فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

سما‏:‏ السُّمُوُّ‏:‏ الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه‏:‏ سَمَوتُ وسَمَيْتُ

مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب‏.‏ وسَمَا الشيءُ يَسْمُو

سُمُوّاً، فهو سامٍ‏:‏ ارْتَفَع‏.‏ وسَمَا به وأَسْماهُ‏:‏ أَعلاهُ‏.‏ ويقال للحَسيب وللشريف‏:‏ قد سَما‏.‏ وإذا رَفَعْتَ بَصَرك إلى الشيء قلت‏:‏ سَما إليه

بصري، وإذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت‏:‏ سَما لِي شيءٌ‏.‏

وسَما لِي شخصُ فلان‏:‏ ارْتَفَع حتى اسْتَثْبَتّه‏.‏ وسَما بصرهُ‏:‏ علا‏.‏

وتقول‏:‏ رَدَدْت من سامي طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته‏.‏

ويقال‏:‏ ذَهَبَ صيتهُ في الناس وسُماهُ أي صوته في الخير لا في الشر؛ وقوله

أَنشده ثعلب‏:‏

إلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه، وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ

فسره فقال‏:‏ سَوامٍ تَسْمُو إلى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف‏.‏

وساماهُ‏:‏ عالاه‏.‏ وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ صاماهُ‏.‏ وتَسامَوْا أَي

تَبارَوْا‏.‏ وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ‏:‏ وإن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي

ارْتَفَع وعلا على جُلَسائه‏.‏ وفي حديث ابن زِمْلٍ‏:‏ رَجُل طُوال إذا تكلم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إذا تكلمَ‏.‏ وفلان يَسْمُو إلى المَعالِي

إذا تَطاوَلَ إليها‏.‏ وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإفْكِ‏:‏ إنه

لم يكن في نِساءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ

زَيْنَبَ فَعَصَمها الله تعالى، ومعنى تُسامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها‏.‏

وقال أَبو عمرو‏:‏ المُساماةُ المُفاخَرَةُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قالت زينبُ يا

رسولَ الله أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِينِي منهنّ أَي

تُعاليني وتفاخِرُني، وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنِي في الحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ‏:‏ أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ

كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون، ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن

بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا، سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا

فسره فقال‏:‏ سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه أَراد كلَّما

سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله

أَنشده ثعلب‏:‏

فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا

فسره فقال‏:‏ سامِ الحَنْجَر ارفع يدَيْك إلى حَلْقهِ‏.‏ وسماءُ كلِّ شيء‏:‏

أَعلاهُ، مذكَّر‏.‏ والسَّماءُ‏:‏ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ‏.‏ والسمواتُ السبعُ

سمَاءٌ، والسمواتُ السبْع‏:‏ أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً

وسَمَواتٍ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما

يَسْمُو‏.‏ وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها

عاليةٌ، والسماءُ‏:‏ كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفِ البيت

سماءٌ‏.‏ والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ، وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها‏.‏ والسماءةُ‏:‏ أَصلُها سَماوةٌ، وإذا

ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ‏.‏ ومنه قول الله تعالى‏:‏ السماءُ مُنْفَطِرٌ

به؛ ولم يقل مُنْفَطِرة‏.‏ الجوهري‏:‏ السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد

ابن بري في التذكير‏:‏

فلَوْ رفَعَ السماءُ إليه قَوْماً، لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابِ

وقال آخر‏:‏

وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ، ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب‏.‏

والجمع أَسْمِيةٌ وسُمِيٌّ وسَمواتٌ وسَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي

الصَّلْتِ‏:‏

له ما رأَتْ عَيْنُ البَصِير، وفَوْقَه

سَماءُ الإلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا‏.‏

قال الجوهري‏:‏ جَمعَه على فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب، ثم ردَّه إلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ، ثم نصَبَ الياء

الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ، وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال‏:‏ قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن

الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه‏:‏ أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً

على فعائل، حيث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ

وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التي كُسِّرت على

فَعائل، حيث كان واحداً مؤنثاً، والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ، فجمْعُه على فُعول إذا كان على مِثالِ عَناقٍ في التأْنيثِ هو المستعمل، فجاء به هذا الشعر في سَمائِيَا على غير

المستعمل، والآخر أَنه قال سَمائي، وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سَمايا

فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ على القياس المتروك، فقال سَمائي على وزن

سَحائبَ، فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً

إذ قُلِبَت فيما ليس فيه حرفُ اعتِلالٍ في هذا الجمع، وذلك قولهم مَداري

وحروف الاعتلال في سَمائي أَكثر منها في مَداري، فإذا قُلِبت في مَداري

وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ الهمزة بين

أَلفين وهي قريبة من الأَلف، فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ

كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا، وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت

معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ، فكان جمع سَماءٍ

إذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا، لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح، وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة

فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ، فهذا وجهٌ آخرُ من الإخراج عن الأَصل

المستعمَل والردِّ إلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ، ثم حرَّك الياءَ بالفتح

في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله‏:‏

أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ

فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإخراج عن الأَصل المستعمل، وإنما لم يأْتِ

بالجمع في وجهه، أََعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إلى الضرب

الثالث من الطويل، وإنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن، لا على الثالث الذي هو فعولن‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ثم استوى إلى

السَّماءِ؛ قال أَبو إسحق‏:‏ لفظُه لفظُ الواحد ومعناهُ مَعنى الجمع، قال‏:‏

والدليل على ذلك قوله‏:‏ فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ، فيجب أَن تكون السماءُ

جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ

وسَماوَة، وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ

أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدي الناس‏.‏

والسماء‏:‏ السَّحابُ‏.‏ والسماءُ‏:‏ المطرُ، مذكَّر‏.‏ يقال‏:‏ ما زِلنا نَطأُ السماءَ

حتى أَتَيْناكُم أَي المطر، ومنهم من يُؤنِّثُه وإن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإن كانت مؤَنَّثة، كقوله تعالى‏:‏ السماءُ مُنفَطِرٌ

به؛ قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ‏:‏

إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ

رعَيْناه، وإن كانوا غِضابا‏.‏

وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة‏:‏

أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي، إذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا

ويجمع على أَسمِيَة، وسُمِيٍّ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة‏:‏

تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ

في دِفْءِ أَرْطاةٍ، لها حَنيُّ

وهذا الرجز أَورده الجوهري‏:‏

تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ

والصواب ما أَوردناه؛ وأَنشد ابن بري للطرمَّاح‏:‏

ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ، كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ

ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماء الذي هو المطر، كما سَمَّوا النبات ندَى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر، ويسمَّى

الشحمُ ندىً لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر‏:‏

فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم، أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها

أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إبِلَه فيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

صلى بنا إثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إثْر مطرٍ، وسمِّي المطر سَماءً لأَنه

يَنزِلُ من السماء‏.‏ وقالوا‏:‏ هاجَتْ بهم سَماء جَوْد، فأَنَّثوه

لتعَلُّقِه بالسماء التي تُظِلُّ الأَرض‏.‏ والسماءُ أَيضاً‏:‏ المطَرة الجديدة‏.‏ يقال‏:‏ أَصابتهم سَماءٌ

وسُمِيٌّ

كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيٍّ، وقال‏:‏ الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ‏.‏ والسماءُ‏:‏ ظَهْرُ

الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي‏:‏

وأَحْمَر كالدِّيباجِ، أَما سَماؤُه

فرَيَّا، وأَما أَرْضُه فمُحُول

وسَماءُ النَّعْلِ‏:‏ أَعلاها التي تقع عليها القدم‏.‏

وسَماوةُ البيتِ‏:‏ سَقْفُه؛ وقال علقمة‏:‏

سَماوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب

قال ابن بري‏:‏ صواب إنشاده بكماله‏:‏

سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ، وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب

قال‏:‏ والبيت لطفيل‏.‏ وسَماءُ البيت‏:‏ رُواقُه، وهي الشُّقة التي دونَ

العُليا، أُنثى وقد تذكَّر‏.‏ وسَماوَتُه‏:‏ كسمائِه‏.‏ وسَماوةُ كلِّ شيءٍ‏:‏ شخْصُه

وطلْعتُه، والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ وسَماوٌ، وحكى الأَخيرة الكسائيُّ

غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة‏:‏

وأَقسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ

تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا

هكذا أَنشده بتصحيح الواو‏.‏ واسْتماهُ‏:‏ نظر إلى سَماوَتِه‏.‏ وسَماوَةُ

الهِلالِ‏:‏ شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج‏:‏

ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا

طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا، سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا

والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها‏:‏ يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها‏.‏

والسُّماةُ‏:‏ الصَّيادُونَ، صفة غالبة مثل الرُّماةِ، وقيل‏:‏ صَيَّادُو

النهارِ خاصَّة؛ وأَنشد سيبويه‏:‏

وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ

لعَطْفٍ، ولا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها

والسُّماةُ‏:‏ جمعُ سامٍ‏.‏ والسَّامي‏:‏ هو الذي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ

ويعدُو خلْف الصيدِ نصف النهارِ؛ قال الشاعر‏:‏

أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ

بِه بَيْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهْم

سَامٍ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ، قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع‏.‏

والاسْتِماءُ أَيضاً‏:‏ أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء، وذلك

في الحَرّ‏.‏ واسْتَماهُ‏:‏ اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك‏.‏ واسْمُ

الجَوْرَبِ‏:‏ المِسْماةُ، وهو يَلْبَسُه الصيَّادُ ليقيه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا

أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار‏.‏ وقد سَمَوْا واسْتَمَوْا

إذا خرجوا للصَّيْدِ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ اسْتَمانَا أَصادنَا‏.‏ اسْتَمَى‏:‏

تَصَيَّد؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا، وُسِمْنَ على الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا

غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فلم يَجِدْ

لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا

أُناساً سِوانا، فاسْتمانَا فلا تَرَى

أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمََعا

أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ‏.‏ في غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ؛ عن ابن الأَعرابي، يعني بالغِيرانِ الكُنُسَ‏.‏ وإذا خرج القومُ للصيدِ في قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قلت‏:‏ سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون‏.‏

أَبو عبيد‏:‏ خرج فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها‏.‏ قال ابن بري‏:‏

وغلَّط ثعلب من يقول خرج فلانٌ

يَسْتَمي إذا خرج للصيد، قال‏:‏ وإنما يَسْتَمِي من المِسْمَاةِ، وهو الجَوْرَب من الصُّوف يَلْبَسُه الصائد ويخرُج إلى الظباء نصْفَ النَّهار

فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها‏.‏ والقُرُومُ

السَّوامِي‏:‏ الفُحول الرافعة رؤُوسها‏.‏ وسَمَا الفحل سَماوةً‏:‏ تَطاولَ على

شُوَّلِهِ وسطَا، وسَماوَتُه شَخصه؛ وأَنشد‏:‏

كأَنَّ على أَشْباتِهَا، حِينَ آنَسَتْ

سَماوَتُهُ، قيّاً من الطَّيْرِ وُقَّعَا‏.‏

وإنَّ أَمامي ما أُسامِي إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنَّ معناه لا أُطِيقُ مُسامَاتَه ولا

مُطاوَلَته‏.‏

والسَّماوَةُ‏:‏ ماءٌ بالبَادِية‏.‏ وأَسْمَى الرجلُ إذا أَتَى السَّماوة

أَو أَخذ ناحِيَتَها، وكانت أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بها فكان اسْمُها

