فصل: (تابع: حرف الدال)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف الدال‏]‏

عكد‏:‏ العُكْدَةُ والعَكَدَةُ‏:‏ أَصل اللسان والذنب وعُقْدَتُه، والجمع عُكَدٌ وعَكَد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا قطع اللسان من عُكْدَتِه ففيه كذا؛ العُكْدَةُ عُقْدَةِ أَصل اللسان، وقيل‏:‏ معظمه، وقيل‏:‏ وَسَطُه‏.‏ وعَكْدُ كلِّ

شيءٍ‏:‏ وسَطُه‏.‏ وعَكَدَة القلب‏:‏ أَصله بين الرئتين‏.‏

وعَكِدَ الضبّ يَعْكَدُ عَكَداً، فهو عَكِدٌ، واستَعْكَدَ‏:‏ سَمن وصَلُبَ لحمُه‏.‏ واستَعْكَدَ الضبُّ بحجر أَو شجر إِذا تَعَصَّرَ به مخافةَ

عُقابٍ أَو بازٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي يصف الضب‏:‏

إِذا اسْتَعْكَدَتْ منه بكلِّ كُدايَةٍ

من الصَّخْرِ، وافاها لَدى كلِّ مسرح

وناقة عَكِدَةٌ‏:‏ سمينة‏.‏ واسْتَعْكَدَ الماءُ‏:‏ اجتمع؛ ويروى بيت امرئِ

القيس‏:‏

تَرى الفَأْرَ في مُسْتَعْكِدِ الماءِ لاحِباً

على جَدَدِ الصَّحْراءِ، مِن شَدِّ مَلْهَبِ

وعَكْدُكَ هذا الأَمْرُ‏.‏ وحَبابُك وشَبابُكَ ومجهودُك ومعكودُك أَن تفعل

كذا معناه كلِّه‏:‏ غايتُك وآخِرُ أَمْرِكَ أَي قِصاراكَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

سَنُصْلي بها القَوْمَ الذين اصْطَلَوْا بها، وإِلاَّ فمَعكودٌ لَنا أُمُّ جُندُبِ

ثم فسره فقال‏:‏ مَعْكود لنا أَي قُصارى أَمْرِنا وآخره أَن نَظْلم فنَقْتُلَ غيرَ قاتِلِنا‏.‏ وأُم جندب هنا‏:‏ الغَدْرُ والداهيةُ، وهذا معكودٌ

أَي عَتِيدٌ‏.‏ والمَعْكُودُ‏:‏ المحبوس؛ عن يعقوب‏.‏

ولبن عُكالِدٌ وعُكَلِدٌ أي خاثر، بزيادة اللام‏.‏

والعِلْكِدُ‏:‏ القَصيرةُ اللَّحِيمةُ‏.‏

عكرد‏:‏ غلام عُكْرُدٌ وعُكَرِدٌ‏:‏ سمين‏.‏ وقد عَكْرَدَ الغلامُ والبعير

يُعَكْرِدُ عَكْرَدَة إِذا سمن‏.‏ وقد يكون ذلك في غير الإِنسان‏.‏ وفي حديث

العُرنيين‏:‏ فسَمِنوا وعَكْرَدُوا أَي غَلُظوا واشتدوا‏.‏

يقال للغلام الغليظ المشتدّ‏:‏ عَكْرَدٌ وعُكْرُود‏.‏

عكلد‏:‏ لبنٌ عُكَلِدٌ كَعُكَلِطٍ‏:‏ خاثر‏.‏ والعُكَلِدُ والعُلَكِدُ كله‏:‏

الغليظُ الشديد العنق والظهر من الإِبل وغيرها، وقيل‏:‏ هو الشديد عامَّةً، الذكر فيه والأُنثى سواء، والاسم العَكْلَدَة‏.‏

علد‏:‏ العَلْدُ‏:‏ عَصَبُ العُنُق، وجمعه أَعلادٌ‏.‏ والأَعْلاد‏:‏ مَضائغُ في العُنُقِ من عَصَبٍ، واحدها عَلْدٌ؛ قال رؤْبة يصف فحلاً‏:‏

قَسْبُ العَلابيِّ جُراز الأَعْلادْ

قال ابن الأَعرابي‏:‏ يريد عصَبَ عنقه‏.‏ والقَسْبُ‏:‏ الشديدُ اليابس‏.‏

قال أَبو عبيدة‏:‏ كان مجاشِعُ بن دارمٍ عِلْودَّ العُنق‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏

العِلْوَدُّ من الرجال الغليظ الرقَبَة‏.‏ والعَلْدُ‏:‏ الصُّلْبُ الشديدُ من كل شيءٍ كأَن فيه يُبساً من صلابته، وهو أَيضاً‏:‏ الراسي الذي لا يَنقادُ

ولا يَنْعِطفُ، وقد عَلِدَ عَلَداً‏.‏ ورجل عِلْوَدٌّ وامرأَة

عِلْوَدَّةٌ‏:‏ وهو الشديد ذو القَسْوة‏.‏ والعِلْوَدُّ والعَلْوَدُّ من الرجال والإِبل‏:‏

المُسِنُّ الشديد، وقيل‏:‏ الغليظ؛ قال الدُّبَيْرِيُّ يصف الضب‏:‏

كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ، كَبيران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما

علْوَدَّان‏:‏ ضَخْمان‏.‏ واعْلَوَّدَ الرجلُ إِذا غلط‏.‏ والعِلْوَدُّ، بتشديد الدال‏:‏ الكبير الهرم؛ ووصف الفرزدق بَظْرَ أُم جرير بالعلودّ

فقال‏:‏بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّها، وابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِير

وإِنما عنى به عِظَمَه وصَلابَتَه‏.‏ وناقة عِلْوَدَّة‏:‏ هَرِمة‏.‏ وسيد

عِلْوَدٌّ‏:‏ رزين ثخين؛ ووقع في بعض نسخ الكتاب‏:‏ العِلوَدُ، بالتخفيف، فزعم

السيرافي أَنها لغة‏.‏ واعْلَوَّدَ‏:‏ لَزِمَ مَكانه فلم يُقْدَر على تحريكه؛ قال رؤبة‏:‏

وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا، تَثاقلتْ أَركانُه واعْلَوَّدا

وعَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إِذا لزم مكانه فلم يُقْدَرْ على تحريكه‏.‏

قال ابن شميل‏:‏ العِلْوَدَّةُ من الخيل التي تَنْقادُ بقوائمها وتَجْذِبُ

بِعُنُقِها القائد جَذْباً شديداً، وقلما يقودها حتى يسوقها سائق من ورائها، وهي غير طَيِّعَةِ القِيادة ولا سَلِسَةٍ؛ وأَما قول الأَسود بن يعفر‏:‏

وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ، نَبيلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ

فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها، أَراد الناقة‏.‏ والجُرادَةُ‏:‏ اسم

رملةٍ بعينها؛ وقال الراجز‏:‏

أَيُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُقْ

ليس بِكَبَّاسٍ ولا جَجٍّ حَمِقْ‏.‏

قوله لَشَ أَراد لك، لغة لبعض العرب‏.‏

والعُلادى والعَلَنْدى والعُلَنْدى‏:‏ البعير الضخم الشديد، وقيل‏:‏ الضخم

الطويل وكذلك الفرس، وقيل‏:‏ هو الغليط من كل شيء، والأُنثى عَلَنْداة، والجمع عَلادى، وحكى سيبويه عَلَدْنى‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ عَلانِدُ على تقدير

قَلانِسَ‏.‏ وقال النضر‏:‏ العَلَنْداة من الإِبل العظيمة الطويلة، ولا يقال جمَلٌ

عَلَنْدى؛ قال‏:‏ والعَفَرْناة مثلها ولا يقال جمل عَفَرْنى، وربما قالوا

جمل عُلُنْدى؛ قال أَبو السَّمَيْدَع‏:‏ اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى إِذا

غلظ واشتدّ‏.‏

والعَلَنْدَدُ‏:‏ الفرس الشديد‏.‏ وما لي عنه عَلَنْدَدٌ ومُعْلَنْدَدٌ أَي

بدٌّ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ما وجدت إِلى ذلك مَعْلَنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي

سبيلاً؛ وحكى أَيضاً‏:‏ ما لي عن ذلك مُعْلُنْدُدٌ ومُعُلَنْدَدٌ أَي

مَحِيص‏.‏ والعَلَنْدَى، بالفتح‏:‏ الغليظ من كل شيء‏.‏ والعَلَنْدى‏:‏ ضرب من شجر

الرمل وليس بحَمْض يهيج له دخان شديد؛ قال عنترة‏:‏

سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي، وإِنْ كنتُ نائياً، دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتَي مِذْوَدُ

أَي سيأْتي مذْوَدٌ يذودكم يعني الهجاء‏.‏ وقوله‏:‏ دخان العَلَنْدى دون

بيتي أَي منابتُ العلندى بيني وبينكم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ قال الليث‏:‏

العَلَنْداةُ شجرة طويلة لا شوك لها من العِضاه؛ قال الأَزهري‏:‏ لم يصب الليث في وصف

العلنداة لأَن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسيَة لا يجهدها المال، وليست

من العضاه، وكيف تكون من العضاه ولا شوك لها‏؟‏ والعضاهُ من الشجر‏:‏ ما كان

له شوك صغيراً كان أَو كبيراً، والعلنداة ليست بطويلة وأَطولها على قدر

قِعْدة الرجل، وهي مع قصرها كثيفة الأَغصان مجتمعة‏.‏

علكد‏:‏ العِلْكِدُ والعُلَكِدُ والعَلْكَدُ والعُلاكِدُ والعِلَّكْد، كله‏:‏ الغليظ الشديد العنق والظهر من الإِبل وغيرها، وقيل‏:‏ هي المرأَة

القصيرة اللَّجِيمةُ الحقيرة القليلة الخير؛ وأَنشد الأَزهري‏:‏

وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ، قالت وهي تُوعِدُني بالكَفِّ‏:‏

أَلا امْلأَنَّ وَطْبَنا وكَفي قال أَبو الهيثم‏:‏ العِلْكِدُ الداهية؛ وأَنشد الليث‏:‏

أَعْيَسَ مَضْبُورَ القَرا عِلْكَدَّا

قال‏:‏ شدد الدال اضطراراً‏.‏ قال‏:‏ ومنهم من يشدد اللام‏.‏ وقال النضر‏:‏ في فلان عَلْكَدَةٌ وجَساةٌ في خَلْقه أَي غِلَظٌ‏.‏ الأَزهري‏:‏ العَلاكِدُ الإِبل

الشداد؛ قال دكين‏:‏

يا دِيلُ ما بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدا، ولا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلاكِدا

علند‏:‏ العَلَنْدى‏:‏ البَعِير الضخم الطويل، والأُنثى عَلَنداة، والجمع العَلانِدُ والعَلادى والعَلَنْداةُ أَو العلاند‏.‏ والعلنداة‏:‏ العظيمة

الطويلة، ورجل عَلَنْدى والعَفَرْناة مثلها‏.‏ واعْلَنْدى البعير إِذا غلظ‏.‏

ويقال‏:‏ ما لي عنه مُعْلَنْدِدٌ، بكسر الدال، أَي ليس دونه مُناخٌ ولا مَقِيلٌ

إِلا القصد نحوه؛ قال الشاعر‏:‏

كم دونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدِدِ

قال‏:‏ المُعْلَنْدِدُ البلد الذي ليس به ماءٌ ولا مرْعى‏.‏ ويقال‏:‏ ما لي

عنه عُنْدُدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ ولا احتيال أَي ما لي عنه بُدٌّ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُداً وعَنْدَداً ومُعْلَنْدداً أَي سبيلاً، وقد مر أَكثر هذه الترجمة في علد‏.‏

علنكد‏:‏ الأَزهري‏:‏ رجل عَلَنْكَدٌ صلب شديد‏.‏

علهد‏:‏ عَلْهَدْت الصبي‏:‏ أَحسنت غذاءَه‏.‏

عمد‏:‏ العَمْدُ‏:‏ ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات‏.‏ وقد تَعَمَّده

وتعمِد له وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وله يَعْمَّد عمداً

وتعمَّده واعتَمَده‏:‏ قصده، والعمد المصدر منه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ القتل على ثلاثة

أَوجه‏:‏ قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه

ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، ففيه الدية على عاقلة الرامي

أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض، وعشرون ابنة لَبُون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة؛ وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب

الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه

الدية مغلظة؛ وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه العمد فالدية

على عاقلة القائل، وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل‏.‏ وفعلت ذلك

عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين؛ قال خفاف بن ندبة‏:‏

إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها‏.‏

فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً‏:‏ دعَمَه؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ

عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة‏.‏ وعَمَد الشيءَ

يَعْمِدُه عمداً‏:‏ أَقامه‏.‏ والعِمادُ‏:‏ ما أُقِيمَ به‏.‏ وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد

أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه‏.‏ والعِمادُ‏:‏ الأَبنية الرفيعة، يذكر

ويؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر‏:‏

ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ

على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا

وقوله تعالى‏:‏ إِرَمَ ذاتِ العِماد؛ قيل‏:‏ معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل

أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ، وجمعه

عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع‏.‏ وقال الفراء‏:‏ ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل

عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال الليث‏:‏ يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل

عِماد‏.‏ المبرد‏:‏ رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً‏.‏ وفلان

طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه‏.‏ وفي حديث أُم زرع‏:‏ زوجي

رفيعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب‏.‏ والعِمادُ والعَمُود‏:‏ الخشبة التي يقوم عليها البيت‏.‏

وأَعمَدَ الشيءَ‏:‏ جعل تحته عَمَداً‏.‏

والعَمِيدُ‏:‏ المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ‏.‏ وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم‏:‏ وأَعْمَدَتاه

رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على

المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله‏:‏

أَعمدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء‏.‏

وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه‏:‏ فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق

القلبُ العَمِيدُ‏.‏ يَعْمِدُه‏:‏ يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه‏.‏ قال‏:‏ ودخل

أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له‏:‏ كيف تَجدُك‏؟‏ فقال‏:‏ أَما الذي

يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ‏.‏ ويقال للمريض مَعمود، ويقال له‏:‏ ما

يَعْمِدُكَ‏؟‏ أَي يُوجِعُك‏.‏ وعَمَده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر‏:‏

أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ

معناه‏:‏ موجع‏.‏ روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ‏:‏

كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه

وقال‏:‏ ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة‏.‏

واعْتَمَد على الشيء‏:‏ توكّأَ‏.‏ والعُمْدَةُ‏:‏ ما يُعتَمَدُ عليه‏.‏

واعْتَمَدْتُ على الشيء‏:‏ اتكأْتُ عليه‏.‏ واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه‏.‏

والعمود‏:‏ العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي‏:‏

يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ

ظَعَنُوا، ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ

واعْتَمَد عليه في الأَمر‏:‏ تَوَرَّك على المثل‏.‏ والاعتماد‏:‏ اسم لكل سبب

زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على

الأَوْتاد‏.‏ والعَمود‏:‏ الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَعْمِدَة

وعُمُدٌ، والعَمَدُ اسم للجمع‏.‏ ويقال‏:‏ كل خباء مُعَمَّدٌ؛ وقيل‏:‏ كل خباء

كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه‏:‏ عليكم

بأَهْل ذلك العمود، ولا يقال‏:‏ أَهل العَمَد؛ وأَنشد‏:‏

وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ، ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ

وقال في قول النابغة‏:‏

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ

قال‏:‏ العمد أَساطين الرخام‏.‏ وأَما قوله تعالى‏:‏ إِنها عليهم مؤصدة في عَمَدٍ مُمَدَّدة؛ قرئت في عُمُدٍ، وهو جمع عِمادً وعَمَد، وعُمعد كما قالوا

إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار؛ نسب الأَزهري

هذا القول إِلى الزجاج، وقال‏:‏ وقال الفراء‏:‏ العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان

للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

خلق السموات بغير عمد ترونها؛ قال الزجاج‏:‏ قيل في تفسيره إِنها بعمد لا

ترونها أَي لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها؛ قال‏:‏

والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد، ويكون تأْويل بغير عمد ترونها

التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات

والأَرض؛ وقال الفراء‏:‏ فيه قولان‏:‏ أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد

ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك

العمد؛ وقيل‏:‏ العمد التي لا ترى قدرته، وقال الليث‏:‏ معناه أَنكم لا ترون

العمد ولها عمد، واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل

القبة، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال‏:‏ إِن خضرة السماء من ذلك

الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر‏.‏

وعَمُودُ الأُذُنِ‏:‏ ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت

عليه ومعظمها‏.‏ وعمود اللسان‏:‏ وسَطُه طولاً، وعمودُ القلب كذلك، وقيل‏:‏ هو عرق يسقيه، وكذلك عمود الكَبِد‏.‏ ويقال للوَتِينِ‏:‏ عَمُودُ السَّحْر، وقيل‏:‏

عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً‏.‏ ويقال‏:‏ إن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع‏.‏ والعمودُ‏:‏ الوَتِينُ‏.‏ وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالِبِ قال‏:‏ يأْتي به أَحدهم على عمود

بَطْنِه؛ قال أَبو عمرو‏:‏ عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار

كالعمود له؛ وقال أَبو عبيد‏:‏ عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب

أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل، والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد؛ يقولُ‏:‏ يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له

حتى يبيع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى

السفر والنصَب‏.‏ والعمودُ‏:‏ عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ‏.‏

وقال الليث‏:‏ عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى

دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة‏.‏ ودائرة العمود في الفرس‏:‏ التي

في مواضع القلادة، والعرب تستحبها‏.‏ وعمود الأَمر‏:‏ قِوامُه الذي لا يستقيم

لا به‏.‏ وعمود السِّنانِ‏:‏ ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في وسطه‏.‏ وقال النضر‏:‏ عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله، وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ‏.‏

وعمودُ الصُّبْحِ‏:‏ ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه، وسطع عمودُ الصبح

على التشبيه بذلك‏.‏ وعمودُ النَّوَى‏:‏ ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من بيته على المثل‏.‏ وعمود الإِعْصارِ‏:‏ ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل

على وجه الأَرض‏.‏

وعَمِيدُ الأَمرِ‏:‏ قِوامُه‏.‏ والعميدُ‏:‏ السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه؛ قال‏:‏

إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ

إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها

والجمع عُمَداءُ، وكذلك العُمْدَةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر

والمؤنث فيه سواء‏.‏ ويقال للقوم‏:‏ أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم‏.‏

وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم‏:‏ سيدهم‏.‏ وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه

فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُمْدتنا‏.‏ والعَمِيدُ‏:‏ سيد القوم؛ ومنه قول

الأَعشى‏:‏

حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً، يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

ويقال‏:‏ استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون

عليه‏.‏ اعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته

واعتمد عليه‏.‏

والعَمِيدُ‏:‏ الشديد الحزن‏.‏ يقال‏:‏ ما عَمَدَكَ‏؟‏ أَي ما أَحْزَنَك‏.‏

والعَمِيدُ والمَعْمُودُ‏:‏ المشعوف عِشْقاً، وقيل‏:‏ الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً‏.‏

وقَلبٌ عَمِيدٌ‏:‏ هدّه العشق وكسره‏.‏ وعَمِيدُ الوجعِ‏:‏ مكانه‏.‏ وعَمِدَ

البعَيرُ عَمَداً، فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء‏:‏ وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ

القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية‏:‏

فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ، مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقال قال الأَصمعي‏:‏ يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل‏:‏ هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه

ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل‏:‏ هو أَن يَرِمَ ظهر

البعير مع الغُدَّةِ، وقيل‏:‏ هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أن يُرْكَب وعليه شحم كثير‏.‏

والعَمِدُ‏:‏ البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه‏.‏ قال‏:‏ ومنه قيل رجل عَمِيدٌ

ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً‏.‏ وعَمِدَ

البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير

عَمِدٌ‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ أَنّ نادبته قالت‏:‏ واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى

العَمَدَ‏.‏ العمد، بالتحريك‏:‏ ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن

السياسة؛ ومنه حديث عليّ‏:‏ لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى

العَمَدَ؛ وفي حديثه الآخر‏:‏ كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ‏؟‏

البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والعَمِدَةُ من العَمَدِ‏:‏

الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل‏:‏ العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها‏.‏ والعِمْدَةُ‏:‏

الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه‏.‏ وقال النضر‏:‏ عَمهدَتْ

أَلْيَتَاهُ من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا‏.‏ وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه

عَمْداً إِذا

ضربته بالعمود‏.‏ وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود

بطنه‏.‏ وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم تخرج بيضته، وهو الجرح العَمِدُ‏.‏ وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً‏:‏

بَلَّلَه المطر، فهو عَمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على

بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف

بقرة وحشية‏:‏

حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً، رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ

أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة‏.‏

أَبو زيد‏:‏ عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى

إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ‏.‏ ويقال‏:‏ إَن فلاناً لعَمِدُ

الثَّرَى أَي كثير المعروف‏.‏

وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في موضع بتراب أَو حجارة‏.‏

والعمودُ‏:‏ قضِيبُ الحديد‏.‏

وأَعْمَدُ‏:‏ بمعنى أَعْجَبُ، وقيل‏:‏ أَعْمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم

عَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ؛ وقيل‏:‏ معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني

الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ‏.‏

الغَنَويُّ‏:‏ العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ؛ قال الأَزهري‏:‏ وهو العَمَدُ

والأَمَدُ أَيضاً‏.‏ وعَمِدَ عليه‏:‏ غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه يعقوب في المبدل‏.‏

ومن كلامهم‏:‏ أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا‏.‏ وروي عن أَبي

عبيد مُحِّقَ، بالتشديد‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت في كتاب قديم مسموع من كَيْلٍ مُحِقَ، بالتخفيف، من المَحْقِ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ

كَيْلُه أَي طُفِّفَ‏.‏ قال‏:‏ وحسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول

الراجز‏:‏

فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ، وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ

وقال‏:‏ معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي‏؟‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ أَنه

أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ

عليه، فقال له أَبو جهل‏:‏ أَعْمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ معناه هل زاد على سيد قتله قومه، هل كان إِلا هذا‏؟‏ أَي أَن هذا

ليس بعار، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك، وأَنه ليس

بعار عليه أَن يقتله قومه؛ وقال شمر‏:‏ هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله

قومه؛ قال الأَزهري‏:‏ كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ من سيد فخففت إِحدى

الهمزتين؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل‏:‏

تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ، ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها

وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ

صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

يقول‏:‏ هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا‏.‏

والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّات والعُمَدَّانيُّ‏:‏ الشابُّ الممتلئ

شباباً، وقيل هو الضخم الطويل، والأُنثى من كل ذلك بالهاء، والجمع العُمَدَّانِيُّونَ‏.‏ وامرأَة عُمُدَانِيَّة‏:‏ ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رئيس العسكر وهو الزُّوَيْرُ‏.‏

ويقال لرِجْلَي الظليم‏:‏ عَمودانِ‏.‏ وعَمُودانُ‏:‏ اسم موضع؛ قال حاتم

الطائي‏:‏

بَكَيْتَ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ، بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ‏؟‏

ابن بُزُرج‏:‏ يقال‏:‏ جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِدَ به ولَزِبَ به إِذا

لَزِمَه‏.‏ ابن المظفر‏:‏ عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهري‏:‏ أُراه أَراد

غُمْدان، بالغين، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي

يزن؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام

العرب أَخرجه في الغين وصحفه‏.‏

عمرد‏:‏ العُمْرُودُ والعَمَرَّدُ‏:‏ الطويل‏.‏ يقال ذئبٌ عَمَرَّدٌ وسَبْسَبٌ

عَمَرَّدٌ طويل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

فَقَامَ وَسْنَانَ ولم يُوَسَّدِ، يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ كَفِعلِ الأَرْمَدِ

