛ وقيل‏:‏ القَرْنُ أَربعون

سنة بدليل قول الجَعْدِي‏:‏

ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم، وكانَ الإلَهُ هو المُسْتَاسا

وقال هذا وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل‏:‏ القَرْن مائة سنة، وجمعه

قُرُون‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه مسح رأْس غلام وقال عِشْ قَرْناً، فعاش مائة سنة‏.‏

والقَرْنُ من الناس‏:‏ أَهلُ زمان واحد؛ وقال‏:‏

إذا ذهب القَرْنُ الذي أَنتَ فيهمُ، وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ، فأَنتَ غَرِيبُ

ابن الأَعرابي‏:‏ القَرْنُ الوقت من الزمان يقال هو أَربعون سنة، وقالوا‏:‏

هو ثمانون سنة، وقالوا‏:‏ مائة سنة؛ قال أَبو العباس‏:‏ وهو الاختيار لما

تقدَّم من الحديث‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَوَلَمْ يَرَوْا كم أَهْلَكْنا من قبْلهم من قَرْنٍ؛ قال أَبو إسحق‏:‏ القَرْنُ ثمانون سنة، وقيل‏:‏ سبعون سنة، وقيل‏:‏ هو مطلق من الزمان، وهو مصدر قَرَنَ يَقْرُنُ؛ قال الأَزهري‏:‏

والذي يقع عندي، والله أَعلم، أن القَرْنَ أَهل كل مدة كان فيها نبيّ أَو كان

فيها طبقة من أَهل العلم، قَلَّتْ السِّنُون أَو كثرت، والدليل على

هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ خَيْرُكم قَرْنِي، يعني أَصحابي، ثم الذين يَلُونَهم، يعني التابعين، ثم الذين يَلُونهم، يعني الذين أَخذوا

عن التابعين، قال‏:‏ وجائز أَن يكون القَرْنُ لجملة الأُمة وهؤلاء قُرُون

فيها، وإنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران، فتأَويله أَن القَرْنَ الذين

كانوا مُقْتَرِنين في ذلك الوقت والذين يأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر‏.‏

وفي حديث خَبّابٍ‏:‏ هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ؛ أَراد قوماً أَحداثاً

نَبَغُوا بعد أَن لم يكونوا، يعني القُصّاص، وقيل‏:‏ أَراد بِدْعَةً حَدثت لم تكون في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال أَبو سفيان بن حَرْبٍ

للعباس بن عبد المطلب حين رأَى المسلمين وطاعتهم لرسول الله، صلى الله عليه

وسلم، واتباعَهم إياه حين صلَّى بهم‏:‏ ما رأَيت كاليوم طاعةَ قومٍ، ولا

فارِسَ الأَكارِمَ، ولا الرومَ ذاتَ القُرُون؛ قيل لهم ذاتُ القُرُون

لتوارثهم الملك قَرْناً بعد قَرْنٍ، وقيل‏:‏ سُمُّوا بذلك لقُرُونِ شُعُورهم

وتوفيرهم إياها وأَنهم لا يَجُزُّونها‏.‏ وكل ضفيرة من ضفائر الشعر

قَرْنٌ؛ قال المُرَقِّشُ‏:‏

لاتَ هَنَّا، وليْتَني طَرَفَ الزُّجْـ *** جِ، وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ

أَراد الروم، وكانوا ينزلون الشام‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ الجُبَيْلُ المنفرد، وقيل‏:‏ هو قطعة تنفرد من الجَبَل، وقيل‏:‏ هو الجبل الصغير، وقيل‏:‏ الجبيل

الصغير المنفرد، والجمع قُرُونٌ وقِرانٌ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ، وطَرْفُها

كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ

والقَرْنُ‏:‏ شيء من لِحَاء شَجر يفتل منه حَبْل‏.‏ والقَرْن‏:‏ الحَبْل من اللِّحاءِ؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏ والقَرْنُ أَيضاً‏:‏ الخُصْلة المفتولة من العِهْن‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ الخُصْلة من الشعر والصوف، جمعُ كل ذلك قُروُنٌ؛ ومنه

قول أَبي سفيان في الرُّومِ‏:‏ ذاتِ القُرُون؛ قال الأَصمعي‏:‏ أَراد قُرون

شعُورهم، وكانوا يُطوِّلون ذلك يُعْرَفُون به؛ ومنه حديث غسل الميت‏:‏

ومَشَطناها ثلاثَ قُرون‏.‏ وفي حديث الحجاج‏:‏ قال لأسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أو

لأَبعَثنَّ إليكِ من يسَحبُك بقرونكِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فارِسُ نَطْحةً أَو

نَطْحتَين‏.‏ ثم لا فارس بعدها أَبداً‏.‏ والرُّوم ذاتُ القُرون كلما

هلَك قَرْنٌ خَلَفه قرن، فالقُرون جمع قَرْنٍ؛ وقول الأَخطل يصف النساء‏:‏

وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ، فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ

قال أَبو الهيثم‏:‏ القُرون ههنا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها قُرونٌ

يصطاد بها، وهي هذه الفُخوخ التي يصطاد بها الصِّعاءُ والحمامُ، يقول‏:‏

فهؤلاء النساءإِذا صِرْنا في قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كانت عليهن

نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ؛ وقول ذي الرمة في لغزيته‏:‏

وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بينه، سَلَكْتُ قُرانى من قَياسِرةٍ سُمْرا

قيل‏:‏ أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل، وقيل‏:‏ أَراد بالشعب فُوقَ السهم، وبالقُرانى وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَياسرةٍ‏.‏ وإِبلٌ قُرانى أَي ذات

قرائن؛ وقول أَبي النجم يذكر شَعرهَ حين صَلِعَ‏:‏

أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ‏:‏ اطلُعِي

قَرْناً أَشِيبِيه، وقَرْناً فانزِعي

أَي أَفنى شعري غروبُ الشمس وطلوعها، وهو مَرُّ الدهر‏.‏

والقَرينُ‏:‏ العين الكَحِيل‏.‏

والقَرْنُ‏:‏ شبيةٌ بالعَفَلة، وقيل‏:‏ هو كالنُّتوء في الرحم، يكون في الناس والشاء والبقر‏.‏ والقَرْناء‏:‏ العَفْلاء‏.‏

وقُرْنةُ الرَّحِم‏:‏ ما نتأَ منه، وقيل‏:‏ القُرْنتان رأْس الرحم، وقيل‏:‏

زاويتاه، وقيل‏:‏ شُعْبَتاه، كل واحدة منهما قُرْنةٌ، وكذلك هما من رَحِم

الضَّبَّة‏.‏ والقَرْنُ‏:‏ العَفَلة الصغيرة؛ عن الأَصمعي‏.‏ واخْتُصِم إِلى

شُرَيْح في جارية بها قَرَنٌ فقال‏:‏ أَقعِدوها، فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَيبٌ، وإِن لم يصب الأَرض فليس بعيب‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَرَنُ في المرأَة كالأُدْرة

في الرجل‏.‏ التهذيب‏:‏ القَرْناءُ من النساء التي في فرجها مانع يمنع من سُلوك الذكر فيه، إِما غَدَّة غليظة أَو لحمة مُرْتَتِقة أَو عظم، يقال

لذلك كله القَرَنُ؛ وكان عمر يجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخيارَ

في مفارقتها من غير أَن يوجب عليه المهر وحكى ابن بري عن القَزّاز قال‏:‏

واختُصِم إِلى شُريح في قَرَن، فجعل القَرَن هو العيب، وهو من قولك امرأَة

قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن، فأََما القَرْنُ، بالسكون، فاسم العَفَلة، والقَرَنُ، بالفتح، فاسم العيب‏.‏ وفي حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ إِذا تزوج

المرأَة وبها قَرْنٌ، فإِن شاءَ أَمسك، وإِن شاءَ طلق؛ القَرْنُ، بسكون

الراء‏:‏ شيء يكون في فرج المرأَة كالسنِّ يمنع من الوطءِ، ويقال له

العَفَلةُ‏.‏ وقُرْنةُ السيف والسِّنان وقَرْنهما‏:‏ حدُّهما‏.‏ وقُرْنةُ النَّصْلِ‏:‏

طرَفه، وقيل‏:‏ قُرْنتاه ناحيتاه من عن يمينه وشماله‏.‏ والقُرْنة، بالضم‏:‏

الطرَف الشاخص من كل شيء؛ يقال‏:‏ قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة

الرحم لإِحدى شُعْبتَيه‏.‏ التهذيب‏:‏ والقُرْنة حَدُّ السيف والرمح والسهم، وجمع القُرْنة قُرَنٌ‏.‏ الليث‏:‏ القَرْنُ حَدُّ رابية مُشْرِفة على وهدة

صغيرة، والمُقَرَّنة الجبال الصغار يدنو بعضها من بعض، سميت بذلك لتَقارُبها؛ قال الهذلي‏:‏

دَلَجِي، إِذا ما الليلُ جَنْـ *** ـنَ، على المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ

أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صغاراً مُقْترِنة‏.‏

وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه‏:‏ رفعه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الإِقْرانُ رفع الرجل رأْس

رُمحِه لئلاَّ يصيب مَنْ قُدّامه‏.‏ يقال‏:‏ أَقرِنْ رمحك‏.‏ وأَقرَن الرجلُ إِذا

رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا يصيب من قدَّامه‏.‏ وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه

إِليه يَقْرِنه قَرْناً‏:‏ شَدَّه إِليه‏.‏ وقُرِّنتِ الأُسارَى بالحبال، شُدِّد للكثرة‏.‏

والقَرينُ‏:‏ الأَسير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه، عليه السلام، مَرَّ برَجلين

مُقترنين فقال‏:‏ ما بالُ القِران‏؟‏ قالا‏:‏

نذَرْنا، أَي مشدودين أَحدهما إِلى الآخر بحبل‏.‏ والقَرَنُ، بالتحريك‏:‏

الحبل الذي يُشدّان به، والجمع نفسه قَرَنٌ أَيضاً‏.‏ والقِرانُ‏:‏ المصدر

والحبل‏.‏ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ الحياءُ والإِيمانُ في قَرَنٍ

أَي مجموعان في حبل أَو قِرانٍ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وآخرِين مُقَرَّنين في الأَصفاد، إِما أَن يكون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونين، وإِما أَن يكون

شُدِّد للتكثير؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا هو السابق إِلينا من أَول وَهْلة‏.‏

والقِرانُ‏:‏ الجمع بين الحج والعمرة، وقَرَنَ بين الحج والعمْرة قِراناً، بالكسر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قَرَن بين الحج والعمرة أَي جمع بينهما بنيَّة

واحدة وتلبية واحدة وإِحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد، فيقول‏:‏ لبيك بحجة

وعمرة، وهو عند أَبي حنيفة أَفضل من الإِفراد والتمتع‏.‏ وقَرَنَ الحجَّ

بالعمرة قِراناً‏:‏ وَصَلها‏.‏ وجاء فلان قارِناً، وهو القِرانُ‏.‏ والقَرْنُ‏:‏

مثلك في السنِّ، تقول‏:‏ هو على قَرْني أَي على سِنِّي‏.‏ الأَصمعي‏:‏ هو قَرْنُه في السن، بالفتح، وهو قِرْنه، بالكسر، إِذا كان مثله في الشجاعة

والشّدة‏.‏ وفي حديث كَرْدَم‏:‏ وبِقَرْنِ أَيِّ النساء هي أَي بسنِّ أَيهنَّ‏.‏ وفي حديث الضالة‏:‏ إِذا كتَمها آخِذُها ففيها قَرينتها مثلها أَي إِذا وجد

الرجلُ ضالة من الحيوان وكتمها ولم يُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها

يأْخذها ومثلها معها من كاتمها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ولعل هذا في صدر الإِسلام

ثم نسخ، أَو هو على جهة التأَديب حيث لم يُعَرِّفها، وقيل‏:‏ هو في الحيوان

خاصة كالعقوبة له، وهو كحديث مانع الزكاة‏:‏ إِنا آخدُوها وشطرَ ماله‏.‏

والقَرينةُ‏:‏ فَعِيلة بمعنى مفعولة من الاقتِران، وقد اقْتَرَنَ الشيئان

وتَقارَنا‏.‏

وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين‏.‏ التهذيب‏:‏ والقُرانى تثنية فُرادى، يقال‏:‏ جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى‏.‏ وفي الحديث في أَكل التمر‏:‏ لا قِران ولا

تفتيش أَي لا تَقْرُنْ بين تمرتين تأْكلهما معاً وقارَنَ الشيءُ الشيءَ

مُقارَنة وقِراناً‏:‏ اقْتَرَن به وصاحَبَه‏.‏ واقْتَرَن الشيءُ بغيره

وقارَنْتُه قِراناً‏:‏ صاحَبْته، ومنه قِرانُ

الكوكب‏.‏ وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ‏:‏ وصلته‏.‏ والقَرِينُ‏:‏ المُصاحِبُ‏.‏

والقَرينانِ‏:‏ أَبو بكر وطلحة، رضي الله عنهما، لأَن عثمان بن عَبَيْد الله، أَخا طلحة، أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سميا القَرِينَينِ‏.‏ وورد في الحديث‏:‏ إِنَّ أَبا بكر وعمر يقال لهما القَرينانِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما من أَحدٍ إِلا وكِّلَ به قَرِينُه أَي مصاحبه من الملائكة والشَّياطين

وكُلِّإِنسان، فإِن معه قريناً منهما، فقرينه من الملائكة يأْمره بالخير

ويَحُثه عليه‏.‏ ومنه الحديث الآخر‏:‏ فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِينَ، والقَرِينُ

يكون في الخير والشر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قُرِنَ

بنبوته، عليه السلام، إِسرافيلُ ثلاثَ سنين، ثم قُرِنَ به جبريلُ، عليه

السلام، أَي كان يأْتيه بالوحي وغيره‏.‏

والقَرَنُ‏:‏ الحبل يُقْرَنُ به البعيرانِ، والجمع أَقْرانٌ، وهو القِرَانُ وجمعه قُرُنٌ؛ وقال‏:‏

أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ، إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ، إِنِّي، لَدَى البابِ، كالمَشْدُودِ في قَرَنِ

