فصل: تفسير الآية رقم (29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآية رقم (29):

القول في تأويل قوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [29].
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} قال ابن جرير: ما يغيَّر القول الذي قلته لكم في الدنيا وهو قوله:
{لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، ولا قضائي الذي قضيته فيهم فيها.
{وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} أي: فلا أعذب أحداً بذنب غيره، ولكن بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
وقال القاشاني:
{وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ} حيث وهبت الاستعداد، وأنبأت على الكمال المناسب له وهديتكم إلى طريق اكتسابه، بل أنتم الظلامون أنفسكم باكتساب ما ينافيه، وإضاعة الاستعداد بوضع النور في الظلمة، واستبدال ما يفنى بما يبقى.
تنبيهات:
الأول: ظاهر الآيات أن هذا التقاول على حقيقته؛ إذ لا مانع منها. وذهب بعض المفسرين إلى أنها مجاز.
قال القاشاني: هذه المقاولات كلها معنوية، مثلت على سبيل التخييل والتصوير، لاستحكام المعنى في القلب، عند ارتسام مثاله في الخيال، فادعاء الكافر الإطغاء على الشيطان وإنكار الشيطان إياه، عبارة عن التنازع والتجاذب الواقع بين قوتيه: الوهمية والعقلية، بل بين كل اثنتين متضادتين من قواه: كالغضبية والشهوية مثلا، ولهذا قال: {لَا تَخْتَصِمُوا} ولما كان الأمران في وجوده هما العقلية والوهمية، كان أصل التخاصم بينهما، وكذا يقع التخاصم بين كل متحاورين متخاوضين في أمر، لتوقع نفع أولذة، يتوقفان ما دام مطلوبهما حاصلاً، فإذا حرما أوقعا بسعيهما في خسران وعذاب، تدارءا، أو نسب كلٌّ منهما التسبب في ذلك إلى الآخر، لاحتجابهما عن التوحيد، وتبرؤ كل منهما عن ذنبه لمحبَّة نفسه، ولذلك قال حارثة رضي الله عنه للنبي عليه السلام: ورأيت أهل النار يتعاورون. و«صوب عليه السلام قوله». انتهى.
الثاني: إن قلت: لم طرحت الواو من جملة {قَالَ قَرِينُهُ} وذكرت في الأولى؟
قلت: لأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول، كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون.
فإن قلت: أين المقاولة؟
قلت: لما قال قرينة: {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} وتبعه قوله: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} وتلاه: {لَا تَخْتَصِمُوا} علم أن ثَمَّ مقاولة من الكافر، لكنها طرحت للدلالة عليها من السياق كأنه لما قال القرين: هذا ما لدي عتيد، قال الكافر: رب هو أطغاني، فلما قال الكافر ذلك، قال القرين: ما أطغيته، فلما حكى قول القرين والكافر كأن قائلاً يقول: فماذا قال الله تعالى؟ فقيل: {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} وذكر الواو في الجملة الأولى لأنها أول المقاولة، ولابد من عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول، أعني مجيء كل نفس مع الملكين، وقول قرينه ما قاله له، هذا ملخص ما في الكشاف.
الثالث: جوز قوله تعالى: {بِالْوَعِيدِ} أن تكون الباء زائدة في المفعول، وأن يكون حالاً من الفاعل أو المفعول، والباء للملابسة، أو المعية، والمعنى: قدمت هذا القول موعداً لكم به، أو حال كون القول ملتبساً بالوعيد، أو من {لَا تَخْتَصِمُوا} على تأويل تقديم الوعيد بالعلم به، أي: لا تختصموا عالمين به؛ وذلك لتصح الحالية، ويكون بينها وبين عاملها مقارنة على اصطلاحهم.
الرابع: دل قوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} على أنه لا خلف في إيعاد الله تعالى، كما لا إخلاف في ميعاد الله. وهذا يرد على المرجئة حيث قالوا: ما ورد في القرآن من الوعيد فهو تخويف لا يحقق الله شيئاً منه، وقالوا: الكريم إذا وعد أنجز ووفَّى، وإذا أوعد أخلف وعفا، أفاده الرازي.
ووجه الاستدلال أنه لو صح ما ذكروه للزم تبديل قوله تعالى، والخلف في إخباره- تقدس عن ذلك- مع أن طبيعة الذنب تقتضي العقوبة، إلا أن يتاب منه، أو يشاء تعالى العفو عنه.
الخامس: ذكروا في سر المبالغة في {بِظَلاَّمٍ} وجوهاً:
منها: أن فّعالاً قد ورد بمعنى فاعل، فهذا منه.
ومنها: اعتبار كثرة الخلق.
ومنها: أن المنسوب في المعتاد إلى الملوك من الظلم تحت ظلمهم، إن عظيماً فعظيم وإن قليلاً فقليل، فما كان ملك الله تعالى على كل شيء ملكه، قدس ذاته عما يتوهم مخذول، والعياذ بالله، أنه منسوب إليه من ظلم تحت شمول كل موجود.

