فصل: حرف الميم‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


 حرف الميم‏.‏

2167 - ما أوتي قوم وفي لفظ أحد - المنطق إلا منعوا العمل‏.‏

ذكره في الإحياء وقال العراقي لم أجد له أصلا‏.‏

2168 - ماء زمزم لما شرب له‏.‏

رواه ابن ماجه بسند جيد، وكذا ابن أبي شيبه والبيهقي عن جابر رفعه، ورواه أحمد بلفظ لما شرب منه،

وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة من هذا الوجه باللفظين وسنده ضعيف،

لكن له شاهد أخرجه الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه بزيادة إن شربته لتشفي شفاك الله وإن شربته لشبعك شبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله هي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل،

ورواه الحاكم من هذا الوجه وقال صحيح الإسناد إن سلم من الجارود،

قال في المقاصد هو صدوق إلا أنه تفرد عن ابن عيينة بوصله ومثله إذا انفرد لا يحتج به فكيف إذا خالف فقد رواه الحميدي وغيره من الحفاظ كسعيد ابن منصور عن ابن عيينة مرسلا، لكن مثله لا يقال بالرأي‏.‏

وأحسن من هذا عند شيخنا ما أخرجه الفاكهي عن ابن الزبير قال لما حج معاوية حججنا معه فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال انزع لي منها دلوا يا غلام قال فنزع له منها دلوا فأتى به فشرب وصب على وجهه ورأسه وهو يقول‏:‏ زمزم شفاء وهي لما شرب له‏.‏

بل قال الحافظ ابن حجر إنه حسن مع كونه موقوفا لوروده من طرق وأفرد فيه جزءا واستشهد له في موضع آخر بحديث أبي ذر رفعه إنها طعام طعم وشفاء سقم، وأصله في مسلم‏.‏

وهذا اللفظ عند الطيالسي ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع هذا الطرق يصلح للاحتجاج به وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح‏.‏

بل صححه من المتقدمين ابن عيينة ومن المتأخرين المنذري والدمياطي وضعفه النووي، وأخرجه الديلمي بسند واه عن صفية وابن عمر مرفوعا ماء زمزم شفاء من كل داء،

وروي عن ابن عباس مرفوعا التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق‏.‏ ثم قال يذكر على بعض الألسنة أنه فضيلته ما دام في محله فإذا نقل تغير، وهو شيء لا أصل له فقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن، أو نهارا فلا تُمْسِيَنّ، حتى تبعث إلي بماء زمزم‏.‏ وفيه أنه بعث له بمزادتين وكان بالمدينة قبل أن تفتح مكة‏.‏

وهو حديث حسن لشواهده‏.‏

وكذا كانت عائشة تحمله وتخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يفعله ويحمله في الأداوي والقرب فيصب منه على المرضى ويسقيهم‏.‏ وكان ابن عباس إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم، وسئل عطاء عن حمله فقال حمله النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين، وتكلمت عليه في الأمالي‏.‏ انتهى ما في المقاصد ملخصا‏.‏ وتقدم في حديث‏:‏ الباذنجان لما أكل له ما قيل فيهما‏.‏

2169 - ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر‏.‏

رواه الديلمي بلا سند عن علي رفعه وبيض له السخاوي وقال في التمييز لم أجد لفظه مسندا، وأما شواهده فكثيرة منها ما سيأتي بمعنى بعضه حديث الشيخين ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء والله أعلم‏.‏

2170 - ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة‏.‏

رواه أبو داود والترمذي وأبو يعلى والبزار عن أبي بكر مرفوعا، وقال الترمذي غريب وليس إسناده بالقوي، لكن له شاهد عند الطبراني في الدعاء عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

2171 - ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه حتى تحبه النملة‏.‏

قال الحافظ ابن حجر لم أجده، وأقول لكن يشهد له حديث ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة، وعزاه الطبراني عن أبي أمامة،

ويشهد له أيضا ما رواه الشيخان عن أبي سعيد وأبي هريرة بلفظ ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه‏.‏

2172 - ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم‏.‏

رواه أبو الشيخ عن أبي أمامة، وسيأتي في‏:‏ ما جمع شيء إلى شيء‏.‏

2173 - ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعد النبيين امرأ أصدق لهجة من أبي ذر‏.‏

رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والطبراني بسند جيد عن ابن عمرو مرفوعا، وله شاهد أخرجه العسكري عن أبي الدرداء بلفظ ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر،

وذكره السخاوي مطولا في النكت عن شرح ألفية العراقي رضي الله عنه‏.‏

2174 - ما أعز الله بجهل قط ولا أذل بحلم قط ولا نقصت صدقة من مال‏.‏

رواه الديلمي واللفظ له والقضاعي والعسكري عن ابن مسعود رفعه ولفظ القضاعي ولا نقص مال من صدقة،

قال ابن الغرس ضعيف وليست هذه الجملة عند العسكري من هذا الوجه بل عنده عن عبد الله بن المعتز قال سمعت المنتصر والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبهته، ولا ذل ذو حق ولو اتفق العالم عليه‏.‏

2175 - ما أعلم ما خلف جداري هذا‏.‏

قال الحافظ ابن حجر لا أصل له، لكنه قال في تلخيص تخريج الرافعي عند قوله في الخصائص ويرى من وراء ظهره كما يرى من قدامه‏:‏ هو في الصحيحين وغيرهما عن أنس وغيره والأحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحالة الصلاة‏.‏ وبذلك يجمع بينه وبين قوله لا أعلم ما وراء جداره انتهى‏.‏

قال في المقاصد وهذا مشعر بوروده على أنه على تقدير وروده لا تنافي بينهما لعدم تواردهما على أصل واحد إذ الظاهر من الثاني نفي علم المغيبات مما لم يعلم به فإنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر بمغيبات كثيرة كانت وتكون‏.‏ وحينئذ فهو نظير لا أعلم إلا ما علمني الله عز وجل‏.‏

لكن مشى ابن الملقن الحافظ بن حجر على أن معناه نفي الرؤية من خلف

وقال القرطبي حمله على الظاهر أولى لأن فيه زيادة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم فإن قيل روى أنه صلى الله عليه وسلم ورد عليه وفد عبد القيس وفيهم غلام وَضِيء فأقعده وراء ظهره، أجيب بأنه روى مرسلا ومسندا لكن مع الحكم عليه بالنكارة وبأنه فعل على تقدير صحته كما قال ابن الجوزي ليسن أو لأجل غيره وأطال عليه الكلام السخاوي في بعض أجوبته‏.‏

2176 - ما أفلح سمين قط‏.‏

هو من كلام الإمام الشافعي بزيادة إلا محمد بن الحسن، ووجهه أن العاقل من هم لآخرته أو دنياه والشحم لا ينعقد مع الهم وإذا خلا منهما صار في حد البهائم‏.‏

فيه قصة الملك المثقل وتطببه بخبر الموت قال القاري‏.‏ وأقول هذا أغلبي‏.‏ وما أحسن قول سيف الدين

الباخرزي‏:‏

يقولون أجسام المحبين نضرة *وأنت سمين لست غير مرائي

فقلت لهم إذ خالف الحب طبعهم *ووافقه طبعي فصار غذائي

وتقدم حديث إن الله يكره الحبر السمين‏.‏

2177 - ما أفلح صاحب عيال قط‏.‏

رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا وابن عدي عن عائشة مرفوعا‏.‏ وقال وعن النبي صلى الله عليه وسلم منكر إنما هو من كلام ابن عيينة عن هشام‏.‏

قال في المقاصد وصح قوله صلى الله عليه وسلم وأي رجل أعظم أجرا من رجل له عيال يقوم عليهم حتى يغنيهم الله من فضله‏.‏

2178 - ما أكرم شاب شيخا إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه‏.‏

رواه الترمذي عن أنس مرفوعا وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن بيان عن أبي الرجال‏.‏

قال في المقاصد هو وشيخه ضعيفان لكن قال المناوي عن الترمذي إنه حسن، وتعقبه بأنه منكر فليتأمل،

ورواه ابن أبي حزم عن الحسن البصري من قوله‏.‏

2179 - ما الذي يخفى قال ما لا يكون‏.‏

قال ابن حجر في الفتاوى الحديثة نقلا عن السيوطي هو باطل‏.‏

2180 - ما أمطر قوم إلا ورحموا‏.‏

لم أقف عليه حديثا لكن معناه صحيح قال الله تعالى ‏{‏وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته‏}‏ ‏.‏

