فصل: (تابع: حرف النون)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف النون‏]‏

منجنون‏:‏ المَنْجَنُونُ‏:‏ الدولاب التي يُسْتَقَى عليها‏.‏ ابن سيده وغيره‏:‏

المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور، جعلها مؤنثة؛ أَنشد أَبو علي‏:‏

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني، غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ

وذكره الأَزهري في الرباعي‏.‏ قال سيبويه‏:‏ المَنْجَنونُ بمنزلة

عَرْطَلِيل، يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ، وأَن النون لا

تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة، وقيل‏:‏ المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قال ابن السكيت‏:‏ هي المَحالة يُسْنَى

عليها، وهي مؤنثة على فَعْلَلُول، والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق

لأَنه يجمع على مَناجين؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق‏:‏

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ، من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ

ويروى‏:‏ ومَنْجَنِين، وهما بمعنى؛ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث

المَنْجَنُون‏:‏

هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ، وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ

وقال ابن مُفَرِّغ‏:‏

وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ، حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ

قال‏:‏ وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع

على مَناجين يحتاج إِلى بيان، أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب

مَضارِيبُ‏؟‏ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ، قال‏:‏ وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين، لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ، بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق

فإِنها زائدة، بدليل قولهم مَجانيق، وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون

أَصل ثبت أَن الاسم رباعي، وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل، واستحال أَن تدخلَ

عليه زائدةً من أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من أَوَّلها، إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج

ومُقَرْطِس، وذكره الجوهري في جنن؛ قال ابن بري‏:‏ وحقه أَن يُذْكَرَ في منجن لأَنه رباعي، ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم، قال‏:‏ ووزنه فَعْللول

مثل عَضْرَفُوطٍ، وهي مؤنثة؛ الأَزهري‏:‏ وأَما قول عمرو بن أَحمر‏:‏

ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها، ورَمى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ

فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر، قال أبو الفضل‏:‏ هو الدُّولاب التي يستقى عليها، وقل‏:‏ هي المَنْجَنِين أَيضاً، وهي أُنثى، وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ، وقد تقدَّم‏.‏

مهن‏:‏ المَهْنَة والمِهْنَة والمَهَنَة والمَهِنَةُ كله‏:‏ الحِذْق بالخدمة

والعمل ونحوه، وأَنكر الأَصمعي الكسر‏.‏ وقد مَهَنَ يَمْهُنُ مَهْناً إِذا

عمل في صنعته‏.‏ مَهَنَهُم يَمْهَنُهم ويَمْهُنُهم مَهْناً ومَهْنَةً

ومِهْنَةً أَي خدمهم‏.‏ والماهِنُ‏:‏ العبد، وفي الصحاح‏:‏ الخادم، والأُنثى

ماهِنَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما على أَحدِكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبَيْ

مَهْنَته؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي بِذْلَته وخِدْمته، والرواية بفتح الميم، وقد تكسر‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ وهو عند الأَثبات خطأ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ المَهْنة، بفتح الميم، هي الخِدْمة، قال‏:‏ ولا يقال مِهْنة بالكسر، قال‏:‏ وكان القياسُ

لو قيل مثل جِلْسة وخِدْمة، إِلا جاء على فَعْلةٍ واحدةٍ‏.‏

وأَمْهَنْتُه‏:‏ أَضعفته‏.‏ ومَهَنَ الإِبلَ يَمْهَنُها مَهْناً ومَهْنةً‏:‏

حلبها عند الصَّدَر؛ وأَنشد شمر‏:‏

فقُلْتُ لماهِنَيَّ‏:‏ أَلا احْلُباها، فقاما يَحلُبانِ ويَمْرِيانِ

وأَمة حسنة المِهْنةِ والمَهْنَةِ أَي الحلب‏.‏ ويقال‏:‏ خَرْقاءُ لا

تُحْسِنُ المِهْنَةَ أَي لا تحسن الخدمة‏.‏ قال الكسائي‏:‏ المَهْنَةُ الخدمة‏.‏

ومَهَنَهُم أَي خدمهم، وأَنكر أَبو زيد المِهْنةَ، بالكسر، وفتَح الميم‏.‏

وامْتَهَنْتُ الشيء‏:‏ ابتذلته‏.‏ ويقال‏:‏ هو في مِهْنةِ أَهله، وهي الخدمة

والابتذال‏.‏ قال أَبو عدنان‏:‏ سمعت أَبا زيد يقول‏:‏ هو في مَهِنَةِ أَهله، فتح

الميم وكسَرَ

الهاء، وبعض العرب يقول‏:‏ المَهْنة بتسكين الهاء؛ وقال الأَعشى يصف

فرساً‏:‏ فَلأْياً بلأْي حَمَلْنَا الغُلا

مَ كَرْهاً، فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ

أَي أَخرج ما عنده من العَدْوِ وابتذله‏.‏ وفي حديث سلمان‏:‏ أَكره أن أَجْمعَ على ماهِنِي مَهْنَتَينِ؛ الماهِنُ‏:‏ الخادم أَي أَجْمَعَ على خادِمِي

عملين في وقت واحد كالخَبْزِ والطَّحْن مثلاً‏.‏ ويقال‏:‏ امْتَهَنُوني أَي

ابتذلوني في الخدمة‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ كان الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم، وفي حديث آخر‏:‏ كان الناس مَهَنَّةَ أَنفسهم؛ هما جمع ماهِنٍ ككاتِبٍ

وكُتَّابٍ وكَتَبةٍ‏.‏ وقال أَبو موسى في حديث عائشة‏:‏ هو مِهَانٌ، بكسر الميم

والتخفيف، كصائم وصِيامٍ، ثم قال‏:‏ ويجوز مُهَّانَ أَنفسهم قياساً‏.‏ ومَهَنَ

الرجلُ مِهْنَتَه ومَهْنَتَه‏:‏ فرغ من ضَيْعَتِه‏.‏ وكل عمل في الضَّيْعَةِ

مِهْنةٌ‏:‏ وامتَهَنه‏:‏ استعمله للمِهْنَةِ‏.‏ وامْتَهَنَ هو‏:‏ قَبِلَ ذلك‏.‏

وامْتهَنَ نفسَه‏:‏ ابتذلها؛ وأَنشد‏:‏

وصاحِبُ الدُّنْيا عُبَيْدٌ مُمْتَهَنْ

أَي مستخدَمٌ‏.‏ وفي حديث ابن المُسَيَّبِ‏:‏ السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ

أَي يداس ويبتذل، من المِهْنةِ الخِدْمة‏.‏ قال أَبو زيد العِتْريفيُّ‏:‏

إِذا عجز الرجل قلنا هو يَطْلَغُ المِهْنةَ، قال‏:‏ والطَّلَغانُ أَن يعيا

الرجل ثم يعملَ على الإِعياء، قال‏:‏ وهو التَّلَغُّبُ‏.‏ وقامت المرأَة

بِمَهْنةِ بيتها أَي بإِصلاحه، وكذلك الرجل‏.‏ وما مَهْنَتُك ههنا ومِهْنَتُكَ

ومَهَنَتُكَ ومَهِنَتُكَ أَي عَمَلُكَ‏.‏

والمهين من الرجال‏:‏ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس بالجافي ولا

المَهينِ؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالضم من الإِهانة أَي لا يُهينُ أَحداً

من الناس فتكون الميم زائدة، والفتح من المَهانة الحَقَارة والصُّغْر

فتكون الميم أَصلية‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا تُطِعْ كلَّ

حَلاَّفٍ مَهِينٍ؛ قال الفراء‏:‏ المَهِينُ ههنا الفاجر؛ وقال أَبو إِسحق‏:‏

هو فَعيل من المَهانةِ وهي القِلَّة، قال‏:‏ ومعناه ههنا القلة في الرأْي

والتمييز‏.‏ ورجل مَهِينٌ من قوم مُهَناء أَي ضعيف‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ خُلِقَ

من ماءٍ مَهينٍ؛ أَي من ماء قليل ضعيف‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَم أَنا

خَيْرٌ من هذا الذي هو مَهِينٌ؛ والجمع مُهَناء، وقد مَهُنَ مَهانةً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ المَهِينُ فِعْلُِه مَهُنَ بضم الهاء، والمصدر المَهانةٌ‏.‏ وفحل

