فصل: تفسير الآية رقم (24):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معالم التنزيل المشهور بـ «تفسير البغوي»



.تفسير الآية رقم (24):

{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} أي: ألن جانبك لهما واخضع. قال عروة بن الزبير: لن لهما حتى لا تمتنع عن شيء أحباه {مِنَ الرَّحْمَةِ} من الشفقة {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} أراد: إذا كانا مسلمين.
قال ابن عباس: هذا منسوخ بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة- 13].
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن يزيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن- يعني السلمي- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ إن شئت أو ضيع».
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الزراد أخبرنا أبو بكر محمد بن إدريس الجرجاني أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الماليني أخبرنا حسن بن سفيان حدثنا يحيى بن حبيب بن عدي حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد».
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب بن تمتام الضبي حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر».
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن باموية الأصفهاني أخبرنا أبو سعيد أحمد بن زياد البصري أخبرنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا ربعي بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أتى عليه شهر رمضان فلم يغفر له ورغم أنف رجل أدرك أبويه الكبر فلم يدخلاه الجنة».

.تفسير الآية رقم (25):

{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا (25)}
{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} من بر الوالدين وعقوقهما {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ} أبرارا مطيعين بعد تقصير كان منكم في القيام بما لزمكم من حق الوالدين وغير ذلك {فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ} بعد المعصية {غَفُورًا}.
قال سعيد بن جبير في هذه الآية: هو الرجل يكون منه البادرة إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير فإنه لا يؤاخذ به.
قال سعيد بن المسيب: الأواب: الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
قال سعيد بن جبير: الرجاع إلى الخير.
وعن ابن عباس قال: هو الرجاع إلى الله فيما يحزبه وينوبه.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: هم المسبحون، دليله قوله: {يا جبال أوبي معه} [سبأ- 10].
قال قتادة: هم المصلون.
قال عوف العقيلي: هم الذين يصلون صلاة الضحى.
أخبرنا أبو الحسن طاهر بن الحسين الروقي الطوسي أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون صلاة الضحى فقال: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى».
وقال محمد بن المنكدر: الأواب: الذي يصلي بين المغرب والعشاء.
وروي عن ابن عباس أنه قال: إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأولين.
فهو يؤوب وهو رجل آئب من سفره وأواب من ذنوبه.

.تفسير الآيات (26- 28):

{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا (28)}
قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} يعني صلة الرحم وأراد به: قرابة الإنسان وعليه الأكثرون.
عن علي بن الحسين: أراد به قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
{وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} أي: لا تنفق مالك في المعصية.
وقال مجاهد: لو أنفق الإنسان ماله كله في الحق ما كان تبذيرا ولو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا.
وسئل ابن مسعود عن التبذير فقال: إنفاق المال في غير حقه.
قال شعبة: كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة فأتى على باب دار بني بجص وآجر فقال: هذا التبذير.
وفي قول عبد الله: إنفاق المال في غير حقه. {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} أي: أولياؤهم والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم هو أخوهم {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} جحودا لنعمه. {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} نزلت في مهجع وبلال وصهيب وسالم وخباب كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في الأحايين ما يحتاجون إليه ولا يجد فيعرض عنهم حياء منهم ويمسك عن القول فنزل: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} انتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا} لينا وهي العدة أي: عدهم وعدا جميلا وقيل: القول الميسور أن تقول: يرزقنا الله وإياك.

.تفسير الآيات (29- 31):

{وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
{وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} قال جابر: إني صبي فقال: يا رسول الله إن أمي تستكسيك درعا ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قميصه فقال للصبي: من ساعة إلى ساعة يظهر فعد وقتا آخر فعاد إلى أمه فقالت: قل له إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم داره فنزع قميصه فأعطاه إياه وقعد عريانا فأذن بلال بالصلاة فانتظروه فلم يخرج فشغل قلوب أصحابه فدخل عليه بعضهم فرآه عريانا فأنزل الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} يعني: ولا تمسك يدك عن النفقة في الحق كالمغلولة يده لا يقدر على مدها. {وَلا تَبْسُطْهَا} بالعطاء {كُلَّ الْبَسْطِ} فتعطي جميع ما عندك {فَتَقْعُدَ مَلُومًا} يلومك سائلوك بالإمساك إذا لم تعطهم والملوم: الذي أتى بما يلوم نفسه أو يلومه غيره {مَحْسُورًا} منقطعا بك لا شيء عندك تنفقه يقال: حسرته بالمسألة إذا ألحفت عليه ودابة حسيرة إذا كانت كالة رازحة.
قال قتادة: {محسورا} نادما على ما فرط منك. {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ} يوسع {الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} أي: يقتر ويضيق {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} فقر {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يئدون بناتهم خشية الفاقة فنهوا عنه وأخبروا أن رزقهم ورزق أولادهم على الله تعالى: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} قرأ ابن عامر وأبو جعفر {خَطأ} بفتح الخاء والطاء مقصورا. وقرأ ابن كثير بكسر الخاء ممدودا وقرأ الآخرون بكسر الخاء وجزم الطاء ومعنى الكل واحد أي: إثما كبيرا.

