فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

خصا‏:‏ الخُصْيُ والخِصْيُ والخُصْيةُ والخِصْية من أََضاه التناسل‏:‏ واحدة

الخُصى، والتثنية خِصْيتانِ وخُصْيانِ وخِصْيانِ‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏ يقال خُصْية ولم أَسمعها بكسر الخاء، وسمعت في التثنية خُصْيانِ، ولم يقولوا

للواحد خُصْيٌ، والجمع خُصىً؛ قال ابن بري قد جاء خصْيٌ للواحد في قول

الراجز‏:‏

شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغة المُلازِمهْ، صغيرةٌ كخُصْيِ تَيْسٍ وارِمهْ

وقال آخر‏:‏

يا بِيَبا أَنتَ، ويا فوقَ البِيَبْ، يا بِيَبا خُصْياكَ من خُصىً وزُب

فثنَّاه وأَفرده‏.‏ وخَصى الفحلَ خِصاءً، ممدود‏:‏ سَلَّ خُصْيَيْه، يكون في الناس والدواب والغنم‏.‏ يقال‏:‏ برئت إِليك من الخِصاء؛ قال بِشْر يهجو

رجلاً‏:‏

جَزِيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً، حَدِيثُ الخِصاءِ، وارمُ العَفْلِ مُعْبَر

وقال أَبو عمرو‏:‏ الخُصْيَتانِ البَيْضَتان، والخُصْيان الجِلْدتان

اللَّتان فيهما البَىْضتان؛ وينشد‏:‏

تقولُ‏:‏ يا رَبَّاهُ، يا ربّ هَلِ، إِن كنتَ من هذا مُنَجِّي أَجَلي، إِمَّا بتَطْلِيقٍ وإِمَّا بِارْحَلي

كأَنَّ خُصْيَيْهِ، ومن التَّدَلْدُلِ، ظَرْفُ عجوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ

أَراد حنْظَلَتان؛ قال ابن بري ومثله للبعيث‏:‏

أَشارَكْتَني في ثَعْلبٍ قد أَكَلْته، فلم يَبْقَ إِلا جِلْدُه وأَكارِعُهْ‏؟‏

فَدُونَكَ خُصْيَيْهِ وما ضَمَّتِ اسْتُه، فإِنَّكَ قَمْقامٌ خَبِيثٌ مَراتِعُهْ

وقال آخر‏:‏

كأَنَّ خُصُيَيْهِ، إِذا تَدَلْدَلا، أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلانِ مِرْجَلا

وقال آخر‏:‏

كأَنَّ خُصْيَيْه،، إِذا ما جُبَّا

دَجاجَتانِ تَلْقُطانِ حَبَّا

وقال آخر‏:‏

قَدْ حَلَفَتْ بالله لا أُحِبُّه، أَن طالَ خُصْياه وقَصْر زُبه وقال آخر‏:‏

مُتَوَرِّكُ الخُصْيَيْنِ رِخْوُ المَشْرَحِ

وقال الحرث بن ظالم يهجو النعمان‏:‏

أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجمَةً، أَتُؤْكَلُ جاراتي، وجارُك سالِمُ‏؟‏

والخُصْيَة البَيْضة؛ قالت امرأَة من العرب‏:‏

لَسْتُ أُبالي أَن أَكون مُحْمِقَهْ، إِذا رأَيْتُ خُصْيَةً مُعَلَّقَهْ

وإِذا ثنَّيت قلت خُصْيان لم تُلْحِقْه التاء، وكذلك الأَلْيَةُ إِذا

ثنَّيت قلتَ أَلْيانِ لم تُلْحِقْه التاءَ، وهما نادران‏.‏ قال الفراء‏:‏ كل

مقرونين لا يفترقان فلك أَن تحذف منهما هاء التأْنيث؛ ومنه قوله‏:‏

تَرْتَجّ أَلياهُ ارْتِجاجَ الوَطْب

قال ابن بري‏:‏ قد جاء خُصْيتان وأَلْيتان بالتاء فيهما؛ قال يزيد بن الصَّعِق‏:‏

وإِنَّ الفَحْل تُنْزَعُ خُصْيَتاهُ، فيُضْحي جافِراً قَرِحَ العِجانِ

قال النابغة الجعدي‏:‏

كذي داءٍ بإِحْدى خُصْيَتَيْه، وأُخْرى ما تَوَجَّعُ مِنْ سَقامِ

وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

قدْ نامَ عَنْها جابرٌ ودَفْطَسا، يَشْكُو عُروقَ خُصْيَتَيْهِ والنَّسا

كأَنَّ ريحَ فَسْوِهِ، إِذا فَسا، يَخْرُجُ من فِيهِ، إِذا تَنَفَّسَا

وقال أَبو المُهَوِّسِ الأَسدي

قد كُنْتُ أَحْسِبُكُم أُسودَ خَفِيَّةٍ، فإِذا لَصافِ تَبِيضُ فيها الحُمَّرُ

عَضَّتْ أُسَيِّدُ جَدْلَ أَيْرِ أَبِيهِمُ، يومَ النِّسارِ، وخُصْيَتَيْهِ العَنْبَرُ

وقال عنترة في تثنية الأَلْية‏:‏

مَتى ما تَلْقَني، فَرْدَيْنِ، تَرجُفْ

روانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتطارا

التهذيب‏:‏ والخُصْية تؤنث إِذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوا ذكَّروا، ومن العرب من يقول الخُصْيتان‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ يقال إِنه لعظيم الخُصْيَتين

والخُصْيين، فإِذا أَفردوا قالوا خُصْية‏.‏ ابن سيده‏:‏ رجل خَصِيٌّ مخْصِيٌّ‏.‏

والعرب تقول‏:‏ خَصِيٌّ بَصِيٌّ إِتباعٌ؛ عن اللحياني، والجمع خِصْيَةٌ

وخِصْيانٌ؛ قال سيبويه‏:‏ شبهوه بالاسم نحو ظَلِيم وظِلْمان، يعني أَن فِعْلاناً

إِنما يكون بالغالب جمعَ فَعِيلٍ اسْماً، وموضع القطع مَخْصىً‏.‏ قال الليث‏:‏ الخِصاءُ أَن تُخْصَى الشاةُ والدابةُ خِصاءً، ممدود، لأَنه عيب

والعُيوب تَجِيء على فِعال مثل العِثارِ والنِّفارِ والعِضاضِ وما أَشبهها‏.‏ وفي بعض الأَخْبار‏:‏ الصَّوْمُ خِصاءٌ، وبعضهم يرويه‏:‏ وِجاءٌ، والمعنيان

متقاربان‏.‏ وروي عن عُتْبَةَ بن عَْبدٍ السُّلَمِيِّ قال‏:‏ كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه أَعرابيّ فقال‏:‏ يا رسول الله، نَسْمَعُك

تَذْكُرُ في الجنة شَجَرةً أَكْثَرُ شَوْكاً منها الطَّلْحُ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِن الله يَجْعلُ مكانَ كلِّ شوكةِ مِثْلَ

خُصْوَةِ التَّيْسِ المَلْبُودِ فيها سَبْعون لَوْناً من الطَّعام لا

يُشْبِهُ الآخرَ

؛ قال شمر‏:‏ لم نسمع في واحدة الخُصَى إِلا خُصْية بالياء لأَن أَصله من الياء، والطَّلْح

المَوْز‏.‏ والخَصِي، مخفف‏:‏ الذي يشتكي خُصاه‏.‏ والخَصِيّ من الشِّعْرِ‏:‏ ما لم يُتَغَزَّلْ فيه‏.‏ والعرب تقول‏:‏ كان جواداً فَخُصِيَ أَي غَنِيّاً فافْتَقَر، وكلاهما على المَثَل؛ قال ابن بري في ترجمة حَلَق في قول الشاعر‏:‏

خَصَيْتُك يا ابْنَ حَمْزَة بالقَوافِي، كما يُخْصَى، من الحَلَقِ، الحِمارُ

قال الشيخ‏:‏ الشعراء يجعلون الهِجاء والغَلَبة خِصاءً كأَنه خرج من الفُحول؛ ومنه قول جرير‏:‏

خُصِيَ الفَرَزْدق، والخِصاءُ مَذَلَّةٌ، يَرْجُو مُخاطَرَة القُرُومِ البُزَّلُِ

خضا‏:‏ الخَضا‏:‏ تَفَتُّت الشيءِ الرَّطْب؛ قال ابن دريد‏:‏ وليس بِثَبتٍ، وذكره ابن سيده أَيضاً في المعتل بالياء وقال‏:‏ قضينا على همزتها ياءً لأن اللام ياءً أَكثرُ منها واواً، والله أَعلم‏.‏

خطا‏:‏ خَطَا خَطْواٍ واخْتَطَى واخْتاطَ، مقلوبٌ‏:‏ مَشَى‏.‏ والخُطْوة، بالضم‏:‏ ما بين القدمين، والجمع خُطىً وخُطْوات وخُطُوات، قال سيبويه‏:‏

وخُطَوات لم يقلبوا الواو لأَنهم لم يجمعوا فُعْلاً ولا فُعْلةً على فُعُلٍ، وإِنما يدخل التثقيل في فُعُلات، أَلا ترى أَن الواحدة خُطْوَةٌ‏؟‏ فهذا

بمنزلة فُعْلة وليس لها مذكر، وقيل‏:‏ الخَطْوة والخُطْوة لغتان، والخَطْوة

الفِعْل، والخَطْوة بالفتح، المَرَّة الواحدة، والجمع خَطَوات، بالتحريك، وخِطاءٌ مثل رَكْوة ورِكاءٍ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ، فَوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مطَرْ

قال ابن بري‏:‏ أَي تَخْطُو مرةً فتَكفُّ

عن العَدْوِ وتَعْدُو مرةً عَدْواً يُشْبه المَطَر، وروى أَبو عبيدة‏:‏

فَوادٍ خَطِيطٌ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ الأَرض الخَطِيطَة التي لم تُمْطَرْ بَيْن

أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن، وروى غيره‏:‏ كصَوْبِ الخَرِيف؛ يعني أَن الخريف

يقع بموضع ويُخْطِئُ آخر‏.‏ وفي حديث الجمعة‏:‏ رأَى رجلاً يَتَخَطَّى رِقاب

الناس أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وكَثْرة الخُطَى إِلى

المَسْجِد‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ولا تَتَّبِعوا خُطُوات الشيطانِ؛ قيل‏:‏ هي طُرُقه

أَي لا تَسْلُكوا الطريق التي يدعوكم إِليها؛ ابن السكيت‏:‏ قال أبو العباس في قوله تعالى لا تَتَّبِعوا خُطُوات الشَّيْطان أَي في الشر، يُثَقَّل، قال‏:‏ واختاروا التثقيل لما فيه من الإِشباع وخفف بعضهم، قال‏:‏ وإِنما

تَرَك التثقيلَ من تَرَكه استثقالاً للضمة مع الواو يذهبون إِلى أَن الواو

أَجْزتْهم من الضمة، وقال الفراء‏:‏ العرب تجمع فُعْلة من الأَسماء على

فُعُلات مثل حُجْرة وحُجُرات، فرقاً بين الاسم والنَّعْتُ، يُخَفَّف مثل

حُلْوة وحُلْوات فلذلك صار التثقيل الاختيارَ، وربما خفف الاسم، وربما فُتِح

ثانية فقيل حُجَرات؛ وقال الزجاج‏:‏ خُطْوات الشيطان طُرُقه وآثارُه؛ وقال الفراء‏:‏ معناه لا تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه معصية إِنه لكم عدوّ

مبين، وقال الليث‏:‏ معناه لا تَقْتَدُوا به، قال‏:‏ وقرأَ بعضهم خُطُؤات

الشيطان من الخَطيئةِ المَأْثم؛ قال الأَزهري‏:‏ ما علمت أَحداً من قُرَّاءِ

الأَمْصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له‏.‏

أَبو زيد‏:‏ يقال ناقتك هذه من المُتَخطِّيات الجِيَفِ أَي هي ناقة

قَوِيّة جَلْدَة تَمْضي وتُخَلِّف التَّي قد سَقَطَت‏.‏

وتَخَطَّى الناسَ واخْتَطاهم‏:‏ رَكِبَهم وجاوزَهم‏.‏ وخَطَوْت واخْتَطَيت

بمعنىً‏.‏ وأَخْطَيْت غيري إِذا حَمَلْته على أَن يَخْطُو، وتَخَطَّيْته

إِذا تجاوزْته‏.‏ يقال‏:‏ تَخَطَّيت رقابَ الناسِ وتَخَطَّيْت إِلى كذا، ولا

يقال تَخَطَّأْت بالهمز‏.‏ وفلان لا يَتَخَطَّى الطُّنُبَ أَي يَبْعُد عن

البيت للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً‏.‏ وفي الدعاء إِذا دُعِيَ

للإِنسان‏:‏

خُطِّيَ عَنْك السُّوءُ أَي دُفِعَ‏.‏ يقال‏:‏ خُطِّيَ عنك أَي أُميطَ‏.‏

قال‏:‏ والخَطَوْطَى النَّزِقُ‏.‏

خظا‏:‏ الخاظي‏:‏ الكثيرُ اللَّحمِ‏.‏ خَظا لحمه يَخْظُو خُظُوّاً وخَظِيَ

خَظاً‏:‏ اكْتَنَز، وقيل‏:‏ لا يقال خَظِيَ؛ قال عامر بن الطفيل السعدي‏:‏

وأَهْلَكَني لكم، في كلِّ يَومٍ، تَعَوُّجُكُم عليَّ وأَسْتَقيمُ

رقابٌ كالمَواجِن خاظياتٌ، وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُ

والخاظِي‏:‏ المُكْتَنِزُ‏.‏ ولحمُه خَظا بَظا‏:‏ إِتباع، وأَصله فَعَلٌ؛ قال الأَغلب العجلي‏:‏

خاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا

لأَن أَصلها الواو‏.‏ وخَظا بَظا‏:‏ مُكْتَنِزٌ‏.‏ الفراء‏:‏ خَظا بَظا وكَظا، بغير همز، يعني اكْتَنَز، ومثله يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏

يقال فرس خَظٍ بَظٍ، ثم يقال خَظاً بَظاً‏.‏ ويقال‏:‏ خَظِيَة بَظِيَة، ثم يقال خَظاةٌ بَـظاة قُلِبَت الياء أَلفاً ساكنة على لغة طيِّء‏.‏ وفي حديث

سَجاح امرأَةِ مُسَيْلمة‏:‏ خاظِي البَضِيع، هو من ذلك، والبَضِيعُ اللحمُ؛ وأَنشد ابن بري لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِيط‏:‏

يَعْدُو به خاظِي البَضِيـ *** ـعِ، كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ

قال‏:‏ ولم يذكر القزاز إِلاَّ خَظِيَ‏.‏ قال‏:‏ وقال ابن فارس خَظِيَ وخَظَى، بالفتح أَكثر، وأَما قولهم حَظِيَت المرأَة وبَظِيَتْ من الحُظْوَة فهو بالحاء، قال‏:‏ ولم أَسمع فيه الخاء‏.‏ والخَظاةُ‏:‏ المُكْتَنِزَةُ من كل شيء؛ وأَما قول امرئ القيس‏:‏

لَها مَتْنَتانِ خَظاتاكما، أَكَبَّ على ساعِدَيْه النَّمِرْ

فإِن الكسائي قال‏:‏ أَراد خَظَتا فلما حرَّك التاء ردَّ الأَلف التي هي بدل من لام الفعل، لأَنها إِنما كانت حذفت لسكونها وسكون التاء، فلما

حرَّك التاء رَدَّها فقال خَظاتا، قال‏:‏ ويلزمه على هذا أَن يقول في قَضَتا

وغَزَتا قَضاتا وغَزاتا، إِلا أَن له أَن يقول إِن الشاعر لما اضطرَّ أَجرى

الحركة العارضة مُجرى الحركة اللازمة في نحو قولا وبيعا وخافا؛ وذهب

الفراء إِلى أَنه أَراد خَظاتان فحذف النون استخفافاً كما قال أَبو دواد

الإِيادي‏:‏

ومَتْنان خَظاتانِ، كزُحْلُوفٍ من الهَضْبِ

الزُّحْلُوفُ‏:‏ المكان الزَّلِقُ في الرمل والصفا، وهي آثار تَزَلُّجِ

الصبيان، يقال لها الزَّحالِيفُ، شَبَّهَ مسَّها في سِمَنِها بالصَّفاة

المَلْساء، أَراد خَظِيتانِ؛ وأَنشد‏:‏

أَمْسَيْنا أَمْسَيْنا

ولم تَنامِ العَيْنا‏.‏

فلما حرَّك الميمَ لاستقبالها اللامَ ردَّ الأَلف؛ وأَنشد‏:‏

مَهْلاً فداء لَكَ يا فَضالَهْ، أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

أَي ولا تُهَلْه؛ وقال آخر‏:‏

حتى تَحاجَزْنَ عن الذُّوَّادِ، تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكادِ

أَراد‏:‏ ولم تكَد، فلما حرَّكت القافيةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛ قال ابن سيده وكما قال الآخر‏:‏

يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيمْى والفَمَا

قال‏:‏ أَراد الفَمانِ يعني الفَمَ والأَنفَ فثناهما بلفظ الفم للمجاورة‏.‏

وقال بعض النحويين‏:‏ مذهب الكسائي في خَظاتا أَقيس عندي من قول الفراء

لأَن حذف نون التثنية شيء غير معروف، والجمع خَظَوات؛ وقال ابن الأَنباري‏:‏

العرب تصل الفتحة بأَلف ساكنة، فقوله‏:‏

لها مَتْنَتان خَظَاتا

أَراد خَظَتا من خَظَا يَخْظُو؛ وأَنشد‏:‏

قلتُ وقد خَرَّتْ على الكَلْكالِ

أَراد على الكَلْكلِ، قال‏:‏ وأَصل الكسر بالياء والضم بالواو واحتج لذلك

كله‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال النحويون أَراد خَظَتا فمدَّ الفتحة بأَلف كقوله‏.‏

يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوب

أَراد يَنْبَع‏.‏ وقال‏:‏ فما اسْتَكانوا لربهم؛ أَي فما اسْتَكَنوا‏.‏ وقال بعض النحويين‏:‏ كفَّ نونَ خَظاتان كما قالوا اللَّذا يريدون اللذان؛ وقال الأَخطل‏:‏

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا

قَتَلا المُلوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

ورجل خَظَوانٌ‏:‏ كثير اللحم‏.‏ وقَدَحٌ خاظٍ‏:‏ حادِرٌ غليظٌ؛ حكاه أبو حنيفة‏:‏ وقال الشاعر‏:‏

بأَيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ، وكلُّ مُجَرَّبٍ خاظي الكُعوبِ

الخاظي‏:‏ الغليظُ الصُّلبُ؛ وقال الهذلي يصف العَيْر‏:‏

خاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، يَسْـ *** ـبِقُ غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ

والخَظَوانُ، بالتحريك‏:‏ الذي رَكِبَ لحُمه بعضُه بعضاً‏.‏ ورجلٌ

أَبَيَانٌ‏:‏ من الإِباء، وقَطَوانٌ‏:‏ يَقْطُو في مِشْيَتِه‏.‏ ويومٌ صَخَدَانٌ‏:‏ شديد

الحَرِّ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال رجل خِنْظيانٌ إِذا كان فاحِشاً‏.‏ وخَنْظَى به إِذا نَدَّدَ به وأَسْمَعه المكروه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخِنْظِيانُ الكثير

الشرّ وهو يُخَنْظِي ويُعَنْظي، ذكر هذه اللفظة الأَزهري في الرباعي‏.‏

خفا‏:‏ خفا البَرْقُ خَفْواً وخُفُوّاً‏:‏ لَمعَ‏.‏ وخَفَا الشيءُ خَفْواً‏:‏

ظَهَر‏.‏ وخَفَى الشيءَ خَفْياً وخُفِيّاً‏:‏ أَظهره واستخرجه‏.‏ يقال‏:‏ خَفَى

المطرُ الفِئَارَ إِذا أَخرَجهُنَّ من أَنْفاقِهِنّ أَي من جِحَرَتِهِنَّ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً‏:‏

خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنَّما

خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ

قال ابن بري‏:‏ والذي وقع في شعر امرئ القيس من عَشِيّ مُجَلِّبِ؛ وقال امرؤ القيس بن عابس الكِنْدي أَنشده اللحياني‏:‏

فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لا نَخْفِه، وإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُد

قوله لا نَخْفِه أَي لا نُظْهِرْه‏.‏ وقرئ قوله تعالى‏:‏ إِنَّ الساعةَ

آتِيةٌ أَكادُ أَخْفِيها، أَي أُظْهِرُها؛ حكاه اللحياني عن الكسائي عن محمد

بن سهل عن سعيد ابن جبير‏.‏ وخَفَيْتُ الشيءَ أَخْفِيه‏:‏ كتَمْتُه‏.‏

وخَفَيْتُه أَيضاً‏:‏ أَظْهَرْتُه، وهو من الأَضداد‏.‏ وأَخْفَيْتُ الشيءَ‏:‏

سَتَرْتُه وكتَمْتُه‏.‏ وشيءٌ خَفِيٌّ‏:‏ خافٍ، ويجمع على خَفايا‏.‏ وخَفِيَ عليه

الأَمرُ

يَخْفَى خَفاءً، ممدود‏.‏ الليث‏:‏ أَخفَيْتُ الصوتَ وأَنا أُخْفِيه إخفاءً

وفعله اللازمُ اخْتَفى‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الأَكثر اسْتَخْفَى لا اخْتَفى، واخْتَفى لغةٌ ليست بالعالية، وقال في موضع آخر‏:‏ أَمّا اخْتَفى بمعنى

خَفِيَ فلغةٌ وليست بالعالية ولا بالمُنْكَرة‏.‏ والخَفِيَّةُ‏:‏ الرَّكِيَّة التي

حُفِرت ثم تُرِكتْ حتى انْدَفَنَتْ ثم انْتُثِلْت واحتُفِرَتْ

ونُقِّبَتْ، سميت بذلك لأَنها استُخرجت وأُظْهِرَتْ‏.‏ واخْتَفى الشيءَ‏:‏ كخَفاه، افْتَعَل منه؛ قال‏:‏

فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ، ثم اخْتَفَوْهُ، وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالا

واخْتَفَيْت الشيءَ‏:‏ استَخْرَجته‏.‏ والمُخْتَفي‏:‏ النَّبَّاشُ لاسْتِخراجه

أَكفانَ الموتى، مَدَنِيَّةٌ‏.‏ قال ثعلب‏:‏ وفي الحديث ليس على المُخْتَفي قَطْعٌ‏.‏ وفي حديث عليّ بن رَباح‏:‏ السُّنَّة أن تُقْطَع اليدُ المُسْتَخْفِية ولا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْلِىة؛ يريد

بالمُسْتَخْفِية يَدَ السارق والنَّبَّاشِ، وبالمُسْتَعْلِية يَدَ

الغاصب والناهب ومَن في معناهما‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لَعَنَ المُخْتَفي والمُخْتَفِيَة؛ المُخْتَفِي‏:‏ النَّبَّاشُ، وهو من الاختفاء والاستتار لأَنه

يَسْرُق في خُفْية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن اخْتَفى مَيِّتاً فكأَنَّما قتَلَه‏.‏

وخَفِيَ الشيءُ خَفاءً، فهو خافٍ وخَفِيٌّ‏:‏ لم يَظْهَرْ‏.‏ وخَفاه هو وأَخْفاهُ‏:‏ سَتَرَه وكتَمَه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إِنْ تبْدُوا ما في أَنفسكم أَو

تُخْفُوه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إِن الساعة آتيةٌ أَكادُ أُخْفِيها؛ أَي أَسْتُرها

وأُوارِيها؛ قال اللحياني‏:‏ وهي قراءة العامة‏.‏ وفي حَرْف أُبَيٍّ‏:‏ أَكادُ

أُخْفِيها من نفسي؛ وقال ابن جني‏:‏ أُخْفيها يكون أُزيلُ خَفاءها أَي

غِطاءَها، كما تقول أَشكيته إِذا زُلْتَ له عَمَّا يَشْكوه؛ قال الأَخفش‏:‏

وقرئت أَكاد أَخْفِيها أَي أُظْهرها لأَنك تقول خَفَيْتُ السرَّ أَي

أَظْهرته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا

بَقْلاً أَي تُظهروه، ويروى بالجيم والحاء؛ وقال الفراء‏:‏ أَكاد أُخفيها، في التفسير، من نفسي فكيف أُطْلِعُكُم عليها‏.‏ والخَفاءُ، ممدود‏:‏ ما خَفي عليك‏.‏ والخَفا، مقصور‏:‏ هو الشيء الخافي؛ قال الشاعر‏:‏

وعالِمِ السّر وعالِمِ الخَفا، لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرّجا

وقال أُمية‏:‏

تُسَبِّحهُ الطَّيْرُ الكَوامِنُ في الخَفا، وإِذْ هي في جوّ السماءِ تَصَعَّدُ

قال ابن بري‏:‏ قال أَبو علي القالي خَفَيْت أَظْهَرْتُ لا غير، وأَما

أَخْفَيْت فيكون للأَمرين وغَلَّطَ الأَصمعي وأَبا عبيد القاسمَ بنَ سلام‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يَخْفِي صَوتَه بآمين؛ رواه بعضهم بفتح الياء من خَفَى يَخْفِي إِذا أَظْهَر كقوله تعالى‏:‏ إِن الساعة آتية أَكاد

أَخْفِيها، على إِحدى القراءتين‏.‏ والخَفاء والخافي والخافية‏:‏ الشيءُ الخَفِيُّ‏.‏

قال الليث‏:‏ الخُفْية من قولك أَخْفَيْت الشيءَ أَي سَتَرْته، ولقيته

خَفِيّاً أَي سِرّاً‏.‏ والخافية‏:‏ نقيض العلانية‏.‏ وفَعَلَه خَفِيّاً وخِفْية، بكسر الخاء، وخِفْوة على المُعاقَبة‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ادْعُوا ربكم تَضَرُّعاً

وخُفْيَة؛ أَي خاضعين مُتَعَبِّدِين، وقيل أَي اعْتَقِدوا عبادَته في أَنفسكم لأَن الدعاء معناه العبادة؛ هذا قول الزجاج؛ وقال ثعلب‏:‏ هو أن تذكره في نفسك؛ وقال اللحياني‏:‏ خُفْية في خَفْضٍ وسكون، وتضَرُّعاً

تَمَسْكُناً‏.‏ وحكي أَيضاً‏:‏ خَفِيتُ له خِفْية وخُفْية أَي اخْتَفَيْت؛ وأَنشد

ثعلب‏:‏ حَفِظْتُ إِزاري، مُذْ نَشَأْتُ، ولم أَضَعْ

إِزاري إِلى مُسْتَخْدَماتِ الوَلائِدِ

وأَبْناؤُهُنَّ المُسْلمون، إِذا بَدا

لك المَوْتُ وارْبَدَّتْ وجوهُ الأَساوِدِ

وهُنَّ الأُلى يَأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً

وهَمْساً، ويُوطِئْنَ، السُّرى، كُلَّ خابِطِ

أَي حفِظْت فَرْجي وهو موضع الإِزار أَي لم أَجعل نفسي إِلى الإِماء، وقوله‏:‏ يأْكُلْن زادَك خِفْوَة، يقول‏:‏ يَسْرِقْنَ زادك فإِذا رأَينَك تَموت

تركْنَك، وقوله‏:‏ ويُوطِئْن السُّرى كلَّ خابِطِ، يريد كل من يأْتِيهن

بالليل يُمَكِّنَّهُ من أَنفُسِهن‏.‏ واسْتَخْفَى منه‏:‏ اسْتَتَر وتوارى‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ يَسْتَخْفُون من الناس ولا يَسْتَخْفُون من الله؛ وكذلك

اخْتَفى، ولا تَقُل اخْتَفَيْت‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ الفراء حكى أَنه قد جاء

اخْتَفَيْت بمعنى اسْتَخَفْيت؛ وأَنشد‏:‏

أَصْبَحَ الثعلبُ يَسْمُو لِلعُلا، واخْتَفَى مع شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ

فهو على هذا مُطاوِِع أَخْفَيْته فاخْتَفى كما تقول أَحْرَقْته

فاحْتَرَق، وقال الأَخفش في قوله تعالى‏:‏ ومن هو مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ

بالنّهار، قال‏:‏ المُسْتَخْفي الظاهر، والسَّارِبُ المُتَواري؛ وقال الفراء‏:‏

مُسْتَخْفٍ بالليل أَي مُسْتَتر وسارِبٌ بالنهار ظاهر كأَنه قال الظاهر

والخَفِيُّ عنده جل وعز واحد‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ قول الأَخفش المُسْتَخْفي الظاهر خطأ والمُسْتَخْفي بمعنى المُسْتتر كما قال الفراء، وأَما الاخْتِفاء

فله معنيان‏:‏ أَحدهما بمعنى خَفِيَ، والآخر بمعنى الاسْتِخْراج؛ ومنه قيل

للنَّبَّاش المُخْتَفي، وجاءَ خَفَيْت بمعنيين وكذلك أَخْفَيْت، وكلام

العرب العالي أَن تقول خَفَيْت الشيءَ أَخْفِيه أَي أَظهرته‏.‏ واسْتَخْفَيت

من فلان أَي تَوارَيْت واسْتَترت ولا يكون بمعنى الظهور‏.‏ واخْتَفى دمَهُ‏:‏

قَتَلَه من غير أَن يُعْلَم به، وهو من ذلك؛ ومنه قول الغَنَوِيّ لأَبي

العالية‏:‏ إِن بَني عامِرٍ أَرادوا أَن يَخْتَفُوا دَمي‏.‏ والنون

الخَفِيَّة‏:‏ الساكنة ويقال لها الخَفِيفة أَيضاً‏.‏

والخِفاء‏:‏ رِداءٌ تَلْبَسُه العَرُوس على ثَوْبها فَتُخْفِيه به‏.‏ وكلُّ

ما سَتَر شيئاً فهو له خِفاءٌ‏.‏ وأَخْفِيَة النَّوْرِ‏:‏ أَكِمَّتُه‏.‏

وأَخْفِية الكَرَى‏:‏ الأَعينُ؛ قال‏:‏

لَقَدْ عَلِمَ الأَيْقاظُ أَخْفِيةَ الكَرَى

تَزَجُّجَها من حالِكٍ، واكْتِحالَها

والأَخْفِية‏:‏ الأَكْسِيَة، والواحد خِفاءٌ لأَنها تُلْقى على السِّقاءِ؛ قال الكميت يذم قوماً وأَنهم لا يَبْرَحون بيوتَهم ولا يحضرون الحرب‏:‏

فَفِي تلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لَواصِفٌ، وأَخْفِيَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ

وفي حديث أَبي ذر‏:‏ سَقَطْتُ كأَني خِفاءٌ؛ الخِفاء‏:‏ الكِساء‏.‏ وكلُّ شيءٍ

غطَّيْت به شيئاً فهو خِفاءٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنَّ الله يحب العَبْدَ

التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ؛ هو المعتَزِل عن الناس الذي يَخْفَى عليهم

مكانُه‏.‏ وفي حديث الهجرة‏:‏ أَخْفِ عنَّا أَي اسْتُر الخَبَر لمن سأَلك

عنَّا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خيرُ الذّكْرِ الخَفِيُّ أَي ما أَخْفاه الذاكره وسَتَره

عن الناس؛ قال الحربي‏:‏ الذي عندي أَنه الشهرة وانتشار خبر الرجل لأَن سعد

بن أبي وقاص أَجاب ابنَه عُمَر على ما أَراده عليه من الظهور وطلب

الخلافة بهذا الحديث‏.‏ والخافي‏:‏ الجِنُّ، وقيل الإِنْس؛ قال أَعْشى

باهِلَة‏:‏ يَمْشي بِبَيْداءَ لا يَمْشي بها أَحَدٌ، ولا يُحَسُّ من الخافي بها أَثَرُ

وحكى اللحياني‏:‏ أَصابها ريح من الخافي أَي من الجِنِّ‏.‏ وقال ابن مُناذِرٍ‏:‏ الخافِية ما يُخْفى في البَدَن من الجِنِّ‏.‏ يقال‏:‏ به خَفِيَّة أَي

لَمَم ومَسٌّ‏.‏ والخافِيَة والخافِياءُ‏:‏ كالخافي، والجمع من كلّ ذلك خَوافٍ‏.‏

حكى اللحياني عن العرب أَيضاً‏:‏ أَصابه ريح من الخوافي؛ قال‏:‏ هو جمع

الخافي يعني الذي هو الجِنُّ، وعندي أَنهم إِذا عَنَوْا بالخافي الجِنَّ فهو من الاستتار، وإِذا عَنَوا به الإِنسَ فهو من الظهور والانتشار‏.‏ وأَرضٌ

خافيةٌ‏:‏ بها جِنٌّ؛ قال المَرَّار الفقعسي‏:‏

إِليك عَسَفْتُ خَافِيَةً وإِنْساً

وغِيطاناً، بِها للرَّكْبِ غُولُ

وفي الحديث‏:‏ إِن الحَزَاةَ يَشْرَبُها أَكايِس النّساء للخَافِية

والإِقْلاتِ؛ الخافِية‏:‏ الجِنُّ سُمُّوا بذلك لاسْتِتارهم عن الأَبصار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخَافِين؛ والقَرَعُ، بالتحريك‏:‏ قِطعٌ من الأَرض بَيْنَ الكَلإِ لا نَباتَ بها‏.‏

والخَوَافِي‏:‏ رِيشَات إِذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه خَفِيت؛ وقال اللحياني‏:‏ هي الرِّيشَات الأَربع اللواتي بعدَ المَناكِب، والقولان مُقْتربان؛ وقال ابن جَبَلة‏:‏ الخَوافي سبعُ رِيشات يَكُنَّ في الجَناحِ بعد السبْع

المُقَدَّمات، هكذا وقع في الحكاية عنه، وإِنما حكي الناس أَربعٌ قَوادِمُ

وأَربعٌ خَوافٍ، واحدتها خافِية‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الخَوافي ما دون

الريشات العشر من مُقَدَّمِ الجَناح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن مَدينةَ قَومِ لُوطٍ

حَمَلَها جِبْريل، عليه السلام، على خَوافِي جَناحِه؛ قال‏:‏ هي الريش الصغار

التي في جَناحِ الطائر ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خافية‏.‏ وفي حديث أَبي

سفيان‏:‏ ومعي خَنْجَرٌ مثلُ خافِية النَّسْرِ؛ يريد أَنه صغير‏.‏

والخَوافِي‏:‏ السَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ، نَجْديةٌ، وهي في لغة أَهل

الحجاز العَوَاهِنُ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ هي السَّعَفات اللَّواتِي دُون

القِلَبة، والوحدة كالواحدة، وكلّ ذلك من الستر‏.‏

والخَفِيّة‏:‏ غَيْضة مُلْتَفّة يتّخِذُها الأَسدَ عَرِىنَهُ وهي خَفِيّته؛ وأَنشد‏:‏

أُسود شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةِ، تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنّ خَوادِرُ

وفي المحكم‏:‏ هي غيضة مُلْتَفَّة يتخذ فيها الأَسد عِرِّيساً فيستتر

هنالك، وقيل‏:‏ خَفِيَّةُ وشَرىً اسمان لموضِعين عَلَمان؛ قال‏:‏

ونحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ

فما شَرِبُوا، بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ، خَمْرَا

وقولهم‏:‏ أُسُودُ خَفِيَّةٍ كما تقول أُسُود حَلْيَةٍ، وهما مَأْسَدَتان؛ قال ابن بري‏:‏ السماع أُسُود خَفِيَّةٍ والصواب خفِيَّةَ، غيرَ مصروف، وإِنما يصرف في الشعر كقول الأَشهب بن رُميلة‏:‏

أُسُودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، تَسَاقَوْا، على لَوحٍ، دِماءَ الأَساوِدِ

والخَفِيَّةُ بئرٌ كانت عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثم حُفِرَتْ، والجمع الخَفَايا والخَفِيَّات‏.‏ والخَفِيَّة‏:‏ البئرُ القَعِيرَةُ لِخَفاءِ

مَائِها‏.‏ خَفَا البَرْقُ يَخْفُو خَفْواً وخَفَا البَرْقُ وخَفِيَ خَفْياً

فيهما؛ الأَخيرة عن كراع‏:‏ بَرَق بَرْقاً خَفِيّاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً في نَواحي الغيم، فإِن لَمَع قَلِيلاً ثم سَكَن وليس له اعتراض فهو الوَمِيضُ، وإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطال في الجَوِّ إِلى السماءِ من غير أن يأْخُذَ يَميناً ولا شمالاً فهو العَقِيقَة؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الوَميضُ أن يُومِضَ البَرْق إِيماضَة خَفِيفَة ثم يَخْفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْس

من المطر‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق في نَواحِي السماء‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه سأَلَ عن البَرْق فَقال أَخَفْواً أَم ومِيضاً‏.‏ وخَفا

البَرْقُ إِذا بَرَق بَرْقاً ضعيفاً‏.‏ ورجل خَفِيُّ البَطْنِ‏:‏ ضَامره

خَفيفُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

فَقامَ، فأَدْنَى مِن وِسادي وِسادَهُ، خَفِي البَطْنِ مْمشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ

وقولهم‏:‏ بَرِحَ الخَفاءُ أَي وضَحَ الأَمرُ وذلك إِذا ظهر‏.‏ وصار في بَراحٍ

أَي في أَمر منكشف، وقيل‏:‏ بَرِحَ الخَفاءُ أَي زال الخَفاء، قال‏:‏

والأَول أَجود‏.‏ قال بعضهم‏:‏ الخَفاءُ المُتَطَأْطِيءُ من الأَرض الخَفِيُّ، والبَراحُ المرتفع الظاهرُ، يقول صار ذلك المُتَطَأْطِئُ مرتفعاً‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الخَفاءُ هنا السِّرّ فيقول ظهَر السِّرّ، لأَنا قد قدمنا أن البَراحَ الظاهرُ المُرْتَفِع؛ قال يعقوب‏:‏ وقال بعض العرب إِذا حَسُن من المرأَة

خَفِيَّاها حَسُنْ سائرُها؛ يعني صَوْتَها وأَثَرَ وطْئِها الأَرضَ، لأَنها إِذا كانت رخيمةَ الصوت دلَّ ذلك على خَفَرِها، وإِذا كانت مُقارِِبة

الخُطى وتَمَكَّنَ أَثرُ وطْئِها في الأَرض دلَّ ذلك على أَنّ لها

أَرْدافاً وأَوْراكاً‏.‏ الليث‏:‏ والخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فوق ثيابها‏.‏

وكلُّ شيء غطَّيْته بشيء من كساء أَو نحوه فهو خِفاؤُه، والجمع الأَخْفية؛ ومنه قول ذي الرمة‏:‏

عليه زادٌ وأَهْدامٌ وأَخْفِية، قد كاد يَجْتَرُّها عن ظَهْرِه الحَقَب

خلا‏:‏ خَلا المكانُ

والشيءُ يَخْلُو خُلُوّاً وخَلاءً وأَخْلَى إِذا لم يكن فيه أَحد ولا

شيء فيه، وهو خالٍ‏.‏ والخَلاءُ من الأَرض‏:‏ قَرارٌ خالٍ‏.‏ واسْتَخْلَى‏:‏ كخَلا

من باب علا قِرْنَه واسْتَعْلاه‏.‏ ومن قوله تعالى‏:‏ وإِذا رأَوْا آية

يَسْتَسخِرون؛ من تذكره أَبي علي‏.‏ ومكان خَلاء‏:‏ لا أَحد به ولا شيء فيه‏.‏

وأَخْلَى المكان‏:‏ جعله خالياً‏.‏ وأَخْلاه‏:‏ وجده كذلك‏.‏ وأَخْلَيْت أَي خَلَوْت، وأَخْلَيْتُ غيرِي، يَتعدَّى ولا يتعدَّى؛ قال عُتَيّ بن مالك

العُقَيْلي‏:‏ أَتيتُ مع الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبِنْ، فأَخْلَيْتُ، فاسْتَعْجَمْت عندَ خَلائي‏.‏

قال ابن بري‏:‏ قال أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه أَخْلَيْتُ وجدْتُها

خالية مثل أَجْبَنْته وجدْته جَباناً، فعلى هذا القول يكون مفعول

أَخْلَيْتُ محذوفاً أَي أَخْلَيْتها‏.‏ وفي حديث أُمّ حَبيبةَ‏:‏ قالت له لستُ لك

بمُخْلِيَةٍ أَي لم أَجِدْكَ خالِياً من الزَّوْجات غيري، قال‏:‏ وليس من قولهم امرأَة مُخْلِية إِذا خَلَتْ من الزَّوْج‏.‏ وخَلا الرجلُ وأَخْلَى‏:‏ وقع

في موضع خالٍ لا يُزاحَمُ فيه‏.‏ وفي المثل‏:‏ الذئبُ مُخْلِياً أَشدُّ‏.‏

والخَلاءُ، ممدود‏:‏ البَرازُ من الأَرض‏.‏ وأَلْفْيتُ فلاناً بخَلاءٍ من الأَرض

أَي بأَرض خاليةٍ‏.‏ وخَلَت الدار خَلاءً إِذا لم يَبْقَ فيها أَحَدٌ، وأَخْلاها الله إِخْلاءً‏.‏ وخَلا لك الشيءُ وأَخْلَى‏:‏ بمعنى فرغ؛ قال مَعْن بن أَوْس المُزَني‏:‏

أَعاذِلَ، هل يأْتي القبائِلَ حَظُّها

مِنَ المَوْتِ أَم أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا‏؟‏

ووجدْت الدار مُخْلِيَةً أَي خالِيَة، وقد خَلَت الدارُ وأَخْلَتْ‏.‏

ووَجَدت فلانةَ مُخْلِيَة أَي خالِيَة‏.‏ وفي الحديث عن ابن مسعود قال‏:‏ إِذا

أَدْرَكْتَ منَ الجُمُعَة رَكْعَةً فإِذا سَلَّم الإِمام فأَخْلِ وَجْهَك

وضُمَّ إِليها ركْعة، وإِن لم تُدْرِك الرُّكوعَ فَضَلِّ أَرْبعاً؛ قال شمر‏:‏ قوله فأَخْل وجْهَكَ معناه فيما بَلَغَنا اسْتَتِرْ بإِنسانٍ أَو

شَيءْ وصَلِّ رَكْعة أُخْرى، ويُحْمَل الاسْتِتار على أَن لا يراهُ الناسُ

مُصَلِّياً ما فاتَه فَيَعْرِفوا تقصيرَه في الصلاةِ، أَو لأَنَّ الناس

إِذا فَرَغوا من الصلاةِ انْتَشروا راجِعِين فأَمَرَه أَن يَسْتَتِرَ بشيء

لئلا يَمُرّوا بين يديه‏.‏ قال‏:‏ ويقال أَخْلِ أَمْرَكَ واخْلُ بأَمْرِك أَي

تَفَرَّدْ به وتَفَرَّغ له‏.‏ وتَخَلَّيت‏:‏ تَفَرَّغت‏.‏ وخَلا على بعضِ

الطعامِ إِذا اقْتَصَر عليه‏.‏ وأَخْلَيْتُ عنِ الطعامِ أَي خَلَوْت عنه‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ تميم تقول خَلا فُلان على اللَّبَنِ وعلى اللَّحْمِ إِذا لم يأْكُلْ معه شيئاً ولا خَلَطَه به، قال‏:‏ وكِنانَةُ وقيسٌ يقولون أَخْلى فلان

على اللَّبَنِ واللَّحْمِ؛ قال الراعي‏:‏

رَعَتْه أَشهراً وخَلا عَلَيْها، فطارَ النَّيُّ فيها واسْتَغارا

ابن الأَعرابي‏:‏ اخْلَوْلى إِذا دام على أَكلِ اللَّبنِ، واطْلَوْلى

حَسُن كلامهُ، واكْلَوْلى‏.‏ إِذا

انْهَزَم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يَخْلو عليهما أَحدٌ بغير مكةَ إِلاَّ لم يُوافِقاهُ، يعني الماءَ واللحْم أَي ينفرِدُ بهما‏.‏ يقال‏:‏ خَلا وأَخْلى، وقيل‏:‏

يَخْلُو يعتمد، وأَخْلى إِذا انْفَرَدَ؛ ومنه الحديث‏:‏ فاسْتَخْلاهُ

البُكاءُ أَي انْفَرَدَ به؛ ومنه قولهم‏:‏ أَخْلى فلانٌ على شُرْب اللَّبن إِذا لم يأْكلْ غيرَه، قال أَبو موسى‏:‏ قال أَبو عمرو هو بالخاء المعجمة

وبالحاء لا شيء‏.‏ واسْتَخلاهُ مَجْلِسَه أَي سَأَله أَن يُخْلِيَه له‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ كانَ أُناسٌ يَستَحْيُون أَن يَتخَلَّوْا فيُفْضُوا إِلى

السماءِ؛ يَتَخَلَّوْا‏:‏ من الخَلاء وهو قضاءُ الحاجة، يعني يَستَحْيُون

أَن ينكشفوا عند قضائها تحت السماء‏.‏ والخَلاء، ممدود‏:‏ المُتَوَضَّأ

لِخُلُوِّه‏.‏ واسْتَخْلى المَلِكَ فأَخْلاه وخَلا به، وخَلا الرجلُ بصاحِبه وإِلَيْه ومَعَه؛ عن أَبي إِسحق، خُلُوّاً وخَلاءً وخَلْوةً، الأَخيرة عن

اللحياني‏:‏ اجتمع معه في خَلْوة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ وإِذا خَلَوْا إِلى

شَياطِنِهِنمْ؛ ويقال‏:‏ إِلى بمعْنى مَعْ كما قال تعالى‏:‏ مَنْ أَنصاري إِلى الله‏.‏ وأَخْلى مَجْلِسَه، وقيل‏:‏ الخَلاءُ والُخلُوُّ المصْدر، والخَلْوَة

الاسم‏.‏ وأَخْلى به؛ كخَلا؛ هذه عن اللحياني، قال‏:‏ ويصلح أَن يكون خَلَوْت به أَي سَخِرْتُ منه‏.‏ وخَلا بهِ‏:‏ سَخِرَ منه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهذا حرف غريب

لا أَعْرِفه لغيره، وأَظنه حفِظَه‏.‏ وفلان يَخْلُو بفلانٍ إِذا خادَعَه‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ أَخْلَيْت بفلان أُخْلِي بهِ إِخْلاءً المعنى خَلَوْت به‏.‏

ويقول الرجل للرجل‏:‏ اخْلُ مَعي حتى أُكَلِّمَك أَي كُنْ مَعِي خالياً‏.‏ وقد

اسْتَخْلَيْتُ فلاناً‏:‏ قلت له أَخْلِني؛ قال الجعدي‏:‏

وذَلِكَ مِنْ وَقَعاتِ المَنُون، فأَخْلِي إِلَيْكِ ولا تَعْجَبِي

أَي أَخْلِي بأَمْرِك من خَلَوْت‏.‏ وخَلا الرجلُ يَخْلو خَلْوةً‏.‏ وفي حديث الرؤيا‏:‏ أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرى القَمَر مُخْلِياً به‏؟‏ يقال‏:‏ خَلَوتُ

به ومعه وإِليه وأَخْلَيْت به إِذا انفردت به، أَي كُلُّكم يراه منفرداً

لنفسه، كقوله‏:‏ لاتُضارُون في رُؤْيَته‏.‏ وفي حديث بَهْزِ بن حكِيم‏:‏

إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنك تَنْهى عن الغَيِّ وتَسْتَخْلي به أَي تَسْتَقِلّ

به وتَنْفَرد‏.‏ وحكي عن بعض العرب‏:‏ تَرَكْتُه مُخْلِياً بفلان أَي خالياً

به‏.‏ واسْتَخْلى به‏:‏ كَخَلا، عنه أَيضاً، وخَلَّى بينهما وأَخْلاه معه‏.‏

وكُنَّا خِلْوَيْن أَي خالِيَيْن‏.‏ وفي المَثَل‏:‏ خَلاؤُك أَقْنى لِحَيائِك

أَي منزِلُك إِذا خَلَوْت فيه أَلْزَمِ لِحَيائِك، وأَنت خَلِيٌّ من هذا

الأَمر أَي خالٍ فارِغٌ من الهمّ، وهو خِلافُ الشَّجِيِّ‏.‏ وفي المثل‏:‏

وَيْلٌ للشَّجِيِّ من الخَلِيِّ؛ الخَلِيُّ الذي لاَ همَّ لهُ الفارِغ، والجمع خَليُّون وأَخْلِياء‏.‏ والخِلْوُ‏:‏ كالخَلِيِّ، والأُنثى خِلْوَةٌ

وخِلْوٌ؛ أَنشد سيبويه‏:‏

وقائِلَةٍ‏:‏ خَوْلانُ فانْكِحْ فتاتَهُمْ

وأُكْرُومَةُ الحَيّيْنِ خِلْوٌ كما هِيا

والجمع أَخْلاءٌ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ الوجه في خِلْوٍ أَن لا يثنى ولا يجمع

ولا يؤنث وقد ثنى بعضهم وجمع وأَنث، قال‏:‏ وليس بالوجه‏.‏ وفي حديث أَنس‏:‏

أَنت خِلْوٌ من مُصِيبَتي؛ الخِلْوُ، بالكسر‏:‏ الفارِغُ البال من الهموم، والخلو أَيضاً المُنْفَرِدُ؛ ومنه الحديث‏:‏ إِذا كنْتَ