مَهِينٌ‏:‏ لا يُلْقَحُ من مائه، يكون في الإِبل والغنم، والفعل كالفعل‏.‏

مون‏:‏ مانَهُ يَمُونه مَوْناً إِذا احتمل مؤونته وقام بكفايته، فهو رجل

مَمُونٌ؛ عن ابن السكيت‏.‏ ومانَ الرجلُ أَهله يَمُونُهُمْ مَوْناً

ومَؤُونةً‏:‏ كفاهم وأَنفق عليهم وعالهم‏.‏ ومِينَ فلانٌ يُمانُ، فهو مَمُونٌ، والاسم

المائِنةُ والمَوُونة بغير همز على الأَصل، ومن قال مَؤُونٌ قال مَؤُونةٌ‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ التَّمَوُّنُ كثرة النفقة على العيال، والتَّوَمُّنُ كثرة الأَولاد‏.‏ والمانُ‏:‏ الكَكُّ وهو السِّنُّ الذي يحرث به؛ قال ابن سيده‏:‏ أُراه فارسيّاً، وكذلك تفسيره فارسي أَيضاً؛ كله عن أَبي حنيفة، قال‏:‏ وأَلِفه واو لأَنها عين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ مانَ إِذا شق الأَرض

للزرع‏.‏ ماوانُ وذو ماوانَ‏:‏ موضع، وقد قيل ماوان من الماء؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا

أَدري كيف هذا‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ماوانُ اسم موضع؛ قال الراجز‏:‏

يَشْرَبنَ من ماوانَ ماءَ مُرَّا

قال‏:‏ ووزنه فاعال، ولا يجوز أَن يهمز، لأَنه كان يلزمه أَن يكون وزنه

مَفْعالاً إِن جعلت الميم زائدة، أَو فَعْوالاً إِن جعلت الواو زائدة، قال‏:‏

وكلاهما ليس من أَوزان كلام العرب، وكذلك المانُ السِّكَّة التي يحرث

بها غير مهموزة‏.‏

مين‏:‏ المَيْنُ‏:‏ الكذب؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

فقَدَّدَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ، وأَلْفَى قولَها كذباً ومَيْنا

قال ابن بري‏:‏ ومثل قوله كذباً ومينا قول الأَفْوه الأَوْدِيّ‏:‏

وفينا للقِرَى نارٌ يُرَى عنـ *** ـدها للضَّيْفِ رُحْبُ وسَعَه

والرُّحْبُ والسَّعة واحد؛ وكقول لبيد‏:‏

فأَصْبَِح طاوِياً حَرِصاً خَمِيصاً، كنَصْلِ السيفِ حُودِثَ بالصِّقال وقال المُمزَّقُ العبدِيّ‏:‏

وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ، طَويلاتُ الذَّوائبُ والقُرونِ

والذوائب والقرون واحد‏.‏ ومثله في القرآن العزيز‏:‏ عَبَس وبسَرَ، وفيه‏:‏ لا

تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً، وفيه‏:‏ فجاجاً سُبُلاً، وفيه‏:‏ غرابيبُ

سُودٌ، وقوله‏:‏ فلا يخافُ ظُلْماً ولا هَضْماً؛ وجمغُ المَيْنِ مُيُونٌ‏.‏

ومانَ يَمينُ مَيْناً‏:‏ كذب، فهو مائن أَي كاذب‏.‏ ورجل مَيُونٌ ومَيّانٌ‏:‏

كذَّاب‏.‏ ووُدُّ فلانٍ مُتَمايِنٌ، وفلانٌ مُتماينُ الوُدِّ إِذا كان غير

صادق الخُلَّةِ؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ

إِلينا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمايِنُ

ويروى مُتيامِن أَي مائل إِلى اليَمن‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، في ذم الدنيا‏:‏ فهي الجامِحَةُ الحَرُونُ والمائنةُ الخَؤُون‏.‏

وفي حديث بعضهم‏:‏ خرَجْتُ مُرابِطاً ليلة مَحْرَسي إِلى المِيناء؛ هو الموضع الذي تُرْفَأُ فيه السفنُ أَي تُجْمع وتُرْبَطُ؛ قيل‏:‏ هو مِفْعال من الوَنْيِ الفُتُورِ لأَن الريحَ يَقِلُّ فيه هُبوبها، وقد يقصر فيكون على

مِفْعَل، والميم زائدة‏.‏

ميسن‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ المَيْسُوسَنُ شراب، وهو معرَّب‏.‏ وفي حديث

ابن عمر‏:‏ رأَى في بيته المَيْسُوسَنَ فقال أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ؛ هو شراب تجعله النساء في شعورهن، وهو معرَّب، وذكره الأَزهري في أَسن من ثلاثي

المعتل، وعاد أَخرجه في الرباعي‏.‏

ميكايين‏:‏ مِيكايين وميكاييل‏:‏ من أَسماء الملائكة‏.‏

نتن‏:‏ النَّتْنُ‏:‏ الرائحة الكريهة، نقيضُ الفَوْحِ، نَتَنَ نَتْناً

ونَتُنَ نَتانَةً وأَنْتَنَ، فهو مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ ومُنْتُنٌ ومِنْتِينٌ‏.‏

قال ابن جني‏:‏ أَما مُنْتِنٌ فهو الأَصل ثم يليه مِنْتِنٌ، وأَقلها

مُنْتُنٌ، قال‏:‏ فأَما من قال إِنَّ مُنْتِنٌ من قولهم أَنْتَنَ ومِنْتِنٌ من قولهم نَتُنَ الشيءُ فإِن ذلك لُكْنة منه‏.‏ وقال كراع‏:‏ نَتُنَ فهو مُنْتِنٌ، لم يأْت في الكلام فَعُلَ فهو مُفْعِلٌ إِلا هذا، قال‏:‏ وليس ذلك بشيء‏.‏ قال الجوهري في مِنْتِن‏:‏ كسرت الميم إتباعاً للتاء لأَن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية‏.‏ ونَتّنة غَيْرُه تَنْتِيناً أَي جعله مُنْتِناً‏.‏ قال‏:‏ ويقال قوم

مَناتينُ؛ قال ضَبُّ ابنُ نُعْرَة‏:‏

قالتْ سُليْمى‏:‏ لا أُحِبُّ الجَعْدِينْ، ولا السِّباطَ، إِنهم مَناتِينْ

قال‏:‏ وقد قالوا ما أَنْتَنه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما بالُ دَعْوَى الجاهلية

دَعُوها فإِنها مُنْتِنة أَي مذمومة في الشرع مجتنبة مكروهة كما يُجْتَنَبُ

الشيءُ المُنْتِنُ؛ يريد قولهم‏:‏ يا لَفُلانٍ‏.‏ وفي حديث بَدْرٍ‏:‏ لو كان

المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً فكلمني في هؤلاء النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهم

له، يعني أُسارى بدر، واحدهم نَتِنٌ كزَمِنٍ وزَمْنَى، سماهم نَتْنَى

لكفرهم كقوله تعالى‏:‏ إِنما المشركون نَجَسٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ يقال نتَنَ اللحم

وغيره يَنْتِنُ وأَنْتَن يُنْتِنُ، فمن قال نَتَنَ قال مِنْتِنٌ، ومن قال أَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ، بضم الميم، وقيل‏:‏ مِنْتِنٌ كان في الأَصل مِنْتِينَ، فحذفوا المدَّة، ومثله مِنْخِر أَصله مِنْخِير، والقياس أَن يقال نَتَنَ

فهو ناتِنٌ، فتركوا طريق الفاعل وبنوا منه نعتاً على مِفْعِيل، ثم حذفوا

المدَّة‏.‏

والنَّيْتُونُ‏:‏ شجر مُنْتِنٌ؛ عن أَبي عبيدة‏.‏ قال ابن بري‏:‏

والنَّيْتُونُشجرة خبيثة مُنْتِنة؛ قال جرير‏:‏

حَلُّوا الأَجارِعَ من نَجْدٍ، وما نزَلُوا

أَرْضاً بها يَنْبُتُ النَّيْتُونُ والسَّلَعُ

قال‏:‏ ووزنه فَيْعُول‏.‏

نثن‏:‏ نَثَنَ اللحمُ نَثْناً ونَثَناً‏:‏ تغَيَّر‏.‏

نحن‏:‏ نحن‏:‏ ضمير يُعْنَى به الاثنانِ والجميع المُخْبرون عن أَنفسهم، وهي مبنية على الضم، لأَن نحن تدل على الجماعة وجماعةُ المضمرين تدل عليهم

الميم أَو الواو نحو فعلوا وأَنتم، والواو من جنس الضمة، ولم يكن بُدٌّ من حركة نحن فحرَّكت بالضم لأَن الضم من الواو، فأَما قراءة من قرأَ‏:‏ نحن