إِلى صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ اليَدِ، خَطّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ

ويقال‏:‏ العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ‏.‏ ويقال‏:‏ فرس عَمَرَّد؛ قال المُعَذَّلُ بنُ عبد اللهِ‏:‏

من السُّحِّ جَوَّالاً، كأَنَّ غُلامَه

يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنانِ عَمَرَّدَا

قوله من السح يريد من الخيل التي تَصُبُّ الجَرْي‏.‏ والسِّبْدُ‏:‏

الداهِيةُ‏.‏ يقال‏:‏ هو سِبدُ أَسْبادٍ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ شَأْوٌ عَمَرَّدٌ؛ قال عوف بن الأَحوص‏:‏

ثارَتْ بِهِمْ قتلى حَنِيفَةَ، إِذْ أَبَتْ

بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا

والعَمَرَّدُ‏:‏ الذئبُ الخبيثُ؛ قال جرير يصف فرساً‏:‏

على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّه، بالضُّحَى، إِذا عاد فيه الرَّكْضُ، سِيداً عَمَرَّدا

قال أَبو عَدْنانَ‏:‏ أَنشدتني امرأَة شدَّادٍ الكِلابية لأَبيها‏:‏

على رِفَلٍّ ذِي فُضُولٍ أَقْوَدِ، يَغْتَالُ نِسْعَيْهِ بِجَوْزٍ مُوفِدِ، صافي السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ

فسأَلتها عن العَمَرَّد فقالت‏:‏ النجيبةُ الرحيلُ من الإِبل، وقالت‏:‏

الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه‏.‏ والعمرَّد‏:‏ السير السريع الشديد؛ وأَنشد‏:‏فلم أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ كَرِحْلَةٍ، يَحُثُّ بها القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا

عند‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ أَلْقِيا في جهنَّم كلَّ كَفَّارٍ عنيدٍ‏.‏ قال قتادة‏:‏ العنيدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى‏.‏ وقال تعالى‏:‏ وخاب كلُّ

جَبَّارٍ عَنيدٍ‏.‏ عَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً وعُنُوداً وعَنَداً‏:‏ عتا

وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه‏.‏ ورجل عَنِيدٌ‏:‏ عانِدٌ، وهو من التجبُّرِ‏.‏ وفي خطبة

أَبي بكر، رضي الله عنه‏:‏ وستَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً ومَلِكاً عَنوداً؛ العَنُودُ والعَنِيدُ بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أو مُفاعَل‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ فَأَقْصِ الأَدْنَيْنَ على عُنُودِهِم عنك أَي

مَيْلِهم وجَوْرِهِم‏.‏

وعنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ ويَعْنِدُ‏:‏ مالَ‏.‏ والمُعانَدَةُ

والعِنادُ‏:‏ أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه؛ وكان كفر أَبي

طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال‏:‏ تَبِعَ ابن أَخيه، فصار

بذلك كافراً‏.‏ وعانَدَ مُعانَدَةً أَي خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه، فهو عَنِيدٌ وعانِدٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني

جَبَّاراً عنيداً؛ العنيد‏:‏ الجائر عن القصد الباغي الذي يردّ الحق مع العلم به‏.‏ وتعاند الخصمان‏:‏ تجادلا‏.‏ وعندَ عن الشيء والطريق يَعْنِدُ ويَعْنُدُ

عُنُوداً، فهو عَنُود، وعَنِدَ عَنَداً‏:‏ تَباعَدَ وعَدل‏.‏ وناقة عَنُودٌ‏:‏

لا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عن الإِبل فترعى ناحية أَبداً، والجمعُ عُنُدٌ

وعانِدٌ وعانِدَةٌ، وجمعهما جميعاً عَوانِدُ وعُنَّدٌ؛ قال‏:‏

إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلوني وسَطَا، إِني كَبيرٌ لا أُطِيقُ العُنَّدَا

جمع بين الطاء والدال، وهو إِكفاءٌ‏.‏ ويقال‏:‏ هو يمشي وسَطاً لا عَنَداً‏.‏

وفي حديث عمر يذكر سيرته يصف نفسه بالسياسة فقال‏:‏ إِني أَنهَرُ

اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنُود وأُلْحُقُ القَطُوف وأَزْجُرُ العَرُوض؛ قال‏:‏ العنود

هو من الإِبل الذي لا يخالطها ولا يزال منفرداً عنها، وأَراد‏:‏ من خرج عن

الجماعة أَعدته إِليها وعطفته عليها؛ وقيل‏:‏ العَنُود التي تباعَدُ عن

الإِبل تطلب خيار المَرْتَع تتأَنَّفُ، وبعض الإِبل يرتع ما وجد؛ قال ابن الأَعرابي، وأَبو نصر‏:‏ هي التي تكون في طائفة الإِبل أَي في ناحيتها‏.‏ وقال القيسي‏:‏ العنود من الإِبل التي تعاند الإِبل فتعارضها، قال‏:‏ فإِذا

قادتهن قُدُماً أَمامهنَّ فتلك السَّلوف‏.‏ والعاند‏:‏ البعير الذي يَجُورُ عن

الطريق ويَعْدِلُ عن القَصْد‏.‏ ورجلٌ عَنُودٌ‏:‏ يُحَلُّ عِنْده ولا يخالط

الناس؛ قال‏:‏

ومَوْلًى عَنُودٌ أَلْحَقَتْه جَريرَةٌ، وقد تَلْحَقُ المَوْلى العنودَ الجرائرُ

الكسائي‏:‏ عنَدَتِ الطَّعْنَةُ تَعْنِدُ وتَعْنُد إِذا سال دمها بعيداً

من صاحبها؛ وهي طعنة عاندة‏.‏ وعَنَدَ الدمُ يَعْنُِد إِذا سال في جانب‏.‏

والعَنودُ من الدوابّ‏:‏ المتقدّمة في السير، وكذلك هي من حمر الوحش‏.‏ وناقة

عنود‏:‏ تَنْكُبُ الطريقَ من نشاطها وقوّتها، والجمع عُنُدٌ وعُنَّدٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن عُنَّداً ليس جمع عَنُودٍ لأَن فعولاً لا يكسر على

فُعَّل، وإِنما هي جمع عانِدٍ، وهي مماتة‏.‏ وعانِدَةُ الطريق‏:‏ ما عُدِلَ عنه

فَعَنَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

فإِنَّكَ، والبُكا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو، لَكَالسَّاري بِعانِدَة الطريقِ

يقول‏:‏ رُزِئْتَ عظيماً فبكاؤك على هالك بعده ضلال أَي لا ينبغي لك أن تبكي على أَحد بعده‏.‏ ويقال‏:‏ عانَدَ فلان فلاناً عِناداً‏:‏ فَعَلَ مِثْلَ

فعله‏.‏ يقال‏:‏ فلان يُعانِدُ فلاناً أَي يفعل مثل فعله، وهو يعارضه

ويُباريهِ‏.‏ قال‏:‏ والعامة يفسرونه يُعانِدُه يَفْعَلُ خِلافَ فعله؛ قال الأَزهري‏:‏

ولا أَعرف ذلك ولا أَثبته‏.‏

والعَنَدُ‏:‏ الاعتراض؛ وقوله‏:‏

يا قومِ، ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ‏؟‏

وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَهْ، حُبَّ الحُبارَى ويَزِفُّ عَنَدَهُ

ويروى يَدُقُّ أَي معارَضةَ الولد؛ قال الازهري‏:‏ يعارضه شفقة عليه‏.‏

وقيل‏:‏ العَنَدُ هنا الجانب؛ قال ثعلب‏:‏ هو الاعتراض‏.‏ قال‏:‏ يعلمه الطَّيَرانَ

كما يعلم العُصْفُورُ ولَدَه، وأَنشده ثعلب‏:‏ وكلُّ خنزيرٍ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

والمُعانِدُ هو المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ، وهذا الذي تعرفه

العوام، وقد يكون العِنادُ معارضةً لغير الخلاف، كما قال الأَصمعي واستخرجه من عَنَدِ الحُبارى، جعله اسماً من عانَدَ الحُبارى فَرْخَه إِذا عارضه في الطيران أَوّلَ ما ينهض كأَنه يعلمه الطيران شفقة عليه‏.‏

وأَعْنَدَ الرجلُ‏:‏ عارَضَ بالخلاف‏.‏ وأَعْنَدَ‏:‏ عارَض بالاتفاق‏.‏ وعانَدَ

البعيرُ خِطامَه‏:‏ عارضَه‏.‏ وعانَدَه معانَدَةً وعِناداً‏:‏ عارَضَه؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه

بَثْرٌ، وعانَدَه طريقٌ مَهْيَعُ

افتنهن من الفَنّ، وهو الطرْدُ، أَي طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه من السَّواءِ، وهو موضع، وكذلك بَثْرٌ‏.‏

والمَهْيَعُ‏:‏ الواسع‏.‏

وعَقَبَةٌ عَنُودٌ‏:‏ صَعْبَةُ المُرْتَقى‏.‏ وعَنَدَ العِرْقُ وعَنِدَ

وعَنُدَ وأَعْنَدَ‏:‏ سال فلم يَكَدْ يَرْقَأُ، وهو عِرْقٌ عاندٌ؛ قال عَمْرُو بن مِلْقَطٍ‏:‏

بِطَعْنَةٍ يَجْري لَها عانِدٌ، كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِيَهْ

وفسر ابن الأَعرابي العانِدَ هنا بالمائل، وعسى أَن يكون السائل فصحفه

الناقل عنه‏.‏

وأَعْنَدَ أَنْفُه‏:‏ كَشُرَ سَيَلانُ الدمِ منه‏.‏ وأَعْنَدَ الَقيْءَ

وأَعْنَدَ فيه إِعناداً‏:‏ تابعه‏.‏ وسئل ابن عباس عن المستحاضة فقال‏:‏ إِنه

عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشيطان؛ قال أَبو عبيد‏:‏ العِرْقُ العانِدُ

الذي عَنَدَ وبَغى كالإِنسان يُعانِدُ، فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه

بمنزلته، شُبِّهَ به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته؛ وقيل‏:‏ العانِدُ الذي

لا يرقأُ؛ قال الراعي‏:‏

ونحنُ تَرَكْنا بالفَعاليِّ طَعْنَةً، لها عانِدٌ، فَوقَ الذِّراعَينِ، مُسْبِل

وأَصله من عُنودِ الإِنسان إِذا بَغى وعَنَدَ عن القصد؛ وأَنشد‏:‏

وبَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ

والعَنَدُ، بالتحريك‏:‏ الجانب‏.‏ وعانَدَ فلانٌ فلاناً إِذا جانبه‏.‏ ودَمٌ

عانِدٌ‏:‏ يسيل جانباً‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ عَنَدَ الرجل عن أَصحابه يَعْنُدُ

عُنُوداً إِذا ما تركهم واجتاز عليهم‏.‏ وعَنَدَ عنهم إِذا ما تركهم في سفر

وأَخَذَ في غيرِ طريقهم أَو تخلف عنهم‏.‏ والعُنُودُ‏:‏ كأَنه الخِلافُ

والتَّباعُدُ والترك؛ لو رأَيت رجلاً بالبصرة من أَهل الحجاز لقلت‏:‏ شَدَّ ما

عَنَدْتَ عن قومك أَي تباعدت عنهم‏.‏ وسحابة عَنُودٌ‏:‏ كثيرة المطر، وجمعه

عُنُدٌ؛ وقال الراعي‏:‏

دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ

وقِدْحٌ عَنُودٌ‏:‏ وهو الذي يخرج فائزاً على غير جهة سائرِ القداح‏.‏

ويقال‏:‏ اسْتَعْنَدَني فلان من بين القوم أَي قَصَدَني‏.‏

وأَما عِنْدَ‏:‏ فَحُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وفيها ثلاث لغات‏:‏ عِنْدَ

وعَنْدَ وعُنْدَ، وهي ظرف في المكان والزمان، تقول‏:‏ عِنْدَ الليلِ وعِنْدَ

الحائط إِلا أَنها ظرف غير متمكن، لا تقول‏:‏ عِنْدُك واسعٌ، بالرفع؛ وقد

أَدخلوا عليه من حروف الجر مِنْ وحدها كما أَدخلوها على لَدُنْ‏.‏ قال تعالى‏:‏

رحمةً من عِندنا‏.‏ وقال تعالى‏:‏ من لَدُنَّا‏.‏ ولا يقال‏:‏ مضيت إِلى عِنْدِك

ولا إِلى لَدُنْكَ؛ وقد يُغْرى بها فيقال‏:‏ عِنْدَكَ زيداً أَي خُذْه؛ قال الأَزهري‏:‏ وهي بلغاتها الثلاث أَقْصى نِهاياتِ القُرْبِ ولذلك لم تُصَغَّرْ، وهو ظرف مبهم ولذلك لم يتمكن إِلا في موضع واحد، وهو أَن يقول

القائل لشيء بلا علم‏:‏ هذا عِنْدي كذا وكذا، فيقال‏:‏ ولَكَ عِنْدٌ؛ زعموا أَنه

في هذا الموضع يراد به القَلْبُ وما فيه مَعْقُولٌ من اللُّبِّ، وهذا غير

قوي‏.‏ وقال الليث‏:‏ عِنْد حَرْفٌ صِفَةٌ يكون مَوْضعاً لغيره ولفظه نصب

لأَنه ظرف لغيره، وهو في التقريب شبه اللِّزْقِ ولا يكاد يجيء في الكلام

إِلا منصوباً لأَنه لا يكون إِلا صفةً معمولاً فيها أَو مضمراً فيها فِعْلٌ

إِلا في قولهم‏:‏ ولَكَ عندٌ، كما تقدم؛ قال سيبويه‏:‏ وقالوا عِنْدَكَ‏:‏

تُحَذّرُه شيئاً بين يديه أَو تأْمُرُه أَن يتقدم، وهو من أَسماء الفعل لا

يتعدى؛ وقالوا‏:‏ أَنت عِنْدي ذاهبٌ أَي في ظني؛ حكاها ثعلب عن الفراء‏.‏

الفراء‏:‏ العرب تأْمر من الصفات بِعَلَيْكَ وعِنْدَك ودُونَك وإِلَيْكَ، يقولون‏:‏ إِليكَ إِليكَ عني، كما يقولون‏:‏ وراءَكَ وراءك، فهذه الحروف كثيرة؛ وزعم الكسائي أَنه سمع‏:‏ بَيْنَكما البعيرَ فخذاه، فنصب البعير وأَجاز ذلك في كل الصفات التي تفرد ولم يجزه في اللام ولا الباء ولا الكاف؛ وسمع

الكسائي العرب تقول‏:‏ كما أَنْتَ وزَيْداً ومكانَكَ وزيْداً؛ قال الأَزهري‏:‏

وسمعت بعض بني سليم يقول‏:‏ كما أَنْتَني، يقول‏:‏ انْتَظِرْني في مكانِكَ‏.‏

وما لي عنه عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي بُدٌّ؛ قال‏:‏

لَقَدْ ظَعَنَ الحَيُّ الجميعُ فأَصْعَدُوا، نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ عُنْدُدُ

وإِنما لم يُقْضَ عليها أَنها فُنْعُلٌ لأَن التكرير إِذا وقع وجب

القضاء بالزيادة إِلا أَن يجيء ثَبَتٌ، وإِنما قضى على النون ههنا أَنها أَصل

لأَنها ثانية والنون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ‏.‏

وما لي عنه مُعْلَنْدَدٌ أَيضاً وما وجدت إِلى كذا مُعْلَنْدَداً أَي

سبيلاً‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ما لي عن ذاك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي مَحِيص‏.‏ وقال مرة‏:‏ ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُدُاً وعُنْدَداً أَي سبيلاً ولا ثَبَتَ هنا‏.‏

