فصل: تابع من اسمه أحمد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان الميزان ***


تابع من اسمه أحمد

829 - أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحماني عن عمه جبارة بن المغلس وعن عفان وأبي نعيم روى عنه أبو يعلى بن الصواف والجعابي كذاب فلهذا يدلسه بعضهم فيقول ثنا أحمد بن عطية وبعضهم أحمد بن الصلت قال بن عدي رأيته سنة سبع وتسعين ومائتين فقدرت أن له ستين سنة أو أكثر ومات سنة اثنتين وثلاث مائة ثم قال بن عدي ما رأيت في الكذابين أقل حيا أمنه وقال ابن قانع ليس بثقة وقال ابن أبي الفوارس كان يضع الحديث وقال اابن حبان راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فاسمع منه فاخذت جزءا لأنتخب فيه فرأيته حدث عن يحيى بن سليمان بن نضلة عن مالك عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما مرفوعا رد دانق بن حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة ورأيته حدث عن هناد عن أسامة عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما لرد دانق من حرام أفضل من مائة ألف ينفق في سبيل الله فعلمت أنه يضع الحديث فلم أذهب إليه ورأيته يروي عن جماعة ما أحسبه رآهم وقال الدارقطني كان يضع الحديث قلت مات سنة ثمان وثلاث مائة وفي تاريخ نيسابور للحاكم حدثني أبو محمد بن عبد الرحمن بن أحمد العماري عن محمد بن محمد بن حريز التاجر عن محمد بن أحمد الشعيثي بمنى عن إسماعيل بن محمد الضرير ثنا أحمد بن الصلت الحماني ثنا محمد بن سماعه عن أبي يوسف عن أبي حنيفة رحمه الله قال حججت مع أبي ولي ثمان عشرة سنة فمررنا بحلقة فإذا رجل فقلت من هذا فقالوا عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضى الله تعالى عنه قلت هذا كذب فابن جزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين وقد وقع لنا هذا الحديث من وجه آخر وهو باطل أيضا قرأته على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد عن القاسم بن مطين أن عبد الله بن الحسين كتب إليهم أخبرنا أبو الفتح هود بن أحمد الصابوني عن الشريف أبي السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي الحسين ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى النقشي ثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي ثنا أبو ذر عبد العزيز بن حسن الطبري ثنا أبو مكرم بن أحمد البغدادي ثنا محمد بن أحمد بن سماعه ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا أبو يوسف ثنا أبو حنيفة رحمه الله قال ولدت سنة ثمانين وحججت مع أبي سنة ست وتسعين وأنا بن ست عشرة سنة فلما دخلت المسجد الحرام رأيت حلقة عظيمة فقلت لأبي حلقة من هذه فقال هذه حلقة عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تفقه في دين الله كفاه الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب وعلى المصنف في نقل كلام بن عدي مواخذات منها أن لفظ بن عدي فقدرت أن له سبعين بموحدة وعين ومنها أنه ليس في كلامه بيان وفاته فإن كان ذلك وقع في نسخة المؤلف فلا معنى لقوله بعد ذلك قلت مات سنة كذا مع تقدمها في كلام غيره وإن كان ذلك موافقا لسائر النسخ فلا معنى لإبهام كونها في كلام بن عدي ثم أعادتها مصدرة نقلت ومنها أنه اختصر كلام بن عدي وقد اشتمل على فوائد تتعلق بترجمة المذكور وهي قوله متصلا بقوله أقل حيا أمنه كان يترك الوراقين فيحمل من عندهم رزم الكتب ويحدث عمن اسمه فيها ولا يبالي متى مات وهل مات قبل أن يولد أو لا ثم ذكر له أحاديث وقال الحاكم روى بن الصلت عن القعنبي ومسدد وابن أبي أويس وبشر بن الوليد أحاديث وضعها وقد وضع أيضا المتون مع كذبه في لقي هؤلاء وقال أبو نعيم روى عن شيوخ لم يلقهم بالمشاهير والمناكير وذكره البرقاني فيمن وافق الدارقطني عليه من المتروكين وقال الخطيب حدث عن أبي نعيم وغيره بأحاديث أكثرها باطلة هو وضعها وحكى عن بشر بن الحارث ويحيى بن معين وعلي بن معين وعلي بن المديني أخبارا جمعها بعد أن وضعها في مناقب أبي حنيفة وقال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول لم يلق أبو حنيفة أحدا من الصحابة وقال الأزهري عن الدارقطني مناقب أبي حنيفة موضوعة كلها وضعها أحمد بن المغلس الحماني قرأته غير مرة قلت ومن مناكيره روايته عن بشر الحافي عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما رفعه أزهد في الدنيا يحبك الله الحديث رواه بن عساكر في تاريخه عن الدينوري عن القزويني حدثنا يوسف بن عمر القواس عن محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن المغلس فذكر قصة هذا فيها وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل وإنما يعرف من حديث سهل بن سعد الساعدي بإسناد ضعيف ذكرته في غير هذا المكان

830 - أحمد بن محمد بن صالح بن عبد ربه أبو العباس المنصوري القاضي من أهل المنصورة روى عن أبي روق الهزاني حديثا باطلا هو آفته ذكرناه في ترجمة أبي روق انتهى وقال الحاكم ورد إلى بخارى سنة ستين وأنا بها فكتبت عنه سمع أبا العباس بن الأثرم وأبا روق الهزاني وولي قضاء أرجان وكان من ظرافة من رأيت من العلماء وقال أبو سعد بن السمعاني كان إماما على مذهب داود بن علي الأصبهاني

831 - ز أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب البلنسي وأصله باجي ولد سنة سبعين وخمس مائة وسمع من أبي عيسى بن الناصف وغيره وأجاز له أبو علي بن حصنون وغيره وحصر لما أخذ الفرنج بلده بلنسية وهو بها في سنة ست وثلاثين فتحول إلى سبتة ومات بها في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين

832 - أحمد بن محمد بن غالب الباهلي غلام خليل عن إسماعيل بن أبي أويس وشيبان وقرة بن حبيب وعنه بن كامل وابن السماك وطائفة وكان من كبار الزهاد ببغداد قال بن عدي سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول قلت لغلام خليل ما هذه الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة وقال أبو داود أخشى أن يكون دجال بغداد وقال الدارقطني متروك وقال الخطيب مات في رجب سنة خمس وسبعين ومائتين وحمل في تابوت إلى البصرة وبنيت عليه قبة وكان يحفظ علما كثيرا ويخضب بالحناء ويقتات بالباقلاء صرفا وقال ابن عدي امره بين حدثنا أبو جعفر القاضي بالبصرة ثنا أحمد بن محمد ثنا شيبان ثنا الربيع بن بدر عن هارون عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال من قبل غلاما بشهوة لعنه الله فإن عانقه ضرب بسياط من نار فإن فسق به دخل النار ومن مصائبه قال حدثنا محمد بن عبد الله العمري ثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر فهذا ملصق بمالك وقال أبو بكر النقاش وهو واه قال أبو جعفر بن الشعيري لما حدث غلام خليل عن بكر بن عيسى عن أبي عوانة قلت له يا أبا عبد الله ما هذا الرجل هذا حدث عنه أحمد بن حنبل وهو قديم لم تدركه ففكر في هذا ثم خفته فقلت لعله آخر باسمه فسكت فلما كان من الغد قال يا أبا جعفر علمت أني نظرت البارحة فيمن سمعت عليه بالبصرة ممن يقال له بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلا انتهى وقال الحاكم سمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول أحمد بن محمد بن غالب ممن لا أشك في كذبه وقال أبو أحمد الحاكم أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرة وهو بين الأمر في الضعف وقال أبو داود قد عرض علي من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها وقال الحاكم روى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن كامل من زهده وورعه ونعوذ بالله من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام وقال اابن حبان كان يتقشف ولم يكن الحديث من شأنه كان يحدث في كل ما يسئل أتوه بصحيفة البخاري عن بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال وهي ثمانون حديثا فحدث بها كلها عن بن أبي أويس ولم يسمع منها شيئا قال وسمعت أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة يقول كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي فدخل عليه غلام خليل فقال له في خلال ما كان يحدثه تذكر أيها القاضي حيث كنا بالمدينة سنة أربع وعشرين ومائتين نكتب قال فالتفت إلينا إسماعيل وقال قليلا يكذب ما كنت في تلك السنة بها

833 - ز أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر الفارفاني الأصبهاني الأعرج بن أخي عفيفة سمع من إسماعيل الحمامي روى عنه الضياء المقدسي وقال لم يكن مرضيا مات سنة ثمان وست مائة

834 - أحمد بن محمد بن عبيد الله التمار المقري كان ببغداد حدث عن يحيى بن معين روى عنه أبو حفص الكتاني قال الخطيب قال بن طاهر كان غير ثقة روى أحاديث باطلة وقال أبو القاسم الأزهري هو مثل أبي سعيد العدوي قلت والعدوي وضاع مات سنة خمس وعشرين وثلاث مائة أو بعدها

835 - ز أحمد بن محمد بن حفص الخلال قاضي الحديبية على رأس الأربعمائة ذكره النديم في مصنفي الشيعة

836 - أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليمان بن حامد أبو جعفر الأزدي الحجري المصري ثم الطحاوي ولد بطحا قرية من صعيد مصر في سنة تسع وثلاثين ومائتين قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وتفقه أولا على خاله أبي إبراهيم إسماعيل المزني صاحب الشافعي وسمع منه كتاب السنن روايته عن الشافعي وغير ذلك وسمع الحديث من أهل عصره فلحق يونس بن عبد الأعلى وهارون بن سعيد الأيلي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر وعيسى بن مثرود وغيرهم من أصحاب بن عيينة وابن وهب وهذه الطبقة وسمع الكثير أيضا من إبراهيم بن أبي داود الضريس وكان من الحفاظ المكثرين وأبي بكرة بكار بن قتيبة القاضي وغيرهما وخرج إلى الشام فسمع ببيت المقدس وغزة وعسقلان وتفقه بدمشق على القاضي أبي خازم وهو بمعجمتين واسمه عبد الحميد ورجع إلى مصر في سنة تسع وستين وتقدم في العلم وصنف التصانيف في اختلاف العلماء وفي الشروط ومعاني الآثار وأحكام القرآن ومشكل الآثار وغير ذلك وكان أولا على مذهب الشافعي ثم تحول إلى مذهب الحنفية لكائنة جرت له مع خاله المزني وذلك أنه كان يقرأ عليه فمرت مسألة دقيقة فلم يفهمها أبو جعفر فبالغ المزني في تقريبها له فلم يتفق ذلك فغضب المزني متضجرا فقال والله لا جاء منك شيء فقام أبو جعفر من عنده وتحول إلى أبي جعفر بن أبي عمران وكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار فتفقه عنده ولازمه إلى أن صار منه ما صار قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي وبلغنا أن أبا جعفر لما صنف مختصره في الفقه قال رحم الله أبا إبراهيم يعني المزني لو كان حيا لكفر عن يمينه يعني الذي حلفه أنه لا يجيء منه شيء وتعقب هذا بعض الأئمة بأنه لا يلزم المزني في ذلك كفارة لأنه حلف على غلبة ظنه ويمكن أن يجاب عن أبي جعفر بأنه أورد ذلك على سبيل المبالغة ولا شك أنه يستحب الكفارة في مثل ذلك ولو لم يقل بالوجوب وليس يخفي مثل ذلك على أبي جعفر لكن قرأت بخط محمد بن الزكي المنذري أن الطحاوي إنما قال ذلك كيما يعير المزني فأجابه بعض الفقهاء بأن المزني لا يلزمه الحنث أصلا لأن من ترك مذهب أصحاب الحديث وأخذ بالرأي لم يفلح وناب أبو جعفر في القضاء عن محمد بن عبدة قاضي مصر بعد السبعين ومائتين وترقت حاله بمصر قال أبو سعيد بن يونس كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب الصلة كان ثقة جليل القدر فقيه البدن عالما باختلاف العلماء بصيرا بالتصنيف وكان يذهب مذهب أبي حنيفة وكان شديد العصبية فيه قال وقال لي أبو بكر محمد بن معاوية بن الأحمر القرشي دخلت مصر قبل الثلاث مائة وأهل مصري يرمون الطحاوي بأمر عظيم فظيع يعني من جهة أمور القضاء أو من جهة ما قيل أنه أفتى به أبا الجيش من أمر الخصيان قال وكان يذهب مذهب أبي حنيفة لا يرى حقا في خلافه وقال ابن عبد البر في كتاب العلم كان الطحاوي من أعلم الناس بسير الكوفيين وأخبارهم وفقههم مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء قال وسمع أبو جعفر الطحاوي منشدا ينشد‏:‏

إن كنت كاذبة الذي حدثتني *** فعليك أثم أبي حنيفة أو زفر

فقال أبو جعفر وددت لو أن علي اثمهما وأن لي أجرهما وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء انتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر وحكى أبو جعفر الطحاوي أن رجلا من أعيان الناس حضر عند القاضي محمد بن عبدة فقال في مجلسه تعرفون أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أمه عن أبيه قال أبو جعفر فذكرت له الحديث بإسناده من وجهين أحدهما مرفوعا والآخر موقوفا قال فقال لي الرجل تدري ما تكلم به فقلت ما الخبر فقال رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث وقل من يجمع ذلك فقلت هذا من فضل الله وأنعامه روى عن أبي جعفر ابنه علي وأبو محمد بن زبر القاضي وأبو الحسن محمد بن أحمد الإحميمي وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري وأحمد بن القاسم الخشاب ويوسف بن القاسم الميانجي وأحمد بن عبد الوارث الزجاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري ومحمد بن أبي بكر بن مطروح ومحمد بن الحسن بن عمر التنوخي وآخرون قال بن يونس توفي في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة وفيها أرخه مسلمة بن قاسم وغيره رحمه الله تعالى وخالفهم محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال أنه مات سنة 22 قال وقد بالغ الثمانين والسواد في لحيته أكثر من البياض وكان أوحد أهل زمانه علما وله من الكتب غير ما تقدم الوصايا والمحاضر والسجلات وشرح الجامع الصغير وشرح الجامع الكبير والفرائض والنقض على الكرابيسي والمختصر الكبير والمختصر الصغير في الفقه وقال البيهقي في المعرفة بعد أن ذكر كلاما للطحاوي في حديث مس الذكر فتعقبه قال أردت أن أبين خطاءه في هذا وسكت عن كثير من أمثال ذلك فبين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته وإنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ثم لم يحكمها وبالله التوفيق وقرأت في كتاب قضاة مصر لأبي محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق قال واستكتب محمد بن عبدة القاضي بمصر أبا جعفر الطحاوي الفقيه واستخلفه وأغناه فكان أبو جعفر يجلس بين يديه ويقول للخصوم وهم بين يديه من مذهب القاضي أيده الله كذا وكذا حاملا عنه وملقنا له فأحس القاضي تيها من أبي جعفر واستظهارا عليه فقال له ما هذا الذي رأيت منك والله لئن أرسلت قصبة فنصبت في حارتك لئن إلى الناس حولها هذه قصة القاضي قال بن زولاق وحدثني عبد الله بن عمر الفقيه سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول كان لمحمد بن عبدة القاضي مجلس للفقه عشية الخميس يحضره الفقهاء وأصحاب الحديث فإذا فرغ وصلى المغرب انصرف الناس ولم يبق أحد إلا من تكون له حاجة فيجلس فلما كان ليلة رأينا إلى جنب القاضي شيخا عليه عمامة طويلة وله لحية حسنة لا نعرفه فلما فرغ المجلس وصلى القاضي التفت فقال يتأخر أبو سعيد يعني الفاريابي وأبو جعفر وانصرف الناس ثم قام يركع فملا فرغ استند ونصبت بين يديه الشموع ثم قال خذوا في شيء فقال ذلك الشيخ أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أمه عن أبيه فلم يقل أبو سعيد الفاريابي شيئا فقلت أنا حدثنا بكار بن قتيبة ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أمه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليغار للمؤمن فليغر قال فقال لي ذلك الشيخ أتدري ما تتكلم به فقلت له أيش الخبر فقال لي رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم ورأيتك الساعة في أصحاب الحديث في ميدانهم وقل من يجمع ما بين الحالتين فقلت هذا من فضل الله وإنعامه فأعجب القاضي في وصفه لي ثم أخذنا في المذاكرة قال بن زولاق وأراد أبو جعفر الطحاوي مقاسمة عمه في الريع الذي بينهما فحكم له القاضي بالقسمة وأرسل إليه بمال يستعين به في ذلك ووافق ذلك أملاكا في مجلس أحمد بن طولون فحضره أبو جعفر الطحاوي وقرأ الكتاب وعقد النكاح فخرج خادم بصينية فيها مائة دينار وطيب فقال كم القاضي فقال القاضي كم أبي جعفر فألقاها في كمه ثم خرج إلى الشهود وكانوا عشرة بعشرة صواني والقاضي يقول كم أبي جعفر ثم خرجت صينية أبي جعفر فانصرف أبو جعفر ذلك اليوم بألف ومائتي دينار سوى الطيب قال بن زولاق وحدثني عبد الله بن عثمان قال سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول كانت لأبي الجيش بن أحمد بن طولون أمير مصر شهادة فحضر الشهود وكان كلما كتب شاهد شهادته قرأها الأمير والقاضي وكان كل شاهد يكتب أشهدني الأمير أبو الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين قال أبو جعفر فلما شهدت أنا كتبت أشهد على إقرار الأمير أبي الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين أطال الله بقاءه وأدام عزه وعلوه بجميع ما في هذا الكتاب فلما قرأه الأمير قال للقاضي من هذا قال هذا كاتبي فقال أبو من قال أبو جعفر فقال وأنت يا أبا جعفر فأطال الله بقاءك وأدام عزك قال فقمت بسبب ذلك محسودا من الجماعة قال بن زولاق فلم يزل محمد بن عبدة وأصحابه فأغروا به نائب هارون بن أبي الجيش فاعتقل أبا جعفر الطحاوي بسبب اعتبار الأوقاف قال بن زولاق وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول سمعت أبي يقول وذكر فضل أبي عبيد بن جرثومة وفقهه فقال كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يوما في مسألة فقال لي ما هذا قول أبي حنيفة فقلت له أيها القاضي أو كل ما قاله أبو حنيفة أقول به فقال ما ظننتك إلا مقلدا فقلت له وهل يقلد إلا عصي فقال لي أو غبي قال فطارت هذه الكلمة بمصر حتى صارت مثلا وحفظها الناس قال وكان الشهود ينفسون على أبي جعفر بالشهادة لئلا يجتمع له رياسة العلم وقبول الشهادة فلم يزل أبو عبيد في سنة ست وثلاثين حتى عدله شهادة أبي القاسم مأمون ومحمد بن موسى سقلاب فقبله وقدمه وكان أكثر الشهود في تلك السنة قد حجوا وجاوروا بمكة فتم لأبي عبيد ماأراد من تعديله قال وكان أبو جعفر الطحاوي إذا ذاكر أبا عبيد يقول كثيرا في كلامه قال بن أبي عمران قال بن أبي عمران يعني أستاذه فلما طال هذا على أبي عبيد قال يا هذا كم قال بن أبي عمران قد رأيت هذا الرجل بالعراق ولم يكن بذاك أن البغاث بأرضكم يستنسر قال فطارت هذه الكلمة وصارت بمصر مثلا وكان لأبي عبيد في كل عشية مجلس لواحد من الفضلاء يذاكره وقد قسم أيام الأسبوع عليهم منها عشية لأبي جعفر فقال له في بعض كلامه ما بلغه عن أمناء القاضي وحضه على محاسبتهم فقال القاضي أبو عبيد كان إسماعيل بن إسحاق لا يحاسبهم فقال أبو جعفر قد كان القاضي بكار يحاسبهم فقال القاضي أبو عبيد كان إسماعيل قد حاسب رسول الله صلى الله عليه وسلم امناءه وذكر له قصة بن الأثبية فلما بلغ ذلك الأمناء لم يزالوا حتى أوقعوا بين أبي عبيد وأبي جعفر وتغير كل منهما للآخر وكان ذلك قرب صرف أبي عبيد عن القضاء قال فلما صرف أبو عبيد عن القضاء أرسل الذي ولي بعده إلى أبي جعفر بكتاب عزله قال فحدثني علي بن أبي جعفر قال فجئت إلى أبي فهنأته فقال لي أبي ويحك وهذه تهنئة هذه والله تعزية لم أذاكره بعده أو لمن أجالس قال بن زولاق وحدثني عبيد الله بن عبد الكريم قال كان أبو عبيد في غاية المعرفة بالأحكام وكان أبو جعفر الطحاوي وجيه النقد في الشروط والسجلات والشهادات فجلس بين يدي أبي عبيد يوما ليؤدي شهادة فأداها فلما فرغ قال له القاضي عرفني فأعادها فقال عرفني فقال أبو جعفر يأذن لي القاضي في القيام إلى موضع فقال قم فقام أبو جعفر يجر رداءه قد سقط بعضه ومال فأقام في ناحية ثم عاد يحبون على ركبتيه وقال نعم أعزك الله أشهد بكذا وكذا فأخذ منه أبو عبيد الكتاب وعلم على شهادته قال بن زولاق كان أبو زكريا يحيى بن محمد بن عمروس عاقلا وهو الذي أدب أبا جعفر وعلمه القرآن وكان يقال ليس في الجامع سارية إلا وقد ختم أبو زكريا عندها القرآن قال ولما تولي عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر الجوهري القضاء بمصر كان يركب بعد أبي جعفر وينزل بعده فقيل له في ذلك فقال هذا واجب لأنه عالمنا وقدوتنا وهو أسن مني بإحدى عشرة سنة ولو كانت إحدى عشرة ساعة لكان القضاء أقل من أن أفتخر به على أبي جعفر ولما ولي محمدا أبو عبد الله بن زبر قضاء مصر وحضر عنده أبو جعفر الطحاوي فشهد عنده أكرمه غاية الإكرام وسأله عن حديث ذكر أنه كتبه عن رجل عنه من ثلاثين سنة فأملاه عليه قال وحدثني الحسين بن عبد الله القرشي قال وكان أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد في ولايته القضاء بمصر يلازم أبا جعفر الطحاوي يسمع عليه الحديث فدخل رجل من أهل أسوار فسأل أبا جعفر عن مسألة فقال أبو جعفر من مذهب القاضي أيده الله كذا وكذا فقال له ما جئت إلى القاضي إنما جئت إليك فقال له يا هذا من مذهب القاضي ما قلت لك فأعاد القول فقال أبو عثمان تفتيه أعزك الله فقال إذا أذن الله افتيته فقال قد أذنت فأفتاه قال فكان ذلك يعد في فضل أبي جعفر وأدبه قال ومات أبو جعفر في ولاية أبي عثمان هذا في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة رحمه الله تعالى‏.‏