نحيي ونميت، فلا بد أَن تكون النون الأُولى مختلسة الضمة تخفيفاً وهي بمنزلة المتحركة، فأَما أَن تكون ساكنة والحاء قبلها ساكنة فخطأٌ‏.‏ الجوهري‏:‏

نحن كلمة يعني بها جمع أَنا من غير لفظها، وحرِّك آخره بالضم لالتقاء

الساكنين لأَن الضمة من جنس الواو التي هي علامة الجمع، ونحن كناية عنهم؛ قال ابن بري‏:‏ لا يصح قول الجوهري إِن الحركة في نحن لالتقاء الساكنين لأن اختلاف صيغ المضمرات يقوم مقام الإِعراب، ولهذا بنيت على حركة من أَوّل

الأَمر نحو هو وهي وأَنا فعلتُ كذا، لكونها قد تنزلت منزلة ما الأَصلُ

في التمكين، قال‏:‏ وإِنما بنيت نحن على الضم لئلا يظن بها أَنها حركة

التقاء ساكنين، إِذ الفتح والكسر يحرك بهما ما التقى فيه ساكنان نحو ردّ

ومدّ وشدّ‏.‏

نرسن‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ أَبو حاتم تمرة نِرْسِيانِية، النون مكسورة، والجمع نِرْسِيانٌ، والله أَعلم‏.‏

ننن‏:‏ قال الأَزهري في أَواخر باب النون‏:‏ النَّنُّ الشعَر الضعيف‏.‏

منجنون‏:‏ المَنْجَنُونُ‏:‏ الدولاب التي يُسْتَقَى عليها‏.‏ ابن سيده وغيره‏:‏

المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور، جعلها مؤنثة؛ أَنشد أَبو علي‏:‏

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني، غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ

وذكره الأَزهري في الرباعي‏.‏ قال سيبويه‏:‏ المَنْجَنونُ بمنزلة

عَرْطَلِيل، يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ، وأَن النون لا

تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة، وقيل‏:‏ المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قال ابن السكيت‏:‏ هي المَحالة يُسْنَى

عليها، وهي مؤنثة على فَعْلَلُول، والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق

لأَنه يجمع على مَناجين؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق‏:‏

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ، ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ، من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ

ويروى‏:‏ ومَنْجَنِين، وهما بمعنى؛ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث

المَنْجَنُون‏:‏

هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ، وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ

وقال ابن مُفَرِّغ‏:‏

وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ، حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ

قال‏:‏ وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع

على مَناجين يحتاج إِلى بيان، أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب

مَضارِيبُ‏؟‏ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ، قال‏:‏ وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين، لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ، بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق

فإِنها زائدة، بدليل قولهم مَجانيق، وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون

أَصل ثبت أَن الاسم رباعي، وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل، واستحال أَن تدخلَ

عليه زائدةً من أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من أَوَّلها، إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج

ومُقَرْطِس، وذكره الجوهري في جنن؛ قال ابن بري‏:‏ وحقه أَن يُذْكَرَ في منجن لأَنه رباعي، ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم، قال‏:‏ ووزنه فَعْللول

مثل عَضْرَفُوطٍ، وهي مؤنثة؛ الأَزهري‏:‏ وأَما قول عمرو بن أَحمر‏:‏

ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها، ورَمى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ

فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر، قال أبو الفضل‏:‏ هو الدُّولاب التي يستقى عليها، وقل‏:‏ هي المَنْجَنِين أَيضاً، وهي أُنثى، وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ، وقد تقدَّم‏.‏

لْفَهم‏.‏ وتقول في فعل الاثنين‏:‏ لَتَضْرِبانِّ زيداً يا رجلان، وفي فعل

الجماعة‏:‏ يا رجالُ اضْرِبُنَّ زيداً، بضم الباء، ويا امرأَةُ اضْرِبن زيداً، بكسر الباء، ويا نسوة اضْرِبنانّ زيداً، وأَصله اضربْنِنّ، بثلاث

نونات، فتفصل بينهن بأَلف وتكسر النون تشبيهاً بنون التثنية؛ قال‏:‏ وقد

تكون نون التوكيد خفيفة كما تكون مشددة، إِلا أَن الخفيفة إِذا استقبلها

ساكن سقطت، وإِذا وقفت عليها وقبلها فتحة أَبدلتها أَلفاً كما قال الأَعشى‏:‏ وذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه، ولا تَعْبُدَ الشَّيطانَ واللهَ فاعْبُدَا

قال‏:‏ وربما حذفت في الوصل كقول طَرَفة‏:‏

اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارقَها، ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ

قال ابن بري‏:‏ البيت مصنوع على طرفة، والمخففة تصلح في مكان المشدَّدة

إِلا في موضعين‏:‏ في فعل الاثنين يا رجلان اضْرِبانّ زيداً، وفي فعل جماعة

المؤنث يا نسوة اضْرِبْنانِّ زيداً، فإِنه لا يصلح فيهما إِلا المشدّدة

لئلا يلتبس بنون التثنية، قال‏:‏ ويونس يجيز الخفيفة ههنا أَيضاً، قال‏:‏

والأَول أَجود‏.‏ قال ابن بري‏:‏ إِنما لم يجز وقوع النون الخفيفة بعد الأَلف

لأَجل اجتماع الساكنين على غير حَدِّه، وجاز ذلك في المشددة لجواز اجتماع

الساكنين إِذا كان الثاني مدغماً والأَول حرف لين‏.‏

والتَّنْوين والتَّنْوينة‏:‏ معروف‏.‏ ونوّن الاسم‏:‏ أَلحقه التنوين‏.‏

والتنوين‏:‏ أَن تنوّن الاسم إِذا أَجريته، تقول‏:‏ نونت الاسم تنويناً، والتنوين لا

يكون إِلا في الأَسماء‏.‏ والنُّونة‏:‏ الكلمة من الصواب‏.‏ والنُّونة‏:‏

النُّقْبة في ذَقَن الصبي الصغير‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ أَنه رأَى صبيّاً مليحاً

فقال‏:‏ دَسِّمُوا نُونتَه أَي سَوِّدوها لئلا تصيبه العين؛ قال‏:‏ حكاه الهروي

في الغريبين‏.‏ الأَزهري‏:‏ هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمة

والوَهْدَة والقَلْدَة والهَرْتَمَة والعَرْتَمَة والحَثْرَمة؛ قال الليث‏:‏

الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربينِ بحِيال الوَتَرة؛ الأَزهري‏:‏ قال أَبو تراب‏:‏ أَنشدني جماعة من فصحاء قيس وأَهلِ الصدْق منهم‏:‏

حامِلةٌ دَلْوُك لا مَحْمُولَهْ، مَلأَى من الماء كعين النُّونَهْ

فقلت لهم‏:‏ رواها الأَصمعي كعَيْن المُولَه فلم يعرفوها، وقالوا‏:‏

النُّونة السمكة‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ المُولَهُ العنكبوت‏.‏

ويقال للسيف العريض المعطوف طَرَفَي الظُّبَةِ‏:‏ ذو النونين؛ ومنه قوله‏:‏

قَرَيْتُك في الشَّرِيط إِذا التَقَينا، وذو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني

الجوهري‏:‏ والنُّونُ شَفْرةُ السَّيْفِ؛ قال الشاعر‏:‏

بذِي نُونينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ

والنون‏:‏ اسم سيف لبعض العرب؛ وأَنشد

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مني

وقال‏:‏ يقول سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان ذلك السيف الآخر‏.‏ وذو

النون‏:‏ سيفٌ كان لمالك ابن زُهَيْر أَخي قَيْس بن زهير، فقتله حَمَلُ

بنُ بَدْرٍ وأَخذ منه سيفَه ذا النون، فلما كان يومُ الهَباءة قَتَلَ

الحرثُ بن زهير حَمَلَ بن بدر وأَخذ منه ذا النون؛ وفيه قول الحرث بن زهير‏:‏

ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّي، وما أُعْطِتُه عَرَقَ الخِلالِ

أَي ما أُعطيته مكافأَة ولا مَوَدَّةً ولكني قتلت حَمَلاً وأَخذته منه

قَسْراً‏.‏ قال ابن بري النون سيف حنَشِ بن عمرو، وقيل‏:‏ هو سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بَدْرٍ أَخذه من مالك يومَ قَتَلَه وأَخذه الحرثُ من حَمَل بن بدر يوم قتله، وهو الحرث بن زهير العَبْسِيُّ؛ وصواب إِنشاده‏:‏

ويخبرهم مكانَ النون مني

لأَن قبله‏:‏

سَيُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عمرو

بما لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ‏.‏

وذو النون‏:‏ لقبُ يُونُسَ بن مَتَّى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة

والسلام‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً؛ هو يونس

النبي صلى الله عليه وسلم سماه الله ذا النون لأَنه حبسه في جوف الحُوت

الذي التقمه، والنُّون الحوتُ‏.‏ وفي حديث موسى والخضر‏:‏ خُذْ نُوناً مَيّتاً

أَي حوتاً‏.‏ وفي حديث إِدام أَهل الجنة‏:‏ هو بالامٌ ونونٌ، والله أَعلم‏.‏

هأن‏:‏ المُهْوَأَنُّ‏:‏ المكانُ البعيد، وهو مثال لم يذكره سيبويه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ لم يذكر الجوهري ترجمة هأَن‏.‏ وقد جاء منه مُهْوَأَنٌّ‏:‏ للصحراء

الواسعة، ووزنه مُفْوَعَلٌّ؛ قال‏:‏ وذكره الجوهري في فصل هوأَ، وهو غلط‏.‏ شمر‏:‏

يقال مُهْوَئِنّ ومُهْوَأَنّ؛ وأَنشد‏:‏

في مُهْوَأَنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ

قال الأَزهري‏:‏ والوَهْدَةُ مُهْوَأَنّ‏.‏ قال‏:‏ وهي بطون الأَرض وقَرارُها، ولا تُعَدُّ الشِّعابُ

والمِيْثُ من المُهْوَأَنّ، ولا يكون المُهْوَِأَنُّ في الجبال ولا في القِفافِ ولا في الرمال، ليس المُهْوَئِنّ إِلا من جَلَد الأَرض وبطونها‏.‏

والمُهْوَأَنّ والخَبْتُ واحد‏.‏ وخُبُوت الأَرضِ‏:‏ بطونُها؛ قال الكميت‏:‏

لما تَحَرّمَ عنه الناسُ، رَبْرَبه بالمُهْوَئِنِّ، فَمَرْمِيٌّ ومُحْتَبَلُ

وقال‏:‏ المُهْوَأَنُّ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض واتسع‏.‏ واهْوَأَنَّتِ

المغازةُ إِذا اطمأَنت في سَعة؛ قال رؤبة‏:‏

ما زالَ سَوْءُ الرَّعْيِ والنَّتاجِ

بمُهْوَأَنٍّ غير ذي لَمَاجِ

وطُولُ زَجْرٍ بِحَلٍ وعاجِ

والله أَعلم‏.‏

هبن‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الهَبُونُ

العنكبوت، ويقال‏:‏ الهَبُورُ، بالراء، العنكبوت‏.‏

هتن‏:‏ هَتَنَتِ السماء تَهْتِنُ هَتْناً وهتوناً وهَتناناً وتَهْتاناً

وتَهاتَنَتْ‏:‏ صَبَّتْ، وقيل‏:‏ هو من المطر فوق الهَطْلِ، وقيل‏:‏ الهَتَنان

المطر الضعيف الدائم‏.‏ ومطر هَتُون‏:‏ هَطُولٌ‏.‏ وسحابة هَتُون وسحاب هاتنٌ

وسحاب هَتُون، والجمع هُتُن مثل عَمُود وعُمُد‏.‏ قال ابن بري‏:‏ صوابه مثل

صَبُور وصُبُر لأَن عَمُوداً اسم وهَتُوناً صفة‏.‏ وسحائب هُتُنٌ وهُتَّنٌ، وكأَنَّ هُتَّناً على هاتِنٍ أَو هاتِنَة، لأَن فُعَّلاً لا يكون جمع

فَعُول‏.‏ والتَّهْتانُ‏:‏ نحو من الدِّيمةِ؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

يا حَبَّذا نَضْحُكَ بالمَشافِرِ، كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطِرِ

وقال النضر‏:‏ التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثم يفتر ثم يعود؛ وأَنشد للشماخ‏:‏

أَرْسلَ يوماً دِيمةً تَهْتانا، سَيْلَ المِتانِ يَمْلأُ القُرْيانا

ويقال‏:‏ هَتَنَ المطرُ والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتاناً

قَطر؛ وعين هَتُونُ الدَّمْع‏.‏

هجن‏:‏ الهُجْنة من الكلام‏:‏ ما يَعِيبُك‏.‏ والهَجِينُ‏:‏ العربيّ ابنُ الأَمة

لأَنه مَعِيبٌ، وقيل‏:‏ هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ، فإِذا

حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ، والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ

ومَهاجِنَةٌ؛ قال حسان‏:‏

مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ

عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ

أَي مُؤْتَشِبُو الزناد، وقيل‏:‏ رِخْوُو الزناد‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما

قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً، وحقيقته أَنه من باب

مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وقد

هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة‏.‏ أَبو العباس أَحمد ابن يحيى

قال‏:‏ الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه؛ قال أَبو منصور‏:‏ وهذا هو الصحيح‏.‏ قال المبرد‏:‏ قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان

العرب الأُدْمة، وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ

المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم، ويقولون لمن علا لونَه البياضُ

أَحمرُ؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة‏:‏ يا حُمَيراء، لغلبة

البياض على لونها، رضي الله عنه‏.‏ قال، صلى الله عليه وسلم‏:‏ بُعِثْتُ إِلى

الأَحمر والأَسود، فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم‏.‏ وقالت العرب

لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض‏:‏ هُجْنٌ وهُجَناء، لغلبة

البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم‏.‏ وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة

إِذا لم يكن عتيقاً‏.‏ وبِرْذَوْنَة هَجِين، بغير هاء‏.‏ الأَزهري‏:‏ الهجين من الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي، وخيل هُجْنٌ‏.‏ والهِجانُ من الإِبل‏:‏ البيضُ الكرام؛ قال عمرو بن كُلْثوم‏:‏

ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ، هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا

قال‏:‏ ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع‏.‏ يقال‏:‏ بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ

وربما قالوا هَجائِنُ؛ قال ابن أَحمر‏:‏

كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا

ابن سيده‏:‏ والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً، ومنهم

من يجعله تكسيراً، وهو مذهب سيبويه، وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد

بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع

بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على

فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ، وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت

فِعَالٍ، أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين‏؟‏ وقد

اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ

وعِبادٍ، فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير، قال‏:‏

ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف، وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى

الواو، كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ

هِجانٌ، كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف؛ فأَما قوله‏:‏

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ

من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق

فقد تكونُ النَّقِيَّةَ، وقد تكون البيضاء‏.‏ وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر

هِجانُ إِبله، وهي كِرامها؛ وقال في قول كعب‏:‏

حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ، وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ

قال‏:‏ أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها

لعِتْقِها وكرمها، وقيل‏:‏ حُمِلَ عليها في صِغَرها، وقيل‏:‏ أَراد

بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام‏.‏ يقال‏:‏ امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة‏.‏

وقال الأَزهري‏:‏ هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر، ثم ضربها

ثانية فجاءت بذكر آخر، فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها، وهما أَخواها

أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها، ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ

فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها، والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وهو خالها

لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه‏.‏ وقال ثعلب‏:‏

أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره‏:‏ إِنها ناقة كريمة

مُداخَلة النسب لشرفها‏.‏ قال ثعلب‏:‏ عَرَضْتُ هذا القول على ابن الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وقال‏:‏ تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ؛ قال‏:‏ وقال المفضل هذا جمل نزا على أُمه، ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل، فوضعت ناقة

فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة، فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها، وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته، وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها، وصار

هو خالها

لأَنه أَخو أُمها؛ وقال ثعلب‏:‏

وهذا هو القول‏.‏ والهِجانُ‏:‏ الخيار‏.‏ وامرأَة هجان‏:‏ كريمة من نسوة هَجائنَ، وهي الكريمة الحَسَبِ

التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً‏.‏ أَبو زيد‏:‏ رجل هَجِينٌ

بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كريمة، وتكون

البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة‏.‏ ورجل هِجانٌ‏:‏ كريمُ الحَسَبِ

نَقِيُّه‏.‏ وبعير هِجانٌ‏:‏ كريم‏.‏ وقال الأَصمعي في قول علي، كرم الله وجهه‏:‏ هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه، يعني خياره

وخالصه‏.‏ اليزيديُّ‏:‏ هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، ورجل هَجِينَ بَيِّنُ

الهُجْنةِ، والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم، فإِذا كان

الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً؛ قال الراجز‏:‏

العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ

ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ

والإِقْرافُ‏:‏ من قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري‏:‏ روى الرواةُ أَن رَوْح بن زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة‏:‏

وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ، سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ

فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى، وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ‏.‏

قال‏:‏ والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب‏.‏ قال ابن حمزة‏:‏

الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة، وهي الغِلَظُ، والهِجانُ الكريم مأْخوذ من الهِجَانِ، وهو الأَبيض‏.‏ والهِجان‏:‏ البِيضُ، وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في الإبل والرجال والنساء، ويقال‏:‏ خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه‏.‏ قال‏:‏ وإِنما

أُخذ ذلك من الإبل‏.‏ وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ‏.‏ والهِجانُ

من كل شيء‏:‏ الخالصُ؛ وأَنشد‏:‏

وإذا قيل‏:‏ مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ‏؟‏

كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ

والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً‏.‏ وفي المثل‏:‏

جَلَّتِ

الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة

الكبير‏.‏ وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ، وهو القَدَح الضخم‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ؛ قال‏:‏ وهي بنتُ اللبون

يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ، ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة، قال‏:‏ ولا تصلح أَن يفعل

بها ذلك‏.‏ ابن شميل‏:‏ الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ، وهي إبنة

لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وهي حِقَّةٌ، ولا تفعل ذلك إلا في سنة

مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ، وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وقد أَهْجَنَها الجملُ

إذا ضربها فأَلقحها؛ وأَنشد‏:‏

ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا، أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ‏؟‏‏.‏

قال رجل لأَهل إمرأَته، واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء؛ وقال‏:‏

هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ

يقال‏:‏ قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ غِلْمَةٌ

أُهَيْجنة، وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً، يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قال‏:‏

والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة، والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة

اللَّبُون‏.‏ ناقة مُهَجَّنة‏:‏ وهي المُعْتَسَرَة‏.‏ ويقال للقوم الكرام‏:‏ إِنهم

لمن سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وقال الشماخ‏:‏

ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا

إلى الرُّبُعِ الهِجانِ، ولا الثَّمينِ

الأَزهري‏:‏ وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا

البيت‏:‏

إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين

يقول‏:‏ لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه، قال‏:‏ والرِّهانُ

الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها، يقول‏:‏ مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى

رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها؛ وقول

الشاعر‏:‏

من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْـ *** ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ

قال‏:‏ الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء‏.‏ والهِجانُ من الإِبل‏:‏ الناقة

الأَدْماء، وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن‏.‏ والهِجَانةُ‏:‏

البياضُ؛ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض، وهي أَكرم الإبل، وقال لبيد‏:‏

كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ

مُتأَبِّضاتٍ‏:‏ معقولاتٍ بالإباضِ، وهو العِقالُ‏.‏ وفي الحديث في ذكر

الدجال‏:‏ أَزْهَرُ هِجانٌ؛ الهجانُ‏:‏ الأَبيض‏.‏ ويقال‏:‏ هَجَّنه أَي جعله هجيناً‏.‏

والمُهَجَّنة‏:‏ الناقة أَوَّلَ ما تحمل؛ وأَنشد ابن بري لأَوس‏:‏

حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ، وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ

وفي حديث الهُجرة‏:‏ مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال‏:‏

والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبن وقد اهْتُجِنَتْ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ائتنا بها؛ اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها‏.‏ والهاجنُ‏:‏ التي حملت قبل وقت حملها‏.‏

والهُجْنة في الكلام‏:‏ ما يَلْزَمُك منه العيبُ‏.‏ تقول‏:‏ لا تفعل كذا فيكون عليك

هُجْنةً‏.‏ وقالوا‏:‏ إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة ههنا

الإضاعة؛ وقول الأَعلم‏:‏

ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على

رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ

عنى بالهَجِين هنا اللئيم‏:‏ والهاجِنُ‏:‏ الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ

واحدة‏.‏ يقال‏:‏ هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان، وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة؛ وقال بشر‏:‏

لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً، لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ

وقال آخر‏:‏

مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ

وتَهْجينُ الأَمر‏:‏ تقبيحُه‏.‏ وأَرض هِجانٌ‏:‏ بيضاء لينة التُّرْبِ

مِرَبٌّ؛ قال‏:‏

بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى

عَذَاةٍ، نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ

ويروى المُلُوحة‏.‏ والهاجِنُ‏:‏ العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ

السِّفَادِ، والجمع الهِواجِنُ؛ قال‏:‏ ولم أَسمع له فعلاً، وعم بعضهم به إناثَ نوعي الغنم‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ، فلم يَخُصَّ بها شيئاً من شيء‏.‏ والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل‏:‏ التي تحمل

صغيرة؛ قال شمر‏:‏ وكذلك الهاجنُ‏.‏ ويقال للجارية الصغيرة‏:‏ هاجن، وقد

اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها‏.‏ واهْتُجِنَتِ الجارية إذا

وُطِئت وهي صغيرة‏.‏ والمُهْتَجِنة‏:‏ النخلة أَوَّل ما تُلْقَح‏.‏ ابن سيده‏:‏

الهاجِنُ‏.‏ والمُهْتَجِنة الصبية؛ وفي المحكم‏:‏

المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم؛ فأَما قول

العرب‏:‏ جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد، فعلى التفاؤل‏.‏

هدن‏:‏ الأَزهري عن الهَوَازنيّ‏:‏ الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر

يأْتيه فيَهْدِنُه عما كان عليه فيقال انْهَدَنَ عن ذلك، وهَدَنَه خَبَرٌ

أَتاه هَدْناً شديداً‏.‏ ابن سيده‏:‏ الهُدْنة والهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب؛ قال أُسامة الهذلي‏:‏

فسامونا الهِدانَةَ من قريبٍ، وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ

والمَهْدُون‏:‏ الذي يُْطْمَعُ منه في الصلح؛ قال الراجز‏:‏

ولم يَعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ

وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً‏:‏ سَكَنَ‏.‏ وهِدَنَِ أَي سكَّنه، يتعدَّى ولا

يتعدَّى‏.‏ وهادَنه مُهادنَةً‏:‏ صالحه، والاسم منهما الهُدْنَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الفتَنَ فقال‏:‏ يكون بعدها هُدْنَةٌ

على دَخَنٍ وجماعةٌ

على أَقْذاءٍ؛ وتفسيره في الحديث؛ لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه، وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَيْج‏.‏ ويقال للصلح بعد القتال والمُوادعة

بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين‏:‏ هُدْنَةٌ، وربما جعلت للهُدْنة

مُدّة معلومة، فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال، والدَّخَنُ قد مضى

تفسيره؛ وقوله هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ

على غِلّ‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ عُمْياناً في غَيْبِ الهُدْنة أَي

لا يعرفون ما في الفتنة من الشر ولا ما في السكون من الخير‏.‏ وفي حديث

سلمان‏:‏ مَلْغاةُ أَوّل الليل مَهْدَنَةٌ

لآخره؛ معناه إذا سَهِر أَوّلَ الليل ولَغا في الحديث لم يستيقظ في آخره

للتهجد والصلاة أَي نومه في آخر الليل بسبب سهره في أَوّله‏.‏ والمَلْغاة

والمَهْدَنة‏:‏ مَفْعَلة من اللَّغْو، والهُدُونُ‏:‏ السكون أَي مَظِنّة لهما‏.‏ والهُدْنَة والهُدُون

والمَهْدَنة‏:‏ الدَّعة والسكون‏.‏ هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً‏:‏ سَكَنَ‏.‏ الليث‏:‏

المَهْدَنة من الهُدْنة وهو السكون، يقال منه‏:‏ هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا

سَكَنْتَ فلم تتحرّك‏.‏ شَمِرٌ‏:‏ هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كما يُهْدَن الصبي؛ قال رؤبة‏:‏

ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لم يُهْدَنِ

أَي لم يُخْدَعْ ولم يُسَكَّنْ فيطمع فيه‏.‏ وهادَنَ القومَ‏:‏ وادَعهم‏.‏

وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام وأَعطاهم عهداً لا ينوي أن يَفِيَ به؛ قال‏:‏

يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً، وتَهْدِنُهم في النائمين المَضاجعُ

وهو من التسكين‏.‏ وهَدَنَ الصبيَّ وغيره يَهْدِنه وهَدَّنه‏:‏ سكَّنه

وأَرضاه‏.‏ وهُدِنَ عنك فلانٌ‏:‏ أَرضاه منك الشيءُ اليسير‏.‏ ويقال‏:‏ هَدَّنتِ

المرأَةُ صبيَّها إذا أَهْدَأَته لينام، فهو مُهَدَّنٌ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه، وهَدَنَ إذا حَمُقَ‏.‏ وتَهْدِينُ المرأَة

ولدها‏:‏ تسكينها له بكلام إذا أَرادت إنامته‏.‏ والتَّهْدِينُ البُطْءُ‏.‏

وتَهادَنت الأُمورُ‏:‏ استقامت‏.‏

والهَوْدَناتُ‏:‏ النُّوقُ‏.‏

ورجل هِدانٌ، وفي التهذيب مَهْدُونٌ‏:‏ بليد يرضيه الكلام، والاسم

الهَدْنُ والهُدْنةُ‏.‏ ويقال‏:‏ قد هَدَنوه بالقول دون الفعل‏.‏ والهِدانُ‏:‏ الأَحمقُ

الجافي الوَخِمُ الثقيل في الحرب، والجمع الهُدونُ؛ قال رؤبة‏:‏

قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي، من غير ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ

وفي حديث عثمان‏:‏ جَباناً هِداناً، الهِدانُ‏:‏ الأَحمقُ الثقيل، وقيل‏:‏

الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الذي لا يُصَلِّي ولا يُبَكِّر في حاجة؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج

وقد تَهَدَّنَ، ويقال‏:‏ هو مَهْدُونٌ؛ وقال‏:‏

ولم يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ

والاسم من كل ذلك الهَدْنُ؛ وأَنشد الأَزهري في المَهْدُون‏:‏

إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها، وذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ

والهَدِنُ المُسْتَرْخِي‏.‏ وإنَّه عنك لَهَيْدانٌ

إذا كانَ يهابه‏.‏ أَبو عبيد في النوادر‏:‏ الهَيْدانُ والهِدَانُ واحد، قال‏:‏ والأَصل الهِدانُ، فزادوا الياء؛ قال الأَزهري‏:‏ وهو فَيْعالٌ مثل

عَيْدانِ النخل، النون أَصلية والياء زائدة‏.‏

والهَدْنَةُ‏:‏ القليل الضعيف من المطر؛ عن ابن الأَعرابي، وقال‏:‏ هو الرَّكُّ والمعروف الدَّهْنَةُ‏.‏

هرن‏:‏ الأَزهري‏:‏ أَما هرن فإِني لا أَحفظ فيه شيئاً، وإسم هَرُون

مُعَرَّب لا اشتقاق له في العربية‏.‏ وقال القتيبي‏:‏ الهَيْرُون ضرب من التمر جيد

لعمل السِّلِّ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الهَرْنَوَى نبت، قال‏:‏ لا أَعرف هذه الكلمة ولم أَرها في النبات، وأَنكرها جماعة من أَهل اللغة، قال‏:‏ ولستُ أَدري

الهَرْنَوَى مقصور أَم الهَرْنَوِيُّ، على لفظ النسب‏.‏

هرشن‏:‏ بعير هِرْشِنٌ‏:‏ واسع الشِّدْقَيْنِ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ قال ابن دريد

لا أَدري ما صحته‏.‏

هزن‏:‏ هَوْزَنُ‏:‏ إسم طائر؛ قال الأَزهري‏:‏ جمعه هَوْزَنٍ‏:‏ بطنٌ من ذي

الكُلاع، وروى الأَزهري عن الأَصمعي في كتاب الأَسماء قال‏:‏ هَوَازِنُ جمع

هَوْزَنٍ، وهو حَيّ من اليمن يقال لهم هَوْزَن؛ قال‏:‏ وأَبو عامر

الهَوْزَنيُّ منهم‏.‏ وهَوازِنُ‏:‏ قبيلة من قيس وهو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن حَفْصةَ بن قيس عَيْلانَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ هَوَازِنُ لا أَدري مِمَّ

اشْتقاقُه، والنسب إلى هَوازِنَ القبيلة هَوازِنيٌّ، لأَنه قد صار اسماً للحيّ، ولو قيل هَوْزَنِيٌّ لكان وجهاً؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّينْ، لما رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ

وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ، وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِيّينْ

هفن‏:‏ أَهمله الليث، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الهَفْنُ المطر الشديد‏.‏

هكن‏:‏ تَهَكَّنَ الرجل‏:‏ تَنَدَّمَ‏.‏

هلن‏:‏ الهِلْيَوْنُ‏:‏ نَبْتٌ‏.‏

همن‏:‏ المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ‏:‏ اسم من أَسماء الله تعالى في الكتب

القديمة‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ومُهَيْمِناً عليه؛ قال بعضهم‏:‏ معناه الشاهد يعني

وشاهِداً عليه‏.‏ والمُهَيْمِنُ‏:‏ الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف، وأَصله

أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ، بهمزتين، قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة

اجتماعهما فصار مُؤَيْمِنٌ، ثم صُيِّرت الأُولى هاء كما قالوا هَراق وأَراق‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ مُهَيْمِنٌ معنى مُؤَيْمِن، والهاء بدل من الهمزة، كما قالوا

هَرَقْتُ وأَرَقْتُ، وكما قالوا إيَّاك وهِيَّاكَ؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا على

قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أَنه بمعنى الأَمين، وقيل‏:‏

بمعنى مُؤتَمَن؛ وأَما قول عباس بن عبد المطلب في شعره يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم‏.‏

حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ، من خِنْدِفَ، عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ

فإِن القتيبي قال‏:‏ معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء؛ يريد به النبي صلى الله عليه وسلم فأَقام البيت مقامه لأَن البيت إذا

حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه؛ قال الأَزهري‏:‏ وأَراد ببيته

شَرَفَه، والمهيمن من نعته كأَنه قال‏:‏ حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك

علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي

تحتها النُّطُقُ، وهي أَوساطُ الجبال العالية، جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له؛ قال ابن بري في تفسير قوله بيتُك المهيمنُ قال‏:‏ أَي بيتُك الشاهدُ

بشرفك، وقيل‏:‏ أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه‏.‏ وفي حديث عكرمة‏:‏ كان عليّ، عليه السلام، أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي

القَضايا، من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء، جعل الفعل لها وهو لأَربابها

القوّامين بالأُمور‏.‏ وروي عن عمر أَنه قال يوماً‏:‏ إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا

أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا، قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء

فصار أَيْمِنُوا، ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هَيْمِنُوا؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَي اشْهَدُوا‏.‏ والعرب تقول‏:‏ أَمَّا زيد فحسن، ويقولون

أَيْما بمعنى أَمَّا؛ وأَنشد المبرد في قول جَمِيل‏:‏

على نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها

فَمَتْنٌ، وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ

قال‏:‏ إنما يريد أَمَّا، فاستثقل التضعيف فأَبدل من إحدى الميمين ياء، كما فعلوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ‏.‏ وقال ابن الأَنباري في قوله‏:‏

ومُهَيْمِناً عليه، قال‏:‏ المُهَيْمِنُ القائم على خلقه؛ وأَنشد‏:‏

أَلا إنَّ خير الناسِ، بعد نَبِيِّهِ، مُهَيْمِنُه التالِيه في العُرْفِ والنُّكْرِ

قال‏:‏ معناه القائم على الناس بعده، وقيل‏:‏ القائم بأُمور الخلق، قال‏:‏ وفي المُهَيْمِن خمسة أَقوال‏:‏ قال ابن عباس المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ، وقال الكسائي المُهَيْمِنُ الشهيد، وقال غيره هو الرقيب، يقال هَيْمن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إذا كان رقيباً على الشيء، وقال أَبو مَعْشَرٍ ومُهَيْمِناً

عليه معناه وقَبَّاناً عليه، وقيل‏:‏ وقائماً على الكُتُب، وقيل‏:‏

مُهَيْمِنٌ في الأَصل مُؤيْمِنٌ، وهو مُفَيْعِلٌ

من الأَمانة‏.‏ وفي حديث وُهَيْبٍ‏:‏ إذا وقع العَبْدُ في أُلْهانِيَّةِ

الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لم يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه؛ المُهَيْمِنِيَّة‏:‏ منسوب إلى المُهَيْمِن، يريد أَمانة الصدِّيقين، يعني

إدا حَصَلَ العبدُ في هذه الدرجة لم يعجبه أَحد، ولم يُحِبَّ إلا الله عز

وجل‏.‏

والهِمْيانُ‏:‏ التِّكَّة، وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ، ويقال للذي يجعل