وأَورد الجوهري عجزه‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده أَنِّي، بفتح الهمزة‏.‏

وقَرَنْتُ

البعيرين أَقْرُنُهما قَرْناً‏:‏ جمعتهما في حبل واحد‏.‏ والأَقْرانُ‏:‏

الحِبَالُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَرْنُ جَمْعُكَ بين دابتين في حَبْل، والحبل الذي

يُلَزَّان به يُدْعَى قَرَناً‏.‏ ابن شُمَيْل‏:‏ قَرَنْتُ بين البعيرين

وقَرَنْتهما إِذا جمعت بينهما في حبل قَرْناً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الحبل الذي يُقْرَنُ

به بعيران يقال له القَرَن، وأَما القِرانُ

فهو حبل يُقَلَّدُ البعير ويُقادُ به‏.‏ وروي أَنَّ ابن قَتَادة صَاحِبَ

الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة، فطاف في العرب يسأَلُ فيها، فانتهى إِلى

أَعرابي قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال‏:‏ أَمعك قُرُنٌ‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏

نَاوِلْني قِرَاناً، فَقَرَنَ له بعيراً، ثم قال‏:‏ ناولني قِراناً، فَقَرَنَ

له بعيراً، ثم قال‏:‏ ناولني قِراناً، فَقَرَنَ له بعيراً آخر حتى قَرَنَ

له سبعين بعيراً، ثم قال‏:‏ هاتِ قِراناً، فقال‏:‏ ليس معي، فقال‏:‏ أَوْلى لك

لو كانت معك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لك منها حتى لا يبقى منها بعير، وهو إِياس

بن قتادة‏.‏ وفي حديث أَبي موسى‏:‏ فلما أَتيت رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، قال خذ هذين القَرِينَيْنِ أَي الجملين المشدودين أَحدهما إِلى الآخر‏.‏

والقَرَنُ والقَرِينُ‏:‏ البعير المَقْرُون بآخر‏.‏ والقَرينة‏:‏ الناقة

تُشَدُّ إِلى أُخْرى، وقال الأَعور النبهاني يهجو جريراً ويمدح غَسَّانَ

السَّلِيطِي‏:‏

أَقُولُ لها أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها، فبئس مُناخُ النازلين جَريرُ

ولو عند غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ، رَغَا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقيرُ

قال ابن بري‏:‏ وقد اختلف في اسم الأَعور النَّبْهانِي فقال ابن الكلبي‏:‏

اسمه سُحْمَةُ بن نُعَيم بن الأَخْنس ابن هَوْذَة، وقال أَبو عبيدة في النقائض‏:‏ يقال له العَنَّاب، واسمه سُحَيْم بن شَريك؛ قال‏:‏ ويقوي قول أَبي

عبيدة في العَنَّاب قول جرير في هجائه‏:‏

ما أَنتَ، يا عَنَّابُ، من رَهْطِ حاتِمٍ، ولا من رَوابي عُرْوَةَ بن شَبيبِ

رأَينا قُرُوماً من جَدِيلةَ أَنْجَبُوا، وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ

قال ابن بري‏:‏ وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ

بآخر، وقال‏:‏ إِنما القَرَنُ الحبل الذي يُقْرَنُ به البعيران؛ وأَما قول

الأَعْور‏:‏

رغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيرُ

فإِنه على حذف مضاف، مثل واسْأَلِ القريةَ‏.‏

والقَرِينُ‏:‏ صاحبُك الذي يُقارِنُك، وقَرِينُك‏:‏ الذي يُقارنُك، والجمع قُرَناءُ، وقُرانى الشيء‏:‏ كقَرِينه؛ قال رؤبة‏:‏

يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد

وقِرْنُك‏:‏ المُقاوِمُ لك في أَي شيء كان، وقيل‏:‏ هو المُقاوم لك في شدة

البأْس فقط‏.‏ والقِرْنُ، بالكسر‏:‏ كُفْؤك في الشجاعة‏.‏ وفي حديث عُمَر

والأَسْقُفّ قال‏:‏ أَجِدُكَ قَرْناً، قال‏:‏ قَرْنَ مَهْ‏؟‏ قال‏:‏ قَرْنٌ من حديد؛ القَرْنُ، بفتح القافِ‏:‏ الحِصْنُ، وجمعه قُرُون، وكذلك قيل لها الصَّياصِي؛ وفي قصيد كعب بن زهير‏:‏

إِذا يُساوِرُ قِرْناً، لا يَحِلُّ له

أَن يَتْرُك القِرن إِلا وهو مَجْدول

القِرْنُ، بالكسر‏:‏ الكُفْءِ

والنظير في الشجاعة والحرب، ويجمع على أَقران‏.‏ وفي حديث ثابت بن قَيس‏:‏

بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَكم أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم في القتال، والجمع أَقران، وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كذلك‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ اسْتَقْرَنَ فلانٌ

لفلان إِذا عازَّهُ وصار عند نفسه من أَقرانه‏.‏ والقَرَنُ‏:‏ مصدر قولك رجل

أَقْرَنُ بَيِّنُ

القَرَنِ، وهو المَقْرُون الحاجبين‏.‏ والقَرَنُ‏:‏ التقاء طرفي الحاجبين

وقد قَرِنَ وهو أَقْرَنُ، ومَقْرُون الحاجبين، وحاجب مَقْرُون‏:‏ كأَنه قُرِن

بصاحبه، وقيل‏:‏ لا يقال أَقْرَنُ ولا قَرْناء حتى يضاف إِلى الحاجبين‏.‏

وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَوابِغَ في غير قَرَنٍ؛ القَرَن، بالتحريك‏:‏ التقاء الحاجبين‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وهذا خلاف ما روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَزَجُّ أَقْرَنُ

أَي مَقْرُون الحاجبين، قال‏:‏ والأَول الصحيح في صفته صلى الله عليه وسلم وسوابغ حال من المجرور، وهو الحواجب، أَي أَنها دقت في حال سبوغها، ووضع الحواجب موضع الحاجبين لأَن الثنية جمع‏.‏ والقَرَنُ‏:‏ اقْتِرانُ

الركبتين، ورجل أَقْرَنُ‏.‏ والقَرَنُ‏:‏ تَباعُدُ ما بين رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن

وإِن تدانت أُصولهما‏.‏ والقِران‏:‏ أَن يَقْرُن بينَ تمرتين يأْكلهما‏.‏

والقَرُون‏:‏ الذي يجمع بين تمرتين في الأَكل، يقال‏:‏ أَبَرَماً قَرُوناً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نهى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه، ويُرْوى

الإِقْران، والأَول أَصح، وهو أَن يَقْرُِن بين التمرتين في الأَكل، وإِنما نهى

عنه لأَن فيه شرهاً، وذلك يُزْري بفاعله، أَو لأَن فيه غَبْناً برفيقه، وقيل‏:‏ إِنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام، وكانوا مع

هذا يُواسُونَ من القليل، فإِذا اجتمعوا على الأَكل آثر بعضهم بعضاً على

نفسه، وقد يكون في القوم من قد اشْتَدَّ جوعه، فربما قَرَنَ بين التمرتين

أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فيه لتطيب به أَنْفُسُ

الباقين‏.‏ ومنه حديث جَبَلَة قال‏:‏ كنا في المدينة في بَعْثِ العراق، فكان ابن الزبير يَرْزُقُنا التمر، وكان ابن عمر يمرّ فيقول‏:‏ لا تُقَارِنُوا إِلا

أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه، هذا لأَجل ما فيه من الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم

فيه سواء؛ وروي نحوه عن أَبي هريرة في أَصحاب الصُّفَّةِ؛ ومن هذا قوله في الحديث‏:‏ قارِنُوا بين أَبنائكم أَي سَوُّوا بينهم ولا تُفَضلوا بعضهم على

بعض، ويروى بالباء الموحدة من المقاربة وهو قريب منه، وقد تقدم في موضعه‏.‏ القَرُونُ من الرجال‏:‏ الذي يأْكل لقمتين لقمتين أَو تمرتين تمرتين، وهو القِرانُ‏.‏ وقالت امرأَة لبعلها ورأَته يأْكل كذلك‏:‏ أَبَرَماً قَرُوناً‏؟‏

والقَرُون من الإِبل‏:‏ التي تَجْمَع بين مِحلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ، وقيل‏:‏

هي المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ، وقيل‏:‏ هي التي إِذا بَعَرَتْ

قارنت بين بَعَرِها، وقيل‏:‏ هي التي تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ يدها، وكذلك هو من الخيل‏.‏ وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ، بالضم، إِذا وقعت حوافر رجليه

مواقعَ حوافر يديه‏.‏ والقَرُون‏:‏ الناقة التي تَقْرُنُ ركبتيها إِذا بركت؛ عن الأَصمعي‏.‏ والقَرُون‏:‏ التي يجتمع خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ

فيَتَدانَيانِ‏.‏ والقَرون‏:‏ الذي يَضَعُ حَوافرَ رجليه مَواقعَ حَوافر

يديه‏.‏ المَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر‏:‏ ما اقْتَرنت فيه ثلاثُ حركات بعدها

ساكن كمُتَفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن، فمتفا قد قرنت السببين بالحركة، وقد يجوز إِسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفورقين نحو عيلن من مفاعيلن، وقد ذكر المفروقان في موضعه‏.‏

