فصل: أبواب ما جاء في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب ما جاء في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

 باب نسبه

14489- قال مصعب بن عبد الله الزبيري‏:‏ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر‏.‏ يكنى أبا عمرو ويقال‏:‏ أبا عبد الله‏.‏ وأم عثمان بن عفان ‏[‏أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن شمس‏.‏ وأم أروى‏]‏ أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وأم أم حكيم ‏[‏فاطمة‏]‏ بنت عمرو بن عايد بن عمران بن مخزوم، وهي جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏من أبيه‏]‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

  باب صفته رضي الله عنه

14490- عن أسامة بن زيد قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بصحفة فيها لحم، فدخلت عليه ورقية جالسة، فما رأيت اثنين أحسن منهما، فجعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان، فلما رجعت قال لي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أدخلت عليهما‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فهل رأيت زوجاً أحسن منهما‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا يا رسول الله لقد جعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان‏.‏

رواه الطبراني وقال‏:‏ كان هذا قبل نزول ‏[‏آية‏]‏ الحجاب، وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14491- وعن عبد الله بن حزم المازني قال‏:‏ رأيت عثمان بن عفان فما رأيت قط ذكراً ولا أنثى أحسن وجهاً منه‏.‏

رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر وهو متروك‏.‏

14492- وعن عبد الله بن شداد بن الهاد قال‏:‏ رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14493- وعن موسى بن طلحة قال‏:‏ كان عثمان يوم الجمعة يتوكأ على عصا، وكان أجمل الناس، وعليه ثوبان أصفران‏:‏ إزار ورداء، حتى يأتي المنبر فيجلس عليه‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف‏.‏

14494- وعن عبد الله بن عون القاري قال‏:‏ رأيت عثمان بن عفان أبيض اللحية‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

14495- وعن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن سعد قال‏:‏ رأيت عثمان بن عفان أصفر اللحية‏.‏

رواه الطبراني عن مقدام بن داود وهو ضعيف‏.‏

14496- وعن أم موسى قالت‏:‏ كان عثمان من أجمل الناس‏.‏

رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة‏.‏

14497- وعن الحسن بن أبي الحسن قال‏:‏ دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان متكئ على ردائه، فأتاه سقاءان يختصمان إليه، فقضى بينهما‏.‏ ثم أتيته فنظرت إليه فإذا رجل حسن الوجه، بوجهه نكتات جدري، وإذا شعره قد كسا ذراعيه‏.‏

رواه عبد الله وفيه أبو المقدام هشام بن زياد وهو متروك‏.‏

  باب هجرته رضي الله عنه

14498- عن أنس قال‏:‏ خرج عثمان مهاجراً إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فكان يخرج يتوكف عنهم الخبر، فجاءته امرأة فأخبرته

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14499- وعن زيد بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما كان بين عثمان ورقية ولوط من مهاجر‏"‏‏.‏ يعني أنهما أول من هاجر إلى الحبشة‏.‏

رواه الطبراني وفيه عثمان بن خالد العثماني وهو متروك‏.‏

  باب ما جاء في خلقه رضي الله عنه

14500- عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال‏:‏ ‏"‏يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه صحابي بي خلُقاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14501- وعن أبي هريرة قال‏:‏ دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان وفي يدها مشط فقالت‏:‏ خرج من عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفاً رجلت رأسه، فقال‏:‏ ‏"‏كيف تجدين أبا عبد الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏

بخير‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فأكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله يروي عن المطلب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب في حيائه رضي الله عنه

14502- عن ابن أبي أوفى قال‏:‏ استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وجارته تضرب بالدف، فدخل ثم استأذن عمر ودخل ثم استأذن عثمان فأمسكت‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عثمان رجل حيي‏"‏‏.‏

رواه أحمد عن رجل من بجيلة عن ابن أبي أوفى ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14503- عن حفصة بنت عمر قالت‏:‏ دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه فجاء أبو بكر فاستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته، وجاء ناس من أصحابه فأذن لهم، وجاء علي فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عثمان بن عفان فاستأذن فتجلل ثوبه فأذن له، فتحدثوا ساعة ثم خرجوا فقلت‏:‏ يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر وعلي وناس من أصحابك وأنت على هيئتك لم تحرك، فلما دخل عثمان تجللت ثوبك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة‏!‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى باختصار كثير وإسناده حسن‏.‏

14504- عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة جالسة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن علي

فدخل، ثم استأذن سعد بن مالك فدخل، ثم استأذن عثمان بن عفان فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشفاً عن ركبتيه، فمد ثوبه على ركبتيه وقال لامرأته‏:‏ ‏"‏استأخري عني‏"‏‏.‏ فتحدثوا ساعة ثم خرجوا‏.‏ فقالت عائشة‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة‏!‏ والذي نفس محمد بيده إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي من الله ورسوله، ولو دخل وأنت قريبة مني لم يرفع رأسه ولم يتحدث حتى يخرج‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف‏.‏

14505- وعن ابن عباس قال‏:‏ جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت وعليه إزار فطرحه بين رجليه وفخذاه خارجتان، فجاء أبو بكر يستأذن عليه فأذن له فدخل، ثم جاء عمر فأذن له فدخل، ثم جاء عثمان فأذن له فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام مسرعاً حتى دخل البيت، فشق ذلك على عائشة، فلما خرج القوم قالت‏:‏ يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر فلم تغير عن حالك فلما دخل عثمان قمت‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا عائشة ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة إن الملائكة لتستحيي من عثمان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار باختصار كثير وفيه النضر أبو عمر وهو متروك‏.‏