إِماماً أَوِ خِلْواً‏.‏ وحكى اللحياني أَيضاً‏:‏ أَنت خَلاءٌ من هذا

الأَمرِ كَخَلِيّ، فمن قال خِليٌّ ثنَّى وجمع وأَنث، ومن قال خَلاءٌ لم يثن

ولا جمع ولا أَنث‏.‏ وتقول‏:‏ أَنا منك خَلاءٌ أَي بَراءٌ، إِذا جعلته مصدراً

لم تثن ولم تجمع، وإِذا جعلته اسماً على فعيل ثنيت وجمعت وأَنثت وقلت أَنا

خَلِيٌّ منك أَي بَرِيءٌ منك‏.‏ ويقال‏:‏ هو خِلْوٌ من هذا الأَمر أَي خالٍ، وقيل أَي خارِجٌ، وهما خِلْوٌ وهم خِلْوٌ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ هما خِلْوان من هذا الأَمر وهم خِلاءٌ، وليس بالوجه‏.‏ والخالي‏:‏ العَزَبُ الذي لا زَوْجَة

له، وكذلك الأُنثى، بغير هاء، والجمع أَخْلاءٌ؛ قال امرؤ القيس‏:‏

أَلَمْ تَرَني أُصْبي عَلى المَرْءِ عِرْسَهُ، وأَمْنَعُ عِرْسي أَن يُزَنَّ بها الخالي‏؟‏

وخَلَّى الأَمْرَ وتَخَلَّى منه وعنه وخالاه‏:‏ تَرَكه‏.‏ وخالى فلاناً‏:‏

تَرَكه؛ قال النابغة الذُّبْياني لزُرْعة ابن عَوْف، حينَ بعثَ بنو عامر

إِلى حِصْن بن فزارة وإِلى عُيَيْنَة بنِ حِصْنٍ أَن اقْطَعُوا ما بيْنَكُم

وبَينَ بني أَسَدٍ، وأَلْحِقُوهمْ ببَني كنانَة ونحالِفُكُمْ، فنَحْنُ

بنو أَبيكم، وكان عُيَيْنَة هَمَّ بذلك فقال النابغة‏:‏

قالَتْ بَنُو عامِرٍ‏:‏ خالُوا بني أَسدٍ، يا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِ

أَي تارِكُوهُمْ، وهو من ذلك‏.‏ وفي حديث ابن عمر في قوله تعالى‏:‏ ليَقْضِ

عَلْينا رُّبك، قال فخَلَّى عنهم أَربعين عاماً ثم قال اخْسَؤُوا فيها

أَي ترَكَهُم وأَعرَض عنهم‏.‏ وخالاني فلان مُخالاةً أَي خالَفَني‏.‏ يقال‏:‏

خالَيْته خِلاءً إِذا تَركْتَه؛ وقال‏:‏

يأْبى البَلاءُ فما يَبْغِي بهمْ بَدَلاً، وما أُرِيدُ خِلاءً بعدَ إِحْكامِ

يأْبى البَلاءُ أَي التَّجْرِبة أَي جَرَّبْناهم فأَحْمَدْناهُمْ فلا

نخالِيهمْ‏.‏

والخَلِيَّةُ والخَلِيُّ‏:‏ ما تُعَسِّلُ فيه النَّحْلُ من غير ما يُعالَجُ لها من العَسَّالاتِ، وقيل‏:‏ الخَلِيَّة ما تُعَسِّل فيه النَّحل من راقُودٍ

أَو طِينٍ أَو خَشبة مَنْقُورة، وقيل‏:‏ الخَلِيَّة بَيْتُ النَّحْل الذي

تُعَسِّلُ فيه، وقيل‏:‏ الخَلِيَّةُ ما كان مصنوعاً، وقيل‏:‏ الخَلِيَّة

والخَلِيُّ خَشَبة تُنْقَرُ فيُعَسِّلُ فيها النَّحلُ؛ قال‏:‏

إِذا ما تأَرَّتْ بالخَلِيِّ ابتَنَتْ به شَرِيجَيْنِ مما تَأْتَرِي وتُتِيع

شريجين أَي ضربين من العسل‏.‏ والخَلِيَّة‏:‏ أَسفَلُ شَجَرة يقال لها

الخَزَمة كأَنه راقُود، وقيل‏:‏ هو مثل الراقود يُعْمَل لها من طين‏.‏ وفي الحديث‏:‏

في خَلايا النَّحلِ إِنَّ فيها العُشْرَ‏.‏ الليث‏:‏ إِذا سُوِّيَت

الخَلِيَّة من طِين فهي كُوَّارة‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنَّ عاملاً له

على الطائِف كتَبَ إِليه إِن رِجالاً مِنْ فَهْمٍ كَلَّموني في خَلايا لهم

أَسْلَموا عليها وسأَلوني أَنْ أَحْمِيَها لهمْ؛ الخَلايا‏:‏ جمعُ

خَلِيَّة وهو الموضع الذي تُعَسّل فيه النَّحل‏.‏ والخَلِيَّة من الإِبل‏:‏ التي

خُلِّيَتْ للحَلْب، وقيل‏:‏ هي التي عَطَفتْ على وَلَدٍ، وقيل‏:‏ هي التي خَلَتْ

عن وَلَدِها ورَئِمَتْ وَلَدَ غيرِها، وإِنْ لم تَرْأَمْهُ فهي خَلِيَّة

أَيضاً، وقيل‏:‏ هي التي خَلَتْ عن ولدها بمَوْت أَو نَحْر فتُسْتَدَرُّ

بوَلَدِ غيرِها ولا تُرْضِعُه، إِنما تَعْطِفُ

على حُوارٍ تُستَدَرُّ به من غير أَن تُرْضِعَه، فسُمِّيت خَلِيَّة

لأَنها لا تُرْضِعُ ولدَها ولا غيرَه؛ وقال اللحياني‏:‏ الخَلِيَّة التي

تُنْتَج وهي غزيرة فيُجَرُّ ولدُها من تحتها فيُجعل تحت أُخرى وتُخَلَّى هي للحلب وذلك لكَرَمِها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت الخَلايا في حَلائبهم، وسمعتهم

يقولون‏:‏ بنو فلان قد خَلَوْا وهمْ يَخْلُون‏.‏ والخليَّة‏:‏ الناقة تُنْتَج

فيُنْحَر ولدُها ساعةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى منها ولدُ ناقةٍ

كانت ولدَتْ

قَبلَها فتَعْطِفُ عليه، ثم يُنظَر إِلى أَغْزَر الناقتين فتُجعل

خَلِيَّةً، ولا يكون للحُوار منها إِلاَّ قَدْرُ ما يُدِرُّها وتُركَت الأُخرى

للحُوار يَرْضعُها متى ما شاء وتُسمَّى بَسُوطاً، وجمعها بُسْطٌ، والغزيرة التي يتَخلَّى بلَبَنِها أَهلُها هي الخَلِيَّة‏.‏ أَبو بكر‏:‏ ناقة

مِخلاءٌ أخْلِيَت عن ولدِها؛ قال أَعرابي‏:‏

عِيطُ الهَوادي نِيطَ مِنها بالِحُقِي، أَمْثالُ أَعْدالِ مَزَادِ المُرْتَوي، مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ ومُخْلاةٍ صَفي والمُرْتوي‏:‏ المُسْتَقي، وقيل‏:‏ الخَلِيَّة ناقة أَو ناقتان أَو ثلاث

يُعْطَفْنَ على ولدٍ واحد فيَدْرُرْنَ عليه فيَرْضعُ الولد من واحدة، ويتَخلَّى أَهلُ البيت لأَنفُسِهم واحدةً أَو ثنتين يَحْلُبونها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الخَلِيَّة الناقة تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولدها عَمْداً ليَدُوم لهم

لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بِجُوارِ غيرِها، فإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ

واحْتُلِبَتْ، وربما جمعوا من الخَلايا ثلاثاً وأَربعاَ على حُوارٍ واحدٍ وهو التَّلَسُّن‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ ربما عَطَفُوا ثلاثاً وأَربعاً على فَصيل

وبأَيَّتِهِنَّ شاؤُوا تَخَلَّوْا‏.‏ وتَخَلَّى خَلِيَّة‏:‏ اتَّخَذَها لنفْسه؛ ومنه قول خالد بن جعفر بن كلاب يصف فرساً‏:‏

أَمرْتُ بها الرِّعاءَ ليُكرموها، لها لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِ

ويروى‏:‏

أَمْرتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها

والخَلِيَّة من الإِبل‏:‏ المطلَقة من عِقال‏.‏ ورُفِعَ إِلى عمر، رضي الله عنه، رجلٌ وقد قالت له امرأَتُه شَبِّهْني فقال‏:‏ كأَنكِ ظَبْيَةٌ، كأَنكِ

حمامةٌ فقالت‏:‏ لا أَرضَى حتى تقولَ خَليَّة طالِقٌ فقال ذلك، فقال عمر، رضي الله عنه‏:‏ خُذْ بيدها فإِنها امرأَتُك لمَّا لم تكن نيتُه

الطلاقَ، وإِنما غالَطَتْه بلفظ يُشْبِه لفظ الطلاق؛ قال ابن الأَثير‏:‏ أَراد

بالخلية ههنا الناقة تُخَلَّى من عِقالها، وطَلَقَت من العِقال تَطْلُقُ

طَلْقاً فهي طالق، وقيل‏:‏ أَراد بالخلية الغزيرةَ يؤْخذ ولدها فيُعطَفُ

عليه غيرُها وتُخَلَّى للحَيِّ يشربون لبنها، والطالِقُ‏:‏ الناقة التي لا

خِطَام لها، وأَرادت هي مُخادَعَته بهذا القول ليَلْفِظ به فيقَعَ عليها

الطلاقُ، فقال له عُمر‏:‏ خُذْ بيدها فإِنها امرأَتك، ولم يوقع الطلاق

لأَنه لم يَنْوِ

الطلاقَ، وكان ذلك خِداعاً منها‏.‏ وفي حديث أُمّ زَرْع‏:‏ كنتُ لكِ كأَبي

زَرْع لأُم زَرْع في الأُلْفَة والرِّفاء لا في الفُرْقة والخَلاء، يعني

أَنه طَلَّقها وأَنا لا أُطَلِّقك‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ الخلِيَّةُ كلمة

تُطَلَّقُ بها المرأَة يقال لها أَنتِ بَرِيَّة وخَلِيَّة، كنايةً عن الطلاق

تَطْلُق بها المرأَة إِذا نوَى طلاقاً، فيقال‏:‏ قد خَلَت المرأَةُ من زوجها‏.‏

وقال ابن بُزُرْج‏:‏ امرأَة خَلِيَّةٌ ونساءٌ خَلِيَّاتٌ لا أَزواج لهُنَّ

ولا أَولادَ، وقال‏:‏ امرأَةٌ خِلْوةٌ وامرأَتان خِلْوَتان ونساء خِلْواتٌ

أَي عَزَبات‏.‏ ورجل خَلِيٌّ وخَلِيّانِ وأَخْلِياءُ‏:‏ لا نساءَ لهم‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ الخَلِيَّة ثلاث، كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أَنتِ

خَلِيَّة فكانت تَطْلُق منه، وهي في الإِسلام من كِنايات الطلاق فإِذا

نوى بها الطلاق وقع‏.‏ أَبو العباس أَحمد بن يحيى‏:‏ إِنه لَحُلْوُ الخَلا

إِذا كان حسَنَ الكلام؛ وأَنشد لكثير‏:‏

ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوة مِنْهُمُو

بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادعِ

شمر‏:‏ المُخالاةُ المبارَزَةُ‏.‏ والمُخالاةُ‏:‏ أَن يَتخلَّوْا من الدُّورِ

ويَصيروا إِلى الدُّثُورِ‏.‏ الليث‏:‏ خالَيْت فلاناً إِذا صارَعْته، وكذلك

المُخالاةُ في كلِّ أَمرٍ؛ وأَنشد‏:‏

ولا يَدْرِي الشَّقِيُّ بمَنْ يُخالي

قال الأَزهري‏:‏ كأَنه إِذا صارعه خَلا به فلم يَسْتَعِنْ واحد منهما

بأَحَدٍ وكل واحد منهما يَخْلُو بصاحبه‏.‏ ويقال‏:‏ عَدُوٌّ مُخالٍ أَي ليس له

عَهْد؛ وقال الجعدي‏:‏

غَيْرُ بِدْعٍ منَ الجِيادِ، ولا يُجْـ *** ـنَبْنَ إِلاَّ على عَدُوٍّ مُخالي

وقال بعضهم‏:‏ خَالَيْت العَدُوَّ تركت ما بَيْني وبينه من المُواعَدة، وخلا كلُّ واحدٍ منهما من العَهْد‏.‏ والخَلِيَّة‏:‏ السَّفِينة التي تَسير من غير أَن يُسَيِّرَها مَلاَّح، وقيل‏:‏ هي التي يتبعها زَوْرَق صغير، وقيل‏:‏

الخَليَّة العظيمة من السُّفُن، والجمع خَلايا، قال الأَزهري‏:‏ وهو الصحيح؛ قال طرفة‏:‏

كأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة، غُدْوَةً، خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

وقال الأَعشى‏:‏

يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع، وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ

وخلا الشيءُ خُلُوّاً‏:‏ مَضَى‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وإِنْ من أُمَّةٍ إِلاَّ

خَلا فيها نَذِيرٌ؛ أَي مضى وأُرْسِل‏.‏ والقُرون الخالِية‏:‏ هُم المَواضي‏.‏

ويقال‏:‏ خَلا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَي مَضى‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ تَزَوَّجْت امرأَةً

قَدْ خَلا منها أَي كَبِرَتْ ومَضى مُعْظَم عُمْرِها؛ ومنه الحديث‏:‏ فلمَّا

خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَنها كَبِرَت وأَولَدت له‏.‏

وتَخَلَّى عن الأَمر ومن الأَمر‏:‏ تَبَرَّأَ‏.‏ وتَخَلَّى‏:‏ تَفَرَّغ‏.‏ وفي حديث

مُعاوية القُشَيْرِي‏:‏ قلت يا رسول الله ما آياتُ الإِسلامِ‏؟‏ قال‏:‏ أَن تقول

أَسْلَمْتُ وجْهِي إِلى الله وتَخَلَّيْتُ؛ التَّخَلِّي‏:‏ التفَرُّغُ‏.‏

يقال‏:‏ تَخَلَّى للعبادة، وهو تَفَعُّلٌ من الخُلُوّ، والمراد التَّبَرُّؤُ من الشرْكِ وعقْدُ القَلْبِ على الإِيمان‏.‏ وخَلَّى عن الشيء‏:‏ أَرْسَلَه، وخَلَّى سبيلَه فهو مُخَلّىً عنه، ورأَيته مُخَلِّياً؛ قال الشاعر‏:‏

ما لي أَراك مُخَلِّياً، أَيْنَ السلاسِلُ والقُيُود‏؟‏

أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمْ

أَمْ ليسَ يَضْبِطُكَ الحدِيد‏؟‏

وخَلَّى فلانٌ مكانَه إِذا مات؛ قال‏:‏

فإِنْ يكُ عبدُ الله خَلَّى مكانَه، فما كان وقَّافاً ولا مُتَنَطِّقا

قال ابن الأَعرابي‏:‏ خَلا فلانٌ إِذا ماتَ، وخلا إِذا أَكل الطَّيِّبَ، وخلا إِذا تعيَّد، وخلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنب قُرِفَ به‏.‏ ويقال‏:‏ لا

أَخْلى اللهُ مكانَك، تدعو له بالبَقاء‏.‏

وخَلا‏:‏ كلمة من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها وتنصِبُه، فإِذا قلت ما خَلا زيداً فالنصب لا غير‏.‏ الليث‏:‏ يقال ما في الدار أَحد خلا زيداً

وزيدٍ، نصْبٌ وجَرّ، فإِذا قلت ما خلا زيداً فانْصِبْ فإِنه قد بُيِّنَ

الفِعْلُ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ تقول جاؤوني خلا زيداً، تنصب بها إِذا جَعَلْتها فعلاً

وتضمر فيها الفاعل كأَنك قلت خلا مَنْ جاءني مِنْ زيد؛ قال ابن بري‏:‏

صوابه خلا بعضُهم زيداً، فإِذا قلت خلا زيد فجررتْ فهو عند بعض النحويين حرف

جرّ بمنزلة حاشى، وعند بعضهم مصدر مضاف، وأَما ما خلا فلا يكون بعدها

إِلاَّ النصب، تقول جاؤوني ما خلا زيداً لأَن خلا لا تكون بعد ما إِلاَّ

صلة لها، وهي معها مصدر، كأَنك قلت جاؤوني خُلُوَّ زيد أَي خُلُوَّهُم من زيد‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ما المصدرية لا توصل بحرف الجر، فدلّ أَن خلا فعل‏.‏

وتقول‏:‏ ما أَردت مَساءَتَك خَلا أَني وعَظْتك، معناه إِلاَّ أَني وعظتك؛ وأَنشد‏:‏

خَلا اللهَ لا أَرْجُو سِوَاكَ، وإِنَّما

أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا

وفي المثل‏:‏ أَنا مِنْ هذا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْن خَلاوَةَ أَي بَرِيءٌ

خَلاءٌ، وهو مذكور في حرف الجيم‏.‏

وخَلاوَةُ‏:‏ اسم رجل مشتقٌّ من ذلك‏.‏ وبَنُو خَلاوَةَ‏:‏ بطن من أَشْجَعَ، وهو خَلاوَةُ بن سُبَيْعِ بنِ بَكْرِ ابنِ أَشْجَعَ؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ

التَّغْلَبيّ‏:‏

خَلاويَّةٌ إِنْ قُلْتَ جُودي، وجَدْتَها

نَوَارَ الصَّبَا قَطَّاعَةً للعَلائِقِ

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الخَلْوَتانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحدَتُهما خَلْوَة‏.‏

وقولهم‏:‏ افْعَلْ كذا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عَنْكَ

الذَّمُّ؛ قال عبد الله بن رواحة‏:‏

فَشَأْنَكِ فانْعَمي، وخَلاكِ ذَمٌّ، ولا أَرْجِعْ إِلى أَهْلٍ وَرَائي

وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه‏:‏ وخَلاكُمْ ذَمٌّ ما لم تَشْرُدوا، هو من ذلك‏.‏

والخَلى‏:‏ الرَّطْبُ من النَّبات، واحدته خَلاةٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ الخَلى

الرَّطْبُ من الحَشِيشِ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ يقال الخَلى الرُّطْبُ، بالضم لا غير، فإِذا قلت الرَّطْبُ من الحَشِيش فَتَحْت لأَنك تُرِيدُ ضِدَّ اليابس، وقيل‏:‏ الخَلاةُ كلّ بَقْلة قَلَعْتها، وقد يُجْمَع الخَلى على أَخْلاءٍ؛ حكاه

أَبو حنيفة‏.‏ وجاءَ في المثل‏:‏ عَبْدٌ وخَلىً في يَدَيْهِ أَي مع

عبودِيَّته غَنيٌّ‏.‏ قال يعقوب‏:‏ ولا تقل وحَلْيٌ في يَدَيْه‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

الخَلى الرَّطْب من الحشيش، وبه سُمِّيت المُخْلاة، فإذا يَبِس فهو حَشِيش؛ ابن سيده‏:‏ وقول الأَعشى‏:‏

وحَوْليَ بَكْرٌ وأَشْياعُهَا، ولَسْتُ خَلاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ

أَي لَسْتُ بمنزلة الخَلاةِ يأْخُذُها الآخِذُ كيف شاء بل أَنا في عِزّ

ومَنَعة‏.‏ وفي حديث مُعْتَمِرٍ‏:‏ سئل مالك عن عَجين يُعْجَن بِدُرْدِيٍّ

فقال‏:‏ إن كان يُسْكِرُ فَلا، فَحَدَّث الأَصمعي به مُعْتَمِراً فقال‏:‏ أَو

كان كما قال‏:‏

رأَى في كَفِّ صاحِبِه خَلاةً، فتُعْجِبهُ ويُفْزِعُه الجَرِيرُ

الخَلاةُ‏:‏ الطائفة من الخَلا، وذلك أَن معناه أَن الرجلَ بَنِدُّ

بَعيره، فيأْخُذُ بإحْدى يَدَيْه عُشْباً وبالأُخْرى حَبْلاً، فينظُر البعيرُ

إلَيْهما فلا يَدْرِي ما يَصْنَع، وذلك أَنه أَعْجَبه فَتْوَى مالِكٍ

وخافَ التحريمَ لاختلاف الناسِ في المسكر فتَوقَّف وتمَثَّل بالبيت‏.‏ وأَخْلَت

الأَرضُ‏:‏ كَثُرَ خَلاها‏.‏ وأَخْلى اللهُ الماشِيَةَ يُخْلِيها إخْلاءً‏:‏

أَنْبَتَ لها ما تأْكُلُ من الخَلى؛ هذه عن اللحياني‏.‏ وخَلى الخَلى

خَلْياًً واخْتَلاه فانْخَلى‏:‏ جَزَّه وقَطَعَه ونَزَعه، وقال اللحياني‏:‏ نَزَعه‏.‏

والمِخْلى‏:‏ ما خَلاه وجَزَّه به‏.‏ والمِخْلاةُ‏:‏ ما وَضَعه فِيه‏.‏ وخَلى في المِخْلاةِ‏:‏ جَمَع؛ عن اللحياني‏.‏ الليث‏:‏ الخَلى هو الحشيش الذي

يُحْتَشُّ من بُقول الرَّبِيع، وقد اخْتَلَيْته، وبِه سُمِّيت المِخْلاة، والواحدة خَلاةٌ، وأَعْطِني مِخْلاةً أَخْلِي فيها‏.‏ وخَلَيْت فَرَسي إذا حَشَشْت

عليه الحَشيش‏.‏ وفي حديث تحريم مَكَّة‏:‏ لا يُخْتَلىَ خَلاها؛ الخَلَى‏:‏

النَّبات الرقيق ما دام رَطْباً‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ كان يَخْتَلِي لِفَرسِه

أَي يَقْطَع لها الخَلَى‏.‏ وفي حديث عمرو بن مُرَّةَ‏:‏ إذا اخْتُلِيَتْ في الحَرْبِ هامُ الأَكابِرِ أي قُطِعَتْ رُؤُوسُهُم‏.‏ وخَلى البَعِيرَ

والفَرَس يَخْلِيها خَلْياً‏:‏ جَزَّ لَه الخَلَى‏.‏ والسيفُ يَخْتَلِي أَي

يَقْطَع‏.‏ والمُخْتَلُون والخالُون‏:‏ الذين يَخْتَلُون الخَلَى ويقطعونه‏.‏ وخَلَى

اللِّجامَ عن الفرس يَخْلِيهِ‏:‏ نَزَعَه‏.‏ وخَلَى الفرسَ خلْياً‏:‏ ألقى في فيه اللِّجامَ؛ قال ابن مقبل في خَلَيْت الفرس‏:‏

تَمَطَّيْت أَخليهِ اللِّجامَ وبَذَّنِي، وشَخْصي يُسامي شَخْصَه وهو طائِلُهْ‏.‏

وخَلَى القِدْرَ خَلْياً‏:‏ أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً‏.‏ وخَلاها أَيضاً‏:‏

طَرحَ فيها اللَّحْمَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَخْلَيْتُ القِدْرَ إذا أَلْقَيْتَ

تَحْتَها حَطَباً‏.‏ وخَلَيْتُها إذا طَرَحْتَ فيها اللَّحم، والله أَعلم‏.‏

خما‏:‏ خَما الصَّوْتُ‏:‏ اشْتَدَّ، وقيل‏:‏ ارْتَفَعَ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد هو وابن الأَعرابي‏:‏

كأَنّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما، صوتُ أَفاعٍ في خشِيٍّ أَعْشَما

قال ابن سيده‏:‏ أَلفها ياء لأَن اللام ياءً أَكثر منها واواً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الْخامِي الخامسُ؛ قال الحادِرَةُ‏:‏

مَضَى ثلاثُ سِنينٍ مُنْذُ حَلَّ بها، وعامُ حَلَّتْ وهذا التابعُ الخامِي

قال‏:‏ وهذا كان ينبغي أَن يذكر في فصل خما، كما ذكر السَّادي في فصل

سَدَى‏.‏

خنا‏:‏ الخَنا‏:‏ من قبيح الكلام‏.‏ خَنا في مَنْطقه يَخْنُو خَناً، مقصور‏.‏

والخَنا‏:‏ الفُحْش‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ الخَنا من الكلام أَفْحَشُه‏.‏ وخَنا في كلامه وأَخْنَى‏:‏ أَفْحَش، وفي مَنْطقه إخْناءٌ؛ قالت بنتُ أَبي مُسافِعٍ

القُرَشي وكان قتله النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

وما لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو

أَظافِيرَ وأَقْدامِ

كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، و

وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ

وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلا

ءِ منها مُزْبِدٌ آنِ

وفي الكَفِّ حُسامٌ صا

رِمٌ أَبْيَضُ خَذَّامُ

وقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، فما تُخْنِي لصُخْبانِ

ابن سيده‏:‏ هكذا رواها الأَخفش كلها مقيدة، ورواها أَبو عمرو مطلقة‏.‏ قال ابن جني‏:‏ إذا قيدت ففيها عيب واحد وهو الإكْفاء بالنون والميم، وإذا

أَطلقت ففيها عيبان الإكْفاء والإقْواء، قال‏:‏ وعندي أَن ابن جني قد وهم في قوله رواها أَبو الحسن الأَخفش مقيدة، لأَن الشعر من الهَزَج وليس في الهزج

مفاعيل بالإسكان ولا فَعُولانْ، فإن كان الأَخْفش قد أَنشده هكذا فهو عندي على إنشاد من أَنشد‏:‏

أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ

بسكون الباء، وهذا لا يعتدّ به ضرباً لأَن فَعُولْ مسكنة ليست من ضروب

الوافر، فكذلك مفاعيلْ أَو فَعُولانْ ليست من ضروب الهزج، وإذا كان كذلك

فالرواية كما رواه أَبو عمرو، وإن كان في الشعر حينئذ عيبان من الإقواء

والإكفاء إذ احتمالُ عيبين وثلاثة وأَكثر من ذلك أَمْثَلُ من كسر البيت، وإن كنت أَيها الناظر في هذا الكتاب من أَهل العَروض فعِلْمُ هذا عليك من اللازم المفروض‏.‏ وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَةٌ، وليس خَنٍ على الفِعْل، لأَنا لا نعلم خَنِيَتِ الكلمة، ولكنه على النَّسَب كما حكاه سيبويه من قولهم رجل طَعِمٌ ونَهِرٌ، ونظيره كاسٍ إلا أَنه على زنة فاعِلٍ، قال سيبويه‏:‏ أَي ذو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بالنهار؛ وأَنشد‏:‏

لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ

وقول القُطامِيّ‏:‏

دَعُوا النَّمْر، لا تُثْنُوا عليها خَنايَةً، فقد أَحْسَنَتْ في جُلّ ما بَيننا النَّمْرُ

بَنَى من الخنَا فَعالَة‏.‏ وقد خَنِيَ عليه، بالكسر، وأَخْنَى عليه في مَنْطِقِه‏:‏ أَفْحَشَ؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

ولا تُخْنُوا عليَّ، ولا تُشِطُّوا

بقول الفخْر، إنّ الفَخْرَ حُوبُ

وفي الحديث‏:‏ أَخْنَى الأَسماء عند الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ

الأَمْلاكِ؛ الخَنا‏:‏ الفُحْشُ في القول، ويجوز أَن يكون من أَخْنَى عليه الدَّهْرُ

إذا مالَ عليه وأَهلكه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من لم يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فلا

حاجةَ لله في أَن يَدَعَ طَعامَه وشرابه‏.‏ وفي حديث أَبي عبيدة‏:‏ فقال رجل

من جُهَيْنَة والله ما كان سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِ

في شِقَّةٍ من تَمْرٍ أَي يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وهو من أَخْنَى عليه

الدِّهْرُ‏.‏ وخَنَى الدَّهْرِ‏:‏ آفاتُه؛ قال لبيد‏:‏

قلبتُ‏:‏ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى، وقَدرنا إن خَنَى الدَّهرِ غَفَلْ

وأَخْنَى علي الدَّهْرُ‏:‏ طالَ‏.‏ وأَخْنَى عليهم الدهرُ‏:‏ أَهلكهم وأَتَى

عليهم؛ قال النابغة‏:‏

أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا، أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَدِ

وأَخْنَى‏:‏ أَفْسَدَ‏.‏ وأَخْنَيْتُ عليه‏:‏ أَفْسَدْتُ‏.‏ والخَنْوةُ‏:‏

الغَدْرَةُ‏.‏ والخَنْوَة أَيضاً‏:‏ الفُرْجَة في الخُصّ‏.‏ وأَخْنَى الجرادُ‏:‏ كَثُر

بيضُه؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وأَخْنَى المَرْعَى‏:‏ كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛ وروي بيت زهير‏:‏

أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى، له بالسِّيَّ تَنُّومٌ وآءُ

والأَعرف الأَكثر أَجْنَى‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإنما قضينا أَن أَلفه ياء

لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، والله أَعلم‏.‏

خوا‏:‏ خَوَتِ الدارُ‏:‏ تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فتلْكَ

بُيوتُهم خاوِيَةً، أَي خاليةً كما قال تعالى‏:‏ فهي خاوِيَةٌ على عروُشها؛ أَي خاليةٌ، وقيل‏:‏ ساقِطةٌ على سُقُوفها‏.‏ وخَوَّتِ الدارُ وخَوِيَتْ

خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً‏:‏ أَقْوَتْ وخَلَتْ من أَهلها‏.‏ وأَرضٌ

خاويةٌ‏:‏ خالِيةٌ من أَهلها، وقد تكون خاويةً من المطر‏.‏ وخَوَى البيتُ إذا

انْهَدَمَ؛ ومنه قول خَنْساء‏:‏

كان أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى

مما بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِيلْ

خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع‏.‏ وفي حديث سهل‏:‏ فإذا هم بدار خاوية على

عُرُوشِها؛ خَوَى إذا سقط وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ ومنه قوله‏:‏ أَعْجازُ

نخلٍ خاويةٍ‏.‏ قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ‏:‏ كأَنهم أََعجازُ نخلٍ خاويةٌ؛ أعجازُ النخل‏:‏ أُصولُها، وقيل‏:‏ خاوية نعت للنخل لأَن النخل يذكر ويؤنث‏.‏

وقال عز وجل في موضع آخر‏:‏ كأَنهم أَعجازُ نخل مُنْقَعِر؛ المُنْقَعِرُ‏:‏

المُنْقَلِعُ عن مَنْبِتِه، وكذلك الخاوية معناها معنى المُنْقَلِعِ، وقيل

لها إذا انْقَلَعتْ خاوية لأَنها خَوَتْ من مَنْبِتِها الذي كانت

تَنْبُتُ فيه وخوَى مَنْبِتُها منها، ومعنى خَوَتْ أَي خَلَتْ كما تَخْوي

الدارُ خُوِيّاً إذا خلت من أَهلها‏.‏ وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ أَهْلُها وهي قائمة بلا عامِرٍ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ خَوَى البيتُ يَخْوي خَواءً، ممدود، إذا ما خَلا من أَهله‏.‏ ويقال‏:‏ وقَع عرشُك بخَوٍّ أَي بأَرضٍ خَوَّار‏.‏ يُتَعرَّقُ فيه فلا يُخْلقُ‏.‏ وخَوَاءُ الأَرض، ممدود‏:‏ بَراحُها؛ قال أَبو النجم‏:‏

يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ من خَوائِه

ويقال‏:‏ دخل فلان في خَواءِ فرسِه يعني ما بين يديه ورجليه، وأَبو النجم

وصف فرساً طويل القوائم‏.‏ ويقال لما يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَةِ

ما بين رجليه‏:‏ خَوَايَةٌ؛ قال الطِّرمّاح‏:‏

فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ، خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ

أي سَدَّت ما بين فخذيها بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ‏.‏ والخَواءُ‏:‏ خُلُوُّ

الجَوْفِ من الطعام، يمدّ ويقصر، والقصر أَعلى‏.‏ وخَوَى خَوىً وخَواءً‏:‏

تتابع عليه الجوعُ، وخَوِيَت المرأَةُ خَواً‏.‏ وخَوَتْ‏:‏ ولدت فخَوَي بطنُها

أَي خَلا، وكذلك إذا لم تأْكل عند الولادة، وخَوِيَتْ أَجْودُ‏.‏

والخَويَّة‏:‏ ما أَطعمتها على ذلك‏.‏ وخَوَّاها وخَوَّى لها تَخْوِيةً؛ الأَخيرة عن

كراع‏:‏ عَمِلَ لها خَوِيَّةً تأْكلها وهي طعام‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال للمرأَة

خُوِّيتْ، فهي تُخَوَّى تَخْوِيَةً، وذلك إذا حُفِرَتْ لها حَفِيرةٌ ثم أُوِقدَ فيها، ثم تَقْعُدُ فيها من داء تَجِدهُ‏.‏ وخَوَّتِ الإبلُ تَخْوِيةً‏:‏

خَمُصَتْ بُطونُها وارْتَفعَتْ‏.‏ وخَوَّى الرجلُ‏:‏ تَجافى في سجوده

وفَرَّجَ ما بين عَضُدَيْهِ وجَنْبيه، والطائرُ إذا أَرسل جناحيه، وكذلك البعير

إذا تَجافى في بُروكِه ومَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قال‏:‏

خَوَّتْ على ثَفِناتِها

وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سَجَدَ خَوَّى؛ ومعناه أَنه جافى بطنَه عن الأَرض ورَفَعَها حتى يَخْوِيَ ما بين ذلك

ويُخَوِّي عَضُدَيه عن جنبيه؛ ومنه يقال للناقة إذا بَرَكَتْ فتَجافي بطنُها في بُروكها لضُمْرِها‏:‏ قد خَوَّتْ؛ وأَنشد أَبو عبيد في صفة ناقة ضامر‏:‏

ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا بَركَتْ، خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاَّتِ

ويقال للطائر إذا أَراد أَن يقع فيَبْسُطَ جناحَيه ويَمُدَّ رجليه‏:‏ قد

خَوَّى تَخْوِيةً‏.‏ وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه‏:‏ إذا سَجَدَ الرجلُ

فلْيُخَوِّ، وإذا سجدت المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوَابساً، كأَصابِعِ المَقْرُورِ حَوَّى فاصْطَلى

فسره فقال‏:‏ يريد أَن الخيل قَرُبَتْ بعضُها من بعض‏.‏ والخَوَى‏:‏

الرُّعافُ‏.‏ والخَوَاءُ‏:‏ الهَواءُ بين الشيئين، وكذلك الهواء بين الأَرض والسماء؛ قال بِشْرٌ يصف فرساً‏:‏

يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبارُ

أَي يَسُدُّ الفَجْوةَ التي بين طُبْيَيها‏.‏ وكلُّ فُرْجة فهي خَوَاءٌ‏.‏

والخَوِيُّ‏:‏ الوِطاءُ بين الجبلين وهو اللَّيِّنُ من الأَرض‏.‏ وقال أبو حنيفة‏:‏ الخَوِيُّ بطْنٌ يكون في السَّهْل والحَزْن داخلاً في الأَرض

أَعْظَمُ من السَّهْبِ مِنْباتٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ كلُّ وادٍ واسع في جَوٍّ سَهْلٍ

فهو خَوٌّ وخَوِيٌّ‏.‏ والخَوِيُّ؛ عن الأَصمعي‏:‏ الوادي السهل البعيد؛ وقول الطِّرمّاح‏:‏

وخَوِيّ سَهْل، يُثِيرُ به القَوْ

مُ رِباضاً للِعينِ بَعْدَ رِباضِ

يقول‏:‏ يَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِينِ في مَرابضها فتُثِيرها منها، والرِّباضُ‏:‏ البقر التي رَبَضَتْ في كُنُسِها‏.‏ الأَزهري في هذا الموضع‏:‏ ابن الأَعرابي الوَخُّ الأَلمُ، والوَخُّ القَصْدُ، والخَوُّ الجُوع‏.‏

والخوِيَّةُ‏:‏ مَفْرَجُ ما بين الضَّرْع والقُبُلِ من الناقة وغيرها من الأَنعام‏.‏

وخَوَايَةُ السِّنانِ‏:‏ جُبَّتُه وهي ما الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ‏.‏

وخَوَايةُ الرَّحْل‏:‏ مُتَّسَعُ داخِله‏.‏ وخَوَى الزِّنْدُ وأَخْوَى‏:‏ لم يُورِ‏.‏

وخَوَتِ النُّجُومُ تَخْوي خَيّاً وأَخْوَتْ وخَوَّتْ‏:‏ أَمحَلَتْ، وقيل‏:‏

خَوَتْ وأَخْوَتْ، وذلك إذا سَقَطتْ ولم تُمْطِرْ في نَوْئِها؛ قال كعب بن زهير‏:‏

قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ، للطارِقينَ النازِلينَ، مَقارِي

وقال آخر‏:‏

وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِضَّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي

قوله‏:‏ يُثْري يَبُلُّ الأَرضَ؛ وقال الأَخطل‏:‏

فأَنتَ الذي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ، إذا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها

وخَوَّتْ تَخْوِيةً‏:‏ مالَتْ للمَغِيب‏.‏ وخَوَى الشيءَ خَيّاً وخَوَايةً

واخْتَواه‏:‏ اختَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

حتى اخْتَوَى طِفْلَها في الجَوِّ مُنْصَلِتٌ

أَزَلُّ منها، كنَصْلِ السَّيفِ، زُهْلُولُ

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال اخْتَوَاه واختدَفَه واخْتاتَهُ وتَخَوَّتَهُ إذا

اقتَطَعهُ؛ وقال أَبو وَجْزَة‏:‏

ثم اعْتَمَدْتَ إلى ابن يَحْيَى تَخْتَوي، مِنْ دُونِه، مُتَباعِدَ البُلْدانِ

وخَوَايةُ الخَيل‏:‏ حفيفُ عَدْوِها

؛ كذلك حكاه ابن الأَعرابي بالهاء‏.‏ وخَوَايةُ المطر‏:‏ حفِيفُ

انْهِلاله بالهاء؛ عنه أَيضاً‏.‏ وحكى أَبو عبيدة‏:‏ الخَوَاة الصَّوْتُ‏.‏ قال أبو مالك‏:‏ سمعت خَوايَتَهُ أي سمعت صوته شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ وأَنشد‏:‏

خَوايَةَ أَجْدَلا

يعني صوته‏.‏ وفي حديث صِلَةَ‏:‏ فَسَمِعْتُ كخَوايَةِ الطائِرِ؛ الخَوَايَة‏:‏ حَفِيفُ الجَناح‏.‏ وخَواةُ الرِّيحِ‏:‏ صَوْتها؛ عن ابن الأَعرابي

أَيضاً‏.‏ الخَوِيُّ‏:‏ الثابِتُ، طائِيَّة‏.‏ والخَاوِيَةُ‏:‏ الداهِية؛ عن

كراع‏.‏ الخَوُّ‏:‏ العَسَل؛ عن الزجاجيّ‏.‏

ويومُ خَوىً وخُوىً وخُوَيٍّ‏:‏ معروف‏.‏ وخَوِيٌّ‏:‏ موضع‏.‏ ويَومُ خَوٍّ‏:‏ من أَيام العرب، معروف‏.‏ والخَوِيُّ‏:‏ البَطْنُ السَّهْلُ من الأَرض، على

فعيل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأَخَذَ أَبا جَهْل خَوَّةٌ‏.‏ قلا يَنْطِقُ

أَي فَتْرَةٌ؛ ذكره ابن الأَثير، قال‏:‏ والهاء زائدة‏.‏

والخَوَّانِ‏:‏ واديان معروفان في ديار تميم‏.‏ وخَوٌّ‏:‏ وادٍ لبني أَسد؛ قال زهير‏:‏

لَئِنْ حَلَلْت بِخَوٍّ في بَني أَسَدٍ، في دينِ عَمْروٍ، وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ

قال أَبو محمد الأَسود‏:‏ ومن رواه بالجيم فقد صحَّفه، قال وفيه يقول

القائل‏:‏

وبَيْنَ خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعُ

وخَيْوانُ‏:‏ بَطنٌ من هَمْدانَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للأَسود بن يَعْفُر‏:‏ جُنِّبْتَ خَاوِيَةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ

أَبَداً، وجانَبَ نَفْسَكَ الأَسْقامُ

ولم يفسر الخَاوِيَةَ، فتأَمله‏.‏

والخاء‏:‏ حرف هجاء، وحكى سيبويه‏:‏ خَبَّيْت خاءً، وسنذكر ذلك في موضعه‏.‏

دأي‏:‏ الدَّأْيُ والدُّئيُّ والدِّئيُّ‏:‏ فِقَر الكاهِلِ والظَّهْرِ، وقيل‏:‏ غَراضِيفُ الصَّدْرِ، وقيل‏:‏ ضُلُوعه في مُلْتَقاهُ ومُلْتَقَى الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذؤيب‏:‏

لها من خِلالِ الدَّأْيَتْين أَرِيجُ

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ إنَّ الدَّأَيات أَضْلاع الكَتِف وهي ثلاث أَضلاع

مِنْ هُنا وثلاث من هُنا، واحِدتُه دَأْية‏.‏ الليث‏:‏ الدَّأْيُ جمع

الدَّأْيَةِ وهي فَقار الكاهِل في مُجْتَمَع ما بين الكَتِفَيْن من كاهِل البعير

خاصّة، والجمع الدَّأَياتُ، وهي عِظامُ ما هُنالِكَ، كلُّ عَظْمٍ منها

دأْية‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ الدَّأَياتُ خَرَزُ العُنُق، ويقال‏:‏ خَرَزُ

الفَقار‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ يقال للضِّلَعَيْن اللتَيْن تَلِيانِ الواهِنَتَيْن

الدَّأْيَتان، قال‏:‏ والدَّئيُّ في الشَّراسيفِ هي البَوَاني الحَراني‏.‏ المُسْتَأْخِراتُ الأَوْساطُ من الضلوع، وهي أَرْبَع وأَرْبَع، وهُنَّ العُوجُ وهن المُسَقَّفات، وهي أَطْولُ

الضّلُوعِ كُلِّها وأَتَمُّها وإليها ينتفخ الجوف‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ لم يَعْرِفُوا، يعني العرَب، الدَّأَياتِ في العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ في الأَضْلاع، وهي ستُّ يَلِينَ المَنْحر، من كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ، ويقال لِمَقادِيمِهِنّ

جَوانِحُ، ويقال لِلَّتَيْن تَلِيان المَنْحَرَ ناحِرَتان؛ قال أَبو منصور‏:‏

وهذا صواب؛ ومنه قول طرفة‏:‏

كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ، في دَأَياتِها، مَوارِدُ من خَلْقاء في ظَهْر قَرْدَدِ

وحكى ابن بري عن الأَصمعي‏:‏ الدُّئيُّ، على فُعُولٍ، جمع دَأْيَةٍ

لِفَقارِ العُنُق‏.‏

وابنُ دَأْيَةَ‏:‏ الغُراب، سمي بذلك لأَنه يقع على دأْية البَعير

الدَّبِرِ فيَنْقُرها؛ وقال الشاعر يصف الشَّيْب‏:‏

ولمَّا رأَيتُ النِّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ، وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ، جاشَتْ له نَفْسي

والدَّأْيَة‏:‏ مُرَكَّبُ القِدْحِ من القَوْس، وهما دَأْيَتانِ

مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فوقُ وأَسْفَلَ‏.‏

ودَأَى له يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً إذا خَتَلَه‏.‏ والذِّئْبُ يَدْأَى

لِلْغَزال‏:‏ وهي مِشْيَةٌ شبِيهةً بالخَتْلِ‏.‏ ودَأَوْتُ له‏:‏ لغة في دَأَيْت‏.‏

ودَأَوْتُ له‏:‏ مثل أَدَيْتُ له؛ قال‏:‏

كالذِّئْب يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ

ودأَى الذِّئْبُ للْغَزال يَدْؤُو دَأْواً لِيأْخُذَه مثل يَأْدُو‏:‏ وهو شبيه المُخاتَلَة والمُراوَغَة‏.‏ والدَّأْيُ والدَّأْيَةُ من البعير‏:‏

المَوْضِعُ الذي يقعُ عليه ظَلِفَة الرَّحْلِ فيَعْقِرهُ، ويُجْمَع على

دَأَياتٍ، بالتحريك وجَمْعُ الدَّأْيِ دَئيٌّ مثلُ ضَأْنٍ وضَئينٍ ومَعْزٍ

ومَعيزٍ؛ وقال حُمَيْد الأَرْقط‏:‏

يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا

عَضَّ الثُقافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا

دبي‏:‏ الدَّبَى‏:‏ الجَرادُ قَبل أَن يَطِير، وقيل‏:‏ الدَّبى أَصغرُ ما يكون

من الجراد والنمل، وقيل‏:‏ هو بعدَ السَِّرْوِ، واحِدَته دباةٌ؛ قال سِنان

الأَباني‏:‏

أَعارَ، عند السِّنِّ والمَشيبِ، ما شِئْتَ من شَمَرْدَلٍ نَجيبِ

أُعِرْته من سَلْفَعٍ صَخُوبِ، عاريَةِ المِرْفَقِ والظُّنْبُوبِ

يابِسَةِ المِرْفَقِ والكُعُوبِ، كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ

على دَباةٍ أَو على يَعْسُوبِ، تَشْتِمُني في أَنْ أَقُولَ تُوبي

المعنى‏:‏ أَن الله رزقه عند كِبَرِ سِنَّهِ أَولاداً نُجَباءَ من امرأَة

سَلْفَعٍ، وهي البَذِيَّة، وجَعل عُنُقَها لِقِصَرِه كعُنُق الدَّباةِ‏.‏

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ كيفَ الناسُ بعدَ ذلِك‏؟‏ قال‏:‏ دَباً يأْكل

شِدادُهُ ضِعافَه حتى تَقومَ عليهم الساعَة الدَّبا، مقصور‏:‏ الجَرَادُ

قبلَ أَن يَطِير، وقيل‏:‏ هو نَوْعٌ يُشْبِه الجَرادَ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ قالَ له رجلٌ أَصَبْتُ دَباةً وأَنا مُحْرِم، قال‏:‏ اذْبَحْ

شُوَيْهَةً‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الجراد أَوَّلَ ما يكون سِرْوٌ، وهُو أَبْيض، فإذا

تَحَرَّك واسْوَدّ فهو دَبىً قبلَ أَن تَنْبت أَجنحته‏.‏ وأَرضٌ مُدْبِيةٌ‏:‏

كثيرة الدَّبا‏.‏ وأَرضٌ مُدْبَيَةٌ ومُدَبِّيَة، كلتاهما‏:‏ من الدَّبا‏.‏

وأَرض مُدْبِيَةٌ ومَدْباةٌ‏:‏ كثيرة الدَّبا‏.‏ وأَرض مَدْبِيَّة ومَدْبُوَّةٌ‏:‏

أَكل الدَّبا نَبْتَها‏.‏ وأَدْبَى الرِّمْثُ والعَرْفَجُ إذا ما أَشْبه ما يخرج من ورَِقِه الدَّبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤْكلَ‏.‏ وجاءَ

بِدَبى دُبَيٍّ ودَبَى دُبَيَّيْنِ ودَبَى دَبَيَيْنِ؛ عن ثعلب، يقال ذلك في موضع الكَثْرة والخَيرِ والمالِ الكثِير، فالدَّبى معروف؛ ودُبَيٌّ‏:‏ موضع

واسع، فكأَنه قال‏:‏ جاء بمال كدَبَى ذلك الموضع الواسع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

جاءَ فلانٌ بَدَبَى دَبَى إذا جاء بمال كالدَّبَى في الكثرة‏.‏

ودُبَيٌّ‏:‏ موضع لَيِّنٌ بالدَّهْناء يأْلفه الجراد فيبيض فيه‏.‏ والدَّبى‏:‏

موضع‏.‏ ودَبى‏:‏ سوقٌ من أَسواق العرب‏.‏ ودُبَيَّة‏:‏ اسم رجل‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وهذا كله بالياء لأَن الياء فيه لام، فأَما مَدْبُوَّةٌ فنَوْعٌ من المُعاقَبة‏.‏

والدُّبَّاءُ‏:‏ القَرْعُ على وزن المُكَّاءِ، واحِدته دُبَّاءَةٌ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ ومما تُؤَخِّذُ به نساء العرب الرجالَ أَخَّذْتُه بِدُبَّاءْ

مُمَّلاٍ منَ الماءْ، مُعَلَّقٍ بتِرْشاءْ، فلا يَزَلْ في تِمْشاءْ، وعَيْنُه في تِبْكاءْ، ثم فسره فقال‏:‏ التِّرْشاءُ الحَبْل، والتِّمشاءُ

المَشْيُ، والتِّبْكاءُ البُكاءُ‏.‏ والدَّبَّةُ‏:‏ كالدُّبَّاء؛ ومنه قول الأَعرابي‏:‏

قاتَلَ الله فُلانة كأَنَّ بَطْنَها دَبَّةٌ‏.‏ وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ؛ وهو أَوعية كانوا يَنْتَبِذُون فيها وضَرِيَت فكان النَّبيذُ فيها يغلي سريعاً

ويُسْكِر، فنهاهم عن الاْنْتِباذ فيها، ثم رَخَّص صلى الله عليه وسلم في الانْتِباذ فيها بشرط أَن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر، وتحريم

الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نسخ، وهو المذهب، وذهب مالك

وأَحمد إلى بقاء التحريم؛ ووزن الدُّبَّاء فُعَّال ولامُه همزة لأَنه لم يُعْرف انْقلاب لامهِ عن واو أو ياء؛ قاله الزمخشري؛ قال ابن الأَثير‏:‏

وأَخرجه الهروي في دبب على أَن الهمزة زائدة، وأَخرجه الجوهري في المعتل على

أَن همزته منقلبة، قال‏:‏ وكأَنه أَشبه، والله أَعلم؛ وقال‏:‏

إذا أَقْبَلَتْ قُلْتَ دُبَّاءَةٌ *** من الخُضْرِ مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ

وهذا البيت في الصحاح منسوب لامرئ القيس وهو‏:‏

وإنْ أَدْبَرَتْ قلتَ دُبَّاءَةٌ *** منَ الخُضْرِ مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