فصل: تابع باب اللام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم القواعد ***


تابع باب اللام

لَمَّا الاسْتِثْنَائِيَة‏:‏

قَد تكونُ ‏"‏لمَّا‏"‏ حَرْفَ استِثنَاء بِمَعنى ‏"‏إِلاَّ‏"‏ فَتدْخُل على الجُملةِ الاسمِيَّة نحو‏:‏ ‏{‏إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏4‏"‏ من سورة الطارق ‏"‏86‏"‏‏)‏‏.‏ أي إلاَّعليها حافِظٌ، وعلى المَاضِي لَفْظًا لا مَعْنى نحو ‏"‏أنشُدُك اللَّهَ لَمَّا فَعَلتَ‏"‏‏.‏ أيْ ما أَسْألُك إلاَّ فِعْلَكَ‏.‏

لَمَّا الجازِمَة‏:‏

تَختَصُّ بالمضَارِعِ فَتَجْزِمُه وتشتركُ معَ ‏"‏لمْ‏"‏ بالحَرْفِيَّة والنَّفي والجزمِ والقَلْبِ للمُضِيِّ، وجوَازِ دُخُولِ همزَةِ الاستفهامِ عَلَيهما، وتنفردُ ‏"‏لَمَّا‏"‏ الجَازِمَة بِخَمسَةِ أمُور‏:‏

‏(‏أ‏)‏ جَوَازِ حَذْفِ مَجْزُومها والوقْفِ عَلَيها في الاخْتيارِ نحو ‏"‏قَرُبَ خَالدٌ مِنَ المدِينَةِ وَلَمَّا‏"‏ أي ولمَّا يَدخلْها بَعْدُ‏.‏

‏(‏ب‏)‏ جوازُ تَوَقُّعِ ثُبُوتِ مَجْزُومِها نحو‏:‏ ‏{‏بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏8‏"‏ من سورة ص ‏"‏38‏"‏‏)‏‏.‏ أي إلى الآن مَا ذَاقُوه، وسَوفَ يَذُوقُونَهُ، ومن ثَمَّ امْتَنع أن يقال‏:‏ ‏"‏لَمَّا يَجمع الضِّدَّان‏"‏ لأنهما لا يجتمهان أبدًا‏.‏

‏(‏جـ‏)‏ وجُوبُ اتَّصالِ نَفْيِ مَنفيّها إلى النطق كقول المُمَزَّق العَبْدي‏:‏

فإنْ كنتُ مأكولًا فكنْ خير آكلٍ *** وإلاّ فَأدْرِكْني وَلَمَّا أُمَزَّقِ

‏(‏د‏)‏ أنَّها لا تَقْترن بأداةِ الشَّرطِ لا يُقال‏:‏ ‏"‏إن لمَّا تَقُمْ‏"‏ ويقال ‏"‏إن لم‏"‏ وفي القرآن الكريم ‏{‏وإنْ لمْ تَفْعَلْ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏69‏"‏ من سورة المائدة ‏"‏5‏"‏‏)‏‏.‏

لمَّا الحينيَّة‏:‏

‏(‏ومن النحاة من جعل الظرفية أو الحينية هذه حرفَ وُجودٍ لوُجود وتعصَّب لهذا الرأي ابن هشام ودلَّلَ عليه في كتابه ‏"‏شرح قَطر النّدى‏"‏‏)‏ وهي الظَّرفيَّة، وتَخْتَصُّ بالمَاضي، ويكون جَوابُها فِعْلًا ماضيًا، نحو‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إلى البَرِّ أَعْرَضْتُمْ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏67‏"‏ من سورة الإسراء ‏"‏17‏"‏‏)‏‏.‏ أو جُمْلَةً اسميَّة مَقْرُنَةً بـ ‏"‏إذا‏"‏ الفُجَائِيّة نحو‏:‏ ‏{‏فَلمَّا نَجَّاهُمْ إلى البَرِّ إذا هُمْ يُشْرِكُون‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏65‏"‏ من سورة العنكبوت ‏"‏29‏"‏‏)‏‏.‏ أو بالفَاء نحو‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا نَجَّاهُم إلى البَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏32‏"‏ من سورة لقمان ‏"‏31‏"‏‏)‏‏.‏ أوفِعْلًا مُضارِعًا عِنْدَ بعضِهم نحو‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَهيمَ الرَّوعَ وجَاءَتْهُ البُشْرَى يُجَادِلنَا‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏74‏"‏ من سورة هود ‏"‏11‏"‏‏)‏‏.‏ وهو مُؤَوَّلٌ بجادَلَنا‏.‏ وقد يُحذَفُ جَوابها كما في قوله تَعالى‏:‏ ‏{‏فَلمَّا ذَهَبُوا به وأجْمَعُوا أن يَجْعلُوه في غَيَابَةِ الجُبِ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏15‏"‏ من سورة يوسف ‏"‏12‏"‏‏)‏‏.‏ أي فَعلُوا به ما فَعَلوا من الأذى‏.‏ قال سيبويه‏:‏ أَعْجَبُ الكلماتِ كَلِمةُ ‏"‏لَمَّا‏"‏ إن دَخَلَت على المَاضي تَكون ظَرفًَا، وإنْ دَخَلَتْ على المُضارِع تَكون حرفًا، وإنْ دَخَلَتْ لا على المُضارِع ولا على المَاضي تكون بمعنى ‏"‏إلاَّ‏"‏ وأمْثَالُهَا كلُّها تَقَدَّمت‏.‏