14506- عن زيد بن خالد قال‏:‏ وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار فقال‏:‏ ألا تستحيون ممن تستحيي منه الملائكة‏؟‏ قلت‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏مر بي عثمان وعندي ملك من الملائكة فقال‏:‏ شهيد يقتله قومه، إنا لنستحيي منه‏"‏‏.‏

قال بدر‏:‏ فأصرفنا عنه عصابة من الناس‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وكان يضع الحديث‏.‏

14507- وعن الحسن وذكر عثمان وشدة حيائه فقال‏:‏ إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

  باب تزويجه رضي الله عنه

14508- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل أوحى إلي أن أزوج كريمتي من عثمان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره‏.‏

14509- عن أبي هريرة قال‏:‏ وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان فقال‏:‏ ‏"‏ألا أبا أيم‏؟‏ ألا أخا أيم يزوجها عثمان‏؟‏ فلو كن عشراً لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في حديث طويل وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

14510- عن عثمان قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجني ابنته الأخرى‏:‏

‏"‏لو أن عندي عشراً لزوجتكهن واحدة بعد واحدة فإني عنك راض‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن زكريا الغلابي قال ابن حبان في الثقات‏:‏ يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات‏.‏ وقد ضعفه الجمهور وروى هذا عمن لم أعرفه‏.‏

14511- وعن عصمة قال‏:‏ لما ماتت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحت عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏زوجوا عثمان، لو كانت عندي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من الله عز وجل ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف‏.‏

14512- وعن أم عياش قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن لما تقدمه من الشواهد‏.‏

14513- وعنها قالت‏:‏ ولدت رقية لعثمان غلاماً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكنى عثمان بأبي عبد الله‏.‏

رواه الطبراني بإسناد الذي قبله‏.‏ قلت‏:‏ ويأتي حديث عائشة وغيرها في تزويجه بعدُ إن شاء الله‏.‏

  باب فيما كان من أمره في غزوة بدر والحديبية وغير ذلك

14514- عن شقيق قال‏:‏ لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد‏:‏ ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان‏؟‏ قال ‏[‏له عبد الرحمن‏]‏‏:‏ أبلغه

عني أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم‏:‏ يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر‏.‏ قال‏:‏ فانطلق فخبر ذلك عثمان‏.‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ أما قوله أني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم‏}‏‏.‏ وأما قوله‏:‏ إني لم أتخلف عن بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهد‏.‏ وأما قوله‏:‏ إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14515- عن ابن عمر أن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أقم عليها فإنه لا بد لها مني أو منك وأنت أحق‏"‏‏.‏ فخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فلما فتح الله عليه

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشره أن الله قد أتم عدتهم بك‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مجالد بن سعيد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14516- عن عروة قال‏:‏ عثمان بن عفان تخلف بالمدينة على امرأته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معزة وجعة، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، قال‏:‏ وأجري يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وأجرك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد‏.‏

14517- وعن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عثمان إلى أهل مكة فبايع أصحابه بيعة الرضوان بايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى فقال الناس‏:‏ هنيئاً لأبي عبد الله يطوف بالبيت آمناً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو مكث كذا وكذا ما طاف بالبيت حتى أطوف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

14518- وعن عثمان قال‏:‏ خلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر وضرب لي بسهم‏.‏

وقال عثمان في بيعة الرضوان‏:‏ فضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيمينه على شماله وشمال رسول الله خير من يميني‏.‏

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف‏.‏

14519- وعن سعيد بن المسيب قال‏:‏ رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف فقال له‏:‏ لأي شيء ترفع صوتك

علي وقد شهدت بدراً ولم تشهد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر‏.‏ فقال له عثمان‏:‏ أما قولك‏:‏ إنك شهدت بدراً ولم أشهد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته وضرب لي بسهم وأعطاني أجري‏.‏ وأما قولك‏:‏ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أبايع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال‏:‏ ‏"‏هذه لعثمان بن عفان‏"‏‏.‏ فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني‏.‏ وأما قولك‏:‏ فررت يوم أحد ولم أفر، فإن الله تبارك وتعالى قال‏:‏ ‏{‏إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم‏}‏ فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن وقد تقدمت له طريق في هذا الباب وغيره‏.‏

  باب إعانته في جيش العسرة وغيره

14520- عن عائشة قالت‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى لحماً فقال‏:‏ ‏"‏من بعث بهذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ عثمان‏.‏ قالت‏:‏ فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه يدعو لعثمان‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

14521- وعن عبد الرحمن بن عوف أنه شهد ذلك حين أعطى عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العسرة وجاء بسبعمائة أوقية ذهب‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف‏.‏

14522- وعن أنس قال‏:‏ جاء عثمان بن عفان بدنانير فألقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول‏:‏ ‏"‏ما ما على عثمان ما فعل بعد هذا اليوم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن صالح الرامهرمزي وهو ضعيف‏.‏

14523- وعن أبي مسعود قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏والله

لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق‏"‏‏.‏ فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام، فوجه إلى النبي منها بتسعة فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أهدى إليك عثمان، فعُرف الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكآبة في وجوه المنافقين، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لأحد قبله ولا بعده‏:‏

‏"‏اللهم أعط عثمان اللهم افعل بعثمان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف‏.‏

ورواه في الأوسط وفيه رؤيا رآها الحسن بن علي رضي الله عنهما وتأتي إن شاء الله‏.‏

  باب ما عمل من الخير من الزيادة في المسجد وغير ذلك

14514- عن أبي المليح عن أبيه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب البقعة التي زيدت في مسجد المدينة، وكان صاحبها من

الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لك بها بيت في الجنة‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ لا، فجاء عثمان فقال له‏:‏ لك بها عشرة آلاف درهم، فاشتراها منه ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله اشتر مني البقعة التي اشتريتها من الأنصاري، فاشتراها منه ببيت في الجنة‏.‏ فقال عثمان‏:‏ فإني اشتريتها بعشرة آلاف درهم، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم لبنة، ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة، ثم دعا عمر فوضع لبنة، ثم جاء عثمان فوضع لبنة، ثم قال للناس‏:‏ ‏"‏ضعوا‏"‏‏.‏ فوضعوا‏.‏

رواه الطبراني وفيه زياد بن أبي المليح وهو ضعيف‏.‏

  باب فيما كان فيه من الخير

14525- عن عثمان بن عفان قال‏:‏ لقد اختبأت عند ربي عشراً‏:‏ إني لرابع أربعة في الإسلام، وما تعنيت ولا تمنيت ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما مرت علي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا ألا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد في الإمام‏:‏ وقد وثق‏.‏

  باب كتابته الوحي

14526- عن عمر بن إبراهيم اليشكري قال‏:‏ سمعت أمي تحدث أن أمها انطلقت إلى البيت حاجة، والبيت يومئذ له بابان، قالت‏:‏ فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة‏.‏ قالت‏:‏ فقلت لها‏:‏ يا أم المؤمنين إن بعض بنيك بعث يقرئك السلام، وإن

الناس قد أكثروا في عثمان فما تقولين فيه‏؟‏ فقالت‏:‏ لعن الله من لعنه، لعن الله من لعنه - لا أحسبها إلا قالت‏:‏ ثلاث مرات - لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإني لأمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي ينزل عليه، ولقد زوجه ابنتيه إحداهما بعد الأخرى، وإنه ليقول‏:‏ ‏"‏اكتب عثيم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ ما كان الله عز وجل لينزل عبداً من نبيه بتلك المنزلة إلا عبد كريم عليه‏.‏

14527- وفي رواية‏:‏ وهو مسند ظهره إلي‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال‏:‏ عن أم كلثوم بنت ثمامة الحنطي أن أخاها المخارق بن ثمامة الحنطي قال لها‏:‏ ادخلي على عائشة فأقرئيها مني السلام، فدخلت عليها فقالت‏:‏ إن بعض بنيك يقرئك السلام، قالت عائشة‏:‏ وعليه ورحمة الله وبركاته، قلت‏:‏ ويسألك أن تحدثيه عن عثمان بن عفان فإن الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل‏.‏ قالت‏:‏ أما أنا فأشهد أن عثمان بن عفان في هذا البيت ونبي الله صلى الله عليه وسلم وجبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة قائظة، وكان إذا نزل عليه الوحي ينزل عليه ثقله، يقول الله جل ذكره‏:‏ ‏{‏إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً‏}‏ فذكر نحوه‏.‏ وأم كلثوم لم أعرفها، وبقية رجال الطبراني ثقات‏.‏

  باب موالاته رضي الله عنه

14528- عن جابر قال‏:‏ بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لينهض كل رجل إلى كفئه‏"‏‏.‏ ونهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فاعتنقه وقال‏:‏ ‏"‏أنت وليي في الدنيا ووليي في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن زيد وهو ضعيف جداً‏.‏

14529- وعن عبيد الحميري قال‏:‏ كنت عند عثمان حين حوصر فقال‏:‏ ها هنا طلحة، فقال طلحة رحمه الله‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ نشدتك الله أما علمت أنا كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه‏"‏‏.‏ فأخذت بيد فلان وأخذ فلان بيد فلان حتى أخذ كل رجل بيد صاحبه وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي وقال‏:‏ ‏"‏هذا جليسي في الدنيا ووليي الآخرة‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ اللهم نعم‏.‏

رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك قيل فيه‏:‏ كذاب وقيل فيه‏:‏ مستقيم الحديث، وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره‏.‏

 باب جامع في فضله وبشارته بالجنة

14530- عن ابن عمر قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصافحه، فلم ينزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من يد الرجل حتى انتزع الرجل يده ثم قال له‏:‏ يا رسول الله جاء عثمان، قال‏:‏ ‏"‏امرؤ من أهل الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن‏.‏

14531- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏عثمان في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب‏.‏

14532- وعن ابن عباس أن أم كلثوم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله زوج فاطمة خير من زوجي‏.‏ فأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ ‏"‏زوجك يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، وأزيدك لو قد دخلت الجنة فرأيت منزله لم تري أحداً من أصحابي يعلوه في منزله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا وفيهم خلاف‏.‏

14533- وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار‏:‏ أن عثمان بن عفان قال له‏:‏ يا ابن أخي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ لا ولكن خلص إلي من علمه ‏[‏واليقين‏]‏ ما يخلص إلى العذراء في سترها‏.‏ قال‏:‏ فتشهد ثم، قال‏:‏ أما بعد، فإن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق فكنت فيمن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت الهجرتين كما قلت، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب أفضليته رضي الله عنه

14534- عن النزال بن سبرة قال‏:‏ لما استخلف عثمان قال عبد الله بن مسعود‏:‏ أمرنا خير من بقي ولم نأل‏.‏

14535- وفي رواية‏:‏ ما ألونا عن أعلاها ذا فوق‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

  باب فيما كان من أمره ووفاته رضي الله عنه

14536- عن عبد الله بن حوالة قال‏:‏ أتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه فقال‏:‏ ‏"‏ألا أكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري ما خار الله لي ورسوله، فأعرض عني