والمِقْرَنُ‏:‏ الخشبة التي تشدّ على رأْسَي الثورين‏.‏

والقِران والقَرَنُ‏:‏ خيط من سَلَب، وهو قشر يُفتل يُوثَقُ على عُنُق كل

واحد من الثورين، ثم يوثق في وسطهما اللُّوَمَةُ‏.‏

والقَرْنانُ‏:‏ الذي يُشارك في امرأَته كأَنه يَقْرُن به غيرَه، عربي صحيح

حكاه كراع‏.‏ التهذيب‏:‏ القَرْنانُ نعت سوء في الرجل الذي لا غَيْرَة له؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا من كلام الحاضرة ولم أَرَ البَوادِيَ

لفظوا به ولا عرفوه‏.‏

والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ‏:‏ النَّفْسُ‏.‏ ويقال‏:‏

أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نفسه

وتابَعَتْه على الأَمر؛ قال أَوس بن حَجَر‏:‏

فَلاقى امرأً من مَيْدَعانَ، وأَسْمَحَتْ

قَرُونَتُه باليَأْسِ منها فعجَّلا

أَي طابت نَفْسُه بتركها، وقيل‏:‏ سامَحَتْ؛ قَرُونُه وقَرُونَتُه

وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ؛ قال ابن بري‏:‏ شاهد قَرُونه قول الشاعر‏:‏

فإِنِّي مِثْلُ ما بِكَ كان ما بي، ولكنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُوِني

وقول ابن كُلْثوم‏:‏

مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ، نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا

قَرِينته‏:‏ نَفْسُه ههنا‏.‏ يقول‏:‏ إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه‏.‏

وقَرِينة الرجل‏:‏ امرأَته لمُقارنته إِياها‏.‏ وروى ابن عباس أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَتى يومُ الجمعة قال‏:‏ يا عائشة اليَوْمُ يَوْمُ

تَبَعُّلٍ وقِرانٍ؛ قيل‏:‏ عَنى بالمُقارنة التزويج‏.‏ وفلان إِذا جاذَبَتْه

قَرِينَتُه وقَرِينُه قهرها أَي إِذا قُرِنَتْ به الشديدة أَطاقها وغلبها، وفي المحكم‏:‏ إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه‏.‏

وأَخَذْتُ قَرُونِي من الأَمر أَي حاجتي‏.‏

والقَرَنُ‏:‏ السَّيف والنَّيْلُ، وجمعه قِرانٌ؛ قال العجاج‏:‏

عليه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ

والقَرَن، بالتحريك‏:‏ الجَعْبة من جُلود تكون مشقوقة ثم تخرز، وإِنما

تُشَقُّ لتصل الريح إِلى الريش فلا يَفْسُد؛ وقال‏:‏

يا ابنَ هِشامٍ، أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ، فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ

وقيل‏:‏ هي الجَعْبَةُ ما كانت‏.‏ وفي حديث ابن الأَكْوََعِ‏:‏ سأَلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القَوْسِ والقَرَن، فقال‏:‏ صَلِّ في القوس واطْرَحِ

القَرَنَ؛ القَرَنُ‏:‏ الجَعْبَةُ، وإِنما أَمره بنزعه لأَنه قد كان من جلد غير ذَكِيّ ولا مدبوغ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الناس يوم القيامة كالنَّبْلِ في القَرَنِ أَي مجتمعون مثلها‏.‏ وفي حديث عُميَر بن الحُمام‏:‏ فأَخرج تمراً من قَرَنِهِ أَي جَعْبَتِه، ويجمع على أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ

وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تعاهدوا أَقْرانَكم أَي انظروا هل هي من ذَكِيَّة أَو ميتة لأَجل حملها في الصلاة‏.‏ ابن شميل‏:‏ القَرَنُ من خشب

وعليه أَديم قد غُرِّي به، وفي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فيه

وَشْجٌ قد وُشِجَ بينه قِلاتٌ، وهي خَشَبات مَعْروضات على فَمِ الجَفير جعلن

قِواماً له أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح‏.‏ ورجل قارن‏:‏ ذو سيف ونَبْل

أَو ذو سيف ورمح وجَعْبَة قد قَرَنها‏.‏ والقِران‏:‏ النَّبْلُ المستوية من عمل رجل واحد‏.‏ قال‏:‏ ويقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي

والُوا بين سهمين سهمين‏.‏ وبُسْرٌ قارِنٌ‏:‏ قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب، أَزدية‏.‏

والقَرائن‏:‏ جبال معروفة مقترنة؛ قال تأَبط شرّاً‏:‏

وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ، وراعَني

أُناسٌ بفَيْفانٍ، فَمِزْتُ القَرائِنَا

ودُورٌ قَرائنُ إِذا كانت يَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً‏.‏

أَبو زيد‏:‏ أَقْرَنَتِ السماء أَياماً تُمْطِرُ ولا تُقْلِع، وأَغْضَنَتْ

وأَغْيَنَتْ المعنى واحد، وكذلك بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ‏.‏ وقَرَنَتِ

