فصل: باب: التاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ التاء

التاء من الحروف المهموسة، وهي من الحروف النَّطْعِيَّة، والطاء والدال والثاء، ثلاثة في حيز واحد‏.‏

أبت‏:‏ أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً، وأَبِتَ، بالكسر، فهو أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ‏:‏ كله بمعنى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه، وسَكَنَتْ ريحه؛ قال رؤْبة‏:‏

من سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ

وهو يومٌ أَبْتٌ، وليلةٌ أَبْتَةُ، وكذلك حَمْتٌ، وحَمْتَةٌ، ومَحْتٌ، ومَحْتَةٌ‏:‏ كل هذا في شدّة الحرّ؛ وأَنشد بيت رؤبة أَيضاً‏.‏ وأَبْتَةُ الغَضَبِ‏:‏ شدَّتُه وسَوْرَتُه‏.‏

وتَأَبَّتَ الجَمْرُ‏:‏ احْتَدَمَ‏.‏

أتت‏:‏ أَتَّهُ يَؤُتُّه أَتّاً‏:‏ غَتَّه بالكلام، أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ

وغَلَبَه‏.‏ ومَئِتَّةً‏:‏ مَفْعِلة‏.‏

أرت‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الأُرْتَةُ الشَّعر الذي على رأْس الحِرْباءِ‏.‏

أست‏:‏ ترجمها الجوهري‏:‏ قال أَبو زيد‏:‏ ما زال على اسْتِ الدَّهْر

مَجْنُوناً أَي لم يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون، وهو مثلُ أُسّ الدَّهْر، وهو القِدَمُ، فأَبدلوا من إِحدى السينين تاء، كما قالوا للطِّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد

لأَبي نُخَيْلة‏:‏

ما زال مُذْ كانَ على اسْتِ الدَّهْرِ، ذا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْلٍ يَحْرِي

قال ابن بري‏:‏ معنى يَحْري يَنْقُصُ‏.‏ وقوله‏:‏ على اسْتِ الدَّهْر، يريد ما

قَدُمَ من الدهر؛ قال‏:‏ وقد وَهِمَ الجوهري في هذا الفصل، بأَن جعل

اسْتاً في فصل أَسَتَ، وإِنما حقه أَن يذكره في فصل سَتَه، وقد ذكره أَيضاً

هناك‏.‏ قال‏:‏ وهو الصحيحُ، أَنَّ همزة اسْتٍ موصولة،بإجماع، وإِذا كانت

موصولة فهي زائدة؛ قال‏:‏ وقوله إِنهم أَبدلوا من السين في أُسٍّ التاء، كما

أَبدلوا من السين تاء في قولهم طَسّ، فقالوا طَسْتٌ، غلط لأَنه كان يجب أن يقال فيه إِسْت، بقطع الهمزة؛ قال‏:‏ ونسب هذا القول إِلى أَبي زيد ولم يقله، وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مع أُسِّ الدهر، لاتفاقهما في المعنى لا

غير، واللَّه أَعلم‏.‏

أفت‏:‏ أَفَتَه عن كذا كأَفَكَه أَي صَرَفَه‏.‏

والإِفْتُ‏:‏ الكريم من الإِبل، وكذلك الأُنثى‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ الإِفْتُ

الكريم‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ الأَفْتُ، بالفتح، الناقةُ السريعة، وهي التي

تَغْلِبُ الإِبلَ على السير؛ وأَنشد لابن أَحمر‏:‏

كأَنِّي لم أَقُلْ‏:‏ عاجِ لأَفْتٍ، تُراوِحُ بعد هِزَّتِها الرَّسِيما

وفي نسخة‏:‏ الإِفْتُ، بالكسر‏.‏ التهذيب، وقول العجاج‏:‏

إِذا بَناتُ الأَرْحَبِيِّ الأَفْتِ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ الأَفْتُ يعني الناقةَ التي عندها من الصبر والبقاءِ

ما ليس عند غيرها، كما قال ابن أَحمر‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ الإِفْتُ الكريم؛ قال‏:‏ كذا في نسخة قرئت على شمر‏:‏

إِذا بنات الأَرْحَبِيِّ الإِفْتِ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ فلا أَدري، أَهي لغة أَو خطأٌ‏.‏

ألت‏:‏ الأَلْتُ‏:‏ الحَلِفُ‏.‏

وأَلَتَه بيمينٍ أَلْتاً‏:‏ شدَّد عليه‏.‏ وأَلَتَ عليه‏:‏ طلَب منه حَلِفاً

أَو شهادةً، يقوم له بها‏.‏ ورُوي عن عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَن رجلاً قال

له‏:‏ اتَّق اللَّه يا أَمير المؤمنين، فسَمِعَها رجلٌ، فقال‏:‏ أَتَأْلِتُ على

أَمير المؤمنين‏؟‏ فقال عمر‏:‏ دَّعْهُ، فلن يَزالُوا بخيرٍ ما قالوها لنا؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ معنى قوله أَتَأْلِتُه أَتَحُطُّه بذلك‏؟‏ أَتَضَعُ

منه‏؟‏ أَتُنَقِّصُه‏؟‏ قال أَبو منصور‏:‏ وفيه وجه آخر، وهو أَشْبَهُ بما أَراد

الرجل؛ روي عن الأَصمعي أَنه قال‏:‏ أَلَتَه يميناً يَأْلِته أَلْتاً إِذا

أَحْلَفه، كأَنه لما قال له‏:‏ اتَّق اللَّهَ، فقد نَشَدَه بُاللَّه‏.‏ تقول

العرب‏:‏ أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كذا، معناه‏:‏ نَشَدْتُكَ باللَّه‏.‏

والأَلْتُ‏:‏ القَسَم؛ يقال‏:‏ إِذا لم يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْه

بالأَلْت‏.‏

وقال أَبو عمرو‏:‏ الأُلْتَةُ اليمينُ الغَموسُ‏.‏ والأُلْتةُ‏:‏ العَطِيَّةُ

الشَّقْنَةُ‏.‏

وأَلَته أَيضاً‏:‏ حَبَسَهُ عن وَجْهِه وصَرَفه مثل لاتَه يَلِيتُه، وهما

لغتان، حكاهما اليزيدي عن أَبي عمرو ابن العلاء‏.‏ وأَلتَه مالَه وحَقَّه

يَأْلِتُه أَلْتاً، وأَلاتَهُ، وآلَتَه إِياه‏:‏ نَقَصَه‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ وما أَلَتْناهُمْ من عَمَلِهم من شيءٍ‏.‏ قال الفراء‏:‏ الأَلْتُ

النَّقْص، وفيه لغة أُخرى‏:‏ وما لِتْناهم، بكسر اللام؛ وأَنشد في الأَلْتِ‏:‏أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ، عَنِّي، مُغَلْغَلَةً

جَهْدَ الرِّسالَةِ، لا أَلْتاً ولا كَذِبا

أَلَتَه عن وَجْهِه أَي حَبَسه‏.‏ يقول‏:‏ لا نُقْصانَ ولا زيادة‏.‏ وفي حديث

عبد الرحمن بن عوف يوم الشُّورَى‏:‏ ولا تَغْمِدُوا سيوفَكم عن أَعدائِكم، فُتولِتُوا أَعمالكم؛ قال القُتَيبي‏:‏ أَي تَنْقُصُوها؛ يريد أَنهم كانت

لهم أَعمال في الجهاد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإِذا هم

تَرَكوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهم؛ يقال‏:‏

لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وبها نزل القرآن، قال‏:‏ ولم أَسمع

أَوْلَتَ يُولِتُ، إِلاَّ في هذا الحديث‏.‏ قال‏:‏ وما أَلَتْناهم من عَملهم من شيءٍ؛ يجوز أَن يكون من أَلَتَ، ومن أَلاتَ، قال‏:‏ ويكون أَلاتَهُ يُلِيتُه

إِذا صَرَفه عن الشيءِ‏.‏ والأَلْتُ‏:‏ البُهتان؛ عن كراع‏.‏

وأَلِّيتُ‏:‏ موضع؛ قال كثير عزة‏:‏

برَوْضَةِ أَلِّيتَ وقَصْرِ خَناثَى

قال ابن سيده‏:‏ وهذا البناءُ عزيز، أَو معدوم، إِلاَّ ما حكاه أَبو زيد

من قولهم‏:‏ عليه سَكِّينَةٌ‏.‏

أمت‏:‏ أَمَتَ الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً، وأَمَّتَه‏:‏ قَدَّرَهُ وحَزَرَه‏.‏

ويُقال‏:‏ كم أَمْتُ ما بَيْنَكَ وبين الكُوفة‏؟‏ أَي قَدْرُ‏.‏ وأَمَتُّ

القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم‏.‏ وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا

قَدَّرْتَ ما بينك وبينه؛ قال رؤبة‏:‏

في بَلْدةٍ يَعْيا بها الخِرِّيتُ، رَأْيُ الأَدِلاَّءِ بها شَتِيتُ، أَيْهاتَ منها ماؤُها المَأْمُوتُ

المَأْمُوتُ‏:‏ المَحْزُورُ‏.‏ والخِرِّيتُ‏:‏ الدَّليلُ الحاذِقُ‏.‏

والشَّتِيتُ‏:‏ المُتَفَرِّق، وعَنَى به ههنا المُخْتَلِفَ‏.‏

الصحاح‏:‏ وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته؛ يُقال‏:‏ هو إِلى

أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ‏.‏ ويقال‏:‏ امْتِ يا فلان، هذا لي، كم هو‏؟‏ أَي

احْزِرْه كم هو‏؟‏ وقد أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً‏.‏

والأَمْتُ‏:‏ المكانُ المرتفع‏.‏

وشيءٌ مأْمُوتٌ‏:‏ معروف‏.‏

والأَمْتُ‏:‏ الانْخفاضُ، والارْتفاعُ، والاختلافُ في الشيءِ‏.‏

وأُمِّتَ بالشَّرِّ‏:‏ أُبِنَ به؛ قال كثير عزة‏:‏

يَؤُوب أُولُو الحاجاتِ منه، إِذا بَدا

إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ، غيرِ مُؤَمَّتِ

والأَمْتُ‏:‏ الطريقةُ الحَسَنة‏.‏ والأَمْتُ‏:‏ العِوَجُ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وقالوا

أَمْتٌ في الحَجر لا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ في الحجارة لا فيك؛ ومعناه‏:‏ أَبقاكَ اللَّهُ بعد فَناءِ الحجارة، وهي مما يوصف بالخلول والبقاء، أَلا تراه كيف قال‏:‏

ما أَنْعَمَ العَيْش لو أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ، تَنْبُو الحَوادِثُ عنه، وهو مَلْمُومُ

ورَفعُوه وإِن كان فيه معنى الدعاءِ، لأَنه ليس بجارٍ على الفِعْل، وصار

كقولك التُّرابُ له، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة، لأَنه في قُوّة

الدُّعاء‏.‏ والأَمْتُ‏:‏ الرَّوابي الصِّغارُ‏.‏ والأَمْتُ‏:‏ النَّبَكُ؛ وكذلك عَبَّرَ

عنه ثعلب‏.‏ والأَمْتُ‏:‏ النِّبَاكُ، وهي التِّلالُ الصِّغار‏.‏ والأَمْتُ‏:‏

الوَهْدة بين كل نَشْزَيْن‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ لا تَرَى فيها عِوَجاً

ولاأَمْتاً؛ أَي لا انخفاض فيها، ولا ارْتفاعَ‏.‏ قال الفراء‏:‏ الأَمْتُ

النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع، ويقال مَسايِلُ الأَوْدية ما تَسَفَّلَ‏.‏

والأَمْتُ‏:‏ تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

سمعت العرب تقول‏:‏ قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فيه أَي ليس فيه

استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها‏.‏ ويقال‏:‏ سِرْنا سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا

ضَعْفَ فيه، ولا وَهْنَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الأَمْتُ وَهْدَةٌ بين نُشُوزٍ‏.‏

والأَمْتُ‏:‏ العَيْبُ في الفَم والثَّوْب والحجر‏.‏ والأَمْتُ‏:‏ أَن تَصُبَّ في القِرْبة حتى تَنْثنِي، ولا تَمْلأَها، فيكون بعضُها أَشرف من بعض،والجمع إِمَاتٌ وأُمُوتٌ‏.‏ وحكى ثعلب‏:‏ ليس في الخَمْر أَمْتٌ أَي ليس فيها شَكٌّ

أَنها حرام‏.‏ وفي حديث أَبي سعيد الخدري‏:‏ أَن النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، قال‏:‏ إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ، فلا أَمْتَ فيها، وأَنا أَنْهي عن

السَّكَر والمُسْكِر؛ لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْبَ فيها‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏

لا شكَّ فيها، ولا ارتيابَ أَنه من تنزيل رب العالمين؛ وقيل للشك وما

يُرْتابُ فيه‏:‏ أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير، ويدخُلهما

الظَّنُّ والشك؛ وقول ابن جابر أَنشده شمر‏:‏

ولا أَمْتَ في جُمْلٍ، لياليَ ساعَفَتْ

بها الدارُ، إِلاَّ أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ

قال‏:‏ لا أَمْتَ فيها أَي لا عَيْب فيها‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ معنى قول أَبي

سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر، فلا

أَمْتَ فيها، معناه غَيْر معنى ما في البيت؛ أَراد أَنه حَرَّمها تحريماً

لا هَوادةَ فيه ولا لِين، ولكنَّه شَدَّد في تحريمها، وهو من قولك سِرْتُ

سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا وَهْنَ فيه ولا ضَعْفَ؛ وجائزٌ أَن يكون

المعنى أَنه حَرَّمها تحريماً لا شك فيه؛ وأَصله من الأَمْتِ بمعنى

الحَزْر، والتقدير، لأَنَّ الشك يدخلهما؛ قال العجاج‏:‏

ما في انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ

أَي من فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ‏.‏

أنت‏:‏ الأَنِيتُ‏:‏ الأَنِينُ؛ أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتاً، كَنَأَتَ، وسيأْتُ ذكره في موضعه‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ رَجُلٌ مَأْنُوتٌ، وقد أَنَته الناسُ يأْنِتونه إِذا

حَسَدُوه، فهو مَأْنُوتٌ، وأَنِيتٌ أَي مَحْسُودٌ، واللَّه أَعلم‏.‏

بتت‏:‏ البَتُّ‏:‏ القَطْعُ المُسْتَأْصِل‏.‏

يقال‏:‏ بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ‏.‏ ابن سيده‏:‏ بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه، ويَبِتُّه بَتّاً، وأَبَتَّه‏:‏ قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً؛ قال‏:‏

فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بيني وبَيْنَها، أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّرُ

قال الجوهري في قوله‏:‏ بَتَّه يَبُتُّه قال‏:‏ وهذا شاذّ لأَنَّ باب

المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ

معدودة، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه

ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه، وحَبَّه يَحِبُّه؛ قال‏:‏ وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ‏.‏ قال‏:‏ وإِنما

سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛ وبَتَّتَه تَبْتِيتاً‏:‏ شُدِّدَ للمبالغة، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً

وأَبَتَّ‏.‏

وقولهم‏:‏ تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا

قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، وقد انْقَطَعَتْ

منه؛ وفي النهاية‏:‏ صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ؛ وفي الحديث‏:‏ أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ‏.‏

الليث‏:‏ أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً، والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ قول الليث في الإِبْتاتِ

والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وجعل

البَتَّ لازماً، وكلاهما مُتعدِّ؛ ويقال‏:‏ بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بغير

أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وقد طَلَّقها البَتَّةَ‏.‏

ويقال‏:‏ الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ

النكاح، إِذا انْقَضَتِ العدَّة‏.‏ وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي

قَطْعاً لا عَوْدَ فيها؛ وفي الحديث‏:‏ طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها، هي المُطَلَّقة

طَلاقاً بائِناً‏.‏

ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ‏:‏ كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وقالوا

قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام‏.‏ ويقال‏:‏

لا أَفْعَلُه بَتَّةً، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه؛ ونَصْبُه على المصدر‏.‏ قال ابن بري‏:‏ مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ

لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه

الفراءُ وَحْدَه، وهو كوفيٌّ‏.‏

وقال الخليل بن أَحمد‏:‏ الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ، يعني على ثلاثة

أَوجه‏:‏ شيءٌ يكون البَتَّةَ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قد يكون وقد لا

يكون‏.‏ فأَما ما لا يكون، فما مَضَى من الدهر لا يرجع؛ وأَما ما يكون

البَتَّة، فالقيامةُ تكون لا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون، فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ‏.‏

وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه‏:‏ قطعه‏.‏

وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه‏.‏ وفي المحكم‏:‏ سَكْرانُ ما

يَبُتُّ كلاماً، وما يَبِتُّ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه‏.‏ وسكرانُ باتٌّ‏:‏

مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏ الأَصمعي‏:‏ سكرانُ ما

يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً؛ وكان ينكر يُبِتُّ؛ وقال الفراءُ‏:‏ هما

لغتان، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل؛ وذلك من الجَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه‏:‏ لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر، فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه، وهو الليل؛ وأَصله من البَتّ

القَطْعِ؛ يقال‏:‏ بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه، وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه، وأَحْكِمُوه بشرائطه، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ، لأَِنه نكاحٌ غير

مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بمدّة‏.‏ وفي حديث جُوَيريةَ، في صحيح مسلم‏:‏ أَحْسِبه قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قال‏:‏ كأَنه شك في اسمها، فقال‏:‏ أَحْسِبه جُوَيرية، ثم استدرك فقال‏:‏ أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قال جُوَيرية، لا

أَحْسِبُ وأَظُنُّ‏.‏

وأَبَتَّ يَمينَه‏:‏ أَمْضاها‏.‏

وبَتَّتْ هي‏:‏ وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وهي يَمين بَاتَّةٌ‏.‏

وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً‏:‏ وكلُّ ذلك من القَطْع؛ ويقال‏:‏ أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً‏.‏ والبَتَّةُ

اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه، ولا الْتِواءَ‏.‏ وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير، ولا تُبِتَّه

حتى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ‏:‏ الجِدُّ في السَّير‏.‏

والانْبِتاتُ‏:‏ الانقِطاعُ‏.‏

ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به‏.‏ وأَبَتَّ بعيرَه‏:‏ قَطَعَه بالسير‏.‏

والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي

مُنْقَطَعاً به؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره، وعَطِبَتْ راحلَتُه‏:‏

صار مُنْبَتّاً؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ‏:‏ إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع، ولا ظَهْراً أَبْقى‏.‏

غيره‏:‏ يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه، وعَطِبَتْ راحِلَتُه‏:‏

قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ؛ يقال‏:‏ بَتَّه

وأَبَتَّه، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ، ولم يَقْضِ وَطَرَه، وقد أَعْطَب ظَهْرَه‏.‏ الكسائي‏:‏ انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا

انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد‏:‏

لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ، عند القيامِ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ

وبَتَّ عليه الشهادةَ، وأَبَتَّها‏:‏ قَطَع عليه بها، وأَلزمه إِياها‏.‏

وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز‏:‏

وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها

والباتُّ‏:‏ المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم‏.‏ وقد بَتَّ يَبِتُّ

بُتُوتاً‏.‏ ويقال للأَحْمق المَهْزولِ‏:‏ هو باتٌّ‏.‏ وأَحْمَقُ باتٌّ‏:‏ شَديدُ

الحُمْق‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ من التَّبَابِ، وهو الخَسارُ، كما قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي

انقطع وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد‏:‏

فَحَلَّ في جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً

بحَبْلهِ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ

ابن سيده‏:‏ والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وقيل‏:‏

هو من وَبَرٍ وصُوفٍ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ البَتُّ ضرْبٌ

من الطَّيالِسة، يسمّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غليظ، أَخضر، والجمع‏:‏

البُتُوتُ‏.‏ الجوهري‏:‏ البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه؛ وقال في كِساءٍ من صُوف‏:‏

مَن كان ذا بَتٍّ، فهذا بَتِّي

مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي، تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ

والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه، والبتَّاتُ مثلُه‏.‏

وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم‏:‏ فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ

مُرَبَّعٌ، وقيل‏:‏ طَيْلَسان من خَزٍّ‏.‏

وفي حديث عليٍّ، عليه السلام‏:‏ أَن طائفة جاءَت إِليه، فقال لقَنْبر‏:‏

بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ‏.‏ وفي حديث الحسن، عليه السلام‏:‏ أَينَ

الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ‏؟‏

وفي حديث سُفْيان‏:‏ أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ‏.‏ والبَتَاتُ‏:‏

متاعُ البيت‏.‏ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كَتَبَ لحارثة بن قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب‏:‏ إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من البَعْلِ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ، ولا

يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ، يعني المتاع ليس عليه زكاة، مما لا يكون للتجارة‏.‏ والبَتاتُ‏:‏ الزادُ

والجِهَازُ، والجمع أَبِتَّةٌ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ‏:‏

أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ

بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا

وبَتَّتُوه‏:‏ زَوَّدُوه‏.‏ وتَبَتَّتَ‏:‏ تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ‏.‏ ويقال‏:‏ ما لَه

بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد‏:‏

ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

وهو كقوله‏:‏

ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ

أَبو زيد‏:‏ طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن

يمينه، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره؛ وأَنشد‏:‏

ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتًّا *** ولو نُعْطَى المَغازِلَ ما عَيينَا

بحت‏:‏ البَحْتُ‏:‏ الخالِصُ من كل شيءٍ؛ يقال‏:‏ عَرَبيٌّ بَحْتٌ، وأَعْرابيّ بَحْتٌ، وعَرَبيةٌ بَحْتةٌ، كقولك مَحْضٌ‏.‏ وخَمْرٌ بحْتٌ، وخُمُورٌ بَحْتةٌ، والتذكير بَحْتٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ عَرَبيٌّ بَحْت أَي مَحْضٌ، وكذلك المؤَنث والاثنان والجمع؛ وإِن شئت قلت‏:‏ امرأَة عربية بَحْتة، وثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ؛ وقال بعضهم‏:‏ لا يثنى، ولا يجمع، ولا يُحْقَّر‏.‏ وأَكلَ الخُبزَ بَحْتاً‏:‏ بغير أُدْم‏.‏ وأَكل اللَّحْم بَحْتاً‏:‏ بغير خُبز؛ وقال أَحمد بن يحيى‏:‏ كلُّ ما أُكِلَ وحْدَه، مما يُؤْدَمُ، فهو بَحْتٌ، وكذلك الأُدْم دون الخُبز، والبَحْتُ‏:‏ الصِّرْفُ‏.‏ وشَرابٌ بَحْتٌ‏:‏ غير ممزوج‏.‏

وقد بَحُتَ الشيءُ، بالضم، أَي صار بَحْتاً‏.‏

ويقال‏:‏ بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شديد‏.‏

ويقال‏:‏ باحَتَ فلانٌ القِتالَ إِذا صَدَقَ القِتالَ وجَدَّ فيه؛ وقيل‏:‏

البَراكاءُ مُباحَتةُ القِتال

وباحَتَه الوُدَّ أَي خالَصَه؛ ابن سيده‏:‏ وباحَتَه الوُدَّ، أَخْلَصَه له‏.‏ وباحَتَ الرجلُ الرجلَ‏:‏ كاشَفَه‏.‏

وفي حديث أَنس‏:‏ اختضب عمر بالحِنَّاءِ بَحْتاً؛ البَحْتُ‏:‏ الخالص الذي لا يُخالِطُه شيءٌ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَنه كتب إِليه أَحَدُ عُمَّاله من كُورةٍ، ذَكَرَ فيها غَلاءَ العَسل، وكَرِهَ للمسلمين مُباحَتةً الماءِ أَي شُرْبه بَحْتاً، غير ممزوج بعَسَلٍ أَو غيره؛ قيل‏:‏ أَراد بذلك ليكونَ أَقوى لهم‏.‏

بحرت‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ كَذِبٌ حِبريتٌ وبِحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ

مُجَرَّد، لا يستره شيءٌ‏.‏

بخت‏:‏ البُخْت والبُخْتِيَّة‏:‏ دَخِيل في العربية، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وهي

الإِبل الخُراسانِيَّة، تُنْتَجُ من بين عربيةٍ وفالِجٍ؛ وبعضهم يقول‏:‏

إِن البُخْتَ عَرَبيّ؛ ويُنْشِدُ لابنِ قَيس الرُّقَيَّات‏:‏

لبَنُ البُخْتِ في قِصاعِ الخَلَنْجِ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده لبنَ البُخْتِ، بنصب النون؛ والأَبياتُ

يَمدَحُ بها مُصْعَبَ بن الزبير‏:‏

إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ، فإِنَّا بخَيرٍ، قَدْ أَتَانا مِن عَيْشِنا ما نُرَجِّي

يَهَبُ الأَلْفَ والخُيُولَ، ويَسْقِي

لَبنَ البُخْتِ، في قِصاع الخَلَنْجِ

الواحد‏:‏ بُخْتيٌّ، وناقة بُخْتِيَّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأُتيَ بسارقٍ قد

سَرَقَ بُخْتِيَّةً؛ البُخْتيَّةُ‏:‏ الأُنثى من الجمال البُخْتِ، وهي جمالٌ

طوالُ الأَعْناق، ويُجْمَع على بُختٍ وبَخَاتٍ؛ وقيل‏:‏ الجمع بَخاتيُّ، غير

مصروف؛ ولك أَن تخفف الياءَ، فتقول البَخَاتي، والأَثافي،والمَهارِي

وأَما مَساجِدِيٌّ ومَدائِنيٌّ، فمصروفان، لأَِن الياءَ فيهما غير ثابتة في الواحد، كما تَصْرِفُ المَهالبةَ والمَسامِعَة إِذا أَدخلت عليها هاءَ