وقال إسماعيل مرة‏:‏ فأكب يملي عليه - ثم قال‏:‏ ‏"‏أنكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ ما أدري ما خار الله لي ورسوله، فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه‏.‏ قال‏:‏ فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أنكتبك يا ابن حوالة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف الأرض كأنها صياصي بقر‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري ما خار الله لي ورسوله‏.‏ ‏[‏قال‏:‏ ‏"‏وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاخة أرنب‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا أدري ما خار الله لي ورسوله‏]‏ قال‏:‏ ‏"‏اتبعوا هذا‏"‏‏.‏ ورجل مقفي حينئذ، فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ هذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فإذا هو عثمان بن عفان‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

14537- وعن جبير بن نفير قال‏:‏ بينا نحن معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان، فقام مرة بن كعب البهزي فقال‏:‏ أنا والله لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام‏.‏ فلما سمع معاوية ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس الناس قال‏:‏ بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ مر بنا عثمان بن عفان مترجلاً معدقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لتخرجن فتنة من تحت رجلي - أو من تحت قدمي - هذا ومن اتبعه يومئذ على الهدى‏"‏‏.‏ فقمت حتى أخذت بمنكبي عثمان حتى بينته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ هذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم هذا، ومن اتبعه يومئذ على الهدى‏"‏‏.‏

فقام عبد الله بن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال‏:‏ إنك لصاحب هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ أما والله إني حاضر ذلك المجلس، ولو كنت أعلم أن لي في الجيش مصدقا لكنت أول من تكلم به‏.‏

قلت‏:‏ حديث مرة رواه الترمذي رواه الطبراني ورجاله وثقوا‏.‏

14538- وعن عبد الله بن عمر قال‏:‏ أبو بكر الصديق أصبتم اسمه‏.‏ عمر قرن من حديد‏.‏ عثمان ذو النورين أصبتم اسمه، قُتل مظلوماً أوتي كفلين من الأجر‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير عقبة بن أوس وهو ثقة‏.‏

14539- وعن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت قاعدة وعائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وددت أن معي بعض أصحابي نتحدث‏"‏‏.‏ فقالت عائشة‏:‏ أرسل إلى أبي بكر يتحدث معك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قالت حفصة‏:‏ أرسل إلى عمر يتحدث معك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا، ولكن أرسل إلى عثمان‏"‏‏.‏

فجاء عثمان فدخل، فقامتا فأرختا الستر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان‏:‏ ‏"‏إنك مقتول مستشهد، فاصبر صبرك الله، ولا تخلعن قميصاً قمصكه الله عز وجل ثنتي عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض‏"‏‏.‏ قال عثمان‏:‏ إن دعا النبي صلى الله عليه وسلم لي بالصبر، فقال‏:‏ ‏"‏اللهم صبره‏"‏‏.‏ فخرج عثمان فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صبرك الله، فإنك سوف تستشهد وتموت وأنت صائم وتفطر معي‏"‏‏.‏

14540- قال إبراهيم‏:‏ وحدثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة حدثته مثل ذلك‏.‏

رواه أبو يعلى واللفظ له، وفي إسناد أبي يعلى إبراهيم بن عمر بن عثمان العثماني وهو ضعيف‏.‏

14541- عن أبي عبد الله الجسري قال‏:‏ دخلت على عائشة وعندها حفصة بنت عمر فقالت لي‏:‏ هذه حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أقبلت عليها فقالت‏:‏ أنشدك الله أن تصدقيني بكذب أو تكذبيني بصدق ‏[‏قلته‏]‏ تعلمين أني كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه فقلت لك‏:‏ أترينه قد قبض‏؟‏ قلت‏:‏ لا أدري، ثم أفاق قال‏:‏ ‏"‏افتحوا له الباب‏"‏‏.‏ فقلت لك‏:‏ أبي أو أبوك‏؟‏ قلت‏:‏ لا أدري، ففتحنا له الباب فإذا عثمان بن عفان، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فأكب عليه فساره بشيء لا أدري أنا وأنت ما هو، ثم رفع رأسه فقال‏:‏ ‏"‏أفهمت ما قلت لك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فأكب عليه أخرى مثلها، فساره بشيء لا ندري ما هو ثم رفع رأسه فقال‏:‏ ‏"‏أفهمت ما قلت لك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فأكب عليه إكباباً شديداً فساره بشيء ثم رفع رأسه فقال‏:‏ ‏"‏أفهمت ما قلت لك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏[‏نعم‏]‏ سمعته أذناي ووعاه قلبي‏.‏ فقال له‏:‏ ‏"‏اخرج‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقالت حفصة‏:‏ اللهم نعم - أو قالت‏:‏ اللهم صدق - ‏.‏

قلت‏:‏ لعائشة وحدها حديث عند ابن ماجه بغير هذا السياق‏.‏

رواه كله أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا عثمان عسى أن يقمصك الله قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه‏"‏‏.‏ ثلاث مرات‏.‏ فقال لها النعمان بن بشير‏:‏ يا أم المؤمنين أين كنت عن هذا الحديث‏؟‏ فقالت‏:‏ نسيته ورب الكعبة حتى قتل الرجل‏.‏

14542- وفي رواية عند الطبراني أيضاً‏:‏ فما فجأني إلا وعثمان جاث على ركبتيه قائلاً‏:‏ أظلماً وعدواناً يا رسول الله‏؟‏ فحسبت أنه أخبره بقتله‏.‏ وأحد إسنادي الطبراني حسن‏.‏

14543- وعن محمد بن سيرين أن رجلاً بالكوفة شهد أن عثمان بن عفان قتل شهيداً فأخذته الزبانية فرفعوه إلى أعلى وقالوا‏:‏ لولا أن تنهانا أو نهينا ألا نقتل أحداً لقتلناه، زعم أنه يشهد أن عثمان رضي الله عنه قتل شهيداً‏.‏ فقال الرجل لعلي‏:‏ وأنت تشهد أنه شهيد‏!‏‏!‏ أتذكر أني أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فأعطاني وأتيت أبا بكر فسألته فأعطاني وأتيت عمر فسألته فأعطاني وأتيت عثمان بن عفان فسألته فأعطاني‏؟‏ قال‏:‏ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كيف لا يبارك لك وأعطاك نبي وصديق وشهيدان وأعطاك نبي وصديق وشهيدان وأعطاك نبي وصديق وشهيدان‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14544- وعن أسلم مولى عمر قال‏:‏ شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي ‏[‏تلي‏]‏ مقام جبرائيل عليه السلام فقال‏:‏ يا أيها الناس أفيكم طلحة‏؟‏ فسكتوا، ثم قال‏:‏ يا أيها الناس أفيكم طلحة‏؟‏ فسكتوا، ثم قال‏:‏ يا أيها الناس أفيكم طلحة‏؟‏ فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان‏:‏ أراك ها هنا، ما كنت أرى أنك ‏[‏تكون‏]‏ في جماعة قوم يسمعون ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني‏!‏‏!‏ أنشدك الله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا طلحة إنه ليس من نبي إلا معه من أصحابه رفيق من أمته ‏[‏معه‏]‏ في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا‏"‏ - يعنيني - ‏"‏رفيقي في الجنة‏"‏‏.‏ قال طلحة‏:‏ اللهم نعم، ثم انصرف‏.‏

قلت‏:‏ روى النسائي بعضه بإسناد منقطع‏.‏

رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير والبزار وفي إسناد عبد الله والبزار‏:‏ أبو عبادة الزرقي وهو متروك وأسقطه أبو يعلى من السند والله أعلم‏.‏

14545- وعن عبد الله بن أبي رافع عن أمه قال‏:‏

خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لابنها طلحة بن عبيد الله‏:‏ إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه عنه‏.‏ قال‏:‏ وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها، فأدخلت يديها في كم درعها فأخرجت ثدييها فقالت‏:‏ أسئلك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت، فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى علياً وهو جالس في جنب داره، فقال طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن أبي رافع‏:‏ لو رفهت الناس عن هذا فقد اشتد حصره، فقال‏:‏ والله ما أحب من هذا شيئاً يكرهه‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

14546- وعن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان‏:‏ أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه، فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفاً منهم، ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفاً منهم‏.‏ فلم ينظروا فيما قال وقتلوه، فجلس لعلي في الطريق فقال‏:‏ أين تريد‏؟‏ فقال‏:‏ أريد أرض العراق، قال‏:‏ لا تأتي العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فوثب به أناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي‏:‏ دعوه فإنه منا أهل البيت‏.‏ فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل‏:‏ هذه رأس الأربعين، وسيكون على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفاً، ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفاً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14547- وعن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فأذن له، فدخل وسلم وأمر برجلين مما يلي السرير أن يوسعا له فأوسعا له فجلس، فقال له الحجاج‏:‏ لله أبوك أتعلم حديثاً حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام‏؟‏ قال‏:‏ فأي حديث رحمك الله قرب حديث، قال‏:‏ حديث المصريين حين حصروا عثمان‏.‏ قال‏:‏ قد علمت ذلك الحديث‏.‏

أقبل عبد الله بن سلام، وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل فقال‏:‏ السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال‏:‏ وعليك السلام ما جاء بك يا عبد الله بن سلام‏؟‏ قال‏:‏ قد جئت لأثبت حتى أستشهد أو يفتح الله لك ولا أرى هؤلاء القوم إلا قاتلوك فإن يقتلوك فذاك خير لك وشر لهم‏.‏ فقال عثمان‏:‏ أسألك بالذي لي عليك من الحق لما خرجت إليهم، خير يسوقه الله بك، وشر يدفعه بك الله‏.‏ فسمع وأطاع فخرج عليهم فلما رأوه اجتمعوا وظنوا أنه قد جاءهم ببعض ما يسرون به، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

أما بعد فإن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً يبشر بالجنة من أطاعه وينذر بالنار من عصاه، وأظهر من اتبعه على الدين كله ولو كره المشركون، ثم اختار له المشركون‏.‏ ثم اختار له المساكن فاختار له المدينة فجعلها دار الهجرة وجعلها دار الإيمان، فوالله ما زالت الملائكة حافين بالمدينة مذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، وما زال سيف الله مغموداً عنكم مذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم‏.‏

ثم قال‏:‏ إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق فمن اهتدى فإنما يهتدي بهدي الله ومن ضل فإنما يضل بعد البيان والحجة وإنه، لم يقتل نبي فيما مضى إلا قتل به سبعون ألف مقاتل كلهم يُقتل به، ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألف مقاتل كلهم يقتل به، فلا تعجلوا على هذا الشيخ بقتل فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله يوم القيامة ويده مقطوعة مشلولة، واعلموا أنه ليس لولد على والد حق إلا ولهذا الشيخ عليكم مثله‏.‏

قال‏:‏ فقالوا‏:‏ كذبت اليهود كذبت اليهود‏.‏ فقال‏:‏ كذبتم والله وأنتم آثمون ما أنا بيهودي وإن لأحد المسلمين يعلم الله بذلك ورسوله والمؤمنون، وقد أنزل الله في القرآن ‏{‏قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب‏}‏ وقد أنزل الآية الأخرى ‏{‏قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم‏}‏‏.‏ قال‏:‏ فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه كما يذبح الحلان‏.‏

قال شعيب‏:‏ فقلت لعبد الملك بن عمير‏:‏ ما الحلان‏؟‏ قال‏:‏ الحمل‏.‏

قال‏:‏ وقد قال عثمان لكثير بن الصلت‏:‏ يا كثير أنا والله مقتول غداً، قال‏:‏ بل يعلي الله كعبك ويكبت عدوك‏.‏ قال‏:‏ ثم أعادها الثالثة فقال مثل ما قال، ثم يقول‏:‏ يا أمير المؤمنين، قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر فقال لي‏:‏ ‏"‏يا عثمان أنت عندنا غداً، وأنت مقتول غداً‏"‏‏.‏ فأنا والله مقتول، قال‏:‏ فقتل فخرج عبد الله بن سلام إلى القوم قبل أن يتفرقوا فقال‏:‏ يا أهل مصر يا قتلة عثمان قتلتم أمير المؤمنين أما والله لا يزال عهد منكوث ودم مسفوح ومال مقسوم لا سُقيتم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14548- وعن كلثوم الخزاعي قال‏:‏ قال عبد الله - يعني ابن مسعود - ‏:‏ ما يسرني أني رميت عثمان بسهم أخطأه

أحسبه قال‏:‏ - أريد قتله وأن لي مثل أحد ذهباً‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمران بن عمير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14549- وعن أبي الأسود الديلي قال‏:‏ سمعت أبا بكرة يقول‏:‏ لأن أخر من السماء فانقطع أحب إلي من أن أكون شركت في دم عثمان‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14550- وعن الحسن قال‏:‏ أدركت عثمان وأنا يومئذ قد أرهقت الحلم فسمعته وهو يخطب وشهدته وهو يقول‏:‏ يا أيها الناس ما تنقمون علي‏؟‏ قال‏:‏ وما من يوم إلا وهم يقسمون فيه خيراً كثيراً يقول‏:‏ يا أيها الناس اغدوا على أعطياتكم، فيغدون فيأخذونها وافرة ثم يقال‏:‏ يا أيها الناس أغدوا على كسوتكم، فيجاء بالحلل فتقسم بينهم‏.‏

قال الحسن‏:‏ والعدو منفي، والعطيات دارة وذات البين حسن والخير كثير ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمناً من لقي من ‏[‏أي‏]‏ الأحياء فهو أخوه ومودته ونصرته، والفتنة إن سل عليه سيفاً‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14551- وعن الحسن قال‏:‏ حدثني سياف عثمان‏:‏ إن رجلاً من الأنصار دخل على عثمان فقال‏:‏ ارجع ابن أخي فلست بقاتلي، قال‏:‏ كيف علمت ذلك‏؟‏ قال‏:‏ لأنه أتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة‏.‏ قال‏:‏ ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار فقال‏:‏ ارجع ابن أخي فلست بقاتلي‏.‏ قال‏:‏ ومما تدري ذلك‏؟‏ قال‏:‏ لأنه أتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة‏.‏ قال‏:‏ ثم دخل عليه محمد بن أبي بكر فقال‏:‏ أنت قاتلي، فقال‏:‏ وما يدريك يا نعثل‏؟‏ قال‏:‏ لأنه أتى بك النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعك ليحنكك ويدعو لك بالبركة

فخريت على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فوثب على صدره وقبض على لحيته فقال‏:‏ إن تفعل كان يعز على أبيك قال أن تسوءه، فوجأه في نحره بمشاقص كانت في يده‏.‏

رواه الطبراني وفيه سياف عثمان ولم يسم، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

14552- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال‏:‏ لما ضرب الرجل يد عثمان قال‏:‏ إنها لأول يد خطت المفصل‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14553- وعن زيد بن أبي حبيب أن عامة الركب الذين ساروا إلى عثمان جنوا‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14554- عن محمد بن مسكين قال‏:‏ قالت امرأة عثمان حين أطافوا به‏:‏ تريدون قتله‏؟‏ إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14555- وعن الشعبي قال‏:‏ لقي مسروق الأشتر، فقال مسروق للأشتر‏:‏ قتلتم عثمان‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ أما والله لقد قتلتموه صواماً قواماً، قال‏:‏ فانطلق الأشتر فأخبر عماراً فأتى عمار مسروقاً فقال‏:‏ والله ليجلدن عماراً وليسيرن أبا ذر وليحمين الحمى وتقول‏:‏ قتلتموه صواماً قواماً‏؟‏ فقال له مسروق‏:‏ فوالله ما فعلتم واحدة من

شيئين ما عوقبتم بمثل ما عوقبتم به، وما صبرتم فهو خير للصابرين‏.‏ قال‏:‏ فكأنما ألقمه حجراً‏.‏

قال‏:‏ وقال الشعبي‏:‏ ما ولدت همذانية مثل مسروق‏.‏

رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف لغفلته‏.‏

14556- وعن أبي الدرداء قال‏:‏ لا مدينة بعد عثمان ولا رخاء بعد معاوية‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله وعدني بإسلام أبي الدرداء فأسلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14557- وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ قال رجل لما قتل عثمان‏:‏ لا ينتطح فيها عنزان قلت‏:‏ بلى وتفقأ فيها عيون كثيرة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14558- وعن ملك - يعني ابن أنس - قال‏:‏ قتل عثمان فأقام مطروحاً على كناسة بني فلان ثلاثاً، وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدي مالك بن أبي عامر وحويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان معهم مصباح في حق فحملوه على باب وإن رأسه تقول على الباب‏:‏ طق طق، حتى أتوا به البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه، فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبد العزى - شك عبد الرحمن - ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال‏:‏ لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرن الناس غداً، فحملوه حتى أتوا به حش كوكب فلما دلوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان فقال لها ابن الزبير‏:‏ اسكتي فوالله لئن عدت لأضربن الذي فيه عينك، فلما دفنوه وسووا عليه التراب قال لها ابن الزبير‏:‏ صيحي ما بدا لك أن تصيحي‏.‏

قال مالك‏:‏ وكان عثمان قبل ذلك يمر بحش كوكب، فيقول‏:‏ ليدفنن ها هنا رجل صالح‏.‏

رواه الطبراني وقال‏:‏ الحش‏:‏ البستان، ورجاله ثقات‏.‏

14559- وعن سهم بن حبيش - وكان ممن شهد قتل عثمان - قال‏:‏ فلما أمسينا قلت‏:‏ لئن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثلوا به، فانطلقوا به إلى بقيع الغرقد فأمكنا له من جوف الليل ثم حملناه وغشينا سواد من خلفنا فهبناهم حتى كدنا أن نتفرق عنه فنادى مناد‏:‏ لا روع عليكم اثبتوا فإنا جئنا نشهده معكم‏.‏

وكان ابن حبيش يقول‏:‏ هم والله الملائكة‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك‏.‏

14560- وعن فلفلة الجعفي قال‏:‏ سمعت الحسن بن علي يقول‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام متعلقاً بالعرش ورأيت أبا بكر آخذاً بحقوي النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت عمر آخذاً بحقوي أبي بكر، ورأيت عثمان آخذاً بحقوي عمر ورأيت الدم ينصب من السماء إلى الأرض‏.‏ فحدث الحسن بهذا ‏[‏الحديث‏]‏ وعنده قوم من الشيعة فقالوا‏:‏ وما رأيت علياً‏؟‏ فقال الحسن‏:‏ ما كان أحد أحب إلي أن أراه آخذاً بحقوي رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي، ولكنها رؤيا رأيتها، فقال أبو مسعود‏:‏ إنكم لتحدثون عن الحسن بن علي في رؤيا رآها وقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق‏"‏‏.‏ فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان، فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها

بتسعة، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ أهدى إليك عثمان، قال‏:‏ فعرف الفرح في وجوه المسلمين والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لأحد قبله‏:‏ ‏"‏اللهم أعط عثمان اللهم افعل لعثمان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وإسناده حسن‏.‏

14561- عن الحسن أيضاً قال‏:‏ يا أيها الناس رأيت البارحة عجباً في منامي، رأيت الرب تعالى فوق عرشه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش، فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبي بكر، ثم جاء عثمان فكان نبذة فقال‏:‏ رب سل عبادك فيما قتلوني‏؟‏ قال‏:‏ فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض‏.‏ قال‏:‏ فقيل لعلي‏:‏ ألا ترى ما يحدث به الحسن‏؟‏ قال‏:‏ يحدث بما رأى‏.‏

14562- وفي رواية‏:‏ أن الحسن قال‏:‏ لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها - فذكر نحوه - إلا أنه قال‏:‏ ورأيت عثمان واضعاً يده على عمر ورأيت دماء دونهم فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قيل‏:‏ دماء عثمان يطلب الله به‏.‏

رواه كله أبو يعلى بإسنادين وفي أحدهما من لم أعرفه وفي الآخر سفيان بن وكيع وهو ضعيف‏.‏

14563- وعن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ودعا بسراويل فشدها عليه ولم

يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال‏:‏ إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام رأيت أب&&h بكر وعمر ‏[‏وإنهم‏]‏ قالوا لي‏:‏ اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة‏.‏ ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه‏.‏

رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير ورجالهما ثقات‏.‏ وقد تقدمت لهذا طرق في الفتن‏.‏

14564- وعن قتادة قال‏:‏ صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة‏.‏

14565- عن زهدم الجرمي قال‏:‏ خطبنا ابن عباس فقال‏:‏ لو أن الناس لم يطلبوا بدم عثمان لرجموا بالحجارة من السماء‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح‏.‏

14566- وعن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال‏:‏ كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب وعن يمينه عمار بن ياسر وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب بن فلان الصدائي فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان‏؟‏ فبدره الرجلان فقالا‏:‏ تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه ونافق‏؟‏‏!‏ فقال الرجل لهما‏:‏ لست لكما أسأل ولا إليكما جئت‏.‏ فقال له‏:‏ لست أقول ما قالا‏.‏ فقالا له جميعاً‏:‏ فلم قتلناه إذاً‏؟‏ قال‏:‏ ولي عليكم فأسأء الولاية في آخر أيامه وجزعتم فأسأتم الجزع، والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز وجل‏:‏

{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير ولا يحل الاحتجاج به‏.‏

14567- وعن أبي الأسود قال‏:‏ سمعت طليق بن خشاف يقول‏:‏ وفدنا إلى المدينة لننظر فيما قتل عثمان، فلما قدمنا مررنا ببعض آل علي وبعض آل الحسين بن علي وبعض أمهات المؤمنين فانطلقت حتى أتيت عائشة فسلمت عليها فردت السلام وقالت‏:‏ من الرجل‏؟‏ قلت‏:‏ من أهل البصرة، قالت‏:‏ ومن أي أهل البصرة‏؟‏ قلت‏:‏ من بكر بن وائل فقالت‏:‏ ومن أي بكر بن وائل‏؟‏ فقلت‏:‏ من بني قيس بن ثعلبة، فقالت‏:‏ من آل فلان‏؟‏ فقلت لها‏:‏ يا أم المؤمنين فيما قتل عثمان أمير المؤمنين‏؟‏ قالت‏:‏ قتل والله مظلوماً، لعن الله من قتله، أقاد الله من ابن أبي بكر به، وساق الله إلى أعين بن تيم هواناً في بيته، وأراق الله دماء ابني بديل على ضلاله، وساق الله إلى الأشتر سهماً من سهامه‏.‏

فوالله ما من القوم رجل إلا أصابته دعوتها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير طلق وهو ثقة‏.‏