السماءُ وأَقْرَنَتْ‏:‏ دام مطرها؛ والقُرْآنُ من لم يهمزه جعله من هذا لاقترانِ

آيِهِ، قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه على تخفيف الهمز‏.‏ وأَقْرَنَ

له وعليه‏:‏ أَطاق وقوِيَ عليه واعْتَلى‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما كنا له

مُقْرِنينَ؛ أَي مُطِيقينَ؛ قال‏:‏ واشتقاقه من قولك أَنا لفلان مُقْرِنَ؛ أَي مُطيق‏.‏ وأَقْرَنْتُ فلاناً أَي قد صِرْت له قِرْناً‏.‏ وفي حديث

سليمان بن يَسار‏:‏ أَما أَنا فإِني لهذه مُقْرِن أَي مُطِيق قادر عليها، يعني

ناقته‏.‏ يقال‏:‏ أَقْرَنْتُ للشيء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وقوي عليه‏.‏ قال ابن هانئ‏:‏ المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضعيف؛ وأَنشد‏:‏

وداهِيَةٍ داهَى بها القومَ مُفْلِقٌ

بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها

أَصَخْتُ لها، حتى إِذا ما وَعَيْتُها، رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها

تَرَى القومَ منها مُقْرِنينَ، كأَنما

تَساقَوْا عُقَاراً لا يَبِلُّ سَليمُها

فلم تُلْفِني فَهّاً، ولم تُلْفِ حُجَّتي

مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقيمُها

قال‏:‏ وقال أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي‏:‏

ولو أَدْرَكَتْه الخيلُ، والخيلُ تُدَّعَى، بذِي نَجَبٍ، ما أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت

أَي ما ضَعُفتْ‏.‏ والإِقْرانُ‏:‏ قُوَّة الرجل على الرجل‏.‏ يقال‏:‏ أَقْرَنَ

له إِذا قَوِيَ عليه‏.‏ وأَقْرَنَ عن الشيء‏:‏ ضَعُفَ؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد‏:‏

ترى القوم منها مقرنين، كأَنما

تساقوا عُقاراً لا يَبِلُّ سليمها

وأَقْرَنَ عن الطريق‏:‏ عَدَلَ عنها؛ قال ابن سيده‏:‏ أُراه لضعفه عن

سلوكها‏.‏ وأَقْرَنَ الرجلُ‏:‏ غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه، وهو مُقْرِنٌ، وهو الذي يكون

له إِبل وغنم ولا مُعِينَ له عليها، أَو يكون يَسْقي إِبلَه ولا ذائد له

يَذُودُها يوم ورودها‏.‏ وأَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته، ومن الأَضداد‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ قيل لرجل

ما مالُك‏؟‏ قال‏:‏ أَقْرُنٌ لي

وآدِمةٌ

في المَنِيئة، فقال‏:‏ قَوِّمْها وزَكِّها‏.‏ وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ على

غريمه‏.‏ وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ‏:‏ حان أَن يتفَقَّأَ‏.‏ وأَقْرَنَ الدمُ في العِرْق واستقْرَنَ‏:‏ كثر‏.‏ وقَرْنُ الرَّمْلِ‏:‏ أَسفلُه كقِنْعِهِ‏.‏

وأَبو حنيفة قال‏:‏ قُرُونة، بضم القاف، نَبْتةٌ تشبه نبات اللُّوبِياء، فيها حبٌّ أَكبر من الحِمَّصِ

مُدَحْرَج أَبْرَشُ في سَواد، فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء كالوَرْسِ، قال‏:‏

وهي فَرِيكُ أَهل البادية لكثرتها

والقُرَيْناء‏:‏ اللُّوبياء، وقال أَبو حنيفة‏:‏ القُرَيْناء عشبة نحو

الذراع لها أَقنانٌ

وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ، وهي جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حبها

فتُعْلَفُه الدواب ولا يأْكله الناس لمرارة فيه‏.‏

والقَرْنُوَةُ‏:‏ نبات عريض الورق ينبت في أَلْوِيَةِ الرمل ودَكادِ كِه، ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق، ولم يجئ على هذا الوزن إِلا

تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ قال أَبو زياد من العُشْب القَرْنُوَة، وهي خضراء غبراء على ساق يَضرِبُ ورَقُها

إِلى الحمرة، ولها ثمرة كالسُّنبلة، وهي مُرَّة يُدْبَغُ بها الأَساقي، والواو فيها زائدة للتكثير والصيغة لا للمعنى ولا للإِلحاق، أَلا ترى

