فصل: ما جاء على أفعل من هذا الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


2205- ضَحَّ رُوَيْداً‏.‏

هذا أمر من التضحية، أي لا تَعْجَلْ في ذَبْحها، ثم استعير في النَّهْي عن العَجَلة في الأمر، ويقال‏:‏ ضَحِّ رويداً لم تُرَعْ، أي لم تفزع، ويقال‏:‏ ضّحِّ رويداً تدرك الهَيْجَا حَمَلَ، يعني حَمَلَ بن بَدْر، وقال زيدُ الخيل‏:‏

فَلَوْ أن نَصْراً أصْلَحَتْ ذَاتَ بَيْنِنَا* لضَحَّتْ روُيْداً عَنْ مَطَالِبِهَا عَمْرُو

ولكنَّ نَصْراً أرْتَعَتْ وتَخَاذَلَتْ * وكَانَتْ قدَيِماً مِنْ خَلاَئِقِهَا الغَفْرُ

أي المغفرة، ونصرٌ وعمرٌو‏:‏ ابْنا قُعَيْن، وهما حَيَّان من بني أسد‏.‏

2206- ضَلَّ حِلْمُ اُمْرَأةٍ فأَيْنَ عَيْنَاهَا‏.‏

أي هَبْ أن عَقْلها ذَهَب فأين ذهب بَصَرُها‏.‏

يضرب في اسبعاد عقل الحليم‏.‏

2207- ضَرِيَتْ فَهْيَ تَخْطَفُ‏.‏

يعني العُقاب‏.‏ ‏[‏ص 420‏]‏

يضرب لمن يجترىء عليك فَيُعَاود مَسَاءتك‏.‏

2208- الضَّجُورُ قَدْ تَحْلَبُ العُلْبَةَ‏.‏

الضَّجُور‏:‏ الناقة الكثيرة الرُّغَاء فهي تَرْغُو وتَحْلُب‏.‏

يضرب للبخيل يُسْتَخْرج منه الشيء وإن رَغِمَ أَنْفُه‏.‏

ونصب العلبة على المصدر، كأنه قيل‏:‏ قد تحلب الحلبة المعهودة، وهي أن تكون مِلءْ العُلْبة‏.‏

2209- ضَرَبَ وَجْهَ اْلأَمْرِ وَعَيْنَهُ‏.‏

يضرب لمن يُدَاور الشؤون ويُقَلِّبُها ظهراً لبطن من حسن التدبير‏.‏

2210- أَضْحَكُ مِنْ ضَرِطِهِ وَيَضْرِطُ مِنْ ضَحِكِى‏.‏

أصله أن رجلا كان في عِصَابة يتحدثون، فضرط رجل منهم، فضحك رجل من القوم، فلما رآه الضارط يضحك ضحك الضارط فاستغرق في الضحك، فجعل لا يملك اُسته ضَراطاً فقال الضاحك‏:‏ العجبُ أضْحَكُ من ضَرِطه ويَضْرِطُ من ضحكى، فأرسلها مثلا‏.‏

2211- أَضَرِطاً وَأَنْتَ اْلأَعْلى‏.‏

قاله سُلَيْك بن سُلَكة السَّعْدي، وذلك أنه بينما هو نائم إذ جَثَم عليه رجل من الليل، وقال‏:‏ اسْتَأسِرْ، فرفَعَ إليه سليكٌ رأسَه، فقال‏:‏ الليل طويل وأنْتَ مُقْمِرٌ، فأرسلها مثلا، ثم جعل الرجل يَلْهَزُه ويقول‏:‏ ياخبيثُ استأسِرْ، فلما آذاه بذلك أخْرَجَ سليكٌ يَدَه وضَمَّ الرجلَ إليه ضَمَّة أضرطته وهو فوقه، فقال له سليك‏:‏ أضَرِاطاً وأنت الأعلى ‏؟‏ فأرسلها مثلا‏.‏