14568- وعن الحسن قال‏:‏ أخذ الفاسق محمد بن أبي بكر في شعب من شعاب مصر فأدخل في جوف حمار فأحرق‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14569- عن علقمة بن وقاص قال‏:‏ اجتمعنا في دار مخرمة - بعدما قتل عثمان - نريد البيعة فقال أبو جهم بن حذيفة‏:‏ إنا من بايعنا منكم فإنا لا نحول دون قصاص، فقال عمار‏:‏ أما من دم عثمان فلا، فقال أبو جهم‏:‏ الله يا ابن سمية‏!‏‏!‏ الله

لتقادن من جلدات جلدتها ولا يقاد من دم عثمان‏؟‏ قال‏:‏ فانصرفنا يومئذ على غير بيعة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله وثقوا‏.‏

14570- عن عمير بن رودي قال‏:‏ خطب علي الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس إنه والله لئن لم يدخل النار إلا من قتل عثمان لا أدخلها، ولئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها‏.‏ قال‏:‏ فلما نزل قيل له‏:‏ تكلمت بكلمة فرقت بها عنك أصحابك، فخطبهم فقال‏:‏ يا أيها الناس ألا إن الله عز وجل قتل عثمان وأنا معه‏.‏

قال محمد بن سيرين‏:‏ كلمة قرشية لها وجهان‏.‏

قال الطبراني‏:‏ كأنه يعني أن الله قتله وأنا معه مقتول‏.‏

رواه الطبراني وفيه مجالد والأكثرون على تضعيفه، وعمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14571- وبسنده قال‏:‏ خطبهم علي فقطعوا عليه خطبته فقال‏:‏ إنما وهنت يوم قتل عثمان، وضرب لهم مثلاً مثل ثلاثة أثوار وأسداً اجتمعوا في أجمة‏:‏ أسود وأحمر وأبيض، وكان الأسد إذا أراد واحداً منهم اجتمعن عليه، فامتنعن منه فقال الأسد للأسود والأحمر‏:‏ إنما يفضحنا في أجمتنا هذه ويشهرنا هذا الأبيض، فدعاني حتى آكله، فلوني على لونكما ولونكما على لوني، فحمل عليه فلم يلبث أن قتله، ثم قال للأسود‏:‏ إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا هذا الأحمر فدعني حتى آكله فلوني على لونك ولونك على لوني، فحمل عليه فقتله، فقال للأسود‏:‏ إني آكلك، قال‏:‏ دعني أصوت ثلاثة أصوات، فقال‏:‏ ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض‏.‏ ألا إنما وهنت يوم قتل عثمان‏.‏

رواه الطبراني بإسناد الذي قبله‏.‏

14572- وعن مغيرة قال‏:‏ خرج من الكوفة جرير وعدي بن حاتم وحنظلة الكاتب إلى قرسيسيا وقالوا‏:‏ لا نقيم في بلدة يشتم فيها عثمان رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح إلا أن مغيرة لم يسمع من الصحابة‏.‏

14573- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ كانت الشورى فاجتمع الناس على عثمان لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة ‏[‏تمام‏]‏ سنة خمس وثلاثين وسنه ثمان وثمانون سنة‏.‏ وكان يصفر لحيته، وكانت ولاية عثمان ثنتي عشرة سنة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14574- وعن قتادة أن عثمان قتل وهو ابن تسعين أو ثمان وثمانين سنة‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجاله إلى قتادة ثقات‏.‏

14575- وعن المسور بن مخرمة قال‏:‏ كانت خلافة عثمان ثنتي عشرة سنة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14576- وعن الزبير بن بكار قال‏:‏ قتل عثمان بن عفان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست

وثلاثين بعد العصر، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وكان يومه صائماً‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14577- وعن أبي قلابة أن رجلاً من قريش يقال له‏:‏ ثمامة كان على صنعاء فلما جاءه قتل عثمان خطب فبكى بكاء شديداً، فلما أفاق واستفاق قال‏:‏ اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصارت ملكاً وجبرية، من أخذ شيئاً غلب عليه‏.‏

14578- وفي رواية‏:‏ عن ثمامة بن عدي - وكانت له صحبة - ‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

14879- قال الطبراني‏:‏ أنشدني أبو خليفة فقال‏:‏ أنشدنا أبو محمد التوزي، قال أبو خليفة‏:‏ وسألت الرياشي عنه فقال‏:‏ هو لحسان بن ثابت‏:‏

وتركتم غزو الدروب وجئتم * لقتـال قوم عند قبر محمد

فلبئس هدى الصالحين هديتم * ولبئس فعل الجاهل المتهجد

14880- وأنشدنا أبو خليفة قال‏:‏ أنشدنا العباس بن الفضل الرياشي لليلى الأخيلية‏:‏

أبعد عثمـان ترجـو الخير أمته * قد كان أفضل من يمشي على ساق

خليـفة اللهِ أعطـاهم وخولهم * مـا كـان من ذهبٍ حلو وأوراق

فـلا تكذب بوعـد الله واتقه * ولا تكـونن على شـيءٍ بإشفـاق

ولا تقولن لشـيء سوف أفعله * قد قدرَ الله مـا كـان امرؤٌ لاق

  باب فيمن قتل عثمان رضي الله عنه

14581- عن الزبير بن العوام قال‏:‏ قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح رجلاً من قريش صبراً ثم قال‏:‏

‏"‏لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صبراً إلا رجلاً قتل عثمان بن عفان فاقتلوه فإن لا تفعلوا تقتلوا قتل الشاة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار وقالا‏:‏ لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفي إسناد الطبراني أبو خيثمة مصعب بن سعيد وفي إسناد البزار عبد الله بن شبيب وكلاهما ضعيف‏.‏