.تفسير الآيات (32- 33):

{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا (32) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}
{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} وحقها ما روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس فيقتل بها».
{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} أي: قوة وولاية على القاتل بالقتل قاله مجاهد وقال الضحاك: سلطانه هو أنه يتخير فإن شاء استقاد منه وإن شاء أخذ الدية وإن شاء عفا.
{فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} قرأ حمزة والكسائي: {فلا تسرف} بالتاء يخاطب ولي القتيل وقرأ الآخرون: بالياء على الغائب أي: لا يسرف الولي في القتل.
واختلفوا في هذا الإسراف الذي منع منه فقال ابن عباس، وأكثر المفسرين: معناه لا يقتل غير القاتل وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا قتل منهم قتيل لا يرضون بقتل قاتله حتى يقتلوا أشرف منه.
وقال سعيد بن جبير: إذا كان القاتل واحدا فلا يقتل جماعة بدل واحد وكان أهل الجاهلية إذا كان المقتول شريفا لا يرضون بقتل القاتل وحده حتى يقتلوا معه جماعة من أقربائه.
وقال قتادة: معناه لا يمثل بالقاتل.
{إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} فالهاء راجعة إلى المقتول في قوله: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا} يعني: إن المقتول منصور في الدنيا بإيجاب القود على قاتله وفي الآخرة بتكفير خطاياه وإيجاب النار لقاتله هذا قول مجاهد.
وقال قتادة: الهاء راجعة إلى ولي المقتول معناه: أنه منصور على القاتل باستيفاء القصاص منه أو الدية.
وقيل في قوله: {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} إنه أراد به القاتل المعتدي يقول: لا يتعدى بالقتل بغير الحق فإنه إن فعل ذلك فولي المقتول منصور من قبلي عليه باستيفاء القصاص منه.

.تفسير الآيات (34- 36):

{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا (35) وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (36)}
{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ} بالإتيان بما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه. وقيل: أراد بالعهد ما يلتزمه الإنسان على نفسه.
{إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا} قال السدي: كان مطلوبا وقيل: العهد يسأل عن صاحب العهد فيقال: فيما نقضت كالمؤودة تسأل فيم قتلت؟ {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ} قرأ حمزة والكسائي وحفص {بالقسطاس} بكسر القاف والباقون بضمه وهما لغتان وهو الميزان صغر أو كبر أي: بميزان العدل وقال الحسن: هو القبان قال مجاهد: هو رومي وقال غيره: هو عربي مأخوذ من القسط وهو العدل أي: زنوا بالعدل {الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} أي: عاقبة. {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} قال قتادة: لا تقل: رأيت ولم تره وسمعت ولم تسمعه وعلمت ولم تعلمه.
وقال مجاهد: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم.
قال القتيبي: لا تتبعه بالحدس والظن. وهو في اللغة اتباع الأثر يقال: قفوت فلانا أقفوه وقفيته وأقفيته إذا اتبعت أثره وبه سميت القافية لتتبعهم الآثار.
قال القتيبي: هو مأخوذ من القفا كأنه يقفو الأمور أي: يكون في إقفائها يتبعها ويتعرفها.
وحقيقة المعنى: لا تتكلم أيها الإنسان بالحدس والظن.
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} قيل: معناه يسأل المرء عن سمعه وبصره وفؤاده.
وقيل: يسأل السمع والبصر والفؤاد عما فعله المرء.
وقوله: {كُلُّ أُولَئِكَ} أي: كل هذه الجوارح والأعضاء وعلى القول الأول يرجع {أولئك} إلى أربابها.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سعد بن أوس العبسي حدثني بلال بن يحيى العبسي أن شتير بن شكل أخبره عن أبيه شكل بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله علمني تعويذا أتعوذ به فأخذ بيدي ثم قال: «قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر مَنِيَّ» قال: فحفظتها قال سعد المني ماؤه.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا (37)}
{وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا} أي بطرا وكبرا وخيلاء وهو تفسير المشي فلذلك أخرجه على المصدر، {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ} أي لن تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا} أي لا تقدر أن تطاول الجبال وتساويها بكبرك. معناه: أن الإنسان لا ينال بكبره وبطره شيئا كمن يريد خرق الأرض ومطاولة الجبال لا يحصل على شيء.
وقيل: ذكر ذلك لأن من مشى مختالا يمشي مرة على عقبيه ومرة على صدور قدميه فقيل له: إنك لن تنقب الأرض إن مشيت على عقبيك ولن تبلغ الجبال طولا إن مشيت على صدور قدميك.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليب حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مشى يتكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب».
أخبرنا أبو محمد الجرجاني أخبرنا أبو القاسم الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليم حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث».