فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

غنذي‏:‏ التهذيب‏:‏ قال أَبو تراب سَمِعتُ الضبابي يقول إِنَّ فُلانة لتُعَنْذِي بالناسِ وتُغَنْذي بهم أَي تُغْرِي بهم‏.‏ ودَفَع الله عَنْكَ غَنْذاتَها أَي إِغْراءَها

غوي‏:‏ الغَيُّ‏:‏ الضَّلالُ والخَيْبَة‏.‏ غَوَى، بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ

غَوايَةً؛ الأَخيرة عن أَبي عبيد‏:‏ ضَلَّ‏.‏ ورجلٌ غاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّ

وغَيَّان‏:‏ ضالٌّ، وأَغْواه هو؛ وأَنشد للمرقش‏:‏

فمَنْ يَلْقَ خَيراً يَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه

ومَنْ يَغْوَ لا يَعْدَمْ عَلى الغَيِّ لائمَا

وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة‏:‏

وهَلْ أَنا إِلاَّ مِنْ غَزِيَّة، إِن غَوَتْ

غَوَيْتُ، وإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ‏؟‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الغَيُّ الفَسادُ، قال ابن بري‏:‏ غَوٍ هو اسمُ الفاعِلِ

مِنْ غَوِيَ لا من غَوَى، وكذلك غَوِيٌّ، ونظيره رَشَدَ فهو راشِدٌ

ورَشِدَ فهو رَشِيدٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَنْ يُطِع اللهَ ورَسُولَه فقَدْ رَشَد ومن يَعْصِمها فقَدْ غَوَى؛ وفي حديث الإِسراء‏:‏ لو أَخَذْت الخَمْرَ غَوَتْ

أُمَّتُك أَي ضَلَّت؛ وفي الحديث‏:‏ سَيكونُ عَلَيْكم أَئِمَّةٌ إِن أَطَعْتُوهُم

غَوَيْتُهم؛ أَي إِنْ أَطاعُوهم فيما يأْمُرُونَهم به من الظُّلم والمعاصي غَوَوْا أَي ضَلّوا‏.‏ وفي حديث موسى وآدم، عليهما السلام‏:‏ أَغْوَيْتَ

الناس أَي خَيَّبْتَهُم؛ يقال‏:‏ غَوَى الرجُلُ خابَ وأَغْواه غَيْرُه، وقوله عز وجل‏:‏ فعَصَى آَدَمُ ربَّه فَغَوَى؛ أَي فسَدَ عليه عَيْشُه، قال‏:‏

والغَوَّةُ والغَيَّةُ واحد‏.‏ وقيل‏:‏ غَوَى أَي ترَك النَّهْيَ وأَكلَ من الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ من الجنَّة‏.‏ وقال الليث‏:‏ مصدر غَوَى

الغَيُّ، قال‏:‏ والغَوايةُ الانْهِماكُ في الغَيِّ‏.‏ ويقال‏:‏ أَغْواه الله إِذا

أَضلَّه‏.‏ وقال تعالى‏:‏ فأَغْويْناكمْ إِنَّا كُنا غاوِينَ؛ وحكى المُؤَرِّجُ

عن بعض العرب غَواهُ بمعنى أَغْواهُ؛ وأَنشد‏:‏

وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ

غَواهُ الهَوَى جَهْلاً عَنِ الحَقِّ فانغَوَى

قال الأَزهري‏:‏ لو كان عَواه الهَوَى بمعنى لَواهُ وصَرَفه فانْعَوَى كان

أَشبَه بكلامِ العرب وأَقرب إِلى الصواب‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فَبِما

أَغْوَيْتَني لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِراطَك المُسْتَقِيمَ؛ قيلَ فيه قَولانِ، قال بَعْضُهُم‏:‏ فَبما أَضْلَلْتَني، وقال بعضهم‏:‏ فَبما دَعَوْتَنِي إِلى شيءٍ

غَوَيْتُ به أَي غَوَيْت من أَجلِ آدَمَ، لأَقْعُدَنَّ لهُم صِراطَك أَي على

صِراطِك، ومثله قوله ضُرِبَ زيدٌ الظَّهْرَ والبَطْنَ المعنى على الظهر

والبَطْنِ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ والشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُم الغاووُن؛ قيل في تفسيره‏:‏ الغاوون الشياطِينُ، وقيل أَيضاً‏:‏ الغاوُونَ من الناس، قال الزجاج‏:‏

والمعنى أَنَّ الشاعرَ إِذا هَجَا بما لا يجوزُ هَوِيَ ذلك قَوْمٌ

وأَحَبُّوه فهم الغاوون، وكذلك إِن مَدَح ممدوحاً بما ليس فيه وأَحَبَّ ذلك

قَوْمٌ وتابَعوه فهم الغاوُون‏.‏ وأَرْضٌ مَغْواةٌ‏:‏ مَضَلة‏.‏ والأُغْوِيَّةُ‏:‏

المَهْلَكة‏:‏ والمُغَوَّياتُ، بفتح الواو مشددة، جمع المُغَوَّاةِ‏:‏ وهي حُفْرَةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَر للأَسَدِ؛ وأَنشد ابن بري لمُغَلّس بن لَقِيط‏:‏ وإِنْ رَأَياني قد نَجَوْتُ تَبَغَّيَا

لرِجْلي مُغَوَّاةً هَياماً تُرابُها

وفي مثل للعرب‏:‏ مَن حَفَرَ مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَن يَقَع فيها‏.‏ ووَقَعَ

الناسُ في أَغْوِيَّةٍ أَي في داهيَة‏.‏ وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏

إِن قُرَيْشاً تريدُ أَن تكونَ مُغْوِياتٍ لمال اللهِ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هكذا

روي بالتخفيف وكسر الواو، قال‏:‏ وأَما الذي تَكَلَّمَت به العرب

فالمُغَوَّياتُ، بالتشديد وفتح الواو، واحدتها مُغَوَّاةٌ، وهي حُفْرةٌ

كالزُّبْية تُحْتَفَرُ للذئْبِ ويجعلُ فيها جَدْيٌ إِذا نَظر الذئبُ إِليه سقَط

عليه يريدهُ فيُصادُ، ومن هذا قيلَ لكلْ مَهْلَكة مُغَوَّاةٌ؛ وقال رؤبة‏:‏ إِلى مُغَوَّاةِ الفَتى بالمِرْصاد

يريد إِلى مَهْلَكَتِه ومَنِيَّتِه، وشَبَّهَها بتلك المُغَوَّاةِ، قال‏:‏

وإِنما أَراد عمر، رضي الله عنه، أَن قريشاً تريدُ أَن تكونَ مهلكَةً

لِمالِ اللهِ كإِهلاكِ تلك المُغَوَّاة لما سقط فيها أَي تكونَ مصايدَ للمالِ

ومَهالِكَ كتلك المُغَوَّياتِ‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ وكلُّ بئرٍ مُغَوَّاةٌ، والمُغَوَّاة في بيت رُؤبة‏:‏ القَبْرُ‏.‏ والتَّغاوي‏:‏ التَّجَمُّع وتَغاوَوْا

عليه تَعاوَنُوا عليه فقَتَلُوه وتَغاوَوْا عليه‏:‏ جاؤوه من هُنا وهُنا وإن لم يَقْتُلُوه‏.‏ والتَّعاوُن على الشَّرِّ، وأَصلُه من الغَواية أَو

الغَيِّ؛ يُبَيِّن ذلك شِعْرٌ لأُخْتِ المنذِرِ بنِ عمرو الأَنصارِيّ قالَتْه

في أَخيها حين قَتَله الكفار‏:‏

تَغاوَتْ عليه ذِئابُ الحِجاز

بَنُو بُهْثَةٍ وبَنُو جَعْفَرِ

وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، وقتْلَته قال‏:‏ فتَغاوَوْا واللهِ عليه حتى

قَتلوه أَي تَجَمَّعوا‏.‏ والتَّغاوي‏:‏ التَّعاوُنُ في الشَّرِّ، ويقال بالعين

المهملة، ومنه حديث المسلِم قاتِل المشرِكِ الذي كان يَسُبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فتَغاوى المشركون عليه حتى قتلوه، ويروى بالعين

المهملة، قال‏:‏ والهرويّ ذكرَ مَقْتَل عثمانَ في المعجمة وهذا في المهملة‏.‏

أَبو زيد‏:‏ وقَع فلان في أُغْوِيَّة وقي وامِئة أَي في داهية‏.‏ الأَصمعي‏:‏ إذا

كانت الطيرف تَحُومُ على الشيء قيل هي تَغايا عليه وهي تَسُومُ عليه، وقال شمر‏:‏ تَغايا وتَغاوَى بمعنى واحدٍ؛ قال العجاج‏:‏

وإنْ تَغاوَى باهِلاً أَو انْعَكَرْ

تَغاوِيَ العِقْبانِ يَمْزِقْنَ الجَزَرْ

قال‏:‏ والتَّغاوي الارتقاءُ والانْحِدارُ كأَنه شيءٌ بعضُه فوْق بعضٍ، والعِقْبانُ‏:‏ جمع العُقابِ، والجَزَرُ‏:‏ اللحْمُ‏.‏ وغَوِيَ الفصيلُ

والسَّخْلَة يَغْوي غَوىً فهو غَوٍ‏:‏ بَشِمَ من اللَبنِ وفَسَدَ جَوْفُه، وقيل‏:‏

هو أَن يُمْنَع من الرَّضاعِ فلا يَرْوى حتى يُهْزَل ويَضُرَّ به الجوعُ

وتَسُوءَ حالُه ويموتَ هُزالاً أَو يكادَ يَهْلِكُ؛ قال يصف قوساً‏:‏

مُعَطَّفَة الأثْناء ليس فَصِيلُها

بِرازِئِها دَراً ولا مَيِّت غَوَى

وهو مصدرٌ يعني القوسَ وسَهْمَاً رمى به عنها، وهذا من اللُّغَزِ‏.‏

والغَوى‏:‏ البَشَمُ، ويقال‏:‏ العَطَش، ويقال‏:‏ هو الدَّقى؛ وقال الليث‏:‏ غَوِيَ

الفَصِيلُ يَغْوى غَوىً إذا لم يُصِبْ رِيّاً من اللَّبن حتى كاد يَهْلِك، قال أَبو عبيد‏:‏ يقال غَويتُ أَغْوى وليست بمعروفة، وقال ابن شميل‏:‏ غَويَ