ماءَ السَّماوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ‏.‏ وفي حديث هاجَرَ‏:‏

تلْكَ أُمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماء؛ قال‏:‏ يريد العَرَب لأَنَّهُمْ

يَعِيشُونَ بماءٍ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ‏.‏ والسَّماوَةُ‏:‏ موضِع

بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ‏.‏ ال ابن سيده‏:‏ كانت أُمُّ النُّعْمانِ

تُسَمَّى ماء السَّماء‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني ماء

السماءِ لم يكن اسمها غير ذلك‏.‏ والبَكْرَةُ من الإبل تُسْتَمَى بعد أَربع

عشرةَ ليلةً أَو بعد إحدى وعشرين أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هي أَم قال لا؛ ابن سيده‏:‏ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنكر ثعلب وقال‏:‏ إنما هي تُسْتَمْنَى من المُنْية، وهي العدَّة التي تعرف بانتهائها أَلاقح هي أَم لا‏.‏

واسم الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ‏:‏ علامَتُه‏.‏ التهذيب‏:‏ والإسم

أَلفُه أَلفُ وصلٍ، والدليل على ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإسمَ قلت

سُمَيٌّ، والعرب تقول‏:‏ هذا اسمٌ موصول وهذا أُسْمٌ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ معنى قولنا

اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ وهو الرِّفْعَة، قال‏:‏ والأَصل فيه سِمْوٌ

مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءِ‏.‏ الجوهري‏:‏ والإسمُ

مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ، وتقديرُه إفْعٌ، والذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسماءٌ وتصغيره سُمَيٌّ، واخْتُلف في تقدير

أَصله فقال بعضهم‏:‏ فِعْلٌ، وقال بعضهم‏:‏ فُعْلٌ، وأَسماءٌ يكونُ جَمْعاً

لهذا الوَزْن، وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال، وهذا لا يُدْرَي

صِيغتهُ إلاَّ بالسمعِ، وفيه أَربعُ لُغاتٍ‏:‏ إسمٌ وأُسْمٌ، بالضم، وسِمٌ

وسُمٌ؛ ويُنْشَد‏:‏

واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا، آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكا

وقال آخر‏:‏

وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدِّمُهْ، يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهُ، مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ

سُمُه وسِمُه، بالضم والكسر جميعاً، وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، وربما

جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص‏:‏

وما أَنا بالمَخْسُوسٍ في جِذْمِ مالِكٍ، ولا مَنْ تَسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإسْما

قال ابن بري‏:‏ وأَنشد أَبو زيد لرجل من كَلْب‏:‏

أَرْسَلَ فيها بازِلاً يُقَرِّمُهْ، وهْوَ بها يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ، باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سِمُهْ

وإذا نَسَبْت إلى الاسم قلت سِمَوِيّ وسُموِيّ، وإنْ شئت اسْمِيٌّ، تَرَكْته على حاله، وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، وقال أَبو العباس‏:‏ الاسْمُ

رَسْمٌ

وسِمَة تُوضَعُ على الشيء تُعرف به؛ قال ابن سيده‏:‏ والاسمُ اللفظُ

الموضوعُ على الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك

مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا، وإن شئتَ قلت أُسْمُ هذا كذا، وكذلك سِمُه وسُمُه‏.‏ قال اللحياني‏:‏ إسْمُه فلان، كلامُ العرب‏.‏ وحُكِيَ عن بني عَمْرو بن تَميمٍ‏:‏

أُسْمه فلان، بالضم، وقال‏:‏ الضمُّ في قُضاعة كثيرٌ، وأَما سِمٌ فعلى لغة

من قال إسمٌ، بالكسر، فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها على السين أَيضاً؛ قال الكسائي عن بني قُضاعة‏:‏

باسْمِ الذي في كلِّ سورةٍ سُمُهْ

بالضم، وأُنْشِد عن غير قُضاعة سِمُهْ، بالكسر‏.‏ قال أَبو إسحق‏:‏ إنما

جُعِلَ الإسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ على المعنى لأَنَّ المعنى تحت

الإسْمِ‏.‏ التهذيب‏:‏ ومن قال إنَّ إسْماً مأْخوذٌ

من وَسَمْت فهو غلط، لأَنه لو كان اسمٌ

من سمته لكان تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وما

أَشبههما، والجمع أَسْماءٌ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وعَلَّمَ آدمَ الأَسْماءَ كلَّها؛ قيل‏:‏ معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ

والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ

اللغات، فكان آدمُ، على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام، وولدُه يتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ

منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم

بها، وجمع الأَسماءِ أَساميُّ وأَسامٍ؛ قال‏:‏

ولنا أَسامٍ ما تَلِيقُ بغَيْرِنا، ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا

وحكى اللحياني في جمعِ الإسم أَسْماواتٌ، وحكى له الكسائي عن بعضهم‏:‏

سأَلتُك بأَسماواتِ الله، وحكى الفراء‏:‏ أُعِيذُكَ بأَسماواتِ الله، وأَشْبه ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءِ وإلا فلا وجه له‏.‏

وفي حديث شُريح‏:‏ أَقتَضِي مالي مُسَمّىً أَي باسمي، وقد سَمَّيْته

فلاناً وأَسْمَيته إياه، وأَسْمَيته وسَمَّيته به‏.‏ الجوهري‏:‏ سَمَّيت فلاناً

زيداً وسَمَّيْته بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى به؛ قال سيبويه‏:‏

الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة وأَوضحته بها؛ قال اللحياني‏:‏ يقال سَمَّيته فلاناً وهو الكلام، وقال‏:‏ يقال أَسْمَيته فلاناً؛ وأَنشد‏:‏

واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا

وحكى ثعلب‏:‏ سَمَّوْته، لم يَحْكِها غيرُه‏.‏ وسئل أَبو العباس عن الاسمِ‏:‏

أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى‏؟‏ فقال‏:‏ قال أَبو عبيدة الاسمُ هو المُسَمَّى، وقال سيبويه‏:‏ الاسم غير المُسَمَّى، فقيل له‏:‏ فما قولُك‏؟‏ قال‏:‏

ليس فيه لي قول‏.‏ قال أَبو العباس‏:‏ السُّمَا، مقصور، سُمَا الرجلِ‏:‏ بُعْدُ

ذهابِ اسْمِه؛ وأَنشد‏:‏

فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، واعْمِدْ بمِدْحةٍ

لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى

لأَْعْظَمِها قَدْراً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَحْسَنِها، وجْهاً، وأَعْلَنِها سُمَا

يعني الصِّيتَ؛ قال ويروى‏:‏

لأَوْضَحِها وجْهاً، وأَكْرَمِها أَباً، وأَسْمَحِها كَفّاً، وأَبعَدِها سُمَا

قال‏:‏ والأَول أَصح؛ وقال آخر‏:‏

أَنا الحُبابُ الذي يَكْفي سُمِي نَسَبي، إذا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ

وفي الحديث‏:‏ لما نزَلَتْ فسَبِّحْ

باسْمِ ربِّكَ العظيم، قال‏:‏ إجْعَلُوها في رُكوعِكم، قال‏:‏ الإسمُ ههنا

صلةٌ وزيادةٌ

بدليل أَنه كان يقول في ركوعه سبحانَ رَبيَ العظيم فحُذف الاسمُ، قال‏:‏

وعلى هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّى، ومن قال إنه غيرُه لم يَجْعَلْه صِلةً‏.‏ وسَمِيُّكَ‏:‏ المُسمَّى باسْمِك، تقول هو سَمِيُّ فلان إذا

وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو كَنِيُّه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ لم نَجْعلْ

له مِن قَبْلُ سَمِيّاً؛ قال ابن عباس‏:‏ لم يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى، وقيل‏:‏ معنى لم نَجْعلْ له من قبلُ سَمِيّاً أَي نَظِيراً ومِثلاً، وقيل‏:‏

سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ هل

تَعْلَمُ له سَمِيّاً؛ أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه، ويقال مُسامِياً

يُسامِيه؛ قال ابن سيده‏:‏ ويقال هل تَعْلَمُ له مِثْلاً؛ وجاء أَيضاً‏:‏ لم يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ، وتأْويلُه، والله أَعلم، هلْ تعلم سَمِيّاً يستَحِق أٍَن يقال له خالِقٌ وقادِرٌ وعالم لِما كان ويكون، فكذلك ليس إلا من صفات الله، عز وجل؛ قال‏:‏

وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ

مِنَ الدَّهرِ، إلا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ

وقوله، عليه الصلاة والسلام‏:‏ سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما

أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا الله، عز وجل‏.‏ وقد تسَمَّى به، وتسَمَّى

ببني فلان‏:‏ والاهُمُ النَّسَبَ‏.‏

والسماء‏:‏ فرَسُ صَخْرٍ أَخي الخنساء؛ وسُمْيٌ‏:‏ اسم بلد؛ قال الهذلي‏:‏

تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إذا اسْتباءَتْ، كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ

ويروى إذا اسسات‏:‏ وقال ابن جني‏:‏ لا أَعرفُ في الكلام س م ي غير هذه، قال‏:‏ على أَنه قد يجوز أن يكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كحيوة‏.‏ وماسَى فلانٌ

إذا سَخِرَ منه، وساماه إذا فاخَرَه، والله أَعلم‏.‏

سنا‏:‏ سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً‏:‏ عَلا ضَوْءُها‏.‏ والسَّنا، مقصورٌ‏:‏

ضوءُ النارِ والبرْقِ، وفي التهذيب‏:‏ السَّنا، مقصورٌ، حَدُّ مُنْتَهى ضوْءِ

البرْقِ‏.‏ وقد أَسْنَى البرْقُ إذا دَخلَ سَناهُ عليكَ بيتَك أَو وقَع

على الأَرض أَو طار في السَّحابِ‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ سَنا البرْق ضَوْءُه من غير أَن ترَى البرْقَ أَو ترى مَخرَجَه في موْضِعه، فإنما يكون السَّنا

بالليل دون النهار وربما كان في غير سَحابٍ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ السَّناءُ من المجد

والشرف، ممدود‏.‏ والسَّنا‏:‏ سَنا البرقِ، وهو ضوْءُه، يكتب بالأَلف ويثنى

سَنَوَان ولم يَعرفِ الأَصمعي له فِعْلاً‏.‏ والسَّنا، بالقصر‏:‏ الضَّوْءُ‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ يكادُ سَنا بَرْقِه يَذْهَبُ بالأَبْصار؛ وأَنشد

سيبويه‏:‏

أَلم ترَ أَنِّي وابنَ أَسْوَدَ، ليلةً، لَنَسْري إلى نارَينِ يَعْلُو سَناهُما

وسنَا البرْقُ‏:‏ أَضاءَ؛ قال تميمُ بنُ مُقبل‏:‏

لِجَوْنِ شَآمِ كلما قلت قد وَنَى

سنا، والقَواري الخُضْرُ في الدَّجْنِ جُنَّحُ

وأَسْنى النارَ‏:‏ رَفَعَ سَناها‏.‏ واسْتَناها‏:‏ نَظَر إلى سَناها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

ومُسْتَنْبَحٍ، يَعْوي الصَّدى لِعُوائِه، تنَوَّرَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا

أَوْمَضَ‏:‏ نظَرَ إلى وَمِيضِها‏.‏ وسَنا البرْقُ‏:‏ سطَع‏.‏ وسنا إلى مَعالي

الأُمُورِ سَناءً‏:‏ ارتفع‏.‏ وسَنُوَ في حَسَبه سَناءً، فهو سَنِيٌّ‏:‏ ارتفع‏.‏

ويقال‏:‏ إنّ فلاناً لسَنِيُّ الحَسَب، وقد سَنُوَ يَسْنُو سَناءً، ممدود‏.‏

والسَّناءُ من الرِّفْعة، ممدود‏.‏ والسَّنِيُّ‏:‏ الرَّفيعُ‏.‏ وأَسْناهُ أَي

رَفَعه؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

وهُمْ قومٌ كِرامُ الحَيِّ طرّاً، لهم حَوْلٌ إذا ذُكِرَ السَّناءُ

وفي الحديث‏:‏ بَشِّرْ أُمَّتي بالسَّناء أَي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله‏.‏ وقد سَنِيَ يَسْنَى سَناءً أَي ارتفَع، وأَما قراءة من قرأَ‏:‏ يكادُ

سَناءُ بَرْقِه، ممدود، فليس السَّناءُ ممدوداً لغة في السَّنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البرق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق

رافِع‏.‏ وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله؛ وقال‏:‏

وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظن، أَنه

إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت أَنشده أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه‏:‏

فلا تَيْأَسا واسْتَغْوِرَا الله، إنه

إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

معنى قوله‏:‏ استَغْوِرَا اللهَ اطلبا منه الغِيرةَ، وهي المِيرةُ؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد‏:‏

إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا

يقال‏:‏ سَنَّيْتُ الشيءَ إذا فتحته وسهَّلْته‏.‏ وتسَنََّى لي كذا أَي

تيَسَّر وتأَتَّى‏.‏ وتسَنَّى الشيءَ‏:‏ علاه؛ قال ابن أَحمر‏:‏

تربى لها وهْوَ مَسْرُورٌ لغَفْلَتِِها

طَوراً، وطوراً تسَنَّاه فتَعْتَكِر‏.‏

وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها وقاعَ عليها ليضربها‏.‏ الفراء‏:‏

يقال تَسَنَّى أَي تغَيَّر‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ لم يتَسَنَّ لم يتغير من قوله

تعالى‏:‏ من حَمإ مَسْنُون؛ أَي متغير، فأَبدل من إحدى النونات ياء مثل

تقَضَّى من تقَضَّضَ‏.‏ والمُسَنَّاةُ‏:‏ العَرِمُ‏.‏ وسَنا سُنُوّاً وسِنايةً

وسِناوةً‏:‏ سَقى‏.‏

والسانِيَةُ‏:‏ الغرْبُ وأَداته‏.‏ والسانية‏:‏ الناضحة، وهي الناقة التي

يُسْتَقى عليها‏.‏ وفي المثل‏:‏ سَيْرُ السَّواني سَفَرٌ لا ينقطِع‏.‏ الليث‏:‏

السانية، وجمعها السَّواني، ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره‏.‏ وقد

سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً‏.‏ وسَنتِ

الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض، والسحابة تسْنُو الأَرضَ، والقومُ

يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا، ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة‏:‏ بأَيِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نسْتَني

وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء‏.‏ أَبو زيد‏:‏

سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت‏.‏ وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً

إذا جَرَرْتَها من البئر‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الساني المُسْتَقي، وقد سنا يَسْنُو، وجمْعُ الساني سُناةٌ؛ قال لبيد‏:‏

كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلونَ السِّجالَ على السِّجال

جعلَ السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب

فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها‏.‏ ويقال‏:‏ هذه رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إذا

كانت بعيدة الرِّشاء لا يُسْتَقى منها إلا بالسانية من الإبل، والسانية

تقع على الجَمل والناقة بالهاء، والساني، بغير هاءٍ، يقع على الجَمل

والبقر والرَّجُلِ، وربما جعلوا السانية مصدراً على فاعلة بمعنى الاسْتِقاء؛ وأَنشد الفراء‏:‏

يا مَرْحباهُ بحِمارٍ ناهِيَهْ، إذا دَنا قَرَّبْتُه للسانِيَهْ

الفراء‏:‏ يقال سناها الغيثُ يَسْنُوها فهي مَسْنُوَّةٌ

ومَسْنِيَّةٌ، يعني سقاها، قلبوا الواوَ ياءً كما قلبوها في قِنْية‏.‏ وفي حديث الزكاة‏:‏ ما سُقِيَ بالسَّواني ففيه نصف العُشْر؛ السَّواني‏:‏ جمع

سانِيةٍ وهي الناقة التي يُسْتقى عليها؛ ومنه حديث البعيرِ الذي شكا إليه

فقال أَهلُه‏:‏ إنّا كنا نَسْنُو عليه أَي نستَقي؛ ومنه حديث فاطمة، رضي الله عنها‏:‏ لقد سنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري‏.‏ وفي حديث العزل‏:‏ إنَّ لي جاريةً

هي خادِمُنا وسانِيَتُنا في النخل، كأَنها كانت تسقي لهم نخْلَهُم

عِوَضَ البعير‏.‏

والمَسْنَوِيَّةُ‏:‏ البئرُ التي يُسْنى منها، واسْتَنى لنفسِه، والسحاب

يَسْنُو المطر، وسنَتِ السحابةُ بالمطر تسْنُو وتَسْني‏.‏ وأَرضٌ

مسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ‏:‏ مَسْقِيَّة، ولم يعرف سيبويه سَنيْتُها، وأَما

مَسْنِيَّةٌ

عنده فعلى يَسْنوها، وإنما قلبوا الواوَ ياء لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطَّرَف، وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ‏.‏

وساناه‏:‏ راضاه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ سانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وداريته وأَحسنت

معاشرته؛ ومنه قول لبيد‏:‏

وسانيْتُ مِنْ ذي بَهْجةٍ ورَقَيْتُه، عليه السُّموطُ عائصٍ، مُتَعصِّب

وأَنشد الجوهري هذا البيت عابسٍ مُتعصِّب‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال ابن القطاع

مُتعصب بالتاج، وقيل‏:‏ يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ، قال‏:‏ والذي

رواه ابن السكيت في الأَلفاظ في بابالمُساهَلة مُتَفضِّب، قال‏:‏ وكذلك

أَنشده أَبو عبيد في باب المُداراةِ‏.‏ والمُساناةُ‏:‏ الملاينةُ في المُطالَبة‏.‏

والمُساناةُ‏:‏ المُصانَعَة، وهي المُداراة، وكذلك المُصاداة والمُداجاةُ‏.‏

الفراء‏:‏ يقال‏:‏ أَخذتُه بسِنايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه‏.‏ والسُّنَةُ

إذا قُلْته بالهاء وجعَلْت نقصانَه الواو، فهو من هذا الباب، تقول‏:‏

أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْناءً إذا لَبِثوا في موضعٍ سنَةً، وأَسْنَتُوا

إذا أَصابتهم الجُدوبةُ، تُقلب الواوُ تاءً للفرق بينهما؛ وقال المازني‏:‏

هذا شاذٌّ لا يقاس عليه، وقيل‏:‏ التاءُ في أَسْنَتُوا بدلٌ

من الياء التي كانت في الأَصل واواً ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً، والسُّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء، وتصريفها مذكور في حرف الهاء، والجمع سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ، وسِنُونَ مذكور في الهاء، وتعليلُ

جمعِها بالواو والنونِ هناك‏.‏ وأَصابتهم السَّنَةُ‏:‏ يَعْنُونَ به السَّنَة

المُجْدِبة، وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الياءِ التي

أَصلُها الواوُ، ولا يُستعمل ذلك إلا في الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب‏.‏

وأَرضٌسَنَةٌ‏:‏ مُجْدِبةٌ، على التشبيه بالسَّنَةِ من الزمان، وجمعُها سِنُونَ‏.‏

وحكى اللحياني‏:‏ أَرضٌ

سِنُونَ، كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه على هذا‏.‏

وأَسْنَى القومُ‏:‏ أَتَى عليهم العامُ‏.‏ وساناهُ مُساناةً وسِناءً‏:‏

استأْجَرَه السَّنَة، وعامَلَه مُساناةً، واستأْجره مُساناةً كقوله مُسانَهَةً‏.‏

التهذيب‏:‏ المُساناةُ المُسانَهةُ، وهو الأَجَلُ إلى سَنَةٍ‏.‏ وأَصابتهم

السَّنَة السَّنْواءُ‏:‏ الشدىدةُ‏.‏ وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إذا أَصابتها

السَّنَةُ‏.‏ والسَّنا‏:‏ نبتٌ يُتَداوي به؛ قال ابن سيده‏:‏ والسَّنا والسَّناءُ

نبتٌ يُكتَحَلُ به، يمدُّ ويقصر، واحدته سَناةٌ

وسَناءَةٌ؛ الأَخيرة قِياسٌ لا سَماع؛ وقول النابغة الجعدي‏:‏

كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً

سَنا المِسْكِ، حينَ تُحِسُّ النُّعامى

قال‏:‏ يجوز أَن يكون السَّنا ههنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك، ويجوز

أَن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ

أَيضاً، وهذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت، ويروى كأن تَنَسُّمَها، وهو الصحيح‏.‏ وقالت أَبو حنيفة‏:‏ السَّنا شُجَيْرَةٌ

من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له وتُقَوِّي لَوْنَه

وتُسَوِّدُه، وله حمل أَبيضُ إذا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ له

زَجَلاً؛ قال حميد بن ثور‏:‏

صَوْتُ السَّنا هَبَّتْ به عُلْوِيَّةٌ، هَزَّتْ أَعالِيَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرِ

وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ، ويقال سَنَوانِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عليكم بالسَّنا

والسَّنُّوتِ، وهو مقصور، هو هذا النَّبْتُ، وبعضهم يرويه بالمد‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ السَّنُّوتُ العَسل، والسَّنُّوت الكمُّون، والسَّنُّوتُ

الشِّبِثُّ؛ قال أَبو منصور‏:‏ وهو السَّنُّوت، بفتح السين‏.‏ وفي الحديث عن أُمِّ

خالدٍ بنتِ خالد‏:‏ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بثياب

فيها خَمِيصة سَوْداء فقال‏:‏ ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ، قالت‏:‏ فأُتِيَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم محمولةً وأَنا صغيرَةٌ

فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثم أَلْبَسَنِيها، ثم قال أَبْلي

وأَخْلِقِي، ثم نَظَر إلى عَلمٍ فيها أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فجعل يقول يا أمَّ خالدٍ

سَنا سَنا؛ قيل‏:‏ سَنا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ، وهي لغةٌ، وتُخَفَّفُ

نونُها وتشددُ، وفي رواية‏:‏ سَنَهْ سَنَهْ، وفي رواية أُخرى‏:‏ سَناهْ سَناهْ، مخفَّفاً ومشدَّداً فيهما؛ وقول العجاج يصف شبابه بعدما كَبِرَ وأَصْباهُ

النِّساءُ‏:‏

وقَدْ يُسامِي جِنَّهُنَّ جِنِّي

في غَيْطَلاتٍ من دُجى الدُّجُنِّ

بمَنطقٍ لوْ أَنَّني أُسَنِّي

حَيَّاتِ هَضْبٍ جِئْن، أَوْ لوَ انِّي

أَرْقِي به الأَرْوِي دَنَوْنَ منِّي، مُلاوَةٌ مُلِّيتُها، كأَنِّي

ضارِبُ صَنْجَيْ نَشْوَةٍ، مُغَنِّي

شَرْبٍ بِبَيْسانَ من الأُرْدُنِّ، بَيْنَ خَوابي قَرْقَفٍ ودَنِّ

قوله‏:‏ لو أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ

بها حتى تخرج إليَّ؛ يقال‏:‏ سَنَّيْتُ وسانيْتُ‏.‏ وسَنَيْتُ البابَ

وسَنَوْته إذا فتحته‏.‏

والمُسَنَّاة‏:‏ ضَفيرةٌ

تُبْنى للسيل لترُدَّ الماء، سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فيها مفاتحَ للماء