يضرب لمن يشكو في غير موضع الشَّكْو

2212- ضَرَحَ الشَّمُوسَ نَاجِزاً بِنَاجزِ‏.‏

الضَّرْحُ‏:‏ الدَّفْعُ بالرِّجْل، وأصله التنحية

يضرب لمن يكابِدُ مثلَه في الشراسة‏.‏

ونصب ‏"‏ناجزا‏"‏ على الحال‏.‏

2213- ضَرِطٌ ذَلِكَ‏.‏

تزعم العرب أن الأسد رأى الحمار، فرأى شدةَ حوافِرِه وعظم أذنيه وعظم أسنانه وبطنه، فهَابَهُ وقال‏:‏ إن هذا الدابة لمنكر، وإنه لَخَليق أن يغلبني، فلو زُرْتُه ونظرت ما عنده، فدنا منه فقال‏:‏ يا حمار أرأيت حوافرك هذه المنكرة لأي شيء هي‏؟‏ قال‏:‏ للأكم، فقال الأسد‏:‏ قد أمنت حوافره، فقال‏:‏ أرأيت أسنانَكَ هذه لأي شيء هي‏؟‏ قال‏:‏ للحنظل، قال الأسد‏:‏ قد أمنتُ أسنانه، قال‏:‏ أرأيْتَ أذنيك هاتين المنكرتين لأي شيء هما‏؟‏ قال‏:‏ للذباب، قال‏:‏ أرأيت بطنك هذا لأي شيء ‏[‏ص 421‏]‏ هو‏؟‏ قال‏:‏ ضَرِطٌ ذلك، فعلم أنه لا غَنَاء عنده، فافترسَهُ‏.‏

يضرب لما يَهُولُ منظرهُ ولا معنى وراءه‏.‏

2214- الضَّبُعُ تأكلُ العِظاَمَ ولاَ تَدْرِي ما قَدْرُ اُسْتِهَا‏.‏

يضرب للذي يُسْرِفُ في الشيء‏.‏

2215- اُضْطَرَّهُ السَّيْلُ إِلَى مَعْطَشَةٍ‏.‏

يضرب لمن ألقاه الخيرُ الذي كان فيه إلى شر‏.‏

2216- أضِىءْ لِيَ أقْدَحْ لَكَ‏.‏

أي كُنْ لي أكُنْ لك، وقيل‏:‏ بين لي حاجَتَكَ حتى أسعى فيها، كأنه رأى في لفظ السائل استبهاما فقال له‏:‏ صَرَّحْ ما تريد أحَصِّلْ لك غرضا، ويروى‏"‏ أكْدَحْ لك‏"‏

يضرب للمساواة في المكافأة بالأفعال‏.‏

وقال يونس بن حبيب‏:‏ زعم بعضُ العرب أنه هزؤ، لأنه إذا قال‏"‏أضيء لي‏"‏ كيف يقول ‏"‏أقدح لك‏"‏ لأن القادر على القَدْح لا يتعرض لإضاءة غيره، كأنه يقول‏:‏ وَاسِنِي مع استعنائي عن ذلك، هذا كلامه، وحقيقة المعنى كن لي أكثر مما أكون لك، لأن الإضاءة أكثر من القدح‏.‏

2217- ضَرَبَه فَرَكِبَ قُطْرَهُ‏.‏

إذا سقط ععلى أحد قُطْرَيْه، أي جانبيه

2218- ضَعِيفُ العَصَا‏.‏

يقال للراعي الشَّفِيق‏:‏ هو ضعيف العصا، وفي ضده‏:‏ صُلْبُ الْعَصَا‏.‏

2219- ضَرِطُ الْبَلْقَاءَ جاَلَتْ فيِ الرَّسَنِ‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ يضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِدُ الباطلَ‏.‏

2220- ضَرْبُكَ بِالْفطِّيسِ خَيْرٌ مِنَ المطْرَقَةِ‏.‏

أي إذا أذلَّكَ إنسان فليكن أكْبَرَ منك

2221- ضَغا مِنِّي وَهْوَ ضَغَاء‏.‏

أصل الضَّغْو في الكلب والثعلب إذا اشتدَّ عليه أمر عَوَى عُوَاء ضعيفا، ثم كثر ذلك حتى جعل لكل مَنْ عَجَز عن شيء، وضَغَا المُقَامِرُ ضَغْواً وضُغَاءً، إذا خان ولم يَعْدِلْ

يضرب لمن لا يقدر من الانتقام إلا على صِياح

2222- ضُلُّ بْنُ ضُلٍّ‏.‏

يضرب لمن لا يُعْرَفُ هو ولا أبوه‏.‏

2223- ضَرْباً وَطَعْناً أَوْ يَمُوتَ اْلأَعْجَلُ‏.‏

يضرب للعدو، أي نتجاهد حتى يموت أعجلُنا أجلا‏.‏

2224- أَضْلَلْتَ مِنْ عَشْرٍ ثماَنِيَا‏.‏

يضرب لمن يُفْسد أكْثَرَ ما يليه من الأمر ‏[‏ص 422‏]‏

2225- ضَرَطَ وَرْدَانُ بِوَادٍ قٍّي‏.‏

وَرْدَان‏:‏ اسم حمار، والقِيُّ‏:‏ الفَلَاة‏.‏

يضرب لمن يخاصم غيرَه في باطل‏.‏

2226- ضَرِطُ البَلْقاءِ وَخْوَاخٌ نَفِقٌ‏.‏

الوَخْوَاخ‏:‏ الضعيف، والنَّفِقُ‏:‏ السريع النَّفَاد‏.‏

يضرب للنَّفَّاج المُبَقْبِق ‏(‏النفاج‏:‏ الذي يفخر بما ليس عنده، والمبقبق‏:‏ المكثار‏)‏

ويروى ‏"‏ضَرِطُ‏"‏ رفعا ونصبا، فالرفع على تقدير هذا ضرط، والنصب على المصدر‏:‏ أي ضَرِطَ ضَرِطَ البلقاءِ‏.‏

2227- الضَّرْبُ يُجْلِي عَنْكَ لاَ الْوَعِيدُ‏.‏

يعني لا يدفع الوعيدُ عنك الشرِّ، وإنما يدفعه الضرب، وهذا كقولهم ‏"‏الصِّدْقُ ينبىء عنك لا الوعيد‏"‏‏.‏

2228- ضَجَّتْ فَزدْهَا نَوْطاً‏.‏

النَّوْط‏:‏ جُلَّة صغيرة فيها تمر تُعَلَّق من البعير، وضَجَّت‏:‏ ضَجِرَتْ

يضرب لمن يُكَلِّفُ حاجة فلا يضبطها فيطلب أن يخفف عنه فيزداد أخرى‏.‏

2229- ضَاقَتْ عَلَيْهِ اْلأَرْضُ بِرُحْبِهَا‏.‏

يضرب لمن يَتَلَدَّد في أمره‏.‏

2230- ضَرِمَ شَذَاهُ‏.‏

يضرب للجائع إذا اشتدَّ جُوعُه، قاله الخليل‏.‏

2231- ضَبِّبُوا لصَبِيَّكُمْ‏.‏

يقال أيضاً‏"‏ضَبِّبْ لأخيك واستبقه‏"‏ الضبيبة‏:‏ سَمْن ورُبٌّ يجعل في العُكَّة للصبي يُطْعَمه‏.‏

يضرب في إبقاء الإخاء وتربية المودة‏.‏

2232- ضَرَبَهُ ضَرْبَةُ ابْنَة اقْعُدى وَقُومِي‏.‏

أي ضربةَ مَنْ يُقال لها اقعدي وقومي، يعني ضربة أَمَةٍ، لقيامها وقعودها في خدمة مَوَاليها‏.‏

2233- ضِباَبُ أرْضِ حَرْشُهَا اْلأَرَاقِمُ‏.‏

حَرْشُها‏:‏ أي مَحْرُوشها وما يحصل عليه منها، والأرقم، الحية تَقْتُل إذا لسعت‏.‏

يضرب لمن له هَيْبَة وجَاه ثم لا يسلم عليه جار ولا قريب‏.‏

2234- ضُرُوعُ مَعْزٍ ماَلَهَا أَرمْاَثُ‏.‏

الرِّمْثُ‏:‏ بقية قليلة من اللبن تبقى في الضَّرْع، يعني أن هذه مَعْزٌ لا أرماث لها في ضُرُوعها‏.‏

يضرب لمن له ظاهرُ بِشْرٍ ولا يكون وراءه إحسان‏.‏ ‏[‏ص 423‏]‏

2235- ضَرَُّه جَبَّارٍ رَعَاهَا المُنْصُلُ‏.‏

الضَّرَّةُ‏:‏ المالُ الكثيرمن الإبل والشاء وجميعِ السوائم، ورَجُلٌ مُضِرٌ، إذا كان صاحب أموال كثيرة‏.‏

يضرب للضعيف يستجير القويَّ فيحميه ويكنُفُه بِكَنَفِهِ‏.‏

2236- ضَائِفُ اللَّيْثِ قَتِيلُ الْمَحْلِ‏.‏

يقال‏:‏ ضَافَه يَضِيفه، إذا أتاه ضَيْفا، يقول‏:‏ لا يَضيف الأسدَ إلا من قَتَله المَحْلُ والجَدْبُ‏.‏