أَبو زيد‏:‏ يقال إِنَّ تَحْتَ طريقتك لَعِنْدَأْوَةً، والطريقةُ‏:‏ اللّينُ

والسكونُ، والعِنْدَأْوَةُ‏:‏ الجَفْوَةُ والمَكْرُ؛ قال الأَصمعي‏:‏ معناه

إِن تحت سكونك لَنَزْوَةً وطِماحاً؛ وقال غيره‏:‏ العِنْدَأْوَةُ الالتواء

والعَسَرُ، وقال‏:‏ هو من العَداء، وهمزه بعضهم فجعل النون والهمزة زائدتين

على بِناءِ فِنْعَلْوة، وقال غيره‏:‏ عِنْداوَةٌ

فِعْلَلْوَة‏.‏ عانِدانِ‏:‏ واديان معروفان؛ قال‏:‏

شُبَّتْ بِأَعْلى عانِدَيْنِ من إِضَمْ

وعانِدينَ وعانِدونَ‏:‏ اسمُ وادٍ أَيضاً‏.‏ وفي النصب والخفض عاندين؛ حكاه

كراع ومثّله بِقاصِرينَ وخانِقِينَ ومارِدين وماكِسِين وناعِتِين، وكل

هذه أَسماء مواضع؛ وقول سالم بن قحفان‏:‏

يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ، لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ

يعني بعيدة المِرْفَقِ من الزَّوْرِ‏.‏ والعَوْهَقُ‏:‏ الخُطَّافُ

الجَبَلِيُّ، وقيل‏:‏ الغراب الأَسود، وقيل‏:‏ الثَّوْرُ الأَسود، وقيل‏:‏

اللاَّزَوَرْدُ‏.‏

وطَعْنٌ عَنِدٌ، بالكسر، إِذا كان يَمْنَةً ويَسْرَةً‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏

أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ، والعانِدُ مثله‏.‏

عنجد‏:‏ العُنْجُدُ‏:‏ حبُّ العنب‏.‏ والعَنْجَدُ والعُنْجَدُ‏:‏ رَديءُ

الزَّبيب، وقيل‏:‏ نواه‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ العُنْجُدُ والعُنْجَدُ الزبيبُ، وزعم

عن ابن الأَعرابي أَنه حب الزبيب؛ قال الشاعر‏:‏

غَدا كالعَسَلَّسِ، في حُذْلِهِ

رُؤُوسُ العَظارِيِّ كالعُنْجُدِ

والعَظارِيُّ‏:‏ ذكورُ الجراد، وذكر عن بعض الرواة أَن العنجُد، بضم

الجيم، الأَسود من الزبيب‏.‏ قال وقال غيره‏:‏ هو العَنْجَدُ، بفتح العين والجيم؛ قال الخليل‏:‏

رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجَدِ

شبَّه رؤُوس الجراد بالزبيب، ومن رواه خَناظِب فهي الخنافِسُ‏.‏ أَبو زيد‏:‏

يقال للزبيب العَنْجَدُ والعُنْجَدُ والعُنْجُدُ، ثلاث لغات‏.‏ وحاكم

أَعرابي رجلا إِلى القاضي فقال‏:‏ بعت به عُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ الجهر قِطْعَةٌ من الدَّهْرِ‏.‏ وعَنْجَدٌ وعَنْجَدَةُ‏:‏

اسمان؛ قال‏:‏

يا قومِ، ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَه‏؟‏

وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَه، حُبَّ الحُبارى، ويَذُبُّ عَنَدَه

عنجرد‏:‏ الأَزهري، الفراء‏:‏ امرأَة عَنْجَرِدٌ‏:‏ خبيثةٌ سيئةُ الخُلُق؛ وأَنشد‏:‏

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، كَمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ

وقال غيره‏:‏ امرأَة عنجرد سَلِيطَةٌ‏.‏

عندد‏:‏ الأَزهري‏:‏ يقال ما لي عنه عُنْدُدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ أَي ما لي

عنه بُدٌّ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُداً وعُنْدَداً

ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً‏.‏

عنقد‏:‏ العُنْقُودُ والعِنقادُ من النخل والعنبِ والأَراكِ والبُطْم

ونحوها؛ قال‏:‏

إِذْ لِمَّتي سَوْداءُ كالعِنْقادِ، كَلِمَّةٍ كانتْ على مَصادِ

وعُنْقُود‏:‏ اسم ثور؛ قال‏:‏

يا ربِّ سَلِّمْ قَصَباتِ عُنْقُودْ

عنكد‏:‏ العَنْكَدُ‏:‏ ضَرْبٌ من السمك البحري‏.‏

عهد‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً؛ قال الزجاج‏:‏ قال بعضهم‏:‏ ما أَدري ما العهد، وقال غيره‏:‏ العَهْدُ كل ما عُوهِدَ الله عليه، وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ، فهو عَهْدٌ‏.‏ وأَمْرُ

اليتيم من العهدِ، وكذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به في هذه الآيات ونَهى عنه‏.‏

وفي حديث الدُّعاءِ‏:‏ وأَنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما استَطَعْتُ أَي أَنا

مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإِقرار بوَحْدانيَّتِك

لا أَزول عنه، واستثنى بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ في أَمره أَي إِن كان قد جرى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يوماً ما فإِني

أُخْلِدُ عند ذلك إِلى التَّنَصُّلِ والاعتذار، لعدم الاستطاعة في دفع ما

قضيته علي؛ وقيل‏:‏ معناه إِني مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِليّ من أَمرك

ونهيك ومُبْلي العُذْرِ في الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع والطاقة، وإِن كنت

لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فيه‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ الوصية، كقول سعد حين

خاصم عبد بن زمعة في ابن أَمَتِهِ فقال‏:‏ ابن أَخي عَهِدَ إِليّ فيه أَي

أَوصى؛ ومنه الحديث‏:‏ تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ أَي ما يوصيكم به ويأْمرُكم، ويدل عليه حديثه الآخر‏:‏ رضِيتُ لأُمَّتي ما رضيَ لها ابنُ أُمِّ

عَبْدٍ لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم، وابنُ أُم عَبْدٍ‏:‏ هو عبدالله بن مسعود‏.‏

ويقال‏:‏ عهِد إِلي في كذا أَي أَوصاني؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه‏:‏

عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُّ أَي أَوْصَى؛ ومنه قوله عز وجل‏:‏ أَلم أَعْهَدْ إِليكم يا بني آدم؛ يعني الوصيةَ والأَمر‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ التقدُّم إِلى

المرءِ في الشيءِ‏.‏ والعهد‏:‏ الذي يُكتب للولاة وهو مشتق منه، والجمع عُهودٌ، وقد عَهِدَ إِليه عَهْداً‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ المَوْثِقُ واليمين يحلف بها

الرجل، والجمع كالجمع‏.‏ تقول‏:‏ عليّ عهْدُ الله وميثاقُه، وأَخذتُ عليه عهدَ الله وميثاقَه؛ وتقول‏:‏ عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا؛ ومنه قول الله تعالى‏:‏ وأَوفوا بعهد الله إِذا عاهدتم؛ وقيل‏:‏ وليُّ العهد لأَنه وليَ

الميثاقَ الذي يؤْخذ على من بايع الخليفة‏.‏ والعهد أَيضاً‏:‏ الوفاء‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وما وجدنا لأَكثرِهم من عَهْدٍ؛ أَي من وفاء؛ قال أَبو الهيثم‏:‏

العهْدُ جمع العُهْدَةِ وهو الميثاق واليمين التي تستوثقُ بها ممن يعاهدُك، وإِنما سمي اليهود والنصارى أَهلَ العهدِ‏:‏ للذمة التي أُعْطُوها والعُهْدَةِ

المُشْتَرَطَةِ عليهم ولهم‏.‏ والعَهْدُ والعُهْدَةُ واحد؛ تقول‏:‏ بَرِئْتُ

إِليك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَي مما يدركُك فيه من عَيْب كان معهوداً

فيه عندي‏.‏ وقال شمر‏:‏ العَهْد الأَمانُ، وكذلك الذمة؛ تقول‏:‏ أَنا

أُعْهِدُك من هذا الأَمر أَي أُؤْمِّنُك منه أَو أَنا كَفيلُك، وكذلك لو اشترى

غلاماً فقال‏:‏ أَنا أُعْهِدُك من إِباقه، فمعناه أَنا أُؤَمِّنُك منه

وأُبَرِّئُكَ من إِباقه؛ ومنه اشتقاق العُهْدَة؛ ويقال‏:‏ عُهْدَتُه على فلان أَي

ما أُدْرِك فيه من دَرَكٍ فإِصلاحه عليه‏.‏ وقولهم‏:‏ لا عُهْدَة أَي لا

رَجْعَة‏.‏ وفي حديث عقبة بن عامر‏:‏ عُهْدَةُ الرقيقِ ثلاثة أَيامٍ؛ هو أن يَشْتَرِي الرقيقَ ولا يَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ من العيب، فما أَصاب

المشترى من عيب في الأَيام الثلاثة فهو من مال البائع ويردّ إِن شاء بلا

بينة، فإِن وجد به عيباً بعد الثلاثة فلا يرد إِلا ببينة‏.‏ وعَهِيدُك‏:‏

المُعاهِدُ لك يُعاهِدُك وتُعاهِدُه وقد عاهده؛ قال‏:‏

فَلَلتُّرْكُ أَوفى من نِزارٍ بعَهْدِها، فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْماً عَهِيدُها

والعُهْدةُ‏:‏ كتاب الحِلْفِ والشراءِ‏.‏ واستَعْهَدَ من صاحبه‏:‏ اشترط عليه

وكتب عليه عُهْدة، وهو من باب العَهد والعُهدة لأَن الشرط عَهْدٌ في الحقيقة؛ قال جرير يهجو الفرزدق حين تزوّج بنت زِيقٍ‏:‏

وما استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذي خُتُونَةٍ

من الناسِ إِلاَّ مِنْكَ، أَو مِنْ مُحارِبِ

والجمعُ عُهَدٌ‏.‏ وفيه عُهْدَةٌ لم تُحْكَمْ أَي عيب‏.‏ وفي الأَمر

عُهْدَةٌ إِذا لم يُحْكَمْ بعد‏.‏ وفي عَقْلِه عُهْدَةٌ أَي ضعف‏.‏ وفي خَطِّه عُهدة

إِذا لم يُقِم حُروفَه‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ الحِفاظُ ورعايةُ الحُرْمَة‏.‏ وفي الحديث أَن عجوزاً دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسأَل بها وأَحفى

وقال‏:‏ إِنها كانت تأْتينا أَيام خديجة وإِن حُسن العهد من الإِيمان‏.‏ وفي حديث أُم سلمة‏:‏ قالت لعائشة‏:‏ وتَرَكَتْ عُهَّيْدَى العُهَّيْدَى، بالتشديد والقصر، فُعَّيْلى من العَهْدِ كالجُهَّيْدَى من الجَهْدِ، والعُجَّيْلى من العَجَلة‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ الأَمانُ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ لا يَنَالُ عَهْدِي الظالمين، وفيه‏:‏ فأَتِمُّوا إِليهم عَهْدَهُم إِلى مدَّتِهم‏.‏ وعاهَدَ الذِّمِّيَّ‏:‏

أَعطاهُ عَهْداً، وقيل‏:‏ مُعَاهَدَتُه مُبايَعَتُه لك على إِعطائه الجزية

والكفِّ عنه‏.‏ والمُعَاهَدُ‏:‏ الذِّمِّيُّ‏.‏ وأَهلُ العهدِ‏:‏ أَهل الذمّة، فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسم العهد‏.‏ وتقول‏:‏ عاهدْتُ اللَّهَ أَن لا أَفعل كذا

وكذا؛ ومنه الذمي المعاهَدُ الذي فُورِقَ فَأُومِرَ على شروط استُوثِقَ

منه بها، وأُوِمن عليها، فإِن لم يفِ بها حلّ سَفْكُ دمِه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإِيمانِ أَي رعاية المَوَدَّة‏.‏ وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ، ولا ذو عهْد في عَهْدِه؛ معناه لا يُقتل مؤمن بكافر، تمّ الكلام، ثم قال‏:‏ ولا يُقْتَلُ

أَيضاً ذو عهد أَي ذو ذِمَّة وأَمان ما دام على عهده الذي عُوهِدَ عليه، فنهى صلى الله عليه وسلم عن قتل المؤْمن بالكافر، وعن قتل الذمي المعاهد

الثابت على عهده‏.‏ وفي النهاية‏:‏ لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده

أَي ولا ذو ذمة في ذمته، ولا مشرك أُعْطِيَ أَماناً فدخل دار الإِسلام، فلا

يقتل حتى يعودَ إِلى مَأْمَنِه‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ولهذا الحديث تأْويلان

بمقتضى مذهبي الشافعي وأَبي حنيفة‏:‏ أَما الشافعي فقال لا يقتل المسلم بالكافر مطلقاً معاهداً كان أَو غير معاهد حربيّاً كان أَو ذميّاً مشركاً

أَو كتابياً، فأَجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئاً فكأَنه نَهَى عن

قتل المسلم بالكافر وعن قتل المعاهد، وفائدة ذكره بعد قوله لا يقتل مسلم بكافر لئلا يَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قد نَفَى عنه القَوَدَ بقَتْله

الكافرَ، فيَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك فقال‏:‏ ولا

يقتل ذُو عَهْدٍ في عهدِه، ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله منتظماً في سلكه من غير تقدير شيء محذوف؛ وأَما أَبو حنيفة فإِنه خَصَّصَ الكافرَ في الحديث بالحرْبيِّ دون الذِّمِّي، وهو بخلاف الإِطلاق، لأَن من مذهبه أن المسلم يقتل بالذمي فاحتاج أَن يضمر في الكلام شيئاً مقدراً ويجعلَ فيه

تقديماً وتأْخيراً فيكون التقدير‏:‏ لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر

أَي لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر، فإِن الكافرَ قد يكون معاهداً

وغير معاهد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن قَتَلَ مُعَاهَِداً لم يَقْبَلِ اللَّهُ منه

صَرْفاً ولا عَدلاً؛ يجوز أَن يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أَشهر وأَكثر‏.‏ والمعاهدُ‏:‏ مَن كان بينك وبينه عهد، وأَكثر ما يطلق في الحديث على أَهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار

إِذا صُولحوا على ترك الحرب مدَّة ما؛ ومنه الحديث‏:‏ لا يحل لكم كذا وكذا

ولا لُقَطَةُ مُعَاهد أَي لا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الموجودة من ماله لأَنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي‏.‏ والعهد‏:‏ الالتقاء‏.‏

وعَهِدَ الشيءَ عَهْداً‏:‏ عرَفه؛ ومن العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ على حال

أَو في مكان، يقال‏:‏ عَهْدِي به في موضع كذا وفي حال كذا، وعَهِدْتُه

بمكان كذا أَي لَقِيتُه وعَهْدِي به قريب؛ وقول أَبي خراش الهذلي‏:‏

ولم أَنْسَ أَياماً لَنا ولَيالِياً

بِحَلْيَةَ، إِذْ نَلْقَى بها ما نُحاوِلُ

فَلَيْسَ كعَهْدِ الدارِ، يا أُمَّ مالِكٍ، ولكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ

أَي ليس الأَمر كما عَهِدْتِ ولكن جاء الإِسلامُ فهدم ذلك، وأَراد

بالسلاسل الإِسلامَ وأَنه أَحاط برقابنا فلا نسْتَطِيعُ أَن نَعْمَلَ شيئاً

مكروهاً‏.‏ وفي حديث أُم زرع‏:‏ ولا يَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ أَي عما كان

يَعْرِفُه في البيت من طعام وشراب ونحوهما لسخائه وسعة نفسه‏.‏

والتَّعَهُّدُ‏:‏ التَّحَفُّظُ بالشيء وتجديدُ العَهْدِ به، وفلان

يَتَعَهَّدُه صَرْعٌ‏.‏ والعِهْدانُ‏:‏ العَهْدُ‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ ما عَهِدْتَه

فَثافَنْتَه‏.‏ يقال‏:‏ عَهْدِي بفلان وهو شابٌّ أَي أَدركتُه فرأَيتُه كذلك؛ وكذلك

المَعْهَدُ‏.‏ والمَعْهَدُ‏:‏ الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَوىً لك أو كنتَ تَعْهَدُ به شيئاً، والجمعُ المَعَاهِدُ‏.‏

والمُعاهَدَةُ والاعْتِهادُ والتعاهُدُ والتَّعَهُّدُ واحد، وهو إِحداثُ

العَهْدِ بما عَهِدْتَه‏.‏ ويقال للمحافظ على العَهْدِ‏:‏ مُتَعَهِّدٌ؛ ومنه

قول أَبي عطاء السنديّ وكان فصيحاً يرثي ابن هُبَيرَة‏:‏

وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما

أَقامَ به، بَعْدَ الوُفُودِ، وُفُودُ

فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ على مُتعَهِّدٍ، بَلى كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِيدُ

أَراد‏:‏ محافظ على عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِياي‏.‏ ويقال‏:‏ متى عَهْدُكَ بفلان أَي متى رُؤْيَتُك

إِياه‏.‏ وعَهْدُه‏:‏ رؤيتُه‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ المَنْزِلُ الذي لا يزال القوم إِذا

انْتَأَوْا عنه رجعوا إِليه، وكذلك المَعْهَدُ‏.‏

والمعهودُ‏:‏ الذي عُهِدَ وعُرِفَ‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ المنزل المعهودُ به الشيء، سمي بالمصدر؛ قال ذو الرمة‏:‏

هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُه

وتعَهَّدَ الشيء وتَعَاهَدَه واعْتَهَدَه‏:‏ تَفَقَّدَهُ وأَحْدَثَ

العَهْدَ به؛ قال الطرماح‏:‏

ويُضِيعُ الذي قدَ آوجبه الله عَلَيْه، وليس يَعْتَهِدُهْ

وتَعَهَّدْتُ ضَيْعَتي وكل شيء، وهو أَفصح من قولك تَعاهَدْتُه لأن التعاهدَ إِنما يكون بين اثنين‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ ولا يقال تعاهَدتُه، قال‏:‏

وأَجازهما الفراء‏.‏

ورجل عَهِدٌ، بالكسر‏:‏ يتَعاهَدُ الأُمورَ ويحب الولاياتِ والعُهودَ؛ قال الكميت يمدح قُتَيْبَة بن مسلم الباهليّ ويذكر فتوحه‏:‏

نامَ المُهَلَّبُ عنها في إِمارتِه، حتى مَضَتْ سَنَةٌ، لم يَقْضِها العَهِدُ

وكان المهلب يحب العهود؛ وأَنشد أَبو زيد‏:‏

فَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً، كما اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ، المُحَوَّفُ‏:‏ الذي قد نَبَتَتْ حافتاه واستدارَ به النباتُ‏.‏ والعِهادُ‏:‏

مواقِعُ الوَسْمِيّ من الأَرض‏.‏ وقال الخليل‏:‏ فِعْلٌ له مَعْهُودٌ ومشهودٌ

ومَوْعودٌ؛ قال‏:‏ مَشْهود يقول هو الساعةَ، والمعهودُ ما كان أَمْسِ، والموعودُ ما يكون غداً‏.‏

والعَهْدُ، بفتح العين‏:‏ أَوَّل مَطَرٍ والوَليُّ الذي يَلِيه من الأَمطار أَي يتصل به‏.‏ وفي المحكم‏:‏ العَهْدُ أَوَّل المطر الوَسْمِيِّ؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع العِهادُ‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ المطرُ الأَوَّل‏.‏ والعَهْدُ

والعَهْدَةُ والعِهْدَةُ‏:‏ مطرٌ بعد مطرٍ يُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله؛ وقيل‏:‏

هو كل مطرٍ بعد مطر، وقيل‏:‏ هو المَطْرَةُ التي تكون أَوّلاً لما يأْتي

بعْدها، وجمعها عِهادُ وعُهودٌ؛ قال‏:‏

أَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فيها سِجالَها، عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ

قال أَبو حنيفة‏:‏ إِذا أَصاب الأَرضَ مطر بعد مطر، وندى الأَوّل باق، فذلك العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بالثاني‏.‏ قال‏:‏ وقال بعضهم العِهادُ‏:‏

الحديثةُ من الأَمطارِ؛ قال‏:‏ وأَحسبه ذهب فيه إِلى قول الساجع في وصف الغيث‏:‏

أَصابَتْنا دِيمَةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهادٍ غيرِ قَدِيمةٍ؛ وقال ثعلب‏:‏

على عهاد قديمة تشبع منها النابُ قبل الفَطِيمَةِ؛ وقوله‏:‏ تشبعُ منها الناب

قبل الفطيمة؛ فسره ثعلب فقال‏:‏ معناه هذا النبت قد علا وطال فلا تدركه

الصغيرة لطوله، وبقي منه أَسافله فنالته الصغيرة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

العِهادُ ضعيفُ مطرِ الوَسْمِيِّ ورِكاكُه‏.‏

وعُهِدَتِ الرَّوْضَةُ‏:‏ سَقَتْها العَِهْدَةُ، فهي معهودةٌ‏.‏ وأَرض

معهودةٌ إِذا عَمَّها المطر‏.‏ والأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِيداً‏:‏ التي تصيبها

النُّفْضَةُ من المطر، والنُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِيبُ القِطْعة من الأَرض وتخطئ القطعة‏.‏ يقال‏:‏ أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفيضاً؛ قال أَبو زبيد‏:‏أَصْلَبيٌّ تَسْمُو العُيونُ إِليه، مُسْتَنيرٌ، كالبَدْرِ عامَ العُهودِ

ومطرُ العُهودِ أَحسن ما يكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ؛ قيل‏:‏ عامُ

العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار‏.‏

ومن أَمثالهم في كراهة المعايب‏:‏ المَلَسَى لا عُهْدَةَ له؛ المعنى ذُو المَلَسَى لا عهدة له‏.‏ والمَلَسَى‏:‏ ذهابٌ في خِفْيَةٍ، وهو نَعْتٌ

لِفَعْلَتِه، والمَلَسى مؤنثة، قال‏:‏ معناه أَنه خرج من الأَمر سالماً فانقضى عنه

لا له ولا عليه؛ وقيل‏:‏ المَلَسى أَن يَبيعَ الرجلُ سِلْعَةً يكون قد

سرَقَها فَيَمَّلِس ويَغِيب بعد قبض الثمن، وإِن استُحِقَّتْ في يَدَيِ

المشتري لم يتهيأْ له أَن يبيعَ البائعُ بضمان عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ

هارباً، وعُهْدَتُها أَن يَبيعَها وبها عيب أَو فيها استحقاق لمالكها‏.‏ تقول‏:‏

أَبيعُك المَلَسى لا عُهْدَة أَي تنملسُ وتَنْفَلتُ فلا ترجع إِليّ‏.‏

ويقال في المثل‏:‏ متى عهدكَ بأَسفلِ فيكَ‏؟‏ وذلك إِذا سأَلته عن أَمر قديم

لا عهد له به؛ ومِثْلُه‏:‏ عَهْدُك بالفالياتِ قديمٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً

للأَمر الذي قد فات ولا يُطْمَعُ فيه؛ ومثله‏:‏ هيهات طار غُرابُها

بِجَرادَتِك؛ وأَنشد‏:‏

وعَهْدي بِعَهْدِ الفالياتِ قَديمُ

وأَنشد أَبو الهيثم‏:‏

وإِني لأَطْوي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشا، كُمونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَريمُها

أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لا تَطْلُعُ عليها الشمسُ فلا يريمها

الثرى‏.‏ والعَهْدُ‏:‏ الزمانُ‏.‏

وقريةٌ عَهِيدَةٌ أَي قديمة أَتى عليها عَهْدٌ طويلٌ‏.‏

وبنو عُهادَةَ‏:‏ بُطَيْنٌ من العرب‏.‏