أَنه ليس في الكلام مثل فَرَزْدُقة

‏؟‏‏.‏ جِلد مُقَرْنىً‏:‏ مدبوغ بالقَرْنُوَة، وقد قَرْنَيْتُه، أَثبتوا

الواو كما أَثبتوا بقية حروف الأَصل من القاف والراء والنون، ثم قلبوها ياء

للمجاورة، وحكى يعقوب‏:‏ أَديم مَقْرُونٌ بهذا على طرح الزائد‏.‏ وسِقاءٌ

قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً‏:‏ دبغ بالقَرْنُوَة‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ القَرْنُوَة

قُرُونٌ تنبت أَكبر من قُروُن الدُّجْرِ، فيها حَبٌّ أَكبر من الحمَّص، فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فيطبخ كما تطبخ الهريسة فيؤكل ويُدَّخر للشتاء، وأَراد

أَبو حنيفة بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون‏.‏ قال الأَزهري في القَرْنُوَةِ‏:‏ رأَيت العرب يَدْبُغون بورقه الأُهُبَ؛ يقال‏:‏ إِهابٌ مُقَرْنىً بغير

همز، وقد همزه ابن الأَعرابي‏.‏

ويقال‏:‏ ما جعلت في عيني قَرْناً من كُحْل أَي مِيلاً واحداً، من قولهم

أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مرة أَو مرتين، وقَرْنُ الثُّمَامِ شبيه

الباقِلَّى‏.‏ والقارُون‏:‏ الوَجُّ‏.‏

ابن شميل‏:‏ أَهل الحجاز يسمون القارورة القَرَّانَ، الراء شديدة، وأَهل

اليمامة يسمونها الحُنْجُورة‏.‏

ويومُ أَقْرُنَ‏:‏ يومٌ لغَطَفانَ على بني عامر‏.‏ والقَرَنُ‏:‏ موضع، وهو ميقات أَهل نجد، ومنه أُوَيْسٌ القَرَنيُّ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال ابن القطاع قال ابن دريد في كتابه في الجمهرة، والقَزَّازُ في كتابه الجامع‏:‏ وقَرْنٌ

اسم موضع‏.‏ وبنو قَرَنٍ‏:‏ قبيلة من الأَزْد‏.‏ وقَرَنٌ‏:‏ حي من مُرَادٍ من اليمن، منهم أُوَيْسٌ القَرَنيُّ منسوب إِليهم‏.‏ وفي حديث المواقيت‏:‏ أَنه

وَقَّتَ لأَهلِ

نجْد قَرْناً، وفي رواية‏:‏ قَرْنَ المَنازل؛ هو اسم موضع يُحْرِمُ منه

أَهلُ نجْد، وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه، وإِنما هو بالسكون، ويسمى أَيضاً

قَرْنَ الثعالب؛ ومنه الحديث‏:‏ أَنه احتجم على رأْسه بقَرْنٍ حين طُبَّ؛ هو اسم موضع، فإِما هو الميقات أَو غيره، وقيل‏:‏ هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ

كالمِحْجَمة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأَسود؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو بالسكون، جُبَيْل صغيرٌ‏.‏ والقَرِينة‏.‏ واد معروف؛ قال ذو

الرمة‏:‏

تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلما

جرَى الرَّمْثُ في ماء القَرِينة والسِّدْرُ

وقال آخر‏:‏

أَلا ليَتَني بين القَرِينَة والحَبْلِ، على ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي

وقيل‏:‏ القَرِينة اسم روضة بالصَّمّان‏.‏ ومُقَرِّن‏:‏ اسم‏.‏ وقَرْنٌ‏:‏ جبَلٌ

معروف‏.‏ والقَرينة‏:‏ موضع، ومن أَمثال العرب‏:‏ تَرَكَ فلانٌ فلاناً على مثل

مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن؛ قال الأَصمعي‏:‏ القَرْنُ جبل مُطِلٌّ على

عرفات؛ وأَنشد‏:‏

فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ، فلا عينٌ تُحَسُّ ولا إِثارُ

ويقال‏:‏ القَرْنُ ههنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِيُّ

الذي لا أَثر فيه، يضرب هذا المثل لمن يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ، والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقي ذلك الموضع أَملس‏.‏ وقارونُ‏:‏ اسم رجل، وهو أَعجمي، يضرب به المثل في الغِنَى ولا ينصرف للعجمة والتعريف‏.‏ وقارُون‏:‏ اسم

رجل كان من قوم موسى، وكان كافراً فخسف الله به وبداره الأَرض‏.‏

والقَيْرَوَانُ‏:‏ معرَّب، وهو بالفارسية كارْوان، وقد تكلمت به العرب؛ قال امرؤ

القيس‏:‏

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ

والقَرْنُ‏:‏ قَرْنُ الهَوْدج؛ قال حاجِبٌ المازِنِيّ‏:‏

صَحا قلبي وأَقْصرَ، غَيْرَ أَنِّي

أَهَشُّ، إِذا مَرَرْتُ على الحُمولِ

كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

قردن‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ خذ بقَرْدَنهِ وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقَفاه‏.‏