فصل: باب: الراء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


مرذ‏:‏ الأَصمعي‏:‏ حَذَوْتُ وحثوت، وهو القيام على أَطراف الأَصابع‏.‏ قال‏:‏

ومَرَثَ فلانٌ الخُبز في الماء ومَرَذَه إِذا ماثَهُ؛ ورواه الإِيادي

مرذده، بالذال، وغيره يقول مرده، بالدال؛ وروي بيت النابغة‏:‏

فلما أَبى أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لحمَهُ، نَزَعْنا المَرِيذَ والمَدِيدَ لِيَضْمُرَا

ويقال‏:‏ امْرُذِ الثريدَ فتَفُتُّه ثم تصب عليه اللبن ثم تَمَيّثُه

وتَحسّاه‏.‏

ملذ‏:‏ مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً‏:‏ أَرضاه بكلام لطيف وأَسمعه ما يسر ولا

فعل له معه؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ الذال فيها بدل من الثاء‏.‏

ورجل مَلاَّذٌ ومِلْوذ ومَلَذان ومَلَذانيٌّ‏:‏ يتصنع كذوب لا يصح ودّه، وقيل‏:‏ هو الكذاب الذي لا يصدق أَثره يكذبك من أَين جاء؛ قال الشاعر‏:‏

جئتُ فسلّمتُ على مُعاذِ، تسليمَ مَلاَّذٍ على مَلاَّذِ

والمَلْثُ‏:‏ مثل المَلْذِ؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ، ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ، أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ

والمِمْسَحُ‏:‏ الكذاب؛ وفي حديث عائشة وتمثلت بشعر لبيد‏:‏

مُتَحدّثُون قابِلُهُمْ، وإِن لم يَشْعَبِ

المَلاذَةُ‏:‏ مصدر مَلَذَه مَلْذاً ومَلاذَةً‏.‏ والمِلْوذُ‏:‏ الذي لا يصدق

في مودته، وأَصل الملْذ السرعة في المجيء والذهاب‏.‏ الجوهري‏:‏ المَلاَّذُ

المُطَرْمِذ الكذاب، له كلام وليس له فعال‏.‏

ومَلَذَهُ بالرمح مَلْذاً‏:‏ طعنه‏.‏ والمَلْذُ في عدو الفرس‏:‏ مَدٌّ

ضَبُعَيْه؛ قال الكميت يصف حماراً وأُتنه‏:‏

إِذا مَلَذَ التَّقْريبَ حاكَينَ مَلْذَهُ، وإِن هو منه آلَ أُلْنَ إِلى النَّقَلْ

وملذ الفرسُ يَمْلُذُ مَلْذاً، وهو أَن يمدَّ ضَبُعَيْهِ حتى لا يجد

مزيداً للحاق ويحبس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق في غير اختلاط‏.‏ وذئب

ملاَّذ‏:‏ خفيّ خفيف‏.‏ والمَلَذانُ‏:‏ الذي يُظهر النصح ويضمر غيره‏.‏

منذ‏:‏ قال الليث‏:‏ مُنْذُ النون والذال فيها أَصليان، وقيل‏:‏ إِن بناء منذ

مأْخوذ من قولك «من إِذ» وكذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه

«من إِذ» كان ذلك‏.‏ ومُنْذُ ومُذْ‏:‏ من حروف المعاني‏.‏ ابن بزرج‏:‏ يقال ما

رأَيته مذ عامِ الأَوّلِ، وقال العوام‏:‏ مُذْ عامٍ أَوّلَ، وقال أَبو هلال‏:‏

مذ عاماً أَوّل، وقال نَجاد‏:‏ مُذْ عامٌ أَوّلُ، وقال غيره‏:‏ لم أَره مذ

يومان ولم أَره منذ يومين، يرفع بمذ ويخفض بمنذ، وقد ذكرناه في مذذ‏.‏ ابن سيده‏:‏ منذ تحديد غاية زمانية، النون فيها أَصلية، رفعت على توهم الغاية؛ قيل‏:‏ وأَصلها «من إِذ» وقد تحذف النون في لغة، ولما كثرت في الكلام طرحت

همزتها وجعلت كلمة واحدة، ومذ محذوفة منها تحديد غاية زمانية أَيضاً‏.‏

وقولهم‏:‏ ما رأَيته مُذُ اليوم، حركوها لالتقاء الساكنين ولم يكسروها لكنهم

ضموها لأَن أَصلها الضم في منذ؛ قال ابن جني‏:‏ لكنه الأَصل الأَقرب، أَلا ترى

أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة‏؟‏ وإِنما ضمت لالتقاء الساكنين

إِتباعاً لضمة الميم، فهذا على الحقيقة هو الأَصل الأَوّل؛ قال‏:‏ فأَما ضم

ذال منذ فإِنما هو في الرتبة بعد سكونها الأَوّل المقدّر، ويدلك على أن حركتها إِنما هي لالتقاء الساكنين، أَنه لما زال التقاؤهما سكنت الذال، فضمُّ الذال إِذاً في قولهم مذ اليوم ومذ الليلة، إِنما هو رد إِلى الأَصل

الأَقرب الذي هو منذ دون الأَصل، إِلى بعد الذي هو سكون الذال في منذ قبل

أَن تحرك فيما بعد؛ وقد اختلفت العرب في مذ ومنذ‏:‏ فبعضهم يخفض بمذ ما

مضى وما لم يمض، وبعضهم يرفع بمنذ ما مضى وما لم يمض‏.‏ والكلام أَن يخفض بمذ

ما لم يمض ويرفع ما مضى، ويخفض بمنذ ما لم يمض وما مضى، وهو المجتمع

عليه، وقد أَجمعت العرب على ضم الذال من منذ إِذا كان بعدها متحرك أَو ساكن

كقولك لم أَره منذ يوم ومنذ اليوم، وعلى اسكان مذ إِذا كانت بعدها أَلف

وصل، ومثله الأَزهري فقال‏:‏ كقولك لم أَره مذ يومان ولم أَره مذ اليوم‏.‏

وسئل بعض العرب‏:‏ لم خفضوا بمنذ ورفعوا بمذ فقال‏:‏ لأَن منذ كانت في الأَصل من إِذ كان كذا وكذا، وكثر استعمالها في الكلام فحذفت الهمزة وضمت الميم، وخفضوا بها على علة الأَصل، قال‏:‏ وأَما مذ فإِنهم لما حذفوا منها النون

ذهبت الآلة الخافضة وضموا الميم منها ليكون أَمتن لها، ورفعوا بها ما مضى

مع سكون الذال ليفرقوا بها بين ما مضى وبين ما لم يمض؛ الجوهري‏:‏ منذ مبني

على الضم، ومذ مبني على السكون، وكل واحد منهما يصلح أَن يكون حرف جر

فتجر ما بعدهما وتجريهما مجرى في، ولا تدخلهما حينئذ إِلا على زمان أَنت

فيه، فتقول‏:‏ ما رأَيته منذ الليلة، ويصلح أَن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما

على التاريخ أَو على التوقيت، وتقول في التاريخ‏:‏ ما رأَيته مذ يومُ

الجمعة، وتقول في التوقيت‏:‏ ما رأَيته مذ سنةٌ أَي أَمد ذلك سنة، ولا يقع ههنا

إِلا نكرة، فلا تقول مذ سنةُ كذا، وإِنما تقول مذ سنةٌ‏.‏ وقال سيبويه‏:‏ منذ

للزمان نظيره من للمكان، وناس يقولون إِن منذ في الأَصل كلمتان «من إِذ»