النسب؛ ويقال للذي يقتنيها ويستعملها‏:‏ البَخَّاتُ؛ وقيل في جمعها‏:‏ بَخَاتي

وبَخَاتٍ‏.‏ والبَخْتُ‏:‏ الجَدُّ، معروف، فارسيٌّ، وقد تكلمت به العرب؛ قال

الأَزهري‏:‏ لا أَدري أَعربيّ هو أَم لا‏؟‏

ورجل بخيتٌ‏:‏ ذو جَدٍّ؛ قال ابن دريد‏:‏ ولا أَحسبها فصيحة‏.‏

والمَبْخُوتُ‏:‏ المَجْدُودُ‏.‏

برت‏:‏ البُرْتُ والبَرْتُ‏:‏ الفأْسُ، يمانية؛ وكل ما قُطع به الشجر‏:‏

بَرْتٌ‏.‏ والبَرْتُ، والبُرْتُ، والبِرْتُ‏:‏ الرجل الدَّليلُ، والجمع أَبْراتٌ‏.‏

والبُرْتُ، بلغة اليمن‏:‏ السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذُ‏.‏

قال شمر‏:‏ يقال للسُّكَّرِ الطَّبرْزَذِ مِبرَتٌ ومِبَرَّتٌ، بفتح

الراءِ، مشددة‏.‏

أَبو عبيد‏:‏ البِرِّيتُ المستوي من الأَرض؛ وقال ابن سيده‏:‏ البِرِّيتُ في شعر رؤبة فِعْلِيتٌ، من البِرِّ، قال‏:‏ وليس هذا موضعه‏.‏

الأَصمعي‏:‏ يقال للدليل الحاذق البُرْتُ والبِرْتُ؛ وقاله ابن الأَعرابي

أَيضاً، رواه عنهما أَبو العباس؛ قال الأَعشى يصف جمله‏:‏

أَدْأَبْتُهُ بمَهامِهٍ مَجْهولةٍ، لا يَهْتدِي بُرْتٌ بها أَن يَقْصِدَا

يصف قَفْراً قَطَعه، لا يهتدي به دليلٌ إِلى قصْدِ الطريق؛ قال ومثله

قول رؤبة‏:‏

تَنْبو بإِصْغاءِ الدَّليلِ البُرْتِ

وقال شمر‏:‏ هو البِرِّيتُ والخِرِّيتُ‏.‏

والبُرْتةُ‏:‏ الحَذَاقَةُ بالأَمْر‏.‏

وأَبْرَتَ إِذا حَذِقَ صِناعةً مَّا‏.‏

والبِرِّيتُ‏:‏ مكان معروف، كثير الرمل؛ وقال شمر‏:‏ يقال الحَزْن

والبِرِّيتُ أَرضانُ بناحية البصرة، ويقال‏:‏ البِرِّيتُ الجَدْبةُ المستوية؛ وأَنشد‏:‏بِرِّيتُ أَرْضٍ، بعدَها بِرِّيتُ

وقال الليث‏:‏ البِرِّيتُ اسم اشتق من البَرِّيَّة، فكأَنما سكنت الياءُ

فصارت الهاءُ تاءً لازمة كأَنها أَصلية؛ كما قالوا عِفْريتٌ، والأَصل

عِفْرِيَةٌ‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ بَرَتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر، وبَرَثَ، بالثاء، إِذا

تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً‏.‏

والبَرَنْتى‏:‏ السَّيِّءُ الخُلُق‏.‏

والمُبْرَنْتي‏:‏ القصيرُ المُخْتال في جِلْسته وركْبته المُنْتَصِبُ، فإِذا كان ذلك فيه، فكان يحتمله في فعاله وسُودَده، فهو السَّيِّدُ‏.‏

والمُبرَنْتي أَيضاً‏:‏ الغَضْبانُ الذي لا ينظر إِلى أَحد‏.‏ والمُبرَنْتي‏:‏

المُسْتَعِدُّ للأَمر‏.‏ وابرَنْتَى للأَمْر‏:‏ تَهَيَّأَ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ ابرَنْتَيْتُ

للأَمر ابرِنْتاءً إِذا اسْتَعْدَدْتَ له، مُلْحقٌ بافْعَنْلَلَ بياء‏.‏

اللحياني‏:‏ ابرَنْتى فلانٌ علينا يَبرَنْتي إِذا انْدَرَأَ علينا‏.‏

وبَيرُوت‏:‏ موضع‏.‏

برهت‏:‏ بَرَهُوتُ‏:‏ وادٍ معروف، قيل هو بحَضْرَمَوْتَ‏.‏ وفي حديث عليٍّ، عليه السلام‏:‏ شَرُّ بئرٍ في الأَرض بَرَهُوتُ، هي، بفتح الباء والراء، بئرٌ

عميقة بحَضْرَمَوْتَ، لا يُسْتَطاعُ النُّزولُ إِلى قَعْرها‏.‏ ويقال‏:‏

بُرْهُوتُ، بضم الباء وسكون الراء، فتكون تاؤُها على الأَول زائدة، وعلى

الثاني أَصلية‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ أَخرجه الهروي عن عليّ، عليه السلام، وأَخرجه الطبراني في المعجم، عن ابن عباس، عن سيدنا رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم‏.‏

بست‏:‏ البَسْتُ من السَّيرِ كالسَّبْتِ‏.‏

والبُسْتانُ‏:‏ الحَدِيقَةُ‏.‏

وبُسْتُ‏:‏ مدينة بخُراسان، واللَّه أَعلم‏.‏

بغت‏:‏ البَغْتُ والبَغْتَةُ‏:‏ الفَجْأَة، وهو أَن يَفْجَأَكَ الشيءُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولَتَأْتِيَنَّهم بَغْتَةً أَي فجأَةً؛ قال يَزيد بن ضَبَّةَ الثَّقَفِيُّ‏:‏

ولكنَّهم ماتُوا، ولم أَدْرِ، بَغْتَةً، وأَفْظَعُ شيءٍ، حينَ يَفْجَؤُكَ، البَغْتُ

وقد بَغَتَه الأَمرُ يَبْغَتُه بَغْتاً‏:‏ فَجِئَه‏.‏

وباغَتَه مُباغَتةً وبِغاتاً‏:‏ فاجأَه‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ فأَخَذْناهُمْ

بَغْتَةً أَي فَجْأَة‏.‏

والمُباغَتةُ‏:‏ المُفاجأَة‏.‏

وتكرَّر ذِكر البَغْتةِ في الحديث‏.‏ ولَقِيتُه بَغْتةً أَي فَجْأَةً؛ ويقال‏:‏ لَسْتُ آمَنُ من بَغَتَاتِ العَدُوِّ أَي فَجَآتِه‏.‏

والباغُوتُ، أَعجمي مُعَرَّبٌ‏:‏ عيدٌ للنصارى‏.‏ وفي حديث صُلْح نَصارَى

الشام‏:‏ ولا يُظْهِرُوا باغوتاً؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا رواه بعضهم، وقد روي

باعوثاً، بالعين المهملة والثاء المثلثة، وسيأْتي ذِكره‏.‏ والباغُوتُ‏:‏ اسم

موضع؛ قال النابغة‏:‏

لَيْسَتْ تَرَى حَوْلَها شَخْصاً، وراكِبُها

نَشْوانُ، في جُوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ

بكت‏:‏ بَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه‏:‏ ضَرَبه بالسيف والعصا

ونحوهما‏.‏ والتَّبْكِيتُ‏:‏ كالتَّقْرِيعِ والتَّعْنِيفِ‏.‏ الليث‏:‏ بَكَّته بالعصا

تَبْكِيتاً، وبالسيف ونحوه؛ وقال غيره‏:‏ بَكَّتَه تَبْكِيتاً إِذا

قَرَّعَه بالعَذْل تَقْريعاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أُتِيَ بِشَارِبٍ، فقال‏:‏

بَكِّتُوه؛ التَّبْكِيتُ‏:‏ التَّقْرِيعُ والتَّوْبيخُ، يقال له‏:‏ يا فاسق، أَما

اسْتَحَيْتَ‏؟‏ أَما اتَّقَيْتَ اللَّهَ‏؟‏ قال الهَرَوِيّ‏:‏ ويكون باليد

وبالعصا ونحوه‏.‏

وبَكَتَه بالحُجَّة أَي غَلَبه‏.‏ وبَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه‏:‏

كلاهما استقبله بما يَكْرَه‏.‏

الأَصمعي‏:‏ التَّبْكِيتُ والبَلْغُ أَن يَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما يَكْرَه‏.‏

وقيل في تفسير قوله تعالى‏:‏ وإِذا المُوْءُودةُ سُئِلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ

قُتِلَتْ‏؟‏ تُسْأَلُ تَبْكِيتاً لوائِدِها‏.‏

بلت‏:‏ البَلْتُ‏:‏ القَطْعُ‏.‏

بَلَتَ الشيءَ يَبْلَتُه، بالفتح، بَلْتاً‏:‏ قَطَعه‏.‏ زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بَتَلَه، وليس كذلك لوجود المصدر؛ قال الشَّنْفَري‏:‏

كأَنَّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّه

على أَمِّها، وإِنْ تُحَدِّثُكَ تَبْلِتِ

أَي تَبْلِتُ الكلام بما يَعْتَريها من البُهْرِ‏.‏ والبَلَتُ، بالتحريك‏:‏

الانقطاع‏.‏ وقيل‏:‏ تَبْلِتُ، في بيت الشنفرى، تَفْصِلُ الكلامَ؛ وقال

الجوهري‏:‏ أَي تَنْقَطِعُ حَياءً؛ قال‏:‏ ومن رواه تَبْلِيتُ، بالكسر، يعني

تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّلُ‏.‏

وانْبَلَتَ الرجلُ‏:‏ انْقَطَع في كل خير وشر‏.‏

وبَلَتَ الرجلُ يَبْلُتُ، وبَلِتَ، بالكسر، وأَبْلَتَ‏:‏ انقَطَع من الكلام فلم يتكلم، وبَلِتَ يَبْلَتُ إِذا لم يتحرَّك وسَكَتَ، وقيل‏:‏ بَلَتَ

الحَياءُ الكلامَ إِذا قَطَعه‏.‏ قال، وقوله‏:‏ وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَي

يَنْقَطِعُ كلامُها من خَفَرِها‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيتُ؛ والبِلِّيتُ‏:‏ الفَصِيحُ الذي

يَبْلِتُ الناسَ أَي يَقْطَعُهم؛ وقيل‏:‏ البِلِّيتُ من الرِّجال‏:‏

البَيِّنُ الفصِيحُ، اللَّبِيبُ، الأَرِيبُ؛ قال الشاعر‏:‏

أَلا أَرى ذا الضَّعْفةِ الهَبِيتا، المُسْتَطَارَ قَلْبُه، المَسْحُوتا

يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا، الصَّمَكِيكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّيتَا

الهَبِيتُ‏:‏ الأَحْمَق‏.‏ والعَمَيْثَلُ‏:‏ السَّيِّدُ الكريم‏.‏ والمَسْحُوتُ‏:‏

الذي لا يَشْبَعُ‏.‏ والهَشِمُ‏:‏ السَّخِيُّ‏.‏ والزِّمِّيتُ‏:‏ الحليم‏.‏

والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ‏:‏ الصَّمَيَانُ من الرجال، وهو الأَهْوَجُ الشديدُ، وعبّر ابن الأَعرابي عنه بأَنه التَّامُّ، وأَنشد‏:‏

وصَاحِبٍ، صاحَبْتُه‏.‏ زَمِيتِ

مُيَمِّنٍ في قوله، ثَبِيتِ

ليسَ على الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ

قال‏:‏ وكأَنه ضِدّ، وإِن كان الضِّدّانِ في التصريف‏.‏ وتَبّاً له بَلْتاً

أَي قَطْعاً؛ أَراد قاطعاً، فوضع المصدر موضع الصفة‏.‏

ويقال‏:‏ لئِنْ فَعَلْتَ كذا وكذا، لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بيني وبينكَ إِذا

أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ وكذلك بَتْلَة ما بَيْني وبَيْنَك بمعناه‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ يقال أَبْلَتُّه يميناً إِذا أَحْلَفْته، والفعل بَلَتَ

بَلْتاً، وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه، وقد صَبَرَ يميناً، قال‏:‏ وأَبْلَتُّه

أَنا يميناً أَي حَلَفْتُ له‏.‏ قال الشنفرى‏:‏ وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ

أَي تُوجِز‏.‏

والمُبَلَّتُ‏:‏ المَهْرُ المضمون، حِمْيرية‏.‏ ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذلك؛ قال‏:‏

