فصل: (تابع: حرف الهمزة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الهمزة‏]‏

شسأ‏:‏ أَبو منصور في قوله‏:‏ مكان شِئسٌ، وهو الخَشِنُ من الحجارة، قال‏:‏

وقد يخفف، فيقال للمكان الغليظ‏:‏ شَأْسٌ وشَأْزٌ، ويقال مقلوباً‏:‏ مكانٌ شاسِئٌ وجاسِئٌ غليظ‏.‏

شطأ‏:‏ الشَّطْءُ‏:‏ فَرْخُ الزَّرْع والنخل‏.‏ وقيل‏:‏ هو ورق الزَّرْع‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ كزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ؛ أَي طَرَفَه وجمعه شُطُوءٌ‏.‏ وقال الفرّاءُ‏:‏ شَطْؤُه السُّنْبُل تُّنْبِت الحَبَّةُ عَشْراً وثمانياً وسَبْعاً،

فيَقْوَى بعضُه ببعض، فذلك قوله تعالى‏:‏ فآزَرَه أَي فأَعانَه‏.‏ وقال

الزجاج‏:‏ أَخْرَج شَطْأَه أَخرج نباتَه‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ شَطْأَه‏:‏

فِراخَه‏.‏ الجوهري‏:‏ شَطْءُ الزَّرْعِ والنَّباتِ‏:‏ فِراخُه‏.‏ وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه في قوله تعالى‏:‏ أَخرج شَطْأَه فآزَرَه‏.‏ شَطْؤُهُ‏:‏ نباتُه وفِراخُه‏.‏ يقال‏:‏ أَشْطَأَ الزَّرْعُ، فهو مُشْطِئٌ، إِذا فَرَّخَ‏.‏

وشاطِئُ النَّهرِ‏:‏ جانِبُه وطَرَفُه‏.‏

وشَطَأَ الزَّرْعُ والنخلُ يَشْطَأُ شَطْأً وشُطُوءاً‏:‏ أَخرج شَطْأَه‏.‏

وشَطْءُ الشجرِ‏:‏ ما خَرج حول أَصله، والجمع أَشْطاءٌ‏.‏ وأَشْطَأَ الشجرُ بغُصونه‏:‏ أَخرجها‏.‏ وأَشْطَأَتِ الشجرةُ بغُصونها إِذا أَخرجت غُصونَها‏.‏ وأَشْطَأَ الزرعُ إِذا فَرَّخ‏.‏

وأَشطأَ الزرعُ‏:‏ خَرجَ شَطْؤُه، وأَشْطَأَ الرجلُ‏:‏ بَلغ ولَدُه مَبْلَغَ

الرِّجالِ فصار مثله‏.‏

وشَطْءُ الوادي والنَّهَر‏:‏ شِقَّته، وقيل‏:‏ جانبُه، والجمع شُطُوءٌ‏.‏

وشاطِئُه كشَطْئِه، والجمع شُطوءٌ وشَواطِئُ وشُطْآنٌ ،على أَن شُطْآناً قد يكون جمع شَطْءٍ‏.‏ قال‏:‏

وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ مِنْ شُطْآنِه *** بَقْلٌ بِظاهِرِه، وبَقْلُ مِتانِه

وشاطِئُ البحر‏:‏ ساحِلُه‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ وشاطِئُ الوادي‏:‏ شَطُّه وجانِبُه، وتقول‏:‏ شاطِئُ الأَوْدِيةِ، ولا يُجمَعُ‏.‏

وشَطَأَ مَشَى على شاطِئِ النَّهرِ‏.‏

وشاطأْتُ الرَّجُل إِذا مَشَيْتَ على شاطئٍ ومَشَى هو على الشاطِئِ

الآخَر‏.‏

ووادٍ مُشْطِئٌ‏:‏ سالَ شاطِئَاه‏.‏ ومنه قول بعض العرب‏:‏ مِلْنا لِوادِي

كذا وكذا، فوَجَدْناه مُشْطِئاً‏.‏

وشَطَأَ المرأَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً‏:‏ نَكَحَها‏.‏ وشَطَأَ الرجلَ شَطْأً‏:‏

قَهَرَه‏.‏ وشَطَأَ الناقةَ يَشْطَؤُها شَطْأً‏:‏ شَدَّ عليها الرَّحْلَ‏.‏

وشَطَأَه بالحِمْلِ شَطْأً‏:‏ أَثْقَلَه‏.‏

وشَطْيَأَ الرَّجُلُ في رَأْيِهِ وأَمرِهِ كَرَهْيَأَ‏.‏

ويقال‏:‏ لَعَنَ اللّهُ أُمّاً شَطَأَتْ به وفَطَأَتْ به أَي طَرَحَتْه‏.‏

ابن اسكيت‏:‏ شَطَأْتُ بالحِمْلِ أَي قَوِيتُ عليه، وأَنشد‏:‏

كشَطْئِكَ بالعِبْءِ ما تَشْطَؤُهْ

ابن الأَعرابي‏:‏ الشُّطْأَةُ‏:‏ الزُّكامُ، وقد شُطِئَ إِذا زُكِمَ، وأَشْطَأَ إِذا أَخَذَتْه الشُّطْأَةُ‏.‏

شقأ‏:‏ شَقَأَ نابُه يَشْقَأُ شَقْأً وشُقُوءاً وشَكَأَ‏:‏ طَلَعَ وظَهَرَ‏.‏

وشَقَأَ رَأْسَه‏:‏ شَقَّه‏.‏ وشَقَأَهُ بالمِدْرَى أَو المُشْطِ شَقْأً وشُقُوءاً‏:‏ فَرَّقه‏.‏ والمَشْقَأُ‏:‏ المَفْرَقُ‏.‏

والمِشْقَأُ والمِشْقاءُ، بالكسر، والمِشْقأَةُ‏:‏ المُشْطُ‏.‏

والمِشْقأَةُ‏:‏ المِدْراةُ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المِشْقأُ والمِشْقاءُ والمِشْقَى، مقصور غير مهموز‏:‏ المُشْط‏.‏

وشَقَأْتُه بالعصا شَقْأً‏:‏ أَصَبْتُ مَشْقَأَه أَي مَفْرَقَه‏.‏ أَبو تراب

عن الأَصمعي‏:‏ إِبل شُوَيْقِئةٌ وشُوَيْكِئةٌ حين يَطْلُعُ نابُها، من شَقَأَ نابُهُ وشَكَأَ وشاكَ أَيضاً، وأَنشد‏:‏

شُوَيْقِئةُ النابَيْن، يَعْدِل دَفُّها *** بأَقْتَلَ، منْ سَعْدانةِ الزَّوْرِ، بائن

شكأ‏:‏ الشُّكاءُ، بالقصر والمدّ‏:‏ شِبْه الشُّقاقِ في الأَظفار‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ أشْكَأَتِ الشجرةُ بغُصُونِها‏:‏ أَخْرَجَتْها‏.‏

الأَصمعي‏:‏ إِبلٌ شُوَيْقِئةٌ وشُوَيْكِئةٌ حين يَطْلُع نابُها، من شَقَأَ

نابُه وشَكَأَ وشاكَ أَيضاً، وأَنشد‏:‏

على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ، سَواهِمٍ *** شُوَيْكِئةٍ، يَكْسُو بُراها لُغامُها أَراد بقوله شُوَيْكِئة‏:‏ شُوَيْقِئة، فقُلِبت القاف كافاً، من شَقَأَ

نابُهُ إِذا طلع، كما قيل كُشِطَ عن الفرس الجُلُّ، وقُشِطَ‏.‏ وقيل‏:‏

شُوَيْكِيةٌ بغير همز‏:‏ إِبل منسوبة‏.‏

التهذيب‏:‏ سلمة قال‏:‏ به شُكَأٌ شديد‏:‏ تَقَشُّر‏.‏ وقد شَكِئَتْ أَصابعه، وهو التَقَشُّر بين اللحم والأَظفار شَبيه بالتَّشَقُّقِ، مهموز مقصور‏.‏ وفي أَظْفاره شَكَأٌ إِذا تشَقَّقَت أَظفارُه‏.‏

الأَصمعي‏:‏ شَقَأَ نابُ البعير، وشَكَأَ إِذا طَلَعَ، فَشَقَّ اللحمَ‏.‏

شنأ‏:‏ الشَّناءة مثل الشَّناعةِ‏:‏ البُغْضُ‏.‏

شَنِئَ الشيءَ وشَنَأَه أَيضاً، الأَخيرة عن ثعلب، يَشْنَؤُهُ فيهما

شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنْأَةً ومَشْنَأً ومَشْنأَةً ومَشْنُؤَةً وشَنَآناً وشَنْآناً، بالتحريك والتسكين‏:‏ أَبْغَضَه‏.‏ وقرئَ بهما قوله تعالى‏:‏

ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم‏.‏ فمن سكَّن، فقد يكون مصدراً كَلَيَّان، ويكون صفة كَسَكْرانَ، أَي مُبْغِضُ قوم‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وهو شاذ في اللفظ لأَنه لم يجئْ شيءٌ من المصادر عليه‏.‏ ومن حرَّك، فانما هو شاذ في المعنى لأَن فَعَلانَ إِنما هو من بِناءِ ما كان معناه الحركةَ والاضْطِرابَ كالضَّرَبانِ والخَفَقَانِ‏.‏ التهذيب‏:‏ الشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ‏.‏ وقرأَ عاصم‏:‏ شَنْآن، بإِسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال‏:‏ ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيضُ قوم‏.‏ قال أَبو بكر‏:‏ وقد أَنكر هذا رجل من أَهل البصرة يُعرف بأَبي حاتم السِّجِسْتانِي معه تَعدٍّ شديدٌ وإِقدام على الطعْن في السَّلف‏.‏ قال‏:‏ فحكيت ذلك لأَحمد بن يحيى، فقال‏:‏ هذا من ضِيقِ عَطَنِه وقلة معرفته، أَما سَمِعَ قولَ ذي الرُّمَّة‏:‏

فأَقْسِمُ، لا أَدْرِي أَجَوْلانُ عَبْرةٍ *** تَجُودُ بها العَيْنانِ، أَحْرَى أَمِ الصَّبْرُ

قال‏:‏ قلت له هذا، وإِن كان مصدراً ففيه الواو‏.‏ فقال‏:‏ قد قالت العرب وَشْكانَ ذا إِهالةً وحَقْناً، فهذا مصدر، وقد أَسكنه، الشَّنانُ، بغير همز، مثل الشَّنَآنِ، وأَنشد للأَ حوص‏:‏

وما العيْشُ إِلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهي *** وإِنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا

سلمة عن الفرّاءِ‏:‏ من قرأَ شَنَآنُ قوم، فمعناهُ بُغْضُ

قومٍ‏.‏ شَنِئْتُه شَنَآناً وشَنْآناً‏.‏ وقيل‏:‏ قوله شَنآنُ أَي بَغْضاؤُهم، ومَن قَرأَ شَنْآنُ قَوْم، فهو الاسم‏:‏ لا يَحْمِلَنَّكم بَغِيضُ قَوْم‏.‏