لَنْ‏:‏

هِيَ حَرْفُ نَفيٍ وَنَصْبٍ واستِقْبال، وإنَّما تَقعُ على الأَفْعالِ نَافِيةً لِقَولِكَ‏:‏ سَيَفْعل، ولا تَقْتَضِي تَأبِيدَ النَّفي ولا تَوْكِيدَه ‏(‏بخلاف قول الزمخشري‏)‏‏.‏ بِدَلِيل قولِه تَعَالى‏:‏ ‏{‏فَلَنْ أُكَلَّمَ اليَومَ إنْسِيًّا‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏26‏"‏ من سورة مريم ‏"‏19‏"‏‏)‏‏.‏ فكلمة ‏"‏اليَومَ‏"‏ تنفي التّاييد‏.‏

وقَد تأتي للدُّعَاء نحو قول الأعْشَى‏:‏

لَنْ تَزالُوا كَذَلِكُمُ ثُمَّ لا زِلْ *** تُ لكمُ خالِدًا خُلودَ الجِبَالِ

ويَقُول المُبَرِّدُ وسيبويه‏:‏ ولا تَتَّصِلُ بالقَسَم، كما لم تَتَّصل به سَيَفْعَل، ويَقُول ابن هِشام في المغني‏:‏ وتَلَقِّي القَسَمِ بها نَادِرٌ جِدًّا كقول أبي طالب‏:‏

واللّهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيكَ بِجَمْعِهِم *** حتى أُوَسَّدَ في التُرابِ دَفِينا

اللَّهُمَّ‏:‏

أصلُها‏:‏ يا اللّه حُذِفَ منها حَرْفُ النِّداءِ، وعُوِّضَ عنه الميمُ المشَدَّدَةُ‏.‏

ولا يجوظ عند سيبويه أنْ يُوصَفَ، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل اللهمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ‏}‏ إنما هو نِدَاءٌ آخر، وخَالفَهُ المبرِّدُ ورأى أنَّه يُوصَف والآيةُ دليلة‏.‏

وقَد يُجْمَعُ بينَ المِيمِ المُشَدَّدَة وحَرْف النداء قَلِيلًا كقولِ أبي خِراش الهُذَلي‏:‏

إنِّي إذا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا *** دَعَوتُ يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا

والأقربُ أنَّه للضَّرورة ‏(‏= النداء‏)‏‏.‏

اللَّهُمَّ إلاَّ أن يَكونَ كَذا‏:‏

الشَّائع استعمال ‏"‏اللَّهُمَّ‏"‏ في الدُّعاء، والميمُ فيها عِوَضٌ عَن حَرْفِ النِّداءِ، تَعْظِيمًا وتَفْخِيمًا، كما مرَّ قَرِيبًا، ولذلك لا يُوصَفُ، ثُمَّ إنَّهُم قَد يأْتُون بـ ‏"‏اللهم‏"‏ قبل الاسْتِثناء، إذا كان الاستِثناء نادِرًا غريبًا، كأنَّهم لِنُدُورِهِ اسْتَظْهَرُوا باللَّهِ في إثباتِ وُجُودِهِ، وهُو كثيرٌ في كلامِ الفصَحَاءِ‏.‏ والغَرَضُ أنَّ المُسْتَثْنَى مُسْتَعَانٌ باللَّهِ تعالى في تَحْقِيقِه تَنبيهًا على نُدْرَتِه وأنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِالاسْتِثْنَاءِ إلاَّ بعدَ التَّفْويضِ للَّهِ تعالى‏.‏

لَوْ‏:‏

تأتي ‏"‏لَو‏"‏ على خَمْسَةِ أَقْسام‏:‏

‏(‏1‏)‏ التَّقْليل‏.‏

‏(‏2‏)‏ التَّمَني‏.‏

‏(‏3‏)‏ الشَّرْطِية‏.‏

‏(‏4‏)‏ العَرْض‏.‏

‏(‏5‏)‏ المَصْدريَّة‏.‏

وإليكَهَا بهذا الترتيب‏:‏

لَوْ للتَّقليل‏:‏

مِثالُ التَّقليل في ‏"‏لَوْ‏"‏‏:‏ ‏"‏تَصَدَّقُوا ولو بِظِلْفٍ مُحَرَّق‏"‏‏.‏ وهي حِينَئِذٍ حَرْفُ تَقْليلٍ لا جوابَ له‏.‏

لَوْ للتمنِّي‏:‏

مِثَالُها‏:‏ ‏"‏لَو تحْضُرُ فَنَأْنَسَ بِكَ‏"‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَو أنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏167‏"‏ من سورة البقرة ‏"‏2‏"‏‏)‏‏.‏ ولهذا نُصبَ ‏{‏فَنَكُونَ‏}‏ في جوابها، وهذه لا تَحتَاج إلى جوابٍ كجوابِ الشَّرطِ، ولكن قد يُؤتى لها بجَوَاب مَنْصوب كجواب ‏"‏لَيْتَ‏"‏ ‏(‏أي بمضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية لتقدم التمني بحرف ‏"‏لو‏"‏ كما هي الحال بـ ‏"‏ليت‏"‏‏)‏‏.‏

لَوْ الشّرْطيَّة‏:‏

‏(‏‏"‏لو‏"‏ هذه هي التي شهرت بأنها حرف امتناع لامتناع‏)‏‏.‏

-1 هي قسمان‏:‏

‏(‏الأوَّل‏)‏ أن تكُونَ للتَّعْلِيق في المُسْتَقبَل فَتُرَادِفُ ‏"‏إن‏"‏ الشَّرْطِية كقولِ ‏'‏بي صَخْرٍ الهُذَلي‏:‏

وَلَوْ تَلْتَقِي أصْدَاؤُنا بعدَ مَوْتِنا *** ومِنْ دُونِ رَمْسَيْنا مِن الأرض سَبْسَبُ

لَظَلَّ صَدَى صَوتِي وإنْ كُنْتُ رِمَّةً *** لِصَوتِ صَدَى ليْلى يَهَشُّ ويَطْرَبُ

‏(‏الصدى‏:‏ تَرجيع الصوت من الجَبَل ونحوه، والرمس‏:‏ القَبر أو تُرَابه، والسَّبْسَب‏:‏ المَفَازَة، والرِّمة‏:‏ العِظَام البَالِية، ويَهَش‏:‏ يَرْتاح‏)‏‏.‏

وإذا وَلِيَها مَاضٍ أُوِّلَ بالمستقبل نحو ‏{‏وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيةً ضِعَافًا خافُوا عَلَيهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّه‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏9‏"‏ من سورة النساء ‏"‏4‏"‏‏)‏‏.‏ أو مضَارع تَخَلَّصَ للاسْتِقْبَال، كما في ‏"‏إن‏"‏ الشَّرْطِيّة نحو‏:‏

