فصل: سورة الغاشية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معالم التنزيل المشهور بـ «تفسير البغوي»



.سورة الغاشية:

مكية.

.تفسير الآيات (1- 3):

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيث الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3)}
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} يعني: قد أتاك حديث القيامة، تغشى كل شيء بالأهوال.
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} يعني: يوم القيامة {خَاشِعَة} ذليلة.
{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} قال عطاء عن ابن عباس: يعني الذين عملوا ونصبوا في الدنيا على غير دين الإسلام من عَبَدَة الأوثان وكفار أهل الكتاب، مثل الرهبان وغيرهم، لا يقبل الله منهم اجتهادًا في ضلالة، يدخلون النار يوم القيامة، وهو قول سعيد بن جبير، وزيد بن أسلم. ومعنى النَّصبَ: الدأب في العمل بالتعب.
وقال عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في الآخرة في النار.
وقال بعضهم: عاملة في النار ناصبة فيها. قال الحسن: لم تعمل لله في الدنيا، فأعملها وأنصبها في النار بمعالجة السلاسل، والأغلال. وبه قال قتادة، وهي رواية العوفي عن ابن عباس.
قال ابن مسعود: تخوض في النار كما تخوض الإبل في الوحل.
وقال الكلبي: يَجرُّون على وجوههم في النار.
وقال الضحاك: يكلفون ارتقاء جبل من حديد في النار والكلام خرج على الوجوه والمراد منها أصحابها.

.تفسير الآيات (4- 6):

{تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ (6)}
{تَصْلَى نَارًا} قرأ أهل البصرة وأبو بكر: {تُصلى} بضم التاء اعتبارًا بقوله: {تسقى من عين آنية} وقرأ الآخرون بفتح التاء {نَارًا حَامِيَةً} قال ابن عباس: قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله.
{تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} متناهية في الحرارة قد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها وِرْدًا عطاشًا. قال المفسرون: لو وقعت منها قطرة على جبال الدنيا لذابت. هذا شرابهم ثم ذكر طعامهم فقال: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ} قال مجاهد وعكرمة وقتادة: هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض، تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموها الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه. وهو رواية العوفي عن ابن عباس. قال الكلبي: لا تقربه دابة إذا يبس.
قال ابن زيد: أما في الدنيا فإن الضريع الشوك اليابس الذي يبس له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار وجاء في الحديث عن ابن عباس: «الضريع: شيء في النار شبه الشوك أمرُّ من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حرًا من النار».
وقال أبو الدرداء، والحسن: إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بالضريع، ثم يستغيثون فيغاثون بطعام ذي غُصَّة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء، فيستسقون، فيعطشهم ألف سنة، ثم يسقون من عين آنية شربة لا هنيئة ولا مريئة، فلما أدنوه من وجوههم، سلخ جلود وجوههم وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله عز جل: {وسُقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} [محمد- 15].

.تفسير الآيات (7- 17):

{لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قال المفسرون: فلما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، وكذبوا في ذلك، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطبا، وتسمى شبرقًا فإذا يبس لا يأكله شيء. فأنزل الله: {لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}.
ثم وصف أهل الجنة فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} قال مقاتل: في نعمة وكرامة.
{لِسَعْيِهَا} في الدنيا {رَاضِيَةٌ} في الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها. {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} لغو وباطل، قرأ أهل مكة والبصرة: {لا يُسْمَع} بالياء وضمها، {لاغيةٌ} رفع. وقرأ نافع {لا تُسمع} بالتاء وضمها، {لاغية} رفع، وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها {لاغية} بالنصب على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} قال ابن عباس: ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت، مرتفعة ما لم يجيء أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى مواضعها.
{وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} عندهم، جمع كوب، وهو الإبريق الذي لا عروة له.
{وَنَمَارِقُ} وسائد ومرافق {مَصْفُوفَةٌ} بعضها بجنب بعض، واحدتها نُمْرُقَة بضم النون.
{وَزَرَابِيّ} يعني البسط العريضة. قال ابن عباس: هي الطنافس التي لها خمل واحدتها زَرْبِيَّة، {مَبْثُوثَةٌ} مبسوطة، وقيل متفرقة في المجالس.
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} قال أهل التفسير: لما نعت الله تعالى في هذه السورة ما في الجنة عجب من ذلك أهل الكفر وكذبوه، فذكرَّهم الله تعالى صنعه فقال: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ} من بين سائر الحيوانات {كَيْفَ خُلِقَتْ} وكانت الإبل من عيش العرب لهم فيها منافع كثيرة، فلما صنع لهم ذلك في الدنيا صنع لأهل الجنة فيها ما صنع.
وتكلمت الحكماء في وجه تخصيص الإبل من بين سائر الحيوانات؛ فقال مقاتل: لأنهم لم يروا بهيمة قط أعظم منها، ولم يشاهد الفيل إلا الشاذ منهم.
وقال الكلبي: لأنها تنهض بحملها وهي باركة.
وقال قتادة: ذكر الله تعالى ارتفاع سُرُرِ الجنة وفُرُشِها، فقالوا: كيف نصعدها فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وسئل الحسن عن هذه الآية، وقيل له: الفيل أعظم في الأعجوبة؟ فقال: أما الفيل فالعرب بعيدة العهد بها. ثم هو لا خير فيه لا يركب ظهرها ولا يؤكل لحمها ولا يحلب درها، والإبل أعز مال للعرب وأنفسها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن.
وقيل: إنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الضعيف، حتى إن الصبي الصغير يأخذ بزمامها فيذهب بها حيث شاء، وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا إلى كناسة اسطبل حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت.