يضرب لمن اضطر فغرَّر بنفسه

2237- ضَوَارِبٌ بُسَّتْ لِعَرْفٍ باْليَدِ‏.‏

الضارب‏:‏ الناقَة تضرب حالبَهَا، ولم يلحق الهاء لأنها في مَعْرِض النسبة، أي ذات الضرب، كقولهم‏:‏ امرأة حائض، ولاَبِنٌ، وتامر، والبَسُّ‏:‏ السَّوْق اللين، والعَرْف والعَرْفَة‏:‏ قُرُوحٌ تخرج باليد، يقال‏:‏ رجل مَعْرُوف، إذا كان به عَرْفَة، وإذا عُرِفَ الحالبُ لم يقدر أن يحلب، والتقدير‏:‏ هذه نوقٌ ضوارب سِيَقتْ إذا ذي عَرْف بيده ليحلبها‏.‏

يضرب لمن كُلِّفَ ما يعجز عنه‏.‏

2238- ضَبَّةُ حُزْنٍ في حَوَامِي قَلَعٍ‏.‏

الحَوَامي‏:‏ النواحي والأطراف، والقَلَع‏:‏ الصخرة ‏(‏الصواب أن القلع جمع قلعة - بفتحات - وهي الصخرة العظيمة‏)‏

العظيمة، والضَّبَّة إذا كانت في مثل هذا المكان لا يقدر عليها صائدها‏.‏

يضرب لليقِظِ الحازم لا يخادِع عن نفسه وماله‏.‏

2239- ضَيَّقَ الْغَزْوُ اُسْتَهُ‏.‏

يضرب للجَبَان يحضُر الحربَ‏.‏

2240- ضَرْبَةٌ بَيْضَاءُ في ظَرْفِ سَوْءٍ‏.‏

الضَّرْبُ‏:‏ العَسَلُ الأبيض الغليظ‏.‏

يضرب للسيء المَرْآة الكَرِيم الخُبْر

2241- أضَرِاطاً آخِرَ الْيَوْمِ وَقَدْ زَالَ الظُّهْرُ‏.‏

أي تضرط ضرطاً، نصبه على المصدر، وهذا المثل قاله عمرو بن تِقْن للقمان بن عاد حين نهض لقمان بالدَّلْو فضرط، وقد ذكرته في باب الهمزة عند قوله ‏"‏إحْدَى حُظَيَّات لُقْمَان‏"‏ في قصة طويلة‏.‏

2242- ضَجَّ فَزِدْهُ وِقْراً‏.‏

هذا مثل قولهم ‏"‏إن جرجر العود فزده نوطا‏"‏ وقد مر قبل هذا ‏[‏ص 424‏]‏

*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب

2243- أضْبَطُ منْ عَائِشَةَ بْنِ عَثْم‏.‏

من بني عَبْشَمْس بن سعد، وكان من حديثه أنه سَقَى إبله يوماً وقد أنزل أخاه في الركيَّةِ يَميحُه، وازدحمت الإبل فهَوَتْ بَكْرة منها في البئر، فأخذ بذَنَبها، وصاح به أخوه‏:‏ يا أخي الموت، قال‏:‏ ذاك إلى ذَنَب البَكْرَةِ، يريد إذا انقطع ذَنَبُها وقعت، ثم اجتذبها فأخرجها، فضرب به المثل في قوة الضَّبْطِ، فقيل ‏"‏أضْبَطُ من عائشة بن عثم ‏"‏ هذه رواية حمزة وأبي الندى وقال المندري ‏"‏ عابسة ‏"‏ بالباء والسين من العُبُوس، والله أعلم‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ عائشة بن غنم الغين والنون‏.‏

2244- أضعَفُ منْ يَدٍ فِي رَحِمٍ، وَأضَلُّ منْ يَدٍ في رَحِمٍ‏.‏

يريد الجَنِين، قاله أبو عمرو، وقيل‏:‏ معناه أن صاحبها يتوقَّى أن يصيبَ بيده شيئاً‏.‏

2245- أضْيَعُ منْ قَمَرِ الشِّتَاءٍ‏.‏

لأنه لا يُجْلَسَ فيه، ولابن حجاج يصف نفسه‏:‏

حَدَث السِّن لم يَزَلْ يتلَهَّى * علمه بالَمَشايخِ العُلَمَاءِ

خَاطِرٌ يَصْفَعُ الفرزدقَ في الشِّعـْ * ـرِ ‏(‏الشعر‏)‏ وَنَحْو ينيك أمَّ الكسائي