وما زُوِّجَتْ إِلاَّ بمَهْرٍ مُبَلَّتِ

أَي مضمون، بلغة حمير‏.‏ وفي حديث سليمان، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة

والسلام‏:‏ احْشُرُوا الطيْرَ، إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء، والبُلَتَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش، إِذا

وَقَعَتْ ريشةٌ منه في الطير أَحْرَقَتْه‏.‏

بنت‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ بَنَّتَ فلانٌ عن فلانٍ تَبْنِيتاً إِذا اسْتَخبَر عنه، فهو مُبَنِّتٌ، إِذا أَكْثَر السؤال عنه؛ وأَنشد‏:‏

أَصْبَحْتَ ذا بَغْيٍ، وذا تَغَبُّشٍ، مُبَنِّتاً عن نَسَباتِ الحِرْبِشِ، وعن مَقالِ الكاذِبِ المُرَقِّشِ

بهت‏:‏ بَهَتَ الرجلَ يَبْهَتُه بَهْتاً، وبَهَتاً، وبُهْتاناً، فهو بَهَّات أَي قال عليه ما لم يفعله، فهو مَبْهُوتٌ‏.‏ وبَهَتَه بَهْتاً‏:‏ أَخذه

بَغْتَةً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم؛ وأَما قول

أَبي النجم‏:‏

سُبِّي الحَماةَ وابْهَتِي عليها

فإِنَّ على مقحمة، لا يقال بَهَتَ عليه، وإِنما الكلامُ بَهَتَه؛ والبَهِيتَةُ البُهْتانُ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ زعم الجوهري أَنَّ على في البيت مقحمة أَي زائدة؛ قال‏:‏ إِنما عَدَّى ابْهَتي بعلى، لأَنه بمعنى افتَرِي عليها‏.‏

والبُهْتانُ‏:‏ افتراءٌ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا يَأْتِينَ ببُهْتانٍ

يَفْتَرِينَه؛ قال‏:‏ ومثله مما عُدِّيَ بحرف الجَرِّ، حملاً على معنى فِعْل

يُقاربه بالمعنى، قوله عز وجلّ‏:‏ فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفُون عن أَمره؛ تقديره‏:‏ يَخْرُجون عن أَمره، لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عن الطاعة‏.‏ قال‏:‏ ويجب

على قول الجوهري أَنْ تجعل عن في الآية زائدةً، كما جعل على في البيت

زائدة، وعن وعلى ليستا مما يزاد كالباء‏.‏

وباهَتَه‏:‏ اسْتقْبله بأَمر يَقْذِفُه به، وهو منه بريء، لا يعلمه

فَيَبْهَتُ منه، والاسم البُهْتانُ‏.‏

وبَهَتُّ الرجلَ أَبْهَتُهُ بَهْتاً إِذا قابلته بالكذب‏.‏ وقوله عز وجلّ‏:‏

أَتأْخُذُونه بُهْتاناً وإِثماً مُبِيناً؛ أَي مُباهِتين آثِمِين‏.‏ قال

أَبو إِسحق‏:‏ البُهْتانُ الباطلُ الذي يُتَحَيَّرُ من بُطْلانِه، وهو من البَهْتِ التَّحَيُّر، والأَلف والنون زائدتان، وبُهْتاناً موضعُ المصدر، وهو حال؛ المعنى‏:‏ أَتأْخذونه مُباهِتين وآثِمِين‏؟‏

وبَهَتَ فلانٌ فلاناً إِذا كَذَب عليه، وبَهِتَ وبُهِتَ إِذا تَحَيَّر‏.‏

وقولُه عز وجل‏:‏ ولا يأْتينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرينه؛ أَي لا يأْتين بولد عن

معارضة من غير أَزواجهنّ، فيَنْسُبْنه إِلى الزوج، فإِن ذلك بُهْتانٌ

وفِرْيةٌ؛ ويقال‏:‏ كانت المرأَةُ تَلْتَقِطُه فتَتَبَنَّاه‏.‏ وقال الزجاج في قوله‏:‏ بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم؛ قال‏:‏ تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم

بَغْتةً‏.‏

والبَهُوتُ‏:‏ المُباهِتُ، والجمع بُهُتٌ وبُهوتٌ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي

أَن بُهُوتاً جمع باهِت، لا جمع بَهُوت، لأَن فاعِلاً مما يجمع على فُعُول، وليس فُعُولٌ مما يُجْمَع عليه‏.‏ قال‏:‏ فأَما ما حكاه أَبو عبيد، مِن أن عُذُوباً جمع عَذُوبٍ فغَلَطٌ، إِنما هو جمع عاذِبٍ، فأَما عَذوبٌ، فجمع

عُذُبٌ‏.‏

والبُهْتُ والبَهِيتَةُ‏:‏ الكَذِبُ‏.‏ وفي حديث الغِيبةِ‏:‏ وإِن لم يكن فيه

ما نقول، فقد بَهَتَّه أَي كذَبْتَ وافْتَرَيْتَ عليه‏.‏ وفي حديث ابن سَلام في ذكر اليهود‏:‏ أَنهم قومٌ بُهْتٌ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو جمع بَهُوتٍ، مِن بناء المبالغة في البَهْتِ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ، ثم يسكن تخفيفاً‏.‏

والبَهْتُ‏:‏ الانقطاعُ والحَيْرَة‏.‏ رأَى شيئاً فبُهِتَ‏:‏ يَنْظُرُ نَظَر

المُتَعَجِّب؛ وأَنشد‏:‏

أَأَنْ رأَيْتَ هامَتِي كالطَّسْتِ، ظَلِلْتَ تَرْمِيني بقَوْلٍ بُهْتِ‏؟‏

وقد بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الخَّصْمُ‏:‏ اسْتَوْلَتْ عليه الحجَّة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فبُهِتَ الذي كَفَر؛ تأْويلُه‏:‏ انْقَطَع وسكتَ متحيراً

عنها‏.‏ ابن جني‏:‏ قرأَه ابن السَّمَيْفَع‏:‏ فبَهَتَ الذي كفر؛ أَراد فبَهَتَ

إِبراهيمُ الكافرَ، فالذي على هذا في موضع نصب‏.‏ قال‏:‏ وقرأَه ابن حَيْوَةَ

فبَهُتَ، بضم الهاء، لغة في بَهِتَ‏.‏ قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون بَهَتَ، بالفتح، لغةً في بَهِتَ‏.‏ قال‏:‏ وحكى أَبو الحسن الأَخفشُ قراءة فبَهِتَ، كَخَرِقَ، ودَهِشَ؛ قال‏:‏ وبَهُتَ، بالضم، أَكثر من بَهِتَ، بالكسر، يعني أَن الضمة تكون للمبالغة، كقولهم لَقَضُوَ الرجلُ‏.‏ الجوهري‏:‏ بَهِتَ الرجلُ، بالكسر، وعَرِسَ وبَطِرَ إِذا دَهِشَ وَتحَيَّر‏.‏ وبَهُتَ، بالضم، مثله، وأَفصحُ منهما بُهِتَ، كما قال عز وجل‏:‏ فبُهِتَ الذي كَفَر؛ لأَِنه يقال رجل مَبْهُوتٌ، ولا يقال باهِتٌ، ولا بَهِيتٌ‏.‏

وبَهَتَ الفَحْلَ عن الناقة‏:‏ نَحّاه ليَحْمِلَ عليها فَحْلٌ أَكرمُ منه‏.‏

ويقال‏:‏ يا لِلْبَهِيتَةِ، بكسر اللام، وهو استغاثة‏.‏ والبَهْتُ‏:‏ حِسابٌ

من حِسابِ النجوم، وهو مَسيرها المُسْتوي في يوم؛ قال الأَزهري‏:‏ ما أُراه

عَرَبياً، ولا أَحْفَظُه لغيره‏.‏ والبَهْتُ‏:‏ حَجَرٌ معروف‏.‏

بوت‏:‏ البُوتُ، بضم الباء‏:‏ من شجر الجبال، جمع بُوتَةٍ، ونَباتُه نَباتُ

الزُّعْرور، وكذلك ثمرته، إِلاّ أَنها إِذا أَيْنَعَت اسْوَدَّت سواداً

شديداً، وحَلَتْ حَلاوةً شديدةً، ولها عَجَمة صغيرةٌ مُدَوَّرة، وهي

تُسَوِّدُ فَمَ آكلها ويَدَ مُجْتَنِيها، وثمرتُها عناقيدُ كعناقيدِ

الكَبَاثِ، والناس يأْكلونها؛ حكاه أَبو حنيفة، قال‏:‏ وأَخبرني بذلك

الأَعراب‏.‏

بيت‏:‏ البَيْتُ من الشَّعَر‏:‏ ما زاد على طريقةٍ واحدة، يَقَع على الصغير

والكبير؛ وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛ والخِباءُ‏:‏ بيت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو بيتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا

كان ضَخْماً مُرَوَّقاً‏.‏ الجوهري‏:‏ البيتُ معروف‏.‏ التهذيب‏:‏ وبيت الرجل

داره، وبيته قَصْره، ومنه قول جبريل، عليه السلام‏:‏ بَشِّرْ خديجة ببيتٍ من قَصَب؛ أَراد‏:‏ بَشِّرْها بقصر من لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتاً غيْرَ مسكونة، معناه‏:‏ ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغير إِذن؛ وجاء في التفسير‏:‏ أَنه يعني

بها الخانات، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ التي تُباع فيها

الأَشياء، ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل‏:‏ إِنه يعني بها الخَرِباتِ التي

يدخلها الرجلُ لبول أَو غائط، ويكون معنى قوله فيها متاع لكم‏:‏ أَي إِمتاع

لكم، تَتَفَرَّجُونَ بها مما بكم‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ في بُيوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ؛ قال الزجاج‏:‏ أَراد المساجدَ، قال‏:‏ وقال الحسن يعني به بيتَ المَقْدس، قال أَبو الحسن‏:‏ وجمعَه تفخيماً وتعظيماً، وكذلك خَصَّ بناءَ أَكثر العدد‏.‏ وفي متصلة بقوله كَمِشْكاة‏.‏ وقد يكون البيتُ للعنكبوت والضَّبِّ وغيره من ذوات الجِحَرِ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإِنَّ أَوْهَنَ

البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت؛ وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة

البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه‏:‏

أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لا أَبا لَكا *** وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا

ابن سيده‏:‏ قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ

العِيدانِ، وكذلك قال أَبو عبيد‏:‏ السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون

فيه، فجعَل لها بيتاً‏.‏ وقال أَبو عبيد أَيضاً‏:‏ الصَّيْدانيُّ دابة تَعْمَلُ

لنفسها بيتاً في جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قال‏:‏ وكلُّ ذلك أُراه على

التشبيه ببيت الإِنسان، وجمعُ البَيْت‏:‏ أَبياتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ

وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ، وحكى أَبو عليّ عن الفراء‏:‏ أَبْياواتٌ، وهذا

نادر؛ وتصغيره بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، بكسر أَوله، والعامة تقول‏:‏ بُوَيْتٌ‏.‏

قال‏:‏ وكذلك القول في تصغير شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها‏.‏ وبَيَّتُ

البَيْتَ‏:‏ بَنَيْتُه‏.‏

والبَيْتُ من الشِّعْرِ مشتقٌّ من بَيْت الخِباء، وهو يقع على الصغير

والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأَنه يَضُمُّ الكلام، كما يَضُمُّ البيتُ

أَهلَه، ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التشبيه لها

بأَسباب البيوت وأَوتادها، والجمع‏:‏ أَبْيات‏.‏ وحكى سيبويه في جمعه

بُيوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جني فقال، حين أَنشد بَيْتَي العَجَّاج‏:‏

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي، فَخنْدِفٌ هامَةُ هذا العالم جاءَ بالتأْسيس، ولم يجئْ بها في شيء من البُيوتِ‏.‏ قال أَبو الحسن؛ وإِذا كان البَيْتُ من الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بالبيت من الخِباءِ وسائر

البناءِ، لم يمتنع أَن يُكَسَّرَ على ما كُسِّرَ عليه‏.‏ التهذيب‏:‏ والبَيْتُ من أَبيات الشِّعْر سمي بيتاً، لأَنه كلامٌ جُمِعَ منظوماً، فصار كبَيْتٍ

جُمِعَ من شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وقول الشاعر‏:‏

وبيتٍ، على ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه

بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُفُ

قال‏:‏ يعني بيت شِعْرٍ كتَبه بالقلم‏.‏ وسَمَّى اللَّهُ تعالى الكعبةَ، شرَّفها اللَّه‏:‏ البيتَ الحرامَ‏.‏ ابن سيده‏:‏ وبَيْتُ اللَّهِ تعالى الكعبةُ‏.‏

قال الفارسي‏:‏ وذلك كما قيل للخليفة‏:‏ عبدُ اللَّه، وللجنة‏:‏ دار السلام‏.‏

قال‏:‏ والبيْتُ القَبْر، على التشبيه؛ قال لبيد‏:‏

وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بيومه، وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر

وفي حديث أَبي ذر‏:‏ كيف نَصْنَعُ إِذا مات الناس، حتى يكون البيتُ

بالوَصِيف‏؟‏ قال ابن الأَثير‏:‏ أَراد بالبَيْتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ‏:‏

الغلامُ؛ أَراد‏:‏ أَن مواضع القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قبر بوَصِيفٍ‏.‏

وقال نوح، على نبينا وعليه أَفضلُ الصلاة والسلام، حينَ دَعا رَبَّه‏:‏ رَبِّ

اغْفِرْ لي ولوالديَّ، ولمن دخل بيتي مؤْمناً؛ فسَمَّى سَفِينَته التي

رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً‏.‏ وبَيْتُ العرب‏:‏ شَرَفُها، والجمع البُيوتُ، ثم يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جمع الجمع‏.‏ ابن سيده‏:‏ والبَيْتُ من بُيُوتات

العرب‏:‏ الذي يَضُمُّ شَرَفَ القبيلة كآل حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ

الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وآل عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وكان ابن الكلبي

يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب‏.‏ ويقال‏:‏ بَيْتُ تَميم في بني حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وقال العباس يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صلى الله عليه وسلم‏:‏

حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ

جَعَلَها في أَعْلى خِنْدِفَ بيتاً؛ أَراد ببيته‏:‏ شَرَفَه العاليَ؛ والمُهَيْمِنُ‏:‏ الشاهدُ بفَضْلك‏.‏ وقولُه تعالى‏:‏ إِنما يُريدُ الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ؛ إِنما يريد أَهلَ بيت النبي صلى الله عليه وسلم أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رضي اللَّهُ عنهم‏.‏ قال سيبويه‏:‏

أَكثر الأَسماء دخولاً في الاختصاص بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مضافةً، وأَهلُ البيتِ، وآل فلانٍ؛ يعني أَنك تقول نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كذا، فتنصبه على الاختصاص، كما تنصب المنادى المضاف، وكذلك سائر هذه الأَربعة‏.‏

وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي‏.‏

وبَيْتُ الرجلُ‏:‏ امرأَتُه، ويُكْنى عن المرأَة بالبَيْتِ؛ وقال‏:‏

أَلا يا بَيْتُ، بالعَلْياءِ بَيْتُ، ولولا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ

أَراد‏:‏ لي بالعَلْياءِ بَيْتٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العرب تَكْني عن المرأَة

بالبَيْت؛ قاله الأَصمعي وأَنشد‏:‏

أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْتُ‏؟‏

الجوهري‏:‏ البَيْتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز‏:‏

ما لي، إِذا أَنْزِعُها، صَأَيْتُ‏؟‏

أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْتُ‏؟‏

والبَيْتُ‏:‏ التَزْويجُ؛ عن كراع‏.‏

يقال‏:‏ باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ‏.‏ ويقال‏:‏ بَنى فلانٌ على

امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بها وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً، وقد نَقَل

إِليه ما يحتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيره‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ تَزَوَّجني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على بَيْتٍ قِيمَتُه

خمسون دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ، فحذف المضاف، وأَقام المضافَ إِليه

مُقامَه‏.‏

ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ‏:‏ أَصابت بَيْتاً وبَعْلاً‏.‏

وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ، قال سيبويه‏:‏ من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر، ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ

لِبَيْتٍ أَيضاً‏.‏ الجوهري‏:‏ وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا

على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ

ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال‏:‏ أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال‏:‏ زالَ، يريدون أَزال‏.‏ قال ومن كلام بني أَسَد‏:‏ ما

يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع‏.‏

الصحاح‏:‏ باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة‏.‏ ابن سيده‏:‏ باتَ يفعل كذا وكذا

يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله

لَيْلاً، وليس من النَّوم، كما يقال‏:‏ ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار‏.‏

وقال الزجاج‏:‏ كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك

البِيتةُ‏.‏ التهذيب، الفراءُ‏:‏ باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة الله، أَو معصيته‏.‏

وقال الليث‏:‏ البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل‏.‏ يقال‏:‏ بتُّ أَصْنَعُ كذا

وكذا‏.‏

قال‏:‏ ومن قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول‏:‏

بِتُّ أُراعي النجومَ‏؟‏ معناه‏:‏ بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر

إِليها‏؟‏

ويقال‏:‏ أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً‏.‏ قال

ابن سيده وغيره‏:‏ وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ

بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت، فبناه على

فِعْلِه، كما قالوا‏:‏ قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما

أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت‏.‏

وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد‏.‏

وبَيَّتَ الأَمْرَ‏:‏ عَمِلَه ليلاً، أَوْ دَبَّره ليلاً‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه‏:‏ إِذ يُبَيِّتُون ما

لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج‏:‏ إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول‏:‏ كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّتَ‏.‏ ويقال‏:‏ هذا

أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بمعنى واحد‏.‏ وقوله‏:‏ والله يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلاً‏.‏

وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً، ولا

يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى

القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته‏.‏ وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ‏:‏ أَوقع بهم ليلاً؛ والاسمُ البَياتُ‏.‏ وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل‏.‏

ويقال‏:‏ بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وهم

غارُّونَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون

لَيْلاً‏.‏

وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ‏:‏ هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم، فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو البَياتُ؛ ومنه الحديث‏:‏ إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا‏:‏

هم لا يُنْصَرُونَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ

أَي يَنْوِه من الليل‏.‏ يقال‏:‏ بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه

وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَُكِّرَ بلَيْلٍ‏:‏ فقد بُيِّتَ‏.‏ ومنه الحديث‏:‏

هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ، قال ابن كَيْسانَ‏:‏ باتَ يجوز أَن يَجْرِيَ

مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قاله في كان وأَخواتها، ما زال، وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ‏.‏

وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قال غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ‏:‏

كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها

عُلالَةَ بَيُّوتٍ، من الماءِ، قارِسِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوتا

قال أُراه أَراد‏:‏ قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فقلب‏.‏ والقَرَى‏:‏ ما يُجْمَعُ

في الحَوْض من الماء؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماء خَيْرٌ من أن يكونَ للحَوْضِ، إِذ لا معنى لوصف الحوض به‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ سمعت أَعرابيّاً

يقول‏:‏ اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي من لَبَنٍ حُلِبَ ليلاً

وحُقِنَ في السِّقاء، حتى بَرَدَ فيه ليلاً؛ وكذلك الماء إِذا بَرَدَ في المَزادة لَيْلاً‏:‏ بَيُّوتٌ‏.‏ والبائِتُ‏:‏ الغَابُّ؛ يقال‏:‏ خُبْزٌ بائِتٌ، وكذلك

البَيُّوتُ‏.‏

والبَيُّوتُ أَيضاً‏:‏ الأَمْرُ يُبَيِّتُ عليه صاحبُه، مُهْتمّاً به؛ قال

الهذلي‏:‏

وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً، إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ

وهَمٌّ بَيُّوتٌ‏:‏ باتَ في الصَّدْر؛ وقال‏:‏

عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ

والمَبِيتُ‏:‏ الموضعُ الذي يُبَاتُ فيه‏.‏

وما لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بكسر الباء، أَي ما عنده قُوتُ

لَيْلة‏.‏

ويقال للفقير‏:‏ المُسْتَبِيتُ‏.‏ وفلان لا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له

بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ‏.‏

والبِيتةُ‏:‏ حال المَبِيتِ؛ قال طرفة‏:‏

ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ، بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ

وبيتٌ‏:‏ اسم موضع؛ قال كثير عزة‏:‏

بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا

إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغُِمادِ

تبت‏:‏ هذه ترجمة لم يترجم عليها أَحدٌ مِن مُصَنِّفي الأُصول، وذكره ابن الأَثير لمراعاته ترتيبه، في كتابه، وترجمنا نحن عليها لأَن الشيخ أَبا

محمد بن بري، رحمه اللَّه، قال في ترجمة توب، رادّاً على الجوهري لمَّا

ذكر تابوت في أَثنائها، قال‏:‏ إِن الجوهري أَساء تصريفه حتى ردّه إِلى

تابوت، قال‏:‏ وكان الصواب أَن يذكره في فصل تبت، لأَِن تاءه أَصلية، ووزنه

فاعول، كما ذكرناه هناك في توب؛ وذكره ابن سيده أَيضاً في ترجمة تَبه، وقال‏:‏

التابُوه لغة في التَّابُوتِ، أَنصارية؛ وقد ذكرناه نحن أَيضاً في ترجمة

تبه، ولم أَرَ في ترجمة تبت شيئاً في الأُصول، وذكرتها أَنا هنا مراعاة

لقول الشيخ أَبي محمد بن بري‏:‏ كان الصواب أَن يذكر في ترجمة تبت؛ ولما

ذكره ابن الأَثير، قال في حديث دعاء قيام الليل‏:‏ اللهم اجْعَل في قَلْبِي

نوراً، وذكر سبعاً في التَّابُوتِ‏.‏ التَّابُوتُ‏:‏ الأَضْلاعُ وما تَحْويه

كالقَلْب والكَبِد وغيرهما، تشبيهاً بالصُّنْدُوق الذي يُحْرَزُ فيه

المَتاع أَي أَنه مكتوب موضوع في الصُّنْدُوقِ‏.‏

تحت‏:‏ تحت‏:‏ إِحْدى الجهاتِ السِّتِّ المُحيكة بالجِرْمِ، تكون مَرَّةً

ظرفاً، ومرَّة اسماً، وتبنى في حال الاسمية على الضم، فيقال‏:‏ من تَحْتُ‏.‏

وتَحْتُ‏:‏ نقيض فوق‏.‏

وقومٌ تُحوتٌ‏:‏ أَرذالٌ سَفِلةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تقوم الساعةُ حتى

تَظْهَرَ التُّحوتُ، ويَهْلِكَ الوُعُول؛ يعني الذين كانوا تَحْتَ أَقدام

الناسِ، لا يُشعَرُ بهم ولا يُؤْبَه لهم لحقارتهم، وهم السِّفْلَةُ

والأَنْذالُ؛ والوُعُولُ‏:‏ الأَشْرافُ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ جَعَلَ التَّحتَ الذي هو ظَرْفٌ اسْماً، فأَدْخَلَ عليه لامَ التعريف، وجَمَعه؛ وقيل‏:‏ أَرادَ بظهور

التُحُوتِ، ظُهُورَ الكُنوز التي تحت الأَرض؛ ومنه حديث أَبي هريرة، وذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ، فقال‏:‏ وإِنَّ منها أَن تَعْلُوَ التُحُوتُ

الوُعولَ أَي يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوياءَهم، شَبَّه الأَشْرافَ

بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها‏.‏

والتحتحة‏:‏ الحركة‏.‏

وما تَتَحْتحَ من مكانه أَي ما تَحَرَّكَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ لو جاء في الحكاية تَحْتَحَه تشبيهاً بشيء، لجاز وحسن‏.‏

تخت‏:‏ التَّخْتُ‏:‏ وعاء تُصانُ فيه الثيابُ، فارسي، وقد تكلمت به العرب‏.‏

توت‏:‏ التُّوتُ‏:‏ الفِرْصادُ، واحدته تُوتَةٌ، بالتاء المثناة، ولا تقل

التُّوثُ، بالثاء‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ذكر أَبو حنيفة الدينوري أَنه بالثاء؛ وحكي

عن بعض النحويين أَيضاً، أَنه بالثاء‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ ولم يُسمع في الشعر إِلاّ بالثاء، وأَنشد لمحبوب بن أَبي العَشنَّطِ النَهْشَلِيِّ‏.‏

لَرَوْضَةٌ من رياضِ الحَزْنِ، أَوْ طَرَفٌ

من القُرَيَّةِ، جَرْدٌ غيرُ مَحْروثِ

لِلنَّوْرِ فيه، إِذا مَجَّ النَّدَى، أَرَجٌ

يَشْفي الصُّداعَ، ويُنْقي كلَّ مَمْغُوثِ

أَحْلى وأَشْهَى لِعيني، إِن مَررتُ به، مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ، ذي الرُّمَّانِ والتُّوثِ

واللَّيْلُ نِصْفانِ‏:‏ نِصْفٌ للهُمُومِ، فما

أَقْضِي الرُّقادَ، ونِصْفٌ للبراغِيثِ

أَبِيتُ حَيْثُ تُسامِيني أَوائِلُها، أَنْزُو، وأَخْلِطُ تَسبيحاً بتَغْوِيثِ

سُودٌ مَدالِيجُ في الظَّلْمَاء، مُؤْدَنَةٌ، وليسَ مُلْتَمَسٌ منها بمَنْبُوثِ

المُؤْدَنُ، بالهمز‏:‏ القصير العُنق‏.‏ والمُودَنُ، بغير الهمز‏:‏ الذي

يُولدُ ضاوِيّاً؛ نقلته من حواشي ابن بري ومن حواشٍ عليها‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وحكي