الصبيُّ والفَصِيلُ إذا لم يَجِدْ من اللَّبَنِ إلاَّ عُلْقَةً، فلاَ

يَرْوَى وتَراهُ مُحْثَلاً، قال شمر‏:‏ وهذا هو الصحيح عند أَصحابنا‏.‏

والجوهري‏:‏ والغَوى مصدرُ قولِكَ‏:‏ غَوِيَ الفَصِيلُ والسَّخْلَة، بالكسر، يَغْوَى غوىً، قال ابن السكيت‏:‏ هو أَنْ لا يَرْوى من لِبَإ أُمّه ولا يَرْوى

من اللبن حتى يموتَ هُزالاً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الظاهر في هذا البيت قولُ ابن السكيت والجمهور على أَن الغَوَى البَشَم من اللَّبَن‏.‏ وفي نوادر الأَعراب

يقال‏:‏ بتُّ مغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقاوِياً وقَوًى وقَويّاً

ومُقْوِياً إذا بِتَّ مُخْلِياً مُوحِشاً‏.‏ ويقال رأَيته غَوِيًّا من الجوع

وقَويًّا وَضوِيًّا وطَوِيًّا إذا كان جائِعًا؛ وقول أَبي وجزة‏:‏

حتَّى إذا جَنَّ أَغْواءُ الظَّلامِ لَهُ

مِنْ فَوْرِ نَجْمٍ من الجَوزاء مُلْتَهِبِ

أَغْواءُ الظَّلام‏:‏ ما سَتَرَكَ بسَوادِهِ، وهو لِغَيَّة ولِغِيَّة أَي

لزَنْيَةٍ، وهو نَقِيضُ قولك لِرَشْدَةٍ‏.‏ قال اللحياني‏:‏ الكسر في غِيَّةٍ قليلٌ‏.‏

والغاوي‏:‏ الجَرادُ‏.‏ تقول العرب‏:‏ إذا أَخْصَبَ الزمانُ جاء الغاوي

والهاوي؛ الهادي‏:‏ الذئبُ‏.‏ والغَوْغاء‏:‏ الجَرادُ إذا احْمَرَّ وانْسَلَخ من الأَلْوان كلِّها وبَدَتْ أَجنِحتُه بعد الدَّبى‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الجَرادُ أَوّل

ما يكونُ سَرْوَةٌ، فإذا تَحَرَّكَ فهو دَبًى قبل أَن تَنْبُتَ

أَجنِحَتُه، ثم يكونُ غَوْغاء، وبه سُمِّي الغَوْغاءُ‏.‏

والغاغَةُ من الناس‏:‏ وهم الكثير المختلطون، وقيل‏:‏ هو الجراد إذا صارت

له أَجنحة وكادَ يَطيرُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِلَّ فيَطِيرَ، يُذَكَّر

ويُؤَنَّث ويُصْرَفُ ولا يُصْرف، واحِدتُه غَوْغاءةٌ وغَوْغاةٌ، وبه سُمِّي

الناسُ‏.‏ والغَوْغاء‏:‏ سَفِلَة الناسِ، وهو من ذلك‏.‏ والغَوْغاء‏:‏ شيءٌ يُشبه البَعُوضَ ولا يَعَضُّ ولا يُؤذي وهو ضعيف، فمَن صَرَفه وذَكَّرَهُ

جَعَله بمنزلة قَمْقام، والهمزةُ بدلٌ من واو، ومن لم يَصْرِفْه جَعَله

بمنزلة عَوْراء‏.‏ والغَوْغاء‏:‏ الصَّوتُ والجَلَبة؛ قال الحرث بنُ حِلِّزة

اليشكري‏:‏

أَجْمَعُوا أَمْرَهم بلَيْلٍ، فلمَّا

أَصْبَحُوا أَصْبَحَت لهم غَوْغاءُ

ويروى‏:‏ ضَوْضاءُ‏.‏ وحكى أَبو عليّ عن قُطْرُب في نوادِرَ له‏:‏ أن مُذَكَّرَ الغَوْغاء أَغْوَغُ، وهذا نادرٌ غيرُ معروف‏.‏ وحكي أَيضاً‏:‏ تَغَاغى

عليه الغَوْغاء إذا رَكِبُوه بالشَّرِّ‏.‏ أَبو العباس‏:‏ إذا سَمَّيْتَ

رجلاً بغَوْغاء فهو على وجهين‏:‏ إن نَوَيْتَ به ميزانَ حَمراءَ لم تصرفه، وإن نَوَيتَ به ميزانَ قعْقاع ٍ صَرَفْتَه‏.‏

وغَوِيٌّ وغَوِيَّةُ وغُوَيَّةُ‏:‏ أَسماءٌ‏.‏ وبَنُو غَيَّانَ‏:‏ حَيٌّ همُ

الذين وَفَدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم‏:‏ من أَنتم‏؟‏

فقالوا‏:‏ بَنو غَيّانَ، قال لهم‏:‏ بَنُو رَشْدانَ، فبناه على فَعْلانَ علماً

منه أَن غَيّانَ فَعْلانُ، وأَنَّ فَعْلانَ في كلامهم مما في آخره الألفُ

والنونُ أَكثرُ من فَعَّالٍ مما في آخره الألف والنون، وتعليلُ رَشْدانَ

مذكور في مَوْضِعه‏.‏ وقوله تعالى فسوفَ يَلْقَونَ غَيًّا؛ قيل‏:‏ غيٌّ وادٍ في جَهَنَّم، وقيل‏:‏ نهر، وهذا جدير أَن يكون نهراً أَعَدَّه الله للغاوين سَمَّاه

غَيًّا، وقيل‏:‏ معناه فسَوْفَ يَلْقَوْنَ مُجازاة غَيِّهم، كقوله تعالى‏:‏

ومَنْ يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثاماً؛ أَي مُجازاةَ الأَثامِ‏.‏ وغاوَةُ‏:‏

اسمُ جَبَل؛ قال المُتَلَمّس يخاطب عمرو بنَ هِنْدِ‏:‏

فإذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتيَ غاوَةٌ، فابْرُقْ بأَرْصِكَ ما بَدا لَكَ وارْعُدِ

غيا‏:‏ الغايةُ‏:‏ مَدَى الشيء‏.‏ والغايَةُ أَقْصى الشيء‏.‏ الليْثُ‏:‏

الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ، وهو من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ، وتَصْغيرُها غُيَيَّة، تقول‏:‏ غَيَّيْت غاية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه سابَق بَيْنَ

الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا؛ هو من غاية كلِّ شيءٍ مَداهُ

ومُنْتَهاه‏.‏ وغاية كلِّ شيءٍ‏:‏ مُنْتهاهُ، وجمعها غاياتٌ وغايٌ مثلُ ساعَةٍ

وساعٍ‏.‏ قال أَبو إسحق‏:‏ الغاياتُ في العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلاًّ، لأن الغاياتِ إذا كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أن لا تُحْذَف أَسْبابُها، لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لا يكونُ إلا ساكناً فلا

يجوزُ أَن يُحَذَف الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً، وذلك لأن آخر البيت لا يكون إلاَّ ساكناً، فمن الغايات المَقٌطُوعُ والمَقصورُ

والمَكْشوف والمَقْطُوف، وهذه كلها أشياء لا تكون في حَشْوِ البيتِ، وسُمِّي

غايَةً لأَنه نهاية البيت‏.‏ قال ابن الأنباري‏:‏ قول الناس هذا الشيءُ

غايةٌ، معناه هذا الشيءُ علامةٌ في جِنْسِه لا نظيرَ له أَخذاً من غايةِ

الحَرْب، وهي الرايَة، ومن ذلك غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ يَرْفَعُها‏.‏ ويقال‏:‏

معنى قولهم هذا الشيءُ غايةٌ أَي هو مُنْتَهَى هذا الجِنْسِ، أُخِذَ من غاية السَّبْقِ، قَصَبَة تُنْصَب في الموضع الذي تَكُونُ المُسابَقَةُ إليه

ليَأْخُذها السابِقُ‏.‏ والغاية‏:‏ الرابة‏.‏ يقال‏:‏ غَيَّيْت غايَةً‏.‏ وفي الحَديث‏:‏ أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في الكوائنِ قبلَ الساعَةِ

منها هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ

وتَسِيرُون إليهم في ثمانينَ غايةً يحت كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً؛ الغايَةُ والرَّاية سواءٌ، ورواه بعضهم‏:‏ في ثمانين غابَة، بالباء؛ قال أبو عبيد‏:‏ من رواه غايَةً بالياء فإنه يريد الرايَة؛ وأَنشد بيت لبيد‏:‏

قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ

وافَيْت، وإذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها

قال‏:‏ ويقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رايَة يَرْفَعُها ليُعْرَف

أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ؛ ويقال‏:‏ بَلْ أَرادَ بقوله غايَةَ تاجِرٍ أَنها

غايَة متاعِه في الجَودَةِ؛ قال‏:‏ ومن رَواه غابَة، بالباء، يريد الأَجَمَة، شَبَّه كثْرَة الرِّماح في العسكر بها؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وبعضهم روى

الحديث في ثمانين غَيايَةً، وليس ذلك بمحْفوظ ولا موضِعَ للغَياية ههنا‏.‏ أبو زيد‏:‏ غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيًّا ورََيَّيْت لهم تَرْيِياًّ جَعَلْت لهم

غايةً وراية‏.‏ وغايةُ الخَمَّارِ‏:‏ رايتُه‏.‏ وغَيّاها‏:‏ عَمِلَها، وأَغْياها‏:‏

نَصبَها‏.‏ والغاية‏:‏ القَصَبة التي يُصادُ بها العَصافيرُ‏.‏

والغَيايَة‏:‏ السحابة المُنْفَرِدَة، وقيل‏:‏ الواقِفة؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والغيَايَةُ‏:‏ ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشيِّ، وقيل‏:‏ هو ضَوْءُ شُعاعِ

الشَّمْسِ وليس هو نَفْسَ الشُّعاعِ؛ قال لبيد‏:‏

فتَدَلَّيْت عليه قافِلاً، وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ

وكلُّ ما أَظَلَّك غَيايَةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَجِيءُ الَقَرة وآلُ عِمْران

