فصل: باب عقوبات المملوكين، والمثلة بهم، وما في ذلك من الكراهة والإثم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب عقوبات المملوكين، والمثلة بهم، وما في ذلك من الكراهة والإثم:

676- حدثنا سعدان بن يزيد بن هارون، أنبا صدقة بن موسى، عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة خب، ولا بخيل، ولا سيئ الملكة».
677- حدثنا علي بن حرب، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن شيخ، من أهل مكة، أنه أبصر عمر وهو خارج من الباب الذي يلي باب الصفا، فقامت إليه جارية، فقالت: يا أمير المؤمنين، إني أعوذ بك من الظلم. قال: وما ذاك؟ قالت: عذبني سيدي على الجمر، حتى أحرق مقعدتي، فأرسل إلى سيدها، فقال: أعجزت أن تعذبها إلا بعذاب الله تبارك وتعالى؟ لو كنت مقيدا عبدا من سيده لأقدتها. فضربه مائة سوط، وأعتق الجارية.
678- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا الحسن بن صالح، عن مطرف، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، أن رجلا وسم غلاما في وجهه، فأعتقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
679- حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشم، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو قال: كان لزنباع عبد يسمى ابن سندر، فوجده يقبل جارية فأخذه، وجدع أنفه، فأتى ابن سندر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى زنباع، فقال له: «لا تحملوهم ما لا يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ما كرهتم فبيعوا، وما رضيتم فأمسكوا، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل».
680- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مثل به، أو أحرق بالنار، فهو حر، وهو مولى لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم».
681- قال: وسمعت أبا العباس المبرد، ينشد لبعض العبيد:
لعمري إن المرء ما عاش عمره ** إنه وإن أعجبته نفسه لذليل

يرى الناس أعوانا عليه وما له ** من الناس إلا ناصرون قليل

682- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد العزيز بن عبيد الله، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لطم مملوكا، أو ضربه حدا لم يأته، فكفارته عتقه».
683- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا محمد بن سابق، ثنا أبو زبيد عنبر، عن مطرف، عن أبي السفر، قال: كنت جالسا عند سويد بن مقرن، فلطم ابنه مولى له، فجاء به، فقال: اصطبر. قال ابن مقرن: كان لنا غلام بيننا، فلطمه أحدنا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأعتقه، فقيل: إنه ليس لهم مملوك غيره؟ قال: «فليخدمهم حتى يستغنوا عنه».
684- حدثنا محمد بن جابر الضرير، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم فبيعوا، ولا تعذبوا خلق الله الذي خلق».
685- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه.
686- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، ثنا أرطأة بن المنذر، عن المقدام بن معديكرب، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لطم خدود النساء، وعن جدع الأنف، وعن لطم وجوه البهائم، وقال: «إن الله تبارك وتعالى قد جعل لكم عصا، وسوطا، فاجلدوا، ولا تلطموا وجوهها».
687- حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد عبد الله الرقاشي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، قال: قال لي محمد بن المنكدر: ما اسمك؟ قلت: شعبة. فقال: حدثني أبو شعبة، عن سويد بن مقرن، قال: لو رأيتنا بني مقرن ونحن سبعة، وما لنا إلا خادم، فلطمه أحدنا، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعتقه.
688- حدثنا أحمد بن محمد بن غالب البصري، ثنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: لطم عبد الله بن سلام غلاما لطمة، فقعد بين يديه، فقال: اقتص مني. قال: لا أقتص منك يا سيدي. فجعل عبد الله بن سلام يبكي، ويقول: إن كل ذنب يغفر يوم القيامة إلا لطمة الوجه.
689- حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، ثنا محمد الوليد بن أبان مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن غزوان، وكان من الثقات، ثنا الليث بن سعيد، قال: ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبوني، ويخونوني، ويغضبوني، فأضربهم، وأشتمهم، فأين أنا منهم؟ قال: «يحسب عقابك، وذنوبهم، فإن كان عقابك دون ذنوبهم، كان لك الفضل، وإن كان عقابك وذنوبهم سواء، فلا لك ولا عليك، وإن كان عقابك أشد من ذنوبهم، اقتص لهم منك يوم القيامة ذلك الفضل». فجعل الرجل يهتف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما لك، أما تقرأ كتاب الله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل}»، الآية. قال: والله يا رسول الله، ما لي خير من فراقهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم.
690- حدثنا عمر بن شبة، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»، حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
691- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا يزيد بن هارون، أنبا شعبة، عن أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة على الزوج؟ قال: «أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت».
692- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا أبو سلمة، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى حمارا قد وسم وجهه، فقال: «ألم أنه عن هذا، ولعن الله من فعل هذا». أو نهى عن الضرب للوجه.
693- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن أبيه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الصورة.
694- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا قد وسم في وجهه، يدخن بمنخريه، فقال: «لعن الله من فعل هذا، ألم أنه أن يوسم الوجه؟»، وقال: «لا يضرب الوجه».
695- حدثنا العباس بن الترقفي، ثنا عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه»، حدثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا أبو سلمة التبوذكي، ثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بمثله.

.باب ما يكره للعبيد من الإباق، وما في ذلك من الإثم:

696- حدثنا سعدان بن يزيد البزاز، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين (ح) وحدثنا علي بن حرب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن المغيرة بن شبل، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيما عبد أبق برئت منه الذمة».
697- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن منصور الأشل، قال: سمعت الشعبي يحدث، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العبد إذا أبق لم يقبل له صلاة حتى يرجع».
698- حدثنا علي بن حرب، ثنا القاسم بن يزيد، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيما عبد أبق إلى الشرك فقد حل دمه».
699- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، قال: سمعت الشعبي يحدث، عن جرير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أبق العبد لم يقبل له صلاة حتى يرجع».

.باب ما يذكر من قذف المحصنات:

700- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن فضيل بن غزوان، عن ابن أبي نعم، عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «من قذف مملوكه، وهو برئ مما قال، ضرب له يوم القيامة».
701- حدثنا أحمد بن عصمة أبو الفضل النيسابوري، ثنا إسحاق بن راهويه، أنبا جرير، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: سمع عبد الله بن عمرو، امرأة زنت وليدة لها، فقال: «والله لئن لم يجلدها في الدنيا، لتجلدن بها في يوم الجلد عليها أشد يوم القيامة». قال: فسمعت بذلك فأعتقتها، فقال: «لعل عتقها يكفر عنها ذلك».
702- حدثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا حسين بن محمد المروزي، ثنا أيوب بن عتبة، عن طيسلة بن علي، قال: سألت ابن عمر قلت: حدثني عن الكبائر، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكبائر: الإشراك بالله، وقذف المحصنة». فقلت: أقبل الدم؟ قال: نعم، وزعمنا: «وقتل النفس المؤمنة، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين».
703- حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا أبو الشيخ الحراني، ثنا موسى بن أعين، عن ليث، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة».
704- حدثنا علي بن داود القنطري، ثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن الحمصي، عن أبي طالب، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من زنى أمة ولم يرها تزني، جلده الله يوم القيامة بسوط من نار».