فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

رتا‏:‏ رَتَا الشيءَ يَرْتُوه رَتْواً‏:‏ شدَّه وأَرْخاه، ضِدٌّ‏.‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في الحَساءِ‏:‏ إِنَّه يَرْتُو فُؤادَ الحَزِينِ ويَسْرو عن فُؤادِ السَّقِيم؛ قال الأَصمعي‏:‏ يَرْتُو فُؤَادَ الحَزِينِ يَشُدُّه ويُقَوِّيه؛ وقال لبيد في الشَّدِّ يصفِ دِرْعاً‏:‏

فَخْمَةٌ دَفْراء تُرْتى بالعُرى *** قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ

يعني الدُّروعَ أَنه ليس لها عُرىً في أَوْساطِها، فيُضَمُّ ذَيلُها إِلى تلك العُرى وتُشَدُّ إِلى فَوقُ لتَنْشَمِرَ عن لابسها، فذلك الشَّدُّ هو الرَّتْوُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّتْوُ يكون شَدّاً ويكون إِرْخاءً؛ وأَنشد للحرث يذكر جَبَلاً وارتفاعَه‏:‏

مُكْفَهِرّاً على الحَوادِثِ لا يَرْ *** تُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ

أَي لا تُرْخِيه ولا تُدْهِيهِ

داهِيةٌ ولا تُغَيِّرُه‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ معناه لا تَرْتُوهُ لا تَرْمِيه، وأَصل الرَّتْوِ الخَطْوُ، أَراد أَنَّ الداهيةَ لا تَخَطَّاه ولا

تَرْمِيه فتُغيِّرَه عن حاله ولكنه باقٍ على الدهر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إن الخَزِيرَة تَرْتُو فُؤَاد المَريضِ أَي تَشُدُّه وتُقَوِّيه‏.‏ ورَتَوْتُه‏:‏

ضَمَمْته‏.‏ ورُتِيَ في ذَرْعِه‏:‏ كَفُتَّ في عَضُدِه‏.‏ والرَّتْوة‏:‏ الدَّرجة

والمَنْزِلة عندَ السُّلْطان‏.‏ والرَّتْيَة والرَّتْوة‏:‏ الخَطْوة، وقال ابن سيده في موضع آخر‏:‏ قال اللحياني ولَسْت منها على ثقة‏.‏ وقد رَتَوْت

أَرْتُو رَتْواً إِذا خَطَوْت‏.‏ وروي عن معاذ أَنه قال‏:‏ تَتَقَدَّم العلماءُ

يومَ القيامة برَتْوَة؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الرَّتْوة الخَطْوة ههنا أَي

بخَطْوة، ويقال بدَرَجَة‏.‏ وقال ابن الأَثير‏:‏ أَي برَمْية سَهْم، وقيل‏:‏

بِميلٍ، وقيل‏:‏ مَدى البَصَر‏.‏ وفي حديث أَبي جهل‏:‏ فَيَغِيب في الأَرض ثم يَبْدو رَتْوَة‏.‏ وفي حديث فاطمة، رضي الله عنها‏:‏ أَنها أَقبلت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ادْني يا فاطمة، فدَنَتْ رَتْوة، ثم قال ادْني يا فاطِمَة، فدَنَتْ رَتْوة؛ الرَّتْوة ههنا‏:‏ الخَطْوة، وقيل‏:‏

الرَّتْوة البَسْطَة، والرَّتْوَةُ نحوٌ منْ ميلٍ، والرَّتْوة الدَّعْوة، والرَّتْوة الزيادة في الشرَفِ وغيرِه، والرَّتْوة العُقْدة الشَّدِيدة، والرَّتْوة العُقْدة المسْتَرْخية، قال‏:‏ ورَتا برأْسه يَرْتو رَتْواً ورُتُوّاً

أَوْمَأَ، وقيل‏:‏ هو مِثْلُ الإِيماءِ، وقيل‏:‏ هو أَن يقول نعَم وتعال

بالإِيماء‏.‏ ورَتا بالدَّلْو يَرْتُو رَتْواً‏:‏ مَدَّ بها مدّاً رَفيقاً‏.‏

ورَتَوْت‏:‏ رمَيْت‏.‏ والرَّتْوة‏:‏ رَميةٌ بسَهْم‏.‏ والرَّتْوة‏:‏ نحوٌ من مِيلٍ، وقيل‏:‏ مَدُّ البَصَر والرَّتْوة‏:‏ سُوَيْعة‏.‏ والرَّتْوة‏:‏ شَرَفٌ من الأَرضِ

نحو الرَّبْوة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّاتِي الزائِدُ على غيره في العِلْم، والرَّاتي الربَّاني، وهو العالِمُ العامِل المُعَلِّم، فإِن حُرِم خصلةً

لم يُقَل له ربَّانيٌّ‏.‏

رثا‏:‏ الرَّثْوُ‏:‏ الرَّثِيئة من اللَّبَن؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس على لفظه

في حكم التصريف لأَن الرَّثِيئة مهموزة، بدليل قولهم رَثَأْت اللبن خَلَطْته، فأَمَّا قولهم رجلٌ مَرْثُوٌّ أَي ضعيفُ العَقْل فمن الرَّثِيَّة‏.‏

ورَثَوْت الرجل‏:‏ لغة في رثَأْتُه، ورَثَتِ المرأَة بَعْلها تَرْثيه

وتَرْثُوه رِثايةً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وحكى اللحياني رثَيْت عنه حديثاً أَي

حَفِظْته، والمعروف نثَّيْت عنه خبراً أَي حَمَلْته‏.‏ وقال في موضع آخر‏:‏ وأُرى

اللحياني حكى رَثَوْت عنه حديثاً حَفِظته وإِنما المعروف نَثَوْتُ عنه

خَبَراً، وفي الصحاح‏:‏ رَثَيْت عنه حديثاً أَرثي رِثايةً إِذا ذكَرْتَه

عنه‏.‏ ورَثَيْت عنه حديثاً أَرْثي رِثايةً إِذا ذكَرْته عنه، وحكي عن

العُقَيلي رثَوْنا بيننا حديثاً ورَثَيْناه وتناثيناه مثله‏.‏

والرَّثْيَة، بالفتح‏:‏ وجَعٌ في الرُّكْبَتَين والمفاصِل‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏

وجعُ المفاصِل واليَدين والرجْلين، وقيل‏:‏ وجعٌ وظُلاعٌ في القوائِمِ، وقيل‏:‏ هو كُلُّ ما مَنَعك من الانْبعاث من وجَع أَو كِبَرٍ؛ قال رؤبة

فشَدَّد‏:‏

فإِن تَرَيْني اليَومَ ذا رثيَّهْ

وقال أَبو نُخَيْلة يصف كِبَره‏:‏

وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادي بَدي، ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ، وصارَ للفَحْلِ لساني ويَدِي

ويروى‏:‏ في تشددِ، قال‏:‏ الرَّثْية انْحِلال الرُّكَب والمفاصِل، وقد

رَثِيَ رَثْياً؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده‏:‏ والقياس رَثىً، وقال ثعلب‏:‏

والرَّثْيَة والرَّثِيَّة الضَّعف‏.‏ التهذيب‏:‏ الرَّثْية داءٌ يعرَِض في المفاصِل ولا هَمْز فيها، وجَمْعها رَثَياتٌ؛ وأَنشد شمر لجوَّاس بن نُعَيْمٍ أَحد بني الهُجَيْم بن عمرو بن تَمِيم، قال السكري‏:‏ ويُعْرَف بابن أُمِّ نَهارٍ، وأُمُّ نهارٍ هي أُمُّ أَبيه وبها يُعرف‏:‏

وللكَبير رَثَيات أَرْبَعُ‏:‏

الرُّكَبتان والنَّسا والأَخْدَعُ

ولا يزالُ رأْسُه يَصَّدَّعُ، وكلُّ شيءٍ بعدَ ذاكَ يَيْجَعُ

والرَّثْيَةُ‏:‏ الحُمْق‏.‏ وفي أَمْره رَثْية أَي فُتُور؛ وقال أَعرابي‏:‏

لهم رَثْيَةٌ تَعْلو صريمة أَهْلِهمْ، وللأَمْر يَوْماً راحةٌ فقَضاءُ

ابن سيده‏:‏ ورجل مَرْثوءٌ من الرَّثْية نادرٌ أَي أَنه مما همز ولا أَصل

له في الهَمْز‏.‏ ورجل أَرْثى‏:‏ لا يُبْرِمُ أَمْراً، ومَرْثُوٌّ‏:‏ في عقْله

ضَعْف، وقياسه مَرْثِيٌّ، فأَدخلوا الواو على الواو كما أَدخلوا الياء

على الواو في قولهم أَرضٌ مَسْنِيَّة وقَوْسٌ مَغْريّة‏.‏

ورَثى فلان فلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً إِذا بكاهُ بعد مَوته‏.‏

قال‏:‏ فإِن مدَحَه بعد موته قيل رثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيةً‏.‏ ورَثَيْت

الميّتَ رَثْياً ورِثاءً ومَرْثاةً ومَرْثِيةً ورَثَّيْته‏:‏ مَدَحْته بعد

الموت وبَكَيْته‏.‏ ورثَوْت الميّت أَيضاً إِذا بكَيْته وعدَّدت محاسنه، وكذلك إِذا نظَمْت فيه شعراً‏.‏ ورَثَت المرأَةُ بعْلها تَرْثِيه ورَثِيَتْه

تَرْثاهُ رِثايَةً فيهما؛ الأَخيرة عن اللحياني، وتَرَثَّت كرَثَّت؛ قال رؤبة‏:‏

بكاءِ ثكْلى فَقَدتْ حَميما، فهي تُرَثِّي بِأَبا وابْنِيما

ويروى‏:‏ وابْناما، ولم يَحْتَشِمْ من الأَلف مع الياء لأَنها حكاية، والحكاية يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، أَلا ترى أَنهم قالوا مَن زيداً في حكاية رأَيتُ زيْداً، ومَن زيدٍ في حكاية مَرَرْتُ بزَيْدٍ‏؟‏ وكلُّ ذلك

مذْكورٌ في مواضعه‏.‏ وامرأَة رثَّاءَةٌ ورثَّاية‏:‏ كثيرة الرِّثاء لبَعْلِها

أَو لغيره مِمَّن يُكْرمُ عندَها تَنُوحُ نِياحةً، وقد تقدم في الهمز، فمن لم يهمز أَخرجه على أَصله، ومن همزه فلأَنَّ الياء إِذا وقعت بعد

الأَلف الساكنة هُمِزَت، وكذلك القول في سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ وما

أَشْبَهَها‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ قالت امرأَة من العرب رَثأْتُ زَوْجي بأَبيات، وهَمَزَت؛ قال الفراء‏:‏ رُبَّما خرجت بهم فَصاحَتُهم إِلى أَنْ يهمزوا ما ليس

بمَهموز، قالوا‏:‏ رَثَأْت المَيت ولَبَّأْت بالحَجِّ وحَلأْت السَّويقَ

تَحْلِئَةً إِنما هو من الحَلاوةِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نهى عن التَّرَثِّي، وهو أَن يُنْدَب المَيِّتُ فيقال وَافُلاناهْ‏.‏ ورَثَيْتُ له‏:‏ رَحِمْتُهُ‏.‏

ويقال‏:‏ ما يَرْثِي فلانٌ لي أَي ما يَتَوَجَّع ولا يُبالِي‏.‏ وإِنِّي

لأَرْثِي له مَرْثاةً ورَثْياً‏.‏ ورَثَى له أَي رَقَّ له‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن أُخْتَ شَدَّادِ بن أَوْسٍ بَعَثَتْ إليه عند فِطْرِه بقَدَحِ لَبن وقالت‏:‏ يا رسول الله، إِنما بَعَثْت به إِليكَ مَرْثِيةً لكَ من طُول

النهارِوشِدّة الحرِّ أَي تَوَجُّعاً لكَ وإِشْفاقاً، من رَثَى له إِذا رَقّ

وتوجع، وهي من أَبنية المصادر نحو المَغْفِرَة والمَعْذِرَة، قال‏:‏ وقيل

الصواب أَن يقال مَرْثاةً لكَ من قولهم رثَيْت للحيِّ رَثْياً ومَرْثاةً، والله أَعلم‏.‏

رجا‏:‏ الرَّجَاءُ من الأَمَلِ‏:‏ نَقِيضُ اليَأْسِ، مَمْدودٌ‏.‏ رَجاهُ

يَرْجوهُ رَجْواً ورَجاءً ورَجاوَةً ومَرْجاةً ورَجاةً، وهمزَتُه منقلبة عن

واو بدليل ظُهورِها في رَجاوةٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِلاَّ رَجاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

غَدَوْتُ رَجاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ

وصاحِبُه، فاسْتَقْبَلانِيَ بالغَدْرِ

ويروى‏:‏ بالعُذْرِ، وقد تكرر في الحديث ذكر الرجاء بمعىن التَّوَقُّعِ

والأَمَل‏.‏ ورَجِيَهُ ورَجَاهُ وارْتَجاه وتَرَجَّاه بمَعْنىً؛ قال بِشْرٌ

يخاطب بنته‏:‏

فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إِيَابِي، إِذا ما الْقارِظُ العَنَزِيُّ آبَا

وما لي في فلان رَجِيَّةٌ أَي ما أَرْجُو‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَتَيْتُكَ إِلا

رَجَاوَةَ الخَيْرِ‏.‏ التهذيب‏:‏ من قال فَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا هو خَطأٌ، إِنما يقال رَجاءَ كذا، قال‏:‏ والرَّجْوُ المُبالاة، يقال‏:‏ ما أَرْجُو أَي

ما أُبالِي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ رَجِيَ بمعنى رَجَا لم أَسْمَعْه لغير الليث، ولكن رَجِيَ إِذا دُهِشَ‏.‏ وأَرْجَتِ الناقةُ‏:‏ دَنا نَتاجُها، يُهْمز ولا

يهمز، وقد يكون الرَّجْوُ والرَّجاءُ بمعنى الخَوْف‏.‏ ابن سيده‏:‏ والرَّجاءُ

الخَوْف‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ما لَكُم لا تَرْجُونَ لله وَقاراً‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ قال الفراء الرَّجاءُ في معنى الخَوْفِ لا يكون إِلا مع الجَحْدِ، تقول‏:‏ ما رَجَوْتُكَ

أَي ما خِفْتُك، ولا تقول رَجَوْتُك في معنى خِفْتُك؛ وأَنشد لأَبي

ذؤيب‏:‏ إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها، وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ

أَي لم يَخَفْ ولم يُبالِ، ويروى‏:‏ وحالَفَها، قال‏:‏ فحالفها لزمها، وخالفها دخل عليها وأَخذَ عَسَلَها‏.‏ الفراء‏:‏ رَجا في موضِعِ الخَوْفِ إِذا كان

معه حرفُ نَفْيٍ، ومنه قول الله عز وجل‏:‏ ما لكم لا تَرْجُون لله

وَقاراً؛ المعنى لا تَخافون للهِ عَظَمة؛ قال الراجز‏:‏

لا تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا

أَسَبْعَةً لاقَتْ معاً، أَو واحِدَا‏؟‏

قال الفراء‏:‏ وقال بعض المفسرين في قوله تعالى‏:‏ وتَرْجُون من الله ما لا

يَرْجُون؛ معناه تخافون، قال‏:‏ ولم نَجِدْ معنى الخَوْفِ يكون رَجاءً

إِلاَّ ومعه جَحْدٌ، فإِذا كان كذلك كان الخوفُ على جهة الرَّجاء والخوفِ

وكان الرَّجاء كذلك كقوله عز وجل‏:‏ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ هذه؛ للذين لا يَخافون أَيامَ الله، وكذلك قوله تعالى‏:‏ لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤيب‏:‏

إِذا لَسَعَتْه النحلُ لم يَرْجُ لَسْعَها

قال‏:‏ ولا يجوز رَجَوْتُك وأَنتَ تُريد خِفْتُك، ولا خِفْتُك وأَنت تريد

رَجَوْتك‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وقال الذينَ لا يَرْجونَ لِقاءنا؛ أَي لا

يَخْشَوْنَ لقاءنا، قال ابن بري‏:‏ كذا ذكره أَبو عبيدة‏.‏

والرَّجا، مقصور‏:‏ ناحيةُ كلِّ شيءٍ، وخص بعضهم به ناحية البئر من أَعلاها إِلى أَسفلِها وحافَتَيْها‏.‏ وكلُّ شيء وكلُّ ناحيةٍ رَجاً، وتثنيته

رَجَوَان كعَصاً وعَصَوانِ‏.‏ ورُمِيَ به الرَّجَوانِ‏:‏ اسْتُهِينَ به فكأَنه

رُمِيَ به هنالك، أَرادوا أَنه طُرِحَ في المَهالِكِ؛ قال‏:‏

فلا يُرْمَى بِيَ الرَّجَوانِ أَنِّي

أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِي

وقال المرادي‏:‏

لقد هَزِئَتْ مِنِّي بنَجْرانَ، إِذْ رَأَتْ

مَقامِيَ في الكِبْلَيْنِ، أُمُّ أَبانِ

كأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي اسِيراً مُكَبَّلاً، ولا رَجُلاً يُرْمَى به الرَّجَوانِ

أَي لا يَسْتطِيع أَن يَسْتَمْسِك، والجمع أَرْجاءٌ؛ ومنه قوله تعالى‏:‏

والمَلَكُ على أَرْجائِها، أَي نواحيها؛ قال ذو الرمة‏:‏

بَيْنَ الرَّجَا والرَّجَا من جَنْبِ واصِبةٍ

يَهْماء، خابِطُها بالخَوْفِ مَعْكُومُ

والأرْجاءُ تُهْمَز ولا تهمز‏.‏ وفي حديث حذيفة لَمَّا أُتِيَ بكَفَنِه

فقال‏:‏ إنْ يُصِبْ أَخُوكُم خيراً فعَسَى وإلاّ فَلْيَتَرامَ بِي رَجَواها

إلى يومِ القيامة أَي جانِبا الحُفْرة، والضمير راجع إلى غير مذكور، يريد

به الحُفْرة، والرَّجا، مقصور‏:‏ ناحية الموضع، وقوله‏:‏ فَلْيَتَرامَ بِي

لفظُ أَمْرٍ، والمراد به الخَبَر أَي وإلاَّ تَرامَى بِي رَجَواها كقوله

تعالى‏:‏ فَلْيَمْدُد له الرحمنُ مَدّاً‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏.‏ رضي الله عنهما‏:‏ كان الناسُ يَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ أَي

نَواحِيَه، وصَفَه بسَعَة العَطَنِ والاحتمال والأَناةِ‏.‏ وأَرْجاها‏:‏ جعَل

لها رَجاً‏.‏

وأَرْجَى الأَمْرَ‏:‏ أَخَّرَه، لغة في أَرْجأَهُ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ أَرْجَأْتُ

الأَمْرَ وأَرْجَيْته إذا أَخَّرْتَهُ، يُهْمز ولا يهمز، وقد قرئ‏:‏

وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله، وقرئ‏:‏ مُرْجَؤُونَ، وقرئ‏:‏ أَرْجِهْ

وأَخاه، وأَرْجِئةُ وأَخاه؛ قال ابن سيده‏:‏ وفي قراءة أَهل المدينة قالوا

أَرْجِهِ وأَخاهُ، وإذا وصفتَ به قلتَ رجلٌ مُرْجٍ وقوم مُرْجِيَة، وإذا

نَسَبْتَ إليه قلتَ رجلٌ مُرْجيٌّ، بالتشديد على ما ذكرناه في باب الهمز‏.‏

وفي حديث تَوْبةِ كعب بن مالكٍ‏:‏ وأَرْجأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمْرَنا أَي أَخَّرَه‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الإرْجاء التأْخير، وهذا

مهموز‏.‏ قد ورد في الحديث ذِكْرُ المُرْجِئَةِ، قال‏:‏ وهم فِرقة من فِرَقِ

الإسلامِ يعتقدون أَنه لا يَضُرُّ مع الإيمان مَعْصِية كما أَنه لا ينْفعُ مع

الكُفْرِ طاعة؛ سُمُّوا مُرجِئَة لاعتقادِهم أَن الله أَرجَأَ تَعْذيبَهم

على المعاصي أَي أَخَّرَه عنهم، والمُرْجِئة يهمز ولا يهمز، وكلاهما

بمعنى التَّأْخير‏.‏ وتقول من الهمز‏:‏ رجل مُرْجِئٌ وهُم المُرْجِئَة، وفي النسب مُرْجِئِيٌّ مثال مُرْجِعٍ ومُرْجِعَةٍ ومُرْجِعِيٍّ، وإذا لم تَهْمِز

قلت رجل مُرْجٍ ومُرْجِيَة ومُرْجِيٌّ مثل مُعْطٍ ومُعْطِية ومُعْطِيّ‏.‏

وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ أَلا تَرَى أَنَّهم يتَبايَعُون

الذَّهبَ بالذَّهبِ والطعام مُرَجًى أَي مُؤَجَّلاً مُؤَخَّراً، ويهمز ولا

يهمز؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وفي كتاب الخطابي على اختلاف نسخه مُرَجًّى، بالتشديد للمبالغة، ومعنى الحديث أَن يَشْتريَ من إنسانٍ طعاماً بدينارٍ إلى

أَجَلٍ، ثم يبيعه منه أَو من غيره قبل أَن يقبضه بدينارين مثلاً فلا يجوز

لأَنه في التقدير بيعُ ذهب بذهب والطعامُ غائبٌ، فكأَنه قد باعه دينارَه

الذي اشترى به الطعامُ غائبٌ، فكأنه قد باعه دينارَه الذي اشترى به الطعام

بدينارين فهو رباً ولأنَه بيع غائبٍ بناجزٍ ولا يصح‏.‏

والأُرْجِيّةُ‏:‏ ما أُرْجِيَ من شيء‏.‏ وأَرْجَى الصيدَ‏:‏ لم يُصِبْ منه

شيئاً كأَرْجأَهُ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهذا كله واويُّ لوجود ر ج و ملفوظاً به مُبَرْهَناً عليه وعدمِ ر ج ي على هذه الصفة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ تُرْجِي من تشاءُ منهن؛ من ذلك‏.‏ وقَطِيفة حَمْراء أُرْجُوان، والأُرْجُوانُ‏:‏ الحُمْرة، وقيل‏:‏ هو النَّشاسْتَجُ، وهو الذي تسميه العامة النّشا‏.‏ والأرجوانُ‏:‏

الثيابُ الحُمْرُ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والأُرْجُوانُ‏:‏ الأَحْمَرُ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏

الأُرجُوانُ صِبْغ أَحْمرَ شديد الحمرة، والبَهْرَمانُ دونَه؛ وأنشد ابن بري‏:‏

عَشِيَّة غادَرَت خَيْلِي حُمَيْداً، كأَنَّ عليه حُلَّةَ أُرْجُوانِ

وحكى السيرافي‏:‏ أَحمرُ أُرْجُوانٌ، على المبالغة به كما قالوا أَحْمَرُ

قانِئٌ، وذلك لأَن سيبويه إنما مَثَّل به في الصفة، فإما أَن يكون على

المبالغة التي ذهب إليها السيرافي، وإما أَن يُريد الأُرْجُوان الذي هو الأَحْمر مطلقاً‏.‏ وفي حديث عثمان‏:‏ أَنَّه غَطَّى وجهَه بقَطِيفَةٍ حَمْراءَ

أُرْجُوانٍ وهو مُحْرِمٌ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الأُرجوان الشديد الحُمْرَة، لا يقال لغير الحُمْرة أرجوان، وقال غيره أُرجُوان مُعَرَّبٌ أَصله

أُرْغُوانٌ بالفارسية فأُعْرِبَ، قال‏:‏ وهو شَجَرٌ له نَوْرٌ أَحمر أَحْسَنُ ما يَكُونُ، وكلُّ لون يُشْبهُه فهو أُرْجُوانٌ؛ قال عمرو بن كلثوم‏:‏

كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومنْهُمْ

خُضِبْنَ بأُرْجُوانٍ، أَو طُلِينا

ويقال‏:‏ ثوبٌ أُرْجُوانٌ وقَطِيفةٌ أُرجُوانٌ، والأَكثر في كلامهم إضافة

الثوب والقطيفة إلى الأُرجوان، وقيل‏:‏ إنّ الكلمةَ عربيّة والأَلف والنون

زائدتان، وقيل‏:‏ هو الصِّبْغ الأَحْمَرُ الذي يقال له النَّشاسْتَجُ، والذَّكَر والأُنثى فيه سواء‏.‏ أََبو عبيد‏:‏ البَهْرَمانُ دون الأُرْجُوانِ في الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْرَبُ حُمْرَةً‏.‏

ورَجاءٌ ومُرَجَّى‏:‏ اسمان‏.‏

رحا‏:‏ الرَّحا‏:‏ معروفةٌ، وتثنيتها رَحَوانِ، والياءُ أَعْلى‏.‏ ورَحَوْتُ

الرَّحا‏:‏ عَمِلْتُها، ورَحَيْتُ أَكثرُ، وقال في المعتل بالياء‏:‏ الرَّحَى

الحَجَر العظيم‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الرَّحا عند الفرَّاء يكتُبها بالياء

وبالأَلف لأَنه يقال رَحَوْت بالرَّحا ورَحَيْتُ بها‏.‏ ابن سيده‏:‏ الرَّحَى

الحَجَر العظيم، أُنثى‏.‏ والرَّحَى‏:‏ معروفة التي يُطْحَنُ بها، والجمع أَرْحٍ

وأَرْحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأَرْحِيَةٌ؛ الأَخيرة نادرة؛ قال‏:‏

ودارَتِ الحَرْبُ كدَوْرِ الأَرْحِيَه

قال‏:‏ وكرهها بعضهم‏.‏ وحكى الأَزهري عن أَبي حاتم قال‏:‏ جمع الرَّحَى

أَرْحاءٌ، ومن قال أَرْحِيَةٌ فقد أَخطأ، قال‏:‏ وربما قالوا في الجمع الكثير

رِحِيٌّ، وكذلك جمع القَفا أَقْفاءٌ، ومن قال أَقْفِيَةٌ فقد أَخطأَ، قال‏:‏

وسَمِعْنا في أَدْنَى العدد ثلاثُ أَرْحٍ، قال‏:‏ والرَّحَى مؤنثة وكذلك

القفا، وأَلف الرَّحَى منقلبة من الياء، تقول هما رَحَيانِ؛ قال مُهَلْهِلُ

ابنُ ربيعة التَّغْلبيُّ‏:‏

كأنَّا غُدْوَةً وبَني أَبينا، بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ، رَحَيا مُديِرِ

وكلُّ مَن مَدَّ قال رَحاءٌ ورَحاءَانِ وأَرْحِيَةٌ مِثْل عطاءٍ

وعَطاءانِ وأَعطِية، جعلها منقلبة من الواو، قال الجوهري‏:‏ ولا أَدري ما حُجَّته

ولا ما صِحَّتُه؛ قال ابن بري هنا‏:‏ حُجَّتُه رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو

إذا اسْتَدارَت، قال‏:‏ وأَما صِحّةُ رَحاء بالمدّ فقولهم أَرْحِيَةٌ‏.‏

ورَحَيْتُ الرَّحَى‏:‏ عَمِلْتُها وأَدَرْتُها‏.‏ الجوهري‏:‏ رَحَوْتُ الرَّحا

ورَحَيْتُها إذا أَدَرْتها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تدور رَحا الإسلامِ لخَمْسٍ أَو سِتٍّ

أَو سبع وثلاثين سنةً، فإن يَقُمْ لهم دينُهم يَقُمْ لهم سبعين سنة، وإن يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هَلَك من الأُمَمِ، وفي رواية‏:‏ تدورُ في ثلاثٍ

وثلاثين سنة أو أربع وثلاثين سنة، قالوا‏:‏ يا رسول الله سِوَى الثلاثِ

والثلاثين، قال‏:‏ نعم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يقال دارتْ رَحَى الحرب إذا قامتْ على

ساقها، وأَصل الرَّحَى التي يُطْحَنُ بها، والمعنى أَن الإسلام

يَمْتَدُّ قيامُ أَمره على سَنَن الاستقامةِ والبُعْدِ من إحداثاتِ الظَّلَمة إلى

تَقَضِّي هذه المدة التي هي بِضْعٌ وثلاثون، ووجهُه أن يكون قاله وقد

بَقِيتْ من عُمُره السِّنون الزائدةُ على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا

انْضَمَّت إلى مدة خلافة الأَئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغةً

ذلك المبلغ، وإن كان أَراد سنةَ خمس وثلاثين من الهجرة ففيها خرج أَهلُ مصر

وحَصَروا عثمان، رضي الله عنه، وجرى فيها ما جرى، وإن كانت ستّاً

وثلاثين ففيها كانت وقعةُ الجَمَل، وإن كانت سبعاً وثلاثين ففيها كانت وقْعَةُ

صِفِّينَ، وأَما قوله يَقُمْ لهم سبعين عاماً فإن الخطابي قال‏:‏ يُشْبه أن يكون أَراد مدَّةَ مُلْكِ بني أُميّةَ وانتقاله إلى بني العباس، فإنه

كان بين اسْتِقْرارِ المُلْك لبني أُمية إلى أَن ظهرت دُعاةُ الدَّوْلة

العباسية بخُراسان نحو من سبعين سنة، قال ابن الأَثير‏:‏ وهذا التأْويل كما تراه فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ولا كان الدين فيها

قائماً، ويروى‏:‏ تَزول رَحى الإسلام عِوَضَ تَدُورُ أَي تَزُول عن ثُبُوتها

واستقرارها‏.‏ وترحَّتِ الحَيّة‏.‏

استدارت وتَلَوَّت فهي مُتَرَحِّيَةٌ؛ ولهذا قيل لها إحدى بناتِ طَبَقٍ؛ قال رؤبة‏:‏

يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي، أَوْ أَنْ تَرَحَّيْ كرَحَى المُرَحِّي

والمُرَحِّي‏:‏ الذي يُسَوِّي الرَّحى، قال‏:‏ وفَحِيحُ الحَيَّة بفيهِ

وحَفِيفُه من جَرْشِ بَعْضه ببعض إذا مَشى فتَسْمَعُ له صوتاً‏.‏ الجوهري‏:‏

رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو وتَرَحَّتْ إذا اسْتَدارَتْ‏.‏

والأَرْحاءُ‏:‏ عامةُ الأَضْراسِ، واحدُها رَحىَ، وخَصَّ بعضُهم به بعضَها

فقال قوم‏:‏ للإنسان اثْنَتا عَشْرَةَ رَحًى، في كل شِقٍّ سِتٌّ، فسِتٌّ

من أَعلى وسِتٌّ من أَسْفَلَ، وهي الطَّواحِنُ، ثم النَّواجِذُ بعدَها وهي أَقْصى الأَضْراس، وقيل‏:‏ الأَرْحاءُ بعدَ الضَّواحِك، وهي ثمان‏:‏ أَربعٌ

في أَعلى الفم، وأَربعٌ في أَسفله تَلي الضّواحِكَ؛ قال‏:‏

إذا صَمَّمَتْ في مُعْظمِ البَيْضِ أَدْرَكَتْ

مَراكِزَ أَرْحاءَ الضُّروسِ الأَواخِرِ

وأَرْحاءُ البعير والفِيل‏:‏ فَراسِنُهما‏.‏ والرَّحا‏:‏ الصَّدْرُ؛ قال‏:‏

أُجُدٌ مُداخِلَةٌ وآدَمُ مُصْلِقٌ، كَبْداءُ لاحِقةُ الرِّحا وشَمَيْذَرُ

ورَحا الناقةِ‏:‏ كِرْكِرَتُها؛ قال الشَّمَّاخُ‏:‏

فَنِعْمَ المُعْتَرى رَكَدَتْ إليه، رَحى حَيْزومِها كرَحا الطَّحِين

والرَّحى‏:‏ كِرْكرَةُ البعير‏.‏ الأَزهري‏:‏ فَراسِنُ الجَمَل أَرْحاؤُه

وثَفِناتُ رُكَبِهِ وكِرْكِرَته أَرْحاؤُه؛ وأَنشد ابن السكيت‏:‏

إليكَ عَبْدَ اللهِ، يا مُحَمَّدُ، باتَتْ لها قَوائِدٌ وقُوَّدُ، وتالِياتٌ ورَحًى تَمَيَّدُ

قال‏:‏ ورَحى الإبِل مثلُ رَحى القَوْمِ، وهي الجماعة، يقول‏:‏ اسْتَأْخَرَت

جَواحِرُها واسْتَقْدَمتْ قَوائِدُها ووَسَطت رَحاها بين القَوائد

والجَواحِر‏.‏ والرَّحى‏:‏ قِطْعة من النَّجَفَةِ مُشْرِفة على ما حَوْلَها

تَعْظُمُ نحوَ مِيلٍ، والجمعُ أَرحاء، وقيل‏:‏ الأَرْحاءُ قِطَعٌ من الأَرض

غِلاظٌ دُونَ الجبال تستدير وتَرْتَفِعُ عما حَوْلَها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّحى

من الأَرض مكانٌ مستدير غَليظٌ يكون بين رِمالٍ‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ الرَّحا

القارَة الضَّخْمة الغليظةُ، وإنما رَحَّاها اسْتِدارَتُها

وغِلَظُها وإشْرافُها على ما حولها، وأَنها أَكَمَةٌ مستديرة مُشْرِفَة ولا تَنْقادُ

على وَجْهِ الأَرضِ ولا تُنْبِتُ بَقْلاً ولا شَجَراً؛ وقال الكميت‏:‏

إذا ما القُفُّ، ذُو الرَّحَيَيْنِ، أَبْدى

مَحاسِنَه، وأَفْرَخَتِ الوُكُورُ

قال‏:‏ والرَّحا الحجارةُ والصَّخْرة العظيمة‏.‏ ورَحى الحَرْبِ‏:‏

حَوْمَتُها؛ قال‏:‏

ثمّ بالنَّيِّراتِ دارَتْ رَحانا، ورَحى الحَرْبِ بالكُماةِ تَدُورُ

وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

فَدارَتْ رَحانا بفُرْسانِهِمْ، فَعادُوا كأَنْ لم يَكُونوا رَميما

ورَحى المَوْتِ‏:‏ مُعْظَمُه، وهي المَرْحى؛ قال‏:‏

على الجُرْدِ شُبَّاناً وشِيباً عَلَيْهِمُ، إذا كانتِ المَرْحى، الحَديدُ المُجَرَّبُ

ومَرْحى الجمَلِ‏:‏ مَوْضعٌ بالبصرة دارتْ عليه رَحى الحرب‏.‏ التهذيب‏:‏ رَحى

الحَرْبِ حَوْمَتُها، ورَحى الموتِ ومَرْحى الحَرْبِ‏.‏ وفي حديث

سُلَيمانَ بن صُرَدٍ‏:‏ أَتيتُ عَلِيّاً حين فَرَغَ من مَرْحى الجَمل؛ قال أبو عُبَيْدٍ‏:‏ يعني الموضعَ الذي دارتْ عليه رَحى الحَرْبِ؛ وأَنشد‏:‏

فَدُرْنا كما دارَتْ على قُطْبِها الرَّحى، ودارَتْ، على هامِ الرِّجالِ، الصَّفائِحُ