فيه النفقة ويشدّ

على الوسط‏:‏ هِمْيان؛ قال‏:‏ والهِمْيان دخيل معرّب، والعرب قد تكلموا به قديماً فأَعربوه‏.‏ وفي حديث النعمان بن مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ‏:‏ أَلا

إنِّي هازٌّ

لكم الرايةَ الثانية فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم على

أَحْقائهم، يعني مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا على الحملة، وفي النهاية في حديث

النُّعمان يوم نَهَاوَنْدَ‏.‏ تَعاهدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم

وأَشْساعَكم في نعالكم؛ قال‏:‏ الهَماينُ جمع هِمْيانٍ، وهي المِنْطَقة والتِّكَّة، والأَحْقِي جمع حِقْوٍ، وهي موضع شَدِّ الإزار؛ وأَورد ابن الأَثير

حديثاً آخر عن يوسف الصديق، عليه السلام، مستشهداً به على أَن الهِمْيَان

تِكَّةُ السراويل لم أَستحسن إيرادَه، غفر الله لنا وله بكرمه‏.‏

هنن‏:‏ الهانَّةُ والهُنانَة‏:‏ الشحمة في باطن العين تحت المُقْلة‏.‏ وبعير

ما به هانَّةٌ

ولا هُنانة أَي طِرْق‏.‏ قال أَبو حاتم‏:‏ حضرتُ الأَصمعي وسأَله إنسان عن

قوله ما ببعيري هَانَّة ولا هُنانَةٌ، فقال‏:‏ إنما هو هُتَاتة، بتاءين؛ قال أَبو حاتم‏:‏ قلت إنما هو هانَّة وهُنانة، وبجنبه أَعرابي فسأَله فقال‏:‏ ما الهُتاتة‏؟‏ فقال‏:‏ لعلك تريد الهُنَانَة، فرجع إلى الصواب؛ قال الأَزهري‏:‏

وهكذا سمعته من العرب؛ الهُنَانَةُ، بالنون‏:‏ الشحم‏.‏ وكل شحمة هُنَانة‏.‏

والهُنَانة أَيضاً‏:‏ بقية المخ‏.‏ وما به هانَّة أَي شيء من خير، وهو على

المثل‏.‏ وما بالبعير هُنَانة، بالضم، أَي ما به طِرْقٌ؛ قال الفرزدق‏:‏

أَيُفايِشُونَكَ، والعِظَامُ رقيقةٌ، والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ‏؟‏

وأَورد ابن بري عجز هذا البيت ونسبه لجرير‏.‏ وأَهَنَّه اللهُ، فهو مَهْنُونٌ‏.‏

والهِنَنَةُ‏:‏ ضرب من القنافذ‏.‏

وهَنّ يَهِنُّ‏:‏ بكى بكاء مثل الحنين؛ قال‏:‏

لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا، وكادَ أَن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا

والهَنِينُ‏:‏ مثل الأَنين‏.‏ يقال‏:‏ أَنَّ وهَنَّ، بمعنى واحد‏.‏ وهَنَّ

يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ؛ قال الشاعر‏:‏

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ، وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ‏.‏

قال‏:‏ وقد تكون بمعنى بكى‏.‏ التهذيب‏:‏ هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ، وهو الهَنِينُ

والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بعضها من بعض؛ وأَنشد‏:‏

لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا

أَي حَنَّ وأَنَّ‏.‏ ويقال‏:‏ الحَنِين أَرفعُ من الأَنين؛ وقال آخر‏:‏

لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ، عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ

يريد بالهَنّانة التي تبكي وتَئِنّ؛ وقول الراعي‏:‏

أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ‏؟‏

أَجَلْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قلبَك متْيَحُ

يقول‏:‏ ليس الأَمر حيث ذهبتَ‏.‏ وقولهم‏:‏ يا هَناه أَي يا رجل، ولا يستعمل

إلا في النداء؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وقد رابَني قولُها‏:‏ يا هَنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هنزمن‏:‏ الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ، كلُّها‏:‏ عيدٌ من أَعياد النصارى أَو سائر العجم، وهي أَعجمية؛ قال الأَعشى‏:‏

إذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

هون‏:‏ الهُونُ‏:‏ الخِزْيُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ

العذاب الهُونِ؛ أَي ذي الخزي‏.‏ والهُونُ، بالضم‏:‏ الهَوَانُ‏.‏ والهُونُ

والهَوانُ‏:‏ نقيض العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ

على الله، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره، وقيل‏:‏

الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من إنشائه، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ ومثل

ذلك قول الشاعر‏:‏

لَعَمْرُك ما أَدْري، وإني لأَوْجَلُ، على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ

وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ‏:‏ استخفَّ به، والاسم

الهَوَانُ والمَهانة‏.‏ ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف‏.‏ قال ابن بري‏:‏

المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة‏.‏ والمَهانة من الحَقارة‏:‏

فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليس بالجافي ولا

المَهين؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المَهانة، وقد تقدَّم في مَهَنَ، والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار، والاسم الهَوانُ، وهذا

موضعه‏.‏ واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به‏:‏ استحقره؛ وقوله‏:‏

ولا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أن تَرْكَعَ يوماً، والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ

أَراد‏:‏ لا تُهِينَنْ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ‏.‏

والهَوْنُ‏:‏ مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ‏.‏ وهَوَّنه الله عليه أَي

سهَّله وخففه‏.‏ وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعِلٍ أَي سهل، وهَيْنٌ، مخفف، والجمع أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بري‏:‏

أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم‏:‏ أَصله أَشيئاء، فحذفت الهمزة تخفيفاً، وقال الخليل‏:‏ أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت

الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء، ووزنها الآن لَفْعاء؛ وقال بعضهم‏:‏

الهَوْنُ والهُونُ واحد، وقيل‏:‏ الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛ وأَنشد‏:‏ مررتُ على الوَدِيعةِ، ذاتَ يومٍ، تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا

وقال امرؤ القيس‏:‏

تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ

قال‏:‏ هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل، وروى غيره‏:‏

هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ‏:‏

داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ، دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ، وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ

بالهْوَن، يريد‏:‏ بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي‏:‏ هَيِّنٌ

بَيِّنُ الهُونِ‏.‏ ابن شميل‏:‏ إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً‏.‏

الفراء في قوله تعالى‏:‏ أَيُمْسِكُه على هُون؛ قال‏:‏ الهُونُ في لغة قريش

الهَوان، قال‏:‏ وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ، قال‏:‏ وقال الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم، قال‏:‏

وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى؛ قال رجل من العرب لبعير له‏:‏ ما به بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يقول‏:‏ إنه خفيف الثمن‏.‏ وإذا قالت العرب‏:‏ أَقْبَلَ

يَمْشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز وجل‏:‏ الذين

يَمْشُون على الأَرض هَوْناً؛ قال عكرمة ومجاهد‏:‏ بالسكينة والوقار؛ وقال الكميت‏:‏ شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخا

مِيصُ العَشيّات، لا خُورٌ ولا قُزُمُ

قال ابن سيده‏:‏ يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أَنه جمع

مِهْوانٍ‏.‏ ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أَهْوِناءٌ، وشيءٌ

هَوْنٌ‏:‏ حقير‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ

الذي لا كرامة له‏.‏ وتقول‏:‏ أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به‏.‏

والهُونُ‏:‏ الهَوانُ والشِّدَّة‏.‏ أَصابه هُونٌ

شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قالت الخنساء‏:‏

تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ

تريد‏:‏ إهانة النفوس‏:‏ ابن بري‏:‏ الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإصبع‏:‏

اذهَبْ إليك، فما أُمِّي براعِيةٍ

ترْعَى المَخاضَ، ولا أُغضِي على الهُونِ

ويقال‏:‏ إنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأُنثى هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً

سَلِساً‏.‏ والهَوْنُ والهُوَيْنا‏:‏ التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار‏.‏ رجل

هَيِّن وهَيْن، والجمع هَيْنونَ؛ ومنه‏:‏ قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قال ابن سيده‏:‏ وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ‏.‏ وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً؛ الهَوْن‏:‏ مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الهَوْنُ

الرِّفق؛ قال الشاعر‏:‏

هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا، لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَمْشي هَوْناً؛ الهَوْن‏:‏ الرِّفْق

واللِّين والتثبت، وفي رواية‏:‏ كان يمشي الهُوَيْنا، تصغير الهُونَى تأنيث

الأَهْوَن، وهو من الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال‏:‏

الهَيِّن من الهِوان، والهَيْنُ من اللِّين‏.‏ وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة

عن أَبي عبيدة‏:‏ مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب‏:‏

تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ، على الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ

وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه سار على هِينَتِه

أَي على عادته في السُّكون والرِّفق‏.‏ يقال‏:‏ امش على هينتك أَي على

رِسْلك‏.‏ وجاء عن على، عليه السلام‏:‏ أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً

مُقْتَصِداً لا إفراط فيه، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل، يعني لا تُسْرِف

في الحُبّ والبُغْض، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً، فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ، ولا في البُغْض فتستَحْيي‏.‏ وتقول‏:‏

تكَلَّمْ على هِينَتك‏.‏ ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن‏.‏ شمر‏:‏ الهَوْن

الرِّفْق والدَّعَة‏.‏ وقال في تفسير حديث علي، عليه السلام‏:‏ يقول لا تُفْرِطْ

في حُبّه ولا في بغضه‏.‏ ويقال‏:‏ أَخذ أَمرَه بالهُونى، تأنيث الأَهْون، وأَخذ فيه بالهُوَيْنا، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه، وإنه

ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العرب تمدح

بالهَيْن اللَّيْن، مخفف، وتذم بالهَيّن اللَّيّن، مثقل‏.‏ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ، جعله مدحاً لهم‏.‏ وقال غير ابن الأَعرابي‏:‏ هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد، والأَصل

هَيِّن، فخفف فقيل هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل من الهَوْن، وهو السكينة والوقار

والسهولة، وعينه واو‏.‏ وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة‏.‏

وفي النوادر‏:‏ هُنْ عندي اليومَ، واخْفِض عندي اليومَ، وأَرِحْ عندي، وارْفَهْ عندي، واستَرْفِهْ عندي، ورَفِّهْ عندي، وأَنْفِهْ عندي، واسْتَنفِهْ عندي؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ؛ هُنْ

من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون‏.‏

وأَهُوَنُ‏:‏ اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية؛ قال بعض شعراء الجاهلية‏:‏

أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ

أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي

بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ

قال ابن بري‏:‏ ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، وهي الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني‏.‏

والأَهْوَنُ‏:‏ اسم رجل‏.‏ وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والزاي أأَوالهُونُ‏:‏ أَبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة‏.‏ وقال أَبو طالب‏:‏ الهَوْنُ

والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن خزيمة‏.‏

سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ

بين أَتْيغ‏:‏ دَعْنا قارةً واحدةً، فمن يومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبي‏:‏

أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة، فقال رجل من الهُون‏:‏

دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا

فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ

المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ‏:‏ القارة بنو الهُون‏.‏ والهاوَن‏.‏ والهاوُنُ والهاوُون، فارسي معرب‏:‏ هذا الذي يُدَقُّ

فيه؛ قيل‏:‏ كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى، لأَنه ليس في كلامهم

فاعُلٌ بضم العين‏.‏

والمُهْوَئِنُّ‏:‏ الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي، وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ‏.‏

هين‏:‏ هانَ يَهِينُ‏:‏ مثل لانَ يَلِين‏.‏ وفي المثل‏:‏ إذا عَزَّ أَخوك فهِنْ‏.‏

وما هَيَانُ هذا الأَمرِ أَي شأنُه‏.‏ وهَيّانُ بن بَيّانَ‏:‏ لا يُعْرَفُ

ولا يُعْرَف أَبوه، وقد ذكر أَن نونه زائدة، والله أَعلم‏.‏

هيزمن‏:‏ الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ، كلها‏:‏ عيد من أَعياد

النصارى أَو سائر العجم، وهي أَعجمية، والله أَعلم‏.‏

وأن‏:‏ رجل وَأْنٌ‏:‏ أَحمق كثير اللحم ثقيل‏.‏ وامرأَة وَأْنَةٌ‏:‏ غليظة‏.‏

والوَأْنَة‏:‏ الحَمْقاء وامرأَةٌ

وَأْنَة إذا كانت مُفاربة الخَلْق‏.‏ وقال أَبو منصور‏:‏ هي وَأْبة، بالباء‏.‏

وقال الليث‏:‏ الوَأْنة سواءٌ

فيه الرجلُ والمرأَة، يعني المُقْتَدِرَ الخَلْق‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ التَّوْأَنُ ضَعْف البَدَنِ والرَّأْيِ، أَيّ ذلك كان‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ التَّوْأَن مأْخوذ من قولهم رجل وَأْنٌ، وهو الأَحمق‏.‏

ويقال للرجل الأَحمق‏:‏ وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ‏.‏

وبن‏:‏ اللحياني‏:‏ يقال ما في الدار وابِرٌ ولا وابن أَي ما فيها أَحدٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الوَبْنَةُ الأَذى، والوَبْنة

الجَوْعَةُ‏.‏

وتن‏:‏ الوَتِينُ عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه؛ ومنه حديث غسل

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ والفَضْل يقول أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى

شيئاً يَنْزِلُ عليَّ؛ ابن سيده‏:‏ الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ

بالصُّلب من باطنه أَجمع، يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي

اللَّحْمَ وهو نَهْرُ الجَسد، وقيل‏:‏ هو عرق أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار، وقيل‏:‏

الوتين يَستَقي من الفُؤاد، وفيه الدم‏.‏ والوَتينُ‏:‏ الخِلْبُ، وقيل‏:‏ هو نياطُ القلب، وقيل‏:‏ هو عرق أَبيض غليظ كأَنه قصبة، والجمع أوْتِنَةٌ

ووُتْنٌ‏.‏ ووَتَنَه وتْناً‏:‏ أَصاب وَتِينَه؛ قال حُميدٌ الأَرْقطُ‏:‏

شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ، وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ، من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ

ووُتِنَ‏:‏ شكا وَتِينَه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ثم لَقَطعْنا منه الوَتينَ؛ قال أَبو إسحق‏:‏ عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يجتمع إليه البَطْنُ، وإليه

تضم العروق‏.‏ ووَتَنَ بالمكانَ وتْناً ووُتُوناً‏:‏ ثبت وأَقام به‏.‏ والواتِنُ‏:‏

الماءُ المَعينُ الدائم الذي لا يذهب؛ عن أَبي زيد‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ، وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ

أَي دائم‏.‏ والواتِنُ‏:‏ الثابت‏.‏ والماءُ الواتِن‏:‏ الدائم أَعني الذي لا

يجري، وقيل‏:‏ الذي لا ينقطع‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الواتِنُ من المياه الدائمُ المَعينُ

الذي لا يذهب‏.‏ الليث‏:‏ الواتِنُ والواثِنُ لغتان، وهو الشيء المقيم

الدائم الراكد في مكانه قال رؤبة‏:‏

أَمْطَرَ، في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ، على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُتَّنِ

قال‏:‏ يروى بالثاء والتاء، ومعناهما الدَّوْمُ على العَهْد؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير‏:‏

وهو التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ، فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ

قال ابن بري‏:‏ وقال أَبو عمرو يقال وَتَنَ وأَتَنَ إذا ثَبَتَ في المكان؛ وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي‏:‏

أَتَنْتُ لها، فلم أَزَلْ في خِبائِها

مقيماً إلى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي

وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ المعروف وَتَنَ يَتِنُ، بالتاء، وُتُوناً، والوَتِينُ منه مأْخوذ‏.‏ والمُواتَنة‏:‏ المُلازمة؛ وفي الصحاح‏:‏ المُلازَمة في قلة التفرّق‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ ولم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنى لغير الليث، قال‏:‏ ولا أَدري أَحفِظَه عن العرب أَم

لا‏.‏ الجوهري‏:‏ وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ ولم ينقطع‏.‏

ووَاتَنَ القومُ دارَهم‏:‏ أَطالوا الإقامة فيها‏.‏ ووَاتَنَ الرجلَ

مُوَاتَنَةً ووِتاناً‏:‏ فعل ما يفعل، وهي أَيضاً المُطاولة والمُماطلة‏.‏ والوَتْنُ‏:‏

أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه، لغة في اليَتْنِ، وقيل‏:‏ الوَتْنُ

الذي وُلِدَ منكوساً، فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ، ومَرَّةً اسم للولد‏.‏

وأُوْتَنَتِ المرأَةُ‏:‏ ولدت وَتْناً كأَيْتَنَتْ إذا ولدت يَتْناً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِيبةً، وإن لم تكن حَسْناء‏.‏

والوَتْنَةُ‏:‏ مُلازمةُ الغريم‏.‏ والوَتْنَة‏:‏ المخالفة، هاتان بالتاء‏.‏ والوَثْنة، بالثاء‏:‏ الكَفْرَةُ‏.‏