.تفسير الآيات (18- 20):

{وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
{وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} عن الأرض حتى لا ينالها شيء بغير عمد.
{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} على وجه الأرض مرساة لا تزول.
{وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} بسطت قال عطاء عن ابن عباس: هل يقدر أحد أن يخلق مثل الإبل، أو يرفع مثل السماء، أو ينصب مثل الجبال، او يسطح مثل الأرض غيري؟.

.تفسير الآيات (21- 26):

{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}
{فَذَكِّر} أي: عظ يا محمد {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} بمسلَّط فتقتلهم وتكرههم على الإيمان. نسختها آية القتال.
{إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} استثناء منقطع عما قبله، معناه: لكن من تولى وكفر بعد التذكير.
{فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ} وهو أن يدخله النار وإنما قال: {الأكبر} لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والقتل والأسر.
{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} رجوعهم بعد الموت، يقال آب يؤب أَوْبًا وإِيَابًا، وقرأ أبو جعفر: {إيابهم} بتشديد الياء، وهو شاذ لم يُجِزْه أحد غير الزجَّاج فإنه قال يقال: أيَبَ إِيَّابَا، على: فعل فيعالا.
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} يعني جزاءهم بعد المرجع إلى الله عز وجل.

.سورة الفجر:

مكية.

.تفسير الآيات (1- 3):

{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
{وَالْفَجْرِ} أقسم الله عز وجل بالفجر، روى أبو صالح عن ابن عباس قال: هو انفجار الصبح كل يوم وهو قول عكرمة، وقال عطية عنه: صلاة الفجر. وقال قتادة: هو فجر أول يوم من المحرم، تنفجر منه السَّنة. وقال الضحاك: فجر ذي الحجة لأنه قرنت به الليالي العشر.
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} روي عن ابن عباس: أنها العشر الأوَل من ذي الحجة. وهو قول مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، والكلبي.
وقال أبو روق عن الضحاك: هي العشر الأواخر من شهر رمضان.
وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال: هي العشر الأوائل من شهر رمضان.
وقال يمان بن رباب: هي العشر الأول من المحرم التي عاشِرُها يوم عاشوراء.
{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قرأ حمزة، والكسائي: {الوِتْر} بكسر الواو، وقرأ الآخرون بفتحها،
واختلفوا في الشفع والوتر. قيل: الشفع: الخلق، قال الله تعالى: {وخلقناكم أزواجًا} والوَتْر هو الله عز وجل. روي ذلك عن ابن مسعود وعن أبي سعيد الخدري، وهو قول عطية العوفي.
وقال مجاهد ومسروق: الشفع الخلق كله، كما قال الله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} [الذاريات- 49] الكفر والإيمان، والهدى والضلالة، والسعادة والشقاوة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والبر والبحر، والشمس والقمر، والجن والإنس، والوتر هو الله عز وجل، قال الله تعالى: {قل هو الله أحد} [الإخلاص- 1].
قال الحسن وابن زيد: الشفع والوتر الخلق كله، منه شفع، ومنه وتر.
وروى قتادة عن الحسن قال: هو العدد منه شفع ومنه وتر. وقال قتادة: هما الصلوات منها شفع ومنها وتر. وروى ذلك عن عمران بن حصين مرفوعا، وروى عطية عن ابن عباس: الشفع صلاة الغداة، والوتر صلاة المغرب.
وعن عبد الله بن الزبير قال: الشفع يوم النفر الأول، والوتر يوم النفر الأخير. روي أن رجلا سأله عن الشفع والوتر والليالي العشر؟ فقال: أما الشفع والوتر: فقول الله عز وجل: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه} [البقرة- 203] فهما الشفع والوتر، وأما الليالي العشر: فالثمان وعرفة والنحر.
وقال مقاتل بن حيان: الشفع الأيام والليالي، والوتر اليوم الذي لا ليلة بعده وهو يوم القيامة.
وقال الحسين بن الفضل: الشفع درجات الجنة لأنها ثمان، والوتر دركات النار لأنها سبع، كأنه أقسم بالجنة والنار.
وسئل أبو بكر الوراق عن الشفع والوتر فقال: الشفع تضاد أخلاق المخلوقين من العز والذل، والقدرة والعجز، والقوة والضعف، والعلم والجهل، والبصر والعمى، والوتر انفراد صفات الله عِزٌ بلا ذُل، وقدرة بلا عجز، وقوة بلا ضعف، وعلم بلا جهل، وحياة بلا ممات.

.تفسير الآيات (4- 7):

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)}
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} أي إذا سار وذهب كما قال تعالى: {والليل إذ أدبر} [المدثر- 33] وقال قتادة: إذا جاء وأقبل، وأراد كل ليلة.
وقال مجاهد وعكرمة والكلبي: هي ليلة المزدلفة.
قرأ أهل الحجاز، والبصرة: {يسري} بالياء في الوصل، ويقف ابن كثير ويعقوب بالياء أيضًا، والباقون يحذفونها في الحالين، فمن حذف فلِوِفَاق رءوس الآي، ومن أثبت فلأنها لام الفعل، والفعل لا يحذف منه في الوقف، نحو قوله: هو يقضي وأنا أقضي. وسئل الأخفش عن العلة في سقوط الياء؟ فقال: الليل لا يسري، ولكن يسرى فيه، فهو مصروف، فلما صرفه بخسه حقه من الإعراب، كقوله: {وما كانت أمك بغيًا} ولم يقل: بغية لأنها صرفت من باغية.
{هَلْ فِي ذَلِكَ} أي فيما ذكرت {قَسَم} أي: مقنع ومكتفى في القسم {لِذِي حِجْرٍ} لذي عقل سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عمّا لا يحل ولا ينبغي، كما يسمى عقلا لأنه يعقله عن القبائح، ونُهى لأنه ينهى عما لا ينبغي وأصل الحَجْر المنع: وجواب القسم قوله: {إن ربك لبالمرصاد} واعترض بين القسم وجوابه قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ} قال الفَّراء: ألم تُخْبرَ؟ وقال الزجاج: ألم تعلم؟ ومعناه التعجب. {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَم} يخوف أهل مكة، يعني: كيف أهلكهم، وهم كانوا أطول أعمارًا وأشد قوة من هؤلاء. واختلفوا في إرم ذات العماد، فقال سعيد بن المسيب: {إرم ذات العماد} دمشق، وبه قال عكرمة.
وقال القرظي هي الإسكندرية، وقال مجاهد: هي أمَّة. وقيل: معناها: القديمة.
وقال قتادة، ومقاتل: هم قبيلة من عاد قال مقاتل: كان فيهم الملك، وكانوا بمَهَرَة وكان عاد أباهم، فنسبهم إليه، وهو إرم بن عاد بن إرم بن سام بن نوح.
وقال محمد بن إسحاق: هو جد عاد، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
وقال الكلبي: {إرم} هو الذي يجتمع إليه نسب عاد وثمود وأهل الجزيرة، كان يقال: عاد إرم، وثمود إرم، فأهلك الله عادًا ثم ثمود، وبقي أهل السواد والجزيرة، وكانوا أهل عُمُدٍ وخيام وماشية سيارة في الربيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، وكانوا أهل جنان وزروع، ومنازلهم بوادي القرى، وهي التي يقول الله فيها: