فصل: باب: الدال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ الدال

الدال حرف من الحروف المجهورة ومن الحروف النِّطْعيَّة وهي والطاءُ والتاء في حيز واحد‏.‏

أبد‏:‏ الأَبَدُ‏:‏ الدهر، والجمع آباد وأُبود؛ وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك‏:‏ أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد‏؟‏ فقال‏:‏ بل هي للأَبد؛ وفي رواية‏:‏ أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ‏؟‏ فقال‏:‏ بل لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وفي أُخرى‏:‏ بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر‏.‏ وأَبَدٌ أَبيد‏:‏ كقولهم دهر

دَهير‏.‏ ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد

وأَبعدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك

لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولم نسمعه؛ قال‏:‏

وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون، على التشنيع والتعظيم كما قالوا

أَرضون، وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ

العائضين، وقالوا في المثل‏:‏ طال الأَبعدُ على لُبَد؛ يضرب ذلك لكل ما قدُمَ‏.‏

والأَبَدُ‏:‏ الدائم والتأْييد‏:‏ التخليد‏.‏

وأَبَدَ بالمكان يأْبِد، بالكسر، أُبوداً‏:‏ أَقام به ولم يَبْرَحْه‏.‏

وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً؛ كذلك‏.‏ وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي

توحشت‏.‏ وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً‏:‏ توحشت‏.‏

والتأَبُّد‏:‏ التوحش‏.‏ وأَبِدَ الرجلُ، بالكسر‏:‏ توحش، فهو أَبِدٌ؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ، ناجيةً، مثل الهراوة ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ

أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها‏.‏

والأَوايد والأُبَّدُ‏:‏ الوحش، الذكَر آبد والأُنثى آبدة، وقيل‏:‏ سميت

بذلك لبقائها على الأَبد؛ قال الأَصمعي‏:‏ لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما

موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا؛ وقال عديّ بن زيد‏:‏

وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ، يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا

يعني بالأَمهار جحاشها‏.‏ وأَفلين‏:‏ صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن

الأُمهات‏.‏ والأُبود‏:‏ كالأَوابد؛ قال ساعدة بن جؤَية‏:‏

أَرى الدهر لا يَبقْى، على حَدَثانه، أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ

قال رافع بن خديج‏:‏ أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم

فحبسه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ

الوحش، فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا؛ الأَوابد جمع آبدة؛ وهي

التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس؛ ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها

وخلفتهم الوحش بها؛ قد تأَبدت؛ قال لبيد‏:‏

بِمِنىَ، تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها

وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش‏.‏ وفي حديث أُم زرع‏:‏ فأَراح عليّ

من كل سائمةٍ زَوْجَيْن، ومن كل آبِدَةٍ اثنتين؛ تريد أَنواعاً من ضروب

الوحوش؛ ومنه قولهم‏:‏ جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش‏.‏

وتأَبَّدت الدار‏:‏ خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه‏.‏ وأَتان أَبَدٌ‏:‏

وحشية‏.‏ والآبدة‏:‏ الداهية تبقى على الأَبد‏.‏ والآبدة‏:‏ الكلمة أَو الفعلة

الغريبة‏.‏ وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد‏.‏ ويقال للشوارد

من القوافي أَوابد؛ قال الفرزدق‏:‏

لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ، وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ

ويقال للكلمة الوحشية‏:‏ آبدة، وجمعها الأَوابد‏.‏ ويقال للطير المقيمة

بأَرضٍ شتاءَها وصيفها‏:‏ أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد، فإِذا

كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع، والأَوابد ضد القواطع من الطير‏.‏ وأَتان

أَبِد‏:‏ في كل عام تلد‏.‏ قال‏:‏ وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ

وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم يسمع عن العرب؛ ابن شميل‏:‏ الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام؛ قال أَبو منصور‏:‏

أَبَلٌ وأَبِد مسموعان، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن

ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ‏.‏ وقال أَبو مالك‏:‏ ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت

ولوداً، قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة؛ قال الأَزهري‏:‏ وأَحسبهما لغتين أَبِد

وإِبِدٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان؛ وقولهم‏:‏

لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ، إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ، في كلِّ ما عامٍ تَلِدْ

والإِبِد ههنا‏:‏ الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد

إِلا شرّاً‏.‏ والإِبِدُ‏:‏ الجوارح من المال، وهي الأَمة والفرس الأُنثى

والأَتان يُنْتَجن في كل عام‏.‏ وقالوا‏:‏ لن يبلغ الجدّ النكِد، إِلا الإِبِد، في كل عام تلد؛ يقول‏:‏ لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه

المال‏.‏

ويقال‏:‏ وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث‏.‏

وقال عبيد بن عمير‏:‏ الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَدٌ‏.‏ وأَبِدَ عليه أَبَداً‏:‏

غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً‏.‏

وأَبيدَةُ‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

فما أَبِيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها، وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر

ومأْبِد‏:‏ موضع؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره في مبد‏.‏ والأُبَيْدُ‏:‏ نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة

فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً‏.‏

أجد‏:‏ الإِجادُ والأُجادُ‏:‏ طاق قصير‏.‏ وبناءٌ مُؤَجَّد‏:‏ مقوًّى وثيق محكم، وقد أَجَّدَه وأَجَدَهُ‏.‏

وناقة مُؤجَدَة‏:‏ موُثقة الخلق، وأُجُدٌ‏:‏ مُتصلة الفَقار تراها كأَنها

عظم واحد‏.‏ وناقة أُجُد أَي قوية موثقة الخلق‏.‏ والأُجُدُ‏:‏ اشتقاقه من الإِجاد، والإِجاد كالطاق القصير؛ يقال‏:‏ عَقْدٌ مؤجد وناقة مؤجدة القَوى، وناقة

أُجُدٌ وهي التي فقار ظَهرها متصل؛ وآجدها الله فهي مُؤجدة القَرى أَي

موثقة الظهر‏.‏ وفي حديث خالد بن سنان‏:‏ وجدت أُجُداً تحثها؛ الأُجُدُ، بضم

الهمزة والجيم‏:‏ الناقة القوية الموثقة الخلق، ولا يقال للجمل أُجُدٌ؛ ويقال‏:‏ الحمد لله الذي آجدني بعد ضعف أَي قوّاني‏.‏

وإِجدْ، بالكسر‏:‏ من زجر الخيل‏.‏

أحد‏:‏ في أَسماءِ الله تعالى‏:‏ الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن

معه آخر، وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول‏:‏ ما جاءَني أَحد، والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة‏.‏ والأَحَد‏:‏ بمعنى

الواحد وهو أَوَّل العدد، تقول أَحد واثنان وأَحد عشر وإِحدى عشرة‏.‏

وأَما قوله تعالى‏:‏ قل هو الله أَحد؛ فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما قال الله تعالى‏:‏ لنسفعنْ بالناصية ناصية؛ قال الكسائي‏:‏ إِذا

أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله، فتقول‏:‏ ما فعلت

الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم‏.‏ والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون‏:‏ ما

فعلت الأَحد عشر أَلف درهم‏.‏ لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد‏.‏

وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ لستن كأَحد من النساءِ؛ وقال‏:‏ فما

منكم من أَحد عنه حاجزين‏.‏ وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير مصروفين لأَنهما

معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً‏.‏ وحكي عن بعض الأَعراب‏:‏ معي عشرة فأَحِّدْهن

أَي صيرهن أَحد عشر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد‏:‏ أَحِّدْ أَحِّدْ‏.‏ وفي حديث سعد في الدعاء‏:‏ أَنه قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين‏:‏ أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى‏.‏ والأَحَدُ من الأَيام، معروف، تقول مضى الأَحد

بما فيه؛ فيفرد ويذكر؛ عن اللحياني، والجمع آحاد وأُحْدانٌ‏.‏

واستأْحد الرجل‏:‏ انفرد‏.‏ وما استاحد بهذا الأَمر‏:‏ لم يشعر به، يمانية‏.‏

وأُحُد‏:‏ جبل بالمدينة‏.‏

وإِحْدى الإِحَدِ‏:‏ الأَمر المنكر الكبير؛ قال‏:‏

بعكاظٍ فعلوا إِحدى الإِحَدْ

وفي حديث ابن عباس‏:‏ وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال‏:‏ إِحدى من سبع؛ يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي، على نبينا محمد

وعليه الصلاة والسلام، المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي

السبع التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد‏.‏

أخد‏:‏ قال الأَزهري‏:‏ روى الليث في هذا الباب أَخذ وقال المُسْتأْ خِد

المُسْتكين؛ قال‏:‏ ومريض مُسْتأخِد أَي مستكِين لمرضه؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا

حرف مُصَحَّف والصواب المُستأْخِذُ، بالذال، وهو الذي يسيل الدَّم من أَنفه، ويقال للذي بعينه رمد‏:‏ مستأْخِذ أَيضاً‏.‏ والمُستأْخِذُ‏:‏ المُطاطئ

رأْسه من الوجع، قال‏:‏ هذا كله بالذال و موضعها باب الخاء والذال‏.‏

أدد‏:‏ الإِدُّ والإِدَّةُ‏:‏ العَجبُ والأَمر الفظيع العظيم والداهية، وكذلك الآدّ مثل الفاعل، وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ وأَمر إِدٌّ وصف به؛ هذه عن

اللحياني‏.‏ وفي التزيل العزيز‏:‏ لقد جئتم شيئاً إِدّاً؛ قراءة القراء

إِدّاً، بكَسر الأَلف، إِلا ما روي عن أَبي عمر وأَنه قرأَ‏:‏ أَدّاً‏.‏ قال‏:‏ ومن العرب من يقول لَقد جئت بشيء آدّ مثل مادّ، قال‏:‏ وهو في الوجوه كلها بشيء

عظيم؛ وأَنشد ابن دريد‏:‏

يا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا، رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا، فنِلتُ منه رَشْفَاً وبَرْدا

والإِدّ‏:‏ الداهية تئدّ وتؤدّ أَدّاً‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأَرى اللحياني حكى

تأَدُّ، فإِما أَن يكون بني ماضيه على فعل، وإِما أَن يكون من باب أَبى

يأْبى‏.‏

وأَدّه الأَمر يؤُدّه ويئدّه إِذا دهاه‏.‏ الليث‏:‏ يقال أَدّت فلاناً داهية

تؤده أَدّاً، بالفتح؛ قال رؤبة‏:‏

والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا

والإِدّ، بكسر الهمزة‏:‏ الشدَّة‏.‏ وفي حديث عليّ، رضى الله تعالى عنه، قال‏:‏ رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت‏:‏ ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ؛ الإِدد، بكسر الهمزة‏:‏ الدواهي العظام، واحدتها إِدّة، بالكسر والتشديد، والأَوَدُ‏:‏ العوج‏.‏ والأَدُّ‏:‏ الغلبةُ والقوّةُ؛ قال‏:‏

نَضَوْنَ عنّي شدّةً وأَدّا، من بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا

وأَدّت الناقة‏:‏ والإِبل تؤدّ أَدّاً‏:‏ رجَّعت الحنين في أَجوافها‏.‏ وأَدُّ

الناقة‏:‏ حنينها ومدّها لصوتها؛ عن كراع‏.‏ وأَدّ البعيرُ يؤدّ أَدّاً‏:‏

هَدَرَ‏.‏ وأَدّ الشيءَ والحبل يؤدّه أَدّاً‏:‏ مدّه‏.‏ وأَدّ في الأَرض يؤدّ

أَدّاً‏:‏ ذهب‏.‏ وأَدَدُ الطريق‏:‏ دَررُه‏.‏ والأَدُّ‏:‏ صوتَ الوطء؛ قال الشاعر‏:‏يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ، أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ

والأَديد‏:‏ الجبلة‏.‏ وشديدٌ أَديدٌ‏:‏ إِتباع له‏.‏

وأُدُد وأُدَد‏:‏ أَبو عدنان وهو أُدّ بن طابخة بن الياس ابن مضر؛ قال الشاعر‏:‏

أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا

يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا

قال ابن دريد‏:‏ أَحسب أَنّ الهمزة في أُدّ واو لأَنه من الودّ أَي الحب، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا اقتت وأَرخ الكتاب‏.‏ وأُدَد‏:‏ أَبو قبيلة من اليمن وهو أُدَدُ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير؛ والعرب تقول أُدَداً، جعلوه بمنزلة ثُقَب ولم يجعلوه بمنزلة عمر؛ الأَزهري‏:‏ وكان لقريش صنم

يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُد‏.‏

أزد‏:‏ الأَزْدُ‏:‏ لغة في الأَسْد تجمع قبائل وعمائر كثيرة في اليمن‏.‏

وأَزْدٌ‏:‏ أَبو حيّ من اليمن، وهو أَزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبا، وهو أَسْدٌ، بالسين، أَفصح يقال‏:‏ أَزد شَنُوُءة وأَزْدُ عُمان وأَزْدُ

السراة، قال النجاشي واسمه قيس بن عمرو، وكان عاهد أَزد شنوءة، وأَزد

عمان أَن لا يحولا عليه فثبتت أَزد شنوءة على عهده دون أَزد عمان؛ فقال‏:‏

وكنتُ كذي رِجليْنِ‏:‏ رجلٍ صحيحةٍ، ورجْلٍ بها رَيبٌ من الحَدَثانِ، فأَما التي صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ، وأَما التي شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ

أسد‏:‏ الأَسَد‏:‏ من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل، وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة، وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ‏.‏ وأَرض مأْسَدة‏:‏

كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان‏:‏ يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة‏:‏ ويقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة

للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب‏.‏

واستأْسد الأْسدَ‏:‏ دعاه؛ قال مهلهل‏:‏

إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ‏:‏ استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه‏.‏ وقيل لامرأَة

من العرب‏:‏ أَيّ الرجال زوجك‏؟‏ قالت‏:‏ الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ، ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في الشجاعة‏.‏ يقال‏:‏ أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ‏.‏ وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ

أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف‏.‏ واستأْسد عليه‏:‏

اجترأَ‏.‏ في حديث لقمان بن عاد‏:‏ خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد

يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية‏.‏ وأَسد عليه‏:‏ غضب؛ وقيل‏:‏ أَسد عليه سفه‏.‏

واستأْسد النبت‏:‏ طال وعظم، وقيل‏:‏ هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته، وقيل‏:‏ هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم‏:‏

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ، يقول للرائِدِ‏:‏ أَعشبتَ انْزلِ

وقال أَبو خراش الهذلي‏:‏

يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ، له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قوله‏:‏ يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني

حُمُراً وردت الماء‏.‏ والعَرمَض‏:‏ الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد

النبت‏.‏ والنجيل‏:‏ النزّ والطين‏.‏

وآسَدَ بين القوم‏:‏ أَفسد‏.‏ وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً‏:‏ هيجه

وأَغراه، وأَشلاه دعاه‏.‏ وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال رؤْبة‏:‏

تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد

والمؤسِدُ‏:‏ الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه‏.‏ وآسدت

الكلْبَ وأَوسدته‏:‏ أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف‏.‏ وآسدَ السيرَ

كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده‏:‏ وعسى أَن يكون مقلوباً عن

أَسأَد‏.‏ يقال للوسادة‏:‏ الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح‏.‏

وأُسَيْد وأَسِيدٌ‏:‏ اسمان‏.‏ والأَسَدُ‏:‏ قبيلة؛ التهذيب‏:‏ وأَسَد أَبو قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر‏.‏ وأَسَد أَيضاً‏:‏

قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار‏.‏ والأَسْد‏:‏ لغة في الأَزد؛ يقال‏:‏ هم الأَسْد شنوءة‏.‏ والأَسْديّ، بفتح الهمزة‏:‏ ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً‏:‏

مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه، والعادية‏:‏ الآبار‏.‏ والرغب‏:‏ الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب‏.‏ قال‏:‏ ووهم من جعله في فصل أَسد، وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي‏:‏ يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ‏.‏ قال‏:‏ وليس بجمع

تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت

الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ‏.‏

أصد‏:‏ الأُصْدَةُ، بالضم‏:‏ قميص صغير يلبس تحت الثوب؛ قال الشاعر‏:‏

ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه، لم يَسْتَعِن، وحوامي الموتِ تغْشاه

ثعلب‏:‏ الأُصْدَةُ الصُّدْرة؛ قال الشاعر‏:‏

مثلَ البرام غدا في أُصْدَةٍ خلَقٍ، لم يَسْتَعِنْ، وحوامي الموتِ تغشاه

ويقال‏:‏ أَصَّدْتُه تأْصيداً‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأَصْدَة والأَصيدَة

والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تلبسه الجارية فإِذا أَدركت دَرّعت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي

لكثير‏:‏

وقد دَرَّعوها، وهْي ذات مُؤَصَّدٍ

مَجُوبٍ، ولما تلبَسِ الدرعَ رِيدُها

وقيل‏:‏ الأُصدَة ثوب لا كُمَّيْ له تلبسه العروس والجارية الصغيرة‏.‏

والأَصيدة كالحظيرة يعمل‏:‏ لغة في الوصيدة‏.‏

وأَصَدَ البابَ‏:‏ أَطبقه كأَوصْد إِذا أَغلقه؛ ومنه قرأَ أَبو عمرو‏:‏

إِنها عليهم مؤصدة؛ بالهمز، أَي مطبقة‏.‏ وأَصَدع القدر‏:‏ أَطبقها والاسم منها

الإِصادُ والأَصاد، وجمعه أُصُد‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ آصدت وأَوصدت إِذا أَطبقت؛ الليث‏:‏ الإِصادُ والإِصد هما بمنزلة المطبق؛ يقال‏:‏ أَطبق عليهم الإِصادُ

والوصادَ والإِصدة؛ وقال أَبو مالك‏:‏ أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً‏.‏

والأَصيدُ‏:‏ الفناء، والوصيد أَكثر‏.‏ وذا الإِصادِ‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

لطمن على ذاتِ الإِصادِ، وجمعُكم

يَرَون الأَذى من ذِلَّةٍ وهوان

وكان مجرى داحس والغَبْراء من ذاتِ الإِصاد، وهو موضع؛ وكانت الغايةُ

مائة غلوةٍ‏.‏ والإِصادُ‏:‏ هي رَدْهة بين أَجْبُلٍ‏.‏

أصفعد‏:‏ الإِصْفَعْدُ‏:‏ من أَسماء الخمر؛ قال أَبو المنيع الثعلبي‏:‏

لها مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ، بُعَيْدَ كَراها، إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق

قال المفسر‏:‏ أَنشدني البيت أَبو المبارك الأَعرابي القحذميّ عن أَبي

المنيع لنفسه، قال‏:‏ وما سمعت بهذا الحرف من أَحد غيره، قال‏:‏ ورأَيته في شعره

بخط ابن قطرب؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما أَثبته في الخماسي ولم أَحكم بزيادة

النون لأَنه نادر لا مادة له ولا نظير في الأَبنية المعروفة، وأَحْرِ

بهِ أَن يكون في الخماسي كانقحل في الثلاثي‏.‏

أطد‏:‏ الأَطَد‏:‏ العَوْسَج؛ عن كراع‏.‏

أفد‏:‏ أَفِدَ الشيءُ يأْفَدُ أَفَداً، فهو أَفِدٌ‏:‏ دنا وحضر وأَسرع‏.‏

والأَفِد‏:‏ المستعجِلُ‏.‏ وأَفِدَ الرجل، بالكسر، يأْفَد أَفَداً أَي عجل فهو أَفِدٌ على فَعِل أَي مستعجل‏.‏ والأَفَد‏:‏ العَجَلة‏.‏ وقد أَفد تَرحُّلنا

واستأفَد أَي دنا وعجل وأَزِف؛ وفي حديث الأَحنف‏:‏ قد أَفِدَ الحجُّ أَي دنا

وقته وقرب‏.‏ وقال النضر‏:‏ أَسرِعُوا فقد أَفِدتم اي أَبطأْتم‏.‏ قال‏:‏

والأَفْدة التأْخير‏.‏ الأَصمعي‏:‏ امرأَة أَفِدة أَي عجلة‏.‏

أكد‏:‏ أَكَّد العهدَ والعقدَ‏:‏ لغة في وكَّده؛ وقيل‏:‏ هو بدل، والتأْكيد

لغة في التوكيد، وقد أَكَّدْت الشيء ووكَدْته‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ دستُ الحنطة

ودرستها وأَكَدْتها‏.‏

ألد‏:‏ تأَلَّد‏:‏ كتبلَّد‏.‏

أمد‏:‏ الأَمَدُ‏:‏ الغاية كالمَدَى؛ يقال‏:‏ ما أَمدُك‏؟‏ أَي منتهى عمرك‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا تكونوا كالذين أُوتو الكتاب من قبل فطال عليهم

الأَمدُ فَقَسَتْ قلوبهم؛ قال شمر‏:‏ الأَمَدُ منتهى الأَجل، قال‏:‏ وللإِنسان

أَمَدانِ‏:‏ أَحدهما ابتداء خلقه الذي يظهر عند مولده، والأَمد الثاني الموت؛ ومن الأَول حديث الحجاج حين سأَل الحسن فقال له‏:‏ ما أَمَدُكَ‏؟‏ قال‏:‏ سنتان

من خلافة عمر؛ أَراد أَنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، رضي الله عنه‏.‏

والأَمَدُ‏:‏ الغضب؛ أَمِدَ عليه وأَبِدَ إِذا غضب عليه‏.‏ وآمِدُ‏:‏ بلد

معروف في الثغور؛ قال‏:‏

بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ، وأَحياناً بِمَيَّا فارِقينا

ذهب إِلى الأَرض أَو البقعة فلم يصرف‏.‏

والإِمِّدانُ‏:‏ الماءُ على وجه الأَرض؛ عن كراع‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولست منه

على ثقة‏.‏

وأَمَدُ الخيل في الرهان‏:‏ مَدافِعُها في السباق ومنتهى غاياتها الذي

تسبق إِليه؛ ومنه قول النابغة‏:‏

سَبْقَ الجوادِ، إِذا استولى على الأَمَدِ

أَي غلب على منتهاه حين سبق وسيلة إِليه‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ يقال للسفينة إِذا

كانت مشحونة عامِدٌ وآمِدٌ وعامدة وآمِدَة، وقال‏:‏ السامدُ العاقل، والآمِدُ‏:‏ المملوء من خير أَو شرّ‏.‏

أندرورد‏:‏ الأَزهري في الرباعي روى بسنده عن أَبي نجيح قال‏:‏ كان أَبي

يلبس أَنْدرَاوَرْدَ، قال‏:‏ يعني التُّبَّان‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه‏:‏

أَنه أَقبل وعليه أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ؛ قيل‏:‏ هي نوع من السراويل مُشَمَّر

فوقَ التُّبَّان يغطي الركبة‏.‏ وقالت أُم الدرداء‏:‏ زارنا سلمان من المدائن إِلى الشام ماشياً وعليه كساء وأَنْدَرَاوَرْدُ؛ يعني سراويل مشمرة؛ وفي رواية‏:‏ وعليه كساء أَنْدَرْوَرْد قال ابن الأَثير‏:‏ كأَن الأَول منسوب

إِليه‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وهي كلمة عجمية ليست بعربية‏.‏

أود‏:‏ آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً‏:‏ بلغ منه المجهود والمشقة؛ وفي التزيل العزيز‏:‏ ولا يؤُوده حفظهما؛ قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً‏:‏

معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد‏:‏إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا

وأَنشد ابن السكيت‏:‏

إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه، ولا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ

قال‏:‏ لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه‏.‏ وفي صفة عائشة أَباها، رضي الله عنهما، قالت‏:‏ وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه؛ الأَوَدُ‏:‏ العوج، والثقاف‏:‏ هو تقويم المعوج‏.‏ وفي حديث نادبة عمر، رضي الله عنه‏:‏ واعُمَراه أَقام

الأَوَدَ، وشفى العَمَدَ‏.‏

والمآوِد والموائد‏:‏ الدواهي وهو من القلوب‏.‏ ورماه بإِحدى المآود أَي

الدواهي؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وحكي أَيضاً‏:‏ رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى

كأَنه مقلوب عن المآود‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ المَوْئدُ، بوزن معبد، الأمر العظيم؛ وقال طرفة‏:‏

أَلَسْتَ ترى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ‏.‏

وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إِذا أَثقله‏.‏

والتأَوّد‏:‏ التثني‏.‏

وأَوِدَ الشيءُ، بالكسر، يأْوَدُ أَوَداً، فهو آودٌ‏:‏ اعوجَّ، وخص إبو حنيفة به القِدْحَ‏.‏

وتأَوّد الشيءُ‏:‏ تعوّج‏.‏ وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه

فتأَوّد‏:‏ كلاهما عجته وعطفته‏.‏ وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنى؛ قال الشاعر‏:‏

تأَوّد عُسْلُجٌ على شطّ جعفرٍ

وآد العودَ يؤوده أَوداً إِذا حماه‏.‏ وقد انآد العودُ ينآد انئياداً، فهو مُنآد إِذا انثنى واعوجَّ‏.‏ والانْئِياد‏:‏ الانحناء؛ قال العجاج‏:‏

من أَن تَبَدّلتُ بآدي آدا، لم يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا

أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد، كقوله تعالى‏:‏ أَو جاؤكم

حصرت صدورهم‏.‏ ويقال‏:‏ آد النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رجع في العشيّ؛ وأَنشد‏:‏ثم ينوشُ، إِذا آدَ النهارُ له، على الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ

وآد العشيُّ إِذا مال‏.‏ وآد الشيءُ أَوْداً‏:‏ رجع؛ قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر، نهارَه الى

قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار‏:‏

أَقمتَ بها نهارَ الصيْفِ، حتى

رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ

غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه، وثوبُك في عَباقِيَةٍ هرِيدُ

أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط‏:‏ موضع‏.‏ وعباقية‏:‏ شجرة‏.‏ وهريد‏:‏

مشقوق؛ وقال المرقش‏:‏

والعَدْوُ بين المجلسَينِ، إِذا

آدَ العشيُّ، وتَنادى العَمّ

وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر‏:‏

خُذامِيَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى، فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا

وآد عليه‏:‏ عطف‏.‏ وآده‏:‏ بمعنى حناه وعطفه، وأَصلهما واحد‏.‏ الليث في التؤدة

بمعنى التأَني قال‏:‏ يقال اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد

على تفعَّل، قال‏:‏ والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود، وهو الإِثقال، فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً

أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مثل مقول‏.‏ ويقال‏:‏ ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ‏.‏

ويقال‏:‏ تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إِذا تثنت لتثاقلها، ثم قالوا‏:‏ تَوَأُّد

واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وتمهل‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والمقلوبات في كلام العرب

كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم، ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا

به، ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة‏.‏

وأَوْدُ‏:‏ قبيلة، غير مصروف، زاد الأَزهري‏:‏ من اليمن‏.‏ وأُود، بالضم‏:‏ موضع

بالبادية، وقيل‏:‏ رملة معروفة؛ قال الراعي‏:‏

فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ

فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرائِقُه

وأَود، بالفتح‏:‏ اسم رجل؛ قال الأَفوه الأَودي‏:‏

مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ، وأَبونا من بني أَوْدٍ خيار

أيد‏:‏ الأَيْدُ والآدُ جميعاً‏:‏ القوة؛ قال العجاج‏:‏

من أَن تبدّلت بآدِي آدا

يعني قوّة الشباب‏.‏ وفي خطبة علي، كرم الله وجهه‏:‏ وأَمسكها من أَن تمور

بأَيْدِه أَي بقوّته؛ وقوله عز وجل‏:‏ واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد؛ أَي ذا

القوة؛ قال الزجاج‏:‏ كانت قوّته على العبادة أَتم قوة، كان يصوم يوماً

ويفطر يوماً، وذلك أَشدّ الصوم، وكان يصلي نصف الليل؛ وقيل‏:‏ أَيْدُه قوّته

على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه‏.‏

وقد أَيَّده على الأَمر؛ أَبو زيد‏:‏ آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي‏.‏

والتأْييد‏:‏ مصدر أَيَّدته أَي قوّيته؛ قال الله تعالى‏:‏ إِذا أَيدتك بروح

القدس؛ وقرئ‏:‏ إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول من‏:‏ آيَدْته على فاعَلْته

وهو مؤيَد‏.‏ وتقول من الأَيْد‏:‏ أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، والفاعل

مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد؛ وفي التنزيل العزيز‏:‏

والسماء بنيناها بأَيد؛ قال أَبو الهيثم‏:‏ آد يئيد إِذا قوي، وآيَدَ يُؤْيِدُ

إِيآداً إِذا صار ذا أَيد، وقد تأَيَّد‏.‏ وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ‏.‏

وتأَيد الشيء‏:‏ تقوى‏.‏ ورجل أَيِّدٌ‏.‏ بالتشديد، أَي قويّ؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ، رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا

يقول‏:‏ إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل

وأَسنمتَها بالشحم، يعني من النبات الذي يكون من المطر‏.‏ وفي حديث حسان بن ثابت‏:‏ إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد‏:‏

الصُّلب‏.‏ المؤيدُ‏:‏ مثال المؤمن‏:‏ الأَمر العظيم والداهية؛ قال طرفة‏:‏

تقول وقد، تَرَّ الوظيفُ وساقُها‏:‏

أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ‏؟‏

وروى الأَصمعي بمؤيَد، بفتح الياء، قال‏:‏ وهو المشدّد من كل شيء؛ وأَنشد

للمثَبِّب العَبْدي‏:‏

يَبْنى، تَجَاليدي وأَقْتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ

يريد بالناوي‏:‏ سنامها وظهرها‏.‏ والفدَن‏:‏ القصر‏.‏ وتجاليده‏:‏ جسمه‏.‏

والإِيادُ‏:‏ ما أُيِّدَ به الشيء؛ الليث‏:‏ وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه، وهما إِياداه‏.‏ وإِياد العسكر‏:‏ الميمنة والميسرة؛ ويقال لميمنة

العسكر وميسرته‏:‏ إِياد؛ قال العجاج‏:‏

عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ، لو دَسَرْ

برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ

وقال يصف الثور‏:‏

متخذاً منها إِياداً هدَفا

وكل شيء كان واقياً لشيء، فهو إِيادُه‏.‏ والإِياد‏:‏ كل مَعْقل أَو جبل

حصين أَو كنف وستر ولجأ؛ وقد قيل‏:‏ إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس بالقوي، وكل شيء كَنَفَك وسترك‏:‏ فهو إِياد‏.‏ وكل ما يحرز به‏:‏

فهو إِياد؛ وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً‏:‏

فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه، ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا

آدت أُصوله‏:‏ قويت، تَئيدُ أَيْداً‏.‏ والإِيادُ‏:‏ التراب يجعل حول الحوض

أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر؛ قال ذو الرمة يصف الظليم‏:‏

دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ، حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ

يعني طردناه عن بيضه‏.‏ ويقال‏:‏ رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي

الدواهي‏.‏ والإِياد‏:‏ ماحَنا من الرمل‏.‏ وإِياد‏:‏ اسم رجل، هو ابن معدّ وهم اليوم

باليمن؛ قال ابن دريد‏:‏ هما إِيادانِ‏:‏ إِياد بن نزار، وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو‏.‏ الجوهري‏:‏ إِيادُ حيّ من معدّ؛ قال أَبو دُواد

الإِيادي‏:‏

في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ، من إِياد بن نِزار بن مُضر‏.‏

بترد‏:‏ بَتْرَدُ‏:‏ موضع‏.‏

بجد‏:‏ بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عن كراع‏:‏

كلاهما أَقام به؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً

وبَجَّدَت‏:‏ لزمت المرتع‏.‏ وعنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَي علمه؛ ومنه يقال‏:‏ هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له، وكذلك يقال للدليل

الهادي؛ وقيل‏:‏ هو الذي لا يبرح، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام‏.‏ وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بضم الباء والجيم، أَي

بدخيلته وبطانته‏.‏

وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ‏.‏ وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة، وجمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك‏:‏

تلوذ البُجودُ بأَدرائنا، من الضُّرّ، في أَزَمات السّنينا

ويقال للرجل المقيم بالموضع‏:‏ إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد‏:‏

فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ، ولم يُرَعْ

سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ

والبَجْدُ من الخيل‏:‏ مائة فأَكثر؛ عن الهجري‏.‏

والبِجاد‏:‏ كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب، وقيل‏:‏ إِذا غزل الصوف بسرة

ونسج بالصِّيصَة، فهو بِجاد، والجمع بُجُدٌ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد‏:‏

قَليحٌ، وجمعه قُلُح، قال‏:‏ ورَفُّ البيت‏:‏ أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض

فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض، وجمعه رُفوف‏.‏ أَبو مالك‏:‏

رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض، ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنبسة بن نهم‏.‏ المزني‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏ سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين، فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى‏.‏ وفي حديث جبير بن مطعم‏:‏ نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد‏:‏ الكساءُ، أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم‏.‏ وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة

إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود‏.‏ وفي حديث معاوية‏:‏ أَنه مازح الأَحنف بن قيس

فقال له‏:‏ ما الشيءُ الملفف في البِجاد‏؟‏ قال‏:‏ هو السخينة يا أَمير

المؤمنين؛ الملفف في البِجاد‏:‏ وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك، وكانت تميم تعير

بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله‏.‏ وبِجاد‏:‏

اسم رجل، وهو بِجاد بن رَيْسان‏.‏ التهذيب‏:‏ بُجُودات في ديار سعد مواضع

معروفة وربما قالوا بُجُودة؛ وقد ذكرها العجاج في شعره فقال‏:‏ «بَجَّدْن

للنوح» أَي أَقمن بذلك المكان‏.‏

بخند‏:‏ البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة، وبعير مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ، والبَخَنْداة والخَبَنْداة من النساءِ‏:‏ التامة القَصب الرَّيَّاءُ،؛ وفي حديث

أَبي هريرة أَن العجّاج أَنشده‏:‏

قامت تُريك، خَشْيَةَ أَن تَصرِما، ساقاً بَخَنْداةً، وكَعْباً أَدْرَما

وكذلك البَخَنْدى والخَبَنْدى، والياء للإِلحاق بسفرجل؛ قال العجاج‏:‏

إِلى خَبَنْدى قصَبٍ ممكور

بدد‏:‏ التبديد‏:‏ التفريق؛ يقال‏:‏ شَملٌ مُبَدَّد‏.‏ وبَدَّد الشيءَ

فتَبَدَّدَ‏:‏ فرّقه فتفرّق‏.‏ وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا‏.‏ وتبدّد الشيءُ‏:‏ تفرّق‏.‏

وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً‏:‏ فرّقه‏.‏ وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة؛ قال حسان بن ثابت، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب

في طلبه ناس من الأَنصار، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة، فردّوا السرح، وقتل رجل من بني فزارة يقال له

الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان‏:‏

هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا

سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ‏؟‏

كنا ثمانيةً، وكانوا جَحْفَلاً

لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ

أَي متبدّدين‏.‏ وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً، مبني على

الكسر لأَنه معدول عن المصدر، وهو البَدَدُ‏.‏ قال عوف بن الخَرِع التيميّ، واسم الخرع عطية، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً

أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط

قد هجا تيماً وعدياً؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر‏:‏

هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ

عَشْراً، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي

أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر‏.‏

أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ، والعامريُّ يقودُه بِصِفاد

وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً، والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ

وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة؛ وأَنشد أَيضاً‏:‏

فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ

قال الجوهري‏:‏ وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب؛ وحكى

اللحياني‏:‏ جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا، وبَدادَ بَدادَ، وبَدَدَ بَدَدَ

كخمسة عشر، وبَدَداً بَدَداً على المصدر، وتَفرَّقوا بَدَداً‏.‏ وفي الدعاء‏:‏ اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يروى بكسر

الباء، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته

ونصيبه، ويروى بالفتح، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد‏.‏ في حديث خالد بن سنان‏:‏ أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل

يفرّقها بعصاه ويقول‏:‏ بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي؛ يقال‏:‏

بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً؛ وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ، صلى الله عليه وسلم‏:‏ نبيّ ضيعه قومه‏.‏

والعرب تقول‏:‏ لو كان البَدادُ لما أَطاقونا، البَداد، بالفتح‏:‏ البراز؛ يقول‏:‏ لو بارزونا، رجل لرجل؛ قال‏:‏ فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا

يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً‏.‏

وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم‏.‏ ويقال أَيضاً‏:‏ لقوا

قوماً أَبْدَادَهُمْ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل‏.‏

الجوهري‏:‏ قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه، وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني، ويقال إِنما كسر

لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر‏.‏

والبَدِيدة‏:‏ التفرق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

بلِّغ بني عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً

قَوْلاً يُبِدُّهُمُ، وقولاً يَجْمَعُ

فسره فقال‏:‏ يبدُّهم يفرِّق القول فيهم؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته‏.‏ وبدَّ رجليه في المِقطَرة‏:‏ فرَّقهما‏.‏ وكل من فرَّج

رجليه، فقد بَدَّهما؛ قال‏:‏

جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها، فبَدَّتِ الرجْلَ، فما تَضُمُّها

وهذا البيت في التهذيب‏:‏

جاريةٌ يَبُدّها أَجمها

وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين‏.‏

الفراء‏:‏ طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق؛ وأَنشد‏:‏

كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، ينظرون متى

يرونني خارجاً، طيرٌ يَبَادِيدُ

ويقال‏:‏ لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه‏.‏

والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه‏.‏ والرضيعان التوأَمان

يَبْتَدّان أُمهما‏:‏ يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي‏.‏ ويقال‏:‏ لو أَنهما لقياه

بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه؛ ويقال‏:‏ لما أَطاقه أَحدهما، وهي

المُبادّة، ولا تقل‏:‏ ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها‏.‏

ويقال‏:‏ إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ

الأُخرى؛ فيقال‏:‏ قد أَبْدَدْتُهما‏.‏ ويقال في السخلتين‏:‏ إِبِدَّهما نعجتين أَي

اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة؛ وفي حديث

وفاة النبيّ، صلى الله عليه وسلم‏:‏ فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه

بُدَّته من النظر أَي حظه؛ ومنه حديث ابن عباس‏:‏ دخلت على عمر وهو يُبدُّني

النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه‏.‏

وفي حديث عكرمة‏:‏ فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء‏.‏

والبَدَدُ‏:‏ تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما، وفي ذوات

الأَربع في اليدين‏.‏

ويقال للمصلي‏:‏ أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود، ويقال‏:‏ أَبَدَّ يده إِذا مدَّها؛ الجوهري‏:‏ أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها؛ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما

ويجافيهما‏.‏ بن السكيت‏:‏ البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما، تقول منه‏:‏ بدِدتَ يا رجل، بالكسر، فأَنت أَبَدُّ؛ وبقرة بَدَّاء‏.‏

والأَبَدُّ‏:‏ الرجل العظيم الخَلق؛ والمرأَة بَدَّاءُ؛ قال أَبو نخيلة

السعدي‏:‏من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ، بدَّاءَ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ

والطائف‏:‏ الجنون‏.‏ والزؤد‏:‏ الفزع‏.‏ ورجل أَبدُّ‏:‏ متباعد اليدين عن

الجنبين؛ وقيل‏:‏ بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم؛ وقيل‏:‏ عريض ما بين المنكبين؛ وقيل‏:‏ العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً‏.‏

والبَدَّاءُ من النساء‏:‏ الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين؛ وقيل‏:‏

البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين؛ قال الأَصمعي‏:‏ قيل لامرأَة من العرب‏:‏

علام تمنعين زوجك القِضَّة‏؟‏ قالت‏:‏ كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد

وأُرخي له البادّ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها؛ وقال الشاعر‏:‏

جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها، قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها

وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه، والحائك أَبَدُّ أَبَداً‏.‏

ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط‏.‏ قال ابن الكلبي‏:‏ كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء؛ وبادّاه‏:‏ ما يلي

السرج من فخذيه؛ وقال القتيبي‏:‏ يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ‏.‏ وفرس

أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين؛ وقيل‏:‏ هو الذي في يديه

تباعد عن جنبيه، وهو البَدَدُ‏.‏ وبعير أَبَدُّ‏:‏ وهو الذي في يديه فَتَل؛ وقال أَبو مالك‏:‏ الأَبَدُّ الواسع الصدر‏.‏ والأَبَدُّ الزنيمُ‏:‏ الأَسَدُ، وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه، وبالزنيم لانفراده‏.‏ وكتف بَدَّاء‏:‏ عريضة

متباعدة الأَقطار‏.‏ والبادّان‏:‏ باطنا الفخذين‏.‏ وكل من فرَّج بين رجليه، فقد

بَدَّهما؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب، بكسر الباء، وهما بِدادان

وبَدِيدان، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ؛ تقول‏:‏ بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ

البعيرَ‏.‏ والبَدِيدانِ‏:‏ الخُرْجان‏.‏ ابن سيده‏:‏ البادّ باطن الفخذ؛ وقيل‏:‏

البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس؛ وقيل‏:‏ هو ما بين الرجلين؛ ومنه قول

الدهناءِ بنت مِسحل‏:‏ إِني لأُرْخِي له بادّي؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ سمي بادّاً

لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد

يكون على النسب؛ وقد ابْتَدَّاه‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ أَنه كان حسن

البادِّ إِذا ركب؛ البادُّ أَصل الفخذ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس‏:‏ ما

وقع عليه فخذا الراكب، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة

لحمهما‏.‏ والبِدَادان للقتب‏:‏ كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة، إِنما هما من باطن‏.‏ والبِدادُ للسرج‏:‏ مثله للقتب‏.‏

والبِدادُ‏:‏ بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب، ومن الشق الآخر مثله، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه

بالمِصْدَعة، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ؛ قال أَبو منصور‏:‏

البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات

القتب وأَحْنائه، ويقال لها الأَبِدَّة، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان، فإِذا شدت إِلى القتب، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ‏.‏ والبِداد‏:‏ لِبد يُشدُّ

مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة‏.‏

وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق، وبَدَّ صاحبه عن الشيء‏:‏ أَبعده وكفه‏.‏ وبَدَّ

الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً‏:‏ تجافى به‏.‏

وامرأَة متبدّدة‏:‏ مهزولة بعيدة بعضها من بعض‏.‏

واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به؛ وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه‏:‏

كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا؛ يقال‏:‏

استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره‏.‏ واستبدَّ

برأْيه‏:‏ انفرد به‏.‏

وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان‏.‏

ولابُدَّ منه أَي لا محالة، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ البُدُّ الفراق، تقول‏:‏ لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه؛ ومنه قول أُم سلمة‏:‏ إِنّ مساكين سأَلوها فقالت‏:‏ يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم‏.‏

والبِدَّة بالكسر‏:‏ القوة‏.‏ والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة، بالكسر، والبُدَّة، بالضم، والبِدَاد‏:‏ النصيب من كل شيء؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب‏:‏

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً

قال ابن سيده‏:‏ والمعروف بُدْأَتَها، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي‏.‏

وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه‏:‏ أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور‏:‏

فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ‏:‏ فَهارِبٌ *** بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ

قيل‏:‏ إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش، وقيل‏:‏ أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الإِبْدادُ في الهبة أن تعطي واحداً واحداً، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين‏.‏ وقال رجل من العرب‏:‏

إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال أَبِدَّ هذا

الجزور في الحيّ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

البُدَّة القسم؛ وأَنشد‏:‏

فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً، والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها

أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البِدادُ أَن يُبِدَّ

المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام، والاسم

البُدَّة والبِدادُ‏.‏ والبُدَدُ جمع البُدَّة، والبُدُد جمع البِدادِ؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة‏:‏

أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا

قيل‏:‏ معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم؛ وقيل‏:‏ معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ‏.‏

والمُبادَّة في السفر‏:‏ أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع

فينفقونه بينهم، والاسم منه البِدادُ، والبَدادُ لغة؛ قال القطامي‏:‏

فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ، ولم نَكُنْ

لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ

ويروى البِداد، بالكسر‏.‏

وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك‏.‏

وتبادّ القوم‏:‏ مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه‏.‏

والبَدُّ‏:‏ التعب‏.‏ وبَدَّدَ الرجلُ‏:‏ أَعيا وكلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا، وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا، دعوتُ عَوْني، وأَخَذتُ المَسَدا

وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة‏.‏

وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً‏:‏ كلاهما عارضه بالبيع؛ وهو من قولك‏:‏

هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله‏.‏ والبُدُّ‏:‏ العوض‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

البِداد والعِدادُ المناهدة‏.‏

وبَدَّدَ‏:‏ تعب‏.‏ وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ‏.‏

والبَديد‏:‏ النظير؛ يقال‏:‏ ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني‏.‏

والبِدّانِ‏:‏ المثلان‏.‏

يقال‏:‏ أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى؛ ومنه

قول الكميت‏:‏

مَن قال‏:‏ أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ، في الجودِ، بَدَّ الحصى، قِيلت له‏:‏ أَجلُ

وقال ابن الخطيم‏:‏

كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها

هَزْلى جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف

يقال‏:‏ تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله‏.‏

ويقال‏:‏ بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد‏.‏

والبَديدة‏:‏ المفازة الواسعة‏.‏

والبُدُّ‏:‏ بيت فيه أَصنام وتصاوير، وهو إِعراب بُت بالفارسية؛ قال‏:‏

لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي، غَداةَ البُدِّ، أَني هِبْرِزِيُّ

وقال ابن دريد‏:‏ البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد، لا أَصل له في اللغة، فارسي معرّب، والجمع البدَدَةُ‏.‏ وفلاة بَديد‏:‏ لا أَحد فيها‏.‏

والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال‏:‏ أَبَدَّهُ بصره‏.‏

ويقال‏:‏ أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه، وأَبْدَتْته بصري‏.‏ وأَبددت يدي

إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها‏.‏ وفي حديث يوم حنين‏:‏ أَن سيدنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي

مدّها‏.‏

وبَدْبَدُ‏:‏ موضع، والله أَعلم‏.‏