لا يُلْفِكَ الرَّاجوكَ إلاَّ مُظْهِرًا *** خُلُقَ الكِرَامِ وَلَوْ تكونُ عديما

‏(‏حذفت ياءُ يلفيك للضرورة، أو إن ‏"‏لا‏"‏ هي الناهية‏)‏‏.‏

‏(‏الثّاني‏)‏ أنْ تكونَ للتَّعْليق في المَاضي وهُو أكثرُ اسْتِعْمالاتِها، وتَقْتَضِي لُزُومَ امتِنَاع شَرطِها لامتِناع جَوابِها إن لم يَكُنْ له سَبَبٌ غيرُ الشَّرْط، نحو‏:‏ ‏{‏ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بها‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏176‏"‏ من سورة الأعراف ‏"‏7‏"‏‏)‏‏.‏ و ‏"‏لوكَانَتِ الشَّمسُ طَالِعَةً كان النَّهارُ مَوْجُودًا‏"‏ وقَاعِدَة ‏"‏لَوْ‏"‏ هذه أنَّها إذا دَخَلت على ثُبُوتِيَّين كانا مَنْفِيَّين، تقول‏:‏ ‏"‏لو جاءَني لأَكْرَمتُه‏"‏ والمُراد‏:‏ فَما جَاءَني ولا أكرمتُه، وإذا دَخَلَت على مَنْفِيَّين كانَا ثُبُوتِيَّين، نحو‏:‏ ‏"‏لَوْ لَمْ يَجِدَّ في العِلمِ لَمَا نَال منه شَيئًا‏"‏ والمراد‏:‏ أنَّه جدَّ ونَال من العلم‏.‏ وإذا دَخَلَت على نفي وثبوت كان النَّفي ثُبُوتًا، والثُبُوتُ نفيًا، تقول‏:‏ ‏"‏لَوْ لَم يَهْتَمَّ بِأمْرِ دُنْيَاهُ لَعَاشَ عَالَةً على النّاسِ‏"‏ والمعنى‏:‏ أنه اهتَمَّ بأمر دُنيَاهُ ولَمْ يَعِشْ عَالَةً‏.‏ وإن كان لِجَوابِ ‏"‏لَوْ‏"‏ سَبَبٌ غَيْرُ الشَّرْطِ لم يَلْزَم امتِناعُه ولا ثُبوتُه ومنه الأَثَرُ المروِي عَنْ عُمَرَ‏:‏ ‏"‏نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَمْ يَخفِ اللَّهَ لَمْ يَعْصِهِ‏"‏ ‏(‏المراد‏:‏ أن صهيبًا لو قُدِّر خُلوُّه من الخَوفِ لم تَقَع مِنه مَعصيةٌ، فكيفَ والخوفُ حاصِلٌ منه، لأن انتفاء العِصْيان له سَبَبَان‏:‏ خَوفُ العقاب والإجلال والإعظام للّه، ويلاحِظُ مثلَ ذلك صُهيب‏)‏‏.‏

وإذا وَلِيَها مُضَارِعٌ أُوِّلَ بالمُضي، نحو ‏{‏لَوْ يُطِيعُكُمْ في كَثيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّم‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏7‏"‏ من سورة الحجرات ‏"‏49‏"‏‏)‏‏.‏

-2 اختِصَاص ‏"‏لو‏"‏ بالفعل‏:‏ تَخْتَصُّ ‏"‏لَوْ‏"‏ مُطْلَقًا بالفعل، ويَجوزُ أن يَلِيَها قَليلًا‏:‏ اْسمٌ مَعْمولٌ لفِعْلٍ محذوفٍ وُجُوبًا يفَسِّرُه ما بَعدَه، إمَّا مَرفُوعٌ كقول الغَطَمَّشِ الضَّبيِّ‏:‏

أَخِلاَّيَ لَوْ غَيرُ الحِمَامِ أصابَكُمْ *** عَتِبْتُ ولكنْ ما عَلى الدَّهْرِ مَعْتَبُ

وقولِهم في المثَل‏:‏ ‏"‏لَوْ غَيرُ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَتني‏"‏ ‏(‏قاله حاتم الطائي، وكان قد أُسِر فَلَطَمته جاريةٌ من جَواري الحي الذي أُسِرَ فيه، ويَضربُ للوضيع يُهين الشريف‏)‏‏.‏

أو مَنْصوب نحو ‏"‏لَوْ محمدًا رَايتُهُ أكرَمتُهُ‏"‏، أو خبر لـ ‏"‏كانَ‏"‏ محذوفة مع اسمها نحو ‏"‏اِلْتَمِسْ وَلَو حاتَمًا مِن حَديد‏"‏ أي ولو كان المُلْتَمَسُ خاتَمًا ويليها كثيرًا ‏"‏أنَّ‏"‏ وصِلَتُها، نحو ‏{‏وَلَوْ أنَّهُم صَبَرُوا‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏5‏"‏ من سورة الحجرات ‏"‏49‏"‏‏)‏‏.‏ والمصدر المؤوَّل فاعل بـ ‏"‏ثبت‏"‏مقدر، أي ولو ثَبَتَ صَبْرُهم، ومثلُه قولُ تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل‏:‏

ما أنعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتَى حَجَرٌ *** تَنبُو الحَوَادثُ عَنه وهو مَلْمُومُ

أي لَو ثَبَتَتْ حجَرِيَّتُه‏.‏

-3 جَوات ‏"‏لو‏"‏ الشرطيّة‏:‏ جَوابُ ‏"‏لو‏"‏ إمَّا مَاضٍ مَعْنىً، نحو ‏"‏لَوْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ لَمْ يَعْصِهِ‏"‏ أو وَضعًا، وهو‏:‏ إما مُثْبَتٌ فاقتِرانُهُ باللاَّم أكثَرُ نحو ‏{‏لَو نَشَاءُ لَجَعَلناه حُطامًا‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏65‏"‏ من سورة الواقعة ‏"‏56‏"‏‏)‏، ومن القَليل‏:‏ ‏{‏لَوْ نَشَاءُ جَعَلناهُ أُجَاجًَا‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏70‏"‏ من سورة الواقعة ‏"‏56‏"‏‏)‏‏.‏ وإمَّا نَفي بـ ‏"‏ما‏"‏ فالأمْرُ بالعكس نحو ‏{‏وَلَو شَاء رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏112‏"‏ من سورة الأنعام ‏"‏6‏"‏‏)‏‏.‏ وقول الشاعر‏:‏