.تفسير الآية رقم (30):

القول في تأويل قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [30].
{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} قال ابن جرير: فيه لأهل التأويل قولان:
الأول: أن معناه: ما من مزيد. فعن مجاهد قال: وعدها الله ليملأنها فقال: هلا وفَّيتك؟ قالت: وهل من مسلك؟!.
الثاني: معناه: زدني.
أي: فالاستفهام على الأول إنكاريّ، معناه النفي، وأيد بآية {لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] و[السجدة: 13]، والقرآن يفسر بعضُه بعضاًَ وعلى الثاني تقريريّ، دلالة على سعتها. بحيث يدخلها من يدخلها، وفيها فراغ وخلوّ، كأنه يطلب الزيادة.
فإن قيل: الوجه الثاني- وهو كونها فيها فراغ- منافٍ لصريح النظم من قوله {لأملأن جهنم} الآية، قلت: لا منافاة بينهما كما توهم؛ لأن الامتلاء قد يراد به أنه لا يخلو طبقة منها عمن سكنها، وإن كان فيها فراغ كبير، كما يقال: إن البلدة ممتلئة بأهلها، ليس فيها دار خالية، مع ما بينها من الأبنية والأفضية. أو هذا باعتبار حالين، فالفراغ في أول دخول أهلها فيها، ثم يساق إليها الشياطين ونحوهم فتمتلئ.
تنبيه:
ذهب جماعة إلى أن المقاولة في الآية مجاز على طريق الاستعارة التمثيلية، وأن جهنم لشدة توقدها وزفيرها وتهافت الكفرة والعُصاة وقذفهم فيها، كأنها طالبة للزيادة. وآخرون إلى أن ذلك حقيقة.
قال الناصرفي الانتصاف: إنا نعتقد أن سؤال جهنم وجوابها حقيقة، وأن الله تعالى يخلق فيها الإدراك بذلك بشرطه. وكيف نفرض، وقد وردت الأخبار وتظاهرت على ذلك؟ منها هذا، ومنها «لجاج الجنة والنار»، ومنها «اشتكاؤها إلى ربها، فأذن لها في نَفَسين». وهذه وإن لم تكن نصوصاً، فظواهر يجب حملها على حقائقها، لأنا متعبدون باعتقاد الظاهر، ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة والعقل يجوِّز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوَّزه العقل. وقد وقع مثل هذا قطعاً في الدنيا، «كتسليم الشجر، وتسبيح الحصى في كف النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد أصحابه». ولو فتح باب المجاز والعدول عن الظاهر في تفاصيل المقالة، لا تسع الخرْق وضلَّ كثير من الخلق عن الحق. وليس هذا كالظواهر الواردة في الإلهيات مما لم يجوز العقل اعتقاد ظاهرها، فإن العدول فيها عن ظاهر الكلام بضرورة الانقياد إلى أدلة العقل المرشدة إلى المعتقد الحق. انتهى.
قال الشهاب: وهو كلام حسن، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا. انتهى.
ولا تنس ما قلناه مراراً من أن اللغة لا تنحصر في الحقيقة، وأن أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، كما أوضحه السيوطي في المزهر والجرجاني في أسرار البلاغة. وفي شواهد العرب الكثيرة ما يؤيد المجاز، ولا محذور فيه، عدا عن كونه أبلغ، كما قرروه. وبالجملة فالنظم الكريم يحتملها- والله أعلم-.
و{يَوْمَ} منصوب بـ: {ظَلاَّمٍ} أو بمضمر، نحو: اذكر وأنذر. والمزيد إما مصدر كالمَحيد، أو اسم مفعول كالمبيع.

.تفسير الآية رقم (31):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [31].
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي: قرِّبت، أودنيت، {لِّلْمُتَّقِينَ} أي: للذين اتقوا ربهم فخافوا عقوبته بأداء فرائضه واجتناب معاصيه {غَيْرَ بَعِيدٍ} أي: مكاناً غير بعيد، فهو صفة للظرف قام مقامه، أو حال من الجنة. وتذكيره لأنه صفة مذكر، أي: شيئاً غير بعيد، أو تأويل الجنة بالبستان، أو لكونها على زنة المصدر الذي من شأنه أن يستوي فيه المذكر والمؤنث، فعومل معاملته وأجري مجراه. وعلى كلٍّ فهو للتأكيد، ودفع التجوز، فلا يقال بعد ذكر كونها قربت: لا يحتاج إلى كونها غير بعيدة.

.تفسير الآية رقم (32):

القول في تأويل قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [32].
{هَذَا} أي: الثواب أو الإزلاف {مَا تُوعَدُونَ} أيها المتقون {لِكُلِّ أَوَّابٍ} أي: راجع عن معصية الله إلى طاعته، تائب من ذنوبه {حَفِيظً} أي: حافظ على فرائض الله وما ائتمنه عليه.
وقال القاشاني: أي: محافظ على صفاء فطرته ونوره الأصلي، كي لا يتكدر بظلمة النفس و{لِكُلِّ} بدل من {لِّلْمُتَّقِينَ} بإعادة الجار.

.تفسير الآية رقم (33):

القول في تأويل قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [33].
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ} أي: خاف الله في سرِّه. وقال القاشاني: أي: من اتصف بالخشية وصارت الخشية مقامه. و{مَنْ} بدل بعد بدل، أو خبر لمحذوف، أي: هم من خشي. أو مبتدأ خبره ما بعده بتأويل: يقال لهم ادخلوها.... إلخ.
{وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} أي: جاء ربَّه تائب من ذنوبه، راجع مما يكرهه تعالى إلى ما يرضيه.

.تفسير الآيات (34- 35):

القول في تأويل قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [34- 35].
{ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ} أي: يقال لهم: ادخلوا هذه الجنة بأمان من الهمِّ والحزن والخوف.
{يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا} أي: مما تشتهيه نفوسهم وتلذّه أعينهم {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} أي: ممَّا لا يخطر على بالهم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت.

.تفسير الآية رقم (36):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ} [36].
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم} أي: قبل هؤلاء المشركين من قريش {مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً} أي: قوة، كعاد وفرعون وثمود {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ} أي: فضربوا فيها وساروا وطافوا أقاصيها. قال امرؤ القيس:
لقد نقَّبتُ في الآفاق حتى ** رَضيتُ من الغنيمةِ بالإيابِ

{هَلْ مِن مَّحِيصٍ} أي: هل كان لهم- بتنقيبهم في البلاد- بطشاً عن الهلاك الذي وُعِدوا به لتكذيبهم الحق. والضمير على هذا في {نَقَّبُوا} للقرن الذين هم أشد بطشاً، وجوز عوده لهؤلاء المشركين، أي: ساروا في أسفارهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم؟.
قال ابن جرير: وقرأت القراء قوله {فَنَقَّبُوا} بالتشديد وفتح القاف، على وجه الخبر عنهم. وذكر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ: {فنقِبوا} بكسر القاف، على وجه التهديد والوعيد، أي: طوِّفوا في البلاد وترددوا فيها، فإنكم لن تفوتونا بأنفسكم.

.تفسير الآية رقم (37):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [37].
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي: في إهلاك القرون التي أُهلِكت من قبل قريش {لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي: لتذكرة يتذكر بها من كان له عقل من هذه الأمة، فينتهي عن الفعل الذي كانوا يفعلونه من كفرهم بربهم، خوفاً من أن يحلَّ بهم مثل الذي حلَّ بهم من العذاب.
{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي: أصغى للأخبار- عن هذه القرون التي أهلِكت- بسمعه.
{وَهُوَ شَهِيدٌ} أي: حاضر القلب متفهم لما يخبر به عنهم، غير غافل ولا ساهٍ. على أن {شَهِيدٌ} من الشهود، وهو الحضور، والمراد: المتفطن؛ لأن غير المتفطن كالغائب، فهو استعارة أو مجاز مرسل. أو {شَهِيدٌ} بمعنى شاهد، وفيه مضاف مقدر، أي: شاهد ذهنه. أو هو من الشهادة، والمراد: شاهد بصدقه، أي: مصدق له، لأنه المؤمن الذي ينتفع به. وهو كناية عن المؤمن، نقله الشهاب.
لطيفة:
قيل: أو، لتقسيم المتذكر إلى تالٍ وسامع، أو إلى فقيه ومتعلم، أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده، وقاصر محتاج للتعلم فيتذكر إذا أقبل بكلِّيته، وأزال الموانع بأسرها. وفي تنكير القلب وإبهامه، تفخيم وإشعار بأن كل قلب لا يتفكر ولا يتدبر، كلا قلب.

.تفسير الآية رقم (38):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [38].
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} أي: إعياء.
قال قتادة: كذَّب الله ُاليهودَ وأهل الفِرى على الله، وذلك أنهم قالوا: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السابع، وذلك عندهم يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة.

.تفسير الآيات (39- 40):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [39- 40].
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} يعني: المشركين من إنكار البعث والتوحيد والنبوة {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} أي: أعقاب الصلوات. والمراد بالتسبيح إما ظاهره، وهو قرين التحميد. أو هو الصلاة، من إطلاق الجزء، أو اللازم على الكل، أو الملزوم. فالصلاة قبل الطلوع، الصبح. وقبل الغروب، الظهر والعصر. ومن الليل، العشاآن والتهجد. وأدبار السجود. النوافل بعد المكتوبات.