يومَ القيامَة كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَيايَتان؛ الأَصمعي‏:‏ الغَيايَة

كل شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فوق رَأَسِهِ مثلُ السّحابة والغَبَرة

والظِّلِّ ونحوِه؛ ومنه حديث هِلالِ رمضان‏:‏ فإن حالَتْ دونه غَيايَةٌ أَي

سَحابَةٌ أَو قَتَرة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ نَزلَ الرجُلُ في غَيابَةٍ، بالباء أَي في هَبْطةٍ مِنَ الأَرض‏.‏ والغَيايَة، بالياء‏:‏ ظِلُّ السَّحابة، وقال بعضهم‏:‏

غَياءَةٌ‏.‏

وفي حديث أُمّ زرع‏:‏ زَوْجي غَياياءُ طَباقاءُ؛ كذا جاء في رواية أَي

كأَنه في غَيايَةٍ أَبداً وظُلْمة لا يَهْتَدِي إلى مَسْلَكٍ ينفذ فيه، ويجوز

أَن تكون قد وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ، وأَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ

المُظِلمِ الذي لا إشْراقَ فيه‏.‏ وغايا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ

بالسَّيّْفِ‏:‏ كأَنهم أَظَلُّوه به‏.‏ وكلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فَوْق رَأْسِه مثل

السَّحابة والغَبَرة والظلمة ونحوِه فهو غَيايَة‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏

الغَيايَة تكونُ من الطَّيرِ الذي يُغَيِّي على رَأْسِك أَي يُرَفْرِفُ‏.‏ ويقال‏:‏

أَغْيا غعليه السَّحاب بمعنى غايا إذا أَظَلّ عليه؛ وأَنشد‏:‏

أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ بَعْدَ أَنيسِه، وذُوْ حَوْمَل أَغْيا علَيْه وأَظْلَما

وتَغايَتِ الطَّيْرُ على الشيء‏:‏ حامَتْ‏.‏ وغَيَّتْ‏:‏ رَفْرَفَتْ‏.‏

والغايةُ‏:‏ الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ، وهو منه‏.‏ وتَغايَوْا عليه حتى قَتَلُوه أَي

جاؤوا من هُنا وهُنا‏.‏ ويقال‏:‏ اجْتَمَعُوا عليه وتَغايَوْا عليه فقَتلُوه، وإن اشْتُقَّ من الغاوِي قيل تَغاوَوْا‏.‏ وغياية البئر‏:‏ قَعْرُها مثل

الغَيابَة‏.‏ وذكر الجوهري في ترجمة غَيَا‏:‏ ويقال فلان لِغَيَّةٍ، وهو نَقِيض

قولك لِرَشْدَةٍ؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الشاعر‏:‏

أَلا رُبَّ مَنْ يَغْتابُني وكأَنَّني

أَبوه الذي يُدْعَى إليه ويُنْسَبُ

على رَشْدَةٍ من أَمْرِهِ أَو لِغَيَّةِ، فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ

قال ابن خالويه‏:‏ يُروى رَشْدة وغَيَّة، بفتح أَوّلهما وكسره، والله أَعلم‏.‏

فأي‏:‏ فَأَوْتُه بالعَصا‏:‏ ضَرَبْتُه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال الليث‏:‏

فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إذا فَلَقته بالسَّيف، وقيل‏:‏ هو ضربك قِحْفَه حتى ينفرج عن الدماغ‏.‏ والانْفياءُ‏:‏ الانْفراج، ومنه اشْتق اسم

الفئةِ، وهم طائفة من الناس‏.‏ والفَأْوُ‏:‏ الشَّق‏.‏ فَأَوْتُ رأْسه فأْواً

وفَأَيْتُه فانْفَأَى وتَفأْى وفأَيْت القَدَح فَتَفَأْى‏:‏ صَدَعْتُه

فَتَصَدَّع‏.‏ وانْفَأَى القَدَح‏:‏ انشقَّ‏.‏ والفَأْو‏:‏ الصَّدْع في الجبل؛ عن

اللحياني‏.‏ والفَأْوُ‏:‏ ما بين الجبلين، وهو أَيضاً الوَطِيءُ بين

الحَرَّتَيْن، وقيل‏:‏ هي الدَّارةُ من الرِّمال؛ قال النمر بن تولب‏:‏

لم يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها

فَأْوٌ، من الأرضِ، مَحْفُوفٌ بأَعلامِ

وكله من الانشقاق والانفراج‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ الفَأْو بطن من الأَرض

تُطِيفُ به الرّمال يكون مُسْتطِيلاً وغير مستطيل، وإنما سمي فَأْواً

لانْفِراج الجبال عنه لأن الانْفِياء الانفتاح والانْفِراج؛ وقول ذي

الرمة‏:‏ راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً وَقَعَتْ

حتى انْفَأَى الفَأْوُ، عن أَعناقِها، سَحَرا

الخرج‏:‏ موضع، يعني أَنها قَطعت الفأْوَ وخرجت منه، وقيل في تفسيره‏:‏

الفأْو الليل؛ حكاه أَبو ليلى‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري ما صحته‏.‏ التهذيب في قول ذي الرمة‏:‏ حتى انفأَى أَي انكشف‏.‏ والفأْو في بيته أَيضاً‏:‏ طريق بين

قارتين بناحية الدَّوّ بينهما فَجٌّ واسع يقال له فأْوُ الرَّيّان، قال الأزهري‏:‏ وقد مررت به‏.‏ والفأْوى، مقصور‏:‏ الفَيْشةُ؛ قال‏:‏

وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ، فأَضْحَوْا

هُمُ الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها

والفِئة‏:‏ الجماعة من الناس، والجمع فِئات وفِئُون على ما يطرد في هذا

النحو، والهاء عوض من الياء؛ قال الكميت‏:‏

تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئينا

أَي فرقاً متفرقة؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه أن يقول والهاء عوض من الواو لأن الفِئة الفرقة من الناس، من فَأَوْت بالواو أَي فَرَّقْت وشَقَقْت‏.‏ قال‏:‏

وحكي فأَوْتُ فَأَواً وفَأْياً، قال‏:‏ فعلى هذا يصح أَن يكون من الياء‏.‏

التهذيب‏:‏ والفِئة، بوزن فِعة، الفِرقة من الناس، من فأَيْت رأسه أَي

شققته، قال‏:‏ وكانت في الأصل فِئْوة بوزن فِعْلَة فنقص‏.‏ وفي حديث ابن عُمر

وجماعته‏:‏ لما رجعوا من سَريَّتهم قال لهم أنا فِئتَكم؛ الفئة‏:‏ الفرقة والجماعة

من الناس في الأصل، والطائفة التي تُقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف

أَو هزيمة التجأُوا إليهم‏.‏

فتا‏:‏ الفتاء‏:‏ الشَّباب‏.‏ والفَتى والفَتِيَّةُ‏:‏ السابُّ والشابَّةُ، والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء‏.‏ ويقال‏:‏ افْعَلْ ذلك في فَتائِه‏.‏ وقد فَتِيَ، بالكسر، يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء، وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الفَتاء، ممدود، مصدر الفَتِيِّ؛ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال‏:‏

إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً، فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء

فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره، واستعاره في الناس وهو من مصادر

الفَتيِّ من الحيوان، ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا، قال‏:‏ ويجمع

الفَتِيُّ في السن أَفْتاء‏.‏ الجوهري‏:‏ والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ، واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ به، فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ

فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ، والجمع فتْيان وفِتْية

وفِتْوة؛ الواو عن اللحياني، وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ ولم يقولوا

أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة‏.‏ قال الأزهري‏:‏ وقد يجمع على الأَفْتاء‏.‏ قال القتيبي‏:‏ ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال، يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر‏:‏

إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ، ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَان

قال ابن هرمة‏:‏

قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى، ورِداؤُه

خَلَقٌ، وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ

وقال الأَسود بن يعفر‏:‏

ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا *** قَتَلاً وسَبْياً، بَعدَ طُولِ تَآدي

في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى *** لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ

فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ *** ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّادِ

قال ابن الكلبي‏:‏ هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية

يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه، فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم؛ وقال أَبوها‏:‏

أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك، كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ

أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ، وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ‏؟‏

وقد سماه الجوهري فقال‏:‏ خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة

بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف، قال‏:‏ وزيد

ههنا قبيلة، والأُنثى فَتاة، والجمع فَتَياتٌ‏.‏ ويقال للجارية الحدثة فَتاة

وللغلام فَتًى، وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ، والفتى فُتَيٌّ، وزعم يعقوب

أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان، فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء، وواوه أَصل لا منقلبة، وأما في قول من قال الفِتْيان فواوه منقلبة، والفَتِيُّ كالفَتى، والأُنثى فَتِيَّة، وقد يقال ذلك للجمل والناقة، يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة، وبكر فَتِيٌ، كما يقال للجارية فتاة وللغلام

فَتًى، وقيل‏:‏ هو الشابُّ من كل شيء، والجمع فِتاء؛ قال عدي بن الرِّقاع‏:‏ يَحْسَبُ الناظِرُونَ، ما لم يُفَرُّوا، أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء

والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة، انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها

في مُوقِن وكقَضُوَ؛ قال السيرافي‏:‏ إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر

هذا الضرب من المصادر على فُعولة، إنما هو من الواو كالأُخُوّة، فحملوا

ما كان من الياء عليه فلزمت القلب، وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين‏:‏

أَحدهما أَنه من الياء، والآخر أَنه جمع، وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو

ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره؛ قال‏:‏

وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا

لَيْلَهمْ، حتى إذا انْجابَ حَلُّوا

وقال جذيمة الأَبرش‏:‏

في فُتُوٍّ، أَنا رابِئهُمْ، مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا

ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ‏.‏ وفُتّيَت

الجارية تَفْتِيةً‏:‏ مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم

وخُدِّرت وسُتِرت في البيت‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت

ومُنعت من اللعب مع الصبيان‏.‏

وقولهم في حديث البخاري‏:‏ الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ، قال ابن الأثير‏:‏ هكذا جاء على التصغير أَي شابّة، ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ، بالفتح‏.‏

والفَتى والفَتاةُ‏:‏ العبد والأَمة‏.‏ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي

غلامي وجاريتي، كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله، وسمى الله تعالى

صاحبَ موسى، عليه السلام، الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى‏:‏ وإذ قالَ موسى

لِفَتاه، قال‏:‏ لأنه كان يخدمه في سفره، ودليله قوله‏:‏ آتِنا غَداءنا‏.‏

ويقال في حديث عمران بن حُصين‏:‏ جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ، الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم؛ الفَتاء، بالفتح والمد‏:‏ المصدر من الفَتى

السِّنّ‏.‏

يقال‏:‏ فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن، والكَرمُ الحُسن‏.‏ وقوله عز

وجل‏:‏ ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا

ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات؛ المُحصناتُ‏:‏ الحرائر، والفَتَياتُ‏:‏

الإِماء‏.‏ قوله عز وجل‏:‏ ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ؛ جائز أَن يكونا

حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى‏.‏ الجوهري‏:‏ الفَتى السخيّ

الكريم‏:‏ يقال‏:‏ هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة، وقد تفَتَّى وتَفاتَى، والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ، على فُعُولٍ، وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ؛ قال سيبويه‏:‏ أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ، وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه

ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً، وأَما إبدال

الياءين واوين في مثل الفُتُوّ، وقياسه الفُتِيّ، فهو شاذ‏.‏ قال‏:‏ وهو الذي عناه

الجوهري‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الفَتَى الكريم، هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى

وُصف به، فقبل رجل فَتًى؛ قال‏:‏ ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية‏:‏

فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ

فَتًى ما قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامر

والفَتَيانِ‏:‏ الليل والنهار‏.‏ يقال‏:‏ لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ، يعني الليل والنهار، كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ؛ ومنه

قول الشاعر‏:‏

ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ، ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا

وأَفْتاه في الأَمر‏:‏ أَبانَه له‏.‏ وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته

فيها فأَفتاني إفتاء‏.‏

وفُتًى

وفَتْوى‏:‏ اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء‏.‏ ويقال‏:‏ أَفْتَيْت فلاناً

رؤيا رآها إِذا عبرتها له، وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن قوماً تَفاتَوا إِليه؛ معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا‏.‏ يقال‏:‏ أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه، والاسم الفَتْوى؛ قال الطرماح‏:‏

أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ

ومن جَرْمٍ، وهُمْ أَهلُ التَّفاتي

أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء‏.‏

قال‏:‏ والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام، أَصله من الفَتَى وهو الشاب

الحدث الذي شَبَّ وقَوِي، فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير

فَتِيّاً قوّياً، وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ‏.‏ وأَفْتَى المفتي إِذا

أَحدث حكماً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ

عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً‏.‏ وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى‏:‏ فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً؛ أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير

أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏

يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم‏.‏ الهروي‏:‏

والتَّفاتي التخاصم، وأَنشد بيت الطرماح‏:‏ وهم أَهل التفاتي‏.‏

والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى‏:‏ ما أَفتى به الفقيه، الفتح في الفَتوى

لأَهل المدينة‏.‏ والمُفْتِي‏:‏ مِكيال هشام بن هبيرة؛ حكاه الهروي في الغريبين‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف

ت و، ومع هذا إِنه لازم، قال‏:‏ وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء

لاماً أَكثر‏.‏ والفُتَيُّ‏:‏ قَدَحُ الشُّطَّارِ‏.‏ وقد أَفْتَى إِذا شرب به‏.‏

والعُمَرِيّ‏:‏ مِكيال اللبن، قال‏:‏ والمد الهشامي، وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب‏.‏ وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت

فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ

منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخْرجته فقالت‏:‏ هذا مَكُّوك

المُفتِي، قالت‏:‏ أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه، فأَخرجته فقالت‏:‏

هذا قفيز المُفْتِي؛ قال الأَصمعي‏:‏ المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة، أَرادت

تشبيه الإِناء بمكوك هشام، أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف

أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر‏.‏ والفِتْيانُ‏:‏ قَبيلة من بَجِيلة

إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث، والله أَعلم‏.‏

فجا‏:‏ الفَجْوَةُ والفُرَجةُ‏:‏ المُتَّسَع بين الشيئين، تقول منه‏:‏ تَفاجَى

الشيءُ صار له فَجْوَة‏.‏ وفي حديث الحج‏:‏ كان يَسيرُ العَنَقَ فإِذا وَجَد

فَجْوَةً نَصَّ؛ الفَجْوَةُ‏:‏ الموضع المتسع بين الشيئين‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ لا يُصَلِّينَّ أَحدكم وبينه وبين القِبلة فَجْوة أَي لا يَبْعُد من قبلته ولا سترته لئلاَّ يمر بين يديه أَحد‏.‏ وفَجا الشيءَ‏:‏ فَتَحَه‏.‏

والفَجْوةُ في المكان‏:‏ فَتْحٌ فيه‏.‏ شمر‏:‏ فَجا بابَه يَفْجُوه إِذا فتحه، بلغة

طيِّء؛ قال ابن سيده‏:‏ قاله أَبو عمرو الشيباني؛ وأَنشد للطرمح‏:‏

كَحَبَّةِ السَّاجِ فَجا بابَها

صُبْحٌ جَلا خُضْرة أَهْدامها

قال‏:‏ وقوله فَجا بابَها يعني الصبح، وأَما أَجافَ البابَ فمعناه ردَّه، وهما ضدان‏.‏ وانْفَجَى القومُ عن فلان‏:‏ انْفَرجوا عنه وانكشفوا؛ وقال‏:‏

لَمَّا انْفَجَى الخَيْلانِ عن مُصْعَبٍ، أَدَّى إِليه قَرْضَ صاعٍ بصاع

والفَجْوةُ والفَجْواء، ممدود‏:‏ ما اتَّسع من الأَرض، وقيل‏:‏ ما اتسع منها

وانخفض‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وهم في فَجْوة منه؛ قال الأَخفش‏:‏ في سَعة، وجمعه فَجَوات وفِجاء، وفسره ثعلب بأَنه ما انْخفضَ من الأَرض واتسع‏.‏

وفَجْوةُ الدَّارِ‏:‏ ساحتها؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مخْزاةً ومَنْقَصةً، حتَّى أُبِيحُوا وحَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ

وفَجْوةُ الحافِر‏:‏ ما بين الحَوامي‏.‏

والفَجا‏:‏ تَباعُد ما بين الفَخِذين، وقيل‏:‏ تباعد ما بين الركبتين وتباعد

ما بين الساقين‏.‏ وقيل‏:‏ هو من البعير تَباعُد ما بين عُرْقُوبَيْه، ومن الإِنسان تباعد ما بين ركبتيه، فَجِيَ فَجًى، فهو أَفْجَى، والأُنثى

فَجْواء‏.‏ وقيل‏:‏ الفَجا والفَحَجُ واحد‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ والأَفْجى المُتباعِدُ

الفخذين الشديدُ الفَحَجِ‏.‏ ويقال‏:‏ بفلان فَجاً شديد إِذا كان في رجليه

انفتاح، وقد فَجِيَ يَفْجَى فَجًى‏.‏ ابن سيده‏:‏ فَجِيَت الناقة فَجاً عظُم

بطنها‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري ما صحته، وذكره الأَزهري مهموزاً وأَكده

بأَن قال‏:‏ الفَجأُ مهموز مقصور؛ عن الأَصمعي‏.‏

وقوس فَجْواءُ‏:‏ بان وَتَرُها عن كَبِدها‏.‏ وفَجاها يَفْجُوها فَجْواً‏:‏

رفع وَتَرَها عن كبِدها، وفَجِيَتْ هي تَفْجَى فَجًى؛ وقال العجاج‏:‏

لا فَحَجٌ يُرى بها ولا فَجا، إِذا حِجاجا كلِّ جَلْدٍ مَحَجا

وقد انْفَجَتْ؛ حكاه أَبو حنيفة، ومن ثم قيل لوسط الدار فَجْوة؛ وقول

الهذلي‏:‏

تُفَجِّي خُمامَ الناسِ عَنَّا كأَنَّما

يُفَجِّيهمُ خَمٌّ، من النار، ثاقِب

معناه تَدْفَع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَفْجَى إِذا وَسَّع على عِياله في النفَقة‏.‏

فحا‏:‏ الفَحا والفِحا، مقصور‏:‏ أَبْزارُ القِدْر، بكسر الفاء وفتحها، والفتح أَكثر، وفي المحكم‏:‏ البزر، قال‏:‏ وخص بعضهم به اليابس منه، وجمعه

أَفحاء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن أَكل فَحا أَرْضِنا لم يَضُرّه ماؤها، يعني البصل؛ الفَحا‏:‏ تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل والكمُّون ونحوهما، وقيل‏:‏ هو البصل‏.‏ وفي حديث معاوية‏:‏ قال لقوم قَدِموا عليه كلوا من فِحا أَرْضِنا فقَلَّ ما أَكل قوم من فِحا أَرض فضَرَّهم ماؤها؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ

كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ

المِدادُ‏:‏ جمع مُدّ الذي يكال به، ويَبْرُدْنَ‏:‏ يَخْلِطْنَ‏.‏ ويقال‏:‏

فَحِّ قِدْرَك تَفْحِية، وقد فحَّيْتُها تَفْحِيةً‏.‏ والفَحْوةُ‏:‏ الشَّهْدةُ؛ عن كراع‏.‏ وفَحْوَى القَوْل‏:‏ مَعناه ولَحْنُه‏.‏ والفَحْوَى‏:‏ معنى ما يُعرف

من مَذهب الكلام، وجمعه الأَفْحاء‏.‏ وعرَفت ذلك في فَحْوى كَلامِه

وفَحْوائِه وفَحَوائه وفُحَوائِه أَي مِعراضِه ومَذْهَبِه، وكأَنه من فَحّيت

القِدْر إِذا أَلْقَيْتَ الأَبزار، والباب كله بفتح أَوله مثل الحَشا

الطَّرَفِ من الأَطْراف، والغَفا والرّحى والوغَى والشَّوَى‏.‏ وهو يُفَحِّي

بكلامه إِلى كذا وكذا أَي يَذْهَب‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الفَحِيَّة الحَساء؛ أَبو عمرو‏:‏ هي الفَحْيةُ

والفَحِيَّةُ والفَأْرةُ والفَئِيرةُ والحَريرةُ‏:‏ الحَسُوُّ الرَّقِيقُ‏.‏

فدي‏:‏ فَدَيْتُه فِدًى وفِداء وافْتَدَيْتُه؛ قال الشاعر‏:‏

فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى، لَفَدَيْتُه

بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ

وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيةِ‏.‏ والمُفاداةُ‏:‏ أَن تدفع رجلاً وتأْخذ رجلاً‏.‏

والفِداء‏:‏ أَن تَشتريه، فَدَيْته بمالي فِداء وفَدَيْتُه بِنَفْسي‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإن يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو

وابن عامر أُسارى بأَلف، تَفْدُوهم بغير أَلف، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي

ويعقوب الحضرمي أُسارى تُفادُوهم، بأَلف فيهما، وقرأَ حمزة أَسْرى

تَفْدُوهم، بغير أَلف فيهما؛ قال أَبو معاذ‏:‏ من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم

من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون من هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال الوزير ابن المعري

فَدَى إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً، وأَفدى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ

مالاً، وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً، وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء؛ الفِداء، بالكسر والمد والفتح مع القصر‏:‏ فَكاكُ الأَسير؛ يقال‏:‏ فَداه

يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداهُ يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه

وأَنقذه‏.‏ فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له‏:‏ جُعلت فَداك‏.‏ والفِدْيةُ‏:‏ الفِداء‏.‏

وروى الأَزهري عن نُصَير قال‏:‏ يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت

الأُسارى،قال‏:‏ هكذا تقوله العرب، ويقولون‏:‏ فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي

كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً، وإِذا كان أَسيراً

مملوكاً قلت فادَيْته، وكان أَخي أَسيراً ففادَيته؛ كذا تقوله العرب؛ وقال نُصَيب‏:‏

ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَما

عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ

قال‏:‏ وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه

أَي خلصته منه، وفاديت أَحسن في هذا المعنى‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وفَدَيناه

بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح‏.‏ لجوهري‏:‏

الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر، وإِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بري‏:‏

شاهد القصر قول الشاعر‏:‏

فِدًى لك عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وخالي

يقال‏:‏ قُمْ‏:‏ فِدًى لك أَبي، ومن العرب من يكسر فِداءٍ، بالتنوين، إِذا

جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، يريدون به معنى الدعاءِ؛ وأَنشد الأَصمعي للنابغة‏:‏

مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ، وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ

ويقال‏:‏ فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَداه بنفسه

وفَدّاهُ يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك‏.‏ وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم

بعْضاً‏.‏ وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه؛ وقال ذو الرمة‏:‏

مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ، تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا

والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى‏.‏ قال الفراء‏:‏ العرب تَقْصُرُ

الفِداء وتمده، يقال‏:‏ هذا فِداؤك وفداك، وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا

فقالوا فَداك،وقال في موضع آخر‏:‏ من العرب من يقول فَدًى لك، فيفتح الفاء، وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها؛ وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن المنذر‏:‏

فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي

قال ابن الأَنباري‏:‏ فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قصر؛ قال الشاعر‏:‏

مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَهْ، أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

وأَنشد الأَصمعي‏:‏

فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي

ومالي، إِنه مِنكُم أَتاني

فكسر وقصر؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وقول الشاعر‏:‏

فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَيْنا

قال‏:‏ إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة، لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه، فيكون المراد بالفداء التعظيم

والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له، ويروى فداءٌ، بالرفع على الابتداء، والنصب على المصدر؛ وقول الشاعر أَنشده

ابن الأَعرابي‏:‏

يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه، يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه

قال‏:‏ يبقي زاده ويأْكل من مال غيره؛ قال ومثله‏:‏

جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه

وقوله تعالى‏:‏ فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية من صيام أَو صدَقة أَو نُسك؛ إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى

من رأْسه فحلَق فعليه فدية، فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول

للدلالة عليه‏.‏ وأَفْداه الأَسيرَ‏:‏ قَبِلَ منه فِدْيَته؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله،الحَكَم بن كَيْسان‏:‏ لا

نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا، يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن غَزْوان‏.‏

والفَداء، ممدود بالفتح‏:‏ الأَنبار، وهو جماعة الطعام من الشعير والتمر

والبُر ونحوه‏.‏ والفَداء‏:‏ الكُدْس من البُر، وقيل‏:‏ هو مَسْطَحُ التمر بلغة

عبد القيس؛ وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة‏:‏

كأَنَّ فَداءها، إِذ جَرَّدُوه

وطافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ يَتِيمُ

شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو يتيم، يريد أَنه قليل حقير، ويروى سُلَفٌ يتيم، والسُّلَفُ‏:‏ ولد الحَجل، وقال ابن خالويه في جمعه الأَفْداء، وقال في تفسيره‏:‏ التمر المجموع‏.‏ قال شمر‏:‏

الفَداء والجُوخانُ واحد، وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه، قال‏:‏ وقال بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز؛ وأَنشد‏:‏

مَنَحْتَني، مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ، عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ

ابن الأَعرابي‏:‏ أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ، وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه‏.‏

وفَداء كل شيء حَجْمه، وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا‏:‏ يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث

فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت

فيه ولا تَعْدِل عنه؛ هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف، وقِدْيَتُك، بالقاف، هو الصواب‏.‏

فرا‏:‏ الفَرْو والفَرْوَة‏:‏ معروف الذي يُلبس، والجمع فِراء، فإِذا كان

الفرو

ذا الجُبَّة فاسمها

الفَرْوة؛ قال الكميت‏:‏

إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع، وَوَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ

وأَورد بعضهم هذا البيت مستشهداً به على الفروة الوَفْضَة التي يجعل

فيها السائل صدقته‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والفَرْوة إِذا لم يكن عليها وَبَر أَو

صوف لم تُسَمَّ فَروة‏.‏ وافْتَرَيْت فَرْواً‏:‏ لَبِسته؛ قال العجاج‏:‏

يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسرِ

قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْترِي

والفَرْوَة‏:‏ جِلدة الرأْس‏.‏ وفَرْوة الرأْس‏:‏ أَعْلاه، وقيل‏:‏ هو جلدته بما

عليه من الشعر يكون للإِنسان وغيره؛ قال الراعي‏:‏

دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه

غُرِسَتْ، فأَنْبَت جانباها فُلْفُلا

والفَروة، كالثَّروة في بعض اللغات‏:‏ وهو الغنى، وزعم يعقوب أَن فاءها بدل

من الثاء‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ وسئل عن حدِّ الأَمة فقال إن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها من وراء الدار، وروي‏:‏ من وراء الجدار، أَراد

قِناعها، وقيل خمارها أَي ليس عليها قناع ولا حِجاب وأَنها تخرج

مُتَبَذِّلة إِلى كل موضع تُرْسَل إِليه لا تَقْدِر على الامتناع، والأَصل في فروة

الرأْس جلدته بما عليها من الشعر؛ ومنه الحديث‏:‏ إِنَّ الكافر إِذا

قُرِّبَ المُهْلُ مِن فيه سقطت فَرْوة وجهه أَي جلدته، استعارها من الرأْس

للوجه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ إِنه لذو ثَرْوة في المال وفَروة بمعنى واحد إِذا كان كثير

المال‏.‏ وروي عن علي بن أَبي طالب، كرّم الله وجهه، أَنه قال على منبر

الكوفة‏:‏ اللهم إِني قد مَلِلْتُهم ومَلُّوني وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني

فسَلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها

ويأْكل خَضِرَتَها؛ قال أَبو منصور‏:‏ أَراد عليّ، عليه السلام، أَن فتى ثقيف

إِذا ولي العراق توسَّع في فَيْء المسلمين واستأْثر به ولم يَقْتَصِر على

حصته، وفَتَى ثقيف‏:‏ هو الحَجَّاجُ بن يوسف، وقيل‏:‏ إِنه ولد في هذه السنة

التي دعا فيها عليّ، عليه السلام، بهذا الدعاء وهذا من الكَوائِن التي

أَنبأَ بها النبي،صلى الله عليه وسلم، من بعده، وقيل‏:‏ معناه يَتَمَتَّعُ

بِنِعْمَتها لُبْساً وأَكلاً؛ وقال الزمخشري‏:‏ معناه يلبس الدَّفيءَ اللَّيِّنَ

من ثيابها ويأكل الطريَّ الناعم من طعامها، فضرب الفَرْوة والخَضِرة

لذلك مثلا، والضمير للدنيا‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الفَرْوَة الأَرض البيضاء التي ليس

فيها نبات ولا فَرْش‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الخَضِر، عليه السلام، جلس على

فَرْوة بيضاء فاهتزت تحته خَضْراء؛ قال عبد الرزاق‏:‏ أَراد بالفَرْوة الأَرضَ

اليابسةَ؛ وقال غيره‏:‏ يعني الهَشيم اليابس من النَّبات، شبهه بالفَروة‏.‏

والفَروةُ‏:‏ قطعة نبات مجتمعة يابسة؛ وقال‏:‏

وهامةٍ فَرْوَتُها كالفَرْوهْ

وفي حديث الهجرة‏:‏ ثم بَسَطْتُ عليه فَرْوَةً، وفي أُخرى‏:‏ فَفَرَشْتُ له

فَرْوَةً‏.‏ وقيل‏:‏ أَراد بالفَرْوة اللِّباس المعروف‏.‏

وفَرَى الشيءَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَّاه، كلاهما‏:‏ شقَّه وأَفسده، وأَفراه أَصلحه، وقيل‏:‏ أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع عنه ما لحقه من آفة الفَرْي