عن الأَصمعي أَنه بالثاء في اللغة الفارسية، وبالتاء في اللغة العربية‏.‏

التهذيب‏:‏ التُّوثُ كأَنه فارسي، والعرب تقول‏:‏ التُّوتُ، بتاءين‏.‏ وفي حديث

ابن عباس‏:‏ أَن ابن الزبير آثَرَ عَليَّ التُّوَيتَاتِ، والحُمَيْدَاتِ، والأُساماتِ؛ قال شمر‏:‏ هم أَحْياءٌ من بني أَسَدٍ‏:‏ حُمَيْدُ بن أُسامةَ بنِ زُهَيرِ بن الحارث بنِ أَسَدِ ابن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ، وتُوَيتُ بنُ حَبيب بنِ أَسدِ بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ، وأُسامةُ بنُ زُهير بن الحارث بن أَسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَيٍّ‏.‏

والتُّوتِياءُ‏:‏ معروف، حَجَر يُكْتَحَلُ به، وهو مُعَرَّب‏.‏

تيت‏:‏ رجل تَيْتاءُ وثِيتَاءُ‏:‏ وهو مثل الزُّمَّلِقِ، وهو الذي يَقْضِي

شهوتَه قبل أَن يُفْضِيَ إِلى امرأَته‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ التَّيتاءُ الرجل الذي

إِذا أَتَى المرأَة أَحْدَثَ، وهو العِذْيَوطُ، قال ابن الأَعرابي‏:‏

التِّئْتاءُ الرجل الذي يُنزِلَ قبل أَن يُولِجَ

ثبت‏:‏ ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُتُ ثَباتاً وثُبوتاً فهو ثابتٌ وثَبِيتٌ

وثَبْتٌ، وأَثْبَتَه هو، وثَبَّتَه بمعنىً‏.‏

وشيء ثَبْتٌ‏:‏ ثابتٌ‏.‏ ويقال للجَرَاد إِذا رزَّ أَذْنابَه ليَبِيضَ‏:‏

ثَبَتَ وأَثْبَتَ وثَبَّتَ‏.‏ ويقال‏:‏ ثَبَتَ فلانٌ في المَكان يَثْبُتُ

ثبُوتاً، فهو ثابتٌ إِذا أَقام به‏.‏

وأَثْبَتَه السُّقْم إِذا لم يُفارِقْهُ‏.‏

وثَبَّتَه عن الأَمْر كَثَبَّطه‏.‏

وفرس ثَبْتٌ‏:‏ ثَقِفٌ في عَدْوِه‏.‏ ورجل ثَبْتُ الغَدْرِ إِذا كان ثابِتاً

في قتال أَو كلام؛ وفي الصحاح؛ إِذا كان لسانُه لا يزال عند

الخُصُوماتِ؛ وقد ثَبُتَ ثَباتَةً وثُبوتةً‏.‏

وتَثَبَّتَ في الأَمْر والرَّأْي، واستَثْبَتَ‏:‏ تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَل‏.‏ واسْتَثْبَتَ في أَمْرِه إِذا شاور وفحَصَ عنه‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ومَثَلُ

الذين يُنْفِقون أَموالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّه وتَثْبِيتاً من أَنفسهم؛ قال الزجاج‏:‏ أَي يُنْفِقونَها مُقِرِّين بأَنها مما يُثِيبُ الله عليها‏.‏ وقال في قوله عز وجل‏:‏ وكُلاًّ نَقُصُّ عليك من أَنْباء

الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ به فُؤَادَكَ؛ قال‏:‏ معنى تَثْبِيت الفُؤادِ تَسْكِينُ

لقَلْب، ههنا ليس للشك، ولكن كلَّمَا كان البُرْهانُ والدِّلالةُ أَكْثَر

على القَلْب، كان القلبُ أَسْكَنَ وأَثْبَتَ أَبداً، كما قال إِبراهيم، عليه السلام‏:‏ ولكن لِيَطْمَئِنَّ قلبي‏.‏ ورجل ثَبْتٌ أَي ثابتُ القَلْب؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبد اللَّه بن مَعْمَرٍ‏:‏

الحَمدُ للَّه الذي أَعْطَى الخِيَرْ

مَوَالِيَ الحَقِّ، إِنِ المَوْلى شَكَرْ

عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ، وعَهْدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرّاً، فَبرّ

وعَهْدَ عُثمانَ، وعَهْداً من عُمَرْ، وعَهْدَ إِخْوانٍ، همُ كانوا الوَزَرْ

وعُصْبةَ النَّبيِّ، إِذْ خافُوا الحَصَرْ، شَدُّوا له سُلْطانَه، حتى اقْتَسَرْ

بالقَتْلِ أَقْواماً، وأَقواماً أَسَرْ، تَحْتَ التي اخْتَارَ له اللَّهُ الشَّجَرْ

محمداً، واخْتارَه اللَّهُ الخِيَرْ، فما وَنَى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ

له الإِلهُ ما مَضَى، وما غَبَرْ، أَن أَظْهَرَ الدِّينَ به، حَتى ظَهَرْ

منها‏:‏

بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قد مَهَرْ، ثَبْتٌ، إِذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ

ورجل ثَبْتُ المُقام‏:‏ لا يَبْرَحُ‏.‏

والثَّبْتُ والثَّبِيتُ‏:‏ الفارسُ الشُّجاع‏.‏ والثَّبِيتُ‏:‏ الثَّابتُ

العَقْل؛ قال طرفة‏:‏

فالهَبِيتُ لا فُؤاد لَهُ، والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ

تقول منه‏:‏ ثَبُتَ، بالضم، أَي صار ثَبيتاً‏.‏

والمُثْبَتُ‏:‏ الذي ثَقُلَ، فلم يَبْرَحِ الفِراش‏.‏

والثِّباتُ‏:‏ سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْل، وجَمْعُه أَثْبِتة‏.‏ ورَحْلٌ

مُثْبَت‏:‏ مَشْدُود بالثِّباتِ؛ قال الأَعْشى‏:‏

زَيَّافَةٌ، بالرَّحْلِ خَطَّارة، تَلْوي بشَرْخَيْ مُثْبَتٍ، قاتِرِ

وفي حديث مَشُورَة قُرَيْش في أَمر النبي صلى الله عليه وسلم قال

بعضهم‏:‏ إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق‏.‏

وفي حديث أَبي قَتادة‏:‏ فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه أَي حَبَسْتُه وجَعَلْتُه

ثابتاً في مكانه لا يُفارقه‏.‏

وأُثْبِتَ فلانٌ، فهو مُثْبَتٌ إِذا اشْتَدَّتْ به عِلَّتُه أَو

أَثْبَتَته جِراحةٌ فلم يتَحَرَّك‏.‏ وقَولهُ تعالى‏:‏ ليُثْبِتُوك؛ أَي يَجْرحوك

جِراحةً لا تَقُوم معها‏.‏ ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلة، بالتحريك، أَي

ثَبات؛ وتقول أَيضاً‏:‏ لا أَحْكُم بكذا، إِلا بثَبَتٍ أَي بحُجَّة‏.‏ وفي حديث

صوم يوم الشك‏:‏ ثم جاءَ الثَّبَتُ أَنه من رمضان؛ الثَّبَتُ، بالتحريك‏:‏

الحجة والبينة‏.‏ وفي حديث قتادة بن النُّعْمان‏:‏ بغير بَيِّنَة ولا ثَبَتٍ‏.‏

وثابَته وأَثْبَتَه‏:‏ عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة‏.‏ وطَعَنه فأَثْبَت فيه

الرُّمْح أَي أَنْفَذَه‏.‏ وأَثْبَتَ حجته‏:‏ أَقامها وأَوْضَحها‏.‏

وقولٌ ثابتٌ‏:‏ صحيح‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا

بالقول الثابت؛ وكلُّه من الثَّبات‏.‏

وثابتٌ وثَبِيتٌ‏:‏ اسمان، ويُصغَّر ثابِتٌ، من الأَسماء، ثُبَيْتاً، فأَما الثابتُ إِذا أَرَدْتَ به نَعْتَ شيء، فتصغيره‏:‏ ثُوَيْبِتٌ‏.‏

وإِثْبِيتُ‏:‏ اسم أَرض، أَو موضعٍ، أَو جبل؛ قال الراعي‏:‏

تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِها، بإِثْبِيتَ، فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ

ثتت‏:‏ الأَزهري‏:‏ استعمل منه أَبو العباس الثَّتُّ‏:‏ الشَّقُّ في الصَّخْرة؛ وجمعه ثُتُوتٌ‏.‏ قال‏:‏ والثَّتُّ أَيضاً العِذْيَوْطُ، وهو الثَّمُوتُ، والذَّوْذَحُ، والوَحْواحُ، والنَّعْجة، والزُّمَّلِقُ‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ في الصخرة

ثَتٌّ، وفَتٌّ، وشَرْمٌ، وشَرْنٌ، وخَقٌّ، ولَقٌّ، وشِيقٌ، وشِرْيان‏.‏

ثمت‏:‏ أَهمله الليث‏.‏ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال‏:‏ الثَّمُوتُ

العِذْيَوْطُ، وهو الذي إِذا غَشِيَ المرأَةَ أَحْدَثَ؛ وهو الثَّتُّ

أَيضاً‏.‏

ثنت‏:‏ الثَّنِتُ‏:‏ المُنْتِنُ‏.‏

ثَنِتَ اللحمُ، بالكسر، ثَنَتاً‏:‏ تغَيَّرَ وأَنْتَنَ، وكذلك الجُرْحُ‏.‏

ولِثَةٌ ثَنِتَةٌ مسْتَرخِية دامِيَة، وكذلك الشَّفَةُ، وقد ثَنِتَتْ‏.‏

ولَحْمٌ ثَنِتٌ‏:‏ مُسْترْخٍ؛ ونَثِتَ مثلُه، بتقديم النون‏.‏

ثهت‏:‏ الثُّهاتُ‏:‏ الصَّوتُ والدُّعاء‏.‏

وقد ثَهِتَ ثَهَتاً‏:‏ دَعا‏.‏

والثَّاهِتُ‏:‏ جُلَيْدةُ القَلْب، وهي جِرابُه؛ قال‏:‏

مُلِّئَ في الصَّدْرِ علينا ضَبَّا، حَتَّى وَرَى ثاهِتَهُ والخِلْبا

الأَزهري، قال ابن بُزُرْجَ‏:‏ ما أَنت في ذلك الأَمر بالثاهِتِ ولا

المَثْهُوتِ أَي بالداعِي ولا المَدْعُوِّ؛ قال الأَزهري‏:‏ وقد رواه أَحمد بن يحيى عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

وانْحَطَّ داعِيكَ، بِلا إِسْكاتِ، من البُكاءِ الحَقِّ والثُّهاتِ

جبت‏:‏ الجِبْتُ‏:‏ كلُّ ما عُبِدَ مِن دون اللَّه، وقيل‏:‏ هي كلمة تَقَعُ

على الصَّنَم والكاهن والساحر، ونَحْوِ ذلك‏.‏ الشَّعبيُّ في قوله تعالى‏:‏

أَلم ترَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب يؤْمنون بالجِبْتِ

والطَّاغُوت؛ قال‏:‏ الجِبْتُ السحر، والطَّاغُوتُ الشيطان‏.‏ وعن ابن عباس‏:‏

الطَّاغُوت كَعْبُ بن الأَشرف، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وهذا ليس من مَحْضِ العربية، لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذَولَقِيّ‏.‏

جتت‏:‏ التَّهْذيبُ‏:‏ أَهمله الليث‏.‏ ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏ الجَتُّ

الجَسُّ للكَبْش لتَنْظُرَ أَسَمِينٌ أَم لا‏.‏

جفت‏:‏ في نوادر الأَعراب‏:‏ اجْتَفَتَ المالَ، واكْتَفَتَهُ، وازْدَفَتَهُ، وازْدَعَتَهُ إِذا اسْتَحَبَه أَجْمَعَ‏.‏

جلت‏:‏ الجَلِيتُ‏:‏ لغة في الجَلِيدِ، وهو ما يقع من السماء‏.‏ وجالُوتُ‏:‏ اسم

رجل أَعجمي، لا ينصرف‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وقَتَل داودُ جالوتَ‏.‏

ويقال‏:‏ جَلَتُّه عشرينَ سَوْطاً أَي ضَرَبْته؛ وأَصله جَلَدْتُه، فأُدْغِمَت الدال في التاء‏.‏

جوت‏:‏ جَوْتَ جَوْتَ‏:‏ دُعاءُ الإِبل إِلى الماءِ؛ فإِذا أَدخلوا عليه

الأَلف واللام، تركوه على حاله قبل دخولهما؛ قال الشاعر، أَنشده

الكسائي‏:‏دَعاهُنَّ رِدْفِي، فارْعَوَيْنَ لِصَوْتِه، كما رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّماءَ الصَّوادِيا

نصبه مع الأَلف واللام، على الحكاية‏:‏ والرِّدْفُ‏:‏ الصاحبُ والتابعُ، وكلُّ شيء تبع شيئاً فهو رِدْفُه‏.‏ وكان أَبو عمرو يكسر التاء، من قوله

بالجَوْتِ، ويقول‏:‏ إِذا أُدخلت عليه الأَلف واللام ذَهَبَتْ منه الحكايةُ؛ والأَوَّل قول الفراء والكسائي‏.‏ وكان أَبو الهيثم يُنْكِر النصب، ويقول‏:‏

إِذا دخل عليه الأَلف واللام أُعرب، وينشده‏:‏ كما رُعْتَ بالجَوْتِ؛ وقال

أَبو عبيد‏:‏ قال الكسائي‏:‏ أَراد به الحكاية، مع اللام؛ قال أَبو الحسن؛ والصحيح أَن اللام هنا زائدة، كزيادتها في قوله‏:‏

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ

فبقيت على بنائها؛ ورواه يعقوب‏:‏ كما رُعْتَ بالجَوْت؛ والقول فيها

كالقول في الجَوْتِ، وقد جاوَتَها؛ والاسم منه؛ الجُواتُ؛ قال الشاعر‏:‏

جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه

وقال بعضهم‏:‏

جايَتَها، فهاجَها جُواتُه

وهذا إِنما هو على المُعاقَبة؛ أَصلها جاوَتَها، لأَنه فاعَلَها من جَوْتِ جَوْتِ، وطَلَبَ الخِفَّةَ، فَقَلبَ الواو ياء، أَلا تراه رَجَع في قوله‏:‏ فهاجَها جُواتُه، إِلى الأَصل الذي هو الواو، وقد يكون شاذّاً، نادراً‏.‏

جيت‏:‏ جايَتَ الإِبل‏:‏ قال لها‏:‏ جَوْتِ جَوْتِ، وهو دُعاؤُه إِياها إِلى

الماء؛ قال‏:‏

جايَتَها فهاجَها جُواتُه

هكذا رواه ابن الأَعرابي؛ وهذا يبطله التصريف، لأَن جايتها من الياء، وجَوْتِ جَوْتِ من الواو، اللهم إِلا أَن يكون مُعاقَبةً حِجازِيَّةً، كقولهم‏:‏ الصُّياعُ في الصُّواعِ، والمَياثِقُ في المواثِقِ، أَو تكون لفظةً

على حِدَةٍ؛ والصحيح‏:‏

جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه

وهكذا رواه القَزَّازُ‏.‏

حبت‏:‏ الأَزهري في آخر ترجمة بحت‏:‏ وحِبْتَوْنُ اسم جبل بناحية الموصل‏.‏

حبرت‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ كَذِبٌ حِبْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد، لا يستره شيء‏.‏

حتت‏:‏ الحَتُّ‏:‏ فَرْكُكَ الشيءَ اليابسَ عن الثَّوْب، ونحوه‏.‏

حَتَّ الشيءَ عن الثوب وغيره يَحُتُّه حَتًّا‏:‏ فَركَه وقَشَره، فانْحَتَّ وتَحاتَّ؛ واسمُ ما تَحاتَّ منه‏:‏ الحُتاتُ، كالدُّقاقِ، وهذا البناء من الغالب على مثل هذا وعامَّتِه الهاءُ‏.‏

وكلُّ ما قُشِرَ، فقد حُتَّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لامرأَة سأَلته عن

الدم يُصيب ثَوبَها، فقال لها‏:‏ حُتِّيه ولو بضِلَعٍ؛ معناه‏:‏ حُكِّيه

وأَزِيليه‏.‏ والضِّلَعُ‏:‏ العُودُ‏.‏ والحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سواء؛ وقال

الشاعر‏:‏

وما أَخَذَ الدِّيوانَ، حَتَّى تَصَعْلَكا

زَماناً، وحَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما

حَتَّ‏:‏ قَشَر وحَكَّ‏.‏ وتَصَعْلَك‏:‏ افْتَقَر‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أن أَسْلَمَ كانَ يأْتيه بالصاع من التَّمْر، فيقول‏:‏ حُتَّ عنه قِشْرَه أَي

اقْشِرْه؛ ومنه حديث كَعْب‏:‏ يُبْعَثُ من بَقِيعِ الغَرْقَدِ سبعون أَلفاً، هم

خِيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ أَي يَنْقَشِرُ ويَسْقُط عن

أُنوفهم المَدَرُ، وهو التُّراب‏.‏

وحُتاتُ كُلّ شيء‏:‏ ما تَحاتَّ منه؛ وأَنشد‏:‏

تَحُتُّ بِقَرنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالَها

والحَتُّ دون النَّحْت‏.‏ قال شمر‏:‏ تاَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا

اسْتَأْصَلْتَهم‏.‏ وفي الدُّعاء‏:‏ تَرَكَه اللَّهُ حَتّاً فَتّاً لا

يَمْلأُ كَفًّا أَي مَحْتُوتاً أَو مُنْحَتّاً‏.‏ والحَتُّ، والانْحِتاتُ، والتَّحاتُّ، والتَحَتْحُتُ‏:‏ سُقوطُ الورق عن الغُصن وغيره‏.‏

والحَتُوتُ من النَّخْلِ‏:‏ التي يَتَناثَرُ بُسْرُها، وهي شجرة مِحْتاتٌ

مِنْثارٌ‏.‏

وتَحاتَّ الشيءُ أَي تَناثَرَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ذاكرُ اللَّهِ في الغافِلينَ

مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ وَرَقُه من الضَّريبِ؛ أَي تَساقَطَ‏.‏ والضَّريبُ‏:‏ الصَّقِيعُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَحاتَّتْ

عنه ذُنُوبه أَي تَساقَطَتْ‏.‏

والحَتَتُ‏:‏ داء يُصيب الشجر، تَحاتُّ أَوراقُها منه‏.‏ وانْحَتَّ شَعَرُه

عن رأْسه، وانْحَصَّ إِذا تَساقَطَ‏.‏ والحَتَّةُ‏:‏ القَشْرَةُ‏.‏

وحَتَّ اللَّهُ ماله حَتّاً‏:‏ أَذْهَبَه، فأَفْقَره، على المثل‏.‏ وأَحَتَّ

الأَرْطى‏:‏ يَبِسَ‏.‏

والحَتُّ‏:‏ العَجلَةُ في كل شيء‏.‏

وحَتَّه مائةَ سَوْطٍ‏:‏ ضَربَه وعَجَّلَ ضَرْبَه‏.‏ وحَتَّه دراهمه‏:‏ عَجَّل

له النَّقْدَ‏.‏

وفرس حَتٌّ‏:‏ جَواد سريع، كثير العَدْو؛ وقيل‏:‏ سريعُ العَرَقِ، والجمع أَحْتاتٌ، لا يُجاوَزُ به هذا البناءُ‏.‏ وبَعِير حَتٌّ وحَتْحَتٌ‏:‏ سريعُ

السَّيْرِ خفيفٌ، وكذلك الظليم؛ وقال الأَعْلم بن عبد اللَّه الهذلي‏:‏

على حَتِّ البُرايةِ، زمْخَرِيِّ السَ

واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ

وإِنما أَراد حَتّاً عند البُرايةِ أَي سَريع عندما يَبْريه من السَّفَر؛ وقيل‏:‏ أَرادَ حَتَّ البَرْيِ، فوضع الاسمَ موضع المصدر؛ وخالف قوم من البصريين تفسير هذا البيت، فقالوا‏:‏ يعني بعيراً، فقال الأَصمعي‏:‏ كيف يكون

ذلك، وهو يقول قبله‏:‏

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ، يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ‏؟‏

قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه إِنما هو ظَلِيمٌ، شَبَّه به فَرَسَه أَو

بعيرَه، أَلا تَراه قال‏:‏ هِجَفٍّ، وهذا من صفة الظليم، وقال‏:‏ ظَلَّ في شَرْيٍ

طِوالِ، والفرسُ أَو البَعِيرُ لا يأْكلانِ الشَّرْيَ، إِنما

يَهْتَبِدُه النَّعامُ، وقوله‏:‏ حَتِّ البُراية، ليس هو ما ذهب إِليه من قوله‏:‏ إِنه

سريع عندما يَبْريه من السَّفَر، إِنما هو مُنْحَتُّ الريش لما يَنْفُضُ

عنه عِفاءَه من الربيع، ووَضَع المصدر الذي هو الحَتُّ موضعَ الصفة الذي

هو المُنْحَتُّ‏؟‏ والبُراية‏:‏ النُّحاتةُ‏.‏ وزَمْخَريُّ السَّواعِدِ‏:‏

طويلُها‏.‏ والحَتُّ‏:‏ السريعُ أَي هو سريع عندما براه السَّيْرُ‏.‏ والشَّرْيُ‏:‏

شجرُ الحَنْظلِ، واحدته شَرْيَة‏.‏ وقال ابن جني‏:‏ الشَّرْيُ شجر تُتَّخذ منه

القِسيُّ؛ قال‏:‏ وقوله ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ، يُريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ

طِوالاً سَتَرْته فزاد اسْتِيحاشُه، ولو كُنَّ قِصاراً لَسَرَّح بَصَرَه، وطابَتْ نفسُه، فَخَفَّضَ عدوه‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال الأَصمعي‏:‏ شَبَّه فرسه

في عَدْوه وهَرَبِه بالظليم، واسْتَدَلَّ بقوله‏:‏

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ

قال‏:‏ وفي أَصل النسخة شَبَّه نَفْسَه في عَدْوه، قال‏:‏ والصواب شَبه فَرسَه‏.‏

والحَتْحَتَةُ‏:‏ السُّرْعة‏.‏

والحَتُّ أَيضاً‏:‏ الكريم العَتِيقُ‏.‏

وحَتَّه عن الشيء يَحُتُّه حَتّاً‏:‏ ردّه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لسَعْدٍ

يوم أُحُدٍ‏:‏ احْتُتْهم يا سَعْدُ، فِداك أَبي وأُمي؛ يعني ارْدُدْهم‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ إِن صَحَّت هذه اللفظةُ، فهي مأْخوذة من حَتَّ الشيءَ، وهو قَشْرُه شيئاً بعد شيء وحَكُّه‏.‏ والحَتُّ‏:‏ القَشْر‏.‏ والحَتُّ‏:‏ حَتُّكَ

الورقَ من الغُصْن، والمَنِيَّ من الثوب ونحوه‏.‏ وحَتُّ الجَراد‏:‏ مَيِّته‏.‏

وجاء بتَمْرٍ حَتٍّ‏:‏ لا يَلْتَزِق بعضُه ببعض‏.‏

والحُتاتُ من أَمراض الإِبل‏:‏ أَن يأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ، فيتغير لَحمُه

وطَرْقُه ولَوْنُه، ويَتَمعَّطُ شَعَرُه؛ عن الهَجَرِيِّ‏.‏

والحَتُّ‏:‏ قبيلة من كِنْدَةَ، يُنْسَبون إِلى بلد، ليس بأُمّ ولا أَب؛ وأَما قول الفرزدق‏:‏

فإِنكَ واجِدٌ دوني صُعُوداً، جَراثِيمَ الأَقارِع والحُتاتِ

فيَعْني به حُتاتَ بنَ زيْدٍ المُجاشِعيَّ؛ وأَورد هذا الليث في ترجمة

قَرَع، وقال‏:‏ الحُتاتُ بِشْرُ بن عامر بن عَلْقمة‏.‏

وحَتِّ‏:‏ زَجْرٌ للطير‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وحَتَّى حرف من حروف الجرّ كإِلى، ومعناه الغاية، كقولك‏:‏

سِرْتُ اليومَ حتى الليلِ أَي إِلى الليل، وتدخل على الأَفعال الآتية

فتنصبها بإِضمار أَن، وتكون عاطفة؛ وقال الأَزهري‏:‏ قال النحويون حتى تجيء

لوقت مُنْتَظَر، وتجيء بمعنى إِلى، وأَجمعوا أَنَّ الإِمالة فيها غير

مستقيمة، وكذلك في على؛ ولِحَتى في الأَسماء والأَفعال أَعمالٌ مختلفة، ولم يفسرها في هذا المكان؛ وقال بعضهم‏:‏ حَتَّى فَعْلى من الحَتِّ، وهو الفَراغُ