ورجل شَنائِيةٌ وشَنْآنُ والأُنثى شَنْآنَةٌ وشَنْأَى‏.‏ الليث‏:‏ رجل

شَناءة وشَنائِيةٌ، بوزن فَعالةٍ وفَعالِية‏:‏ مُبْغِضٌ سَيِّىءُ الخُلقُ‏.‏

وشُنِئَ الرجلُ، فهو مَشْنُوءٌ إِذا كان مُبْغَضاً، وإِن كان جميلاً‏.‏

ومَشْنَأٌ، على مَفْعَل، بالفتح‏:‏ قبيح الوجه، أَو قبيح المَنْظَر، الواحد

والمثنى والجميع والمذكر والمؤنث في ذلك سواءٌ‏.‏

والمِشْناءُ، بالكسر ممدود، على مِثالِ مِفْعالٍ‏:‏ الذي يُبْغِضُه

الناسُ‏.‏ عن أَبي عُبيد قال‏:‏ وليس بِحَسن لأَن المِشْناءَ صيغة فاعل، وقوله‏:‏ الذي يُبْغِضُه الناسُ، في قوَّة المفعول، حتى كأَنه قال‏:‏ المِشْناءُ المُبْغَضُ، وصيغة المفعول لا يُعَبَّر بها عن صيغة الفاعل، فأَمّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ، فمعناه أَنها تُحِلُّ الناسَ، أَو تَحُلُّ بهم أَي تَجْعَلُهم يَحُلُّون، وليست في معنى مَحْلُولةٍ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ذكر أَبو عبيد أَنَّ المَشْنَأَ مثل المَشْنَعِ‏:‏ القَبِيحُ المَنْظَر، وإِن كان مُحَبَّباً، والمِشْناءُ مثل المِشْناعِ‏:‏ الذي يُبْغِضُه الناسُ، وقال علي بن حمزة‏:‏ المِشْناءُ بالمدّ‏:‏ الذي يُبْغِضُ الناسَ‏.‏ وفي حديث أُم معبد‏:‏ لا تَشْنَؤُه مِن طُولٍ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا جاءَ في رواية أَي لا يُبْغَضُ لفَرْطِ طُولِهِ، ويروى لا يُتَشَنَّى من طُول، أُبْدل من الهمزة ياء‏.‏

وفي حديث علي كرَّم اللّه وجه‏:‏ ومُبْغِضٌ يَحْمِله شَنَآني على أَنْ

يَبْهَتَني‏.‏

وتَشانَؤُوا أَي تَباغَضوا، وفي التنزيل العزيز‏:‏ إنَّ شانِئَك هو

الأَبْتر‏.‏ قال الفرَّاءُ‏:‏ قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ إِنَّ

شانِئك أَي مُبْغِضَك وعَدُوَّكَ هو الأَبْتَر‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الشَّانِئُ‏:‏

المُبْغِضُ‏.‏ والشَّنْءُ والشِّنْءُ‏:‏ البِغْضَةُ‏.‏ وقالَ أَبو عبيدة في قوله‏:‏

ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنآن قوم، يقال الشَّنَآن، بتحريك النون، والشَّنْآنُ، بإِسكان النون‏:‏ البِغْضةُ‏.‏

قال أَبو الهيثم يقال‏:‏ شَنِئْتُ الرجلَ أَي أَبْغَضْته‏.‏ قال‏:‏ ولغة رديئة

شَنَأْتُ، بالفتح‏.‏ وقولهم‏:‏ لا أَبا لشانِئك ولا أَبٌ أَي لِمُبْغِضِكَ‏.‏

قال ابن السكيت‏:‏ هي كناية عن قولهم لا أَبا لك‏.‏

والشَّنُوءة، على فَعُولة‏:‏ التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ من الأَدْناس‏.‏ ورجل فيه شَنُوءة وشُنُوءة أَي تَقَزُّزٌ، فهو مرة صفة

ومرة اسم‏.‏ وأَزدُ شَنُوءة، قبيلة مِن اليَمن‏:‏ من ذلك، النسبُ إليه‏:‏

شَنَئِيٌّ، أَجْرَوْا فَعُولةَ مَجْرَى فَعِيلةَ لمشابهتها اياها من عِدّة

أَوجه منها‏:‏ أَن كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثي، ثم إِن ثالث كل واحد منهما حرف لين يجري مجرى صاحبه؛ ومنها‏:‏ أَنَّ في كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة تاءَ التأْنيث؛ ومنها‏:‏ اصْطِحابُ فَعُول وفَعِيل على الموضع الواحد نحوأَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم، فلما استمرت حال فعولة وفعيلة هذا الاستمرار جَرَتْ واو شنوءة مَجرى ياءِ حَنِيفة، فكما قالوا حَنَفِيٌّ، قياساً، قالوا شَنَئِيءٌّ، قياساً‏.‏ قال أَبو الحسن الأَخفش‏:‏ فإِن قلت إنما جاءَ هذا في حرف واحد يعني شَنُوءة، قال‏:‏ فإنه جميع ما جاءَ‏.‏ قال ابن جني‏:‏

وما أَلطفَ هذا القولَ من أَبي الحسن، قال‏:‏ وتفسيره أَن الذي جاءَ في فَعُولة هو هذا الحرف، والقياس قا بِلُه، قال‏:‏ ولم يَأْتِ فيه شيءٌ يَنْقُضُه‏.‏

وقيل‏:‏ سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بينهم‏.‏ وربما قالوا‏:‏ أَزْد شَنُوَّة، بالتشديد غير مهموز، ويُنسب إليها شَنَوِيٌّ، وقال‏:‏

نَحْنُ قُرَيْشٌ، وهُمُ شَنُوَّهْ *** بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ

قال ابن السكيت‏:‏ أَزْدُ شَنُوءة، بالهمز، على فَعُولة ممدودة، ولا يقال شَنُوَّة‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الرجلُ الشَّنُوءة‏:‏ الذي يَتَقَزَّزُ من الشيءِ‏.‏

قال‏:‏ وأَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءة سمي بهذا‏.‏ قال الليث‏:‏ وأَزْدُ

شَنُوءة أَصح الأَزد أَصْلاً وفرعاً، وأَنشد‏:‏

فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءة *** ولا مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ عَمْرو بن عامِرِ

أَبو عبيد‏:‏ شَنِئْتُ حَقَّك‏:‏ أَقْرَرْت به وأَخرَجْته من عندي‏.‏ وشَنِئَ

له حَقَّه وبه‏:‏ أَعْطاه إِيَّاه‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ شَنَأَ إِليه حَقَّه‏:‏ أَعطاه

إيَّاه وتَبَرَّأَ منه، وهو أَصَحُّ، وأَما قول العجاج‏:‏

زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ *** وشَنِئوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَمْ

فإنه يروى لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فمن رواه لِمُلْكٍ، فوجهه شَنِئوا أَي

أَبْغَضُوا هذا المُلك لذلك المُلْكِ، ومَنْ رواه لِمَلْكٍ، فالأَجْودُ

شَنَؤوا أَي تَبَرَّؤُوا به إِليه‏.‏ ومعنى الرجز أَي خرجوا من عندهم‏.‏

وقَدَمٌ‏:‏ مَنْزِلةٌ ورِفْعةٌ‏.‏ وقال الفرزدق‏:‏

ولَوْ كانَ في دَيْنٍ سِوَى ذا شَنِئْتُمُ *** لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بالماء شارِبُهْ

وشَنِئَ به أَي أَقَرَّ به‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ عليكم بالمَشْنِيئةِ

النافعةِ التَّلْبِينةِ، تعني الحَساء، وهي مفعولةٌ من شَنِئْتُ أَي

أَبْغَضْتُ‏.‏ قال الرياشي‏:‏ سأَلت الأَصمعي عن المَشْنِيئةِ، فقال‏:‏ البَغِيضةُ‏.‏

قال ابن الأَثير في قوله‏:‏ مَفْعُولةٌ من شَنِئْتُ إِذا أَبْغَضْتَ، في

الحديث‏.‏ قال‏:‏ وهذا البِناءُ شاذ‏.‏ قان أَصله مَشْنُوءٌ بالواو، ولا يقال في مَقْرُوءٍ ومَوْطُوءٍ مَقرِيٌّ ومَوْطِيٌّ ووجهه أَنه لما خَفَّفَ الهمزة صارت ياءً، فقال مَشْنِيٌّ كَمَرْضيٍّ، فلما أَعادَ الهمزة اسْتَصْحَبَ الحالَ المُخَفَّفة‏.‏ وقولها ‏:‏التَّلْبينة‏:‏ هي تفسير المَشْنِيئةِ، وجعلتها بَغِيضة لكراهتها‏.‏ وفي حديث كعب رضي اللّه عنه‏:‏ يُوشِكُ أَن يُرْفَعَ عنكم الطاعونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاءِ‏.‏ قيل‏:‏ ما شَنآنُ الشِّتاءِ‏؟‏

قال‏:‏ بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه يَفِيضُ في الشتاء‏.‏ وقيل‏:‏

أَراد بالبرد سُهولة الأَمر والرّاحَة، لأَن العرب تَكْنِي بالبرد عن

الرَّاحة، والمعنى‏:‏ يُرْفَعُ عنكم الطاعونُ والشِّدَّةُ، ويَكثر فيكم

التَّباغُضُ والراحةُ والدَّعة‏.‏

وشَوانِئُ المال‏:‏ ما لا يُضَنُّ به‏.‏ عن ابن الأَعرابي من تذكرة أَبي علي قال‏:‏ وأَرى ذلك لأَنها شُنِئَت فجِيدَ بها فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ به على فاعل‏.‏

والشَّنَآنُ‏:‏ من شُعَرائهم، وهو الشَّنَآنُ بن مالك، وهو رجل من بني معاوية من حَزْنِ بن عُبادةَ‏.‏

شيأ‏:‏ المَشِيئةُ‏:‏ الإِرادة‏.‏ شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً

ومَشاءة ومَشايةً‏:‏ أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني‏.‏

التهذيب‏:‏ المَشِيئةُ‏:‏ مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً‏.‏ وقالوا‏:‏ كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏

إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون‏:‏ ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ‏.‏ فأَمَرَهم

النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا‏:‏ ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ‏.‏

المَشِيئةُ، مهموزة‏:‏ الإِرادةُ‏.‏ وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ الله وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد

الجمع دون الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في المَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة الله على مَشِيئتِه‏.‏

والشَّيءُ‏:‏ معلوم‏.‏ قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل المُذَكَّر أَصلاً

للمؤَنث‏:‏ أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه‏.‏

فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب‏:‏ ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ‏.‏ قال ابن جني‏:‏ ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال‏:‏ ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر‏.‏ قال‏:‏ وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في المُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً‏.‏ والجمع‏:‏ أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً‏.‏

وقال اللحياني‏:‏ وبعضهم يقول في جمعها‏:‏ أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب‏:‏

وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ *** وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ

قال‏:‏ وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال‏:‏ أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ

الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ‏.‏ وأَشْياءُ‏:‏ لَفْعاءُ

عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة‏.‏

قال‏:‏ واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد

منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله‏:‏ لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف‏.‏

قال وقال الكسائي‏:‏ أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها، فلم تُصرَفْ‏.‏ قال الزجاج‏:‏ وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء‏.‏ وقال الفرّاءُ والأَخفش‏:‏ أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى‏.‏ قال أَبو إِسحق‏:‏ وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء‏.‏ قال وقال الخليل‏:‏ أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً‏.‏ وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً‏.‏

قال‏:‏ وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال‏:‏ وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش‏.‏ وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول‏:‏ أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل‏:‏ شُيَيْئات‏.‏ وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث‏:‏

صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ‏:‏ صُدَيْقُون‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وأَما

الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال‏:‏ فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه‏.‏ وتصغير الشيءِ‏:‏ شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها‏.‏ قال‏:‏ ولا تقل شُوَيْءٌ‏.‏

قال الجوهري قال الخليل‏:‏ إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا‏:‏ أَشياء، كما قالوا‏:‏ عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا‏:‏ أَتَيْتُه أَتْوَةً‏.‏ وحكى الأَصمعي‏:‏ أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر‏:‏ إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات‏.‏

وقال الأَخفش‏:‏ هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف‏.‏ قال له المازني‏:‏ كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ‏؟‏ فقال‏:‏

أُشَيَّاء‏.‏ فقال له‏:‏ تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا‏:‏ شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات‏.‏ قال‏:‏ وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع‏.‏ وقال الكسائي‏:‏ أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري‏.‏

قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل‏:‏ ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري‏:‏

حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال‏:‏ إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء‏.‏ قال‏:‏ وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم‏:‏ ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً‏.‏ قال‏:‏ وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء‏.‏ قال‏:‏ وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم‏.‏ والخليل وسيبويه يقولان‏:‏ أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء‏.‏

قال‏:‏ ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها‏:‏ أُشَيَّاء‏.‏ قال‏:‏

ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش‏:‏ لقيل في تصغيرها‏:‏ شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع المُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها‏:‏ جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء‏.‏ وقال ابن بري عند قول الجوهري‏:‏ إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال‏:‏ قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات‏.‏

قال‏:‏ ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً‏.‏وعند سيبويه‏:‏ أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها‏.‏

وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش‏:‏ كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له‏:‏ تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده‏.‏ قال ابن بري‏:‏ هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ المُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة‏.‏ قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء‏:‏ إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال‏:‏ هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين‏.‏

الليث‏:‏ الشَّيء‏:‏ الماء، وأَنشد‏:‏

تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ

قال أَبو منصور‏:‏ لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت‏.‏ وقال أَبو حاتم‏:‏ قال الأَصمعي‏:‏ إِذا قال لك الرجل‏:‏ ما أَردت‏؟‏ قلتَ‏:‏

لا شيئاً؛ وإِذا قال لك‏:‏ لِمَ فَعَلْتَ ذلك‏؟‏ قلت‏:‏ للاشَيْءٍ؛ وإِن قال‏:‏

ما أَمْرُكَ‏؟‏ قلت‏:‏ لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن‏.‏

والمُشَيَّأُ‏:‏ المُخْتَلِفُ الخَلْقِ المُخَبَّله القَبِيحُ‏.‏ قال‏:‏

فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ‏؟‏ *** شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، المُشَيِّئُ

وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه‏.‏ وقالت امرأَة من العرب‏:‏

إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا *** وأُبْغِضُ المُشَيَّئِينَ الزُّغْبا

وقال أَبو سعيد‏:‏ المُشَيَّأُ مِثل المُؤَبَّن‏.‏ وقال الجَعْدِيُّ‏:‏

زَفِير المُتِمِّ بالمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ *** بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ المَلاقِيَا

وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ‏:‏ حَمَلْتُه عليه‏.‏ ويا شَيْء‏:‏ كلمة يُتَعَجَّب بها‏.‏ قال‏:‏

يا شَيْءَ ما لي‏!‏ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ *** مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ

قال‏:‏ ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ معناه يا عَجَبي، وما‏:‏ في موضع رفع‏.‏ الأَحمر‏:‏ يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن‏.‏ الكسائي‏:‏ يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى‏.‏ قال الكسائي‏:‏ مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول‏:‏ يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا‏.‏ وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه‏.‏ وتميم تقول‏:‏ شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك‏.‏ قال زهير ابن ذؤيب العدوي‏:‏

فَيَالَ تَمِيمٍ‏!‏ صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ *** إِليه، وكُونُوا كالمُحَرِّبة البُسْل

صأصأ‏:‏ صَأْصَأَ الجَرْو‏:‏ حَرَّك عينيه قبل التَّفْقِيحِ‏.‏ وقيل

صَأْصَأَ‏:‏ كاد يَفْتَحُ عينيه ولم يفتحهما‏.‏وفي الصحاح‏:‏ إِذا التَمَسَ النَّظَرَ قبل أَن يَفْتحَ عَيْنَيْه، وذلك أَن يريد فتحهما قَبْل أَوانه‏.‏

وكان عُبَيْداللّهِ بن جَحْشٍ أَسْلمَ وهاجَر إِلى الحَبَشةِ ثم ارْتَدَّ

وتَنَصَّرَ بالحَبَشةِ فكان يمر بالمُهاجِرينَ فيقول‏:‏ فَقَّحْنا

وصَأْصَأْتُم أَي أَبْصَرْنا أَمْرَنا ولم تُبْصِرُوا أَمْرَكُم‏.‏ وقيلَ‏:‏

أَبْصَرْنا وأَنتم تلتمسون البصر‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ يقال صَأْصَأَ الجَرْوُ إِذا لم يَفْتحْ عَيْنَيْهِ أَوانَ فَتْحِه، وفَقَّحَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ،فأَراد‏:‏ أَنَّا أَبْصَرْنا أَمْرَنا ولم تُبصِروه‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏

الصَّأْصَأُ‏:‏ تأْخير الجرو فَتْحَ عَيْنيه‏.‏ والصَّأْصَأُ‏:‏ الفَزَعُ

الشديد‏.‏وصَأْصَأَ مِن الرجل وتَصَأْصَأَ مثل تَزَأْزَأَ‏:‏ فَرِقَ منه

واسْتَرْخَى‏.‏ حكى ابن الأَعرابي عن العُقَيْليِّ‏:‏ ما كان ذلك إِلاَّ صَأْصَأَةً مني أَي خَوْفاً وذُلاًّ‏.‏

وصَأْصَأَ به‏:‏ صَوَّتَ‏.‏

والصَّأْصاءُ‏:‏ الشِّيصُ‏.‏

والصِّئْصِئُ والصِّيصِئُ كلاهما‏:‏ الأَصل، عن يعقوب‏.‏ قال‏:‏ والهمز أَعرف‏.‏

والصِّئْصاء‏:‏ ما تَحَشَّفَ من التمر فلم يَعْقِدْ له نَوًى، وما كان من الحَبِّ لا لُبَّ له كحبِّ البطِّيخِ والحَنْظَلِ وغيره، والواحد صِيصاءة‏.‏

وصَأْصَأَتِ النخلةُ صِئْصاءً إِذا لم تَقْبَلِ اللَّقاح ولم يكن

لبُسْرها نَوًى‏.‏ وقيل‏:‏ صَأْصَأَت إِذا صارت شِيصاً‏.‏ وقال الأُموي‏:‏ في لغة بَلْحارث بن كعب الصِّيصُ هو الشِّيصُ عند الناس، وأَنشد‏:‏

بأَعْقارِها القِرْدانُ هَزْلَى، كأَنها *** نوادِرُ صِيصاءِ الهَبِيدِ المُحَطَّمِ

قال أَبو عبيد‏:‏ الصِّيصاء‏:‏ قِشْر حبِّ الحَنْظَلِ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الصِّيصةُ من الرِّعاء‏:‏ الحَسَنُ القِيامِ على ماله‏.‏

ابن السكيت‏:‏ هو في صِئْصِئِ صِدْقٍ وضِئْضِئ صِدْقٍ، قاله شمر

واللحياني‏.‏ وقد روي في حديث الخَوارِجِ‏:‏ يَخرج من صِئْصِئِ هذا قومٌ يَمْرُقُون من الدين كما يَمْرُق السَّهم من الرَّمِيَّة‏.‏ روي بالصاد المهملة، وسنذكره في فصل الضاد المعجمة أَيضاً‏.‏

صبأ‏:‏ الصابِئون‏:‏ قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح، عليه السلام، بكذبهم‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار‏.‏

التهذيب، الليث‏:‏ الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دِينَ النَّصارى إِلاَّ

أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزْعُمون أَنهم على دِين نوحٍ، وهم كاذبون‏.‏ وكان يقال للرجلِ إِذا أَسْلمَ في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دين إِلى دين‏.‏

وقد صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما‏:‏ خرج من دين إِلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ من مَطالِعها‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ صَبَأَ الرَّجُلُ في دينه يَصْبَأُ صُبُوءاً إِذا كان صابِئاً‏.‏ أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله تعالى والصَّابِئين‏:‏ معناه الخارِجِين من دينٍ إِلى دين‏.‏ يقال‏:‏ صَبَأَ فلان يَصْبَأُ إِذا خرج من دينه‏.‏

أَبو زيد يقال‏:‏ أَصْبَأْتُ القومَ إِصْباءً إِذا هجمت عليهم، وأَنت لا

تَشْعرُ بمكانهم، وأَنشد‏:‏

هَوَى عليهم مُصْبِئاً مُنْقَضَّا

وفي حديث بني جَذيِمة‏:‏ كانوا يقولون، لما أَسْلَموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا‏.‏

وكانت العرب تسمي النبي صلى الله عليه وسلم الصابِئَ، لأَنه خرج مِن دين قُرَيْش إِلى الإِسلام، ويسمون مَن يدخل في دين الإسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين الصُّباةَ، بغير همز، كأَنه جَمْع الصابي، غير مهموز، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ‏.‏

وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كلاهما‏:‏ طَلَعَ

عليهم‏.‏ وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف والحافِر يَصْبَأُ صُبُوءاً‏:‏ طَلَعَ

حَدُّه وخرج‏.‏ وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ‏:‏ طَلَعَت‏.‏ وصبَأَ النجمُ والقمرُ

يَصْبَأُ، وأَصْبأَ‏:‏ كذلك‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ أَي طلع الثريَّا‏.‏ قال الشاعر يصف قحطاً‏:‏

وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ *** كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ

وصَبَأَتِ النُّجومُ إِذا ظَهَرَت‏.‏ وقُدِّم إليه طَعام فما صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي ما وَضَع فيه يَدَه، عن ابن الأَعرابي‏.‏

أَبو زيد يقال‏:‏ صَبَأْت على القوم صَبْأً وصَبَعتُ وهو أَن تَدُلَّ

عليهم غيرهم‏.‏

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ صَبَأَ عليه إِذا خَرج عليه ومالَ عليه بالعَداوة‏.‏

وجعلَ قوله، عليه الصلاة والسلام، لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّى‏:‏

فُعَّلاً من هذا خُفِّف همزه‏.‏ أَراد أَنهم كالحيَّات التي يَمِيل بعضها على بعض‏.‏

صتأ‏:‏ صتَأَه يصْتَؤُه صَتْأً‏:‏ صَمَدَ له‏.‏

صدأ‏:‏ الصُّدْأَةُ‏:‏ شُقْرةٌ تَضْرِبُ إِلى السَّوادِ الغالِبِ‏.‏ صَدِئَ

صَدَأً، وهو أَصْدَأُ والأُنثى صَدْآءُ وصَدِئةٌ، وفرس أَصْدَأُ وجَدْيٌ

أَصْدَأُ بيِّنُ الصَّدَإِ، إِذا كان أَسودَ مُشْرَباً حُمْرةً، وقد صَدِئَ‏.‏وعَناقٌ صَدْآءُ‏.‏ وهذا اللون من شِياتِ المعِز الخَيْل‏.‏ يقال‏:‏ كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إِذا عَلَتْه كُدْرةٌ، والفعل على وجهين‏:‏ صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ‏.‏ الأَصمعي في باب أَلوانِ الإِبل‏:‏ إِذا خالَطَ كُمْتةَ البَعِيرِ مثْلُ صَدَإِ الحديد فهو الحُوَّةُ‏.‏

شمر‏:‏ الصَّدْآءُ على فَعْلاء‏:‏ الأَرض التي تَرى حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر يَضْرِب إِلى السَّواد، لا تكون إِلاَّ غَلِيظة، ولا تكون مُسْتَوِيةً بالأَرض، وما تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِيظةٌ، وربما كانت طِيناً وحِجارةً‏.‏ وصُداء، ممدود‏:‏ حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ‏.‏ وقال لبيد‏:‏

فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً *** وصُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ

والنِّسبةُ إليه صُداوِيٌّ بمنزلة الرُهاوِي‏.‏ قال‏:‏ وهذه المَدَّةُ، وإِن

كانت في الأَصل ياءً أَو واواً، فانما تجعل في النِّسْبة واواً كراهيةَ التقاء الياءات‏.‏ أَلا ترى أَنك تقول‏:‏ رَحًى ورَحَيانِ، فقد علمت أن أَلف رَحًى

ياء‏.‏ وقالوا في النسبة اليها رَحَوِيٌّ لتلك العِلّة‏.‏

والصَّدَأُ، مهموز مقصور‏:‏ الطَّبَعُ والدَّنَسُ يَرْكَب الحديدَ‏.‏

وصَدَأُ الحديدِ‏:‏ وسَخهُ‏.‏ وصَدِئَ الحديدُ ونحوهُ يَصْدَأُ صَدَأً، وهو

أَصْدَأُ‏:‏ عَلاه الطَّبَعُ، وهو الوسَخُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنَّ هذه القُلوب

تَصْدَأُ كما يَصْدَأُ الحَدِيدُ، وهو أَن يَرْكَبَها الرَّيْنُ بِمُباشَرةِ

المَعاصِي والآثامِ، فَيَذْهَبَ بِجَلائِها، كما يعلو الصَّدأُ وجْهَ

المِرآةِ والسَّيْفِ ونحوهما‏.‏

وكَتِيبةٌ صَدْآء‏:‏ عِلْيَتُها صَدَأُ الحَديِد، وكَتِيبةٌ جَأْواء إِذا كان عِلْيَتُها صدأَ الحديد‏.‏ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه‏:‏ أَنه سأَلَ الأُسْقُفَّ عن الخُلَفاء فحَدَّثه حتى انتهى إِلى نَعْتِ الرَّابِع منهم فقال‏:‏

صَدَأٌ مِنْ حَدِيدٍ، ويروى‏:‏ صَدَعٌ من حديد، أَرادَ دَوامَ لُبْس الحَدِيد لاتِّصال الحروب في أَيام عليٍّ عليه السلام، وما مُنِيَ به من مُقاتَلةِ الخَوارِج والبُغاة ومُلابَسةِ الأُمُورِ المُشْكِلة والخُطُوبِ

المُعْضِلة، ولذلك قال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ وادَفْراه، تَضَجُّراً من ذلك واستِفْحاشاً‏.‏ ورواه أَبو عبيد غير مهموز، كأَنَّ الصَّدَا لغة في الصَّدَع، وهو اللَّطِيفُ الجِسْمِ‏.‏ أَراد أَنَّ عَلِيَّاً خَفيفُ الجِسْمِ يَخِفُّ إِلى الحُروب، ولا يَكْسَلُ، لِشدّة بأْسه وشجاعَته‏.‏

ويَدِي مِن الحَدِيد صَدِئةٌ أَي سَهِكةٌ‏.‏ وفلان صاغِرٌ صَدِئ إِذا

لَزِمَه صَدَأُ العارِ واللَّوْمِ‏.‏ ورجل صَدَأ‏:‏ لَطِيفُ الجِسمِ كَصَدَعٍ‏.‏وروي الحديث‏:‏ صَدَعٌ من حديد‏.‏ قال‏:‏ والصَّدأُ أَشبهُ بالمعنى، لأن الصَّدَأَ له دَفَرٌ، ولذلك قال عمر وادَفْراه، وهو حِدّةُ رائحةِ الشيء خبيثاً كان أَو طيباً‏.‏ وأَما الذفر، بالذال، فهو النَّتْن خاصة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والذي ذهب إليه شمر معناه حسن‏.‏ أَراد أَنه، يعني عَلِيًّا رضي اللّه عنه، خفيفٌ يَخِفُّ إِلى الحُرُوب فلا يَكْسَلُ، وهو حَدِيدٌ لشدةِ بأْسه وشَجاعتِه‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏

وأَنزلنا الحديدَ فيه بأْسٌ شديد‏.‏ وصَدْآءُ‏:‏ عَيْنٌ عذبة الماء، أَو بئر‏.‏

وفي المثل‏:‏ ماءٌ ولا كَصَدْآءَ‏.‏

قال أَبو عبيد‏:‏ من أَمثالهم في الرجلين يكونانِ ذَوَيْ فضل غير أَن لأَحدهما فضلاً على الآخر قَولهم‏:‏ ماءٌ ولا كَصَدْآءَ، ورواه المنذري عن أَبي الهيثم‏:‏ ولا كَصَدَّاءَ، بتشديد الدال والمَدّة، وذكر أَن المثَل لقَذورَ بنت قيس بن خالد الشَّيباني، وكانت زوجةَ لَقِيط بن زُرارةَ، فتزوّجها بعده رجُل من قَومها، فقال لها يوماً‏:‏ أَنا أَجملُ أَم لَقِيطٌ‏؟‏ فقالت‏:‏

ماءٌ ولا كَصَدْآء أَي أَنت جَميلٌ ولستَ مثلَهُ‏.‏ قال المفضل‏:‏ صَدَّاءُ‏:‏ رَكِيّةٌ ليس عندهم ماء أَعذب من مائها، وفيها يقول ضِرارُ بن عَمرو السَّعْدي‏:‏

وإِني، وتَهْيامي بزَيْنَبَ، كالذي *** يُطالِبُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا قال الأَزهري‏:‏ ولا أَدري صدَّاء فَعَّالٌ أَو فعلاء، فإِن كان فَعَّالاً‏:‏ فهو من صَدا يَصْدُو أَو صَدِيَ يَصْدَى‏.‏ وقال شمر‏:‏ صَدا الهامُ يَصْدُو إِذا صاحَ، وإِن كانت صَدَّاءُ فَعْلاء، فهو من المُضاعَفِ كقولهم‏:‏ صَمَّاء من الصَّمَم‏.‏

صمأ‏:‏ صَمَأَ عليهم صَمْأً‏:‏ طَلَع‏.‏ وما أَدري مِن أَين صَمَأَ أَي

طَلَعَ‏.‏قال‏:‏ وأَرَى الميم بَدلاً من الباء‏.‏

صيأ‏:‏ الصاءة والصاءُ‏:‏ الماء الذي يكون في السَّلَى‏.‏ وقيل‏:‏

الماء الذي يكون على رأْس الولد كالصَّآة‏.‏ وقيل إِنَّ أَبا عُبَيْدٍ قال‏:‏ صآةٌ، فصحَّف، فرُدَّ ذلك عليه، وقيل له‏:‏ إِنما هو صاءة‏.‏ فقَبِلَه أَبو عبيد، وقال‏:‏

الصاءة على مثالِ الساعةِ، لِئلا يَنْساهُ بعد ذلك‏.‏ وذكر الجوهريُّ هذه الترجمة في صَوأَ وقال‏:‏ الصاءة على مثال الصَّاعةِ‏:‏ ما يخرُجُ من رَحِمِ الشاة بعد الوِلادةِ مِن القَذَى‏.‏ وقال في موضع آخر‏:‏ ماءٌ ثَخِينٌ يخرجُ مع الولد‏.‏ يقال أَلقَتِ الشاةُ صاءَتها‏.‏

وصَيَّأَ رأْسَه تَصْيِيئاً‏:‏ بَلَّه قليلاً قليلاً‏.‏ والاسم‏:‏ الصِّيئةُ‏.‏

وصَيَّأَه‏:‏ غَسَله فلم يُنْقِه وبَقِيَت آثارُ الوسَخِ فيه‏.‏

وصَيَّأَ النخلُ‏:‏ ظَهَرت أَلوانُ بُسْرِه، عن أَبي حنيفة‏.‏ وفي حديث عليّ قال لامرأَةٍ‏:‏ أَنتِ مثلُ العَقْرَب تَلْدَغُ وتَصِيءُ‏.‏ صاءَت العَقْرَب تَصِيءُ إِذا صاحَتْ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ هو مقلوب من صَأَى يَصْئِي مثل رَمَى يَرْمِي، والواو، في قوله وتَصِيءُ، للحال، أَي تَلْدَغُ، وهي صائِحةٌ‏.‏ وسنذكره أَيضاً في المعتل‏.‏

ضأضأ‏:‏ الضِّئْضِئُ والضُّؤْضُؤُ‏:‏ الأَصل والمَعْدِنُ‏.‏ قال الكميت‏:‏

وَجَدْتُك في الضِّنْءِ من ضِئْضِئٍ *** أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الصِّغارا

وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً أَتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، وهو يَقْسِمُ الغنائم، فقال له‏:‏ اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِلْ‏.‏ فقال‏:‏ يخرج من ضِئْضِئي هذا قوم يَقْرَؤُون القرآن لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ‏.‏

الضئْضِئُ‏:‏ الأَصْلُ‏.‏ وقال الكميت‏:‏

بأَصل الضِّنْوِ ضئْضِئِه الأَصِيل، وقال ابن السكيت مثله، وأَنشد‏:‏

أَنا من ضِئْضِئِ صِدْقٍ *** بَخْ وفي أَكْرَمِ جِذْلِ

ومعنى قوله يَخْرُج من ضِئْضِئي هذا أَي من أَصلِه ونَسْلِه‏.‏ قال الراجز‏:‏

غَيْران من ضِئضِئِ أَجْمالٍ غُيُرْ

تقول‏:‏ ضِئْضِئُ صِدْقٍ وضُؤْضُؤُ صِدْقٍ‏.‏ وحكي‏:‏ ضِئْضِيءٌ مثل قِنْدِيلٍ؛ يريد أَنه يخرج مِن نَسْلِه وعَقِبه‏.‏ ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه‏.‏ وفي حديث عمر رضي اللّه تعالى عنه‏:‏ أَعطَيْتُ ناقةً في سبيل اللّه، فأَردتُ أَن أَشترِيَ مِن نَسْلِها، أَو قال‏:‏ من ضِئْضِئها، فسأَلْتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ دعْها حتى تَجيءَ يومَ القيامة هي وأَولادُها في ميزانِكَ‏.‏ والضِّئْضِئُ‏:‏ كثرة النَّسْل وبَرَكَتُه، وضِئْضِئُ الضَّأْنِ ، من ذلك‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الضأْضاءُ صَوْتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ‏.‏ والضُّؤْضُؤُ‏:‏ هذا الطائرُ الذي يسمى الأَخْيَلَ‏.‏قال ابن دريد‏:‏ ولا أَدري ما صحته‏.‏

ضبأ‏:‏ ضَبَأَ بالأَرض يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً وضَبَأَ في الأَرض، وهو ضَبِيءٌ‏:‏ لَطِئَ واخْتَبأَ، والموضع‏:‏ مَضْبَأٌ‏.‏ وكذلك الذئب إِذا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة

أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَّيْد‏.‏ ومنه سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وهو ضابئُ بن الحَرِثِ البُرْجُمِيُّ‏.‏ وقال الشاعر في الضابِئِ المُخْتَبِئِ الصَّيَّادِ‏:‏

إِلاّ كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً *** بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه وَيَدِهْ

يَصفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ في فُروج ما بين يدي فرسه لِيَخْتِلَ به

الوَحْشَ، وكذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، وأَنشد‏:‏

لَمَّا تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه *** آواه في ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ

قال‏:‏ والمَضْبَأُ‏:‏ الموضع الذي يكون فيه‏.‏ يقال للناس‏:‏ هذا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وجمعه مَضابِئُ‏.‏

وضَبَأَ‏:‏ لَصِقَ بالأَرضِ‏.‏ وضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إِذا أَلْزَقه بها‏.‏ وضَبَأْتُ إِليه‏:‏ لَجأْت‏.‏ وأَضْبَأَ على الشيءِ إِضْبَاءً‏:‏ سَكَتَ عليه وكَتَمه، فهو مُضْبِئٌ عليه‏.‏ ويقال‏:‏ أَضْبَأَ فلان على داهيةٍ مثل أَضَبَّ‏.‏ وأَضْبَأَ على ما في يَدَيْه‏:‏ أَمْسَكَ‏.‏ اللحياني‏:‏ أَضْبَأَ على ما في يديه، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إِذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ على ما في أَنفُسهم إِذا كتموه‏.‏

وضَبَأَ‏:‏ اسْتَخْفَى‏.‏ وضَبَأَ منه‏:‏ اسْتَحْيَا‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ اضْطَبَأْتُ

منه أَي اسْتَحْيَيْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموي‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ إِنما

هو اضْطَنَأْتُ بالنون، وهو مذكور في موضعه‏.‏ وقال الليث‏:‏ الأَضْباءُ‏:‏

وَعْوعة جَرْوِ الكلب إِذا وَحْوَحَ، وهو بالفارسية فحنحه‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ هذا خطأٌ وتصحيف وصوابه‏:‏ الأَصْياءُ، بالصاد، من صَأَى يَصْأَى، وهو الصَّئِيُّ‏.‏

وروى المنذري بإِسناده عن ابن السكيت عن العُكْليِّ‏:‏ أَنَّ أَعرابيّاً

أَنشده‏:‏

فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ *** بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُهْ

قال ابن السّكيت‏:‏ المُضابِئَةُ‏:‏ الغِرارةُ المُثْقَلَةُ تُضْبِئُ من يحْمِلُها تحتها أَي تُخْفِيه‏.‏

قال‏:‏ وعنى بها هذه القصيدة المبتورة‏.‏ وقوله‏:‏ لم يَؤُلَّ أَي لم

يُضْعِفْ‏.‏ بادئها‏:‏ قائِلَها الذي ابْتَدأَها‏.‏ وهاؤُوا أَي هاتوا‏.‏

وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذا كَثُرَ ولدها‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ هذا تصحيف

والصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون والهمزة، إِذا كثر ولدها‏.‏

والضَّابِئُ‏:‏ الرَّمادُ‏.‏

ضنأ‏:‏ ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً وأَضْنَأَتْ‏:‏ كثر

ولدها، فهي ضانِئٌ وضانِئةٌ‏.‏ وقيل‏:‏ ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً إِذا ولَدت‏.‏

الكسائي‏:‏ امْرأَةٌ ضانِئةٌ وماشِيةٌ معناهما أَن يكثر ولدها‏.‏ وضَنَأَ

المال‏:‏ كَثُر، وكذلك الماشيةُ‏.‏ وأَضْنَأَ القومُ إِذا كَثُرت مَواشِيهم‏.‏

والضَّنْءُ‏:‏ كثرة النَّسْل‏.‏ وضَنَأَتِ الماشيةُ‏:‏ كَثُر نِتاجُها‏.‏ وضَنْءُ

كلِّ شيءٍ‏:‏ نَسْلُه‏.‏ قال‏:‏

أَكْرَم ضَنْءٍ وضِئْضِئٍ عنْ *** ساقَيِ الحَوْض ضِئْضِئها ومَضْنَؤُها

والضَّنْءُ والضِّنْءُ، بالفتح والكسْر مهموز ساكن النون‏:‏ الولد، لا

يفرد له واحد، إِنما هو من باب نَفَرٍ

ورَهْطٍ، والجمع ضُنُوءٌ‏.‏

التهذيب، أَبو عمرو‏:‏ الضَّنْءُ الولد، مهموز ساكن النون‏.‏ وقد يقال له‏:‏

الضِّنْءُ‏.‏ والضِّنءُ، بالكسر‏:‏ الأَصْلُ والمَعْدِن‏.‏ وفي حديث قُتَيلة بنت النضر بن الحرث أَو أُخته‏:‏

أَمُحَمَّدٌ، ولأَنْتَ ضِنْءُ نَجِيبَةٍ *** مِنْ قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ

الضِّنْءُ، بالكسر‏:‏ الأَصل‏.‏ ويقال‏:‏ فلان في ضِنْءِ صِدْقٍ وضِنْءِ

سَوْءٍ‏.‏

واضْطَنَأَ لَه ومنه‏:‏ اسْتَحْيا وانْقَبَضَ‏.‏ قال الطِّرِمَّاحُ‏:‏

إِذا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ والِدِه اضْطَنا *** ولا يَضْطَني مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ

أَراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ‏.‏ وقيل‏:‏ هو من الضَّنَى الذي هو المَرضُ، كأَنَّه يَمْرَضُ من سَماع مَثالِب أَبيه‏.‏ وهذا البيت في التهذيب‏:‏

ولا يُضْطَنا مِن فِعْلِ أَهْلِ الفَضائِلِ

وقال‏:‏

تَزاءَكَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ *** إِذا ائْتَبَّهُ الإِدُّ لا يَفْطَؤُهْ

التزاؤُك‏:‏ الاسْتِحْياءُ‏.‏

وضَنَأَ في الأَرض ضَنْأً وضُنُوءاً، اخْتَبَأَ‏.‏ وَقَعَدَ مَقْعَدَ

ضُنْأَةٍ أَي مَقْعَدَ ضَرُورَةٍ، ومعناه الأَنَفَة‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ أَظن ذلك من قولهم اضْطَنَأْتُ أَي اسْتَحْيَيْتُ‏.‏

ضهأ‏:‏ ضاهَأَ الرجُلَ وغَيْرَه‏:‏ رَفَق به؛ هذه رواية أَبي عبيد عن الأُمَوِيِّ في المُصَنَّف‏.‏ والمُضاهَأَةُ‏:‏ المُشاكَلَةُ‏.‏ وقال صاحب العين‏:‏

ضَاهَأْتُ الرجل وضَاهَيْتُه أَي شابَهْتُه، يهمز ولا يهمز، وقرئَ بهما قوله عزَّ وجلَّ‏:‏ يُضاهِئُون قول الذين كفروا‏.‏

ضوأ‏:‏ الضَّوءُ والضُّوءُ، بالضم، معروف‏:‏ الضِّياءُ، وجمعه أَضْواءٌ‏.‏ وهو الضِّواءُ والضِّياءُ‏.‏ وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ‏:‏ يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّؤْءَ، أَي ما كان يَسمع من صوت المَلَك ويراه مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه‏.‏ التهذيب، الليث‏:‏ الضَّوْءُ والضِّياءُ‏:‏ ما أضاءَ لك‏.‏

وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ كُلَّما أَضاءَ لهم مَشَوْا فِيهِ‏.‏ يقال‏:‏ ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ‏.‏ قال‏:‏ واللغة الثانية هي المُختارة، وقد يكون الضِّياءُ جمعاً‏.‏ وقد ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ‏.‏ وفي شعر العباس‏:‏

وأَنْتَ، لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ *** وضاءَتْ، بِنُورِك، الأُفُقُ

يقال‏:‏ ضاءَتْ وأَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنارَتْ، وصارَت مُضِيئةً‏.‏

وأَضَاءَتْه، يَتعدَّى ولا يَتعدَّى‏.‏ قال الجعديّ‏:‏

أضاءَتْ لنا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ *** مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا

أَبو عبيد‏:‏ أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها، وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ، وأَمَّا الضِّياءُ، فلا همز في يائه‏.‏ وأَضاءَه له واسْتَضَأْتُ به‏.‏ وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه‏:‏

لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَسْتَضِيئُوا بنار المُشْرِكِين، أَي لا تَسْتَشِيرُوهم ولا تأْخُذُوا آراءَهم‏.‏ جَعَل الضوءَ مثلاً للرأْي عند الحَيْرَةِ‏.‏ وأَضأْتُ به البيتَ وضَوَّأْتُه به وضَوَّأْتُ عنه‏.‏الليث‏:‏ ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ لم أَسمعه من غيره‏.‏

أَبو زيد في نوادره‏:‏ التَّضَوُّؤُ أَن يَقومَ الإنسانُ في ظُلْمَةٍ حيث

يَرى بِضَوْءِ النار أَهْلَها ولا يَرَوْنه‏.‏ قال‏:‏ وعَلِقَ رجل من العَرَب

امرأَةً، فإِذا كان الليل اجْتَنَح إِلى حيث يَرَى ضَوْءَ نارِها

فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فلاناً يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فلا

تُريه إِلاَّ حَسَناً‏.‏ فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن يَدِها إِلى مَنْكِبها ثم

ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إِبْطَها، وقالت‏:‏ يا مُتَضَوِّئاهْ ‏!‏ هذه في

اسْتِكَ إِلى الإِبْطِ‏.‏ فلما رأَى ذلك رَفَضَها‏.‏ يقال ذلك عند تعيير مَن لا يُبَالي ما ظَهَر منه من قَبِيح‏.‏

وأَضاءَ بِبَوْلِه‏:‏ حَذَف به، حكاه عن كراع في المُنَجَّد‏.‏

ضيأ‏:‏ ضَيَّأَتِ المرأَةُ‏:‏ كثر ولَدُها، والمعروف ضَنَأَ‏.‏ قال‏:‏ وأَرى الأَوَّل تصحيفاً‏.‏

طأطأ‏:‏ الطَّأْطَأَةُ مصدر طَأْطَأَ رأْسَه طَأْطَأَةً‏:‏ طامَنَه‏.‏

وتَطَأْطَأَ‏:‏ تَطامَنَ‏.‏ وطَأْطَأَ الشيءَ‏:‏ خَفَضَه‏.‏

وطَأْطَأَ عن الشيء‏:‏ خَفَض رأْسَه عَنْه‏.‏ وكُلُّ ما حُطَّ فقد طُؤْطِئَ‏.‏

وقد تَطَأْطَأَ إِذا خَفَضَ رأْسَه‏.‏

وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه‏:‏ تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاةِ

أَي خَفَضْتُ لكم نَفْسِي كَتَطامن الدُّلاة، وهو جمع دالٍ‏:‏ الذي يَنْزِعُ

بالدَّلْو، كقاضٍ وقُضاة، أَي كما يخْفِضها المُسْتَقُون بالدِّلاءِ، وتواضعت لكم وانحَنَيْتُ‏.‏ وطَأْطَأَ فرسَه‏:‏ نَحزَه بفخذيه وحَرَّكه

للحُضْر‏.‏وطَأْطَأَ يَدَه بالعِنان‏:‏ أَرسَلَها به للإِحْضار‏.‏

وطَأْطَأَ فلان من فلان إِذا وَضَع من قَدْره‏.‏ قال مَرَّارُ بن مُنْقِذ‏:‏

شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتَه *** وإِذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ، طِمِرّ

وطَأْطَأَ‏:‏ أَسْرَعَ، وطَأْطَأَ في قَتْلِهِم‏:‏ اشْتَدَّ وبالغَ‏.‏ أَنشد

ابن الأَعرابي‏:‏

ولَئِنْ طَأْطَأْتُ في قتْلِهِم *** لَتُهاضَنَّ عِظامِي عن عُفُرْ

وطَأْطَأَ الرَّكْضَ في ماله‏:‏ أَسْرَعَ إِنْفاقَه وبالغَ فيه‏.‏

والطَّأْطَاءُ‏:‏ الجَملُ الخَرْبَصِيصُ، وهو القَصِيرُ السيرِ‏.‏ والطَّأْطاءُ‏:‏

المُنْهَبِطُ من الأَرض يَسْتُرُ مَن كان فيه‏.‏ قال يصف وحشاً‏:‏

منها اثْنَتان لِما الطَّأْطاءُ يَحْجُبُه *** والأُخْرَيانِ لِما يَبْدُو به القَبَلُ

والطَّأْطاءُ‏:‏ المُطْمَئِنُّ الضَّيِّقُ، ويقال له الصَّاعُ والمِعَى‏.‏

طتأ‏:‏ أَهمله الليث‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ طتأَ إِذا هَرَبَ‏.‏

طثأ‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ طَثأَ إِذا لَعِبَ بالقُلةِ‏.‏ وطَثَأَ طَثْأً‏:‏ أَلقَى

ما في جَوْفِه‏.‏

طرأ‏:‏ طَرَأَ على القوم يَطْرَأُ طَرْءاً وطُرُوءاً‏:‏ أَتاهم مِن مَكانٍ، أَو طَلَعَ عليهم من بَلَدٍ آخَر، أَو خرج عليهم مِن مكانٍ بَعيدٍ

فُجاءة، أَو أَتاهم من غير أَن يَعْلَمُوا، أَو خَرج عليهم من فَجْوةٍ‏.‏ وهم الطُّرَّاءُ والطُّرَآءُ‏.‏ ويقال للغُرباءِ الطُّرآء، وهم الذين يأْتُون من مكان بعيد‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وأَصله الهمز من طَرَأَ يَطْرَأُ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القرآنِ، أَي وَرَدَ وأَقبل‏.‏ يقال‏:‏

طَرَأَ يَطْرَأُ، مهموزاً، إِذا جاءَ مُفاجَأَةً، كأَنه فَجِئَه الوقت الذي كان يُؤَدي فيه وِرْدَه مِن القرآنِ، أَو جَعَلَ ابْتِداءَه فيه طُرُوءاً منه عليه‏.‏ وقد يُترك الهمز فيه فيقال‏:‏ طَرَا يَطْرُو طُرُوّاً‏.‏وطَرَأَ مِن الأَرض‏:‏ خرج، ومنه اشْتُقَّ الطُّرْآنِيُّ‏.‏ وقال بعضهم‏:‏

طُرْآنُ جبل فيه حَمام كثير، إِليه يُنْسَبُ الحمامُ الطُّرْآنِيُّ؛ لا

يُدْرَى مِن حيث أَتى‏.‏ وكذلك أَمْرٌ طُرْآنِيٌّ، وهو نسب على غير قياس‏.‏ وقال العجاج يذكر عَفافَه‏:‏

إِنْ تَدْنُ، أَو تَنْأَ، فلا نَسِيُّ *** لِما قَضَى اللّهُ، ولا قَضِيُّ

ولا مَعَ الماشِي، ولا مَشِيُّ *** بِسِرِّها، وذاك طُرْآنِيُّ

ولا مَشِيٌّ‏:‏ فَعُولٌ مِنَ المَشْيِ‏.‏ والطُّرْآنِيُّ يقول‏:‏ هو مُنْكَر

عَجَبٌ‏.‏ وقيل حَمامٌ طُرآنِيٌّ‏:‏ منكَر، من طَرَأَ علينا فلان أَي طَلَع

ولم نَعرفه‏.‏ قال‏:‏ والعامة تقول‏:‏ حَمامٌ طُورانِيٌّ، وهو خطأٌ‏.‏ وسئل أَبو حاتم عن قول ذِي الرمة‏:‏

أَعارِيبُ طُورِيُّونَ، عن كُلِّ قَرْيةٍ *** يَحِيدُون عنها مِنْ حِذارِ المَقادِرِ

فقال‏:‏ لا يكون هذا من طَرَأَ ولو كان منه لقال طَرْئِيُّون، الهمزةُ بعد الراءِ‏.‏ فقيل له‏:‏ ما معناه‏؟‏ فقال‏:‏ أَراد أَنهم من بلاد الطُّور يعني الشام فقال طُورِيُّون كما قال العجاج‏:‏

دانَى جَناحَيْهِ مِنَ الطُّور فَمَرّ

أَراد أَنه جاءَ من الشام‏.‏

وطُرأَةُ السيل‏:‏ دُفْعَتُه‏.‏

وطَرُؤَ الشيءُ طَراءة وطَراءً فهو طَرِيءٌ وهو خلاف الذّاوِي‏.‏

وأَطْرَأَ القومَ‏:‏ مَدَحَهُم، نادرة، والأَعرف بالياء‏.‏

طسأ‏:‏ إِذا غَلَب الدَّسمُ عل قلب الآكل فاتَّخَمَ قيل طَسِئَ يَطْسَأُ

طَسْأً وطَساءً، فهو طَسِيءٌ‏:‏ اتَّخَم عن الدسَم‏.‏ وأَطْسَأَه

الشِّبَعُ‏.‏ يقال طَسِئَت نَفْسُه، فهي طاسِئةٌ، إِذا تَغَيَّرت عن أَكل الدَّسم، فرأَيته مُتَكَرِّهاً لذلك، يهمز ولا يهمز‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الشَّيطان قال‏:‏

ما حَسَدْتُ ابنَ آدَم إِلاَّ على الطُّسْأَةِ والحُقْوةِ‏.‏ الطُّسْأَةُ‏:‏

التُّخمَةُ والهَيْضةُ‏.‏ يقال طَسِئَ إِذا غَلب الدَّسَمُ على قَلْبه‏.‏

طشأ‏:‏ رجل طُشْأَةٌ‏:‏ فَدْمٌ، عَيِيٌّ لا يَضر ولا ينفع‏.‏

طفأ‏:‏ طَفِئَتِ النارُ تَطْفَأُ طَفْأً وطُفُوءاً وانْطَفَأَتْ‏:‏ ذهَبَ

لَهَبُها‏.‏ الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في كتاب الجُمل‏.‏

وأَطْفَأَها هو وأَطْفَأَ الحَرْبَ؛ منه على المثل‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً للحَرْبِ أَطْفَأَها الله، أَي أَهْمَدَها حتى تَبْرُد، وقال‏:‏

وكانتْ بَيْنَ آلِ بَنِي عَدِيٍّ *** رَباذِيَةٌ، فأَطْفَأَها زِيادُ

والنارُ إِذا سَكَن لَهَبُها وجَمْرُها بعدُ فهي خامدةٌ، فإِذا سكنَ

لَهبها وبرَدَ جمرها فهي هامِدةٌ وطافِئةٌ‏.‏

ومُطْفِئُ الجَمْر‏:‏ الخامِس من أَيام العجوز‏.‏ قال الشاعر‏:‏

وبآمِرٍ، وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ *** ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئِ الجَمْرِ

ومُطْفِئةُ الرَّضْفِ‏:‏ الشاة المهزولة‏.‏ تقول العرب‏:‏ حَدَسَ لهم

بِمُطْفِئَةِ الرضْف، عن اللحياني‏.‏

طفنشأ‏:‏ التهذيب في الرباعي عن الأُموي‏:‏ الطَّفَنْشَأُ، مقصور مهموز، الضَّعِيفُ من الرجال‏.‏ وقال شمر‏:‏ الطَّفَنْشَلُ، باللام‏.‏

طلفأ‏:‏ المُطْلَنْفِئُ والطَّلَنْفَأُ والطَلَنْفَى‏:‏ اللاَّزقُ

بالأَرضِ اللاَّطِئُ بها‏.‏ وقد اطْلَنْفَأَ اطْلِنْفاءً واطْلَنْفَى‏:‏ لَزِقَ

بالأَرض‏.‏ وجَملٌ مُطْلَنْفِئُ الشَّرَفِ أَي لازِقُ السَّنام‏.‏

والمُطْلَنْفِئُ‏:‏ اللاطِئُ بالأَرض‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ هو المُستَلْقِي على

ظهره‏.‏

طنأ‏:‏ الطِّنْءُ‏:‏ التُّهمَةُ‏.‏ والطِّنْءُ‏:‏ المنْزِل‏.‏ والطِّنْءُ‏:‏ الفُجوز‏.‏ قال الفرزدق‏:‏

وضارِيةٌ ما مَرَّ إِلاَّ اقْتَسَمْنَه *** عليهنّ خَوّاضٌ، إِلى الطِّنْءِ، مِخْشَفُ

ابن الأَعرابي‏:‏ الطِّنْءُ‏:‏ الرِّيبةُ‏.‏ والطِّنْءُ‏:‏ البِساطُ‏.‏

والطِّنْءُ‏:‏ المَيْلُ بالهَوَى‏.‏ والطِّنْءُ‏:‏ الأَرضُ البَيضاءُ‏.‏ والطِّنْءُ‏:‏ الرَّوْضة، وهي بقيَّة الماء في الحَوض‏.‏ وأَنشد الفرّاءُ‏:‏

كأَنَّ على ذِي الطِّنْءِ عَيْناً بَصِيرةً

أَي على ذي الرِّيبةِ‏.‏ وفي النوادر‏:‏ الطِّنْءُ شيءٌ يُتخذ لصَيْدِ

السِّباعِ مثل الزُّبْيَةِ‏.‏والطِّنْءُ في بعض الشعر‏:‏ اسم للرّماد الهامِدِ‏.‏

والطِّنْءُ، بالكسر‏:‏ الرِّيبة والتُّهمَةُ والداءُ‏.‏

وطَنأْتُ طُنُوءاً وزَنَأْتُ إِذا اسْتَحْيَيْتُ‏.‏

وطَنِئَ البعيرُ يَطْنَأُ طَنَأً‏:‏ لَزِقَ طِحالُهُ بجنبه، وكذلك الرجل‏.‏

وطَنِئَ فلان طَنَأً إِذا كان في صدره شيءٌ يَستَحْيي أَن يُخرجه‏.‏ وإِنه لَبَعِيدُ الطِّنْءِ أَي الهِمَّةِ، عن اللحياني‏.‏ الطِّنءُ‏:‏ بقيةُ

الرُّوحِ‏.‏ يقال‏:‏ تركته بِطِنْئِه أَي بحُشاشةِ نَفْسِه، ومنه قولهم‏:‏ هذه حَيَّةٌ لا تُطْنِئُ أَي لا يَعِيش صاحِبُها، يُقْتَل من ساعتها، يهمز ولا يهمز، وأَصله الهمز‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال‏:‏ رُمِيَ فلان في طِنْئِه وفي نَيْطِه وذلك إِذا رُمِيَ في جَنازَتِه ومعناه إِذا ماتَ‏.‏ اللحياني‏:‏ رجل طَنٍ وهو الذي يُحَمُّ غِبّاً فيعظُمُ طِحالهُ، وقد طَنِيَ طَنًى‏.‏ قال‏:‏ وبعضهم يهمز فيقول‏:‏ طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ‏.‏

طوأ‏:‏ ما بها طُوئِيٌّ أَي أَحد‏.‏

والطاءة‏:‏ الحَمْأَةُ‏.‏ وحكى كراع‏:‏ طآة كأَنه مقلوب‏.‏

وطاءَ في الأَرض يَطُوءُ‏:‏ ذهب‏.‏

والطاءة مثل الطاعة‏:‏ الإِبعاد في المَرْعَى‏.‏ يقال‏:‏ فرس بَعيدُ

الطاءة‏.‏ قال‏:‏ ومنه أُخِذ طَيِّءٌ، مثل سَيِّدٍ، أَبو قبيلة من اليمن، وهو طَيِّءُ بن أُدَدَ بن زيد بن كَهْلانَ بن سَبَأ بن حِمْيَر، وهو فَيْعِلٌ من ذلك، والنسب اليها طائِيٌّ على غير قياس كما قيل في النسب إِلى الحِيرةِ حارِيٌّ، وقياسه طَيْئِيٌّ مثل طَيْعِيٍّ، فقلبوا الياءَ الأُولى أَلفاً وحذفوا الثانية، كما قيل في النسب إِلى طَيِّبٍ طَيْبِيٌّ كراهيةَ الكسَرات والياءات، وأَبْدَلوا الأَلف من الياءِ فيه، كما أَبدلوها منها في زَبَانِيٍّ‏.‏ ونظيره‏:‏ لاهِ أَبوكَ، في قول بعضهم‏.‏ فأَما قول من قال‏:‏ إِنه سمي طَيِّئاً لأَنه أَوَّل مَن طَوَى المناهل، فغيرُ صحيح في التصريف‏.‏ فأَما قول ابن أَصْرَمَ‏:‏

عاداتُ طَيٍّ في بني أَسَدٍ *** رِيُّ القَنا، وخِضابُ كلِّ حُسام

إِنما أَراد عاداتُ طَيِّءٍ، فحذف‏.‏ ورواه بعضهم طَيِّءَ، غير مصروف، جعله اسماً للقبيلة‏.‏

ظأظأ‏:‏ ظَأْظَأَ ظَأْظَأَةً، وهي حكاية بعض كلام الأَعْلَمِ الشَّفةِ

والأَهْتَم الثَّنايا، وفيه غُنَّة‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الظَّأْظاءُ‏:‏ صَوت التَّيْس

إِذا نَبَّ‏.‏

ظمأ‏:‏ الظَّمَأُّ‏:‏ العَطَشُ‏.‏ وقيل‏:‏ هو أَخَفُّه وأَيْسَرُه‏.‏ وقال الزجاج‏:‏

هو أَشدُّه‏.‏ والظَّمْآن‏:‏ العَطْشانُ‏.‏ وقد ظمِئَ فلان يَظْمَأُ ظَمَأً

وظَماءً وظَماءة إِذا اشتدَّ عَطَشُه‏.‏ ويقال ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً

فأَنا ظامٍ وقوم ظِماءٌ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ لا يُصِيبُهم ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ‏.‏ وهو ظَمِئٌ وظَمْآنُ والأُنثى ظَمْأَى وقوم ظِماءٌ أَي عِطاشٌ‏.‏ قال

الكميت‏:‏

إِلَيْكُم ذَوي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ *** نَوازِعُ، من قَلْبِي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ

استعار الظِّماء للنَّوازِعِ، وإِن لم تكن أَشخاصاً‏.‏ وأَظْمَأْتُه‏:‏

أَعْطَشْتُه‏.‏ وكذلك التَّظْمِئةُ‏.‏

ورجل مِظْماءٌ مِعطاشٌ، عن اللحياني‏.‏ التهذيب‏:‏ رجل ظَمْآنُ وامرأَة ظَمْأَى لا ينصرفان، نكرة ولا معرفة‏.‏ وظَمِئَ إِلى لِقائه‏:‏ اشْتاقَ، وأَصله ذلك‏.‏ والاسم من جميع ذلك‏:‏ الظِّمْءُ، بالكسر‏.‏ والظِّمْءُ‏:‏ ما بين الشُّرْبَيْنِ والوِرْدَيْن، زاد غيره‏:‏ في وِرْد الإِبل، وهو حَبْسُ الإِبل عن الماءِ إِلى غاية الوِرْد‏.‏ والجمع‏:‏ أَظْماءٌ‏.‏ قال غَيْلان الرَّبَعِي‏:‏

مُقْفاً على الحَيِّ قَصير الأَظْماءْ

وظِمْءُ الحَياةِ‏:‏ ما بين سُقُوط الولد إِلى وقت مَوْتِه‏.‏ وقولهم‏:‏ ما

بَقِيَ منه إلاَّ قَدْرُ ظِمْءِ الحِمار أَي لم يبق من عُمُره إِلاَّ

اليسيرُ‏.‏ يقال‏:‏ إِنه ليس شيءٌ من الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً من الحِمار، وهو أَقل الدوابّ صَبْراً عن العَطَش، يَرِدُ الماءَ كل يوم في الصيف مرتين‏.‏ وفي حَدِيث بعضهم‏:‏ حين لم يَبْقَ من عُمُري إِلاَّ ظِمْءُ حِمار أَي شيءٌ يسير‏.‏ وأَقصَرُ الأَظْماءِ‏:‏ الغِبُّ، وذلك أَن تَرِدَ الإِبلُ يوماً وتَصْدُرَ، فتكون في المرعى يوماً وتَرِدُ اليوم الثالث، وما بين شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ، طال أَو قَصُر‏.‏

والمَظْمَأُ‏:‏ موضع الظَّمإِ من الأَرض‏.‏ قال الشاعر‏:‏

وخَرْقٍ مَهارِقَ، ذِي لُهْلُهٍ *** أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ

أَجدَّ‏:‏ جَدَّد‏.‏ وفي حديث مُعاذ‏:‏ وإِن كان نَشْر أَرض يُسْلِمُ عليها

صاحِبُها فإِنه يُخْرَجُ منها ما أُعْطِيَ نَشرُها رُبعَ المَسْقَوِيِّ

وعُشْرَ المَظْمئيِّ‏.‏ المَظْمَئِيُّ‏:‏ الذي تُسْقِيه السماءُ، والمَسْقَوِيُّ‏:‏

الذي يُسْقَى بالسَّيْح، وهما منسوبان إِلى المَظْمإِ

والمَسْقَى، مصدري أَسْقى وأَظْمَأَ‏.‏

قال ابن الأَثير‏:‏ وقال أَبو موسى‏:‏ المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئِيُّ فترك

همزه، يعني في الرواية‏.‏

وذكره الجوهري في المعتل ولم يذكره في الهمز ولا تعرَّض إِلى ذكر تخفيفه،ة وسنذكره في المعتل أَيضاً‏.‏ ووجه ظَمْآنُ‏:‏ قليلُ اللحم لَزِقت جِلْدَتُه بعظمه، وقَلَّ ماؤُه، وهو خِلاف الرَّيَّان‏.‏ قال المخبل‏:‏

وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفة لا *** ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ، ولا جَهْمُ

وساقٌ ظَمْأَى‏:‏ مُعْتَرِقةُ اللحم‏.‏ وعَيْنٌ ظَمْأَى‏:‏ رقيقة الجَفْن‏.‏ قال

الأَصمعي‏:‏ ريح ظَمْأَى إِذا كانت حارَّةً ليس فيها نَدى‏.‏ قال ذو الرمة يصف السَّرابَ‏:‏

يَجْرِي، فَيَرْقُد أَحْياناً، ويَطْرُدُه *** نَكْباءُ ظَمْأَى، من القَيْظِيَّةِ الهُوجِ

الجوهري في الصحاح‏:‏ ويقال للفرس إِن فُصُوصَه لَظِماءٌ أَي ليست برَهْلةٍ كثيرةِ اللحم‏.‏ فَردَّ عليه الشيخ أَبو محمد بن بري ذلك، وقال‏:‏ ظِماءٌ ههنا من باب المعتل اللام، وليس من المهموز، بدليل قولهم‏:‏ ساقٌ ظَمْياءُ

أَي قَلِيلةُ اللحم‏.‏ ولما قال أَبو الطيب قصيدته التي منها‏:‏

في سَرْجِ ظامِيةِ الفُصوصِ، طِمِرَّةٍ *** يأْبَى تَفَرُّدُها لها التَّمْثِيلا

كان يقول‏:‏ إِنما قلت ظامية بالياءِ من غير همز لأَني أَردتُ أَنها ليست برهلة كثيرة اللحم‏.‏ ومن هذا قولهم‏:‏ رُمْح أَظْمَى وشَفةٌ ظَمْياءُ‏.‏

التهذيب‏:‏ ويقال للفرس إِذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَى إِنَّهُ لأَظْمَى الشَّوَى، وإِنَّ فُصوصَه لَظِماءٌ إِذا لم يكن فيها رَهَلٌ، وكانت مُتَوتِّرةً، ويُحمَدُ ذلك فيها، والأَصل فيها الهَمز‏.‏ ومنه قول الراجز يصف فرساً، أَنشده ابن السكيت‏:‏

يُنْجِيه، مِن مِثْلِ حَمامِ الأَغْلالْ، وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ

ظَمْأَى النَّسا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عالْ

فجعل قَوائِمَه ظِماءً‏.‏ وسَراةٌ رَيَّا أَي مُمْتَلِئةٌ من اللحم‏.‏ ويقال

للفرس إِذا ضُمِّرَ‏:‏ قد أُظْمِئَ إِظْماءً، أَو ظُمِئَ تَظْمِئةً‏.‏ وقال

أَبو النجم يصف فرساً ضَمَّره‏:‏

نَطْوِيه، والطَّيُّ الرَّفِيقُ يَجْدُلُه *** نُظَمِّئُ الشَّحْمَ، ولَسْنَا نَهْزِلُه

أَي نَعْتَصِرُ ماءَ بدنه بالتَّعْرِيق، حتى يذهب رَهَلُه ويَكْتَنِز

لحمه‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ ظَماءة الرجل، على فَعالةٍ‏:‏ سُوءُ خُلُقِه ولُؤْمُ

ضَرِيبَتِه وقِلَّةُ إِنْصافِه لمُخالِطِه، والأَصل في ذلك أَن الشَّرِيب إِذا

ساءَ خُلُقُه لم يُنْصِف شُركاءَه، فأَما الظَّمأُ، مقصور، مصدر ظَمِئَ يَظْمَأُ، فهو مهموز مقصور، ومن العرب مَن يَمدُّ فيقول‏:‏ الظَّماءُ، ومن أَمثالهم‏:‏ الظَّماءُ الفادِح خَيْرٌ منَ الرِّيِّ الفاضِح‏.‏

عبأ‏:‏ العِبْءُ، بالكسرِ‏:‏ الحِمْل والثِّقْلُ من أَي شيءٍ كان، والجمع الأَعْباء، وهي الأَحْمال والأَثْقالُ‏.‏ وأُنشد لزهير‏:‏

الحامِل العِبْء الثَّقِيل عن ال *** جانِي، بِغَيرِ يَدٍ ولا شُكْر

ويروى لغير يد ولا شكر‏.‏ وقال الليث‏:‏ العِبءُ‏:‏ كلُّ

حِمْلٍ من غُرْمٍ أَو حَمالةٍ‏.‏ والعِبْءُ أَيضاً‏:‏ العِدْل، وهما عِبْآنِ، والأَعْباء‏:‏ الأَعدال‏.‏ وهذا عِبْءُ هذا أَي مِثْلُه ونَظِيرُه‏.‏ وعبْءُ الشَّيءِ كالعِدْلِ والعَدْلِ، والجمع من كل ذلك أَعْباء‏.‏

وما عَبَأْتُ بفلان عَبْأَ أَي ما بالَيْتُ به‏.‏ وما أَعْبَأُ به عَبْأً

أَي ما أُبالِيه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وما عَبَأْتُ له شَيْئاً أَي لم أُبالِه‏.‏

وما أَعْبَأُ بهذا الأَمر أَي ما أَصْنَعُ به‏.‏ قال‏:‏ وأَما عَبَأَ فهو

مهموز لا أَعْرِفُ في معتلات العين حرفاً مهموزاً غيره‏.‏

ومنه قوله تعالى‏:‏ قل ما يَعْبَأُ بكُمْ رَبِّي لولا دُعاؤكم فقد

كَذَّبْتم فسَوفَ يكُون لِزاماً‏.‏ قال‏:‏ وهذه الآية مشكلة‏.‏ وروى ابن نجيح عن مجاهد

أَنه قال في قوله‏:‏ قل ما يَعْبَأُ بكم ربي أَي ما يَفْعَل بكم ربي لولا

دُعاؤه إِياكم لتَعْبُدوه وتُطِيعُوه، ونحو ذلك‏.‏ قال الكلبي‏:‏ وروى سلمة عن الفرّاء‏:‏ أَي ما يَصْنَعُ بكم ربي لولا دُعاؤكم، ابتلاكم لولا دعاؤه إِياكم إِلى الإِسلام‏.‏ وقال أَبو إسحق في قوله‏:‏ قل ما يَعْبَأُ بكم ربي أَي ما يفعل بكم لولا دُعاؤكم معناه لولا تَوْحِيدُكم‏.‏ قال‏:‏ تأْويله أَيُّ وزْنٍ لكم عنده لولا تَوحِيدُكم، كما تقول ما عَبَأْتُ بفلان أَي ما كان له عندي وَزْنٌ ولا قَدْرٌ‏.‏ قال‏:‏ وأَصل العِبْءِ الثِّقْل‏.‏ وقال شمر وقال أَبو عبدالرحمن‏:‏ ما عَبَأْتُ به شيئاً أَي لم أَعُدَّه شيئاً‏.‏ وقال أَبو عَدْنان عن رجل من باهِلةَ يقال‏:‏ ما يَعْبَأُ اللّه بفلان إِذا كان فاجراً مائقاً، وإِذا قيل‏:‏ قد عَبَأَ اللّهُ به، فهو رجُلُ صِدْقٍ وقد قَبِلَ اللّه منه كل شيءٍ‏.‏ قال وأَقول‏:‏ ما عَبَأْتُ بفلان أَي لم أَقبل منه شيئاً ولا من حَديثه‏.‏ وقال غيره‏:‏ عَبَأْتُ له شرًّا أَي هَيَّأْتُه‏.‏ قال، وقال ابن بُزُرْجَ‏:‏ احْتَوَيْتُ ما عنده وامْتَخَرْتُه واعْتَبَأْتُه وازْدَلَعْتُه وأَخَذْتُه‏:‏ واحد‏.‏

وعَبَأَ الأَمرَ عَبْأً وعَبَّأَهُ يُعَبِّئه‏:‏ هَيَّأَه‏.‏ وعَبَّأْتُ

المَتاعَ‏:‏ جعلت بعضَه على بعض‏.‏ وقيل‏:‏ عَبَأَ المَتاعَ يَعْبَأُه عَبْأً

وعَبَّأَه‏:‏ كلاهما هيأَه، وكذلك الخيل والجيش‏.‏ وكان يونس لا يهمز تَعْبِيَةَ الجيش‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ويقال عَبَّأْت المَتاعَ تَعْبِئةً، قال‏:‏ وكلٌّ من كلام العرب‏.‏ وعَبَّأْت الخيل تَعْبِئةً وتَعْبِيئاً‏.‏ وفي حديث عبدالرحمن بن عوف قال‏:‏ عَبَأَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم ببدر، لَيْلاً‏.‏

يقال عَبَأْتُ الجيشَ عَبْأً وعَبَّأْتهم تَعْبِئةً، وقد يُترك الهمز، فيقال‏:‏ عَبَّيْتُهم تَعْبِيةً أَي رَتَّبْتُهم في مَواضِعهم وهَيَّأْتُهم

للحَرْب‏.‏

وعَبَأَ الطِّيبَ والأَمرَ يَعْبَؤُه عَبْأً‏:‏ صَنَعه وخَلَطَه‏.‏ قال أَبو

زُبَيْدٍ يَصِف أَسداً‏:‏

كأَنَّ بنَحْرِه وبمَنْكِبَيْه *** عَبِيراً، باتَ يَعْبَؤُه عَرُوسُ

ويروى بات يَخْبَؤُه‏.‏ وعَبَّيْتُه وعَبَّأْتُه تَعْبِيةً وتَعْبِيئاً‏.‏

والعباءة والعَباءُ‏:‏ ضَرْب من الأَكسية، والجمع أَعْبِئَةٌ‏.‏ ورجل

عَبَاءٌ‏:‏ ثَقِيلٌ، وَخِمٌ كعَبَامٍ‏.‏

والمِعْبَأَةُ‏:‏ خِرْقةُ الحائضِ، عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقد اعْتَبَأَتِ

المرأَة بالمِعْبَأَةِ‏.‏ والاعْتِباءُ‏:‏ الاحْتِشاءُ‏.‏ وقال‏:‏ عَبَا وجهُه

يَعْبُو إِذا أَضاءَ وجهُه وأَشرَقَ‏.‏ قال‏:‏ والعَبْوةُ‏:‏ ضَوْءُ الشمسِ، وجمعه عِباً‏.‏ وعَبْءُ الشمسِ‏:‏ ضوءُها، لا يُدرى أَهو لغة في عَبِ الشمس أَم هوأَصلُه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وروى الرياشي وأَبو حاتم معاً قالا‏:‏ اجتمع أَصحابنا على عَبِ الشمس أَنه ضوءُها، وأَنشد‏:‏

إِذا ما رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ *** إِلى رَمْلِها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها

قالا‏:‏ نسبه إِلى عَبِ الشمس، وهو ضَوْءُها‏.‏ قالا‏:‏ وأَما عبدشمس من قريش، فغير هذا‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ يقال هم عَبُ الشمس ورأَيت عبَ الشمس ومررت بِعَبِ الشمس، يريدون عبدَشمس‏.‏ قال‏:‏ وأَكثر كلامهم رأَيت عبدَشمس، وأَنشد البيت‏:‏

إِذا ما رأَت، شمساً، عَبُ الشمسِ شمَّرت

قال‏:‏ وعَبُ الشمس ضَوْءُها‏.‏ يقال‏:‏ ما أَحْسَنَ عبَها أَي ضَوْءَها‏.‏ قال‏:‏

وهذا قول بعض الناس، والقول عندي ما قال أَبو زيد أَنه في الأَصل عبدشمس، ومثله قولهم‏:‏ هذا بَلْخَبِيثة ومررت بِبَلْخَبيثة‏.‏ وحكي عن يونس‏:‏

بَلْمُهَلَّب، يريد بني المُهَلَّبِ‏.‏ قال‏:‏ ومنهم من يقول‏:‏ عَبُّ شمس، بتشديد الباء، يريد عَبدَشَمس‏.‏ قال الجوهري في ترجمة عبا‏:‏ وعبُ الشمس‏:‏ ضوءُها، ناقص مثل دَمٍ، وبه سمي الرجل‏.‏