فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

قمي‏:‏ ما يُقامِيني الشيءُ وما يُقانِيني أَي ما يُوافقني؛ عن أَبي عبيد، وقاماني فلان أَي وافقني‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القُمَى الدخول وفي الحديث‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يَقْمُو إلى منزل عائشة كثيراً أَي يدخل‏.‏

والقُمَى‏:‏ السِّمَنُ‏.‏ يقال‏:‏ ما أَحسن قَمْو هذه الإبل‏.‏ والقُمى‏:‏

تنظيف الدار من الكِبا‏.‏

الفراء‏:‏ القامية من النساء الذليلة في نفسها‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أَقْمَى

الرجلُ إذا سَمِنَ بعد هزال، وأَقْمى إذا لزمَ البيت فراراً من الفِتن، وأَقمى عدوَّه إذا أَذله‏.‏

قنا‏:‏ القِنْوةُ والقُنْوةُ والقِنْيةُ والقُنْية‏:‏ الكِسْبةُ، قلبوا فيه

الواو ياءً للكسرة القريبة منها، وأَما قُنْية فأُقِرَّت الياء بحالها

التي كانت عليها في لغة من كسر، هذا قول البصريين، وأَما الكوفيون

فجعلوا قَنَيْت وقَنَوْت لغتين، فمن قال قَنَيْت على قلتها فلا نظر في قِنْية

وقُنْية في قوله، ومن قال قَنَوت فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال صُبْيان، قَنَوْت الشيء قُنُوًّا وقُنْواناً واقْتَنَيْتُه‏:‏ كسبته‏.‏

وقَنَوْت العنزَ‏:‏ اتخذتها للحلبَ‏.‏ وله غنم قِنْوة وقُنْوة أَي خالصة

له ثابتة عليه، والكلمة واوية ويائية‏.‏ والقِنْيةُ‏:‏ ما اكتُسب، والجمع قِنًى، وقد قَنى المال قَنْياً وقُنْياناً؛ الأُولى عن اللحياني‏.‏

ومالٌ قِنْيانٌ‏:‏ اتخذته لنفسك؛ قال‏:‏ ومنه قَنِيتُ حَيائي أَي لَزِمته؛ وأَنشد لعنترة‏:‏

فأَجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنْهَلٌ، لا بُدَّ أَن أُسْقَى بِذاكَ المَنْهَلِ

إقْنَيْ حَياءكِ، لا أَبا لَكِ واعْلَمي *** أَنِّي امْرُؤٌ سأَموتُ إن لم أُقْتَلِ

قال ابن بري‏:‏ صوابه فاقْنَيْ حَياءك؛ وقال أَبو المثلم الهذلي يرثي

صخر الغي‏:‏

لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه، لكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ

وقال اللحياني‏:‏ قَنَيْت العنز اتخذتها للحَلْب‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ قَنِيَ

الرَّجل يَقْنَى قِنًى مثل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول

الطَّمَّاحِي‏:‏

كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى، يُعْطَى الذي يَنْقُصهُ فَيَقْنَى ‏؟‏

أَي فَيرْضِى به ويَغْنى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فاقْنُوهم أَي عَلِّموهم

واجعلوا لهم قِنْية من العلم يَسْتَغْنُون به إذا احتاجوا إليه‏.‏ وله غنم

قِنْيَةٌ وقُنْية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه‏.‏ قال ابن سيده أَيضاً‏:‏

وأَما البصريون فإنهم جعلوا الواو في كل ذلك بدلاً من الياء لأَنهم لا يعرفون

قَنَيْتُ‏.‏ وقَنِيت الحَياء، بالكسر، قُنُوًّا‏:‏ لزمته؛ قال حاتم‏:‏

إذا قَلَّ مالي أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ، قَنِيتُ مالي حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما

وقَنِيتُ الحَياء، بالكسر، قُنْياناً، بالضم، أَي لزمته؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فاقْنَيْ حياءكِ، لا أَبا لَكِ إنَّني *** في أَرضِ فارِسَ، مُوثَقٌ أَحْوالا

الكسائي‏:‏ يقال أَقْنَى واسْتَقْنَى وقَنا وقَنَّى إذا حفِظ حَياءه

ولزمه‏.‏ ابن شميل‏:‏ قَناني الحَياءُ أَن أَفعل كذا أَي رَدَّني ووعظَني، وهو يَقْنِيني؛ وأَنشد‏:‏

وإنِّي لَيَقْنِيني حَياؤكَ كلَّما

لَقِيتُكَ، يَوْماً، أَنْ أَبُثَّك ما بِيا

قال‏:‏ وقد قَنَا الحَياءَ إذا اسْتحيا‏.‏ وقَنيُّ الغَنم‏:‏ ما يتخذ منها

للولد أَو اللبن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نَهى عن ذبْح قَنِيّ الغَنم‏.‏ قال أَبو موسى‏:‏ هي التي تُقْتَنَى للدرّ والولد، واحدتها قُنْوَة وقِنْوة، بالضم والكسر، وقِنْية بالياء أَيضاً‏.‏ يقال‏:‏ هي غنم قُنْوة وقِنْية‏.‏

وقال الزمخشري‏:‏ القَنِيُّ والقَنِيَّةُ ما اقْتُني من شاة أَو ناقة، فجعله واحداً كأَنه فعيلَ بمعنى مفعول، قال‏:‏ وهو الصحيح، والشاة، قَنِيَّةٌ، فإن كان جعل القَنيّ جنساً للقَنِيّةِ فيجوز، وأَما فُعْلة

وفِعْلة فلم يجمعا على فَعِيل‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ لو شئت أَمرت

بِقَنِيَّةٍ سمينة فأُلقي عنها شعرها‏.‏ الليث‏:‏ يقال قَنا الإنسان يَقْنُو

غنماً وشيئاً قَنْواً وقُنْواناً، والمصدر القِنْيان والقُنْيان، وتقول‏:‏ اقْتَنَى يَقْتَني اقْتِناء، وهو أَن يتخذه لنفسه لا للبيع‏.‏ ويقال‏:‏

هذه قِنْيةٌ واتخذها قِنْيةً للنسل لا للتجارة؛ وأَنشد‏:‏

وإِنّ قَناتي، إنْ سَأَلتَ، وأُسْرَتي

مِن الناس، قَوْمٌ يَقْتَنُون المُزَنَّما

الجوهري‏:‏ قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة وقَنيت أَيضاً قِنْية

وقُنْية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة؛ وأَنشد ابن بري للمتلمس‏:‏

كذلك أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ

ومال قُنْيانٌ وقِنْيان‏:‏ يتخذ قِنْية‏.‏ وتقول العرب‏:‏

من أُعْطِيَ مائة من المَعز فقد أُعطي القِنى، ومن أُعطي مائة من الضأْن فقد أُعطِيَ الغِنى، ومن أُعطي مائة من الإبل فقد أُعطِي المُنَى‏.‏

والقِنى‏:‏ الرِّضا‏.‏ وقد قَنَّاه الله تعالى وأَقْناه‏:‏ أَعطاه ما يَقْتَني

من القِنْية والنَّشَب‏.‏ وأَقناه الله أَيضاً أَي رَضَّاه‏.‏ وأَغناه الله وأَقْناه أَي أَعطاه ما يَسكُن إليه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وأَنه هو أَغْنَى

وأَقْنَى؛ قال أَبو إسحق‏:‏ قيل في أَقْنَى قولان‏:‏ أَحدهما أَقْنَى

أَرْضَى، والآخر جعل قِنْية أَي جعل الغنى أَصلاً لصاحبه ثابتاً، ومنه قولك‏:‏

قد اقتنيتُ كذا وكذا أَي عملت على أَنه يكون عندي لا أُخرجه من يدي‏.‏ قال الفراء‏:‏ أَغْنَى رَضَّى الفقير بما أَغناه به، وأَقْنى من القِنية

والنَّشَب‏.‏ ابن الأعرابي‏:‏ أَقنى أَعطاه ما يدّخره بعد الكِفاية‏.‏ ويقال‏:‏

قَنِيت به أَي رَضِيت به‏.‏ وفي حديث وابصة‏:‏ والإثمُ ما حَكَّ في صدرك وإن أَقْناك الناسُ عنه وأَقْنَوْكَ أَي أَرْضَوْكَ؛ حكى أَبو موسى أن الزمخشري قال ذلك وأَن المحفوظ بالفاء والتاء من الفُتْيا؛ قال ابن الأثير‏:‏

والذي رأَيته أَنا في الفائق في باب الحاء والكاف أَفْتَوْك، بالفاء، وفسره بأَرْضَوْك وجعل الفتيا إرْضاء من المفتي، على أَنه قد جاء عن أَبي

زيد أَن القِنَى الرِّضا‏.‏ وأَقْناه إذا أَرْضاه‏.‏ وقَنِيَ مالَه قِناية‏:‏

لزمه، وقَنِيَ الحياء كذلك‏.‏ واقْتَنَيْت لنفسي مالاً أَي جعلته قِنية

ارْتَضَيْته؛ وقال في قول المتلمس‏:‏

وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ، كذلك أَقْنُو كل قِطٍّ مُضَلَّلِ

إنه بمعنى أَرْضَى‏.‏ وقال غيره‏:‏ أَقنُو أَلزم وأَحفظ، وقيل‏:‏ أَقنُو

أَجزي وأُكافئ‏.‏ ويقال‏:‏ لأَقْنُوَنَّك قِناوتَك أَي لأجْزِيَنَّك جَزاءك، وكذلك لأمْنُونَّك مَناوَتَك‏.‏ ويقال‏:‏ قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إذا

جزيته‏.‏ المَقْنُوةُ، خفيفة، من الظل‏:‏ حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ مَقْناةٌ ومَقْنُوة بغير همز؛ قال الطرماح‏:‏

في مَقاني أُقَنٍ، بَيْنَها

عُرَّةُ الطيرِ كصوْمِ النَّعامِ

والقَنا‏:‏ مصدر الأَقْنَى من الأُنوف، والجمع قُنْوٌ، وهو ارتفاع في أَعلاه بين القصبة والمارنِ من غير قبح‏.‏ ابن سيده‏:‏ والقَنا ارتفاع في أَعلى

الأَنف واحْديدابٌ في وسطه وسُبُوغٌ في طرَفه، وقيل‏:‏ هو نُتوء وسَطِ

القصبة وإشْرافُه وضِيقُ المَنْخَرَيْن، رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء

بَيِّنة القَنا‏.‏ وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كان أَقْنَى

العِرْنين؛ القَنا في الأنف‏:‏ طوله ودِقَّة أَرْنبته مع حدَب في وسطه، والعِرْنينُ الأَنف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يَمْلِكُ رجل أَقْنى الأَنف‏.‏ يقال‏:‏ رجل

أَقْنَى وامرأَة قَنْواء؛ وفي قصيد كعب‏:‏

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبِينٌ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ

وقد يوصف بذلك البازي والفرس، يقال‏:‏ فرس أَقْنى، وهو في الفرس عيب وفي الصقر والبازي مَدْح؛ قال ذو الرمة‏:‏

نظَرْتُ كما جَلَّى على رَأْسِ رَهْوَةٍ، من الطَّيْرِ، أَقْنى يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ

وقيل‏:‏ هو في الصقر والبازي اعْوجاج في مِنقاره لأن في منقاره حُجْنة، والفعل قَنِيَ يَقْنَى قَنًا‏.‏ بو عبيدة‏:‏ القَنا في الخيل احْدِيدابٌ

في الأَنف يكون في الهُجُن؛ وأَنشد لسلامة بن جندل‏:‏

ليس بأَقْنَى ولا أَسْفَى ولا سَغِلٍ، يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ

والقَناةُ‏:‏ الرمح، والجمع قَنَواتٌ وقَناً وقُنِيٌّ، على فُعُولٍ، وأَقْناه مثل جبل وأَجبال، وكذلك القَناة التي تُحْفَر، وحكى كراع في جمع

القَناة الرمح قَنَياتٌ، وأُراه على المعاقبة طَلَبَ الخِفَّة‏.‏ ورجل

قَنَّاء ومُقَنٍّ أَي صاحبُ قَناً؛ وأَنشد‏:‏

عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي

وقيل‏:‏ كل عصا مستوية فهي قَناة، وقيل‏:‏ كل عصا مُستوية أَو مُعْوَجَّة

فهي قناة، والجمع كالجمع؛ أَنشد ابن الأعرابي في صفة بَحْر‏:‏

أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ، كأَنَّني، في هُوَّةٍ، أُحَدِّر

وتارَة يُسْنِدُني في أَوْعُرِ، من السَّراةِ، ذِي قَناً وعَرْعَرِ

كذا أَنشده في أَوْعُر جمع وَعْرٍ، وأَراد ذواتِ قَناً فأَقام المفرد

مُقام الجمع‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه في أَوْعَرِ لوصفه إياه بقوله ذي

قَناً فيكون المفرد صفة للمفرد‏.‏ التهذيب‏:‏ أَبو بكر وكلُّ خشبة عند العرب

قَناةٌ وعَصا، والرُّمْح عَصاً؛ وأَنشد قول الأسود بن يعفر‏:‏

وقالوا‏:‏ شريسٌ، قلتُ‏:‏ يَكْفِي شَريسَكُمْ

سِنانٌ، كنِبْراسِ النِّهامِي، مُفَتَّقُ

نَمَتْه العصا، ثم اسْتَمَرَّ كأَنَّه

شِهابٌ بِكَفَّيْ قابِسٍ يَتَحَرَّقُ

نَمَتْه‏:‏ رفعته، يعني السِّنانَ، والنِّهامِي في قول ابن الأعرابي‏:‏

الراهب وقال الأصمعي‏:‏ هو النجَّار‏.‏ الليث‏:‏ القَناة أَلِفها واو والجمع قَنَوات وقَناً‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ القَناة من الرماح ما كان أَجْوف

كالقَصبة، ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحتَ الأَرض قَنوات، واحدتها قَناة، ويقال لمجارِي مائها قَصَبٌ تشبيهاً بالقَصَب الأَجوف، ويقال‏:‏ هي قَناة

وقَناً، ثم قُنِيٌّ جمع الجمع، كما يقال دَلاةٌ ودَلاً، ثم دِلِيٌّ

ودُلِيٌّ لجمع الجمع‏.‏ وفي الحديث فيما سَقَتِ السماء‏:‏ والقُنِيُّ العُشور؛ القُنِيُّ‏:‏ جمع قناة وهي الآبار التي تُحْفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها

ويَسيح على وجه الأَرض، قال‏:‏ وهذا الجمع إنما يصح إذا جمعت القَناة على

قَناً، وجمع القَنا على قُنِيّ فيكون جمع الجمع، فإنَّ فَعَلة لم تجمع

على فُعول‏.‏ والقَناة‏:‏ كَظِيمةٌ تحفر تحت الأَرض، والجمع قُنِيٌّ‏.‏

والهُدْهُد قَناء الأَرض أَي عالم بمواضع الماء‏.‏ وقَناةُ الظهر‏:‏ التي تنتظم

الفَقارَ‏.‏ أَبو بكر في قولهم فلان صُلْبُ القَناةِ‏:‏ معناه صُلْبُ القامةِ، والقَناةُ عند العرب القامةُ؛ وأَنشد‏:‏

سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ والقَنا، لطافُ الخُصورِ في تمامٍ وإكمالِ

أَراد بالقَنا القاماتِ‏.‏

والقِنْوُ‏:‏ العِذْق، والجمع القِنْوانُ والأَقْناءِ؛ وقال‏:‏

قد أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي

طَويلةَ الأَقْناءِ والأَثاكِلِ

وفي الحديث‏:‏ أَنه خرج فرأَى أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ منها حَشَفٌ؛ القِنْو‏:‏ العِذق بما فيه من الرطب، وجمعه أَقْناء، وقد تكرر في الحديث‏.‏

والقِنا، مقصور‏:‏ مِثْل القِنْوِ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ القِنْوُ والقِنا الكِباسةُ، والقَنا، بالفتح‏:‏ لغة فيه؛ عن أَبي حنيفة، والجمع من كل ذلك أَقْناء

وقِنْوانٌ وقِنْيانٌ، قلبت الواو ياء لقرب الكسرة ولم يعتدَّ الساكن حاجزاً، كسَّروا فِعْلاً على فِعْلانٍ كما كسروا عليه فَعَلاً لاعْتقابهما على

المعنى الواحد نحو بِدْلٍ وبَدَلٍ وشِبْهٍ وشَبَه، فكما كسروا فَعَلاً على

فِعْلانٍ نحو خَرَبٍ وخِرْبانٍ وشَبَثٍ وشِبْثانٍ كذلك كسروا عليه فِعْلاً

فقالوا قِنْوانٌ، فالكسرة في قِنْو غير الكسرة في قِنْوانٍ، تلك وضعية

للبناء وهذه حادثة للجمع، وأَما السكون في هذه الطريقة أَعني سكون عين

فِعْلان فهو كسكون عين فِعْل الذي هو واحد فِعْلان لفظاً، فينبغي أَن يكون

غيره تقديراً لأَن سكون عين فِعْلان شيء أَحدثته الجمعية، وإِن كان يلفظِ

ما كان في الواحد، أَلا ترى أَن سكون عين شِبْثان وبِرْقان غير فتحة عين

شَبَثٍ وبَرَقٍ‏؟‏ فكما أَنَّ هذين مختلفان لفظاً كذلك السكونان هنا

مختلفان تقديراً‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ قِنْوانٌ دانِيةٌ؛ قال الزجاج‏:‏ أَي

قريبة المُتَناوَلِ‏.‏ والقِنْوُ‏:‏ الكباسة، وهي القِنا أَيضاً، مقصور، ومن قال قِنْوٌ فإِنه يقول للائنين قِنْوانِ، بالكسر، والجمع قُنْوانٌ، بالضم، ومثله صِنْوٌ وصِنْوانٌ‏.‏ وشجرة قَنْواء‏:‏ طويلة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

والقَناة البقرة الوحشية؛ قال لبيد‏:‏

وقَناةٍ، تَبْغِي بحَرْبَةَ عَهْداً

مِن ضَبُوحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ

الفراء‏:‏ أَهل الحجاز يقولون قِنْوانٌ، وقيس قُنْوان، وتميم وضبة

قُنْيان؛ وأَنشد‏:‏

ومالَ بِقُنْيانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا

ويجتمعون فيقولون قِنْوٌ وقُنْو، ولا يقولون قِنْيٌ، قال‏:‏ وكلب تقول

قِنْيان؛ قال قَيْسُ بن العَيْزارِ الهُذَلي‏:‏

بِما هِيَ مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها، مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ

قال‏:‏ معناه أَي هي مُوافِقة لكل من نزلها، من قوله‏:‏ مُقاناةِ البياضَ

بصُفْرةٍ أَي يوافِق بياضها صفرتها‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ ولغة هذيل مَفْناة، بالفاء‏.‏ ابن السكيت‏.‏ ما يُقانيني هذا الشيء وما يُقامِيني أَي ما يُوافِقُني‏.‏ ويقال‏:‏ هذا يقاني هذا أَي يُوافِقُه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ قانَيْت الشيء خلطته‏.‏

وكلُّ شيءٍ خلطته فقد قانَيْتَه‏.‏ وكلُّ شيء خالط شيئاً فقد قاناه؛ أبو الهيثم‏:‏ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

كبِكْرِ المُقاناةِ، البَياضُ بِصُفْرةٍ، غَذاها نَمِيرُ الماء غيرَ مُحَلَّلِ

قال‏:‏ أَراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة أَي كالبيضة التي هي أَوّل

بيضة باضتها النعامة، ثم قال‏:‏ المقاناةِ البياضُ بصفرة أَي التي قُوني

بياضُها بصفرة أَي خلِط بياضُها بصفرة فكانت صفراء بيضاء، فترك الأَلف واللام

من البكر وأَضاف البكر إِلى نعتها؛ وقال غيره أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ

المُقاناةِ البياض بصفرة لأَنَّ في الصدفة لونين من بياض وصفرة أَضاف

الدُّرَّة إِليها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ المُقاناةُ في النسج خيط أَبيض وخيط أَسود‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ المُقاناة خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغَزل يؤلف بين ذلك ثم يبرم‏.‏ الليث‏:‏ المُقاناة إِشْراب لون بلون، يقال‏:‏ قُونيَ هذا بذاك أَي

أُشْرِب أَحدهما بالآخر‏.‏

وأَحمر قانٍ‏:‏ شديد الحمرة‏.‏ وفي حديث أَنس عن أَبي بكر وصَبْغِه‏:‏

فَغَلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حتى قَنا لونها أَي احمرَّ‏.‏ يقال‏:‏ قَنا لونها

يَقْنُو قُنُوًّا، وهو أَحمرُ قانٍ‏.‏

التهذيب‏:‏ يقال قانَى لك عيش ناعم أَي دامَ؛ وأَنشد يصف فرساً‏:‏

قانَى له بالقَيْظ ظِلٌّ بارِدٌ، ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ

حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بدا له

عِجَلٌ، كأَحْمِرة الشَّريعَةِ أَرْبَعُ

العِجَل‏:‏ جمع عِجْلة، وهي المزادة مَثْلُوثة أَو مربوعة‏.‏ وقانَى له

الشيءُ أَي دام‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ القُنا ادِّخار المال‏.‏ قال أَبو تراب‏:‏ سمعت الحُصَيبيّ

يقول هم لا يُفانون مالهم ولا يُقانونه أَي ما يَقومون عليه‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ تَقَنَّى فلان إِذا اكتفى بنفقته ثم فَضَلَت فَضْلة

فادَّخرها‏.‏ واقْتِناء المال وغيره‏:‏ اتِّخاذه‏.‏ وفي المثل‏:‏ لا تَقْتَنِ من كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا أَحبَّ الله عبداً فلم يترك له مالاً

ولا ولداً أَي اتخذه واصطفاه‏.‏ يقال‏:‏ قَناه يَقْنُوه واقْتَناه إِذا اتخذه

لنفسه دون البيع‏.‏ والمقْناة‏:‏ المَضْحاة، يهمز ولا يهمز، وكذلك

المَقْنُوةُ‏.‏ وقُنِيَتِ الجارية تُقْنَى قِنْيةً، على ما لم يُسمَّ فاعله، إِذا

مُنِعَتْ من اللَّعِب مع الصبيان وسُتِرَت في البيت؛ رواه الجوهري عن أَبي

سعيد عن أَبي بكر ابن الأَزهر عن بُندار عن ابن السكيت، قال‏:‏ وسأَلته عن

فُتِّيَتِ الجارِية تَفْتِية فلم يعرفه‏.‏ وأقْناكَ الصيدُ وأَقْنَى لك‏:‏

أَمْكَنك؛ عن الهجريّ؛ وأَنشد‏:‏

يَجُوعُ إِذا ما جاعَ في بَطْنِ غيرهِ، ويَرْمِي إِذا ما الجوع أَقْنَتْ مَقاتِلُه

وأَثبته ابن سيده في المعتل بالياء قال‏:‏ على أَنَّ ق ن و أَكثر من ق ن

ي، قال‏:‏ لأَني لم أَعرف اشتقاقه، وكانت اللام ياء أَكثر منها واواً‏.‏

والقُنْيان‏:‏ فرس قرابة الضّبي؛ وفيه يقول‏:‏

إِذا القُنْيانُ أَلحَقَني بِقَوْمٍ

فلم أَطْعَن، فَشَلَّ إِذاً بَناني

وقَناةُ‏:‏ وادٍ بالمدينة؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِر الطائي‏:‏

سَرَتْ من لِوَى المَرُّوتِ حتى تجاوزت

إِليَّ، ودوني مِن قَناةَ شُجُونُها

وفي الحديث‏:‏ فنزلنا بِقَناة، قال‏:‏ هو وادٍ من أَوْدِيةِ المدينة عليه

حَرْثٌ ومال وزُرُوع، وقد يقال فيه وادِي قَناةَ، وهو غير مصروف‏.‏ وقانِيةُ‏:‏

موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

فَلأْياً ما قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهم

بِقانِيةٍ، وقد تَلَع النَّهارُ

وقَنَوْنَى‏:‏ موضع‏.‏

قها‏:‏ أَقْهى عن الطعام واقْتَهى‏:‏ ارتدَّت شهوتُه عنه من غير مرض مثل

أَقْهَمَ، يقال للرجل القليل الطُّعم‏:‏ قد أَقْهَى وقد أَقْهَم، وقيل‏:‏ هو أن يقدر على الطعام فلا يأَكله وإِن كان مشتهياً له‏.‏ وأَقْهَى عن الطعام

إِذا قَذِره فتركه وهو يَشْتَهيه‏.‏ وأَقْهَى الرجلُ إِذا قلَّ طُعْمُه‏.‏

وأَقْهاه الشيءُ عن الطعام‏:‏ كفّه عنه أَو زَهَّدَه فيه‏.‏ وقَهِيَ الرجل

قَهْياً‏:‏ لم يشته الطعام‏.‏ وقَهِيَ عن الشراب وأَقْهَى عنه‏:‏ تركه‏.‏ أَبو السمح‏:‏

المُقْهِي والآجِم الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره؛ وأَنشد شمر‏:‏

لَكالمِسْكِ لا يُقْهِي عن المِسْكِ ذائقُه

ورجل قاهٍ‏:‏ مُخْصِب في رحله‏.‏ وعيشٌ قاهٍ‏:‏ رَفِيهٌ‏.‏

والقَهةُ‏:‏ من أَسماء النرجس؛ عن أَبي حنيفة؛ قال ابن سيده‏:‏ على أَنه

يحتمل أَن يكون ذاهبها واواً وهو مذكور في موضعه‏.‏

والقَهْوة‏:‏ الخمر، سميت بذلك لأنها تُقْهِي شاربها عن الطعام أَي تذهب

بشهوته، وفي التهذيب أَي تُشبِعه؛ قال ابو الطَّمَحان يذكر نساء‏:‏

فأَصبَحْنَ قد أَقْهَين عني، كما أَبَتْ

حِياضَ الإِمدَّانِ الهِجانُ القَوامِحُ

وعيش قاهٍ بيِّن القَهْوِ والقَهْوةِ‏:‏ خَصِيبٌ، وهذه يائية وواوية‏.‏

الجوهري القاهِي الحَديدُ الفؤاد المُستطارُ؛ قال الراجز‏:‏

راحَتْ كما راحَ أَبو رِئالِ

قاهِي الفُؤادِ دائبُ الإِجْفالِ

قوا‏:‏ الليث‏:‏ القوّة من تأْليف ق و ي، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت

الياء في الواو كراهية تغير الضمة، والفِعالةُ منها قِوايةٌ، يقال ذلك في الحَزْم ولا يقال في البَدَن؛ وأَنشد‏:‏

ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها، وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ

قال‏:‏ جعل مصدر القوِيّ على فِعالة، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل

اللازم‏.‏ ابن سيده‏:‏ القُوَّةُ نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏

يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن

والعقل، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك، قال رؤبة‏:‏

وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا

وقَوّاه هو‏.‏ التهذيب‏:‏ وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته‏.‏

ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه‏.‏ وقال سبحانه

وتعالى‏:‏ شدِيدُ القُوَى؛ قيل‏:‏ هو جبريل، عليه السلام‏.‏ والقُوَى‏:‏ جمع

القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح‏:‏ فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج‏:‏ أَي

خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك‏.‏ ابن سيده‏:‏ قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك

مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه‏:‏ هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك‏.‏ وفرس

مُقْوٍ‏:‏ قويٌّ، ورجل مُقْوٍ‏:‏ ذو دابة قَوِيّة‏.‏ وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ

إِذا كانت دابته قَوِيَّة‏.‏ يقال‏:‏ فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي في نفسه، والمُقْوِي في دابته‏.‏ وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك‏:‏ لا يَخْرُجَنَّ

معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة‏.‏ ومنه حديث الأَسود بن زيد

في قوله عز وجل‏:‏ وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون، قال‏:‏ مُقْوون مُؤْدونَ أَي

أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب‏.‏ والقَوِيُّ من الحروف‏:‏ ما لم يكن حرف لين‏.‏ والقُوَى‏:‏ العقل؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما

نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قد عَلاهُما، إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما

القُوَّة‏:‏ الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل، وقيل‏:‏ القُوَّة الطاقة

الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى‏.‏ وحبل

قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كلاهما‏:‏ مختلف القُوَى‏.‏ وأَقْوَى الحبلَ والوَتر‏:‏ جعل

بعض قُواه أَغلظ من بعض‏.‏ وفي حديث ابن الديلمي‏:‏ يُنْقَضُ الإِسلامُ

عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة‏.‏ والمُقْوِي‏:‏ الذي يُقَوِّي

وتره، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه‏.‏ ويقال‏:‏ وتَر مُقْوًى‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ يقال أَقْوَيْتَ حبلَك، وهو حبلٌ مُقْوًى، وهو أَن تُرْخِي

قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع، ويقال‏:‏ قُوَّةٌ وقُوَّىً

مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، ومنه الإِقواء في الشعر‏.‏ وفي الحديث‏:‏

يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة‏.‏

أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي، فبعضه مرفوع

وبعضه منصوب أَو مجرور‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة يعني من عَرُوض البيت، وهو مشتق من قوَّة الحبل، كأَنه نقص

قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل؛ وهو كقول الربيع بن زياد‏:‏

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ

تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار‏؟‏فنقَص من عَروضه قُوَّة‏.‏

والعَروض‏:‏ وسط البيت‏:‏ وقال أَبو عمرو الشيباني‏:‏ الإِقْواء اختلاف إِعراب

القَوافي؛ وكان يروي بيت الأَعشى‏:‏

ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها

بالرفع، ويقول‏:‏ هذا إِقْواء، قال‏:‏ وهو عند الناس الإِكفاء، وهو اختلاف

إِعراب القَوافي، وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء، ابن سيده‏:‏ أَقْوَى في الشعر

خالفَ بين قَوافِيه، قال‏:‏ هذا قول أَهل اللغة‏.‏ وقال الأَخفش‏:‏ الإِقْواء

رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر‏:‏

لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ، جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ

ثم قال‏:‏

كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه، مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصيرُ

قال‏:‏ وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي، وقَلَّت قصيدة ينشدونها

إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر، وأَيضاً فإِن كل

بيت منها كأَنه شعر على حِياله‏.‏ قال ابن جني‏:‏ أَما سَمْعُه الإِقواء عن

العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ، فأَما

مخالطة النصب لواحد منهما فقليل، وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل

واحدة منهما جميعاً أُختها؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة‏:‏

فَمَلَكْنا بذلك الناسَ، حتى

مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء

مع قوله‏:‏

آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ، رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ

وقال آخر أَنشده أَبو عليّ‏:‏

رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً، إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ

ويروى‏:‏ الدَّمالِكُ‏.‏

فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ

بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ

ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه

بالعِصِيّ فقال هذين البيتين، ومثل هذا كثير، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل؛ من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ‏:‏

فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً، وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ

ثم قال‏:‏

وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلاء

قال ابن جني‏:‏ وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي، فقال‏:‏

يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه، وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه

وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه، كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه

وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً‏:‏

أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ

مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ

فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني‏:‏

رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ

وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي‏:‏

لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً، فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ

ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا، إِذا قُلنا له‏:‏ هذا أَبْوكا

وقال آخر‏:‏

لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً، ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ

أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك‏.‏

وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا‏:‏ إنها نَصَفٌ، فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا

وقال القُحَيف العُقَيْلي‏:‏

أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ، فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ

وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ، كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ

وقال آخر‏:‏

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى، ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ

لَبِسْتُ، ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ

ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً، فَقَدْ، وأَبي راعِي الكواعِبِ، أَفْرِسُ

أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً، وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً‏:‏

عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا

قُولا لجابانَ‏:‏ فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته، نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً‏:‏

أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ، أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام

ويروى‏:‏ أُثْردانٍ‏.‏

وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً، كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما

وقال‏:‏ وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه‏.‏ قال ابن جني‏:‏

وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد

كثر، قال‏:‏

واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر

الوزن؛ قال‏:‏ وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من الإِنشاد نحو قوله‏:‏

قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل

وقوله‏:‏

سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام

وقوله‏:‏

كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام

فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه، ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل، أَلا ترى أَنه لا يمكن

الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه‏؟‏ فلهذا قل جدّاً

نحو قول الأعشى‏:‏

ما بالُها بالليلِ زال زوالُها

فيمن رفع‏.‏ قال الأَخفش‏:‏ قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً؛ وقال الشاعر‏:‏

فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيدُ

قال‏:‏ فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل

الإِقواء سناداً من العرب وجعله عيباً‏.‏ قال‏:‏ وللنابغة في هذا خبر مشهور، وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة‏:‏

وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ

فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه، فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته‏:‏

مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي

ومدّت الوصل وأَشبعته ثم قالت‏:‏

وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ

ومَطَلَت واو الوصل، فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال إِلى قوله‏:‏

وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ

وقال‏:‏ دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة، ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر

العرب‏.‏

واقْتَوى الشيءَ‏:‏ اخْتَصَّه لنفسه‏.‏ والتَّقاوِي‏:‏ تزايُد الشركاء‏.‏

والقِيُّ‏:‏ القَفْر من الأَرض، أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة، وكسروا

القاف لمجاورتها الياء‏.‏ والقَواءُ‏:‏ كالقِيّ، همزته منقلبة عن واو‏.‏ وأَرض

قَواء وقَوايةٌ؛ الأَخيرة نادرة‏:‏ قَفْرة لا أَحد فيها‏.‏ وقال الفراء في قوله

عز وجل‏:‏ نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين، يقول‏:‏ نحن جعلنا

النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين، يقول‏:‏ منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا

بالأَرض القِيّ وهي القفر‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ المُقْوِي الذي لا زاد معه، يقال‏:‏ أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده‏.‏ وروى أَبو إسحق‏:‏ المُقْوِي الذي

ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ القَواية الأَرض التي لم تُمْطَر‏.‏ وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس، وإنما لم يدغم قَوِيَ

وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين، وهما متحركان، وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً

وأَصله لَوْياً، مع اختلافهما، لأَن الأُولى منهما ساكنة، قَلَبْتَها

ياء وأَدغمت‏.‏ والقَواء، بالفتح‏:‏ الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين

مَمطورتَين‏.‏ شمر‏:‏ قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر، وبلد قاوٍ ليس به أَحد‏.‏ ابن شميل‏:‏ المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ، ولا

يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل‏.‏ والمُقْوِية‏:‏

المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم؛ وأَنشد شمر

لأَبي الصوف الطائي‏:‏

لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار

رِسْلاً، وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطار

قال‏:‏ والتَّقاوِي قِلَّته‏.‏ وسنة قاويةٌ‏:‏ قليلة الأَمطار‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى، وأَقْوى إِذا افتقَرَ، وأَقْوَى القومُ إِذا

وقعوا في قِيٍّ من الأَرض‏.‏ والقِيُّ‏:‏ المُسْتَوِية المَلْساء، وهي الخَوِيَّةُ أَيضاً‏.‏ وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر‏.‏ والقِيُّ‏:‏ القفر؛ قال العجاج‏:‏

وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ، قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ

وكذلك القَوا والقَواء، بالمد والقصر‏.‏ ومنزل قَواء‏:‏ لا أَنِيسَ به؛ قال جرير‏:‏

أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما، ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ؛ الأَقْواءُ‏:‏ جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض، تريد أَنها كانت سبب

رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء

فنزلت آية التيمم، والصَّعِيدُ‏:‏ التراب‏.‏ ودارٌ قَواء‏:‏ خَلاء، وقد

قَوِيَتْ وأَقْوَتْ‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ قَوِيَت الدار قَواً، مقصور، وأَقْوَتْ إِقواءً

إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ‏.‏ الفراء‏:‏ أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ

قَوايةً وقَواً وقَواء‏.‏ وفي حديث سَلْمان‏:‏ مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ

وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه، وفي رواية‏:‏ ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض؛ القيّ، بالكسر والتشديد‏:‏ فِعْل

من القَواء، وهي الأَرض القَفْر الخالية‏.‏ وأَرض قَواء‏:‏ لا أَهل فيها، والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها، واشتقاقه من القَواء‏.‏ وأَقْوَى القومُ‏:‏ نزلوا في القَواء‏.‏ الجوهري‏:‏ وبات فلان القَواء، وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم؛ وقال حاتم طيِّء‏:‏

وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى، مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ

ابن بري‏:‏ وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ، وأَنشد بيت

حاتم؛ قال المهلبي‏:‏ لا معنى للأَرض ههنا، وإِنما القَوَا ههنا بمعنى

الطَّوَى‏.‏ وأَقْوى الرجل‏:‏ نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده؛ ومنه قوله تعالى‏:‏

ومتاعاً للمُقْوِين‏.‏ وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش‏:‏ قال له المسلمون إِنَّا

قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا، وهو أَن يبقى

مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً؛ ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني

فَزارةَ‏:‏ إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع؛ ومنه

حديث الدعاء‏:‏ وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من الجوهر، يريد به العطاء والإِفْضال‏.‏ وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا

كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد‏.‏ وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء، وإن كان في بيته وسْطَ قومه‏.‏ الأَصمعي‏:‏ القَواء القَفْر، والقِيُّ من القَواء فعل منه مأْخوذ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ، فلما جاءت

الياء كسرت القاف‏.‏ وتقول‏:‏ اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه

حتى بلغ غاية ثمنه‏.‏ وفي حديث ابن سيرين‏:‏ لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء

يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد؛ التَّقاوِي بين الشركاء‏:‏ أَن يشتروا

سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها‏.‏ يقال‏:‏ بيني وبين

فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به ثمناً فأَخذه‏.‏ وفي حديث عطاء‏:‏ سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ

عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته، فقال‏:‏ إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق

بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه، من القَتْوِ

الخِدمةِ، وقد ذكر في موضعه من قَتا؛ قال الزمخشري‏:‏ هو افْعَلَّ من القَتْوِ

الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى، قال‏:‏ إِلا أَن فيه نظراً لأن افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً، قال‏:‏ والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص، فكَنى به عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه، قال‏:‏ والمشهور

عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط

خدمة، قال‏:‏ ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله‏.‏ وروي عن مسروق أَنه أَوصى في جارية له‏:‏ أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها، إِني لم أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك

المَجْلِس، قال أَبو زيد‏:‏ يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو

الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها، وذلك إِذا قوّماها

فقامت على ثمن، فهما في التَّقاوِي سواء، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين

ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها

وأَقْواهما البائع إِقْواء‏.‏ والمُقْوِي‏:‏ البائع الذي باع، ولا يكون الإِقْواء

إِلا من البائع، ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء، ولا الاقتواء إِلا ممن يشتري من الشركاء، والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من اللَّذَيْنِ تَقاويا، فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا

إِقْواء‏.‏ قال ابن بري‏:‏ لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء، قيل

أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها؛ قال شمر‏:‏ ويروى بيت

ابن كلثوم‏:‏

مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا

أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ كان بيني وبين

فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه

أَحدنا‏.‏ وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه‏.‏

وقال الأَسدي‏:‏ القاوِي الآخذ، يقال‏:‏ قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه؛ قال النَّظَّارُ الأَسدي‏:‏

ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا

رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا

التهذيب‏:‏ والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء

فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه، وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً‏.‏

الأَصمعي‏:‏ من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين

الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال؛ قال أَبو منصور‏:‏ والقاويةُ هي البيضة، سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها‏.‏ والقُوَيُّ‏:‏ الفَرْخ

الصغير، تصغير قاوٍ، سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ

عنها أَي خَلا وخَلَتْ، ومثله‏:‏ انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ؛ أَبو عمرو‏:‏

القائبةُ والقاوِيةُ البيضة، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ

والقُوَيُّ، قال‏:‏ والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية‏.‏

وقُوَّةُ‏:‏ اسم رجل‏.‏ وقَوٌّ‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ موضع بين فَيْدٍ والنِّباج؛ وقال امْرُؤ القَيْس‏:‏

سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا، وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا

والقَوقاةُ‏:‏ صوت الدجاجة‏.‏ وقَوْقَيْتُ‏:‏ مثل ضَوْضَيْتُ‏.‏ ابن سيده‏:‏

قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض، فهي مُقَوْقِيةٌ

أَي صاحت، مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً، على فَعْلَلَ

فَعَللة وفِعْلالاً، والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه

الفاء والعين؛ قال ابن سيده‏:‏ وربما استعمل في الديك؛ وحكاه السيرافي في الإِنسان، وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت

الدجاجة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القِيقاءة والقِيقايةُ، لغتان‏:‏ مشْرَبَة

كالتَّلْتلةِ؛ وأَنشد‏:‏

وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ

قصره الشاعر‏.‏ والقِيقاءة‏:‏ القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى

جانب سهل، ومنهم من يقول قِيقاةٌ؛ قال رؤبة‏:‏

إِذا جَرَى، من آلِها الرَّقْراقِ، رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي

والقِيقاءة‏:‏ الأَرض الغَليظة؛ وقوله‏:‏

وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ

كأَنه جمع قِيقةٍ، وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها، قال‏:‏ ومن قال هي قِيقة

وجمعها قَياقٍ، كما في بيت رؤبة، كان له مخرج‏.‏

كأي‏:‏ التهذيب عن ابن الأَعرابي‏:‏ كأَى إِذا أَوْجَع بالكلام‏.‏

كبا‏:‏ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏ ما أَحدٌ عَرَضْتُ

عليه الإِسلامَ إِلا كانت له عنده كَبْوةٌ غَيرَ أَبي بكر فإِنه لم يَتَلَعْثَمْ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ الكَبْوةُ مثل الوَقْفة تكون عند الشيء يكرهه

الإِنسان يُدْعَى إِليه أَو يُراد منه كوَقْفةِ العاثر، ومنه قيل‏:‏ كَبا

الزَّندُ فهو يَكْبُو إِذا لم يُخْرج نارَه، والكَبْوةُ في غير هذا‏:‏ السقوط

للوجه، كَبا لوَجْهِهِ يَكْبُو كَبْواً سقط، فهو كابٍ‏.‏ ابن سيده‏:‏ كَبا

كَبْواً وكُبُوًّا انكبَّ على وجهه، يكون ذلك لكل ذي رُوح‏.‏ وكَبا كَبْواً‏:‏

عثَر؛ قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً رُمِيَ فسقَط‏:‏

فكَبا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ

بالخَبْتِ، إِلا أَنه هُوَ أَبْرَعُ

وكَبا يَكْبُو كَبْوَةً إِذا عَثَر‏.‏ وفي ترجمة عنن‏:‏ لكُلِّ جَوادٍ

كَبْوة، ولكل عالِم هَفْوة، ولكل صارِم نَبْوة‏.‏ وكَبا الزَِّنْدُ كَبْواً

وكُبُوًّا وأَكْبَى‏:‏ لم يُورِ‏.‏ يقال‏:‏ أَكْبَى الرجلُ إِذا لم تَخرج نارُ

زندِه، وأَكْباه صاحبه إِذا دَخَّن ولم يُورِ‏.‏ وفي حديث أُم سلمة‏:‏ قالت

لعثمان لا تَقْدَحْ بزَنْدٍ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْباها

أَي عطَّلها من القَدْح فلم يُورِ بها‏.‏ والكابي‏:‏ التراب الذي لا يستقر على

وجه الأَرض‏.‏ وكبَا البيتَ كَبْواً‏:‏ كَنَسه‏.‏ والكِبا، مقصور‏:‏ الكُناسة، قال سيبويه‏:‏ وقالوا في تثنيته كِبوانِ، يذهب إِلى أَن أَلفها واو، قال‏:‏

وأَما إِمالتهم الكِبا فليس لأَن أَلفها من الياء، ولكن على التشبيه بما

يمال من الأَفعال من ذوات الواو نحو غَزا، والجمع أَكْباء مثل مِعًى

وأَمْعاء، والكُبَةُ مثله، والجمع كُبِين‏.‏ وفي المثل‏:‏ لا تكونوا كاليهودِ تَجمع

أَكْباءها في مَساجدِها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَشَبَّهوا باليهود تجمع

الأَكْباء في دورها أَي الكُناساتِ‏.‏ ويقال للكُناسة تلقى بِفِناء البيت‏:‏ كِبا، مقصور، والأَكْباء للجمع والكباء ممدود فهو البَخُور‏.‏

ويقال‏:‏ كَبَّى ثوبه تكبية إِذا بَخَّره‏.‏

وفي الحديث عن العباس أَنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله إِنَّ قريشاً جلسوا

فتذاكروا أَحْسابَهم فجعلوا مَثَلَك مثل نَخلة في كَبْوةٍ من الأَرض، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الله خلق الخَلْق فجعلني في خيرهم، ثم حين فَرَّقهم جعلني في خير الفَرِيقين، ثم جعلهم بُيوتاً فجعلني في خير بيوتهم، فأَنا خَيْرُكم نفساً وخيركم بَيْتاً؛ قال شمر‏:‏ قوله في كَبْوة لم نسمع فيها من علمائنا شيئاً، ولكنا سمعنا الكِبا والكُبَة، وهو الكُناسة والتراب الذي يُكْنَس من البيت‏.‏ وقال خالد‏:‏ الكُبِينَ السِّرْجِين، والواحدة كُبةٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ الكُبةُ الكُناسةُ من الأَسماء الناقصة، أَصلها كُبْوة، بضم الكاف مثل القُلةِ أَصلها قُلْوة، والثُّبة أَصلها

ثُبْوة، ويقال للرّبْوة كُبوةٌ، بالضم‏.‏ قال‏:‏ وقال الزمخشري الكِبا

الكُناسة، وجمعه أَكْباء، والكُبةُ بوزن قُلةٍ وظُبةٍ نحوها، وأَصلها كُبوة وعلى

الأَصل جاء الحديث‏:‏ قال‏:‏ وكأَنَّ المحدِّث لم يضبطه فجعلها كَبْوَة، بالفتح، قال ابن الأَثير‏:‏ فإِن صحت الرواية بها فوجهه أَن تطلق الكَبْوة، وهي المرة الواحدة من الكَسْح، على الكُساحة والكُناسة‏.‏ قال أَبو بكر‏:‏

الكُبا جمع كُبةٍ وهي البعر، وقال‏:‏ هي المَزْبُلة، ويقال في جمع لُغَةٍ

وكُبةٍ لُغِين وكُبين؛ قال الكميت‏:‏

وبالعَذَواتِ مَنْبِيُنا نُضارٌ، ونَبْعٌ لا فَصافِصُ في كُبِينا

أَراد‏:‏ أَنَّا عرب نشأْنا في نُزْهِ البلاد ولسنا بحاضرة نَشَؤوا في القرى؛ قال ابن بري‏:‏ والعَذَوات جمع عَذاة وهي الأَرض الطيبة، والفَصافِصُ

هي الرَّطْبة‏.‏ وأَما كِبُون في جمع كِبة فالكِبةُ، عند ثعلب، واحدة الكِبا

وليس بلغة فيها، فيكون كِبةٌ وكِباً بمنزلة لِثةٍ ولِثًى‏.‏ وقال ابن ولاد‏:‏ الكِبا القُماش، بالكسر، والكُبا، بالضم، جمع كُبةٍ وهي البعر، وجمعها

كُبُون في الرفع وكُبِين في النصب والجر، فقد حصل من هذا أَن الكُبا

والكِبا الكُناسة والزِّبل، يكون مكسوراً ومضموماً، فالمكسور جمع كِبةٍ

والمضموم جمع كُبةٍ، وقد جاء عنهم الضم والكسر في كُِبة، فمن قال كِبة، بالكسر، فجمعها كِبون وكِبينَ في الرفع والنصب، بكسر الكاف، ومن قال كُبة، بالضم، فجمعها كُبُون وكِبُون، بضم الكاف وكسرها، كقولك ثُبون وثِبون في جمع

ثُبة؛ وأَما الكِبا الذي جمعه الأَكْباء، عند ابن ولاد، فهو القُماش لا

الكُناسة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنَّ ناساً من الأَنصار قالوا له إِنَّا نسمع من قومك إِنما مثَلُ محمد كمثَل نخلة تَنْبُت في كِباً؛ قال‏:‏ هي، بالكسر

والقصر، الكناسة، وجمعها أَكْباء؛ ومنه الحديث‏:‏ قيل له أَيْنَ تَدْفِنُ

ابنك‏؟‏ قال‏:‏ عند فَرَطِنا عثمان بن مظعون، وكان قبر عثمان عند كِبا بني عمرو

بن عوف أَي كُناستهم‏.‏

والكِباء، ممدود‏:‏ ضرب من العُود والدُّخْنة، وقال أَبو حنيفة‏:‏ هو العود

المُتَبَخَّر به؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وباناً وأَلْوِيّاً، من الهِنْدِ، ذاكِياً، ورَنْداً ولُبْنَى والكِباء المُقَتَّرا

والكُبةُ‏:‏ كالكِباء؛ عن اللحياني، قال‏:‏ والجمع كُباً‏.‏ وقد كَبَّى ثوبه، بالتشديد، أَي بَخَّره‏.‏ وتَكَبَّت المرأَة على المِجمر‏:‏ أَكَبَّت عليه

بثوبها‏.‏ وتَكَبَّى واكْتَبى إِذا تبخر بالعود؛ قال أَبو دواد‏:‏

يَكْتَبِينَ اليَنْجُوجَ في كُبةِ المَشْـ *** ـتَى، وبُلهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ

أَي يَتَبَخَّرْن اليَنْجُوج، وهو العُود، وكُبةُ الشتاء‏:‏ شدّة ضرره، وقوله‏:‏ بُلْه أَحلامهن أَراد أَنهن غافلات عن الخَنى والخِبّ‏.‏

وكَبَت النارُ‏:‏ علاها الرَّماد وتحتها الجمر‏.‏ ويقال‏:‏ فلان كابي الرماد

أَي عظيمه منتفخه ينهال أَي أَنه صاحب طعام كثير‏.‏ ويقال‏:‏ نار كابيةٌ إِذا

غطَّاها الرماد والجمر تحتها، ويقال في مثل‏:‏ الهابي شرٌّ من الكابي؛ قال‏:‏

والكابي الفحم الذي قد خَمدت ناره فكَبا أَي خَلا من النار كما يقال كَبا الزَّند إِذا لم يخرج منه نار؛ والهابي‏:‏ الرماد الذي تَرَفَّتَ وهَبا، وهو قبل أَن يكون هَباء كابٍ‏.‏ وفي حديث جرير‏:‏ خلقَ اللهُ الأَرضَ

السُّفلَى من الزبَد الجُفاء والماء الكُباء، قال القتيبي‏:‏ الماء الكُباء هو العظيم العالي، ومنه يقال‏:‏ فلان كابي الرّماد أي عظيم الرماد‏.‏ وكَبا الفَرسُ

إِذا ربَا وانتفخ؛ المعنى أَنه خلقها من زَبَد اجتمع للماء وتكاثفَ في جنَبات الماء ومن الماء العظيم، وجعله الزمخشري حديثاً مرفوعاً‏.‏ وكَبا

النارَ‏:‏ أَلقى عليها الرّماد‏.‏ وكَبا الجَمْرُ‏:‏ ارتفع؛ عن ابن الأَعرابي، قال‏:‏ ومنه قول أَبي عارِم الكلابي في خبر له ثم أَرَّثْت نارِي ثم أَوْقَدْتُ حتى دفِئَتْ حَظيرتي وكَبا جَمرها أَي كَبا جَمْر ناري‏.‏ وخَبَتِ النارُ

أَي سكن لهبها، وكَبَت إِذا غطَّاها الرَّماد والجمر تحته، وهَمَدت إِذا

طَفِئَت ولم يبق منها شيء البتة‏.‏ وعُلْبة كابية‏:‏ فيها لبن عليها رَغْوة، وكَبَوت الشيء إِذا كسَحْته، وكَبَوْت الكُوز وغيره‏:‏ صَبَبْت ما فيه‏.‏

وكَبا الإِناءَ كَبْواً‏:‏ صبَّ ما فيه‏.‏ وكَبَا لونُ الصبح والشمس‏:‏ أَظلم‏.‏

وكَبا لونُه‏:‏ كَمَد‏.‏ وكَبَا وجهُه‏:‏ تَغيّر، والاسم من ذلك كله الكَبْوة‏.‏

وأَكبى وَجْهَه‏:‏ غَيَّره؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

لا يَغْلِبُ الجَهْلُ حِلْمي عند مَقْدُرةٍ، ولا العظيمةُ من ذي الظُّعْنِ تُكْبِيني

وفي حديث أَبي موسى‏:‏ فشقّ عليه حتى كَبا وجههُ أَي ربَا وانتفخ من الغَيْظ‏.‏ يقال‏:‏ كَبا الفرسُ يكبو إِذا انتفخ وربا، وكَبا الغبارُ إِذا ارتفع‏.‏

ورجل كابي اللونِ‏:‏ عليه غَبَرة‏.‏ وكَبا الغُبار إِذا لم يَطِر ولم يتحرك‏.‏

ويقال‏:‏ غُبار كابٍ أَي ضخم؛ قال ربيعة الأَسدي‏:‏

أَهْوَى لها تحتَ العَجاجِ بطَعْنةٍ، والخَيْلُ تَرْدِي في الغُبارِ الكابي

والكَبْوة‏:‏ الغَبَرَةُ كالهَبْوَة‏.‏ وكَبا الفرس كَبْواً‏:‏ لم يَعرق‏.‏

وكَبا الفرس يَكْبُو إِذا رَبا وانتفخ من فَرَق أَو عَدْوٍ؛ قال العجاج‏:‏

جَرَى ابنُ لَيْلى جِرْيةَ السَّبُوحِ، جِريةَ لا كابٍ ولا أَنُوحِ

الليث‏:‏ الفرس الكابي الذي إِذا أَعْيا قام فلم يتحرك من الإِعياء‏.‏ وكبا

الفرس إِذا حُنِذَ بالجِلال فلم يَعرق‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ إِذا حَنَذْتَ الفرس

فلم يعرق قيل كَبا الفرسُ، وكذلك إِذا كَتَمْت الرَّبْوَ‏.‏

كتا‏:‏ الكَتْوُ‏:‏ مقاربة الخطو، وقد كَتا‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَكْتى إِذا

غَلا

على عدوّه‏.‏

الليث‏.‏ اكْتَوْتَى الرجلُ فهو يَكْتَوتي إِذا بالغ في صفة نفسه من غير

فعل ولا عمل، وعند العمل يَكْتَوتي أَي كأَنه يَنْقَمِع‏.‏ واكتوتَى إِذا

تَتَعْتَع‏.‏

كثا‏:‏ الكُثْوة‏:‏ التراب المجتمع كالجُثْوة، وكُثْوةُ اللبن كَكُثْأَته، وهو الخاثر المجتمع عليه‏.‏ وكُثْوة‏:‏ اسم رجل؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ أُراه سمي بها‏.‏ وأَبو كُثْوة‏:‏ شاعر‏.‏ الجوهري‏:‏ وكَثْوة، بالفتح، اسم

أُم شاعر وهو زيد بن كَثْوة؛ وهو القائل‏:‏

أَلا إنَّ قَوْمِي لا تُلَطُّ قُدُورُهم، ولَكِنَّما يُوقَدْن بالعَذِراتِ

أَي لا يسترون قُدورهم وإِنما يجعلونها في أَفْنِية دورهم لتظهر‏.‏

والكَثا، مقصور‏:‏ شجر مثل شجر الغُبَيْراء سواء في كل شيء إِلا أَنه لا

ريح له، وله أَيضاً ثمرة مثل صغار ثمر الغُبَيراء قبل أَن يَحْمرَّ؛ حكاه

أَبو حنيفة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهو بالواو لأَنَّا لا نعرف في الكلام ك ث ي‏.‏

والكَثاءةُ، ممدودة مؤنثة بالهاء‏:‏ جِرْجِير البر؛ عنه أَيضاً، قال‏:‏ وقال أَعرابي هو الكَثاة، مقصور‏.‏ أَبو مالك‏:‏ الكَثاة بلا همز وكَثًى كثير وهو الأَيْهُقان والنَّهَقُ والجِرْجِير كله بمعنى واحد‏.‏ وزيد ابن كَثْوة

كأَنه في الأَصل كَثْأَة فترك همزة فقيل كَثْوة‏.‏ وكَثْوَى‏:‏ اسم رجل، قيل

إِنه اسم أَبي صالح، عليه السلام‏.‏

كحا‏:‏ الأَزهري عن ابن الأَعرابي‏:‏ كحا إِذا فَسَد، قال‏:‏ وهو حرف غريب‏.‏

كدا‏:‏ كَدَت الأَرض تَكْدو كَدْواً وكُدُوًّا، فهي كاديةٌ إِذا أَبطأَ

نباتها؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

عَقْر العَقِيلةِ مِن مالي، إِذا أَمِنَتْ

عَقائلُ المالِ عَقْرَ المُصْرِخِ الكادِي

الكادِي‏:‏ البطيء الخير من الماء‏.‏ وكَدا الزرع وغيره من النبات‏:‏ ساءت

نِبْتَته‏.‏ وكَداه البردُ‏:‏ ردَّه في الأَرض‏.‏ وكَدَوْتُ وجه الرجل أَكْدُوه

كَدْواً إِذا خَدَشته‏.‏ والكُدْية والكاديِةُ‏:‏ الشدَّة من الدهر‏.‏ والكُدْية‏:‏

الأَرض المرتفعة، وقيل‏:‏ هو شيء صُلب من الحجارة والطين‏.‏ والكُدْية‏:‏

الأَرض الغليظة، وقيل‏:‏ الأَرض الصلبة، وقيل‏:‏ هي الصَّفاة العظيمة الشديدة‏.‏

والكُدْية‏:‏ الارتفاع من الأَرض‏.‏ والكُدْية‏:‏ صَلابة تكون في الأَرض‏.‏ وأَصابَ

الزرعَ بَردٌ فكَداه أَي ردَّه في الأَرض‏.‏ ويقال أَيضاً‏:‏ أَصابتهم

كُدْية وكاديةٌ من البرد، والكُديةُ كلُّ ما جُمع من طعام أَو تراب أَو نحوه

فجعل كُثْبة، وهي الكُدايةُ والكُداة

أَيضاً‏.‏ وحفَر فأَكْدَى إِذا بلغ الصلب

وصادَف كُدْية‏.‏ وسأَله فأَكْدَى أَي وجده كالكُدْيةِ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وكان قياس هذا أَن يقال فأَكْداه ولكن هكذا حكاه‏.‏ ويقال‏:‏

أَكْدَى أَي أَلَحَّ في المسأَلة؛ وأَنشد‏:‏

تَضَنُّ فَنُعْفِيها، إِن الدارُ ساعَفَتْ، فلا نحنُ نُكْدِيها، ولا هي تَبْذُلُ

ويقال‏:‏ لا يُكْدِيك سُؤالي أَي لا يُلحُّ عليك، وقوله‏:‏ فلا نحن نُكديها

أَي فلا نحن نُلِحُّ عليها‏.‏ وتقول‏:‏ لا يُكْدِيك سؤالي أَي لا يُلح عليك

سؤالي؛ وقالت خنساء‏:‏

فَتَى الفِتْيانِ ما بَلغُوا مَداهُ، ولا يُكْدِي، إِذا بَلَغَتْ كُداها

أَي لا يَقطع عطاءه ولا يُمسك عنه إِذا قَطَعَ غيره وأَمسك‏.‏

وضِبابُ الكُدا‏:‏ سميت بذلك لأَن الضِّباب مُولعة بحفر الكُدا، ويقال ضَبُّ كُدْيةٍ، وجمعها كُداً‏.‏ وأَكْدَى الرجلُ‏:‏ قلَّ خيره، وقيل‏:‏ المُكْدِي

من الرجال الذي لا يَثُوب له مال ولا يَنْمِي، وقد أَكْدَى؛ أَنشد ثعلب‏:‏

وأَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعدكَ أَمْحَلُوا، وأُكْدِيَ باغِي الخَيْرِ وانْقَطَعَ السَّفْرُ

وأَكْدَيْتُ الرجل عن الشيء‏:‏ رددته عنه‏.‏ ويقال للرجل عند قهر صاحبه له‏:‏

أَكْدَتْ أَظفارك‏.‏ وأَكدَى المطر‏:‏ قلّ ونَكِد‏.‏ وكَدَى الرجل يَكْدِي

وأَكْدَى‏:‏ قلل عطاءه، وقيل‏:‏ بخل‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وأَعطى قليلاً

وأَكْدَى؛ قيل أَي وقَطع القليل؛ قال الفراء‏:‏ أَكْدَى أَمسك من العَطِيَّة

وقَطَع، وقال الزجاج‏:‏ معنى أَكْدَى قطع، وأَصله من الحفر في البئر، يقال للحافر

إِذا بلغ في حفر البئر إِلى حجر لا يُمَكِّنه من الحفر‏:‏ قد بلغ إِلى

الكُدْية، وعند ذلك يَقطع الحفر‏.‏ التهذيب‏:‏ ويقال الكِدا، بكسر الكاف القطع من قولك أَعطى قليلاً وأَكدى أَي قطع‏.‏ والكَدا‏:‏ المنع؛ قال الطرماح‏:‏

بَلَى ثم لم نَمْلِك مَقادِيرَ سُدِّيَتْ

لنا من كَدَا هِنْدٍ، على قِلَّةِ الثَّمْدِ

أَبو عمرو‏:‏ أَكْدَى منع، وأَكْدى قطَع، وأَكْدى إِذا انقطع، وأَكْدَى

النَّبْت إِذا قَصُر من البرد، وأَكْدَى العامُ إِذا أَجدَبَ، وأَكْدَى

إِذا بلغ الكُدا، وهي الصحراء، وأَكْدَى الحافِر إِذا حَفَر فبلغ الكُدا، وهي الصخور، ولا يمكنه أَن يحفر‏.‏ وكَدِيَتْ أَصابعه أَي كَلَّت من الحفر‏.‏

وفي حديث الخندق‏:‏ فعَرَضَت فيه كُدْية فأَخذ المِسْحاة ثم سمَّى وضرب؛ الكُدُيةُ‏:‏ قطعه غليظة صُلبة لا يعمل فيها الفأْس؛ ومنه حديث عائشة تصف

أَباها، رضي الله عنهما‏:‏ سَبَق إِذ وَنَيْتُم ونَجَح إِذ أَكْدَيْتم أَي

ظَفِر إِذ خِبتم ولم تَظْفَرُوا، وأَصله من حافِر البئر ينتهي إِلى كُدْية

فلا يمكنه الحفر فيتركه؛ ومنه‏:‏ أَنَّ فاطمة، رضي الله عنها، خرجت في تَعْزية بعض جيرانها، فلما انصرفت قال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لعلك

بَلَغْتِ معهم الكُدَى، أَراد المَقابرَ، وذلك لأَنه كانت مَقابِرُهم في مواضع صُلْبَة، وهي جمع كُدْية، ويروى بالراء، وسيجيء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

أَكْدَى افْتَقَر بعد غِنًى، وأَكْدَى قَمِئَ خَلْقه، وأَكْدَى

المَعْدِنُ لم يتكوّن فيه جوهر‏.‏ وبَلَغ الناسُ كُدْيةَ فلان إِذا أَعطَى ثم مَنع

وأَمسَك‏.‏

وكَدِيَ الجِرْوُ، بالكسر، يَكْدَى كَداً‏:‏ وهو داء يأْخذ الجِراء خاصة

يصيبها منه قَيء وسُعال حتى يُكْوَى ما بين عينيه فيذهب‏.‏ شمر‏:‏ كَدِيَ

الكلب كَداً إِذا نَشِب العظم في حَلقْه، ويقال‏:‏ كَدِيَ بالعظم إِذا غَصَّ

به؛ حكاه عنه ابن شميل‏.‏ وكَدِيَ الفصيلُ كَداً إِذا شرب اللبن ففسَد

جَوْفُه‏.‏ ومِسْك كَدِيٌّ‏:‏ لا رائحة له‏.‏

والمُكْدِيةُ من النساء‏:‏ الرَّتْقاء‏.‏ وما كَداك عني أَي ما حبَسك

وشغَلك‏.‏ كُدَيٌّ وكَدَاء‏:‏ موضعان، وقيل‏:‏ هما جبلان بمكة، وقد قيل كَداً، بالقصر؛ قال ابن قيس الرُّقَيّاتِ‏:‏

أَنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطا

ح كُدَيِّها وكَدائِها

كديها وكدائها‏]‏

ابن الأَنباري‏:‏ كَداء، ممدود، جبل بمكة، وقال غيره‏:‏ كداً جبل آخر؛ وقال حسان بن ثابت‏:‏

عَدِمْنا خَيْلَنا، إن لم تَرَوْها

تُثيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَداء

وقال بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري‏:‏

فسَلِ الناسَ، لا أَبا لَكَ عَنّا

يومَ سالَتْ بالمُعْلِمِينَ كَداء

قال‏:‏ وكذلك كُدَيٌّ؛ قال ابن قَيس الرُّقَيَّات‏:‏

أَقْفَرَتْ بعدَ عبد شَمْسٍ كَداء، فَكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاء

وفي الحديث‏:‏ أَنه دخل مكة عام الفتح من كَداء ودخل في العُمرة من كُدًى، وقد روي بالشك في الدخول والخروج على اختلاف الروايات وتكرارها‏.‏ وكَداء، بالفتح والمدّ‏:‏ الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر، وهو المَعْلَى‏.‏

وكُداً، بالضم والقصر‏:‏ الثنية السفلى مما يلي باب العمرة، وأَما كُدَيٌ، بالضم وتشديد الياء، فهو موضع بأَسفل مكة، شرفها الله تعالى‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

دَكا إِذا سَمِن وكَدا إِذا قطَع‏.‏

كذا‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَكْذى الشيءُ إِذا احمرَّ، وأَكْذى الرجلُ إِذا

احمرَّ لونه من خَجَلٍ أَو فَزَعٍ، ورأَيته كاذِياً

كَرِكاً أَي

أَحمرَ، قال‏:‏ والكاذي والجِرْيال البَقَّم، وقال غيره‏:‏ الكاذِي ضرب من الأَدْهان معروف، والكاذِي ضرب من الحبوب يجعل في الشراب فيشدّده‏.‏

الليث‏:‏ العرب تقول كذا وكذا، كافهما كاف التشبيه وذا اسم يشار به، وهو مذكور في موضعه‏.‏ الجوهري‏:‏ قولهم كذا كناية عن الشيء، تقول فَعَلْت كذا

وكذا يكون كناية عن العدد فتنصب ما بعده على التمييز، تقول‏:‏ له عندي كذا

وكذا درهماً، كما تقول له عندي عشرون درهماً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نجيء أَنا وأُمتي

يوم القيامة على كذا وكذا؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاء في مسلم كأن الراوي شك في اللفظ فكنى عنه بكذا وكذا، وهي من أَلفاظ الكِنايات مثْل كَيْتَ

وكَيْتَ، ومعناه مثل ذا، ويُكنى بها عن المجهول وعما لا يراد التصريح به؛ قال أَبو موسى‏:‏ المحفوظ في هذا الحديث نجيء أَنا وأُمتي على كَوْم أَو

لفظ يؤدّي هذا المعنى‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ كذاك لا تَذْعَرُوا علينا إِبلَنا

أَي حَسْبُكم، وتقديره دَعْ فِعْلَك وأَمرَك كَذاك، والكاف الأُولى والآخرة

زائدتان للتشبيه والخطاب والاسم ذا، واستعملوا الكلمة كلها استعمال الاسم الواحد في غير هذا المعنى‏.‏ يقال‏:‏ رجل كذاكَ أَي خَسِيسٌ‏.‏ واشْتَرِ لي غلاماً ولا تشتره كَذاكَ أَي دَنِيئاً، وقيل‏:‏ حقيقة كذاك أَي مثل ذاك، ومعناه الزم ما أَنت عليه ولا تتجاوزه، والكاف الأُولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر‏.‏ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، يوم بَدْر‏:‏ يا نبيّ الله كذاك أَي حَسْبُك الدُّعاء فإِن الله مُنجز لك ما وعدك‏.‏