من الشيء، مثل شَتَّى من الشَّتِّ؛ قال الأَزهري‏:‏ وليس هذا القول مما

يُعَرَّجُ عليه، لأَنها لو كانت فَعْلى من الحتِّ، كانت الإِمالةُ جائزةً، ولكنها حرفُ أَداةٍ، وليست باسم، ولا فعل؛ وقالَ الجوهري‏:‏ حَتَّى فَعْلى، وهي حرف، تكون جارَّةً بمنزلة إِلى في الانتهاء والغاية، وتكون عاطفة

بمنزلة الواو، وقد تكون حرف ابتداء، يُسْتأْنف بها الكلامُ بعدها؛ كما قال

جرير يهجو الأَخْطل، ويذكر إِيقاع الجَحَّافِ بقومه‏:‏

فما زالت القَتْلى تَمُجُّ دماءَها

بدِجْلَةَ، حتى ماءُ دِجْلةَ أَشْكَلُ

لنا الفَضلُ في الدُّنيا، وأَنْفُكَ راغِمٌ، ونحنُ لكم، يومَ القيامةِ، أَفْضَلُ

والشَّكَلُ‏:‏ حُمْرة في بياض؛ فإِن أَدخلتها على الفعل المستقبل، نصبته

بإِضمار أَن، تقول‏:‏ سِرْتُ إِلى الكوفة حتى أَدخُلَها، بمعنى إِلى أن أَدخلها؛ فإِن كنتَ في حالِ دخولٍ رَفَعْتَ‏.‏ وقرئ‏:‏ وزُلْزِلُوا حتى يقولَ

الرسولُ، ويقولُ، فمَن نصب جعله غاية، ومَن رفع جعله حالاً، بمعنى حتى

الرسولُ هذه حالهُ؛ وقولهم‏:‏ حَتَّامَ، أَصلُه حتى ما، فحذفت أَلف ما

للاستفهام؛ وكذلك كل حرف من حروف الجرّ يضاف في الاستفهام إِلى ما، فإِن أَلف ما

تحذف فيه، كقوله تعالى‏:‏ فبِمَ تُبَشِّرُون‏؟‏ وفِيمَ كُنْتُم‏؟‏ ولم تُؤْذُونَني‏؟‏ وعَمَّ يَتَساءَلُون‏؟‏ وهُذَيْلٌ تقول‏:‏ عَتَّى في حتَّى‏.‏

حذرفت‏:‏ يقال‏:‏ فلان لا يملك حَذْرَفوتاً أَي شيئاً؛ وفي التهذيب أَي

قِسْطاً، كما يقال‏:‏ فلان لا يملك إِلا قُلامَةَ ظُفْر‏.‏

حرت‏:‏ الحَرْتُ‏:‏ الدَّلْكُ الشديد‏.‏

حَرَتَ الشيءَ يَحْرُته حَرْتاً‏:‏ دَلَكه دَلْكاً شديداً‏.‏ وحَرَتَ الشيءَ

يَحْرُته حَرْتاً‏:‏ قَطَعه قَطْعاً مُسْتَديراً، كالفَلْكة ونحوها‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ لا أَعرف ما قال الليث في الحَرْثِ، أَنه قَطْعُ الشيء

مستديراً، قال‏:‏ وأَظنه تصحيفاً، والصواب خَرَتَ الشيءَ يَخْرُته، بالخاء، لأَن الخُرْتة هي الثَّقْبُ المستدير‏.‏

ورُوي عن أَبي عمرو أَنه قال‏:‏ الحُرْتة؛ بالحاء، أَخْذُ لَذْعةِ

الخَرْدَل، إِذا أَخَذَ بالأَنف؛ قال‏:‏ والخُرْتةُ، بالخاء، ثَقْبُ الشَّعِيرةِ، وهي المِسَلَّة‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ حَرِتَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقه‏.‏

والمَحْروتُ‏:‏ أِصلُ الأَنْجُذانِ، وهو نباتٌ؛ قال امرؤُ القيس‏:‏

قايَظْنَنا يأْكُلْن فِينا

قِدًّا، ومَحْرُوتَ الخِمال

واحدته‏:‏ مَحْروتة؛ وقلّما يكون مفعول اسماً، إِنما بابه أَن يكون صفة، كالمَضْروب والمَشْؤُوم، أَو مصدراً كالمَعْقُول والمَيْسُور‏.‏ ابن شميل‏:‏

المَحْرُوتُ شجرةٌ بيضاء، تُجْعَلُ في المِلْح، لا تُخالِطُ شيئاً إِلاَّ

غَلَب رِيحُها عليه، وتَنْبُتُ في البادية، وهي ذكية الريح جدّاً، والواحدة مَحْرُوتة‏.‏

الجوهري‏:‏ رجل حُرَتَةٌ‏:‏ كثير الأَكل، مثال هُمَزة‏.‏

حفت‏:‏ الحَفْتُ‏:‏ الاهْلاكُ‏.‏

حَفَته اللَّهُ حَفْتاً‏:‏ أَهْلَكَه، ودَقَّ عُنُقَه؛ قال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع حَفَتَه بمعنى دَقَّ عُنُقَه لغير الليث؛ قال‏:‏ والذي سمعناه حَفَتَه

ولَفَتَهُ إِذا لَوَى عُنُقَه وكسره؛ فإِن جاء عن العرب حَفَتَه بمعنى

عَفَتَه، فهو صحيح، ويُشْبِه أَن يكون صحيحاً لِتَعاقُبِ الحاء والعين في حروف كثيرة‏.‏ ونقل عن الأَصمعي‏:‏ إِذا كان مع قِصَرِ الرِّجْل سِمَنٌ، قيل‏:‏

رَجلٌ حَفَيْتَأٌ، مهموز مقصور، ومثله حَفَيسَأٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

لا تَجْعَلِيني وعُقَيلاً عِدْلَيْن، حَفَيسَأَ الشَّخْصِ، قَّصِيرَ الرِّجْلَين

الجوهري‏:‏ الحَفْتُ الدَّقّ، والحَفِتُ‏:‏ لغة في الفَحِثِ‏.‏ ورجل

حَفَيْتَأٌ، مهموز غير ممدود، وحَفَيْتَى‏:‏ قصير لئيم الخِلْقة، وقيل‏:‏

ضَخْم‏.‏

حلت‏:‏ الحَلِيتُ‏:‏ الجَلِيدُ والصَّقِيعُ، بلغة طيِّئٍ‏.‏ والحِلْتِيتُ‏:‏

عِقِّير معروف‏.‏ قال ابن سيده، وقال أَبو حنيفة‏:‏ الحِلْتِيتُ عربي، أَو

مُعَرَّب، قال‏:‏ ولم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ ببلاد العرَب، ولكن يَنْبُتُ

بين بُسْتَ وبين بلادِ القَيْقانِ؛ قال‏:‏ وهو نبات يَسْلَنْطِحُ، ثم يخرج من وسطه قَصَبةٌ، تَسْمُو في رأْسها كُعْبُرةٌ؛ قال‏:‏ والحِلْتِيتُ أَيضاً

صمغ يخرج في أُصول ورق تلك القَصَبة؛ قال‏:‏ وأَهلُ تلك البلاد يَطْبُخُون

بَقْلَة الحِلْتِيتِ، ويأْكلونها، وليست مما يبقى على الشتاء‏.‏ الجوهري‏:‏

الحِلْتِيتُ صمغ الأَنْجُذانِ؛ قال‏:‏ ولا تقل‏:‏ حِلْثِيتٌ، بالثاء؛ وربما

قالوا‏:‏ حِلِّيتٌ، بتشديد اللام‏.‏ الأَزهري‏:‏ الحِلْتِيتُ الأَنْجَرُذُ؛ وأَنشد‏:‏عليكَ بقُنْأَةٍ، وبِسَنْدَرُوسٍ، وحِلْتِيتٍ، وشيْءٍ من كَنَعْدِ

قال الأَزهري‏:‏ أَظن أَنَّ هذا البيت مصنوع، ولا يحتج به؛ قال‏:‏ والذي

حفظته عن البَحْرانيين‏:‏ الخِلْتِيتُ، بالخاء، الأَنْجَرُذُ، قال‏:‏ ولا أُراه

عربيّاً محضاً‏.‏ ورُوِيَ عن ابن الأَعرابي، قال‏:‏ يومٌ ذو حِلِّيتٍ إِذا

كان شديدَ البَرْد، والأَزِيزُ مِثْلُه‏.‏

قال‏:‏ والحَلْتُ لُزُومُ ظَهْر الخيل‏.‏

وحَلَتُّ رأْسي‏:‏ حَلَقْتُه‏.‏ وحَلَتُّ دَيْني‏:‏ قَضَيتُه‏.‏ وحَلَتُّ

الصوفَ‏:‏ مَرَقْتُه‏.‏ الأَزهري عن اللحياني‏:‏ حَلأْتُ الصُّوفَ عن الشاة حَلأً، وَحَلَتُّه حَلْتاً، وهي الحُلاتةُ، والحُلاءَةُ‏:‏ النُّتافةُ‏.‏ وحَلَتُّ

فلاناً‏:‏ أَعطيته‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ حَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ‏:‏ جَلَدْتُه؛ وحَلَتُّه‏:‏ ضَرَبْتُه، وقيل‏:‏ حَلأْتُه‏.‏ وحِلِّيتُ‏:‏ موضع، وكذلك

الحَلِّيتُ‏.‏

حمت‏:‏ يومٌ حَمْتٌ، بالتسكين‏:‏ شديد الحرّ، وليلة حَمْتَةٌ، ويومٌ مَحْتٌ، وليلة مَحْتَةٌ‏.‏

وقد حَمُتَ يومُنا، بالضم، إِذا اشتدّ حرّه‏.‏ وقد حَمُتَ ومَحُتَ‏:‏ كلُّ

هذا في شدة الحرّ؛ وأَنشد شمر‏:‏

من سافِعاتٍ، وهَجيرٍ حَمْتِ

أَبو عمرو‏:‏ الماحِتُ اليومُ الحارُّ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الحامِتُ التمرُ الشديد

الحلاوة‏.‏ والحَمِيتُ من كل شيء‏:‏ المَتِينُ، حتى إِنهم ليقولون تَمْر

حَمِيتٌ، وعَسل حَمِيتٌ، وما أَكلتُ تمراً أَحْمَتَ حلاوةً من اليَعْضُوضِ

أَي أَمْتن‏.‏ ابن شميل‏:‏ حَمَتَكَ اللهُ عليه أَي صَبَّكَ الله عليه

بحَمْتِكَ‏.‏ وغَضَبٌ حَمِيت‏:‏ شديد؛ قال رؤبة‏:‏

حتى يَبُوخَ الغضَبُ الحَمِيتُ

يعني الشديد أَي يَنْكَسِرَ ويَسْكُنَ‏.‏ والحَمِيتُ‏:‏ وعاء السَّمْن، كالعُكَّةِ، وقيل‏:‏ وِعاءُ السَّمْنِ الذي مُتِّنَ بالرُّبِّ، وهو من ذلك؛ وقيل‏:‏ الحَمِيتُ أَصغر منَ النَّحْيِ؛ وقيل‏:‏ هو الزِّقّ الصغير، والجمع من كل ذلك حُمُتٌ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَنه قال لرجل أَتاه سائلاً

فقال‏:‏ هَلَكْتُ فقال له‏:‏ أَهَلَكْتَ، وأَنتَ تَنِثُّ نَثِيثَ

الحَمِيتِ‏؟‏ قال الأَحمر‏:‏ الحَمِيتُ الزِّقُّ المُشْعَرُ الذي يجعل فيه السمن والعسل والزيت‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَمِيتُ الزِّقُّ الذي لا شَعْرَ عليه، وهو للسَّمْن‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ فإِذا جُعِلَ في نِحْيِ السَّمْن الرُّبُّ، فهو الحَميتُ، وإِنما سمي حَمِيتاً، لأَِنه مُتِّنَ بالرُّبِّ‏.‏ وفي حديث أَبي بكر، رضي اللَّه عنه‏:‏ فإِذا حَمِيتٌ من سمن؛ قال‏:‏ هو النِّحْيُ والزِّقُّ‏.‏

وفي حديث وَحْشِيٍّ‏:‏ كأَنه حَمِيتٌ أَي زِقٌّ‏.‏ وفي حديث هندٍ لمَّا أَخبرها

أَبو سفيان بدخول النبي صلى الله عليه وسلم مكةَ، قالت‏:‏ اقتلوا

الحَمِيتَ الأَسْوَدَ؛ تعنيه استعظاماً لقوله، حديث واجهها بذلك‏.‏

وحَمِتَ الجَوْزُ ونحوه‏:‏ فَسَدَ وتَغَيَّر‏.‏

والتَّحْمُوتُ‏:‏ كالحَمِيتِ؛ عن السيرافي‏.‏

وتَمْرٌ حَمْتٌ، وحَمِيتٌ، وتَحْمُوتٌ‏:‏ شديدُ الحَلاوة‏.‏

وهذه التمرة أَحْمَتُ حَلاوةً من هذه أَي أَصْدَقُ حلاوَةً، وأَشدُّ، وأَمْتَنُ‏.‏