2181 - ما أنصف القارئ المصلي‏.‏

قال الحافظ بن حجر لا أعرفه‏.‏ ولكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن‏.‏ وهو صحيح من حديث البياضي في الموطأ وأبي داود وغيرهما‏.‏ وقال في موضع آخر لم يثبت لفظه وثبت معناه،

وقال في المقاصد وحديث البياضي عن أبي عبيد في فضائل القرآن عن أبي حازم التمار قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن،

وللبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن علي مرفوعا لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن قبل العشاء وبعدها،

ورواه الغزالي في الإحياء بلفظ بين المغرب والعشاء،

وأخرجه أبو عبيد عن علي بلفظ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقراءة في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها يغلط أصحابه،

وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة‏.‏

2182 - ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة‏.‏

رواه البيهقي في الشعب وأبو نعيم والديلمي وآخرون عن ابن عمر ورفعه‏.‏ وهو ضعيف، وأورد في الجامع الصغير عن ابن عمرو أيضا بلفظ ما أهدى المرء المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى أو يرده بها عن ردى‏.‏

2183 - ما استرذل اللهُ عبداً إلا حظر عليه العلم والأدب‏.‏

قال في الميزان هو باطل‏.‏

2184 - ما أوذي أحد ما أوذيت في الله عز وجل‏.‏

رواه أبو نعيم عن أنس رفعه‏.‏ وأصله في البخاري‏.‏ وقال النجم أخرجه ابن عدي وابن عساكر عن جابر ولم يقل في الله، وإسناده ضعيف‏.‏

2185 - ما اتخذ الله من ولي جاهل ولو اتخذه لعلمه‏.‏

قال في المقاصد لم أقف عليه مرفوعا‏.‏ وقال الحافظ بن حجر ليس بثابت ولكن معناه صحيح والمراد بقوله ولو اتخذه لعلمه لو أراد اتخاذه وليا لعلمه ثم اتخذه وليا‏.‏

وقال ابن حجر المكي في فتاواه معنى قولهم إن الله تعالى يفيض على أوليائه الذين انتقوا الأحكام الظاهرة والأعمال الخالصة من مواقع الإلهام والتوفيق والأحوال والتحقيق ما يفرقون به على من عداهم فمن ثبتت له الولاية ثبتت له تلك العلوم والمعارف، فما اتخذ الله وليا جاهلا بذلك، ولو فرض أنه اتخذه أي أهله إلى أن يصير من أوليائه لعلـّمه‏.‏ أي لألهمه من المعارف ما يلحقه به غيره‏.‏ فالمراد الجاهل بالعلوم الوهبية والأحوال الخفية لا الجاهل بمبادئ العلوم الظاهرة مما يجب تعلمه فإن هذا لا يكون وليا ولا يراد للولاية ما دام على جهله بذلك‏.‏ انتهى، والله أعلم‏.‏

2186 - ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرام الحلال‏.‏

قال ابن السبكي في الأشباه والنظائر نقلا عن البيهقي رواه جابر الجعفي عن ابن مسعود وفيه ضعف وانقطاع‏.‏

وقال الزين العراقي في تخريج منهاج الأصول لا أصل له، وأدرجه ابن مفلح في أول كتابه في الأصول فيما لا أصل له‏.‏

2187 - ما اجتمع قوم في مجلس وتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان مجلسهم تِرَةً عليهم يوم القيامة‏.‏

رواه أحمد وابن حبان عن أبي هريرة بسند صحيح‏.‏ وقوله ‏"‏تِرَةً‏"‏ أي حسرة وندامة‏.‏

2188 - ما استفاد المؤمن من شيء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبَرّته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله‏.‏

رواه ابن ماجه والطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف‏.‏ لكن له شواهد تدل على أن له أصلا‏.‏

2189 - ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم‏.‏

أحمد والطبراني عن أنس رضي الله عنه، ولابن حبان عن أبي هريرة بلفظ ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه‏.‏