وَلَو نُعْطَى الخِيارَ لَما افترَقْنا *** ولكن لا خِيَار مَعَ اللَّيالي

وقد يُلْغَى خبرُ ‏"‏لَو‏"‏ اكتِفَاءً بما يَدُلُّ عليه الكلام وثِقَةً بفهمِ المُخاطَب، وذلك من سُنَن العرب، كقولِ امرئ القيس‏:‏

وَجَدِّكَ لو شَيءٌ أَتَانا رسولُه *** سِواك، ولكن لَمْ نَجِد لكَ مَدفَعا

والمعنى‏:‏ لو أتانا رسولٌ سِواك لَدَفعناه‏.‏ وفي القرآن الكريم‏:‏ ‏{‏لَو أنَّ لي بكُم قوةً أو آوِي إلى رُكنٌ شديد‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏80‏"‏ من سورة هود ‏"‏11‏"‏‏)‏، وفي ضمنه‏:‏ لَكُنْتُ أكُفُّ أَذاكم عَني، ونحو ‏{‏كلاَّ لَو تَعْلَمُون عِلْمَ اليَقين‏}‏، وفي كلام اللَّه من هذا كثير‏.‏

لَوْ للعَرْض‏:‏

مِثالُها ‏"‏لَوْ تَنْزِلُ عِنْدَنا فتصيبَ خَيرًا‏"‏ ولا جَوابَ له والفَاء بعدَها فَاءُ السَّببيّة لأنَّ العَرْضَ من الطلب‏.‏

لَوْ المصدَرِية‏:‏

تُرادِفُ ‏"‏أنْ‏"‏ وأَكثَرُ وقُوعِها بعدَ ‏"‏وَدَّ‏"‏ نحو ‏{‏وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏9‏"‏ من سورة القلم ‏"‏68‏"‏‏)‏ أو ‏"‏يوَدُّ‏"‏ نحو ‏{‏يَوَدُّ أَحَدُهُمُ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفُ سَنَةٍ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏96‏"‏ من سورة البقرة ‏"‏2‏"‏‏)‏ وتقديره‏:‏ يوَدُّ الإدهان ويودُّ التعمير‏.‏

ومن القليل قَول قُتَيلةَ أختِ النّضرِ بن الحلرث الأسدية‏:‏

ما كان ضَرَّكَ لَو مَنَنْتَ ورُبَّما *** مَنَّ الفَتَى وهُوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ

وإذا وَلِيَها المَاضِي بَقِيَ عَلى مُضِيِّه، أو المضارِعُ تَخَلَّصَ للاسْتِقْبَال، كما أنّ ‏"‏أَنْ‏"‏ المصدرية كذلك‏.‏

لَولا ولَومَا‏:‏

لهذينِ الحَرفَين استعمالان‏:‏

أحَدُهُما‏:‏ أَن يدُلا على امتِناع جَوابِهِما لوُجود تَاليهما فَيَخْتَصَّان بالجُملِ الاسمية، نحو‏:‏ ‏{‏لَولاَ أَنتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏31‏"‏ من سورة سبأ ‏"‏34‏"‏‏)‏، وقول الشاعر‏:‏

لَولا الإصاخَة للوشاةِ لكانَ لي *** من بعدِ سُخطِكَ في الرِّضاءِ رَجاءُ

والاسمُ المبتَدأ بعدَ ‏"‏لولا‏"‏ الامتناعية يَجِبُ حذفُ خَبَرِهِ، لأنه مَعْلومٌ بمُقتضى مَعنى ‏"‏لولا‏"‏‏.‏

‏(‏=الخبر ‏"‏14‏"‏‏)‏‏.‏

والمَدْلُولُ على امْتِناعِه هو الجَوابُ، والمَدلُولُ على ثُبوته هو المُبْتدأ، وقد يُحذَفُ جَوابُ ‏"‏لَولا‏"‏ للتَّعْظيم وذلكَ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولَوْلاَ فَضْلُ اللَّه عَلَيكُم ورحمتُه وأنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكيم‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏10‏"‏ من سورة النور ‏"‏24‏"‏‏)‏‏.‏