جعلتا واحدة، قال‏:‏ وهذا القول لا دليل على صحته‏.‏ ابن سيده‏:‏ قال اللحياني‏:‏

وبنو عبيد من غنيّ يحركون الذال من منذ عند المتحرك والساكن، ويرفعون ما

بعدها فيقولون‏:‏ مذُ اليومُ، وبعضهم يكسر عند الساكن فيقول مذِ اليومُ‏.‏

قال‏:‏ وليس بالوجه‏.‏ قال بعض النحويين‏:‏ ووجه جواز هذا عندي على ضعفه أَنه

شبَّه ذال مذ بدال قد ولام هل فكسرها حين احتاج إِلى ذلك كما كسر لام هل

ودال قد‏.‏ وحكي عن بني سليم‏:‏ ما رأَيته مِنذ سِتٌّ، بكسر الميم ورفع ما

بعده‏.‏ وحكي عن عكل‏:‏ مِذُ يومان، بطرح النون وكسر الميم وضم الذال‏.‏ وقال بنو

ضبة‏:‏ والرباب يخفضون بمذ كل شيء‏.‏ قال سيبويه‏:‏ أَما مذ فيكون ابتداء غاية

الأَيام والأَحيان كما كانت من فيما ذكرت لك ولا تدخل واحدة منهما على

صاحبتها، وذلك قولك‏:‏ ما لقيته مذ يوم الجمعة إِلى اليوم، ومذ غدوةَ إِلى

الساعة، وما لقيته مذ اليومِ إِلى ساعتك هذه، فجعلت اليوم أَول غايتك

وأَجْرَيْتَ في بابها كما جرت من حيث قلت‏:‏ من مكان كذا إِلى مكان كذا؛ وتقول‏:‏

ما رأَيته مذ يومين فجعلته غاية كما قلت‏:‏ أَخذته من ذلك المكان فجعلته

غاية ولم ترد منتهى؛ هذا كله قول سيبويه‏.‏ قال ابن جني‏:‏ قد تحذف النون من الأَسماء عيناً في قولهم مذ وأَصله منذ، ولو صغرت مذ اسم رجل لقلت مُنَيْذ، فرددت النون المحذوفة ليصح لك وزن فُعَيْل‏.‏ التهذيب‏:‏ وفي مذ ومنذ لغات

شاذة تكلم بها الخَطِيئَة من أَحياء العرب فلا يعبأُ بها، وإِن جمهور العرب

على ما بين في صدر الترجمة‏.‏ وقال الفراء في مذ ومنذ‏:‏ هما حرفان مبنيان

من حرفين من من ومن ذو التي بمعنى الذي في لغة طيء، فإِذا خفض بهما

أُجريتا مُجْرى من، وإِذا رفع بهما ما بعدهما بإِضمارٍ كان في الصلة، كأَنه قال

من الذي هو يومان، قال وغلَّبوا الخفض في منذ لظهور النون‏.‏

موذ‏:‏ مَاذَ إِذا كَذَب‏.‏

والماذُ‏:‏ الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النفس الطيب الكلام‏.‏

قال‏:‏ والماد، بالدال، الذاهب والجائي في خفة‏.‏

الجوهري‏:‏ الماذِيُّ العَسل الأَبيض؛ قال عديّ بن زيد العبادي‏:‏

ومَلابٍ قد تَلَهَّيْتُ بها، وقَصَرْتُ اليومَ في بيتِ عِذَارْ

في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيخُ له، وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشَارْ

مشار‏:‏ من أَشرت العسل إِذا جنيته‏.‏ يقال‏:‏ شُرْتُ العسل وأَشَرْتُه، وشُرْتُ أَكثر‏.‏ والماذية‏:‏ الدرع اللينة السهلة‏.‏ والماذية‏:‏ الخمر‏.‏

موبذ‏:‏ في حديث سطيح‏:‏ فأَرسل كسرى إِلى المُوبَذانِ؛ المُوبَذانُ للمجوس‏:‏

كقاضي القضاة للمسلمين‏.‏ والمُوبَذ‏:‏ القاضي‏.‏

ميذ‏:‏ الليث‏:‏ المِيذُ جِيلٌ من الهند بمنزلة الترك يغزون المسلمين في البحر‏.‏

نبذ‏:‏ النَّبْذُ‏:‏ طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك‏.‏ نَبَذْتُ الشيء

أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك، ونَبَّذته، شدد للكثرة‏.‏ ونبذت

الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته؛ ومنه الحديث‏:‏ فنبذ خاتمه، فنبذ الناس

خواتيمهم أَي أَلقاها من يده‏.‏ وكلُّ طرحٍ‏:‏ نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه

نَبْذاً‏.‏ النبيذ‏:‏ معروف، واحد الأَنبذة‏.‏ والنبيذ‏:‏ الشيء والمنبوذ‏:‏ والنبيذ‏:‏ ما

نُبِذَ من عصير ونحوه‏.‏

وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا

تخذته، والعامة تقول أَنْبَذْتُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نَبَّذوا وانْتَبَذُوا‏.‏ وحكى

اللحياني‏:‏ نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً‏:‏ أَنبذ فلان تمراً؛ قال‏:‏ وهي

قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه

في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً‏.‏ والنبذ‏:‏

الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم‏.‏ وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ، وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير

ذلك‏.‏

يقال‏:‏ نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من مفعول إِلى فعيل‏.‏ وانتبذته‏:‏ اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر

فإِنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب‏:‏ نبيذ، كما يقال

للنبيذ خمر‏.‏

ونبذ الكتاب وراء ظهره‏:‏ أَلقاه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فنبذوه وراء ظهورهم؛ وكذلك

نبذ إِليه القول‏.‏

والمنبوذ‏:‏ ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق، وهم المَنَابذة، والأُنثى

منبوذة ونبيذة، وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ المنبوذ

الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم

بأَمره، وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا

لما أَمكن في نسبه من الثبات‏.‏

والنبيذة والمنبوذة‏:‏ التي لا تؤكل من الهزال، شاة كانت أَو غيرها، وذلك

لأَنها تنبذ‏.‏ ويقال للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها‏:‏ نبيذة‏.‏ ويقال

لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة‏:‏ نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ‏.‏ وجلس

نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية‏.‏

وانتبذ عن قومه‏:‏ تنحى‏.‏ وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية؛ قال الله تعالى في قصة مريم‏:‏ فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً‏.‏ والمنتبذ‏:‏

المتنحي ناحية؛ قال لبيد‏:‏

يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً، مُتَنَبّذاً

بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيَامُها

وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي

منفرد بعيد عنها‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه؛ يروى

بتنوين القبر وبالإِضافة، فمع التنوين هو بمعنى الأَول، ومع الإِضافة يكون

المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق‏.‏ وفي حديث

الدجال‏:‏ تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة‏.‏

والمنابذة والانتباذ‏:‏ تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب‏.‏ وقد نابذهم

الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

فانبذ إِليهم على سواء؛ قال اللحياني‏:‏ على سواء أَي على الحق والعدل‏.‏

ونابذه الحرب‏:‏ كاشفه‏.‏ والمُنابذة‏:‏ انتباذ الفريقين للحق؛ تقول‏:‏ نابذناهم الحرب

ونبذنا إِليهم الحرب على سواء‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ المنابذة أَن يكون بين

فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال، ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل

فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ وإِما

تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء؛ المعنى‏:‏ إِن كان بينك وبين قوم

هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد

نقضت ما بينك وبينهم، فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب

مستوين‏.‏ وفي حديث سلمان‏:‏ وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم

على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم

على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً‏.‏ والنبذ‏:‏ يكون بالفعل والقول في الأَجسام والمعاني؛ ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه

وبينه‏.‏ والمنابذة في التَّجْر‏:‏ أَن يقول الرجل لصاحبه‏:‏ انْبِذ إِليّ الثوب

أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله؛ والمنابذة

أَيضاً‏:‏ أَن يرمي إِليك بحصاة؛ عنه أَيضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو

غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا‏.‏ قال‏:‏ ويقال

إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع؛ ومما يحققه

الحديث الآخر‏:‏ أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا

يصح‏.‏ ونبيذة البئر‏:‏ نَبِيثَتُها، وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ‏.‏

والنَّبْذ‏:‏ الشيء القليل، والجمع أَنباذ‏.‏ ويقال‏:‏ في هذا العِذْق نَبْذٌ

قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل، وهو أَن يُرْطب في الخطيئة

بعد الخطيئة‏.‏ ويقال‏:‏ ذهب ماله

وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير؛ وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من كلإٍ‏.‏ وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب‏.‏ وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء

يسير‏.‏ وفي حديث أَنس‏:‏ إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي

يسير من شيب؛ يعني به النبي، صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي حديث أُمّ عطيَّة‏:‏

نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه‏.‏ ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً؛ وكذلك القليل من الناس

والكلإِ‏.‏ والمِنْبَذَةُ‏:‏ الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها؛ هذه عن اللحياني‏.‏

وفي حديث عديّ بن حاتم‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر له لما

أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وقال‏:‏ إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه؛ وسميت الوِسادَةُ

مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها؛ ومنه الحديث‏:‏

فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان‏.‏

ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً‏:‏ ضرب، لغة في نبض، وفي الصحاح‏:‏ يَنْبِذُ

نَبَذاناً لغة في نبض، والله أَعلم‏.‏

نجذ‏:‏ النَّواجذ‏:‏ أَقصى الأَضراس، وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعد

الأَرْحاءِ، وتسمى ضرس الحلُم لأَنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل؛ وقيل‏:‏

النواجذ التي تلي الأَنْيابَ، وقيل‏:‏ هي الأَضراس كلها نواجِذُ‏.‏ ويقال‏:‏ ضحك

حتى بدت نواجذه إِذا استغرق فيه‏.‏ الجوهري‏:‏ وقد تكون النواجذ للفرس، وهي

الأَنياب من الخف والسّوالِغُ من الظَّلْف؛ قال الشماخ يذكر إِبلاً حداد

الأَنياب‏:‏

يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ، نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ

والنَّجْذُ‏:‏ شدة العض بالناجذ، وهو السن بين الناب والأَضراس‏.‏ وقول

العرب‏:‏ بدت نواجذه إِذا أَظهرها غضباً أَو ضحكاً‏.‏ وعَضَّ على ناجذه‏:‏

تحَنَّكَ‏.‏ ورجل مُنَجَّذٌ‏:‏ مُجَرَّبٌ، وقيل‏:‏ هو الذي أَصابته البلايا، عن

اللحياني‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ رجل مُنَجَّذٌ ومُنَجِّذٌ الذي جرّب الأُمور وعرفها

وأَحكمها، وهو المجرَّب والمُجرِّب؛ قال سحيم بن وثيل‏:‏

وماذا يَدَّرِي الشعراءُ مني، وقد جاوزتُ حَدَّ الأَربعينِ‏؟‏

أَخُو خمْسِين مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي، ونَجَّذَني مُدَاوَرةُ الشُّؤون

مداورة الشؤون يعني مداولة الأُمور ومعالجتها‏.‏ ويَدَّرِي‏:‏ يَخْتِلُ‏.‏

ويقال للرجل إِذا بلغ أَشدّه‏:‏ قد عضَّ على ناجذه، وذلك أَن الناجذ يَطْلعُ

إِذا أَسنَّ، وهو أَقصى الأَضراس‏.‏ واختلف الناس في النواجذ في الخبر الذي

جاءَ عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه ضحك حتى بدت نواجذه‏.‏ وروى عبد

خير عن عليّ، رضي الله عنه‏:‏ أَن الملكين قاعدان على ناجذَي العبد يكتبان، يعني سنيه الضاحكين وهما اللذان بين الناب والأَضراس؛ وقيل‏:‏ أَراد

النابين‏.‏ قال أَبو العباس‏:‏ معنى النواجذ في قول علي، رضي الله عنه، الأَنياب

وهو أَحسن ما قيل في النواجذ لأَن الخبر أَنه صلى الله عليه وسلم كان جل

ضحكه تبسماً‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ النواجذ من الأَسنان الضواحك، وهي التي

تبدو عند الضحك والأَكثر الأَشهر أَنها أَقصى الأَسنان؛ والمراد الأَوّل

أَنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدُوَ أَواخر أَضراسه، كيف وقد جاء في صفة

ضحكه، صلى الله عليه وسلم‏:‏ جُلُّ ضحكه التبسم‏؟‏ وإِن أُريد بها الأَواخر

فالوجه فيه أَن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أَن يراد ظهور نواجذه في الضحك‏.‏ قال‏:‏ وهو أَقيس القولين لاشتهار النواجذ بأَواخر الأَسنان؛ ومنه

حديث العِرْباض‏:‏ عَضُّوا عليها بالنواجذ أَي تمسكوا بها كما يتمسك العاضّ

بجميع أَضراسه؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ ولن يَلِيَ الناسَ

كَقُرَشِيٍّ عَضَّ على ناجذه أَي صبَرَ وتَصَلَّبَ في الأُمور‏.‏

والمَناجِذُ‏:‏ الفَأْرُ العُمْيُ، واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخَاضَ من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَةٌ، ورب شيء هكذا، وقد تقدم في الجُلْذِ، كذا

قال‏:‏ الفأْر، ثم قال‏:‏ العمي، يذهب في الفأْر إِلى الجنس‏.‏

والأَنْجُذانُ‏:‏ ضَرْبٌ من النبات، همزته زائدة لكثرة ذلك ونونها أَصل

وإِن لم يكن في الكلام أَفْعُلٌ، لكن الأَلف والنون مُسَهِّلتان للبناء

كالهاء، وياء النسب في أَسْنمَة وأَيْبُليّ‏.‏

نفذ‏:‏ النَّفاذ‏:‏ الجواز، وفي المحكم‏:‏ جوازُ الشيء والخلوصُ منه‏.‏ تقول‏:‏

نَفَذْت أَي جُزْت، وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونُفُوذاً‏.‏

ورجل نافِذٌ في أَمره، ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ‏:‏ ماضٍ في جميع أَمره، وأَمره

نافذ أَي مُطاع‏.‏ وفي حديث‏:‏ بِرُّ الوالدين الاستغفارُ لهما وإِنْفاذُ

عهدهما أَي إِمضاء وصيتهما وما عَهِدا به قبل موتهما؛ ومنه حديث المحرم‏:‏

إِذا أَصاب أَهلَه يَنْفُذان لوجههما؛ أَي يمضيان على حالهما ولا يُبْطلان

حجهما‏.‏ يقال‏:‏ رجل نافذ في أَمره أَي ماض‏.‏

ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فيها يَنْفُذُها نَفْذاً

ونَفَاذاً‏:‏ خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر وسائره فيه‏.‏ يقال‏:‏ نَفَذَ

السهمُ من الرمية يَنْفُذُ نَفَاذاً ونَفَذَ الكتابُ إِلى فلان نَفَاذاً

ونُفُوذاً، وأَنْفَذْتُه أَنا، والتَّنْفِيذُ مثله‏.‏ وطعنة نافذة‏:‏ منتظمة

الشقين‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والنَّفاذ، عند الأَخْفش، حركة هاء الوصل التي تكون

للإِضمار ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها نحو فتحةِ الهاء من قوله‏:‏

رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها

وكسرة هاء‏:‏

تجرَّدَ المجنون من كسائه

وضمة هاء‏:‏

وبلَدٍ عاميةٍ أَعماؤه

سمى بذلك لأَنه أَنفذ حركة هاء الوصل إِلى حرف الخروج، وقد دلت الدلالة

على أَن حركة هاء الوصل ليس لها قوّة في القياسد من قبل أَنّ حروف الوصل

المتمكنة فيه التي هي

الهاء محمولة في الوصل عليها، وهي الأَلف والياء

والواو لا يكنّ في الوصل إِلاَّ سواكن، فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك

حروف الروي وتنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروي قبلها، فكما سميت حركة هاء الوصل

نَفاذاً لأن الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين، كما سميت حركة

هاء الوصل نَفاذاً لأَن الصوت نفذ فيها إِلى الخروج حتى استطال بها وتمكن

المد فيها‏.‏ ونفوذ الشيء إِلى الشيء‏:‏ نحو في المعنى من جريانه نحوه، فإن قلت‏:‏ فهلا سميت لذلك نُفُوذاً لا نَفَاذاً‏؟‏ قيل‏:‏ أَصله «ن ف ذ» ومعنى

تصرفها موجود في النفاذ والنفوذ جميعاً، أَلا ترى أَن النفاذ هو الحِدَّةُ

والمضاء، والنفوذ هو القطع والسلوك‏؟‏ فقد ترى المعنيين مقتربين إِلا أن النفاذ كان هنا بالاستعمال أَولى، أَلا ترى أَنّ أَبا الحسن الأَخفش سمى ما

هو نحو هذه الحركة تعدياً، وهو حركة الهاء في نحو قوله‏:‏

قَرِيبَةٌ نُدْوَتُه من مَحْمَضهى

والنَّفَاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كله أَدنى إِلى التعدي والغلو من الجريان والسلوك، لأَن كل متعدّ متجاوز وسالك، فهو جار إِلى مدًى مّا وليس

كل جار إِلى مدى متعدياً، فلما لم يكن في القياس تحريك هاء الوصل سميت

حركتها نفاذاً لقربه من معنى الإِفراط والحدّة، ولما كان القياس في الروي

أَن يكون متحركاً سميت حركته المجرى، لأَن ذلك على ما بيَّنا أَخفض رتبة من النفاذ الموجود فيه معنى الحدة والمضاء المقارب للتعدي والإِفراط، فلذلك

اختير لحركة الروي المجرى، ولحركة هاء الوصل النفاذ، وكما أَن الوصل دون

الخروج في المعنى لأَن الوصل معناه المقاربة والاقتصاد، والخروج فيه

معنى التجاوز والإِفراط، كذلك الحركتان المؤدِّيتان أَيضاً إِلى هذين

الحرفين بينهما من التقارب ما بين الحرفين الحادثين عنهما، أَلا ترى أن استعمالهم «ن ف ذ» بحيث الإِفراط والمبالغة‏؟‏ وأَنْفَذَ الأَمر‏:‏ قضاه‏.‏

والنَّفَذُ‏:‏ اسم الأُنْفَاذِ‏.‏ وأَمر بِنَفَذِهِ أَي بإِنْفاذِهِ‏.‏ التهذيب‏:‏ وأَما

النَّفَذُ فقد يستعمل في موضع إِنْفاذِ الأَمر؛ تقول‏:‏ قام المسلمون

بِنَفَذِ الكتاب أَي بإِنفاذ ما فيه‏.‏ وطعنة لهها نَفَذٌ أَي نافذة؛ وقال قيس بن الخطيم‏:‏

طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القيس طَعْنَةَ ثائرٍ، لها نَفَذٌ، لولا الشُّعاعُ أَضاءها

والشعاع‏:‏ ما تطاير من الدم؛ أَراد بالنفذ المَنْفَذ‏.‏ يقول‏:‏ نفذت الطعنة

أَي جاوزت الجانب الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها، ولولا انتشار الدم

الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها‏.‏ أَراد لها نفذ أَضاءها لولا شعاع دمها؛ ونَفَذُها‏:‏ نفوذها إِلى الجانب الآخر‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ من دوائر الفرس

دائرة نافذة وذلك إِذا كانت الهَقْعَة في الشِّقَّين جميعاً، فإِن كانت في شق واحد فهي هَقْعَةٌ‏.‏

وأَتى بِنَفَذ ما قال أَي بالمخرج منه‏.‏ والنفذ، بالتحريك‏:‏ المَخْرج

والمَخْلص؛ ويقال لمنفذ الجراحة‏:‏ نفَذٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَيما رجل أَشادَ على

مسلم بما هو بريءٌ منه، كان حقاً على الله أَن يعذبه أَو يأْتي بِنَفَذِ ما

قال أَي بالمَخْرَج منه‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ إِنكم مجموعون في صعيد

واحد يَنْفُذُكم البصرُ؛ يقال منه‏:‏ أَنفذت القوم إِذا خرقتهم ومشيت في وسطهم، فإِن جزتهم حتى تُخَلِّفَهم قلت‏:‏ نفَذْتُهم بلا أَلف أَنْفُذُهم، قال‏:‏

ويقال فيها بالأَلف؛ قال أَبو عبيد‏:‏ المعنى أَنه ينفذهم بصر الرحمن حتى

يأْتي عليهم كلهم‏.‏ قال الكسائي‏:‏ يقال نفَذَني بصرُه يَنْفُذُني إِذا بلغني

وجاوزني؛ وقيل‏:‏ أَراد يَنْفُذُهم بصر الناظر لاستواء الصعيد؛ قال أَبو

حاتم‏:‏ أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإِنما هو بالدال المهملة، أَي يبلغ أَولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نَفَدَ الشيءَ

وأَنفَدْته؛ وحملُ الحديث على بصر المبصر أَولى من حمله على بصر الرحمن، لأن الله يجمع الناس يوم القيامة في أَرض يشهد جميعُ الخلائق فيها محاسبة

العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إِليه؛ ومنه حديث أَنس‏:‏ جُمعوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البصر ويسمعهم الصوت‏.‏ وأَمرٌ نَفِيذٌ‏:‏ مُوَطَّأٌ‏.‏

والمُنْتَفَذُ‏:‏ السَّعَةُ‏.‏ ونَفَذَهم البصر وأَنْفَذَهْم‏:‏ جاوزهم‏.‏ وأَنْفَذَ

القومَ‏:‏ صار بينهم‏.‏ ونَفَذَهم‏:‏ جازهم وتخلَّفهم لا يُخَص به قوم دون قوم‏.‏

وطريق نافذ‏:‏ سالك؛ وقد نَفَذَ إِلى موضع كذا يَنْفُذُ‏.‏ والطريق النافذ‏:‏

الذي يُسلك وليس بمسدود بين خاصة دون عامة يسلكونه‏.‏ ويقال‏:‏ هذا الطريق

يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا وفيه مَنْفَذٌ للقوم أَي مَجَازٌ‏.‏ وفي حديث

عمر‏:‏ أَنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إِلى الركن الغربي الذي يلي

الأَسود قال له‏:‏ أَلا تَسْتَلِم‏؟‏ فقال له‏:‏ انْفُذ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسْتَلِمْه أَي دعه وتجاوزه‏.‏ يقال‏:‏ سِرْ عنك وانْفُذْ عنك

أَي امض عن مكانك وجزه‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ يقال للخصوم إِذا ارتفعوا إِلى الحاكم‏:‏

قد تنافذوا اليه، بالذال، أَي خَلَصوا اليه، فإِذا أَدلى كل واحد منهم

بحجته قيل‏:‏ قد تنافذوا، بالذال، أَي أَنفذوا حجتهم، وفي حديث أَبي

الدرداء‏:‏ إِنْ نافَذْتهم نافذوك؛ نافَذْت الرجل إِذا حاكمته، أَي إِن قلت لهم

قالوا لك، ويروى بالقاف والدال المهملة‏.‏ وفي حديث عبد الرحمن بن الأَزرق‏:‏

أَلا رجل يُنْفذُ بيننا‏؟‏ أَي يحكم ويُمْضي أَمرَه فينا‏.‏ يقال‏:‏ أَمره نافذ

أَي ماض مطاع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَبو المكارم‏:‏ النوافذ كلُّ سَمٍّ يوصل

إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً، قلت له‏:‏ سَمِّها، فقال‏:‏ الأَصْرَانِ

والخِنّابَتَانِ والفمُ والطِّبِّيجَة؛ قال‏:‏ والأَصْران ثقبا الأُذنين، والخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ، والعرب تقول‏:‏ سِرْ عنك أَي جُزْ وامض، ولا

معنى لعنك‏.‏

نقذ‏:‏ نَقَذَ نَقْذاً‏:‏ نجا؛ وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه‏.‏

والنَّقَذُ، بالتحريك، والنقيذ والنقيذة‏:‏ ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل

نَفَضٍ وقَبَضٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى

أَي نجّاه وخلَّصه‏.‏

وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين‏.‏ وخيل نقائذ‏:‏ تُنُقِّذَتْ من أَيدي الناس أَو العدوّ، واحدها نَقِيذٌ، بغير هاء؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها

نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ

قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني‏:‏

أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً

نَقْذِيكَ أَمسِ، وليتني لم أَشْهَدِ

نَقْذِيك‏:‏ من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ تقول

نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته‏.‏ وواحد الخيل النقائذ‏:‏

نَقِيذ، بغير هاء‏.‏ والنقائذ من الخيل‏:‏ ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته

منهم، وقيل‏:‏ واحدها نقيذة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وقرأْت بخط شمر‏:‏ النقيذة الدِّرْع

المُسْتَنْقَذة من عدوّ؛ قال يزيد بن الصعق‏:‏

أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ

أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور

أُنُف‏:‏ لم يلبسها غيره‏.‏ كلائحة المُضِلِّ‏:‏ يعني السراب‏.‏ وقال المفضل‏:‏

النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف‏.‏ والأُنف الطويلة

جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها‏.‏

ورجل نَقَذٌ‏:‏ مُسْتَنْقَذ‏.‏

ومُنْقِذٌ‏:‏ من أَسمائهم‏.‏ ونَقَذَة‏:‏ موضع‏.‏

نمرذ‏:‏ نُمْروذ‏:‏ ملك معروف، وقد تقدم في الدال المهملة‏.‏

هبذ‏:‏ هَبَذَ يَهْبِذُ

هَبْذاً‏:‏ عدا، يكون ذلك

للفرس وغيره مما يَعْدُو‏.‏ وأَهْبَذَ واهْتَبَذَ وهابَذَ‏:‏ أَسرع في مَشْيَتِه

أَو طيرانه كهاذَبَ؛ قال أَبو خراش‏:‏

يُبادِرُ جُنْحَ الليل، فهو مُهابِذٌ

يَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ

والمُهابَذَة‏:‏ الإِسراع؛ قال‏:‏

مُهَابَذَةً لم تَتَّرِك حين لم يكن

لها مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ

هذذ‏:‏ الهَذّ والهَذَذُ‏:‏ سرعة القطع وسرعة القراءة؛ هَذَّ القرآن

يَهُذُّه هَذًّا‏.‏ يقال‏:‏ هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا، ويهذُّ الحديث هذًّا أَي

يَسْرُده؛ وأَنشد‏:‏

كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ

وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حادّ‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ وقال له رجل‏:‏

قرأْت المُفَصَّل الليلة، فقال‏:‏ أَهَذًّا كَهذِّ الشعر‏؟‏ أَراد أَتَهُذُّ

القرآن هَذًّا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر، ونصبه على المصدر‏.‏

وشَفْرَة هَذُوذٌ‏:‏ قاطعة‏.‏ وسكين هذوذ‏:‏ قَطَّاع‏.‏ وضرباً هَذَاذَيْك أَي

هَذًّا بعد هذّ، يعني قطعاً بعد قطع؛ قال الشاعر‏:‏

ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا

قال سيبويه‏:‏ وإِن شاء حمله على أَن الفعل وقع في هذه الحال؛ وقول

الشاعر‏:‏فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عليه سيَاعُه

هذاذيْك حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا

فسره أَبو حنيفة فقال‏:‏ هَذَاذَيْك هذًّا بعد هذّ أَي شرباً بعد شرب‏.‏

يقول‏:‏ باكر الدن مملوءاً وراح وقد فرّغه‏.‏ وتقول للناس إِذا أَردت أن يكفُّوا عن الشيء‏:‏ هذاذيكَ وهَجاجَيْك، على تقدير الاثنين؛ قال عبد بني

الحسحاس‏:‏إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه، هذاذيك حتى ليس للبُرْدِ لابِسُ

تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوب صاحبه دام الود

بينهما وإِلا تهاجرا‏.‏

واهتذذت الشيء‏:‏ اقتطعته بسرعة؛ قال ذو الرمة‏:‏

وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه، قد اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ

ويروى‏:‏ قد احتز‏.‏ يريد بعبد يغوثَ هذا عَبْدَ يَغُوثَ بن وقَّاص الحارثي

ولم يقتل في المعركة، وإِنما قتل بعد الأَسر؛ أَلا تراه يقول‏:‏

وتَضْحَكُ مني شَيخة عَبْشَمِيَّة، كأَنْ لم تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا

الأَزهري‏:‏ يقال حَجَازَيْك وهَذَاذيك؛ قال‏:‏ وهي حروف خِلْقتها التثنية

لا تغير‏.‏ وحجازيك‏:‏ أَمره أَن يحجُز بينهم‏.‏ قال‏:‏ ويحتمل أَن يكون معناه كف

نفسك‏.‏ قال‏:‏ وهذاذيك يأْمره أَن يقطع أَمر القوم‏.‏ وهذَّه بالسيف هذًّا‏:‏

قطعه كهَذَأَهُ‏.‏ وسيف هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ‏:‏ قطَّاع‏.‏ وقَرَبٌ هَذْهاذٌ‏:‏

بَعيدٌ صَعْب‏.‏

هربذ‏:‏ الهِرْبِذُ، بالكسر، واحد الهَرابِذَة المجوس وهم قَوَمَة بيت

النار التي للهند، فارسي معرب، وقيل‏:‏ عظماء الهند أَو علماو هم‏.‏

والهِرْبِذَى‏:‏ مِشْيَةٌ فيها اختيال كَمَشْي الهرابذة وهم حكام المجوس؛ قال امرؤ القيس‏:‏

مَشَى الهِرْبِذَى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا

وقيل‏:‏ هو الاختيال في المشي‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ الهِرْبذي مِشْية تشبه مِشْية الهرابذة، حكاه في سير الإِبل؛ قال‏:‏ ولا نظير لهذا البناء‏.‏

والهَرْبَذة‏:‏ سير دون الخَبب‏.‏ وعدا الجملُ الهِرْبذي أَي في شُِقّ‏.‏

همذ‏:‏ الهَماذِيّ‏:‏ السُّرْعة في الجري، يقال‏:‏ إِنه لذو هَماذِيّ في جريه؛ وقيل‏:‏ هي ضرب من السير غير أَنه أَوماء بها إِلى السريعة‏.‏ وقال شمر‏:‏

الهَماذِيُّ الجِدّ في السير‏.‏ والهَماذِيُّ‏:‏ البعير السريع، وكذلك الناقة

بلا هاء‏.‏ وهَماذِيُّ المطر‏:‏ شدّته‏.‏ والهَماذِيُّ‏:‏ تارات شداد تكون في المطر

والسِّباب والجَرْي، مرة يشتد ومرة يسكن؛ قال العجاج‏:‏

منه هَماذِيُّ إِذا حَرَّتْ وحَرْ

وحَرُّ هَماذِيّ؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

يُرْبِعُ شُذَّاذاً إِلى شُذاذِ، فيها هَماذِيّ إِلى هَماذِي

ويوم ذو هَماذِيّ وحُماذِيّ أَي شدة حر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لهمام

أَخي ذي الرمة‏:‏

قَطَعْتُ ويومٍ ذي هَماذِيّ تَلْتَظي

به القورُ، من وهْجِ اللظى، وفَراهِنُه

هنبذ‏:‏ الهَنْبَذَة‏:‏ الأَمر الشديد‏.‏

هوذ‏:‏ الهَوْذَةُ‏:‏ القطاة الأُنثى، وفي الصحاح‏:‏ هَوْذة القطاةُ، وخص

بعضهم بها الأُنثى، وبها سمي الرجلُ هَوْذَةَ؛ قال الأَعشى‏:‏

من يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غير مُتَّئِبٍ

إِذا تعمم فوق التاج أَو وضَعَا

والجمع هُوذ على طرح الزائد؛ قال الطرماح‏:‏

من الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ، ولَوْنُها

خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّح

وقيل‏:‏ هَوْذَةُ ضرب من الطير غيرها‏.‏ والهاذَة‏:‏ شجرة لها أَغصان سبطة لا

ورق لها، وجمعها الهاذ؛ قال الأَزهري‏:‏ روى هذا النضر، قال‏:‏ والمحفوظ في باب الاشجار الحاذ‏.‏

وجذ‏:‏ الوَجْذُ، بالجيم‏:‏ النقرة في الجبل تُمْسك الماء ويستنقع فيها، وقيل هي البركة، والجمعِ وجْذان ووِجاذٌ؛ قال أَبو محمد الفقعسي يصف

الأَثافي‏:‏

غَيْرَ أَثافي مِرْجلٍ جَواذِي، كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ، أُسُّ جَرامِيزَ على وِجاذِ

الأَثافي‏:‏ حجارة القدر‏.‏ والجواذي‏:‏ جمع جاذ، وهو المنتصب‏.‏ والأَفْلاذ، جمع فِلْذ‏:‏ القطعة

من الكبد‏.‏

والجراميز‏:‏ الحياض، واحدها جرموز‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وسمعت من العرب من يقال له‏:‏

أَما تعرف بمكان كذا وكذا وَجْذاًّ‏؟‏ وهو موضع يُمْسك الماء، فقال‏:‏ بلى

وِجاذاً أَي أَعرف بها وِجاذاً‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ أَوجَذته على الأَمر ايجاذاً إِذا أَكْرَهته‏.‏

وذذ‏:‏ الوَذْوَذَة‏:‏ السرعة‏.‏ ورجل وَذْواذٌ‏:‏ سريع المشي‏.‏ ومر الذئب

يُوَذْوِذُ‏:‏ مَرّ مَرّاً سريعاً‏.‏ وَوَذْوَذُ المرأَة بُظارتها إِذا طالت؛ قال

الشاعر‏:‏

من اللاَّئي اسْتَفاد بنو قُصَيٍّ، فجاء بها وَوَذْوَذُها يَنُوس

ورذ‏:‏ ورَذَ في جانبه‏:‏ أَبطأَ‏.‏

وقذ‏:‏ الوقْذ‏:‏ شدة الضرب‏.‏ وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً‏:‏ ضربه حتى استَرْخى

وأَشرف على الموت‏.‏ وشاة مَوْقُوذَة‏:‏ قتلت بالخشب، وقد وقَذَ الشاة وقْذاً، وهي موْقُوذة ووقِيذٌ‏:‏ قتلها بالخشب؛ وكان فعله قوم فنهى الله عز وجل عنه‏.‏

ابن السكيت‏:‏ وقَذَه بالضرب، والمَوْقوذة الوَقِيذُ‏:‏ الشاة تُضرب حتى

تموت ثم تؤكل‏.‏ قال الفراء في قوله‏:‏ والمنخنقة والموقوذة؛ الموقوذة‏:‏ المضروبة

حتى تموت ولم تُذَكّ؛ ووُقِذَ الرجلُ، فهو موقوذ ووقيذ‏.‏ والوقيذ من الرجال‏:‏ البطيء الثقيل كأَنّ ثقله وضعفه وقَذَه‏.‏

والوقيذ والموقود‏:‏ الشديد المرض الذي قد أَشرف على الموت؛ وقد وقَذَه

المرضُ والغم‏.‏ قال ابن جني‏:‏ قرأْت على أَبي عليّ عن أَبي بكر عن بعض أَصحاب

يعقوب عنه قال‏:‏ يقال تركته وَقيذاً ووَقِيظاً، قال‏:‏ قال الوجه عندي

والقياس أَن يكون الذال بدلاً من الظاء لقوله عز وجل‏:‏ والمنخنقة والموقوذة، ولقولهم وقذه، قال‏:‏ ولم أَسمع وقَظَه ولا مَوْقوظة، فالذال إِذاً أَعم

تصرفاً‏.‏ قال‏:‏ ولذلك قضينا على أَن الذال هي الأَصل‏.‏ وقال الأَحمر‏:‏ ضربه فوقظه‏.‏ الليث‏:‏ حمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثقيلاً دَنِفاً مُشْفِياً‏.‏ وفي حديث

عمر أَنه قال‏:‏ إِني لأَعلمُ متى تَهْلِكُ العربُ، إِذا ساسها من لم يُدْرك الجاهلية فيأْخُذ بأَخلاقها ولم يُدركه الإِسلامُ فَيَقِذه الورع؛ قوله‏:‏ فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه ويبلغ منه مبلغاً يمنعه من انتهاك

ما لا يحل ولا يَجْمُل‏.‏

ويقال‏:‏ وقذه الحلم إِذا سكّنَه، والوقذ في الأَصل‏:‏ الضرب المُثْخن

والكسر‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ فوقَذَ النِّفاقَ، وفي روايةٍ

الشيطانَ، أَي كسَرَه ودَمغَه؛ وفي حديثها أَيضاً‏:‏ وكان وَقِيذَ الجوانح أَي

محزون القلب كأَن الحزن قد كسره وضعّفه، والجوانح تحبس القلب وتَحْويه

فأَضاف الوُقُوذَ إِليها‏.‏ وقال خالد‏:‏ الوقذ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاو ه

من وراء أُذنيه‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ الوَقْذُ الضرب على فَأْسِ القَفا

فتصير هدّتها إِلى الدماغ فيذهب العقل، فيقال‏:‏ رجل موقوذ‏.‏ وقد وقَذَه الحلم‏:‏

سكَّنه‏.‏ ويقال‏:‏ ضربه على مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق أَو طرف

المَنْكِب أَو الكعب؛ وأَنشد للأَعشى‏:‏

يَلْوينَني دَيْني النّهار وَأَقْتَضِي

دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا

أَي صاروا كأَنهم سُكارى من النعاس‏.‏

ابن شميل‏:‏ الوَقِيذُ الذي يُغشى عليه لا يُدْرى أَميت أَم لا‏.‏

ويقال‏:‏ وقَذَه النعاسُ إِذا غلبه‏.‏ ورجل وقيذ أَي ما به طِرْقٌ‏.‏

وناقة مُوَقَّذَة‏:‏ أَثَّر الصِّرارُ في أَخْلافها من شَدِّه، وقيل‏:‏ هي

التي يَرْغَثُها ولدها أَي يَرْضَعُها ولا يخرج لبنها إِلا نزراً لعظم

ضرعها فيُوقِذُها ذلك، ويأْخُذها له داءٌ وورمٌ في الضرع‏.‏

والوقائِذُ‏:‏ حجارة مفروشة، واحدتها وَقيذَة‏.‏

ولذ‏:‏ ولَذَ ولْذاً‏:‏ أَسرع المَشي‏.‏ ورجل وَلاَّذ مَلاَّذ، والمعنيان

متقاربان، والله أَعلم‏.‏

ومذ‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الوَمْذَةُ البياض النقيّ، والله أَعلم‏.‏

باب‏:‏ الراء

الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذُّلْق، وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، والحروف الذلق ثلاثة‏:‏ الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام‏.‏

أبر‏:‏ أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره‏:‏ أَصلحه‏.‏ وأْتَبَرتَ فلاناً‏:‏ سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك؛ وكذلك في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك؛ قال طرفة‏:‏ وَلِيَ الأَصلُ الذي، في مثلِه، يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ والآبر‏:‏ العامل‏.‏ والمُؤْتَبرُ‏:‏ ربّ الزرع‏.‏ والمأْبور‏:‏ الزرع والنخل المُصْلَح‏.‏ وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج‏:‏ أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها، فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة، ويروى بالثاء المثلثة، وسنذكره في موضعه؛ وقوله‏:‏

أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم *** والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْمي

قال ثعلب‏:‏ المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين، وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه، وقال أَبو حنيفة‏:‏ كل إِصلاحٍ إِبارة؛ وأَنشد قول حميد‏:‏

إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها *** حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا

فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة‏.‏ وفي الخبر‏:‏ خَيْر المال مُهْرة

مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة؛ السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل، والمأْبُورة‏:‏ المُلَقَّحة؛ يقال‏:‏ أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها، فهي مأْبُورة

ومُؤَبَّرة، وقيل‏:‏ السكة سكة الحرث، والمأْبُورة المُصْلَحَة له؛ أَرادَ خَيرُ

المال نتاج أَو زرع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها

للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وذلك أَنها لا تؤبر

إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها، وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها، وإن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم؛ وكذلك

النخل إِذا أُبر أَو أُبيع‏.‏ على التأْبير في المعنيين‏.‏ وتأْبير النخل‏:‏ تلقيحه؛ يقال‏:‏ نخلة

مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة، والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار‏.‏ ويقال‏:‏ تأَبَّر

الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار؛ وقال الراجز‏:‏

تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول

يقول‏:‏ تَلَقَّحي من غير تأْبير؛ وفي قول مالك بن أَنس‏:‏ يَشترِطُ صاحب

الأَرض على المساقي كذا وكذا، وإِبارَ النخل‏.‏ وروى أَبو عمرو بن العلاء

قال‏:‏ يقال نخل قد أُبِّرَت، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات، فمن قال

أُبِّرت، فهي مُؤَبَّرة، ومن قال وُبِرَت، فهي مَوْبُورَة، ومن قال أُبِرَت، فهي

مَأْبُورة أَي مُلقّحة، وقال أَبو عبد الرحمن‏:‏ يقال لكل مصلح صنعة‏:‏ هو آبِرُها، وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له؛ وأَنشد‏:‏

فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي

لي البيتَ آبرْهُ، وكُوني مَكانِيا

أَي أُصلحه، ابن الأَعرابي‏:‏ أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب

وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح، وقال‏:‏ المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ‏.‏ تُلقّح به النخلة‏.‏

وإِبرة الذراع‏:‏ مُسْتَدَقُّها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع

طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع؛ وقيل‏:‏ الإِبرة من الإِنسان طرف

الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع؛ وفي التهذيب‏:‏ إِبرَةُ الذارع طرف العظم

الذي منه يَذْرَع الذارع، وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح، وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع، وأَنشد‏:‏

حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا

وإِبرة الفرس‏:‏ شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها‏.‏ والإِبرة‏:‏ عظم وَتَرة

العُرْقوب، وهو عُظَيْم لاصق بالكعب‏.‏ وإِبرة الفرس‏:‏ ما انْحَدّ من عرقوبيه، وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر‏.‏ والإِبْرة‏:‏

مِسَلّة الحديد، والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ، قال القطامي‏:‏

وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين

أَماكِنَ، لا تُجاوِزُها الإِبارُ

وصانعها أَبّار‏.‏ والإِبْرة‏:‏ واحدة الإِبَر‏.‏ التهذيب‏:‏ ويقال للمِخْيط

إبرة، وجمعها إِبَر، والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار، وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر‏:‏

أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ، زَفُوفِ التوالي، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم‏.‏

إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى، إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ

رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ، تَرى البِيدَ، من إِعْصافِها الجَرْي، ترتمي

تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً، وإِن تَجِدْ

فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ

إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً، فليْسَ بدائم

به وَتِدٌ، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ

وفي الحديث‏:‏ المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور، وفي حديث مالك بن دينار‏:‏ ومثَلُ

المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها

فَنَشِبَت في جوفها، فهي لا تأْكل شيئاً، وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبن هذه من هذه، وأَشار إِلى لحيته ورأْسه، فقال الناس‏:‏ لو عرفناه أَبَرْنا

عِتْرته أَي أَهلكناهم؛ وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف

الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك، والهمزة في الأَوّل أَصلية، وفي الثاني زائدة، وسنذكره هناك أَيضاً‏.‏ ويقال للسان‏:‏

مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول‏.‏ وإِبرة العقرب‏:‏ التي تلدَغُ بها، وفي المحكم‏:‏ طرف ذنبها‏.‏ وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً‏:‏ لسعته أَي

ضربته بإِبرتها‏.‏ وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس‏:‏ قيل لعلي‏:‏ أَلا تتزوّج ابنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ مالي صَفْراء ولا بيضاءُ، ولست

بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، عني، إني

لأَوّلُ من أَسلم،؛ المأْبور‏:‏ من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها، يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه

بتزويجها إياي، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ولو روي‏:‏

لست بمأْبون، بالنون، لكان وجهاً‏.‏

والإِبْرَة والمِئْبَرَة، الأَخيرة عن اللحياني‏:‏ النميمة‏.‏ والمآبِرُ‏:‏

النمائم وإفساد ذاتِ البين؛ قال النابغة‏:‏

وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه، ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا

والإِبْرَةُ‏:‏ فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها، وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات؛ الأَخيرة عن كراع‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات

وطُرُقات‏.‏ المِئْبَر‏:‏ ما رَقّ من الرمل؛ قال كثير عزة‏:‏

إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا

تَراها؛ وقد أَقْوَتْ، حديثاً قديمُها

وأَبَّرَ الأَثَر‏:‏ عَفّى عليه من التراب‏.‏ وفي حديث الشُّورى‏:‏ أن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته‏:‏ لا تُؤبِّروا آثارَكم

فَتُولِتُوا دينكم؛ قال الأَزهري‏:‏ هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث

طويل، وقال الرياشي‏:‏ التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر، قال‏:‏ وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة، وهي عَناق

الأَرض؛ حكاه الهروي في الغريبين‏.‏

وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد‏:‏ في الابتئار

لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً؛ قال القطامي‏:‏

فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ، فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ

يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه‏.‏

أتر‏:‏ الأُتْرُور‏:‏ لغة في التُّؤْرُور مقلوب عنه‏.‏

أثر‏:‏ الأَثر‏:‏ بقية الشيء، والجمع آثار وأُثور‏.‏ وخرجت في إِثْره وفي أَثَره أَي بعده‏.‏ وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته‏:‏ تتبعت أَثره؛ عن الفارسي‏.‏

ويقال‏:‏ آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه؛ ومنه قول متمم بن نويرة

يصف الغيث‏:‏

فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَّيْنِ بِدِيمَةٍ، تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً، من النَّبْتِ، خِرْوعا

أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده‏.‏

والأَثر، بالتحريك‏:‏ ما بقي من رسم الشيء‏.‏ والتأْثير‏:‏ إِبْقاءُ الأَثر في الشيء‏.‏ وأَثَّرَ في الشيء‏:‏ ترك فيه أَثراً‏.‏ والآثارُ‏:‏ الأَعْلام‏.‏

والأَثِيرَةُ من الدوابّ‏:‏ العظيمة الأَثَر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة

الإِثارَة‏.‏ وحكى اللحياني عن الكسائي‏:‏ ما يُدْرى له أَيْنَ أَثرٌ وما

يدرى له ما أَثَرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله‏.‏

والإِثارُ‏:‏ شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا

تُعانَ‏.‏

والأُثْرَة، بالضم‏:‏ أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ

أَثرُهُ‏.‏ وأَثَرَ خفَّ البعير يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه‏:‏ حَزَّه‏.‏ والأَثَرُ‏:‏

سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ، والجمع أُثور‏.‏

والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور، على تُفعول بالضم‏:‏ حديدة يُؤْثَرُ بها خف

البعير ليعرف أَثرهُ في الأَرض؛ وقيل‏:‏ الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور، كلها‏:‏ علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير؛ يقال منه‏:‏ أَثَرْتُ

البعيرَ، فهو مأْثور، ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَره من الأَرض‏.‏ والأَثِيَرةُ من الدواب‏:‏ العظيمة الأَثرِ في الأَرض بخفها أَو

حافرها‏.‏ في الحديث‏:‏ من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَرِه

فليصل رحمه؛ الأَثَرُ‏:‏ الأَجل، وسمي به لأَنه يتبع العمر؛ قال زهير‏:‏

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ، لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الأَثَرُ

وأَصله من أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض، فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَرٌ

ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثر؛ ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي‏:‏

قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره؛ دعا عليه بالزمانة لأَنه إِذا زَمن انقطع مشيه فانقطع أَثَرُه‏.‏ وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة‏.‏

والأَثَر‏:‏ الخبر، والجمع آثار‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ونكتب ما قدّموا وآثارهم؛ أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة

كُتِب له ثوابُها، ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها، وسنن النبي صلى الله عليه وسلم آثاره‏.‏

والأَثْرُ‏:‏ مصدر قولك أَثَرْتُ الحديث آثُرُه إِذا ذكرته عن غيرك‏.‏ ابن سيده‏:‏ وأَثَرَ الحديثَ عن القوم يأْثُرُه ويأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً

وأُثْرَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني‏:‏ أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر؛ وقيل‏:‏ حدّث به عنهم في آثارهم؛ قال‏:‏ والصحيح عندي أَن الأُثْرة الاسم وهي

المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ‏.‏ وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج‏:‏ ولا

بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث؛ وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء

الموحدة، وقد تقدم؛ ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر‏:‏ لولا أَن يَأْثُرُوا

عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه حلف

بأَبيه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال عمر‏:‏ فما حلفت به ذاكراً ولا آثراً؛ قال أَبو عبيد‏:‏ أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد

النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، وقوله ولا

آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به؛ يقول‏:‏ لا أَقول إِن فلاناً قال

وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي، ولا رويت عن أَحد

أَنه حلف به؛ ومن هذا قيل‏:‏ حديث مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم

بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف؛ يقال منه‏:‏ أَثَرْت الحديث، فهو مَأْثور وأَنا

آثر؛ قال الأَعشى‏:‏

إِن الذي فيه تَمارَيْتُما

بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ

ويروى بَيَّنَ‏.‏ ويقال‏:‏ إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة، وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها‏.‏ وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه‏:‏ ولَسْتُ بمأْثور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ

عني شرّ وتهمة في ديني، فيكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه؛ وروي

هذا الحديث بالباء الموحدة، وقد تقدم‏.‏ وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته

وأَثارَتُه‏:‏ بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر؛ وقرئ‏:‏ أَو أَثْرَةٍ من عِلم وأَثَرَةٍ من علم وأَثارَةٍ، والأَخيرة أَعلى؛ وقال الزجاج‏:‏ أَثارَةٌ في معنى

علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ

من العلم‏.‏ ويقال‏:‏ أَو شيء مأْثور من كتب الأَوَّلين، فمن قرأَ‏:‏

أَثارَةٍ، فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأَ‏:‏ أَثَرةٍ فإِنه بناه على الأَثر كما

قيل قَتَرَةٌ، ومن قرأَ‏:‏ أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة

والرَّجْفَةِ‏.‏ وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك؛

قال الشماخ‏:‏

وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عليه

نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا

قال أَبو منصور‏:‏ ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثارة من علم من هذا لأَنها

سمنت على بقية شَحْم كانت عليها، فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها‏.‏

وقال ابن عباس‏:‏ أَو أَثارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ

الأَنبياء‏.‏ وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال‏:‏ قد كان نبيّ

يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ

ذلك النبيّ، عليه السلام، فقد علِمَ عِلْمَه‏.‏ وغَضِبَ على أَثارَةٍ قبل

ذلك أَي قد كان‏.‏ قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك

غضباً؛ هذه عن اللحياني‏.‏ والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة، بفتح الثاء

وضمها‏:‏ المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويأْثُرُها قرن عن قرن يتحدثون بها، وفي المحكم‏:‏ المَكْرُمة المتوارثة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ مأْثُرةٌ ومآثر وهي القدم

في الحسب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَلا إِنَّ كل دم ومأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية

فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين؛ مآثِرُ العرب‏:‏ مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر

عنها أَي تُذْكَر وتروى، والميم زائدة‏.‏ وآثَرَه‏:‏ أَكرمه‏.‏ ورجل أَثِير‏:‏

مكين مُكْرَم، والجمع أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة‏.‏

وآثَرَه عليه‏:‏ فضله‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ لقد آثرك الله علينا‏.‏ وأَثِرَ أن يفعل كذا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ، كله‏:‏ فَضّل وقَدّم‏.‏ وآثَرْتُ فلاناً على

نفسي‏:‏ من الإِيثار‏.‏ الأَصمعي‏:‏ آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك‏.‏ وفلان

أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً‏.‏ ويقال‏:‏ قد أَخَذه بلا

أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ

الأَجود؛ وقال الحطيئة يمدح عمر، رضي الله عنه‏:‏

ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها، لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ

أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ، وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي

الأَثَرَة؛ وقول الأَعرج الطائي‏:‏

أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته، فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير

قال‏:‏ يريد المأْثور الذي أَخَذَ فيه؛ قال‏:‏ وهو من قولهم خُذْ هذا

آثِراً‏.‏ وشيء كثير أَثِيرٌ‏:‏ إِتباع له مثل بَثِيرٍ‏.‏

واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره‏:‏ خصَّ به نفسه واستبدَّ به؛ قال الأَعشى‏:‏

اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبالـ *** ـعَدْلِ، ووَلَّى المَلامَة الرجلا

وفي الحديث‏:‏ إِذا اسْتأْثر الله بشيء فَالْهَ عنه‏.‏ ورجل أَثُرٌ، على

فَعُل، وأَثِرٌ‏:‏ يسْتَأْثر على أَصحابه في القَسْم‏.‏ ورجل أَثْر، مثال

فَعْلٍ‏:‏ وهو الذي يَسْتَأْثِر على أَصحابه، مخفف؛ وفي الصحاح أَي يحتاج‏.‏ لنفسه أَفعالاً

وأَخلاقاً حَسَنَةً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال للأَنصار‏:‏ إِنكم ستَلْقَوْنَ

بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا؛ الأَثَرَة، بفتح الهمزة والثاء‏:‏ الاسم من آثَرَ

يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى، أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عليكم فَيُفَضَّل

غيرُكم في نصيبه من الفيء‏.‏ والاستئثارُ‏:‏ الانفراد بالشيء؛ ومنه حديث عمر‏:‏

فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم، وفي حديثة الآخر

لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال‏:‏ أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه

وهي الإِثْرَةُ، وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَة؛ وأَنشد أَيضاً‏:‏

ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها، لكن بها استأْثروا، إِذا كانت الإِثَرُ

وهي الأُثْرَى؛ قال‏:‏

فَقُلْتُ له‏:‏ يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ

يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ‏؟‏

وفلان أَثيري أَي خُلْصاني‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك

أُؤَاثرُ أَثْراً‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا

وكذا، أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا‏.‏ ويقال‏:‏ قد

أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه‏.‏ وقال الليث‏:‏ يقال

لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ‏.‏ ويقال‏:‏ افعل هذا

يا فلان آثِراً مّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا‏.‏

واسْتَأْثرَ الله فلاناً وبفلان إِذا مات، وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له

الغُفْرانُ‏.‏

والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ، على فُعُلٍ، وهو واحد ليس بجمع‏:‏

فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه، والجمع أُثور؛ قال عبيد بن الأَبرص‏:‏

ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا

سُيوفاً، عليهن الأُثورُ، بَواتِكا

وأَنشد الأَزهري‏:‏

كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ، عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ

وأَثْرُ السيف‏:‏ تَسَلْسُلُه وديباجَتُه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي

من قوله‏:‏

فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ، كَوَقْع السيفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ

فإِن ثعلباً قال‏:‏ إِنما أَراد ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة؛ قال ابن سيده‏:‏

ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الأَثْر فسكنه على أَصله لصار

مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن، وهذا لا يكسر البيت، لكن الشاعر إِنما أَراد توفية

الجزء فحرك لذلك، ومثله كثير، وأَبدل الفرنْدَ من الأَثَر‏.‏ الجوهري‏:‏ قال

يعقوب لا يعرف الأَصمعي الأَثْر إِلا بالفتح؛ قال‏:‏ وأَنشدني عيسى بن عمر

لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه‏:‏

جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها

خِفاقاً، كلُّها يَتْقي بأَثْر

أَي كلها يستقبلك بفرنده، ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي، أَي إِذا نظر

الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها، ويقال تَقَيْتُه

أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه‏.‏ وسيف مأْثور‏:‏ في متنه أَثْر، وقيل‏:‏ هو الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الأَثْرِ الذي هو الفرند؛ قال ابن مقبل‏:‏إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتي، ولا أُبالي، ولو كنَّا على سَفَر

قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه

أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان‏.‏ وأُثْر الوجه وأُثُرُه‏:‏ ماؤه

ورَوْنَقُه وأَثَرُ السيف‏:‏ ضَرْبَته‏.‏ وأُثْر الجُرْح‏:‏ أَثَرهُ يبقى بعدما

يبرأُ‏.‏ الصحاح‏:‏ والأُثْر، بالضم، أَثَر الجرح يبقى بعد البُرء، وقد يثقل مثل

عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وأَنشد‏:‏

عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر

هذا العجز أَورده الجوهري‏:‏

بيضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر

والصحيح ما أَوردناه؛ قال‏:‏ وفي الناس من يحمل هذا على الفرند‏.‏ والإِثْر

والأُثْر‏:‏ خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وهو الخَلاص والخِلاص، وقيل‏:‏ هو اللبن إِذا فارقه السمن؛ قال‏:‏

والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه

الآصِيَةُ‏:‏ حُساءٌ يصنع بالتمر؛ وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان

يقول الإِثر، بكسرة الهمزة، لخلاصة السمن؛ وأَما فرند السيف فكلهم يقول

أُثْر‏.‏ ابن بُزرُج‏:‏ جاء فلان على إِثْرِي وأَثَري؛ قالوا‏:‏ أُثْر السيف، مضموم‏:‏ جُرْحه، وأَثَرُه، مفتوح‏:‏ رونقه الذي فيه‏.‏ وأُثْرُ البعير في ظهره، مضموم؛ وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِراً‏.‏ ويقال‏:‏ خرجت في أَثَرِه وإِثْرِه، وجاء في أَثَرِهِ وإتِْرِه، وفي وجهه أَثْرٌ وأُثْرٌ؛ وقال الأَصمعي‏:‏

الأُثْر، بضم الهمزة، من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَرُهُ‏.‏ قال

شمر‏:‏ يقال في هذا أَثْرٌ وأُثْرٌ، والجمع آثار، ووجهه إِثارٌ، بكسر الأَلف‏.‏

قال‏:‏ ولو قلت أُثُور كنت مصيباً‏.‏ ويقال‏:‏ أَثَّر بوجهه وبجبينه السجود

وأَثَّر فيه السيف والضَّرْبة‏.‏

الفراء‏:‏ ابدَأْ بهذا آثراً مّا، وآثِرَ ذي أَثِير، وأَثيرَ ذي أَثيرٍ

أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء‏.‏ ويقال‏:‏ افْعَلْه آثِراً ما وأَثِراً ما أَي

إِن كنت لا تفعل غيره فافعله، وقيل‏:‏ افعله مُؤثراً له على غيره، وما زائدة

وهي لازمة لا يجوز حذفها، لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً

به، من قولك‏:‏ آثرت أَن أَفعل كذا وكذا‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ افْعَلْ هذا

آثراً مّا وآثراً، بلا ما، ولقيته آثِراً مّا، وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وذي

يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كل شيء، ولقيته أَوَّل ذِي أَثِيرٍ، وإِثْرَ ذي أَثِيرٍ؛ وقيل‏:‏ الأَثير الصبح، وذو أَثيرٍ وَقْتُه؛ قال عروة بن الورد‏:‏

فقالوا‏:‏ ما تُرِيدُ‏؟‏ فَقُلْت‏:‏ أَلْهو إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير

وحكى اللحياني‏:‏ إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً

مّا‏.‏ المبرد في قولهم‏:‏ خذ هذا آثِراً مّا، قال‏:‏ كأَنه يريد أَن يأْخُذَ

منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول‏:‏ خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد

آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ يقال أَثِرَ

فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ، وذلك

إِذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه‏.‏

والأُثْرَة‏:‏ الجدب والحال غير المرضية؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً، كفاهُ حمارٌ، من غَنِيٍّ، مُقَيَّدُ

ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً

فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض‏.‏

وأَثَر الفَحْلُ الناقة يأْثُرُها أَثْراً‏:‏ أَكثَرَ ضِرابها‏.‏