ورَحى القومِ‏:‏ سَيِّدُهم الذي يَصْدُرُون عن رأْيه ويَنْتَهُونَ إلى

أَمره كما يقال لعمر بن الخطاب رَحا دارَةِ العربِ‏.‏ قال‏:‏ ويقال رَحاهُ إذا

عَظَّمَه وحَراه إذا أَضاقَهُ‏.‏ والرَّحى‏:‏ جماعَةُ العِيالِ‏.‏ والرَّحى‏:‏

نَبْتٌ تُسَمِّيه الفُرْس اسْبانَجْ‏.‏ ورَحا السَّحابِ‏:‏ مُسْتَدارُها‏.‏ وفي حديث صِفَةِ السَّحابِ‏:‏ كيف تَرَوْنَ رَحاها أَي اسْتِدارَتَها أَو ما اسْتَدارَ منها‏.‏

والأرْحي‏:‏ القَبائلُ التي تَسْتَقِلُّ بنَفْسها وتَسْتَغْني عن غيرها، والرَّحى من قول الراعي‏:‏

عَجِبْتُ من السارِينَ، والرِّيحُ قَرَّةٌ، إلى ضَوْء نارٍ بَيْنَ فَرْدَةَ والرَّحى

قال‏:‏ اسم موضع‏.‏ والرَّحا من الإبل‏:‏ الطَّحَّانة، وهي الإبل الكثيرةُ

تَزْدَحِمُ‏.‏ والرَّحا‏:‏ فرسُ النَّمِر بنِ قاسِطٍ‏.‏ وزعم قوم أَن في شِعْر

هُذَيْل رُحَيّات، وفَسَّرُوه بأنه موضع؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا تصحيف إنما هو زُخَيَّات، بالزاي والخاء، والله أَعلم‏.‏

رخا‏:‏ قال ابن سيده‏:‏ الرِّخْوُ والرَّخْوُ والرُّخْو الهَشُّ من كلّ

شيءٍ؛ غيره‏:‏ وهو الشيء الذي فيه رَخاوة‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ كلامُ العرب

الجيّدُ‏:‏ الرِّخْو، بكسر الراء؛ قاله الأَصمعي والفراء، قالا‏:‏ والرَّخْوُ، بفتح

الراء، مُوَلَّد، والأُنثى بالهاء‏.‏ رَخُوَ رَخَاءً ورَخاوَةً ورِخْوةً، الأَخيرة نادِرَة، ورَخِيَ واسْتَرْخى‏.‏ الجوهري‏:‏ رَخِي الشيءُ يَرْخى

ورَخُوَ أَيضاً إذا صار رِخْواً‏.‏ ابن سيده‏:‏ وأَرْخى الرِّباط وراخاه جَعَلَه

رِخْواً‏.‏ وفيه رُخْوة ورِخْوة أَي اسْترخاءٌ‏.‏ وفرسٌ رِخْوة أَي سَهْلَةٌ

مُسْتَرْسِلَة؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

تَغْدُو بِهِ خَوْصاءُ، تَقْطَعُ جَرْيَها، حَلَقَ الرِّحالَةِ، فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ

أَراد‏:‏ فهي شيءٌ رُخْوٌ، فلهذا لم يقل رِخْوة‏.‏ وأَرْخَيْت الشيءَ وغيرَه

إذا أَرْسَلْته‏.‏ وهذه أُرْخِيَّةٌ لما أَرْخَيْتَ من شيءٍ‏.‏ قال ابن بري‏:‏

والأَراخِيّ جمع أَرخِيَّة لما اسْتَرْخى من شَعَرٍ وغيره؛ قال مُليْح

ابنُ الحَكَم الهذلي‏:‏

إذا أَطْرَدَت بين الوِشاحَيْن حَرَّكَتْ

أَراخِيّ مُصْطَكٍ، من الحَلْيِ، حافِل

وقد اسْتَرخى الشيءُ‏.‏ ومن أَمثال العرب‏:‏ أَرْخِ يدَيْكَ واستَرْخْ إن الزِّنادَ من مَرْخْ؛ يُضْرَب لمن طلبَ حاجةً إلى كريم يكفيك عنده

اليسيرُ من الكلام‏.‏

والمُراخاةُ‏:‏ أَن يُراخِيَ رباطاً ورِباقاً‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ ويقال راخِ

له من خِناقهِ أَي رَفِّهْ عنه‏.‏ وأرْخِ له قَيْده أي وسِّعْه ولا

تضَيِّقْه‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْخِ له الحبْلَ أَي وسِّعْ عليه الأَمرَ في تَصَرُّفه حتى

يذهب حيثُ شاء‏.‏ وقولهم في الآمِنِ المُطْمَئنِّ أَرْخى عِمامَتَه، لأَنه

لا تُرْخى العمائمُ في الشِّدّة‏.‏ وأَرخى الفرسَ وأَرْخى له‏:‏ طوَّلَ له

من الحبْلِ‏.‏ والتَّراخِي‏:‏ التقاعُدُ عن الشيء‏.‏ والحروفُ الرِّخْوةُ ثلاثة

عشر حرفاً وهي‏:‏ الثاءُ والحاء والخاء والذال والزاي والظاء والصاد والضاد

والغين والفاء والسين والشين والهاء؛ والحرفُ الرِّخْو‏:‏ هو الذي يجري

فيه الصوت، أَلا ترى أَنك تقول المَسُّ والرَّشُّ والسَّحُّ ونحو ذلك فتجد

الصوت جارياً مع السين والشين والحاء‏؟‏

والرَّخاء‏:‏ سَعَة العَيْشِ، وقد رَخُوَ ورَخا يَرْخُو ويَرْخى رَخاً، فهو راخٍ ورَخِيُّ أَي ناعِم، وزاد في التهذيب‏:‏ ورَخِيَ يَرْخى وهو رَخِيُ

البال إذا كان في نَعْمَةٍ واسِعَ الحال بَيّنُ الرَّخاء، ممدودٌ‏.‏ ويقال‏:‏

إنه في عَيْشٍ رخِيٍّ‏.‏ ويقال‏:‏ إنّ ذلك الأَمرَ ليَذْهَبُ منِّي في بالٍ

رَخِيّ إذا لم يُهْتَمَّ به‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ اذكر الله في الرخاء

يَذْكُرْك في الشِّدَّة، والحديث الآخر‏:‏ فلْيُكثُر الدعاءَ عند الرَّخاء؛ الرَّخاءُ‏:‏ سَعَة العَيْش؛ ومنه الحديث‏:‏ ليس كلُّ الناسِ مُرْخًى عليه أَي

مُوسَّعاً عليه في رِزْقِه ومَعيشَتِه‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ اسْتَرْخِيا

عَنِّي أَي انْبَسِطا واتَّسِعا‏.‏ وفي حديث الزُّبَيْر وأسماءَ في الحجِّ‏:‏ قال لها اسْترخي عني‏.‏ وقد تكرر ذكرُ الرَّخاء في الحديث‏.‏

وريحٌ رُخاءٌ‏:‏ لَيِّنة‏.‏ الليث‏:‏ الرُّخاءُ من الرِّياح الليِّنة السريعة

لا تُزَعْزِعُ شيئاً‏.‏ الجوهري‏:‏ والرُّخاءُ، بالضم، الريحُ الليِّنَة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ تَجري بأَمرِه رُخاءً حيثُ أَصابَ؛ أَي حيث قَصَد، وقال الأَخفش‏:‏ أَي جعلناها رُخاءً‏.‏ واسترخى به الأَمرُ‏:‏ وقع في رَخاءٍ بعدَ

شِدَّةٍ؛ قال طُفَيل الغَنَوي‏:‏

فأَبَّلَ، واسْتَرخى به الخَطْبُ بعدَما

أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّل

يريد حَسُنَت حاله‏.‏ ويقال‏:‏ اسْتَرْخى به الأَمرُ واسْتَرْخَت به حالُه

إذا وقع في حال حَسَنةٍ بعد ضيقٍ وشِدَّة‏.‏ واسْتَرخى به الخَطْبُ أَي

أَرْخاهُ خَطْبُه ونعَّمه وجعله في رَخاءٍ وسَعَةٍ‏.‏ وأَرْخَت الناقة إرخاءً‏:‏

اسْتَرخى صلاها، فهي مُرْخٍ ويقال‏:‏ أَصْلتْ، وإصْلاؤُها انْهِكاكُ

صَلَوَيْها وهو انْفراجُهما عند الولادة حين يقع الولد في صَلَوَيْها‏.‏ وراخت

المرأَةُ‏:‏ حان وِلادُها‏.‏

وتَراخى عني‏:‏ تقاعَسَ‏.‏ وراخاه‏:‏ باعَدَه‏.‏ وتراخى عن حاجَته‏:‏ فتَرَ‏.‏

وتراخى السماء‏:‏ أَبْطأَ المَطرُ‏.‏ وتراخى فلان عني أَي أَبْطَأَ عَنِّي، وغيره

يقول‏:‏ تراخى بعُدَ عَنِّي‏.‏ والإرْخاء‏:‏ شدَّةُ العَدْوِ، وقيل‏:‏ هو فوقَ

التَّقْريب‏.‏ والإرْخاءُ الأَعلى‏:‏ أَشدُّ الحُضْر، والإرْخاء الأَدْنى‏:‏ دون

الأَعلى؛ وقال امرؤ القيس‏:‏

وإرْخاءُ سِرْحانٍ وتَقْريبُ تَتْفُلِ‏.‏

وفرسٌ مِرْخاءٌ وناقةٌ مِرْخاءٌ في سيرهما‏.‏ وأَرْخَيت الفَرس وتراخى

الفَرَسُ، وقيل‏:‏ الإرْخاءُ عَدْوٌ دون التقريب‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ لا يقال أَرْخَيْت الفرس ولكن يقال أَرْخى الفَرَسُ في عَدْوه إذا أَحْضَرَ، ولا

يقال تراخى الفرسُ إلاَّعندَ فُتُورِه في حُضْرِهِ‏.‏ وقال أَبو منصور‏:‏

وإرْخاءُ الفرسِ مأْخُوذٌ من الريح الرُّخاء، وهي السَّريعة في لِينٍ، ويجوز

أَن يكون من قولهم أرخى به عنا أَي أَبْعَدَه عنَّا‏.‏ وأَرْخى الدَّابَّة‏:‏

سار بها الإرْخاءَ؛ قال حميد ابن ثور‏:‏

إلى ابْنِ الخَليفَة فاعْمِدْ لَهُ، وأَرْخِ المطِيّةَ حَتَّى تَكِلْ

وقال أَبو عبيد‏:‏ الإرْخاءُ أَن تُخَلِّيَ الفَرَس وشهْوَته في العَدْو

غَيرَ مُتْعِبٍ له‏.‏ يقال‏:‏ فرَسٌ مِرْخاءٌ من خَيْلٍ مَراخٍ‏.‏ وأَتانٌ

مِرخاءٌ‏:‏ كثيرة الإرخاء‏.‏

ردي‏:‏ الرَّدى‏:‏ الهلاكُ‏.‏ رَدِيَ، بالكسر، يَرْدى رَدىً‏:‏ هَلَكَ، فهو رَدٍ‏.‏ والرَّدِي‏:‏ الهالِكُ، وأَرْداهُ اللهُ‏.‏ وأَرْدَيْتُه أَي أَهلكتُه‏.‏

ورجلٌ رَدٍ‏:‏ للهالك‏.‏ وامرأَة رَدِيَةٌ، على فَعلةٍ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ إن كِدْتَ لتُرْدِينِ؛ قال الزجاج‏:‏ معناه لتُهْلِكُني، وفيه‏:‏ واتَّبَعَ

هَواهُ فتَرْدى‏.‏ وفي حديث ابن الأَكوع‏:‏ فأَرْدَوْا فرَسَين فأَخَذْتُهما؛ هو من الرَّدى الهلاكِ أَي أَتْعَبُوهُما حتى أَسْقَطوهُما وخَلَّفُوهُما، والرواية المشهورة فأَرْذَوْا، بالذال المعجمة، أَي تركُوهما لضَعْفِهما

وهُزالهما‏.‏ ورَدي في الهُوَّةِ رَدًى وتَرَدَّى‏:‏ تَهِوَّر‏.‏ وأَرْداهُ الله ورَدَّاه فَتَرَدّى‏:‏ قلبَه فانْقَلب‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وما يُغْني

عنه مالُه إذا تَرَدََّى؛ قيل‏:‏ إذا مات، وقيل‏:‏ إذا ترَدّى في النار من قوله تعالى‏:‏ والمُتَرَدِّيةُ والنَّطِيحَة؛ وهي التي تَقَع من جَبَلٍ أَو

تَطِيحُ في بِئْرٍ أَو تسقُطُ من موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ‏.‏ وقال الليث‏:‏

التّرَدِّي هو التَّهَوُّر في مَهْواةٍ‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ رَدِيَ فلانٌ في القَلِيب يَرْدى وتردّى من الجبل تَرَدِّياً‏.‏ ويقال‏:‏ رَدى في البئر وتَرَدَّى

إذا سَقَط في بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ، لُغتان‏.‏ وفي الحديث أَنه قال في بَعيرٍ ترَدَّى في بئر‏:‏ ذَكِّه من حيث قدَرْت؛ تردَّى أَي سقَطَ كأَنه

تفَعَّل من الرَّدى الهَلاكِ أَي اذْبَحْه في أَيِّ موضع أَمْكَن من بدَنِهِ

إذا لم تتمكن من نحره‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ من نَصَر قوْمَه على غير

الحقِّ فهو كالبعير الذي رَدى فهو يُنْزَعُ بذَنَبه؛ أَرادَ أَنه وقَع في الإثم وهَلَك كالبعِير إذا تَرَدَّى في البِئر وأُريد أَن يُنْزَعَ بذَنَبه فلا يُقْدَرَ على خلاصه، وفي حديثه الآخر‏:‏ إنَّ الرجلَ ليَتَكَلم بالكَلِمَة من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأََرضِ أََي

توقعُهُ في مَهْلَكة‏.‏

والرِّداءُ‏:‏ الذي يُلْبَسُ، وتثنيتُه رِداءَانِ، وإن شِئتَ رِداوانِ

لأَن كل اسمٍ ممدودٍ فلا تَخْلُو همْزَتُه، إمّا أَن تكون أَصلِيَّة

فتَتْرُكها في التثنية على ما هي عليه ولا تَقْلِبها فتقول جَزَاءانِ

وخَطاءَانِ، قال ابن بري‏:‏ صوابه أَن يقولَ قُرّاءَانِ ووُضَّاءَانِ مما آخِرُه

همزةٌ أَصليَّة وقبلَها أَلِفٌ زائدة، قال الجوهري‏:‏ وإما أَن تكونَ للتأْنيث

فتَقْلِبها في التَّثنية واواً لا غيرُ، تقول صفراوان وسَوْداوانِ، وإما

أَن تكونَ مُنقَلبة من واوٍ أَو ياءٍ مثل كساءٍ ورداءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ

عِلْباءٍ وحِرْباءٍ مُلْحِْقَةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنتَ فيها

بالخيار إن شئت قلبَتْها واواً مثل التأْنيثِ فقلت كِساوانِ وعِلْباوانِ

ورِداوانِ، وإن شئت تركتَها همزةً مثل الأصلية، وهو أَجْوَد، فقلت كِساءَانِ

وعِلْباءَانِ ورِداءَان، والجمع أَكْسِية‏.‏ والرِّداءُ‏:‏ من المَلاحِفِ؛ وقول طَرَفة‏:‏

ووَجْه، كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها

عليه، نَقِيّ اللّونِ لم يتَخَدَّدِ‏.‏

فإنه جعل للشمس رداء، وهو جَوْهر لأَنه أَبلغ من النُّور الذي هو العَرَض، والجمع أَرْدِيَةٌ، وهو الرداء كقولهم الإزارُ والإزارة، وقد تَرَدّى

به وارْتَدَى بمعنًى أي لبِسَ الرِّداءَ‏.‏ وإنه لحَسَنُ الرِّدْيَةِ أَي

الارْتِداء‏.‏ والرِّدْيَة‏:‏ كالرِّكبةِ من الرُّكوبِ والجِلْسَةِ من الجُلُوسِ، تقول‏:‏ هو حسن الرِّدْيَة‏.‏ ورَدَّيْتُه أَنا تَرْدِيةً‏.‏ والرِّداءُ‏:‏

الغِطاءُ الكبير‏.‏ ورجلٌ غَمْرُ الرِّداءِ‏:‏ واسِعُ المعروف وإن كان رِداؤُه

صغيراً؛ قال كثير‏:‏

غَمْرُ الرِّداءِ، إذا تبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ

وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ‏:‏ واسِعٌ خَصِيبٌ‏.‏ والرِّداءُ‏:‏ السَّيْفُ؛ قال ابن سيده‏:‏ أُراهُ على التشبيه بالرِّداءِ من المَلابِسِ؛ قال مُتَمِّم‏:‏

لقد كَفَّنَ المِنْهالُ، تحتَ رِدائِه، فتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعا

وكان المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وكان الرجلُ إذا قَتَل رجُلاً

مشهوراً وضع سيفَه عليه ليُعرفَ قاتِلُه؛ وأَنشد ابن بري للفرزدق‏:‏

فِدًى لسُيوفٍ من تميم وَفَى بِها

رِدائي، وجَلَّتْ عن وجُوهِ الأَهاتِم

وأَنشد آخر‏:‏

يُنازِعُني رِدائي عَبْدُ عَمْرٍو، رُوَيْداً يا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ

وقد ترَدَّى به وارْتَدَى؛ أَنشد ثعلب‏:‏

إذا كشَفَ اليومُ العَمَاسُ عن اسْتِه، فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يتَعَمَّمُ

كَنَى بالارتداء عن تقَلُّد السيفِ، والتَّعَمُّمِ عن حملِ البَيْضة أَو

المِغْفَر؛ وقال ثعلب‏:‏ معناهما أَلْبَسُ ثيابَ الحرب ولا أَتَجَمَّل‏.‏

والرَّداءُ‏:‏ القَوْسُ؛ عن الفارسي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ

لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ‏.‏ والرِّداءُ‏:‏ العقلُ‏.‏

والرِّداءُ‏:‏ الجهلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّي ولم يكن

يُقَصِّرُ عنِّي، قَبْلَ ذاكَ، رداءُ

وقال مرّة‏:‏ الرِّداء كلُّ ما زَيَّنَك حتى دارُكَ وابْنُكَ، فعلى هذا

يكونُ الرِّداء ما زانَ وما شانَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال أَبوكَ رداؤُكَ

ودارُكَ رداؤُكَ وبُنَيُّكَ رداؤُكَ، وكلُّ ما زَيَّنَكَ فهو رداؤُكَ‏.‏

ورِداءُ الشَّبابِ‏:‏ حُسْنُه وغَضارَتُه ونَعْمَتُه؛ وقال رؤْبة‏:‏

حتى إذا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما

من البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما

رداءَهُ والبِشْرَِ والنَّعِيما

يَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِيمَ أَي الوجهَ الوَسيم رداءَهُ، وهو نَعْمَتُه، واسْتَجدّ سِيما أَي أَثَراً من البِلى؛ وكذلك قول طرفة‏:‏

ووَجْه، كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِداءَها

عليه، نَقيّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ

أَي أَلقت حسنها ونُورَها على هذا الوجه، من التحلية، فصار نُورُها

زينةً له كالحَلْيِ‏.‏ والمَرَادي‏:‏ الأَرْدِيةُ واحِدَتُها مِرْداةٌ؛ قال‏:‏

لا يَرْتَدي مَراديَ الحَريرِ، ولا يُرَى بشِدّةِ الأَمِيرِ، إلاَّ لِحَلْبِ الشَّاةِ والبَعِيرِ

وقال ثعلب‏:‏ لا واحد لها‏.‏ والرِّداءُ‏:‏ الدَّينُ‏.‏ قال ثعلب‏:‏ وقول حكيم

العرَب من سَرّه النَّساءُ ولا نَساءَ، فلْيُباكِرِ الغَداءَ والعَشاءَ، وليخفِّفِ الرِّداء، وليُحْذِ الحِذاء، وليُقِلَّ غِشيانَ النِّساء؛ الرِّداءُ‏:‏ هنا الدَينُ؛ قال ثعلب‏:‏ أَرادَ لو زاد شيء في العافية لزاد هذا ولا

يكون‏.‏ التهذيب‏:‏ وروي عن علي، كرّم الله وجهه، أَنه قال‏:‏ مَنْ أَرادَ

البقاء ولا بَقاء، فلْيُباكِرِ الغَداء، وليُخَفِّف الرَّداء، وليُقِلِّ

غِشْيانَ النِّساءِ؛ قالوا له‏:‏ وما تَخْفِيفُ الرِّداء في البَقاءِ‏؟‏ فقال‏:‏

قِلَّة الدَّيْنِ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وسُمِّي الدَّيْنُ رِداءً لأن الرداء

يقَع على المَنْكِبين والكَتِفَينِ ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ

أَمانةٌ، والعرب تقول في ضمان الدين هذا لك في عُنُقي ولازِمٌ رَقَبَتي، فقيل

للدَّينِ رِداءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الذي هو عليه كالرِّداءِ الذي

يَلْزَم المَنْكِبين إذا تُرُدِّيَ به؛ ومنه قيل للسَّيفِ رِداءٌ لأن مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ به؛ وقالت خنساء‏:‏

وداهِيةٍ جَرَّها جارِمٌ، جعَلْتَ رداءَكَ فيها خِمارا

أَي عَلَوتَ بسَيْفِك فيها رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الذي يتَجَلَّلُ

الرأْسَ، وقَنَّعْتَ الأَبْطالَ فيها بسيفِك‏.‏ وفي حديث قُسٍّ‏:‏ ترَدَّوْا

بالصَّماصِمِ أَي صَيَّرُوا السُّوُف بمنزلة الأَرْدِية‏.‏ ويقال للوِشاحِ

رداءٌ‏.‏ وقد ترَدَّت الجارية إذا توَشَّحَت؛ وقال الأَعشى‏:‏

وتَبْرُد بَرْدَ رِداءِ العَرُو

سِ، بالصَّيفِ، رَقْرَقتَ فيه العَبيرا

يعني به رِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق‏.‏ وامرأَة هَيْفاءُ المُرَدَّى

أَي ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ‏.‏ والرداءُ‏:‏ الشباب؛ وقال الشاعر‏:‏

وهَذَا وِدَائِي عِنْدَهُ يَسْتَعِيرُهُ

الأَصمعي‏:‏ إذا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قيل رَدَى، بالفتح، يَرْدِي رَدْياً ورَدياناً‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ رَدَى يَرْدِي رَدْياً

ورَدَياناً‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَياناً إذا رَجَم الأَرضَ

رَجْماً بين العَدْو والمَشْي الشديد؛ وفي حديث عاتكة‏:‏

بجَأْوَاءَ تَرْدِي حافَتَيه المَقَانِبُ

أَي تَعْدُو‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ قلت لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان ما الرَّدَيان‏؟‏

قال‏:‏ عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه‏.‏ ورَدَت الخَيْلُ

رَدْياً ورَدَياناً‏:‏ رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها في سَيْرِها وعَدْوِها، وأَرْدَاها هُو، وقيل‏:‏ الرَّدَيانُ التَّقْريبُ، وقيل‏:‏ الرَّدَيانُ

عَدْوُ الفَرَس‏.‏ ورَدَى الغُرابُ يَرْدِي‏:‏ حَجَلَ‏.‏ والجَواري يَرْدِينَ

رَدْياً إذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْن على رِجْلٍ أُخْرَى يَلْعَبْنَ‏.‏ ورَدَى

الغُلامُ إذا رَفَع إحدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخرى‏.‏ ورَدَيتُ فلاناً

بحَجَرٍ أرْدِيهِ رَدْياً إذا رَمَيْته؛ قال ابن حِلِّزَةَ‏:‏

وكأنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أعْـ *** صَم صمٍّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ

وَرَدَيْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِيهِ رَدْياً‏:‏ رَمَيْته‏.‏ وفي حديث ابن الأَكوع‏:‏ فَرَدَيْتُهُم بالحجارة أَي رَمَيْتُهُم بها‏.‏ يقال‏:‏ رَدَى يَرْدِي

رَدْياً إذا رَمَى‏.‏ والمِرْدَى والمِرْدَاةُ‏:‏ الحَجَرُ وأَكثر ما يقال في الحَجَرِ الثَّقِيلِ‏.‏ وفي حديث أُحد‏:‏ قال أَبو سفيان من رَداهُ أَي من رَماهُ‏.‏ ورَدَيْتُه‏:‏ صَدَمْته‏.‏ ورَدَيْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو

بِمعْوَلٍ إذا ضَرَبته بها لتَكسِره‏.‏ ورَدَيْت الشيءَ بالحَجَرِ‏:‏ كَسَرْته‏.‏

والمِرْداةُ‏:‏ الصَّخْرة تَرْدِي بهَا، والحَجَر تَرْمِي به، وجَمْعُها

المَرادِي؛ ومنه قولهم في المَثَل‏:‏ عند جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْداتُهُ؛ يضرب

مثلاً للشيءِ العَتِيدِ ليس دونَه شيءٌ، وذلك أَن الضبَّ ليس يَنْدَلُّ على

جُحْرِه، إذا خَرَج منه فعاد إليه، إلاّ بحَجَرٍ يَجعَلُه علامَةً

لجُحْرِه فيَهْتَدِي بِها إليهِ، وتُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ في الصَّلابَةِ

فيقالُ مِرْداةٌ‏.‏ وقال الفراء‏:‏ الصَّخْرة يقالُ لَها رَدَاةٌ، وجمعها

رَدَياتٌ؛ وقال ابن مقبل‏:‏

وقَافِية، مثل حَدِّ الرَّدا

ةِ، لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِيبٍ مَقالا

وقال طُفَيل‏:‏

رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلم ويَلَمْلَمُ‏:‏ جَبَلٌ‏.‏ والمِرْداةُ‏:‏ الحَجَر الذي لا يَكَادُ الرَّجُلُ

الضابِطُ يَرْفَعه بيدِهِ يُرْدَعى به الحجرُ، والمكانُ الغَليظُ

يَحْفِرونَهُ فيَضْرِبُونَه فيُلَيِّنُونَهُ، ويُرْدَى به جُحْرُ الضَّبِّ إذا

كان في قَلْعَةٍ فَيُلَيِّنُ القَلْعَة ويَهْدِمُها، والرَّدْيُ إنَّما هو رَفْعٌ بها ورَمْيٌ بها‏.‏ الجوهري‏:‏ المِرْدَى حَجَرٌ يرمى به، ومنه قيل

للرجل الشجاع‏:‏ إنه لَمِرْدَى حُروبٍ، وهُمْ مَرادِي الحُرُوبِ، وكذلك

المِرْداةُ‏.‏ والمِرْداةُ‏:‏ صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بها الحِجَارَة‏.‏ الجوهري‏:‏

والرَّداةُ الصَّخرَةُ، والجمعُ الرَّدَى؛ وقال‏:‏

فَحْلُ مَخَاضٍ كالرِّدَى المُنْقَضِّ

والمَرَادِي‏:‏ القَوائِمُ من الإبِلِ والفِيَلة على التَّشْبِيه‏.‏ قال الليث‏:‏ تُسَمَّى قوائِمُ الإبِلِ مَرادِيَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ

لها خاصَّة، وكذلك مَرادِي الفِيل‏.‏ والمَرادِي‏:‏ المَرامِي‏.‏ وفلان

مِرْدَى خُصومَةٍ وحَرْبٍ‏:‏ صَبُورٌ عليهما‏.‏ ورادَيْتُ عن القَوْمِ مُراداةً إذا

رامَيْت بالحِجارةِ‏.‏ والمُرْدِيُّ‏:‏ خَشَبة تُدْفَعُ بها السفينة تكونُ

في يدِ المَلاَّحِ، والجمعُ المَرادي‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والمَرْدَى مَفْعَلٌ

من الرَّدَى وهو الهَِلاكُ‏.‏

ورادَى الرجلَ‏:‏ داراهُ وراوَدَهُ، وراوَدْتُه على الأَمرِ وراديْتُه

مقلوب منه‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ رادَيْته على الأَمْرراوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ؛ قال طُفَيْل يَنْعَت فَرَسَه‏:‏

يُرادَى على فأْسِ اللِّجام، كأَنما

يُرادَى به مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

أَبو عمرو‏:‏ رادَيْت الرجل وداجَيْته ودالَيْته وفانَيْته بمعنًى واحِدٍ‏.‏

والرَّدَى‏:‏ الزيادة‏.‏ يقال‏:‏ ما بَلَغَت رَدَى عَطائِكَ أَي زيادَتُك في العَطِيَّة‏.‏ ويُعْجِبُني رَدَى قولِك أَي زيادةُ قَوْلك؛ وقال كثير‏:‏

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمن أَي يَزينُ عَهْدَ وِدِّهِ زيادةُ قولِ معروفٍ منه؛ وقال آخر‏:‏

تَضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم

فأَعْطَوْها، وقد بَلَغوا رَداها

ويقال‏:‏ رَدَى على المائَةِ يَرْدِي وأَرْدَى يُرْدِي أَي زادَ‏.‏ ورَدَيْت

على الشيء وأَرْدَيْت‏:‏ زِدْتُ‏.‏ وأَرْدَى على الخَمسينَ والثمانينَ‏:‏

زادَ؛ وقال أَوس‏:‏

وأسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبه نَوَى القَسْبِ، قد أَرْدَى ذراعاً على العَشْرِ

وقال الليث‏:‏ لغة العرب أَرْدَأَ على الخمسين زاد‏.‏ ورَدَتْ غَنَمي

وأَرْدَتْ‏:‏ زادت؛ عن الفرّاء؛ وأَما قول كثير عزة‏:‏

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمن فقيل في تفسيره‏:‏ رَدَى زيادة؛ قال ابن سيده‏:‏ وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً

على فَعِلَ كالضحك والحمق، أَو اسماً على فعَل فوضَعه موضِعَ المصدر، قال ابن سيده‏:‏ وإنما قضينا على ما لم تَظْهر فيه الياءُ من هذا الباب

بالياء لأَنها لامٌ مع وجود ردي ظاهرة وعدم ردو‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَدرِي أَين رَدَى

أَي أَين ذَهَبَ‏.‏ ابن بري‏:‏ والمِرداء، بالمدِّ، موضع؛ قال الراجز‏:‏

هَلاَّ سأَلتُم، يَوْمَ مِرداءِ هَجَرْ، إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ، وإذْ فَرَّتْ مُضَرْ

وقال آخر‏:‏

فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه، ومَنْ بالمَرادِي من فَصيحٍ وأَعْجَمِ

قال الأَصمعي‏:‏ المَرادِي جمع مِرْداءٍ، بكسر الميم، وهي رمال منبطحة

ليست بمُشْرِفة‏.‏

رذي‏:‏ الرَّذِيُّ‏:‏ الذي أَثقَلَه المَرَض، وقد رَذِيَ وأُرْذِيَ‏.‏

والرَّذِيُّ من الإبل‏:‏ المهزُولُ الهالِكُ الذي لا يَستطيعُ بَراحاً ولا

يَنبَعِث، والأُنْثَى رَذِيَّة‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ الرَّذِيّة الناقة المهزولة من السير، وقال أَبو زيد‏:‏ هي المتروكة التي حسَرَها السفَرُ لا تقدر أَن تَلْحَق

بالركاب‏.‏ وفي حديث الصدقة‏:‏ فلا يُعْطِي الرَّذيَّةَ ولا الشّرَطَ

اللّئِيمَة أَي الهَزيلَة‏.‏ والرَّذِيُّ‏:‏ الضعيف من كل شيء، والجمع رَذايا

ورُذاةٌ؛ الأَخيرة شاذَّة، قال ابن سيده‏:‏ وعسى أَن يكون على توهم رَاذٍ، وقد

رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً، وقد أرذَيْتُه‏.‏ الجوهري‏:‏ وقد أَرْذَيْت ناقتي

إذا هَزَلْتها وخَلَّفْتها‏.‏ والمُرْذَى‏:‏ المَنْبُوذ، وقد أَرْذَيْتُه‏.‏ وفي حديث ابن الأَكوع‏:‏ فأَرْذَوْا فَرَسَيْنِ فأَخذتُهُما أَي تركوهُما

لضَعْفِهِما وهُزالِهِما، وروي بالدال المهملة من الرَّدَى الهَلاكِ أَي

أَتْعَبُوهما وخَلَّفوهما، والمشهور بالذال المعجمة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقضَيْنا

على هذا بالواو لوجود رَذاوَةٍ‏.‏ وفي حديث يونس عليه السلام‏:‏ فَقَاءَهُ

الحُوتُ رَذِيّاً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّذِيُّ الضعيف من كل شيءٍ؛ قال لبيد‏:‏ يَأْوِي إلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ

مِثلِ البَلِيّةِ، قالِصاً أهدامُها

أَراد‏:‏ كلُّ امرأَة أَرْذاها الجوعُ والسُّلالُ؛ والسُّلالُ‏:‏ داءٌ

باطِنٌ ملازِمٌ للجَسَدِ لا يَزَال يَسُلُّه ويُذِيبُه‏.‏

رزا‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ رَزَا فلانٌ فلاناً إذا بَرَّه؛ قال أَبو منصور‏:‏

أَصله مَهْمُوز فخُفَّفَ وكُتِبَ بالأَلف، وقال في موضع آخر‏:‏ رَزَا فلانٌ

فلاناً إذا قَبِلَ بِرّهُ‏.‏ الأُمَوِي‏:‏ أَرْزَيتُ إلى الله أَي اسْتَنَدْت‏.‏

وقال شمر‏:‏ إنه لَيُرْزِي إلى قُوَّةٍ أَي يَلْجأُ إليها‏.‏ قال أبو منصور‏:‏ وهذا جائز غير مهموز؛ ومنه قول رؤْبة‏:‏

يُرْزِي إلى أَيْدِ شَديدٍ إيَادْ

الجوهري‏:‏ أَرْزَيْتَ ظَهْري إلى فلان أَي الْتَجَأْتُ إليه؛ قال رؤْبة‏:‏

لا تُوعِدَنِّي حَيَّةٌ بالنَّكْزِ، أَنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أُرْزِي، نَغْرِفُ منْ ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزِي

الأَنضاد‏:‏ الأَعمام‏.‏ أَنضاد الرجل‏:‏ أَعمامه وأَخواله المتقدمون في الشرف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لَوْلا أَنّ الله لا يُحِبُّ ضَلالَةَ العَمَلِ ما رَزَيْنَاكَ عِقالاً، جاءَ في بعض الروايات هكذا غير مهموز، قال‏:‏ والأَصل الهمز، وهو من التخفيف الشاذ، وضلالَةُ العَمَل‏:‏

بُطْلانُه وذَهابُ نَفْعِه‏.‏

رسا‏:‏ رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى‏:‏ ثَبَتَ، وأَرْساه هو‏.‏

ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ في الأَرض، وجبالٌ راسِياتٌ‏.‏

والرَّواسِي من الجبال‏:‏ الثَّوابتُ الرَّواسخُ؛ قال الأَخفش‏:‏ واحدتها

راسِيةٌ‏.‏ ورَسَتْ قَدَمُه‏:‏ ثبَتَتْ في الحَرْب‏.‏ ورَسَتِ السَّفينةُ تَرْسُو

رُسُوّاً‏:‏ بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إلى قرارِ الماءِ فَثَبَتَت

وبقيت لا تَسير، وأَرْساها هو‏.‏ وفي التنزيل العزيز في قصة نوح، عليه

السلام، وسفينته‏:‏ بسم الله مَجْرِيها ومُرْساهَا، وقرئَ‏:‏ مُجْرِيهَا

ومُرْسِيها، على النعت لله عز وجل؛ الجوهري‏:‏ من قرأَ مُجْراها ومُرْساهَا، بالضم، من أَجْرَيْت وأَرْسَيْت، ومَجْراها ومَرْساها، بالفتح، من رَسَت

وجَرَت؛ التهذيب‏:‏ القرَّاء كلهم اجتمعوا على ضم الميم من مُرْساها واختلفوا في مُجْراها، فقرأَ الكوفيون مَجْراها وقرأَ نافع وابن كثير وأَبو عمرو

وابن عامر مُجْراها؛ قال أَبو إسحق‏:‏ من قرأَ مُجْراها ومُرْساها فالمعنى

بسم الله إجْراؤُها وإرساؤُها، وقد رَسَت السَّفينةُ وأَرْساها اللهُ، قال‏:‏

ولَوْ قُرِئَت مُجْرِيها ومُرْسِيها فمعناه أَن الله يُجْريها

ويُرْسيها، ومن قرأَ مَجْراها ومَرْساها فمعناه جَرْيُها وثَباتُها غير جارِيَة، وجائز أَن يكونا بمَعنَى مُجْراها ومُرْساها‏.‏ وقوله عزَّ وجل‏:‏

يسْأَلُونَكَ عن السَّاعة أَيَّانَ مُرْساها؛ قال الزجاج‏:‏ المعنى يسْأَلُونَكَ عن

الساعة متَى وقُوعُها، قال‏:‏ والساعة هنا الوقت الذي يموتُ فيه الخَلْق‏.‏

والمِرْساةُ‏:‏ أَنْجَرُ السَّفينة التي تُرْسَى بها، وهو أَنْجَرُ ضَخْمٌ

يُشَدُّ بالحِبال ويُرْسلُ في الماء فيُمْسِكُ السَّفينة ويُرْسِيها حتى

لا تَسِير، تُسَمِّيها الفُرْسُ «لَنْكَرْ»‏.‏ قال ابن بري‏:‏ يقال أَرْسَيْتُ الوَتِدَ في الأَرض إذا ضَرَبْتَه فيها؛ قال الأَحوص‏:‏

سِوَى خَالِدَاتٍ مَا يُرَمْنَ وهَامِدٍ، وأَشْعَتَ تُرْسِيه الوَلِيدَةُ بالفِهْرِ

وإذا ثَبَتَت السَّحابة بمكان تُمطِر قيل‏:‏ أَلْقَت مَرَاسِيَها‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ألْقَت السَّحابَةُ مَراسِيهَا اسْتَقَرَّت ودَامَتْ وجَادَت‏.‏

ورَسا الفَحْل بِشُوَّلِهِ‏:‏ هَدَرَ بها فاسْتَقَرَّت‏.‏ التهذيب‏:‏ والفَحْل من الإبِل إذا تَفَرَّقَ عنه شُوَّلُه فَهَدَرَ بها ورَاغَت إليه وسَكَنَت

قِيلَ رَسَا بِهَا؛ وقال رؤْبة‏:‏

إذا اشمعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِهَا

بِذات خَرْقَيْن إذا حَجَا بِها

اشمعَلَّت‏:‏ انْتَشَرَتْ، وقوله‏:‏ بذات خَرْقَيْنِ يعني شِقْشِقَة

الفَحْلِ إذا هَدَرَ فيها‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْسَتْ قَدماه أَي ثَبَتَتا‏.‏ الجوهري‏:‏ وربما

قالوا قَد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل وذلك إذا قَعَا عَلَيْها‏.‏ وقِدْرٌ

راسِيَة‏:‏ لا تَبْرَح مَكَانَها ولا يُطاقُ تَحْوِيلُها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

وقُدُورٍ رَاسِياتٍ؛ قال الفراءُ‏:‏ لا تُنْزَلُ عن مَكَانِها لعِظَمِها‏.‏

والرَّاسِيَةُ‏:‏ التي تَرْسُو، وهي القائمة‏.‏ والجبال الرَّوَاسِي

والرَّاسِياتُ‏:‏ هي الثَّوابِتُ‏.‏ ورَسَا لَهُ رَسْواً من حديث‏:‏ ذكره‏.‏ ورَسَوْت له إذا

ذَكَرْتَ له طَرَفاً منه‏.‏ ورَسَوْتُ عنه حَديثاً أَرْسُوهُ رَسْواً، ورَسَا عنه حديثاً رَسْواً‏:‏ رَفَعه وحَدَّث به عنه؛ قال ابن بري‏:‏ قال عُمر بن قَبِيصة العَبْدِي من بني عبد الله ابن دارم‏:‏

أَبا مَالِكٍ، لَوْلا حَواجِزُ بَيْنَنا

وحُرْماتُ حَقٍّ لم تُهَتَّكْ سُتُورُها، رَمَيْتُك إذْ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ رَمْيَةً

تَبَازَخُ مِنْها، حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها

قوله‏:‏ حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها أَي حين يُذْكَرُ حالُها وحَدِيثُها‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّسُّ والرُّسُوُّ بمعنًى واحدٍ‏.‏ ورَسَسْتُ الحَدِيثَ

أَرُسُّه في نَفْسِي أَي حَدَّثْتُ به نَفْسي؛ وأَنشد ابن بري لذي

الرمة‏:‏

خَلِيلَيَّ، عُوجَا، بارَكَ اللهُ فِيكُمَا، على دارِ مَيٍّ، أَوْ أَلِمَّا فَسَلِّمَا

كما أَنْتُما لو عُجْتُمَا بِي لِحاجةٍ، لَكَانَ قَلِيلاً أَنْ تُطاعَا وتُكْرَما

أَلِمِّا بمَحْزُونٍ سَقِيمٍ، وأَسْعِفا

هواهُ بمَيٍّ قَبْلَ أن تَتَكَلَّما

أَلا فاحْذَرَا الأَعْداءَ واتَّقِياهُمُ، ورُسَّا إلى مَيٍّ كلاماً مُتَمَّما

وفي حديث النَّخَعي‏:‏ إني لأَسْمَعُ الحديثَ‏.‏ فأُحَدِّثُ به أَرُسُّه في نَفْسي؛ قال أَبو عبيد‏:‏ أَبتدئ بذكر الحديث ودَرْسِهِ في نَفْسي وأُحَدِّثُ

به خادمي أَسْتَذْكِرُ الحديث؛ وقال الفراء‏:‏ معناه أُرَدِّدُه وأُعاوِدُ

ذِكْرَه‏.‏ ورَسا الصومَ إذا نَواهُ‏.‏ وراسى فلانٌ فلاناً إذا سابَحَه، وساراهُ إذا فاخَرَه‏.‏ ورَسا بينَهم رَسْواً‏:‏ أَصْلَح‏.‏

والرَّسْوَةُ‏:‏ السِّوارُ من الذَّبْلِ، وقال كراع‏:‏ الرَّسْوَةُ

الدَّسْتِينَجُ، وجمعهُ رَسَوات ولا يُكَسَّر، وقيل‏:‏ الرِّسْوَةُ السِّوارُ إذا

كان من خَرَزٍ فهو رَسْوةٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ الرَّسْوَةُ شيء من خَرَزٍ

يُنْظَمُ‏.‏ بن الأَعرابي‏:‏ الرِّسيُّ الثابت في الخير والشر‏.‏ والرَّسِيُّ‏:‏ العمود

الثابتُ في وسَط الخِباءِ‏.‏ الجوهري‏:‏ تَمْرةٌ نِرْسِيانةٌ، بكسر النون، لضرب من التَّمْرِ‏.‏

رشا‏:‏ الرَّشْوُ‏:‏ فِعْلُ الرَّشْوَةِ، يقال‏:‏ رَشَوْتُه‏.‏ والمُراشاةُ‏:‏

المُحاباةُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ والرِّشْوَةُ معروفة‏:‏

الجُعْلُ، والجمع رُشىً ورِشىً؛ قال سيبويه‏:‏ من العرب من يقول رُشْوَةٌ

ورُشىً، ومنهم من يقول رِشْوَةٌ ورِشىً، والأَصل رُشىً، وأَكثر العرب يقول

رِشىً‏.‏ ورَشاه يَرْشُوه رَشْواً‏:‏ أَعطاه الرَّشْوَةَ‏.‏ وقد رَشا رَشْوَةَ

وارْتَشى منه رَشْوةً إذا أَخذَها‏.‏ وراشاهُ‏:‏ حاباه‏.‏ وتَرَشَّاه‏:‏ لايَنَهُ‏.‏

وراشاه إذا ظاهرهَ‏.‏ قال أَبو العباس‏:‏ الرُّشْوَةُ مأْخوذة من رَشا الفَرْخُ

إذا مدَّ رأْسَه إلى أُمِّه لتَزُقَّه‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الرَّشا من أَولاد

الظِّباء الذي قد تحرَّك وتمشَّى‏.‏ والرِّشاءُ‏:‏ رَسَنُ الدَّلوِ‏.‏

والرَّائِشُ‏:‏ الذي يُسْدي بين الرَّاشي والمُرْتَشي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لعَنَ الله الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ والرَّائِشَ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ الرَّشْوَةُ

والرُّشْوَةُ الوُصْلَةُ إلى الحاجة بالمُصانعة، وأَصله من الرِّشاءِ الذي

يُتَوَصَّلُ به إلى الماء، فالرَّاشي من يُعطي الذي يُعينُه على الباطل، والمُرْتَشي الآخذُ، والرَّائش الذي يسعى بينهما يَسْتَزيد لهذا ويَسْتَنْقِصُ

لهذا، فأَما ما يُعطى توصُّلاً إلى أَخذِ حَقٍّ أَو دفعِِ ظلمٍ فغيرُ

داخِلٍ فيه‏.‏ وروي أَن ابن مسعود أُخِذَ بأَرضِ الحَبَشة في شيء فأَعْطى

دينارين حتى خُلِّيَ سبيلُه، وروي عن جماعة من أَئمة التابعين قالوا‏:‏ لا

بأْس أَن يُصانعَ الرجلُ عن نفسهِ ومالهِ إذا خافَ الظُّلْمَ‏.‏

والرِّشاءُ‏:‏ الحبْلُ، والجمع أَرْشِيَةٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإنما حملناه

على الواو لأَنه يُوصَلُ به إلى الماء كما يوصَلُ بالرُّشْوَةِ إلى ما يُطلَبُ من الأَشياء‏.‏ قال اللحياني‏:‏ ومن كلام المؤَخِّذات للرجال أَخَّذْتُه

بدُبَّاء مُمَّلاٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاء؛ قال‏:‏ التِّرْشاءُ

الحبل، لا يُسْتَعمَلُ هكذا إلا في هذه الأُخْذةِ‏.‏ وأَرْشى الدَّلْوَ‏:‏ جعل

لها رِشاءَ أي حَبْلاً‏.‏ والرِِّشاءُ‏:‏ من منازل القمر، وهو على التشبيه

بالحبل‏.‏ الجوهري الرِّشاءُ كواكبُ كثيرة صغارٌ على صورة السَّمَكة يقال لها بطنُ الحُوت، وفي سُرَّتِها كوكَبٌ نَيِّرٌ يِنزِلُه القمر‏.‏

وأَرْشِيَةُ الحنظلِ واليقطينِ‏:‏ خُيوطه‏.‏ وقد أَرْشَت الشجرةُ وأَرْشى الحنظلُ إذا

امْتَدَّتْ أَغصانُه‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ إذا امْتَدَّتْ أََغصانُ الحَنظل قيل

قد أَرْشَتْ أَي صارت كالأَرْشِيَة، وهي الحِبال‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ اسْتَرْشى

ما في الضَّرْع واسْتَوْشى ما فيه إذا أخرجه‏.‏ واسْتَرْشى في حكمه‏:‏ طلب

الرَّشْوَة عليه‏.‏ واسْتَرْشى الفصيلُ إذا طلب الرِّضاع، وقد أَرْشَيْتُه

إرْشاءً‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أَرْشى الرجلُ إذا حكَّ خَوْرانَ الفصيل ليعدُوَ، ويقال للفصيل الرَّشيُّ‏.‏ والرَّشاةُ‏:‏ نَبْتٌ يُشْرَب للْمَشِيِّ؛ وقال كراع‏:‏ الرَّشاةُ عُشبةٌ نحوُ القَرْنُوَةِ، وجمعها رَشاً‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وحملْنا الرَّشيّ على الواو لوجود ر ش و وعدم ر ش ي‏.‏

رصا‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ رَصاه إذا أَحكمَهُ، ورَصاهُ إذا نَواهُ للصومِ، والله أَعلم‏.‏

رضي‏:‏ الرِّضا، مقصورٌ‏:‏ ضدُّ السَّخَطِ‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ اللهم إني

أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، وأَعوذُ بك منك لا

أُحْصي ثَناءً عليك أَنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك، وفي رواية‏:‏ بَدأَ

بالمُعافاة ثم بالرّضا؛ قال ابن الأَثير‏:‏ إنما ابتدأَ بالمُعافاة من العقوبة

لأَنها من صفات الأَفعال كالإماتة والإحياء والرِّضا؛ والسَّخَطُ من صفات

القلب، وصفاتُ الأَفعال أَدْنى رُتبةً من صفات الذات، فبدأَ بالأَدْنى

مُتَرَقِّياً إلى الأَعلى، ثم لمَّا ازداد يقيناً وارْتَقى تَرَكَ الصفاتِ

وقَصَر نظره على الذات فقال أَعوذ بك منك، ثم لمَّا ازداد قرباً

اسْتَحيْا معه من الاسْتِعاذة على بساط القُرْب فالْتَجأَ إلى الثَّناءِ فقال لا أُحْصي ثَناءً عليك، ثم علم أَن ذلك قُصورٌ فقال أَنت كما أَثْنَيْت

على نفسِك؛ قال‏:‏ وأَما على الرواية الأُولى فإنما قدم الاستعاذة بالرِّضا

على السَّخَط لأََن المُعافاة من العُقوبة تحصل بحصول الرضا، وإنما

ذكرها لأَن دلالة الأُولى عليها دلالة تضمن، فأَراد أن يدل عليها دلالة

مطابقة فكنى عنها أَولاً ثم صرح بها ثانياً، ولأَن الراضِيَ قد يعاقِب

للمصلحة أَو لاستيفاء حقِّ الغير‏.‏ وتثنية الرِّضا رِضَوانِ ورِضَيانِ، الأُولى على الأَصل والأُخرى على المُعاقبة، وكأَن هذا إنما ثُنِّيَ على إرادة

الجنس‏.‏ لجوهري‏:‏ وسمع الكسائي رِضَوانِ وحِمَوانِ في تثنية الرِّضا

والحِمى، قال‏:‏ والوجه حِمَيان ورِضَيان، فمن العرب من يقولهما بالياء على

الأَصل، والواو أَكثر، وقد رَضِيَ يَرْضى رِضاً ورُضاً ورِضْواناً ورُضْواناً، الأَخيرة عن سيبويه ونَظَّرهَ بشُكْران ورُجْحانٍ، ومَرْضاةً، فهو راضٍ

من قوم رُضاةٍ، ورَضِيٌّ من قوم أَرْضياءَ ورُضاةٍ؛ الأَخيرة عن

اللحياني، قال ابن سيده‏:‏ وهي نادرة، أَعني تكسير رَضِيٍّ على رُضاةٍ، قال‏:‏ وعندي

أنه جمع راضٍ لا غير، ورَضٍ من قوم رَضِينَ؛ عن اللحياني، قال سيبويه‏:‏

وقالوا رَضْيُوا كما قالوا غَزْيا، أَسكن العينَ، ولو كسرها لحذفَ لأَنه لا

يَلْتَقي ساكنان حيث كانت لا تدخلها الضمة وقبلها كسرة، وراعَوْا كسرة

الضاد في الأَصل فلذلك أَقروها ياء، وهي مع ذلك كله نادرة‏.‏ ورَضيتُ عنك

وعَلَيْكَ رِضىً، مقصورٌ‏:‏ مصدرٌ مَحْضٌ، والاسمُ الرِّضاءُ، ممدودٌ عن

الأَخفش؛ قال القُحَيْفُ العُقَيْلي‏:‏

إذا رَضِيَتْ عَليَّ بَنو قُشَيْرٍ

لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضاها

ولا تَنْبو سُيوفُ بَني قُشَيْرٍ، ولا تَمْضي الأَسِنَّةُ في صَفاها

عدّاه بعَلى لأَنَّه إذا رَضِيَتْ عنه أَحَبَّتْه وأَقْبَلَت عليه، فذلك اسْتَعْمل على بمعنى عَنْ‏.‏ قال ابن جني‏:‏ وكان أَبو عَلِيٍّ يستحسن قول

الكسائي في هذا، لأَنه لمَّا كان رَضيتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّى رَضيتُ

بعَلى، حملاً للشيء على نقيضه كما يُحْمَلُ على نَظيره، قال‏:‏ وقد سلك

سيبويه هذه الطريق في المصادر كثيراً فقال‏:‏ قالوا كذا كما قالوا كذا، وأَحدُهما ضدُّ الآخرَ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ رَضِيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه؛ تأْويله

أَنَّ الله تعالى رَضِيَ عَنْهُم أَفْعالَهم ورضوا عنه ما جازاهم به‏.‏

وأَرْضاهُ‏:‏ أَعْطاهُ ما يَرْضى به‏.‏ وتَرَضّاهُ طَلَب رِضاه؛ قال‏:‏

إذا العَجوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ، ولا تَرَضّاها ولا تَمَلَّقِ

أَثبت الأَلف من تَرَضّاها في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قوله‏:‏

أَلَمْ يَأْتيكَ، والأَنْباءُ تَنْمي، بما لاقَتْ لَبونُ بَني زِيادِ‏؟‏

قال ابن سيده‏:‏ وإنما فَعَلَ ذلك لَئلاَّ يقول تَرَضَّها فيلْحَقَ

الجُزْءَ خَبْنٌ، على أَنَّ بعضهم قد رَواه على الوجه الأَعْرَف‏:‏ ولا

تَرَضَّها ولا تَمَلَّقِ، على احتمال الخَبْن‏.‏ والرَّضِيُّ‏:‏ المَرْضِيُّ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّضِيُّ المُطيعُ والرَّضِيُّ الضّامِنُ‏.‏ ورَضيتُ الشيءَ

وارْتَضَيْتُه، فهو مَرْضيٌّ، وقد قالوا مَرْضُوٌّ، فجاؤوا به على الأَصْل‏.‏

ابن سيده‏:‏ ورَضِيَهُ لذلك الأَمْر، فهو مَرْضُوٌّ ومَرْضِيٌّ‏.‏ وارْتَضاه‏:‏

رآه لَهُ أَهْلاً‏.‏ ورجلٌ رِضىً من قَوْمٍ رضىً‏:‏ قُنْعانٌ مَرْضِيٌّ، وصَفوا بالمَصْدر؛ قال زهير‏:‏

هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عَدْلُ

وصَفَ بالمصدر الذي في مَعْنى مَفْعول كما وُصِفَ بالمَصْدر الذي في مَعْنى فاعِلٍ في عَدْلٍ وخَصْمٍ‏.‏ الصحاح‏:‏ الرِّضْوانُ الرِّضا، وكذلك

الرُّضْوانُ، بالضم، والمَرْضاةُ مثلهُ‏.‏ غَيره‏:‏ المَرْضاةُ والرِّضْوان

مصدران، والقُرّاء كلهم قَرَؤُوا الرِّضْوانَ، بكسر الراء، إلاَّ ما رُوِي عن

عاصم أَنه قرأَ رُضْوان ويقال‏:‏ هو مَرْضِيٌّ، ومنهم من يقول مَرْضُوٌّ

لأَن الرِّضا في الأَصل من بنات الواو، وقيل في عيشَةٍ راضِيَة أَي

مَرْضِيَّة أَي ذات رضىً كقولهم هَمٌّ ناصِبٌ‏.‏ ويقال‏:‏ رُضِيَتْ مَعيشَتهُ، على

ما لم يُسَمَّ فاعلهُ، ولا يقال رَضِيَتْ‏.‏ ويقال‏:‏ رَضيتُ به صاحِباً، وربما قالوا رَضيتُ علَيْه في معنَى رَضِيتُ به وعنه‏.‏ وأَرْضَيْتُه عَنِّي

ورَضَّيْته، بالتشديد أَيضاً، فَرَضي‏.‏ وتَرَضَّيته أَي أَرْضَيْته بعد

جَهْدٍ‏.‏ واستَرْضَيْتُه فأَرْضاني‏.‏ وراضاني مُراضاةً ورِضاءً فَرَضَوْتُه

أَرْضوهُ، بالضم، إذا غَلَبْتَه فيه لأَنه من الواو، وفي المحكم‏:‏ فرضَوْتُه

كنت أَشدَّ رِضاً منه، ولا يُمَدُّ الرضا إلا على ذلك‏.‏ قال الجوهري‏:‏

وإنما قالوا رَضيتُ عنه رِضاً، وإن كان من الواو، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً، وقالوا رَضِيَ لِمكان الكسر وحَقُّه رَضُوَ، قال أَبو منصور‏:‏ إذا جعلت

الرِّضى بمعنى المُراضاةِ فهو ممدود، وإذا جعلته مصدَرَ رَضِي يَرْضَى

رِضىً فهو مقصور‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وقالوا عيشَة راضِيةَ على النَّسب أَي ذات

رِضاً‏.‏

ورَضْوى‏:‏ جَبَل بالمَدينة، والنِّسْبة إليه رَضَوي قال ابن سيده‏:‏

ورَضْوى اسم جبل بعينه، وبه سميت المرأَةُ، قال‏:‏ ولا أَحمله على باب تَقْوَى

لأَنه ليس في الكلام ر ض ي فيكون هذا محمولاً عليه‏.‏

التهذيب‏:‏ ورَضْوى اسم امرأَة؛ قال الأَخطل‏:‏

عفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوى فَنَبْتَلُ، فَمُجْتَمَعُ المَجْرَيْنِ، فالصَّبْرُ أَجْمَلُ

ومن أَسماء النساء رُضَيّا بوزن الثُّرَيّا، وتكبيرهما رَضْوى وثَرْوى‏.‏

ورَضْوى‏:‏ فَرَس سعد بن شجاع، والله أَعلم‏.‏

رطا‏:‏ الأَرْطَى‏:‏ شجر من شجر الرَّمْل، وهو أَفْعَلُ من وجْهٍ وفَعْلى من وجْه لأَنهم يقولون أَديمٌ مأْروط إذا دُبِغَ بوَرَقِه، ويقولون أَديمٌ

مَرْطِيٌّ، والواحدة أَرْطاة ولُحوقُ تاء التأْنيثِ فيه يدلُّ على أن الأَلف فيه ليست للتأْنيث وإنما هي للإلحاق، أَو بُنِيَ الاسمُ عليها؛ وقال الشاعر يصف ذئباً‏:‏

لمَّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ، مالَ إلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

وأَرْطَتِ الأَرض‏:‏ أَنْبَتَتِ الأَرْطى‏.‏ والرَّواطي‏:‏ رِمالٌ تُنْبِتُ

الأَرْطى؛ قال رؤبة‏:‏

أَبْيَض مُنْهالاً منَ الرَّواطِي

وروي‏:‏ مُنْهَلاًّ مِن الرَّواطي، وفُسِّرَ على هذه الرواية فقيل‏:‏

الرَّواطي كُثْبانٌ حُمْر، والأَوَّلُ أَصحُّ‏.‏ وأَديم مَرطِيٌّ‏:‏ مدبوغ

بالأَرْطى‏.‏

والرَّاطِيَة والرَّواطِي‏:‏ موضع من شِقِّ بني سَعْدٍ، قيل‏:‏ بني سَعْد

البحرين؛ قال العجاج‏:‏

في دفِّ يَبْنِينَ مِن الرَّواطي

الجوهري‏:‏ وراطيةُ اسمُ موضع، وكذلك أُراطٌ؛ وهو في شعر عمرو بن كُلْثوم‏:‏

ونحنُ الحابِسونَ بذِي أُراطٍ *** تَسَفُّ الجلَّةُ الخُورُ الدَّرينا‏.‏

ورَطاها رَطْواً‏:‏ نكَحَها، وقد تقدم في الهمز‏.‏

والرَّواطي‏:‏ مواضع معروفة‏.‏