الثّاني‏:‏ أنْ يَدُلاَّ على التَّحضِيضِ فَيَخْتَصَّان بالفِعْلِيَّة نحو ‏{‏لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْنَا المَلائِكَةُ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏21‏"‏ من سورة الفرقان ‏"‏25‏"‏‏)‏، ‏{‏لَوْمْا تَأتِينَا بِالملاَئِكَةِ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏7‏"‏ من سورة الحجر ‏"‏15‏"‏‏)‏‏.‏

ويُسَاوِيهِما في التَّحضِيضِ والاخْتِصَاص بالأفْعال ‏"‏هَلاَّ وأَلاَّ وَأَلا‏"‏‏.‏ وقَدْ يَلي حَرفَ التَّحْضِيضِ اسمٌ مَعْمولٌ لِفعلٍ‏:‏ إمَّا مُضْمَـرٌٍ كالحديث‏:‏ ‏"‏فَهَلاَّ بِكرًا تُلاَعِبُها وتُلاَعِبُك‏"‏‏.‏ أي فَهَلاَّ تَزَوَّجْتَ بِكرًا‏.‏

وإمَّا مُظْهَر مُؤَخَّر نحو ‏{‏وَلَولاَ إذ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏7‏"‏ من سورة النور ‏"‏24‏"‏‏)‏ أي هَلاَّ قُلْتُم إذ سَمِعْتُمُوهُ‏.‏

ولو قُلتَ بالتَّحضِيض ‏"‏لَولا زَيدًا‏"‏ على إضمار الفِعل، ولا تَذْكُره، جَازَ، أي لَوْلا زَيدًا ضَرَبتَهُ، على قَولِ سيبويه‏.‏

ومَا ذَكَرناهُ هو أشهرُ استِعمالات هذه الأدوات‏.‏

وقَد تُسْتَعمَلُ في غير ذلكَ للتَّوبيخِ والتَّنْديم فتَخْتَصَّ بالمَاضي أو مَا في تأوِيلِه ظَاهِرًا أو مُضمَرًا نحو‏:‏ ‏{‏لَولا جَاؤوا عَلَيهِ بأرْبَعَةِ شُهَدَاءَ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏13‏"‏ من سورة النور ‏"‏24‏"‏‏)‏‏.‏ ونحو قوله‏:‏

أُتِيتُ بعَبدِ اللّهِ في القِدِّ مُوثقًَا *** فَهَلاَّ سَعِيدًا ذا الخِيانَةِ والغَدْرِ

أي فَهَلاَّ أسَرتَ سعيدًا‏.‏ قد يَقَعُ بَعْدَ حَرْفِ التَّحضِيضِ مُبتدأ خَبَر، فيُقدَّر المُضْمَر ‏"‏كان‏"‏ الشَّأْنِيَّة كقوله‏:‏

وثُبِّبُ لَيلَى أرْسَلَتْ بشفاعة *** أي فهلا كان نفسُ ليلى شفيعها‏.‏

لَوْلاكَ وَلَوْلاي‏:‏

عِندَ سيبويه‏:‏ لولا تَخْفِض المُضْمَر، ويَرْتَفعُ بعدها الظَّاهِر بالابْتداء‏.‏ - إن كان ثَمةَ ظاهِرٌ - قال يزيدُ بنُ الحَكَم الثقفي‏:‏

وكَمْ مَوْطنٍ لَوْلاي طِحْتَ كما هَوَى *** بأجْرَامهِ من قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي

وعِنْد الأَخْفش‏:‏ وَافَق ضميرُ الخَفْض ضَمير الرَّفْع في ‏"‏لَوْلاي‏"‏ ويَرُدُّ المُبَرِّدُ عَلَى الرَّأيَيْن ونَرَى أنَّ الصَّواب فيها‏:‏ ‏"‏لَوْلا أَنْتَ‏"‏ و ‏"‏لوْلاَ أنا‏"‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَوْلاَ أَنْتُم لكُنا مُؤْمِنين‏}‏ وعِند الجميع أن هذَا أجود ‏(‏انظر المقتضب 3/73، ورغبة الأمل في شرع الكامل 8/48 - 49‏)‏‏.‏

لَوْما‏:‏

‏(‏=لولا ولوما‏)‏‏.‏

لَيْتَ‏:‏

هي للتَّمَني وهُوَ طَلَبُ ما لا طَمَع فيه أو ما فِيه عُسْر، وهي من أَخَوات ‏"‏إن‏"‏ وأحْكَامُهَا كأحْكَامِهَا‏.‏