غَيْرَ أني أَصْبَحتُ أَضْيَعَ في القو * مِ مِنَ البَدْرِ في لَيَالِي الشِتِّاَءِ

2246- أَضْيَعُ مِنْ غِمْدٍ بِغَيرِ نَصْلٍ‏.‏

قال حمزة‏:‏ ذكره بعضُ الشعراء بأحْسَن لفظ فقال‏:‏

وإني وإسماعيلَ يومَ وَدَاعِهِ * لَكاَلْغِمْدِ يَوْمَ الرَّوْع فَارَقهُ النَّصْلُ

فَإِنَّ أغْشَ قَوْماً بَعْدَهُ أوْ أزُرْهُمُ * فَكاَلْوَحْشِ يُدْنِيهَا مِنَ الأنَسِ المَحْلُ

2247- أَضْيَعُ مِنْ دَمِ سَلاَّغٍ‏.‏

ويروى بالعين غير معجمة، قال حمزة‏:‏ هو رجل من عبد القيس، له حديث في مثل آخر‏"‏ دم سلاغ جُبَار‏"‏ قال‏:‏ وهذان المثلان حكاهما النضر بن شميل في كتابه في الأمثال، قال أبو الندى‏:‏ قُتل سلاغ بحضرموت، فترك دمه وثأره فلم يُطْلَبْ، فضربت العربُ به المثلَ‏.‏

2248- أَضَلُّ مِنْ مَؤْوُدَةٍ‏.‏

هي اسم كان يقع لى مَنْ كانت العربُ ‏[‏ص 425‏]‏ تدفنها حَيَّةً من بناتها، قال حمزة‏:‏ واشتقاق ذلك من قولهم ‏"‏قد آدَهَا بالتراب ‏"‏ أي أثْقَلَها به، ويقولون‏:‏ آدَتْه العلَّة، ويقول الرجل للرجل‏:‏ اتَّئِدْ، أي تثبت في أمرك

قلت‏:‏ هذا حكم فيه خلل، وذلك أن قوله اشتقاق المؤودة من آدها بالتراب لا يستقم لأن الأول من المعتل الفاء، والثاني من المعتل العين، تقول من الأول‏:‏ وأد يَئِدُ وَأْداً، ومن الثاني آد يؤد أودا، اللهم إلا أن يجعل من المقلوب، ولا أعلم أحداً حكم به

قال حمزة‏:‏ وذكر الهيثم بن عدي أن الوأد كان مستعملا في قبائل العرب قاطبة، وكان يستعمله واحد ويترك عشرة، فجاء الإسلام وقد قلَّ ذلك فيها إلا من بني تميم فإنه تزايد فيهم ذلك قبل الإسلام، وكان السبب في ذلك أنهم منعوا الملك ضَرِيبته، وهي الإتاوة التي كانت عليهم، فجرَّدَ إليهم النعمانُ أخاه الريان مع دَوْسَر، ودوسر‏:‏ إحدى كتائبه، وكان أكثر رجالها من بكربن وائل، فاستاق نَعَمَهم وسَبَى ذراريهم، وفي ذلك يقول أبو المشمرج اليشكري‏:‏

لما رأوا رَايَةَ النعمان مُقْبِلَةً * قالُوا ألا لَيْتَ أدْنى دارِناَ عَدَنُ

يا لَيْتَ أمَّ تميم لم تكُنْ عَرَفَتْ * مُرّاً وكانَتْ كمن أوْدَى به الزَّمَنُ

إن تَقْتُلُونَا فأعْيَارٌ مُجَدَّعَةٌ * أو تُنْعِمُوا فقديماً منكمُ المِنَنُ

فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر وكَلَّموه في الذَّرَارِي، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء، فأية امرأة اختارت زوجها رُدَّت عليه، فاختلفن في الخيار، وكان فيهنَّ بنت لقيس بن عاصم فاختارت سابيَهَا على زوجها، فَنَذَرَ قيس بن عاصم أن يدسَّ كل بنت تولَدُ له في التراب، فوأَدَ بِضْعَ عَشْرَةَ بنتا، وبصنيع قيس بن عاصم وإحيائه هذه السُّنَّةَ نزل القرآن في ذم وأد البنات‏.‏

2249- أَضَلُّ مِنْ سِنَانٍ‏.‏

هو سِنَان بن أبي حارثة المُرِّي ‏.‏

وكان قومُه عَنَّفُوة على الجود فقال‏:‏ لا أراني يُؤْخَذُ على يدي، فركب ناقةً له يقال لها الجهول، ورمى بها الفلاة، فلم يُرَ بعد ذلك، فسَمَّتْه العربُ‏"‏ضَالَّةَ غَطَفَان‏"‏ وقالوا في ضرب المثل به‏:‏ لا أفعلُ ذلك حتى يرجع ضَلَّةُ غطفان، كما قالوا‏:‏ لا أفعل ذلك حتى يرجع قارظُ عَنَزَة، وقال زهير في ذلك‏:‏

إنَّ الرزيَّةَ لا رزيةَ مثلها * ما تَبْتَغِى غَطَفَانُ يَوْمَ أضَلَّتِ ‏[‏ص 426‏]‏

إنَّ الركاَبَ لَتَبْغَيِ ذَا مرة * بِجَنُوبِ خَبْت إذَا الشُّهُورُ أَهَلَّتِ

وزعمت أعراب بني مرة أن ينانا لما هام استفحلته الجن تطلب كرمَ نجله‏.‏

2250- أَضَلُّ مِنْ قَارِظِ عَنَزَةَ‏.‏

هو يذكر بن عنزة، واقتصَّ ابنُ الأعرابي حديثه فذكر أن بسببه كان خروج قُضَاعة من مكة، وذلك أن جزيمة بن مالك بن نَهْد هَوْيَ فاطمة بنت يذكر بن عنزة، فطرد عنها، فخرج ذاتَ يوم هو وأبوها يذكر يطلبان القَرَظَ، فمرا بقليب فيه مُعَسَّلُ النَّحْلِ، فتقارَعَا للنزول فيه، فوقعت القرعة على يذكر، فنزل واجْتَنَى العسَلَ حتى رفع منه حاجته، ثم قال‏:‏ أخْرِجْنِي، فقال جزيمة كلا أخرجك أو تُزَوِّجَنِي فاطمة، فقال‏:‏ أما وأنا على هذه الحالة فلا، ولكن أخرجني ثم اخطبها فإني أزوجكها، فأبى وتركه ومضى، فلما انصرف إلى الحي سألوه عنه فقال‏:‏ أخذ طريقاً وأخذت أخرى، فلم يقبلوا منه، ثم سمعوه يترنم بهذا الشعر‏:‏

فَتَاةٌ كأنَّ فُتَاتَ الْعَبِيرِ * بِفِيهَا يُعَلُّ بهِ الزَّنْجَبِيلْ

قَتَلْتُ أبَاهَا عَلَى حُبَّهَا * فيمنَعُني نَيْلَهَا أوْ تُنيِلْ

فاتهموه وأرادوا قتله، فمنعه قومُه، فاحتربت بكر وقُضَاعة بسببه، فكان أول سبب لتفرقهم عن تهامة، فلما أخذوا يتفرقون قيل لجزيمة‏:‏ إن فاطمة قد ذُهِبَ بها فلا سبيل إليها، فقال‏:‏ أما ما دامت حية فإني أطمع فيها، وقال في ذلك‏:‏

إذَا الَجْوزَاءُ أرْدَفَتِ الثريَّا * ظَنَنْتُ بآلِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا

وَأعرِضُ دُونَ ذَلِكَ مِنْ هُمُومِي * هُمُوم تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا

قال أبو الندى‏:‏ أي إذا كان الصيفُ ورجع الناسُ إلى المياه ظننت بها على أيّ المياه هي، فهذا هو حديث أحد القارظين‏.‏

وأما القارظ الثاني فليس له حديث، غير أنه فُقِدَ في طلب القَرَظِ، واسمه ‏(‏في القاموس أن اسمه ‏"‏عامر بن رهم‏"‏ وفي الصحاح أنه ‏"‏المنخل‏"‏‏)‏ هميم وقد ذكرت بعض هذا في حرف الحاء‏.‏

2251- أَضَلُّ مِنْ ضَبٍّ، و‏"‏مِنْ وَرَلٍ‏"‏ و‏"‏مِنْ وَلَدِ الْيَرْبُوعِ‏"‏‏.‏

لأنها إذا خرجَت من جِحَرَتها لم تَهْتَدِ إلى الرجوع إليها، وسوء الهداية أكثر ما يوجد في الضب والورل والديك‏.‏ ‏[‏ص 427‏]‏

2252- أَضَلُّ مِنْ يَدٍ فِي رَحِمٍ‏.‏

زعم محمد بن حبيب أنها يدُ الجنين، وقال غيره‏:‏ هي يد الناتج‏.‏

2253- أَضْيَقُ مِنْ ظِلِّ الرُّمْحِ، و‏"‏مِنَ خَرْتِ الأبْرَةِ‏"‏ و‏"‏مِنْ سَمّ الِخْيَاطِ‏"‏

ويقال أيضاً‏:‏

2254- أَضْيَقُ مِنْ زُجٍّ‏.‏

يعنون زُجَّ الرُّمْحِ‏.‏

و‏"‏مِنْ تِسعين‏"‏

أرادوا عَقْدَ تسعين، لأنه أضيق العقود قال الشاعر‏:‏

مضى يوسفٌ عنَّا بِتِسْعيَنَ دِرْهَماً *فَعَاد وَثُلْثُ المالِ في كَفِّ يُوسُفِ

وكيفَ يُرَجَّى بَعْدَ هذا صَلاَحُهُ * وقَدْ ضَاعَ ثُلْثَا مالِهِ فِي التَّصَرُّفِ

2255- أَضْيَقُ مِنْ مَبْعِج الضَّبِّ‏.‏

هو ُسْتَقَرُّ الضب في جحره حيث يبعجه‏:‏ أي يشقه ويُوَسِّعُه‏.‏

2256- أَضْيَقُ مِنَ الُّنْخُروبِ‏.‏

وهو بيت الزَّنابير‏.‏

2257- أَضْعَفُ مِنْ بَقَّةٍ، و‏"‏مِنْ بَعُوضَةٍ ‏"‏ومِنْ فَرَاشةٍ‏"‏ و‏"‏مِنْ قارُورةٍ‏"‏‏.‏

2258- أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقةٍ‏.‏

هي شجرة ضعيفة، وقد مر وصفها في حرف الشين، وقال‏:‏

تطيح أكُفُّ الْقَوْمِ فيها كأنَّمَا * تطيح بها في النقعِ عِيدَانُ بَرْوَقِ

2259- أَضْيَعُ مِنْ لَحْمٍ عَلَى وَضَمٍ و‏"‏منْ بَيْضَةِ الْبَلَدِ‏"‏، و‏"‏منْ ترَابٍ فِي مَهَبِّ رِيحٍ‏"‏و‏"‏مِنْ وَصيَّةٍ‏"‏‏.‏

2260- أَضْرَطُ مِنْ عَيْرٍ، و‏"‏مِنْ عَنْزٍ ‏"‏ و‏"‏منْ غُولٍ‏"‏‏.‏

2261- أَضْبَطُ منْ ذَرَّةٍ، و‏"‏مِنْ نَمْلَة‏"‏ و‏"‏مِنَ الأعْمَى ‏"‏، و‏"‏منْ صَبِيٍّ‏"‏‏.‏

2262- أَضْوَأُ منْ الصُّبْحِ، و‏"‏من نَهَارٍ‏"‏و‏"‏ منَ ابْنِ ذُكاءَ ‏"‏‏.‏

وهو الصبح أيضاً، وسميت الشمس ذكاء لأنها تذكو، من ‏"‏ذَكَتِ النار‏"‏ إذا تَوَقَّدَتْ ‏"‏تَذْكُو ذُكاً‏"‏ مقصور، يقال‏:‏ هذه ذُكَاء طَالِعَةً‏.‏ ‏[‏ص 428‏]‏

*3* المولدون

ضِحْكُ الجَوْزَةِ بَيْنَ حَجَرَيْنِ

ضَيِّقُ الَحْوْصَلِة

للبخيل

ضَرَطَتْ فَلَطَمَتْ عَيْنَ زَوْجِهَا

ضَعِ الأمُورَ مَوَاضِعَهَا تَضَعْكَ مَوْضِعَكَ

اضْرِبِ الْبَرِىءَ حَتَّى يَعْتَرفَ السَّقِيم

الضَّرْبُ فِي الَجْناحِ، والسَّبُّ في الرياَح

ضِحْكُ الأفَاعِي في جِرَابِ النَّوْرَة