وخَلَلِه‏.‏ وتَفَرَّى جِلدُه وانْفَرَى‏:‏ انشقَّ‏.‏ وأَفْرَى أَوداجه

بالسيف‏:‏ شقها‏.‏ وكل ما شقَّه فقد أَفْراه وفَرَّاه؛ قال عَدِي بن زيد

العبادي‏:‏ فصافَ يُفَرِّي جِلْدَه عن سَراتِه، يَبُذُّ الجِياد فارِهاً مُتتايِعا

أَي صافَ هذا الفَرسُ يكاد يشُق جلده عما تحته من السِّمَن‏.‏ وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، حين سئل عن الذَّبِيحة بالعُود فقال‏:‏ كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ غير مُثَرِّدٍ أَي شقَّقها وقطعها فأَخرج ما فيها من الدم‏.‏ يقال‏:‏ أَفْرَيت الثوبَ وأَفْريت الحُلَّة إِذا شقَقْتَها وأَخرجت ما فيها، فإِذا قلت فَرَيت، بغير أَلف، فإِن معناه أَن تُقَدِّر الشيء

وتُعالجه وتُصلحه مثل النَّعْل تَحْذُوها أَو النِّطَع أَو القِرْبة ونحو ذلك‏.‏

يقال‏:‏ فَرَيْت أَفْرِي فَرْياً، وكذلك فَرَيْت الأَرض إِذا سرتها

وقطعتها‏.‏ قال‏:‏ وأَما أَفْريْت إِفْراء فهو من التشقيق على وجه الفساد‏.‏ الأَصمعي‏:‏

أَفْرَى الجلد إِذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْراء‏.‏ وفَرَى

الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً، وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إِذا خَرَزَها

وأَصلحها‏.‏

والمَفْرِيَّةُ‏:‏ المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة‏.‏ وتَفَرَّى عن فلان

ثوبه إِذا تشقَّق‏.‏ وقال الليث‏:‏ تَفَرَّى خَرْز المزادة إِذا تشقق‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وحكى ابن الأَعرابي وحده فَرى أَوْداجَه وأَفْراها قطعها‏.‏ قال‏:‏

والمتقنون من أَهل اللغة يقولون فَرَى للإِفساد، وأَفْرَى للإِصلاح، ومعناهما الشق، وقيل‏:‏ أَفراه شقَّه وأَفسده وقطعه، فإِذا أَردت أَنه قدّره وقطعه

للإِصلاح قلت فَراه فَرْياً‏.‏ الجوهري‏:‏ وأَفْرَيت الأَوْداج قطعتها؛ وأَنشد ابن بري لراجز‏:‏

إِذا انْتَحَى بِنابِه الهَذْهاذِ، فَرَى عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي

الجوهري‏:‏ فَرَيْت الشيء أَفْرِيه فرياً قطعته لأُصلحه، وفريت المَزادة

خَلَقْتها وصنعتها؛ وقال‏:‏

شَلَّتْ يَدا فارِيةٍ فَرَتْها

مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها، لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها

قوله‏:‏ فَرَتْها أَي عَمِلَتها‏.‏ وحكى الجوهري عن الكسائي‏:‏ أَفْرَيْت

الأَديم قطعته على جهة الإِفساد، وفَرَيْته قطعته على جهة الإِصلاح‏.‏ غيره‏:‏

أَفْرَيت الشيء شققته فانْفَرى وتَفَرَّى أَي انشق‏.‏ يقال‏:‏ تَفَرَّى الليل

عن صبحه، وقد أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ، وأَفْرَى الجُرحَ يُفْرِيه إِذا

بَطَّه‏.‏ وجِلْد فَرِيٌّ‏:‏ مَشْقُوق، وكذلك الفَرِيَّة، وقيل‏:‏ الفَريَّة

من القِرَب الواسعة‏.‏ ودلْو فَرِيٌّ‏:‏ كبيرة واسعة كأَنها شقت؛ وقول زهير‏:‏

ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ، وَبَعْـ *** ـضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لا يَفْرِي

معناه تُنَفِّذُ ما تَعْزِم عليه وتُقَدِّرُه، وهو مثل‏.‏ ويقال للشجاع‏:‏

ما يَفْرِي فَرِيَّه أَحد، بالتشديد؛ قال ابن سيده‏:‏ هذه رواية أَبي عبيد، وقال غيره‏:‏ لا يَفْرِي فَرْيَه، بالتخفيف، ومن شَدَّد فهو غلط‏.‏ التهذيب‏:‏

ويقال للرجل إِذا كان حادّاً في الأَمر قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا‏.‏ ويَقُدُّ، والعرب تقول‏:‏ تركته يَفْرِي الفَرِيَّ

إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد‏.‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر، رضي الله عنه، ورآه في منامه ينزع عن قَلِيب بغَرْب‏:‏ فلم أَرَ

عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هو كقولك يعمَل عمَله ويقول

قوله ويقطَع قطعه؛ قال‏:‏ وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب يُخاطب

العامِرِيَّةَ‏:‏

قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا

مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا، قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا

أَي كنت تُكْثِرِين فيه القَول وتُعَظِّمِينه‏.‏ يقال‏:‏ فلان يَفْرِي

الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعَجَب في عمله، وروي يَفْرِي فَرْيَه، بسكون الراء

والتخفيف، وحكي عن الخليل أَنه أَنكر التثقيل وغلَّط قائله‏.‏ وأَصل

الفَرْي‏:‏ القَطْع، وتقول العرب‏:‏ تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عمل العمل

فأَجاده‏.‏ وفي حديث حسان‏:‏ لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم

بالهجاء كما يُقَطَّع الأَدِيم، وقد يكنى

به عن المبالغة في القتل؛ ومنه حديث غَزوة مُوتة‏:‏ فجعل الرومي يَفْرِي

بالمسلمين أَي يبالغ في النِّكاية والقتل؛ وحديث وحشي‏:‏ فرأَيت حمزة يَفرِي

الناس فَرْياً، يعني يوم أُحد‏.‏

وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون‏:‏ تَبَجَّسَتْ؛ قال زهير‏:‏

غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ

وأَفْرَى الرجلَ‏:‏ لامه‏.‏

والفِرْيةُ‏:‏ الكذب‏.‏ فَرَى كذباً فَرْياً وافْتَراه‏:‏ اختلقه‏.‏ ورج فَرِيٌّ

ومِفْرًى وإِنه لقَبِيح الفِرْية؛ عن اللحياني‏.‏ الليث‏:‏ يقال فَرَى فلان

الكذب يَفْريه إِذا اختلقه، والفِرْية من الكذب‏.‏ وقال غيره‏:‏ افْتَرَى

الكذب يَفْترِيه اختلقه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَم يقولون افْتَراه؛ أَي

اختلقه‏.‏ وفَرَى فلان كذا إِذا خلَقَه، وافتراه‏:‏ اختلقه، والاسم الفِرْيَة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيا؛ الفِرَى‏:‏ جمع فِرْية وهي الكذبة، وأَفْرَى أَفعل منه للتفضيل أَي

أَكْذَب الكذبات أَن يقول‏:‏ رأَين في النوم كذا وكذا، ولم يكن رأَى شيئاً، لأَنه كَذِبٌ على الله تعالى، فإِنه هو الذي يُرْسِل ملَك الرؤيا ليريه

المنام‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ فقد أَعظم الفِرْيةَ على الله أَي

الكَذِب‏.‏ وفي حديث بَيْعة النساء‏:‏ ولا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه؛ هو افتعال من الكذب‏.‏

أَبو زيد‏:‏ فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وهو تَلأْلُؤه ودوامه في السماء‏.‏

والفَرِيُّ‏:‏ الأمر العظيم‏.‏ وفي التنزيل العزيز في قصة مريم‏:‏ لقد جِئتِ

شيئاً فَرِيّاً؛ قال الفراء‏:‏ الفَرِيُّ الأَمر العظيم أَي جئت شيئاً عظيماً، وقيل‏:‏ جئت شيئاً فَرِيّاً أَي مصنوعاً مخْتلَقاً، وفلان يَفْرِي

الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعجب في عمله‏.‏ وفَرِيتُ‏:‏ دَهِشْتُ وحِرْتُ؛ قال الأَعلم الهذلي‏:‏

وفَرِيتُ مِنْ جَزَعٍ فلا

أَرْمِي، ولا وَدّعْتُ صاحِبْ

أَبو عبيد‏:‏ فَرِيَ الرجل، بالكسر، يَفْرَى فَرًى، مقصور، إذا بُهِتَ

ودَهِشَ وتَحَيَّر‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ فَرِيَ يَفْرى إذا نظر فلم يدر ما يَصْنَع‏.‏ والفَرْية‏:‏ الجَلَبة‏.‏ وفَرْوة وفَرْوان‏:‏ اسْمان‏.‏

فسا‏:‏ الفَسْو‏:‏ معروف، والجمع الفُساء‏.‏

وفَسا فَسْوة واحدة وفَسا يَفْسو فَسْواً وفُساء، والاسم الفُساء، بالمد؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاًّ، يأْتُوا يَسُلُّون الفُساءَ سَلاًّ

ورجل فَسَّاء وفَسُوٌّ‏:‏ كثير الفَسْو‏.‏ قال ثعلب‏:‏ قيل لامرأة أَيُّ

الرجال أَبغض إليك‏؟‏ قالت‏:‏ العَثِنُ

النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوى بيته

وَجَم؛ الشديد الحَمْل

قال أَبو ذُبيان ابن الرَّعْبل‏:‏ أَبغض الشيوخ إ َّ الأَقْلح الأَمْلَح

الحَسُوُّ الفَسُوُّ‏.‏ ويقال للخُنْفساء‏:‏ الفَسَّاءَة، لنَتْنها‏.‏ وفي المثل‏:‏ ما أَقرَبَ مَحْساه من مَفْساه‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَفحش من فاسِيةٍ، وهي الخنفساء تَفْسو فتُنْتِنُ القوم بخُبث رِيحها، وهي الفاسِياء أَيضاً‏.‏ والعرب

تقول‏:‏ أَفْسى من الظَّرِبان، وهي دابة يجيء إلى حُجر الضب فتضع قَبَّ

استها عند فَم الجُحر فلا تزال تَفُسُو حتى تَسْتَخْرِجه، وتصغير الفَسْوة

فُسَيَّة‏.‏ ويقال‏:‏ أَفْسى من نِمس وهي دُويْبَّة كثيرة الفُساء‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ قال نُفَيع بن مُجاشع لبلال بن جرير يُسابُّه يا ابن زَرَّة وكانت

أُمه أَمة وهبها له الحجاج، وقال‏:‏ وما تَعِيب منها ‏؟‏ كانت بنت مَلِك

وحِباء مَلِك حبَا بها ملكاً قال‏:‏ أَما على ذلك لقد كانت فَسَّاءً

أَدَمُّها وجهها وأَعظمها رَكَبُها قال‏:‏ ذلك أعْطِيةُ الله، قال‏:‏ والفَسَّاء

والبَزْخاء واحد، قال‏:‏ والانْبِزاخُ انبزاخ ما بين وركيها وخروج أَسفل

بطنها وسرتها؛ وقال أَبو عبيد في قول الراجز‏:‏

بِكْراً عَواساءَ تَفاسى مُقْرِبا

قال‏:‏ تَفاسى تُخرج استَها، وتَبازى ترفع أَليَتَيْها‏.‏ وحكي عن الأصمعي

أنه قال‏:‏ تَفاسأَ الرجل تَفَاسُؤاً، بالهمزة، إذا أَخرج ظهره، وأَنشد هذا

البيت فلم يهمزه‏.‏ وتَفاست الخنفساء إذا أَخرجت استها كذلك‏.‏ وتفاسى الرجل‏:‏

أَخرج عجيزته‏.‏ والفَسْوُ والفُساة‏:‏ حي من عبد القيس‏.‏ التهذيب‏:‏ وعبد

القيس يقال لهم الفُساة يعرفون بهذا‏.‏ غيره‏:‏ الفَسْوُ نَبْزُ حيّ من العرب جاء

منهم رجل ببُردَيْ حِبَرة إلى سوق عُكاظ فقال‏:‏ من يشتري منا الفَسْوَ

بهذين البُردين‏؟‏ فقام شيخ من مَهْوٍ فارْتَدى بأَحدهما وأْتَزر بالآخر، وهو مشتري الفسو ببردي حِبرة، وضرب به المثل فقيل أَخْيَبُ صَفْقةً من شيخ

مهو، واسم هذا الشيخ عبد الله بن بَيْذَرة؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

يا مَنْ رَأَى كصَفْقَةِ ابن بَيْذَرهْ

مِن صَفْقةٍ خاسِرةٍ مُخَسِّرهْ، المُشْتَري الفَسْوَ ببُردَي حِبَرَه

وفَسَواتُ الضِّباع‏:‏ ضَرْب من الكَمْأَة‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ هي القَعْبَلُ من الكمأَة، وقد ذكر في موضعه‏.‏ قال ابن خالويه‏:‏ فَسْوةُ الضبع شجرة تحمل

مثل الخَشْخاش لا يُتحصل منه شيء‏.‏ وفي حديث شريح‏:‏ سئل عن الرجل يُطلِّق

المرأَة ثم يَرْتَجِعها فيَكْتُمها رَجْعتها حتَى تَنقضيَ عِدَّتُها، وقال‏:‏ ليس له إلا فَسوة الضبع أَي لا طائل له في ادّعاء الرجعة بعد انقِضاء

العدَّة، وإنما خص الضبع لحُمْقها وخُبْثها، وقيل‏:‏ هي شجرة تحمل

الخشخاش ليس في ثمرها كبير طائل؛ وقال صاحب المنهاج في الطب‏:‏ هي القَعْبل وهو نبات كريه الرائحة له رأس يُطبخ ويؤكل باللبن، وإذا يبس خرج منه مثل

الوَرْس‏.‏

ورجل فَسَوِيٌّ‏:‏ منسوب إلى فَسا، بلد بفارس‏.‏ ورجل فَساسارِيٌّ على غير

قياس‏.‏

فشا‏:‏ فَشا خَبَرُه يَفْشُو فُشُوًّا وفُشِيًّا‏:‏ انتشر وذاعَ، كذلك فَشا

فَضْلُه وعُرْفُه وأَفْشاه هو؛ قال‏:‏

إنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْملاً

بالخَيْرِ يُفْشي في مِصْرِه العُرُفا

وفشا الشيءُ يَفْشُو فُشوًا إذا ظهر، وهو عامّ في كل شيء، ومنه إفْشاء

السر‏.‏ وقد تَفَشَّى الحِبرُ إذا كُتب على كاغَد رقيق فتمشَّى فيه‏.‏ ويقال‏:‏

تَفَشَّى بهم المرض وتَفَشَّاهم المرض إذا عَمَّهم؛ وأَنشد‏:‏

تَفَشَّى بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم، فأَسْكَتُّ عَنِّي المُعْوِلاتِ البَواكيا

وفي حديث الخاتم‏:‏ فلما رآه أَصحابه قد تخَتَّم به فشَت خواتيم الذهب أَي

كثرت وانتشرت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَفْشى اللهُ ضَيْعَته أَي كثَّر عليه معاشَه

ليَشْغَلَه عن الآخرة، وروي‏:‏ أَفْسدَ الله ضَيْعَته، رواه الهروي كذلك في

حرف الضاد، والمعروف المروي أَفْشى‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ وآيةُ ذلك

أَن تَفْشُوَ الفاقة‏.‏ والفَواشي‏:‏ كل شيء مُنْتَشر من المال كالغنم السائمة

والإبل وغيرها لأنها تَفْشو أَي تنتشر في الارض، واحدتها فاشيةٌ‏.‏ وفي حديث هَوازِن‏:‏ لمَّا انهزموا قالوا الرأْيُ أَن نُدْخِلَ في الحِصْنِ ما قَدَرنا عليه من فاشِيتنا أَي مَواشِينا‏.‏ وتَفَشَّى الشيء أي اتسع‏.‏ وحكى

اللحياني‏:‏ إني لأَحفظ فلاناً في فاشيته، وهو ما انتشر من ماله من ماشية

وغيرها‏.‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ ضُمُّوا فَواشِيَكم

بالليل حتى تذهب فَحْمةُ العِشاء‏.‏ وأَفْشى الرجل إذا كثرت فَواشِيه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَفشَى الرجل وأَمْشى وأَوْشى إذا كثر ماله، وهو الفَشاء

والمَشاء، ممدود‏.‏ الليث‏:‏ يقال فشَتْ عليه أُموره إذا انتشرت فلم يدر بأَيِّ

ذلك يأْخذ، وأَفُشَيته أَنا‏.‏ والفَشاء، ممدود‏:‏ تَناسل المال وكثرته، سمي

بذلك لكثرته حينئذ وانتشاره‏.‏ وقد أَفشى القوم‏.‏ وتَفَشَّت القَرحة‏:‏ اتسعت

وأَرِضَتْ‏.‏ وتَفَشَّاهم المَرَض وتَفَشَّى بهم‏:‏ انتشر فيهم‏.‏ إِذا نِمت من الليل نَوْمة ثم قمت فتلك الفاشِيةُ‏.‏ والفَشَيانُ‏:‏ الغَثْية

التي تعتري الإِنسان، وهو الذي يقال له بالفارسية تاسا‏.‏ قال ابن بري‏:‏

الفَشْوةُ قُفَّة يكون فيها طِيب المرأَة؛ قال أَبو الأَسود العِجْلي‏:‏

لها فَشْوةٌ فِيها مَلابٌ وزِئْبَقٌ، إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبا

فصي‏:‏ فَصى الشيءَ من الشيء فَصْياً‏:‏ فَصَله‏.‏ وفَصْيةُ ما بين الحَرّ

والبرد‏:‏ سَكْتة بينهما من ذلك‏.‏ ويقال منه‏:‏ ليلةُ فُضْيةٍ وليلةٌ فُصْيةٌ، مضاف وغير مضاف‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ اليومُ فُصْيةٌ

واليومُ يومُ فُصْيةٍ، ولا يكون فُصْية صفة، ويقال‏:‏ يومٌ مُفْصٍ صفة، قال‏:‏ والطَّلْقة تَجْري مَجْرى الفُصْية وتكون وصفاً لليلة كما تقول يومٌ

طَلْقٌ‏.‏ وأَفْصى الحرّ‏:‏ خرج، ولا يقال في البرد‏.‏

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَفْصى عنكَ الشتاء وسقط عنك الحرّ‏.‏ قال أبو الهيثم‏:‏ ومن أَمثالهم في الرجل يكون في غمّ فيخرج منه قولهم‏:‏ أَفْصى علينا

الشتاء‏.‏ أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ كانت العرب تقول اتقوا الفَصْية، وهو خروج من برد إِلى حرّ ومن حر إِلى برد‏.‏ وقال الليث‏:‏ كل شيء لازق فخلَّصته قلت هذا قد

انْفَصى‏.‏ وأَفْصى المطر‏:‏ أَقْلَع‏.‏ وتَفَصَّى اللحمُ عن العظم وانْفَصى‏:‏

انفسخ‏.‏ وفَصى اللحم عن العظم وفَصَّيْتُه منه تَفْصِية إِذا خلَّصته منه، واللحم المُتهرّي ينْفَصي عن العظم، والإِنسان ينْفَصي من البلية‏.‏

وتفَصَّى الإِنسانُ إِذا تخلَّص من الضيق والبلية‏.‏ وتفصَّى من الشيء‏:‏ تخلص، والاسم الفَصْية، بالتسكين‏.‏ وفي حديث قَيلة بنت مَخْرمة‏:‏ أَن جُوَيْرية من بنات أُختها حُدَيْباء قالت، حين انْتَفَجَت الأَرنب وهما تَسيرانِ‏:‏

الفَصْيَة، والله لا يزال كَعبكِ عالياً؛ قال أَبو عبيد‏:‏ تفاءلت بانتفاج

الأَرنب فأَرادت بالفَصْية أَنها خرجت من الضيق إلى السعة؛ ومن هذا حديث آخر عن

النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر القرآن فقال‏:‏ هو أَشد تفَصِّياً من قلوب الرجال من النَّعَم من عُقلِها أَي أَشدّ تَفَلُّتاً وخروجاً‏.‏ وأَصل

التَّفصِّي‏:‏ أَن يكون الشيء في مضيق ثم يخرج إِلى غيره‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

أَفْصى إِذا تخلص من خير أَو شر‏.‏ قال الجوهري‏:‏ أَصل الفَصْية الشيء تكون

فيه ثم تخرج منه، فكأَنها أَرادت أَنها كانت في ضيق وشدة من قبل عمّ بناتها، فخرجت منه إِلى السعة والرخاء، وإِنما تفاءَلت بانتفاج الأَرنب‏.‏ ويقال‏:‏

ما كدت أَتَفَصَّى من فلان أَي ما كدت أَتخلص منه‏.‏ وتَفَصَّيْتُ من الديون

إِذا خرجت منها وتخلصت‏.‏ وتفَصَّيت من الأَمر تَفَصِّياً إِذا خرجت منه

وتخلصت‏.‏ والفَصى‏:‏ حب الزبيب، واحدته فَصاة؛ وأَنشد أَبو حنيفة‏:‏

فَصًى من فَصى العُنْجُد

قال ابن سيده‏:‏ هذا جميع ما أَنشده من هذا البيت‏.‏ وأَفْصى‏:‏ اسم رجل‏.‏

التهذيب‏:‏ أَفْصى اسم أَبي ثَقِيف واسم أَبي عبد القيس‏.‏ قال الجوهري‏:‏ هما

أَفْصَيان أَفْصى بن دُعْمي بن جَديلة بن أَسد بن ربيعة،وأَفْصى بن عبد القيس

بن أَفصى بن دعمي بن جديلة ابن أَسد بن ربيعة‏.‏ وبنو فُصَيَّة‏:‏ بطن‏.‏

فضا‏:‏ الفَضاءُ‏:‏ المكان الواسع من الأَرض، والفعل فَضا يَفْضُو فُضُوّاً

فهو فاضٍ؛ قال رؤبة‏:‏

أَفْرَخَ فَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ، عَنكُم، كِراماً بالمَقام الفاضي

وقد فَضا المكان وأَفْضى إِذا اتسع‏.‏ وأَفْضى فلان إِلى فلان أَي وَصَل

إِليه، وأصله أَنه صار في فُرْجَته وفَضائه وحَيِّزه؛ قال ثعلب بن عبيد يصف

نحلاً‏:‏

شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تتَّقي، ولا الذِّئْب تَخْشى، وهي بالبَلدِ المُفْضي

أَي العَراء الذي لا شيء فيه، وأَفْضى إِليه الأَمْرُ كذلك‏.‏ وأَفْضى

الرجل‏:‏ دخل على أَهله‏.‏ وأَفْضى إِلى المرأَة‏:‏ غَشِيها، وقال بعضهم‏:‏ إِذا خلا

بها فقد أَفْضى، غَشِيَ أَو لم يَغْشَ، والإِفضاء في الحقيقة الانتهاء؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ وكيف تأْخُذونه وقد أَفضى بعضُكم إِلى بعض؛ أَي انْتَهى

وأَوى، عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى وصَل، كقوله تعالى‏:‏ أُحلّ لكم ليلة

الصِّيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم‏.‏ ومَرَة مُفْضاة‏:‏ مجموعة المَسْلَكين‏.‏ وأَفضى

المرأَةَ فهي مُفضاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَيْها مَسْلَكاً واحداً

كأَفاضها، وهي المُفْضاة من النساء‏.‏ الجوهري‏:‏ أَفضى الرجلُ إِلى امرأَته

باشَرها وجامعها‏.‏ والمُفضاةُ‏:‏ الشَّريمُ‏.‏ وأَلقى ثَوبه فَضاً‏:‏ لم يُودعْه‏.‏

وفي حديث دُعائه للنابغة‏:‏ لا يُفْضي اللهُ فاك؛ هكذا جاء في رواية، ومعناه

أَن لا يجعله فَضاء لا سنَّ فيه‏.‏ والفَضاء‏:‏ الخالي الفارغ الواسع من الأَرض‏.‏

وفي حديث معاذ في عذاب القبر‏:‏ ضربه بِمرْضافةٍ وسَط رأْسه حتى يُفْضِيَ

كلُّ شيء منه أَي يصير فَضاء‏.‏ والفَضاء‏:‏ الساحةُ وما اتسع من الأَرض‏.‏ يقال‏:‏

أَفضيت إِذا خرجت إِلى الفضاء‏.‏ وأَفْضَيت إِلى فلان بسرّي‏.‏ الفراء‏:‏ العرب

تقول لا يُفْضِ اللهُ فاك من أَفْضَيْت‏.‏ قال‏:‏ والإِفضاء أَن تَسقط ثناياه

من فوق ومن تحت وكل أَضراسه؛ حكاه شمر عنه؛ قال أَبو منصور‏:‏ ومن هذا

إِفْضاء المرأَة إِذا انقطع الحِتار الذي بين مسلكيها؛ وقال أَبو الهيثم في قول زهير‏:‏

ومَنْ يوفِ لا يذمم، ومَنْ يُفْضِ قَلْبه إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ

أَي مَن يَصر قلبُه إِلى فَضاء من البر ليس دونه ستر لم يَشتبه أَمره

عليه فيتجَمجم أَي يتردّد فيه‏.‏

والفَضى، مقصور‏:‏ الشيء المختلط، تقول‏:‏ طعام فَضًى أَي فَوْضى مختلط‏.‏

شمر‏:‏ الفَضاء ما استوى من الأَرض واتسع، قال‏:‏ والصحراء فَضاء‏.‏ قال أَبو بكر‏:‏

الفِضاء، ممدود، كالحِساء وهو ما يجري على وجه الأَرض، واحدته فَضِيَّةٌ

؛ قال الفرزدق‏:‏

فصَبَّحْن قَبْلَ الوارِداتِ من القَطا، ببَطْحاءِ ذِي قارٍ، فِضاءً مُفَجَّرا

والفَضْيةُ‏:‏ الماء المُسْتَنْقِع، والجمع فِضاء، ممدود؛ عن كراع؛ فأَما

قول عدي بن الرَّقاع‏:‏

فأَوْرَدها، لَمَّا انْجَلى الليلُ أَوْ دَنا، فِضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا

قال ابن سيده‏:‏ يروى فَضًى وفِضًى، فمن رواه فَضًى جعله من باب حَلْقةٍ

وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ، ومن رواه فِضًى جعله كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ‏.‏

والفَضا‏:‏ جانِب

الموضع وغيره، يكتب بالأَلف، ويقال في تثنيته ضَفَوانِ؛ قال زهير‏:‏

قَفْراً بِمُنْدَفِع النَّحائِتِ من ضَفَوَيْ أُلاتِ الضّالِ والسِّدْرِ

النحائت‏:‏ آبار معروفة‏.‏ ومكان فاضٍ ومُفْضٍ أَي واسع‏.‏ وأَرض فَضاء

وبَرازٌ، والفاضِي‏:‏ البارِزُ؛ قال أَبو النجم يصف فرسه‏:‏

أَمّا إِذا أَمْسَى فَمُفْضٍ مَنْزِلُه، نَجْعَلُه في مَرْبَطٍ،نَجْعَلُه

مُفْضٍ‏:‏ واسع‏.‏ والمُفْضَى‏:‏ المُتَّسَع؛ وقال رؤبة‏:‏

خَوْقاء مُفْضاها إِلى مُنْخاقِ

أَي مُتَّسَعُها؛ وقال أَيضاً‏:‏

جاوَزْته بالقَوْم حتى أَفْضَى

بهِم، وأَمْضىَ سَفَرٌ ما أَمْضَى

قال‏:‏ أَفْضَى بلغ بهم مكاناً واسعاً أَفْضَى بهم إِليه حتى انقطع ذلك

الطريق إِلى شيء يعرفونه‏.‏ ويقال‏:‏ قد أَفْضَيْنا إِلى الفَضاء، وجمعه

أَفْضِية‏.‏ ويقال‏:‏ تركت الأَمر فَضاً أَي تركته غيرَ مُحْكَم‏.‏ وقال أَبو مالك‏:‏

يقال ما بقي في كِنانته إِلاَّ سهم فَضاً؛ فَضاً أَي واحد‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏

سهم فَضاً إِذا كان مُفْرداً ليس في الكِنابة غيره‏.‏ ويقال‏:‏ بَقِيت من أَقْراني فَضاً أَي بقيت وحدي، ولذلك قيل للأَمر الضعيف غير المحكم فَضاً، مقصور‏.‏ وأَفْضَى بيده إِلى الأَرض إِذا مَسَّها بباطن راحته في سُجوده‏.‏

والفَضا‏:‏ حب الزَّبيب‏.‏ وتمر فَضاً‏:‏ منثور مختلط، وقال اللحياني‏:‏ هو المختلط

بالزبيب؛ وأَنشد‏:‏

فَقُلْتُ لهَا‏:‏ يا خالتي لَكِ ناقَتي، وتمرٌ فَضاً، في عَيْبَتي، وزَبيبُ

أَي منثور، ورواه بعض المتأَخرين‏:‏ يا عَمَّتي‏.‏ وأَمرُهم بينهم فَضاً أَي

سواء‏.‏ ومَتاعُهم بينهم فَوْضَى فَضاً أَي مختلط مشترك‏.‏ غيره‏:‏ وأَمرهم

فَوْضَى وفَضاً أَي سواء بينهم؛ وأَنشد للمُعَذِّل البَكْريِّ‏:‏

طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالِهم، ولا يُحْسِنُون الشَّرَّ إِلاَّ تَنادِيا

ويقال‏:‏ الناسُ فَوْضَى إِذا كانوا لا أَميرَ عليهم ولا مَنْ يجمعهم‏.‏

وأَمرُهُم فَضاً بينهم أَي لا أَمير عليهم‏.‏ وأَفْضَى إِذا افْتَقَرَ‏.‏

فطا‏:‏ فَطَا الشيءَ يَفْطُوه فَطْواً‏:‏ ضربه بيده وشَدَخَه، وفَطَوْتُ

المرأَةَ‏:‏ أَنْكَحْتها‏.‏ وفَطَا المرأَة فَطْواً‏:‏ نكَحها‏.‏

فظا‏:‏ الفَظَى، مقصور‏:‏ ماء الرَّحِم، يكتب بالياء؛ قال الشاعر‏:‏ تَسَرْبَلَ حُسْنَ يُوسُف في فَظاهُ، وأُلْبِسَ تاجَه طِفْلاً صَغِيرا

حكاه كراع، والتثنية فظوان، وقيل‏:‏ أَصله الفَظُّ فقلبت الظاء ياء، وهو ماء الكرش؛ قال ابن سيده‏:‏ وقضينا بأَن أَلفه منقلبة عن ياء لأَنها مجهولة الانقلاب وهي في موضع اللام، وإِذا كانت في موضع اللام فانقلابها عن الياء أَكثر منه عن الواو‏.‏