وإذا دَخَلَتْ ‏"‏مَا‏"‏ الزائدة - وهي الكافَّة - عليْها تَبْقى على اخْتِصَاصِها بالجُمَلِ الاسْمِيّة، ويَجوزُ إعْمالُها وإهْمالُها وقد رُوي بِهما قَوْلُ النّابِغَةِ الذُّبْيَاني‏:‏

قَالَتْ ألاَ لَيْتَما هَذا الحَمَامُ لنا *** إلى حَمَامَتِنَا أوْ نَصْفُه فَقَد

‏(‏يروى بروفع الحمام ونصبه، فالرفع على الإهمال والنصب على الإعمال، والنابغة قال هذا البيت فيزرقاء اليمامة، وكانت مشهورة بحِدَّة النظر فمر بها شِربٌ من لاقطا فحدَّثت أنه إذا ضم إليه نصفه وحمامتها كمل مائة، و ‏"‏قد‏"‏ هنا بمعنى حَسْب، والفاء لتزيين اللفظ‏)‏‏.‏

لَيْتَ شِعْرى‏:‏

معناه‏:‏ ليتني أشعر وأعلمُ، فـ ‏"‏أشْعُر‏"‏ هو خبَرُ لَيْت، وناب شِعْري عن أَشعر، والياء المضافُ إليه في شِعْري نَابَتْ عن اسم ‏"‏لَيْت‏"‏ والعربُ تِستَعْمِلُها وتُريد بها القَسَم والتأكيد‏.‏

لَيْسَ‏:‏

فِعْل جَامد مَعْنَاه النَّفي وتأتي في ثلاثة أغراض‏:‏

‏(‏1‏)‏تَعمل عَمَل كان، وأَحْكامُها كأحْكامِها إلاَّ في أشْياءَ منها‏:‏ أنَّه لا يَجُوزُ أنْ يَتَقَدَّمَ خَبَرُها عَلَيْها ومِنْها‏:‏ زِيادَةُ البَاءِ في خَبرِها بكثرةٍ نحو ‏{‏أَلَيْسَ اللّهُ بكافِ عَبْدَهُ‏}‏ ‏(‏الآية ‏"‏36‏"‏ من سورة الزمر ‏"‏39‏"‏‏)‏‏.‏

‏(‏=كان وأخواتها‏)‏‏.‏

والمَعْطُوفُ على خَبرِ ليس المُلْتبس بالباء الزائدة فيه وجهان‏:‏

النَّصْبُ على المَوضع نحو ‏"‏ليس زَيدٌ بِجَبَانٍ ولا بَجِيلًا‏"‏ فبخيلًا مَعْطُوفٌ على مَوضِعِ جَبانٍ، وهو النَّصْب، لأنَّه خبرُ ‏"‏ليس‏"‏ ونحو ‏"‏ليسَ زيدُ بأخِيكَ ولا صَاحِبَكَ‏"‏ بالعَطفِ على المَوْضِع، والوَجْهُ - كا ‏[‏كما‏؟‏‏؟‏‏]‏ يقول سيبويه - الجرُّ، لأنك تريدُ أنْ تُشرِكَ بينَ الخَبَريْن، وأَنْ يكونَ آخِرُه على أَوَّلِه أَوْلى، لِيَكونَ حَالُهُما في الباء سَواءً‏.‏

ومما جَاء في الشِّعر في العَطْفِ على المَوْضِع قولُ عُقَيبةَ الأسدي‏:‏

مُعاوِيَ إنَّنا بَشَرٌ فأسجِحْ *** فلَسْنا بالجبالِ ولا الحدِيدَا

‏(‏أسْجح‏:‏ أرْفِق، وقد رُدَّ على سيبويه رواية البيت بالنصب، لأن البيت من قصيدة مجرورة معروفة وقال الشنتمري‏:‏ ‏"‏وسيبويه غير متهم فيما نقله رواية عن العرب، ويجوز أن يكون البيت من قصيدة منصوبة غير هذه المعروفة‏"‏‏)‏‏.‏

ويجوزُ في لَيْس أنْ يكونَ اسمُها ضميرَ الشَّأن، ‏(‏=ضمير الشأن‏)‏‏.‏ يقولُ سيبويه‏:‏ فمن ذلك قولُ بعضِ العرب‏:‏ ‏"‏ليسَ خَلَقَ اللّهُ مِثلَه‏"‏ فلَوْلا أنَّ فيه إضْمارًا - وهو ضَمِير الشَّأن - لم يَحُز أنْ تَذْكُرَ الفِعْل ولم تُعْمِله في الاسم، ولكِنْ فيه من الإضْمار مثلُ ما في إنه نحو ‏"‏إنه مَنْ يَأْتِنا نَأتِه‏"‏‏.‏ قال الشاعر وهو حُميدُ الأرْقَط‏:‏