بقدر ما تحتاج إليه مما لا يَغْلِب، مأْخوذٌ من قولك سَنَّيْت الشيءَ

والأَمر إذا فَتَحْت وجهه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ تَسَنَّى الرجلُ إذا تسَهَّل في أُموره؛ قال الشاعر‏:‏

وقد تَسَنَّيْتُ له كلجَ التسَنِّي

وكذلك تَسَنَّيْتُ فلاناً إذا تَرَضَّيْته‏.‏

سها‏:‏ السَّهوُ والسَّهْوةُ‏:‏ نِسْيانُ

الشيء والغفلة عنه وذَهابُ القلب عنه إلى غيره، سَها يَسْهُو سَهْواً

وسُهُوّاً، فهو ساهٍ وسَهْوانُ، وإنَّهُ لساهٍ بَيِّنُ السَّهو والسُّهُوِّ‏.‏ وفي المثل‏:‏ إن المُوَصَّيْنَ بنو سَهْوانَ؛ قال زِرُّ بنُ أَوْفى

الفُقَيْمي يصف إبِلاً‏:‏

لم يَثْنِها عن هَمِّها قَيْدانِ، ولا المُوَصُّوْنِ من الرُّعْيانِ، إنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوانِ

أَي أَن الذين يُوصَّوْنَ بَنُو من يَسْهُو عن الحاجة فأَنت لا تُوصَّى

لأَنك لا تَسْهُو، وذلك إذا وَصَّيْت ثِقةً عند الحاجة‏.‏ وقال الجوهري‏:‏

معناه أَنك لا تحتاج إلى أَن تُوَصِّيَ إلا من كان غافِلاً ساهِياً‏.‏

والسَّهْوُ في الصلاة‏:‏ الغفلة عن شيء منها، سها الرجلُ في صلاتِه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن النبي صلى الله عليه وسلم سها في الصلاة؛ قال ابن الأَثير‏:‏

السَّهْوُ في الشيء تَرْكُه عن غير عِلْمٍ، والسَّهْوُ عنه تَرْكُه مع العِلْم، ومنه قوله تعالى‏:‏ الذين هُمْ عن صلاتِهم ساهُونَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ ساهاهُ

غافَلَه، وهاساهُ إذا سَخِرَ منه‏.‏ ومَشْيٌ سَهْوٌ‏:‏ ليِّنٌ‏.‏ والسَّهْوة من الإبل‏:‏ اللَّيِّنة السَّيْر الوَطِيئة؛ قال زهير‏:‏

تُهَوِّنُ بُعْدَ الأَرضِ عَنِّي فَريدةٌ، كِنازُ البَضِيعِ، سَهْوةُ المَشْيِ، بازِلُ

وهي اللَّيِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ راكِبها كأَنها تُساهِيهِ، وعَدَّى الشاعر تُهَوِّنُ بِعَنِّي لأَنَّ فيه معْنى تخَفِّفُ وتُسَكِّنُ‏.‏

وجمَلٌ سهْوٌ بيِّن السَّهاوةِ‏:‏ وطِيءٌ‏.‏ ويقال‏:‏ بعيرٌ ساهٍ راهٍ، وجِمالٌسَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ؛ ومنه الحديث‏:‏ آتِيكَ به غَداً رَهْواً أَي

ليِّناً ساكِناً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وإنَّ عَمَلَ أَهلِ النارِ سَهْلةٌ

بسَهوةٍ؛ السَّهْوةُ الأَرضُ اللَّيِّنة التُّرْبة، شَبَّه المعصية في سُهولتِها على مُرْتَكِبِها بالأَرض السَّهْلةِ التي لا حُزُونة فيها، وقيل‏:‏ كلُّ ليِّنٍ سَهْوٌ، والأُنثى سَهْوٌ‏.‏ والسَّهْو‏:‏ السُّكونُ

واللِّينُ، والجمع سِهاءٌ مثلُ دَلْوٍ ودِلاءٍ؛ قال الشاعر‏:‏

تَناوَحَتِ الرِّياحُ لِفَقْد عَمروٍ، وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِه سِهاءَا

أَي ساكنة ليِّنة‏.‏ الأَزهري‏:‏ والأَساهِيُّ والأَساهيج ضُروبٌ

مختلفة من سير الإِبل، وبَغْلةٌ سَهْوةُ السير، وكذلك الناقةُ، ولا يقال للبغل سَهْوٌ‏.‏ وروي عن سلْمان أَنه قال‏:‏ يُوشِكُ أَن يَكْثُرَ أَهلُها، يعني الكوفة، فتَمْلأَ ما بين النَّهْرين حتى يغْدُوَ الرجلُ على

البَغْلةِ السَّهْوة

فلا يُدْرِكَ أَقْصاها؛ السَّهْوة‏:‏ الليِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ

راكِبَها‏.‏ ويقال‏:‏ افعلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَي عَفواً بِلا تقَاض‏.‏

والسَّهْوُ‏:‏ السَّهْلُ من الناس والأُمور والحوائجِ‏.‏ وماءٌ سَهْوٌ‏:‏ سَهْلٌ، يعني

سَهْلاً في الحَلْقِ‏.‏ وقَوْسٌ سَهْوةٌ‏:‏ مُواتِيَةٌ؛ قال ذو الرمة‏:‏

قليل نِصاب المالِ إلاَّ سِهامَهُ، وإلاَّ زَجُوماً سَهْوةً في الأَصابِع

التهذيب‏:‏ المُعَرَّسُ الذي عُمِلَ له عَرْسٌ، وهو الحائِطُ يُجْعَل بين

حائِطَي البيت لا يُبلَغ به أَقصاهُ، ثم يُجْعَل الجائز من طرَف العَرْسِ

الداخل إلى أَقصى البيت، ويُسَقَّفُ البيت كلُّه، فما كان بين الحائطَين

فهو السَّهوَة، وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع؛ قال ابن سيده‏:‏

السَّهْوةُ حائطٌ صغيرٌ يُبنى بين حائطَي البيت ويُجعَلُ السقفُ على الجميع، فما كان وسَط البيت فهو سَهْوةٌ، وما كان داخِلَه فهو المُخْدَع، وقيل‏:‏ هي صُفَّة بين بيتين أَو مُخْدَع بين بيتين تَسْتَترُ بها سُقاةُ الإبل من الحرِّ، وقيل‏:‏ هي كالصُّفَّة بين يَدَي البيت، وقيل‏:‏ هي شَبيهٌ

بالرَّفِّ والطاقِ يوضع فيه الشيءُ، وقيل‏:‏ هي بيت صغيرٌ منحَدِرٌ

في الأَرض سَمْكُه موتَفِعٌ في السماء شبيهٌ بالخِزانة

الصغيرة يكون فيها المَتاعُ، وذكر أَبو عبيد أَنه سمِعَه من غير واحد من أَهل اليمن، وقيل‏:‏ هي أَربعةُ أَعوادٍ أَو ثلاثةٌ يعارَضُ بعضُها على

بعضٍ، ثم يوضعُ عليه شيء من الأَمتعة‏.‏ والسَّهْوة‏:‏ الكُنْدُوجُ‏.‏ والسَّهوة‏:‏

الرَّوْشَنُ‏.‏ والسَّهْوة‏:‏ الكَوَّةُ بين الداريْن‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

السَّهْوة الجَحَلةُ أَو مثل الحجلةِ‏.‏ والسَّهوةُ‏:‏ بيتٌ

على الماءِ يستَظِلُّون به تَنْصِبه الأَعراب‏.‏ أَبو ليلى‏:‏ السَّهوة

سُتْرَةٌ

تكون قدَّامَ فِناء البيتِ، ربما أَحاطت بالبيت شِبهَ سورٍ حوْلَ البيت‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه دخل على عائشة وفي البيت سَهْوةٌ عليها سِترٌ، هو من ذلك، وقيل‏:‏ هو شبيهٌ

بالرَّفِّ أَو الطاقِ يوضع فيه الشيءُ‏.‏ والسَّهْوة‏:‏ الصخرةُ، طائِيَّةٌ، لا يسمون بذلك غير الصخرة، وخصصه في التهذيب فقال‏:‏ الصخرة التي يقوم

عليها الساقي، وجمع ذلك كلِّه سِهاءٌ‏.‏ والمُساهاة‏:‏ حُسْن المُخالقة

والعِشرة؛ قال العجاج‏:‏

حُلْو المُساهاة وإن عادى أَمَرُّ

وحُلْو المُساهاة أَي المُياسَرة والمُساهَلةِ‏.‏ والمُساهاةُ في العِشْرة‏:‏ تَرْكُ الاستِقصاءِ‏.‏

والسَّهْواءُ‏:‏ ساعة من الليل وصَدْرٌ منه‏.‏

وحَمَلتِ المرأَةُ سَهْواً إذا حَبِلَت على حَيْضٍ‏.‏ وعليه من المال ما لا يُسهَى وما لا يُنهى أَي ما لا تُبلغ غايَتُه، وقيل‏:‏ معناه أَي لا

يُعَدُّ كَثْرة، وقيل‏:‏ معنى لا يُسْهى لا يُحْزَرُ، وذهبَت تميمُ فما تُسْهى

ولا تُنْهى أَي لا تُذْكَر‏.‏

والسُّها‏:‏ كُوَيكِبٌ

صغير خَفِيٌّ الضَّوء في بنات نََعْش الكبرى، والناس يَمْتَحِنون به أَبصارَهم، يقال‏:‏ إنه الذي يُسَمَّى أَسْلَم مع الكوكبِ الأَوسط من بنات

نعْشٍ؛ وفي المثل‏:‏

أُرِيها السُّها وتُرِيني القمر

وأَرْطاةُ بن سُهَيَّة‏:‏ من فُرْسانِهم وشعرائهم‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولا

نحمِلُه على الياء لعدم س هـ ي‏.‏

والأَساهِيُّ‏:‏ الأَلوانُ، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة‏:‏

إذا القوم قالوا‏:‏ لا عَرامَةَ عندها، فسارُوا لقُوا منها أَساهيَّ عُرَّما

سوا‏:‏ سَواءُ الشيءِ مثلُه، والجمعُ أَسْواءٌ؛ أَنشد اللحياني‏:‏

تَرى القومَ أَسْواءً، إذا جَلَسوا معاً، وفي القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ

وأَنشد ابنُ بري لرافِع بن هُرَيْمٍ‏:‏

هلاّ كوَصْلِ ابن عَمَّارٍ تُواصِلُني، ليس الرِّجالُ، وإن سُوُّوا، بأَسْواء

وقال آخر‏:‏

الناسُ أَسْواءٌ وشتَّى في الشِّيَمْ

وقال جِرانُ العَوْدِ في صفة النساء‏:‏

ولسنَ بأَسواءٍ، فمنهنَّ روْضةٌ

تَهِيجُ الرِّياحُ غيرَها لا تُصَوِّحُ

وفي ترجمة عددَ‏:‏ هذا عِدُّه وعديدُه وسِيُّه أَي مثله‏.‏ وسِوَى الشيءِ‏:‏

نفسُه؛ وقال الأَعشى‏:‏

تَجانَفُ عن خلِّ اليمامةِ ناقَتي، وما عَدَلتْ من أَهلها بِسِوائِكا‏.‏

ولِسِوائِكا، يريدُ بك نفسِك؛ وقال ابن مقبل‏:‏

أَرَدّاً، وقد كان المَزارُ سِواهُما

على دُبُرٍ من صادِرٍ قد تَبَدَّدا‏.‏

قال ابن السكيت في قوله وقد كان المزادُ سِواهُما أَي وقع المَزادُ على

المزادِ وعلى سِواهِما أَخطَأَهُما، يصف مَزادَتَيْنِ إذا تَنَحَّى

المزارُ عنهما استرختا، ولو كان عليهما لرفعهما وقل اضطرابهما قال أَبو منصور‏:‏

وسِوى، بالقصر، يكون بمعنيين‏:‏ يكون بمعنى نفس الشيء، ويكون بمعنى غيرٍ‏.‏

ابن سيده‏:‏ وسَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسَواسِوَةٌ؛ الأَخيرة نادرة، كلُّها

أَسماءُ جمعٍ، قال‏:‏ وقال أَبو عليّ أَما قولهم سَواسِوَة فالقول فيه عندي

أَنه من باب ذَلاذِلَ، وهو جمعُ سَواءٍ من غير لفظِه، قال‏:‏ وقد قالوا

سَواسِيَةٌ، قال‏:‏ فالياء في سَواسِيَة مُنْقلبة عن الواو، ونظيرُه من الياء

صَياصٍ جمع صِيصَةٍ، وإنما صَحَّت الواوُ فيمن قال سَواسِوَة لأَنها لام

أَصل وأَن الياء فيمن قال سَواسِيَةٌ

مُنْقلِبة عنها، وقد يكون السَّواءُ جمعاً‏.‏ وحكى ابن السكيت في باب

رُذالِ الناسِ في الأَلفاظ‏:‏ قال أَبو عمرو يقال هم سَواسِيَة إذا استَوَوْا

في اللُّؤْم والخِسَّةِ والشَّر؛ وأَنشد‏:‏ وكيف تُرَجِّيها، وقد حال

دُونَهاسَواسِيَةٌ لا يغْفِرُونَ لها ذَنْبا‏؟‏

وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

سُودٌ سَواسِيَةٌ، كأَن أُنُوفَهُمْ

بَعْرٌ يُنَظِّمُه الوليدُ بمَلْعَبِ

وأَنشد أَيضاً لذي الرمة‏:‏

لولا بَنُو ذُهْلٍ لقَرَّبْتُ منكُم، إلى السَّوطِ، أَشْياخاً سَواسِيَةً مُرْدا

يقول لضربتكم وحلقت رؤُوسَكم ولِحاكم‏.‏ قال الفراء‏:‏ يقال هُمْ سَواسِيَةٌ

وسَواسٍ وسُؤَاسِيَةٌ؛ قال كثير‏:‏

سَواسٍ، كأَسْنانِ الحِمارِ فما تَرى، لِذي شَيبَةٍ مِنْهُمْ على ناشِيءٍ، فَضْلا

وقال آخر‏:‏

سَبَيْنا مِنْكُمُ سَبْعينَ خَوْداً

سَواسٍ، لَمح يُفَضَّ لها خِتامُ

التهذيب‏:‏ ومن أَمثالِهم سَواسِيَة كأَسْنان الحِمارِ؛ وقال آخر‏:‏

شَبابُهُمُ وشِيبُهُمُ سَواءٌ، سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ

قال‏:‏ وهذا مِثْلُ قولِهم في الحديث لا يزالُ الناسُ بخَيْرٍ ما تَبايَنوا، وفي رواية‏:‏ ما تَفاضَلوا، فإذا تَساوَوْا هَلكوا، وأَصل هذا أن الخَيْرَ في النادِرِ من الناسِ، فإذا اسْتَوى النَّاسُ في الشَّرِّ ولم يكن

فيهم ذُو خَيْرٍ كانوا من الهَلْكى؛ قال ابن الأَثير‏:‏ معناه أَنهم إنما

يتَساوَوْن إذا رَضُوا بالنَّقْصِ وتركوا التَّنافُس في طَلب الفضائل

ودَرْكِ المَعالي، قال‏:‏ وقد يكون ذلك خاصّاً في الجَهْل، وذلك أَن الناسَ لا

يَتساوَوْنَ في العِلْمِ وإنما يَتساوَوْن إذا كانوا جُهّالاً، وقيل‏:‏

أَراد بالتَّساوي التحزُّبَ والتفرُّقَ وأَن لا يجتمعوا في إمامٍ ويَدَّعِيَ

كلُّ واحدٍ منهم الحَقَّ لِنَفْسِه فَيَنْفَرِدَ برأْيِه‏.‏ وقال الفراء‏:‏

يقال هم سَواسِيَة يَسْتَوون في الشرِّ، قال‏:‏ ولا أَقول في الخيرِ، وليس

له واحدٌ‏.‏ وحكي عن أَبي القَمْقامِ سَواسِيَة، أَراد سَواء ثم قال سِيَة؛ ورُوِي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال‏:‏ ما أَشدَّ ما هجا القائلُ وهو الفرزدق‏:‏

سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ

وذلك أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتوية؛ وقال ذو الرمة‏:‏

وأَمْثَلُ أَخْلاقِ امْرِئِ القَيْسِ أَنَّها

صِلابٌ، على عَضِّ الهَوانِ، جُلودُها

لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ، سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها

ويقال‏:‏ أَلآمٌ سَواسِيَة وأَرْآدٌ

سَواسِيَة‏.‏ ويقال‏:‏ هو لِئْمُه ورِئْدُهُ أَي مِثْلُه، والجمعُ أَلآمٌ

وأَرْآدٌ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ سَواءٌ

منْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بِه؛ معناه أَنَّ الله يعلَم ما غابَ وما شَهِدَ، والظاهرَ في الطُّرُقاتِ، والمُسْتَخْفِيَ في الظُّلُماتِ، والجاهِرَ في نُطْقِه، والمُضْمِرَ في نفْسِه، عَلِمَ الله بهم

جميعاً سواءً‏.‏ وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ، تقول‏:‏ سَواءٌ زيدٌ

وعمْروٌ في معنى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ، لأَن سواءً مصدرٌ

فلا يجوز أَن يُرْفع ما بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ، تقولُ عَدْلٌ

زيدٌ وعمروٌ، والمعنى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ

وعمروٌ، لأَن المصادر ليست كأَسْماء الفاعلينَ وإنما يَرْفَعُ

الأَسْماءَ أَوصافُها؛ فأَما إذا رفعتها المصادر فهي على الحذف كما قالت

الخنساء‏:‏ تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ، حتى إذا ادَّكَرَتْ، فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ

أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار؛ هذا قول الزجاج، فأَمّا سيبويه فجَعلها

الإقبالَة والإدبارَة على سَعةِ الكلام‏.‏

وتَساوَتِ الأُمورُ واسْتَوَتْ وساوَيْتُ بينهما أَي سَوَّيْتُ‏.‏

واسْتَوى الشَّيْئَانِ وتَساوَيا‏:‏ تَماثَلا‏.‏ وسَوَّيْتُه به وساوَيْتُ بينهما

وسَوَّيْتُ وساوَيْتُ الشيءَ وساوَيْتُ به وأَسْوَيْتُه به؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد اللحياني للقناني أَبي الحَجْناء‏:‏

فإنَّ الذي يُسْويكَ، يَوْماً، بوِاحِدٍ

مِنَ الناسِ، أَعْمى القَلْبِ أَعْمى بَصائرهْ

الليث‏:‏ الاسْتِواءُ فِعْلٌ لازِمٌ

من قولك سَوَّيْتُه فاسْتَوى‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ العرب تقول استوى

الشيءُ مع كذا وكذا وبكذا إلا قولَهم للغلامِ إذا تَمَّ شَبابُه قد اسْتَوى‏.‏

قال‏:‏ ويقال اسْتَوى الماءُ والخَشَبةَ أَي مع الخَشَبةِ، الواوُ بمعنى

مَعْ ههنا‏.‏ وقال الليث‏:‏ يقال في البيع لا يُساوي أَي لا يكون هذا مَعَ هذا

الثَّمَنِ سيَّيْنِ‏.‏ الفراء‏:‏ يقال لا يُساوي الثوبُ وغيرُه كذا وكذا، ولَمْ يعْرفْ يَسْوى؛ وقال الليث‏:‏ يَسْوى نادرة، ولا يقال منه سَوِيَ ولا

سَوى، كما أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نادرةً ولا يقال لِذَكَرِها أَنْكَرُ، ويقولون نَكِرَ ولا يقولون يَنْكَرُ؛ قال الأَزهري‏:‏ وقولُ الفراء صحيحٌ، وقولهم لا يَسْوى أَحسِبُه لغة أَهلِ الحجاز، وقد رُوَيَ عن الشافعي‏:‏ وأَما لا

يُسْوى فليس بعربي صحيح‏.‏ وهذا لا يُساوي هذا أَي لا يعادِلُه‏.‏ ويقال‏:‏

ساوَيْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتى بلَغ قَدْره ومَبْلَغه‏.‏ وقال الله عزَّ وجل‏:‏ حتى إذا ساوى بينَ الصَّدَفَيْنِ؛ أَي سَوَّى بينهما حين رفَع

السَّدَّ بينَهُما‏.‏ ويقال‏:‏ ساوى الشيءُ

الشيءَ إذا عادَلَه‏.‏ وساوَيْتُ بينَ الشَّيْئَيْنِ إذا عَدَّلْتَ

بينَِهما وسَوَّيْت‏.‏ ويقال‏:‏ فلانٌ وفلانَ سواءٌ أَي مُتَساويان، وقَوْمٌ

سواءٌلأَنه مصدر لا يثَنى ولا يجمع‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ لَيْسوا سَواءً؛ أَي

لَيْسوا مُسْتَوينَ‏.‏ الجوهري‏:‏ وهما في هذا الأَمرِ سواءٌ، وإن شئتَ

سَواءَانِ، وهم سَواءٌ للجمع، وهم أَسْواءٌ، وهم سَواسِيَةٌ أَي أَشباهٌ

مثلُ يمانِيةٍ على غيرِ قياسٍ؛ قال الأَخفش‏:‏ ووزنه فَعَلْفِلَةُ، ذهَب عنها الحَرْفُ الثالث وأَصله الياءُ، قال‏:‏ فأَمَّا سَواسِيَة فإنَّ سواءً فَعالٌ وسِيَةٌ يجوز أَن يكون

فِعَةً أَو فِعْلَةً، إلا أَنَّ فِعَةً أَقيس لأَن أَكثر ما يُلْقونَ موضِعَ اللام، وانْقَلَبَتِ الواوُ في سِيَة ياءً لكسرة ما قبلها لأَن أَصله سِوْيَة، وقال ابن بري‏:‏ سَواسِيَةٌ جمعٌ

لواحد لم يُنْطَقْ به، وهو سَوْساةٌ، قال‏:‏ ووزنه فَعْلَلةٌ مثل

مَوْماةٍ، وأَصلهُ سَوْسَوَة فَسواسِيَةٌ على هذا فَعالِلَةٌ كلمةٌ

واحدة، ويدل على صحة ذلك قولهم سَواسِوَة لغة في سَواسِية، قال‏:‏ وقول

الأَخفش ليس بشيءٍ؛ قال‏:‏ وشاهِدُ تَثْنية سواءٍ قولُ قيس ابن مُعاذ‏:‏

أَيا رَبِّ، إنْ لم تَقْسِمِ الحُبَّ بَيْننا

سَواءَيْنِ، فاجْعَلْني على حُبِّها جَلْدا

وقال آخر‏:‏

تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ ونَغْتَدي

سَواءَيْنِ، والمَرْعى بأُمِّ دَرِينِ

ويقال للأَرض المجدبة‏:‏ أُمُّ دَرِينٍ‏.‏ وإذا قلتَ سواءٌ

علَيَّ احْتَجْتَ أَن تُتَرْجِم عنه بشَيْئَيْن، تقول‏:‏ سواءٌ سأَلْتَني

أَو سَكَتَّ عنِّي، وسواءٌ

أَحَرَمْتَني أَم أَعْطَيْتَني؛ وإذا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه في عِلْم أَو

شَجاعَةٍ قيل‏:‏ ساواهُ‏.‏ وقال ابن بزُرْج‏:‏ يقال لئنْ فَعَلْتَ ذلك وأَنا

سِواكَ ليَأتِيَنَّكَ مِنِّي ما تَكْرَهُ؛ يريد وأَنا بأَرْضٍ سِوى

أَرْضِكَ‏.‏ ويقال‏:‏ رجلٌ سواءُ

البَطْنِ إذا كان بَطْنُه مُسْتَوِياً مع الصَّدْرِ، ورجلٌ سواءُ

القَدَمِ إذا لم يكن لها أَخْمَصٌ، فسواءٌ في هذا المَعنى بمعْنى

المُسْتَوِي‏.‏ وفي صِفَة النبيّ، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه كان سَواءَ البَطْنِ

والصَّدْرِ؛ أَرادَ الواصِفُ أَنّ بَطْنَه كان غَيْرَ مُسْتَفِيضٍ فهو مُساوٍ لصَدْرِه، وأَنَّ صَدْرَه عَرِيضٌ

فهو مُساوٍ لبَطْنُِهِ، وهما مُتَساوِيانِ لا ينْبُو أَحَدُهُما عن

الآخرِ‏.‏ وسَواءُ الشَّيءِ‏:‏ وسَطُه لاسْتِواءِ المسافةِ إلَيْه من الأَطْرافِ‏.‏

وقوله عز وجل‏:‏ إذْ نُسَوِّيكُمْ برَبِّ العالمين؛ أَي نَعْدِلُكُمْ

فنَجْعَلُكمْ سَواءً في العِبادة‏.‏

قال الجوهري‏:‏ والسِّيُّ المِثْلُ؛ قال ابن بري‏:‏ وأَصله سِوْيٌ؛ وقال‏:‏

حديد النَّابِ لَيْسَ لكُمْ بِسِيِّ

وسَوَّيْتُ الشيءَ فاسْتَوى، وهُما سَوِيَّةٍ من هذا الأَمر أي على

سَواء‏.‏ وقَسَمْت الشيءَ بينَهُما بالسَّوِيَّة‏.‏ وسِيَّانِ بمعنى سَواءٍ‏.‏

يقال‏:‏ هُما سِيَّانِ، وهُمْ أَسْواءُ؛ قال‏:‏ وقد يقال هُمْ سِيٌّ

كما يقال هُمْ سَواءٌ؛ قال الشاعر‏:‏

وهُمُ سِيٌّ، إذا ما نُسِبُوا، في سَناء المَجْدِ مِنْ عَبْدِ مَنافْ

والسِّيَّان‏:‏ المِثْلان‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهما سَواءَانِ وسِيَّان

مِثْلان، والواحِدُ سِيٌّ؛ قال الحُطَيْئَة‏:‏

فإيَّاكُمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ

هَمُوزَ النَّابِ، ليْسَ لَكُمْ بِسِيِّ

يريد تَعظِيمه‏.‏ وفي حديث جُبَيْر بنِ مُطْعِمٍ‏:‏ قال له النبيُّ، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنَّما بنُو هاشِمٍ وبنو المُطّلِبِ سِيٌّ

واحِدٌ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا رواه يحيى بنُ مَعِين أَي مِثْلٌ

وسَواءٌ، قال‏:‏ والرواية المشهورة شَيءٌ واحد، بالشين المعجمة‏.‏

وقولهم‏:‏ لا سِيَّما كلمة يُسْتَثْنى بها وهو سِيٌّ ضُمَّ إليْه ما، والإسمُ الذي بعد ما لَكَ فيه وجهان‏:‏ إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ما بمنزلة الذي

وأَضْمَرْت ابْتِداءً ورَفَعْتَ الإسمَ الذي تَذْكُرُه بخَبرِ الإبْتداء، تقول‏:‏ جاءَني القَومُ ولا سيِّما أَخُوكَ أَي ولا سِيَّ الذي هو أَخُوك، وإن شِئْتَ جَرَرْتَ ما بعْدَه على أَن تَجْعَل ما زائِدةً وتجُرَّ الإسم

بِسيٍّ لأَنَّ معنى سِيٍّ معنى مِثْلٍ؛ ويُنشدُ قولُ امرئ القيس‏:‏

أَلا رُبَّ يومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ، ولا سِيَّما يومٍ بِدَارةِ جُلْجُلِ

مجروراً ومرفوعاً، فمن رواه ولا سيَّما يومٍ أَراد وما مِثْلُ يومٍ وما

صِلةٌ، ومن رواه يومٌ أَراد ولا سِيَّ الذي هو يوم‏.‏ أَبو زيد عن العرب‏:‏

إنَّ فلاناً عالمٌ ولا سِيَّما أَخوه، قال‏:‏ وما صلَةٌ ونصبُ سِيَّما بِلا

الجَحْدِ وما زائدة، كأَنك قلت ولا سِيَّ يَوْمٍ، وتقول‏:‏ اضربن القومَ

ولا سِيَّما أَخيك أَي ولا مثْلَ ضَرْبةِ أَخيك، وإن قلت ولا سِيَّما أَخوك

أَي ولا مِثْلَ الذي هو أَخوك، تجعل ما بمعنى الذي وتضمر هو وتجعله

ابتداء وأَخوك خبره؛ قال سيبويه‏:‏ قولهم لا سِيَّما زيدٍ أَي لامثْلَ زيد وما

لَغْوٌ، وقال‏:‏ لا سِيَّما زيدٍ أَي لا مثْلَ زيد وما لَغْوٌ، وقال‏:‏ لا

سِيَّما زيدٌ كقولك دَعْ ما زَيْدٌ

كقوله تعالى‏:‏ مَثَلاً مَّا بَعُوضةٌ‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏ ما هو لكَ بسِيٍّ

أَي بنظير، وما هُمْ لك بأَسْواءٍ، وكذلك المؤنث ما هيَ لكَ بِسِيٍّ، قال‏:‏

يقولون لا سِيَّ لِمَا فُلانٌ ولا سِيَّكَ ما فُلانٌ ولا سِيَّ لمن فَعَل ذلك ولا سِيَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك وما هُنَّ لك بأَسْواءٍ؛ وقول أَبي

ذؤيب‏:‏

وكان سِيَّيْن أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً، أَو يَسْرَحُوه بها وغْبَرَّتِ السُّوحُ

معناه أَن لا يَسْرَحُوا نعَمَاً وأَن يَسْرَحُوه بها، لأَن سَواءً

وسِيَّانِ لا يستعملان إلا بالواو فوضع أَبو ذؤيب أَو ههنا موضع الواو؛ ومثله

قول الآخر‏:‏

فسِيَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بمثله، وقد يَقْبَلُ الضَّيمَ الذَّليلُ المسَيَّرُ‏.‏

أَي فَسِِيَّان حربٌ وبَواؤكم بمثله، وإنما حمل أَبا ذؤيب على أَن قال أَو يَسْرَحوه بها كراهيةُ الخَبْن في مستفعلن، ولو قال ويَسْرَحُوه لكان

الجزء مخبوناً‏.‏ قال الأَخفش‏:‏ قولهم إن فلاناً كريم ولا سِيّما إن أَتيته

قاعداً، فإن ما ههنا زائدة لا تكون من الأَصل، وحذف هنا الإضمار وصار ما عوضاً منها كأَنه قال ولا مِثْله إن أَتيته قاعداً‏.‏ ابن سيده‏:‏ مررت برجل

سَواءٍ العَدَمُ وسُوىً والعَدَمُ أَي وجوده وعدمه سَواءٌ‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏

سَواء هو والعَدَمُ‏.‏ وقالوا‏:‏ هذا درهم سَواءً وسَواءٌ، النصب على المصدر

كأَنك قلت استواءً، والرفع على الصفة كأنك قلت مُسْتَوٍ‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين، قال‏:‏ وقد قرئ سَواءٍ على

الصفة‏.‏ السَّوِيَّةُ والسَّواءُ‏:‏ العَدْل والنَّصَفة؛ قال تعالى‏:‏ قل يا أَهل

الكتاب تَعالَوْا إلى كلمة سَواءٍ بيْننا وبينكم؛ أَي عَدْلٍ؛ قال زهير‏:‏

أَرُوني خُطَّةً لا عَيْبَ فيها، يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ

وقال تعالى‏:‏ فانْبِذْ إليهم على سَواءٍ؛ وأَنشد ابن بري للبراء بن عازب

الضَّبّي‏:‏

أَتَسْأَلُْني السَّوِيَّة وسْطَ زَيْدٍ‏؟‏

أَلا إنَّ السُّوِيَّةَ أَنْ تُضامُوا

وسَواءُ الشيءِ وسِواهُ وسُواهُ؛ الأَخيرتان عن اللحياني‏:‏ وسطه؛ قال الله تعالى‏:‏ في سَواءِ الجَحيم؛ وقال حسان بن ثابت‏:‏

يا ويْجَ أَصحابِ النَّبيِّ ورَهْطِهِ، بعَدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلْحَدِ

وفي حديث أَبي بكرٍ والنسَّابةِ‏:‏ أَمْكَنْتَ مِن سَواء الثُّغْرَة أَي

وَسَطِ ثُغْرَةِ

النَّحْرِ‏.‏ ومنه حديث ابن مسعود‏:‏ يُوضَعُ الصِّراطُ على سَواءِ جهنم‏.‏

وفي حديث قُسٍّ‏:‏ فإذ أَنا بهِضْبةٍ في تَسْوائِها أَي في الموضع المُستوي

منها، والتاء زائدة للتَّفْعال‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ كان يقول

حَبَّذا أَرضُ الكوفة أَرضٌ سَواءٌ سَهْلة أَي مُستوية‏.‏ يقال‏:‏ مكان

سَواءٌأَي مُتَوسِّطٌ

بين المكانَين، وإن كسَرْت السينَ فهي الأَرض التي تُرابُها كالرَّملِ‏.‏

وسَواءُ الشيء‏:‏ غيرُه؛ وأَنشد الجوهري للأَعشى‏:‏

تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامةِ ناقتي، وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا

وفي الحديث‏:‏ سأَلْتُ رَبي أَن لا يُسَلِّطَ على أُمَّتي عَدُوّاً من سَواءِ أَنفسِهم فيسْتَبِيحَ بيْضتَهم أَي من غير أَهل دينهم؛ سَواءٌ، بالفتح والمدِّ‏:‏ مثل سِوَى بالقصرِ والكسرِ كالقِلا والقَلاء، وسُوىً في معنى

غير‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ سُوى الشيء غيرُه كقولك رأَيتُ سُواكَ، وأَما سيبويه

فقال سِوىً وسَواءٌ ظرفان، وإنما استعمل سَواءٌ اسماً في الشعر كقوله‏:‏

ولا يَنْطِقُ الفحشاءَ من كان منهمُ، إذا جَلَسُوا مِنَّا ولا مِنْ سَوائِنا

وكقول الأَعشى‏:‏

وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا

قال ابن بري‏:‏ سواءٌ

الممدودة التي بمعنى غيرٍ هي ظرْفُ مكان بمعنى بَدَلٍ؛ كقول الجعدي‏:‏

لَوَى اللهُ علْمَ الغيبِ عَمَّْ سَواءَهُ، ويَعْلَمُ منه ما مَضَى وتأَخَّرا

وقال يزيد بنُ الحَكَم‏:‏

همُ البُحورُ وتَلْقى مَنْ سَواءَهُم، ممن يُسَوَّدُ، أثْماداً وأَوْشالا

قال‏:‏ وسِوَى من الظروف التي ليست بمُتَمَكِّنةٍ؛ قال الشاعر‏:‏

سَقاكِ اللهُ يا سَلْمى سَقاكِ، ودارَكِ باللِّوَى دارَ الأَرَاكِ

أَمَا والرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ، ومَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأراكِ

لقد أَضْمَرْتُ حُبِّكِ في فؤادي، وما أَضْمَرْتُ حبّاً مِن سِواكِ

أَطَعْتِ الآمِرِيك بقَطْع حَبْلِي، مُرِيهِمْ في أَحِبَّتهم بذاكِ، فإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِيهم، وإنْ عاصَوْكِ فاعْصِي مَنْ عَصاكِ

ابن السكيت‏:‏ سَواءٌ، ممدود، بمعنى وسَط‏.‏ وحكى الأَصمعي عن عيسى بن عُمَر‏:‏ انْقَطَع سَوائي أَي وَسَطي، قال‏:‏ وسِوىً وسُوىً بمعنى غيرٍ كقولك

سَواءٌ‏.‏ قال الأَخفش‏:‏ سِوىً وسُوىً إذا كان بمعنى غيرٍ أَو بمعنى العدلِ يكون

فيه ثلاثُ لغاتٍ‏:‏ إن ضمَمْتَ السين أَو كسَرْت قَصرْتَ فيهما جميعاً، وإنْ فتحتَ مَددْتَ، تقول مكان سِوىً وسُوىً وسَواءٌ أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ

فيما بين الفريقين؛ قال موسى بن جابر‏:‏

وجَدْنا أَبانا كان حَلَّ ببَلْدَةٍ

سِوىً بين قَيْسٍ، قَيْسِ عَيْلانَ، والفِزْرِ

وتقول‏:‏ مررت برجُلٍ سِواكَ وسُواكَ وسَوائِكَ أَي غيرك‏.‏ قال ابن بري‏:‏

ولم يأْت سواءٌ

مكسورَ السين ممدوداً إلا في قولهم‏:‏ هو في سِواء رأْسِه وسِيِّ رأْسِه

إذا كان في نَعْمة وخِصْبٍ، قال‏:‏ فيكون سِواءٌ

على هذا مصدَر ساوَى‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وسِيٌّ بمعنى سَواءٍ، قال‏:‏ وقولهم

فلانٌ

في سِيِّ رأسِه وفي سَواء رأْْسِه كلُّه من هذا الفصل، وذكره الجوهري في فصل سَيا وفسِّره فقال‏:‏ قال الفراء يقال هو في سِيِّ رأْسه وفي سَواء

رأْْسه إذا كان في النِّعمة‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ وقد يفسرُ سِيّ رأْسه عَدَدَ

شَعرَه من الخير؛ قال ذو الرمة‏:‏

كأَنه خاضِبٌ، بالسِّيِّ مَرْتَعُه، أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وهو مُنْقَلِبُ‏.‏

ومكان سِوىً وسُوىً‏:‏ مُعْلَمٌ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ مكاناً سِوىً، وسُوىً؛ قال الفراء‏:‏ وأَكثر كلام العرب بالفتح إذا كان في معنى نَصَفٍ وعَدْلٍ

فتَحوه ومَدُّوه، والكسْرُ والضمُّ معَ القَصْر عَرَبيّانِ، وقد قرئ بهما‏.‏

قال الليث‏:‏ تصغيرُ سَواءٍ الممدودِ سُوَىُّ‏.‏ وقال أَبو إسحق‏:‏ مكاناً سِوىً

ويُقْرَأُ بالضم، ومعناه مَنْصَفاً أَي مكاناً يكون للنَّصَفِ فيما

بينَنا وبينك، وقد جاء في اللغة سَواءٌ

بهذا المعنى، تقول هذا مكان سَواءٌ أَي متوسط بين المكانين، ولكن لم يُقْرَأُ إلا بالقَصْر سِوىً وسُوىً‏.‏

ولا يُساوي الثوبُ وغيرُه شيئاً ولا يقال يَسْوَى، قال ابن سيده‏:‏ هذا

قول أَبي عبيد، قال‏:‏ وقد حكاه أَبو عبيدة‏.‏ استَوى الشيءُ‏:‏ اعْتَدَلَ، والإسم السَّواءُ، يقال‏:‏ سَوَاءٌ

عَليَّ قمتَ أَو قعدتَ‏.‏ واسْتَوَى الرجلُ‏:‏ بلغ أَشُدَّه، وقيل‏:‏ بلغ

أَربعين سنة‏.‏ وقوله عزَّ وجل‏:‏ هو الذي خَلَقَ لكمْ ما في الأَرضِ جميعاً ثم اسْتَوَى إلى السماء؛ كما تقول‏:‏ قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا، معناه قَصَد بالاسْتِواء إليه، وقيل‏:‏ اسْتَوَى إلى

السماء صَعِدَ أَمره إليها، وفسره ثعلب فقال‏:‏ أَقْبَلَ إليها، وقيل‏:‏

اسْتَوْلى‏.‏ الجوهري‏:‏ اسْتَوَى إلى السماء أَي قَصَدَ، واسْتَوى أَي اسْتَوْلى

وظَهَر؛ وقال‏:‏

قَدِ اسْتَوى بِشْرٌ على العِرَاق، من غَيرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْراق

الفراء‏:‏ الاسْتِواء في كلام العرب على وجهين‏:‏ أَحدهما أَن يَسْتَوي

الرجلُ وينتهي شبابُه وقوَّته، أَو يَسْتَوي عن اعوجاج، فهذان وجهان، ووجه

ثالث أَن تقول‏:‏ كان فلان مُقْبِلاً علا فلانة ثم استَوَى عليَّ وإليَّ

يَشاتِمُني، على معنى أَقبل إليَّ وعلىَّ، فهذا قوله عز وجل‏:‏ ثم اسْتَوى إلى

السماء؛ قال الفراء‏:‏ وقال ابن عباس ثم استَوى إلى السماء صعِدَ، وهذا

كقولك للرجل‏:‏ كان قائماً فاستَوى قاعداً، وكان قاعداً فاستَوى قائماً، قال‏:‏

وكلُّ في كلام العرب جائز‏.‏ وقول ابن عباس‏:‏ صَعِدَ إلى السماء أَي صعِد

أَمره إلى السماء‏.‏ وقال أَحمد بن يحيى في قوله عز وجل‏:‏ الرحمنُ على العرش

استَوى؛ قال الاسْتِواءُ الإقبال على الشيء، وقال الأَخفش‏:‏ استَوى أَي

علا، تقول‏:‏ استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه‏.‏ واستَوى على

ظهر دابته أَي استَقَرَّ‏.‏ وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ ثم استَوى إلى

السماء؛ عمَدَ وقصد إلى السماء، كما تقول‏:‏ فَرغ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم استَوى إلى بلد كذا وكذا، معناه قصد بالاستواء إليه‏.‏ قال داود بنُ عليّ

الأَصبهاني‏:‏ كنت عند ابن الأَعرابي فأَتاه رجلٌ فقال‏:‏ ما معنى قول الله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى‏؟‏ فقال ابن الأَعرابي‏:‏ هو على عرشه كما أَخبَرَ، فقال‏:‏ يا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلى، فقال ابن الأَعرابي‏:‏ ما يُدْرِيك‏؟‏ العرب لا تقول استَوْلى على الشيء حتى يكون له

مُضادٌّفأَيهما غَلَب فقد اسْتَوْلى؛ أَما سمعت قول النابغة‏:‏

إلاَّ لمِثْلِكَ، أَو مَن أَنت سابِقُه

سبْقَ الجوادِ، إذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ

وسئل مالك بن أَنس‏:‏ استَوى كيف استَوى‏؟‏ فقال‏:‏ الكيفُ غير معقولٍ، والاستِواءُ

غير مَجْهول، والإيمانُ به واجبٌ، والسؤالُ عنه بِدْعةٌ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏

ولما بلغ أَشُدَّه واسْتَوى؛ قيل‏:‏ إن معنى استَوى ههنا بلغ الأَربعين‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ وكلام العرب أَن المجتمِعَ من الرجالِ والمُسْتَوِي الذي

تم شَبابُه، وذلك إذا تمَّتْ ثمان وعشرونَ سنةً فيكون مجتمِعاً

ومُسْتَوِياً إلى أَن يَتِمَّ له ثلاثٌ

وثلاثون سنةً، ثم يدخل في حدَّ الكهولةِ، ويحتمل أَن يكون بلوغُ

الأَربعين غايةَ الاستِواء وكمالِ العقل‏.‏

ومكانٌ سَوِيٌّ وسِيٌّ‏:‏ مُسْتَوٍ‏.‏ وأَرضٌ

سِيٌّ‏:‏ مسْتَوِية؛ قال ذو الرمة‏:‏

رَهاء بَساط الأَرضِ سِيّ مَخُوفة

والسِّيُّ‏:‏ المكان المُسْتَوِي؛ وقال آخر‏:‏

بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِيٌّ

أَي سَواءٌ مستقيمٌ‏.‏ وسَوَّى الشيءَ وأَسْواهُ‏:‏ جعلَه سَوِيّاً‏.‏ وهذا

المكان أَسْوى هذه الأَمكنةِ أَي أَشدُّها اسْتِواءً، حكاه أَبو حنيفة‏.‏

وأَرض سَواءٌ‏:‏ مُسْتَويةٌ‏.‏ ودارٌ سَواءٌ‏:‏ مُسْتَويةُ المَرافِق‏.‏ وثوبٌ

سَواءٌ‏:‏ مسْتَوٍ عرضُه وطولُه وطبقاتُه، ولا يقال جملٌ سواءٌ

ولا حمارٌ ولا رجلٌ سواءٌ‏.‏ واسْتَوَتْ به الأَرضُ وتسَوِّتْ وسُوَّيَتْ

عليه، كلُّه‏:‏ هَلك فيها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ لو تُسَوَّى بهمُ الأَرضُ؛ فسره

ثعلب فقال‏:‏ معناه يَصيرُون كالتراب، وقيل‏:‏ لو تُسَوَّى بهم الأَرضُ أَي

تَسْتَوي بهم؛ وقوله‏:‏

طال على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ، وعَفا واستَوى به بَلَدُهْ‏.‏

فسره ثعلب فقال‏:‏ اسْتَوى به بلدُه صار كلُّه حَدَباً، وهذا البيت

مختلِفُ الوزنِ فالمِصراعُ الأَول من المنسرح‏.‏ والثاني من الخفيف‏.‏ ورجلٌ

سَويُّ الخَلْق والأُنثى سَويَّةٌ أَي مُسْتَوٍ‏.‏ وقد استَوى إذا كان

خَلْقُه وولدُه سواءً؛ قال ابن سيده‏:‏ هذا لفظ أَبي عبيد، قال‏:‏ والصواب كان

خَلْقُه وخَلْق ولده أَو كان هو وولدُه‏.‏ الفراء‏:‏ أَسْوى الرجلُ إذا كان

خَلْق ولدِه سَوِيّاً وخَلْقُه أَيضاً، واسْتَوى من إعوِجاجٍ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

بَشَراً سَوِيّاً، وقال‏:‏ ثلاثَ ليالٍ سَوِيّاً؛ قال الزجاج‏:‏ لما قال زكريّا لربّه اجعَلْ لي آيةً أَي علامَةً أَعلم بها وقوعَ ما بُشِّرْتُ به قال‏:‏ آيَتُكَ أَن لا تكلِّمَ الناسَ ثلاث ليالٍ سَوِيّاً؛ أَي تُمْنَع

الكلامُ وأَنت سَوِيٌّ

لا أَخرسُ فتعلَم بذلك أَن الله قد وهبَ لك الوَلدَ، قال‏:‏ وسَوِيّاً

منصوبٌ

على الحالِ، قال‏:‏ وأَما قوله تعالى‏:‏ فأَرْسَلْنا إليها روحَنا فتمثَّل

لها بَشَراً سَوِيّاً؛ يعني جبريلَ تمثَّل لمرْيمَ وهي في غُرْفةٍ

مُغْلَقٍ بابُها عليها محجوبةٌ

عن الخَلْقِ فتمثَّل لها في صورة خَلْقِ بَشَرٍ سَويٍّ، فقالت له‏:‏ إني

أَعوذُ بالرَّحْمن منك إن كنت تَقِيّاً؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ السَّوِيُّ

فَعيلٌ في معنى مُفْتَعلٍ أَي مُسْتَوٍ، قال‏:‏ والمُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ الغاية في شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه‏.‏

واستَوى الرجل إذا انتهى شَبابه، قال‏:‏ ولا يقال في شيءٍ من الأَشياء

استَوى بنفسِه حتى يُضَمَّ إلى غيرِه فيقال‏:‏ استَوى فلانٌ وفلانٌ، إلاَّ في معنى بلوغِ الرجل النهايةَ فيقال‏:‏ استَوى، قال‏:‏ واجتمع مثلُه‏.‏ ويقال‏:‏ هما

على سَويَّةٍ من الأَمر أَي على سَواءٍ أَي استِوءٍ‏.‏ والسَّويَّة‏:‏ قتَبٌ

عجميٌّ للبعير، والجمع السَّوايا‏.‏

الفراء‏:‏ السايَةُ فَعْلةٌ من التَّسْوِيَةِ‏.‏ وقولُ الناسِ‏:‏ ضَرَبَ لي

سايةً أَي هيّأَ لي كلمةً سَوَّاها عليَّ ليَخْدَعَني‏.‏

ويقال‏:‏ كيف أَمْسَيْتُم‏؟‏ فيقولون‏:‏ مُسْؤُونَ، بالهمز، صالحون، وقيل

لقوم‏:‏ كيف أَصبحتم‏؟‏ قالوا‏:‏ مُسْوِينَ صالحين‏.‏ الجوهري‏:‏ يقال كيف أَصبحتم

فيقولون‏:‏ مُسْؤُون صالحون أَي أَن أَولادَنا ومواشينا سويَّةٌ

صالحة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال ابن خالويه أَسْوى نسي، وأَسْوى صلِعَ، وأَسْوى بمعنى أَساءَ، وأَسْوى استقام‏.‏ ويقال‏:‏ أَسْوى القوم في السَّقْي، وأَسْوى الرجلُ أَحدث، وأَسْوى خَزِيَ، وأَسْوى في المرأَة أَوعب، وأَسْوى

حرفاً من القرآن أَو آيةً أَسْقطَ‏.‏

وروي عن أَبي عبد الرحمن السُّلَميّ أَنه قال‏:‏ ما رأَيت أَحداً أَقرأَ

من عليّ، صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوى بَرْزخاً ثم رجع إليه فقرأَه، ثم عاد

إلى الموضع الذي كان انتهى إليه، قال الكسائي‏:‏ أَسْوى بمعنى أَسْقَط

وأَغفَل‏.‏ يقال‏:‏ أَسوَيْتُ الشيءَ إذا تركتَه وأَغفَلْتَه؛ قال الجوهري‏:‏ كذا

حكاه أَبو عبيدة، وأَنا أُرى أَن أَصل هذا الحرف مهموز، قال أَبو منصور‏:‏

أُرى قول أَبي عبد الرحمن في علي، رضي الله عنه، أَسْوى برزخاً بمعنى

أَسقَط، أَصلُه من قولهم أَسْوى إذا أَحدث وأَصلُه من السَّوْأَةِ، وهي الدُّبُر، فتُرِكَ الهمزُ في الفعل؛ قال محمد بن المكرم‏:‏ رحمَ الله الكسائيَّ

فإنه ذكَرَ أَنْ أَسْوَى بمعنى أَسْقَطَ ولم يَذْكُر لذلك أَصلاً ولا

تَعْليلاً، ولقد كان ينبغي لأَبي منصورٍ، سامَحَه الله، أَن يَقْتدِي

بالكِسائي ولا يذكُرَ لهذه اللَّفْظَة أَصلاً ولا اشتِقاقاً، وليس ذلك بأَوَّل

هَفَواتِه وقلة مبالاته بنُطْقه، وقد تقدم في ترجمة ع م ر ما يُقاربُ هذا، وقد أَجادَ ابنُ الأَثير العبارة أَيضاً في هذا فقال‏:‏ الإسْواءُ في القراءَةِ والحسابِ كالإشْواءِ في الرَّمْيِ أَي أَسْقَطَ وأَغْفَل، والبَرْزَخُ ما بين الشيئين؛ قال الهروي‏:‏ ويجوز أَشْوَى، بالشين المعجمة، بمعنى

أَسقط، والرواية بالسين‏.‏ وأَسْوَى إذا بَرِصَ، وأَسْوَى إذا عُوفيَ بعد

عِلةٍ‏.‏ ويقال‏:‏ نَزَلْنا في كَلإٍ سِيٍّ، وأَنْبط ماءً سِيّاً أَي كثيراً

واسعاً‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ بَلَى قادِرين على أَن نُسَوِّيَ بَنانَه؛ قال أَي

نَجْعَلَها مُسْتَوِيةً كخُفِّ البعير ونحوه ونرفع منافعه بالأَصابع‏.‏

وسَواءُ

الجَبَلِ‏:‏ ذرْوَتُه، وسَواءُ النهارِ‏:‏ مُنْتَصَفُه، وليلةُ السَّواء‏:‏

لَيلةُ أَربعَ عَشْرَة، وقال الأَصمعي‏:‏ ليلةُ السواءِ، ممدودٌ، ليلةُ ثلاثَ

عشْرةَ وفيها يَسْتَوِي القمر، وهم في هذا الأَمر على سَوِيّةٍ أَي

اسْتِواءٍ‏.‏

والسَّوِيَّةُ‏:‏ كِساء يُحْشَى بتُمامٍ أَو لِيفٍ أَو نحوِه ثم يُجعلُ

على ظهْرِ البعيرِ، وهو مِن مَراكبِ الإماء وأَهلِ الحاجةِ، وقيل‏:‏

السَّوِِيَّةُ كِساءٌ

يُحَوَّى حَوْلَ سَنام البعيرِ ثم يُرْكَبُ‏.‏ الجوهري‏:‏ السَّوِيَّةُ

كِساءٌ مَحْشُوٌّ

بثُامٍ ونحوِه كالبَرْذَعة؛ وقال عبد الله بن عَنَمة الضَّبيّ، والصَّحيحُ أَنه لسلام بن عوية الضَّبيّ‏:‏

فازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ، إذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ

قال‏:‏ والجَمع سَوايَا، وكذلك الذي يُجْعَل على ظهر الإبِل إلا أَنه

كالحَلْقَةِ لأَجل السنام، ويُسَمَّى الحَوِيَّةَ‏.‏

وسوَى الشَّيءِ‏:‏ قَصْدُه‏:‏ وقَصَدْتُ سِوَى فُلانٍ أَي قَصَدْتُ قَصْدُه؛ وقال‏:‏

ولأَصْرِفَنَّ، سِوَى حُذَيْفَة، مِدْحَتي، لِفَتى العَشِيِّ وفارِسِ الأَحْزابِ

وقالوا‏:‏ عَقْلُكَ سِواكَ أَي عَزَبَ عنكَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد

للحطيئة‏:‏

لَنْ يَعْدَمُوا رابحاً من إرْثِ مَجْدِهِم، ولا يَبِيتُ سِواهُم حِلْمُهُم عَزَبَا

وأَما قوله تعالى‏:‏ فقد ضَلَّ سَواءَ السَّبيل؛ فإنَّ سَلَمَة روى عن

الفراءِ أَنه قال سَواءُ السَّبيلِ قَصْدُ السَّبيلِ، وقد يكونُ سَواءٌ على

مذهبِ غيرٍ كقولك أَتَيْتُ سَواءَكَ، فَتَمُدُّ‏.‏ ووقَع فلانٌ

في سِيِّ رأْسِه وسَواءِ رأْسِه أَي هو مَغْمُورٌ في النِّعْمَةِ، وقيل‏:‏

في عددِ شَعْرِ رأْسِه، وقيل‏:‏ معناه أَنَّ النِّعْمَةَ ساوتْ رأْسَه أَي

كثُرَتْ عليه، ووقَعَ من النِّعمة في سِواءٍ رأْسِه، بكسر السين؛ عن

الكسائي؛ قال ثعلب‏:‏ وهو القياس كأَنَّ النِّعمة ساوَتْ رأْسَه مُساواةً

وسِواءً‏.‏

والسِّيُّ‏:‏ الفَلاةُ‏.‏ بن الأَعرابي‏:‏ سَوَّى إذا اسْتَوَى، وسَوَّى إذا

حَسُنَ‏.‏

وَسِوَى‏:‏ موضع معروف‏.‏ والسِّيُّ‏:‏ موضع أَمْلَسُ بالبادِية‏.‏ وسايةُ‏:‏ وادٍ

عظيم به أَكثرُ من سبعين نهْراً تجري تَنْزِلُه مُزَيْنَةُ وسُلَيْمٌ‏.‏

وسايةُ أَيضاً‏:‏ وادي أَمَجِ وأَهل أََمَجٍ خُزاعَة؛ وقولُ أَبي ذؤَيب يصف

الحمارَ والأُتُن‏:‏

فافْتَنَّهُنَّ من السَّواء وماؤهُ

بَثْرٌ، وعانَدَهُ طريقٌ مَهْيَعُ

قيل‏:‏ السَّواء ههنا موضعٌ بعَيْنِه، وقيل‏:‏ السَّوَاءُ الأَكَمَة أَيَّةً

كانت، وقيل‏:‏ الحَرَّةُ، وقيل‏:‏ رأْس الحَرَّةِ‏.‏ وسُوَيَّةُ‏:‏ امرأَةٌ؛ وقول خالد بن الوليد‏:‏

للهِ دَرُّ رافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى، فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلى سُوَى

خِمْساً، إذا سارَ به الجِبْسُ بَكَى

عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَومُ السُّرَى، وتَنْجلي عَنهُم غَيَاباتُ الكَرَى

قُراقِرٌ وسُوىً‏:‏ ماءَانِ؛ وأَنشد ابن بري لابن مفرّغ‏:‏

فدَيْرُ سُوىً فسَاتِيدَ فَبُصْرَى