فأصْبَحُوا والنَّوَى عَالِي مُعَرَّسِهِم *** ولَيْسَ كُلَّ النَّوى تُلْقِي المساكينُ

‏(‏المعرَّس‏:‏ المنزل ينزله المسافر آخر الليل، يريد‏:‏ أكلوا تمرًا كثيرًا وألْقَوا نواه، ولشدة جوعهم لم يُلقوا كل النوى‏)‏‏.‏

أَرَادَ‏:‏ وَلَيْسَ تُلْقِي المساكين كلَّ النَّوى، فاسمُ لَيْسَ ضميرُ الشَّأْنَ لأنَّ كلَّ مَفْعُولٌ لِتُلْقِي‏.‏ ومِثْلُه قولُ هِشَام أَجِي ذِي الرُّمَّة‏:‏

هِي الشَّفَاءُ لِدَائِي لَو ظَفِرتُ بها *** ولَيْسَ مِنْها شِفَاءُ الدَّاءِ مَبْذُولُ

‏(‏2‏)‏تَأْتي أَدَاةً للاسْتِثْنَاء، والمُسْتَثْنى بها وَاجِبُ النَّصْب، لأنَّه خَبرُها، واسْمها ضميرٌ مُسْتَتِر وُجُوبًا يَعُودَ على اسمِ الفَاعِل المَفْهوم مِنْ فِعْلِه السَّابِق، فإذَا قُلْنَا ‏"‏قَامَ القومُ ليسَ بَكْرًا‏"‏ يكونُ التقدير ليسَ القَائِمُ بَكْرًا‏.‏

وعندَ الخَليل - كما يَقُولُ سيبويه - قد تَكونُ ‏"‏لِيْسَ‏"‏ ومَا بَعْدها صِفَةً وذَلِكَ قولُكَ ما أَتَاني أَحَدٌ لَيْسَ زَيْدًا‏"‏ يقول سيبويه‏:‏ ويَدُلُّك على أَنَّه صِفَةٌ أنَّ بعضَهم يقول‏:‏ ‏"‏ما أتَتْنِي امْرَأَةٌ لَستْ فُلاَنَةً‏"‏ فَلَوْ لَمْ يَجْعلوه صِفةً لم يُؤَنَّثُوه‏.‏

‏(‏3‏)‏تأتي عاطفة ‏(‏هذا عند البغداديين، وعند غيرهم وهم أكثر النحاة‏:‏ ليست حرف عطف‏)‏‏.‏ وتقتضي التَّشْريكَ باللَّفظ دُونَ المعنى لأنَّ المعنى يَنفي فيها مَا بَعْدها ما ثَبَتَ لما قَبْلَها، وعلى ذلك قولُ لَبِيدِ بنِ رَبيعَة العَامِري يحُثُّ على المُكافَأة‏:‏

وإذا أُقْرِضْتَ قَرْضًا فَاخْزِه *** إنَّما يَجْزي الفَتة ليْسَ الجَمَلْ

‏(‏والجمل في البيت اسم ليس، وخبرها محذوف أي ليس الجمل جازيًا‏)‏‏.‏

لَيْسَ غَيْرُ وليس إلاَّ‏:‏

إذا وَقَعَ بعد ‏"‏لَيْسَ‏"‏ ‏"‏غير‏"‏ وعُلِم المضافُ إليه جاز ذكْرُه، نحو ‏"‏أخَذْتُ عَشْرَةَ كُتُب ليسَ غَيْرُها‏"‏ ‏(‏برفع غيرها اسمًا والخبر محذوف أي ليس غيرها مأخوذًا، أو بالنصب على حذف الاسم أي ليس المأخوذ غيرها‏)‏، وجاز حَذْفُهُ لَفظًا، فَيُضَم بغَيرِ تَنْوين فتقول‏:‏ ‏"‏دَعَوْتُ ثَلاَثَةً ليس غيرُ‏"‏ على أَنَّها ضَمَّةُ بناء لأنها كـ ‏"‏قَبْلُ‏"‏ في الإبهام، فهي اسم ليسَ أو خبرها،

ومثلُها‏:‏ لَيْسَ إلاَّ - كما يقول سيبويه - كأنَّه يقول‏:‏ ليسَ إلاَّ ذاك، ولكنهم حَذَفُوا ذَاك تَخْفِيفًا واكتِفَاءً بعِلْم المُخَاطَب، وكِلاَهُما مَحْذوفُ الخَبَر، التَّقدير‏:‏ ليسَ إلاَّ ذاكَ حَاضِرًا‏.‏