2190 - ما اهتزت اللحى على شيء أفضل من العنب‏.‏

ليس بحديث‏.‏

2191 - ما بدئ بشيء يوم الأربعاء إلا تم‏.‏

قال في المقاصد لم أقف له على أصل ولكن ذكر برهان الإسلام في كتابه تعليم المتعلم عن شيخه المرغيناني صاحب الهداية في فقه الحنفية أنه كان يوقف بداية السبت على يوم الأربعاء وكان يروي ذلك حديثا ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شيء بدئ به يوم الأربعاء إلا وقد تم‏.‏

قال وهكذا كان يفعل أبي فيروى هذا الحديث بإسناده عن القوام أحمد بن عبد الرشيد انتهى‏.‏ ويعارضه حديث جابر رفعه يوم الأربعاء يوم نحس مستمر أخرجه الطبراني في الأوسط، ونحوه ما يروى عن ابن عباس أنه قال لا أخذ فيه ولا عطاء‏.‏ وكلها ضعيفة انتهى‏.‏

وقال القاري وفيه أن معناه كان يوما نحسا مستمرا على الكفار‏.‏ ومفهومه أنه سعد مستقر على الأبرار‏.‏ وقد اعتمد من أئمتنا صاحب الهداية على هذا الحديث وكان يعمل به في ابتداء درسه‏.‏ وقد قال العسقلاني بلغني عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه قال اشتكت الأربعاء إلى الله تعالى تشاؤم الناس بها فمنحها أنه ما ابتدئ بشيء فيها إلا وتم انتهى‏.‏

2192 - ما بعث الله نبيا إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله‏.‏

رواه أبو نعيم عن زيد بن أرقم رفعه وسنده حسن لاعتضاده‏.‏ لكن يعكر عليه ما ورد في عمر عيسى‏.‏ نعم أخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن فاطمة بنت الحسين بن علي أن عائشة كانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة وأنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين فبكت - الحديث،

ولأبي نعيم عن ابن مسعود رفعه بلفظ يا فاطمة إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله‏.‏ وفيه كلام في حواشي المواهب للشبراملسي‏.‏

2193 - ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه‏.‏

من كلام ابن عباس ففي معجم ابن جميع عن الشعبي قال كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال يا ابن عباس أما تعجب من عائشة تذم دهرها وتنشد قول لبيد‏:‏

ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب

يتأكلون ملاذة ومشحة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب

فقال ابن عباس لئن ذمت عائشة دهرها فقد ذم عاد دهره، وجد في خزانة عاد سهم كأطول ما يكون من رماحها عليه مكتوب، وذكر الشعر، فقال ابن عباس ما بكينا من دهر إلا بكينا عليه، والملاذة من الملاذ وهو الذي لا يصدق في مودته قاله في المقاصد انتهى‏.‏

2194 - ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة‏.‏

متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا‏.‏

2195 - ما بات - يعني التمر - في جوف إلا أفسده وما بات يعني الزبيب في جوف إلا وأصلحه‏.‏

2196 - ما تبعد مصر عن حبيب‏.‏

قال السخاوي يأتي في‏:‏ ما ضاق مجلس عن متحابين، ولفظه ما بعد طريق أدى إلى صديق، وقال النجم ما تبعد مصر عن حبيب أو عاشق‏.‏ ليس بحديث‏.‏

2197 - ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء‏.‏

رواه الشيخان عن أسامة بن زيد رفعه ورواه الديلمي بلا سند عن علي رفعه ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر‏.‏

2198 - ما ترك الحق لعمر صديقا‏.‏

قال النجم هذا غير معروف في كتب الحديث في حق عمر لا عنه ولا عن غيره، وإنما روى ابن سعد في طبقاته عن أبي ذر قال ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك الحق لي صديقا‏.‏

نعم تقدم في الحاء المهملة عن ابن عبد البر معناه في حق عمر رضي الله عنه‏.‏ ‏[‏وهو قوله في الحديث رقم 1155 - الحق ثقيل‏.‏

رواه ابن عبد البر وزاد فمن قصر عنه عجز، ومن جاوزه ظلم، ومن انتهى إليه فقد اكتفى، قال ابن عبد البر ويروي هذا المجاشع بن نهشل، قال وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحق ثقيل، رحم الله عمر بن الخطاب‏:‏ تركه الحق ليس له صديق، نقله ابن مفلح في الآداب، وفي معناه ما في كتاب روح القدس في مناصحة النفس للشيخ الأكبر بلفظ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ترك الحق لعمر من صديق‏.‏ ‏]‏

2199 - ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه‏.‏

رواه أبو نعيم عن ابن عمر مرفوعا وقال غريب‏.‏

لكن له شواهد منها ما رواه التيمي في ترغيبه عن أبي ابن كعب مرفوعا بلفظ ما ترك عبد شيئا لا يدعه إلا لله إلا أتاه الله ما هو خير له منه،

ولأحمد عن قتادة وأبي الدهماء أنهما نزلا على رجل من البادية فقالا له هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال نعم سمعته يقول إنك لن تدع شيئا لله إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه وفي لفظ له أيضا أنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه، ورجاله رجال الصحيح،

وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر مرفوعا ما ترك عبد لله أمرا لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه

وللطبراني وأبي الشيخ عن أبي أمامة مرفوعا من قدر على طمع من طمع الدنيا فأداه ولو شاء لم يؤده زوجه الله من الحور العين حيث شاء‏.‏

2200 - ما ترك القاتل على المقتول من ذنب‏.‏

قال الحافظ ابن حجر في اللآلئ‏:‏ هو حديث لا يعرف أصلا ولا بإسناد ضعيف، ومعناه صحيح،

وقال ابن كثير في تاريخه لا نعرف له أصلا بهذا اللفظ، ومعناه صحيح كما أخرجه ابن حبان عن ابن عمر رفعه بلفظ‏:‏ إن السيف محاء للخطايا‏.‏

وللعقيلي عن أنس رفعه لا يمر السيف بذنب إلا محاه قال وليس له أصل يثبت،

وللبيهقي عن عقبة السلمي في حديث مرفوع أوله القتلى ثلاثة، وفيه قوله في المؤمن المقترف للخطايا المقتول في سبيل الله أن السيف محاء للخطايا، وفي المنافق المقتول في الجهاد أن السيف لا يمحو النفاق،

ولأبي نعيم والديلمي عن عائشة مرفوعا قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه،

ونحوه لسعيد ابن منصور عن عمرو بن شعيب معضلا من قتل صبرا كان كفارة لخطاياه،

ورواه ابن الأحوص ومحمد بن الفضل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه بلفظ قتل الرجل صبرا كفارة لما كان قبله من الذنوب،

ورواه صالح الطلحي عن أبي هريرة، قال الدارقطني والأول أشبه، وأخرجه البيهقي في الشعب عن الأوزاعي أنه قال من قتل مظلوما كفر الله عنه كل ذنب فإن ذلك في القرآن ‏{‏إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك‏}‏ انتهى‏.‏

قال القاري وفي استدلاله بالقرآن بحث ظاهر،

وقال في الدرر تبعا للزركشي حديث ما ترك القاتل على المقتول من ذنب،

قال ابن كثير لا أصل له قلت بمعناه حديث السيف محاء للخطايا أخرجه ابن حبان من حديث ابن عمر،

وأخرج الديلمي وأبو نعيم من حديث عائشة قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه، وأخرجه سعيد ابن منصور من مرسل عمرو بن شعيب من قتل صبرا كان كفارة لخطاياه انتهى‏.‏

2201 - ما تعاظم على أحد مرتين‏.‏

قال القاري هو من كلام السلف، ومعناه يؤخذ من حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين انتهى‏.‏

وقال في المقاصد هو كلام غير واحد من السلف‏:‏ فروى الدينوري في المجالسة عن الأصمعي قال قال رجل ما رأيت ذا كبر قط إلا تحول داؤه في، يريد أني أتكبر عليه، ويروى عن الشافعي في هذا المعنى أيضا،

وقال النجم نقل القشيري في الرسالة عن يحيى بن معاذ أنه قال‏:‏ التكبر على من تكبر عليك بمالِهِ تواضُعٌ‏.‏

2202 - ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسن الخلق‏.‏

رواه الديلمي عن عائشة مرفوعا بسند ضعيف، ورواه الدارقطني في الأجواد وأبو الشيخ وابن عدي، لكن ليس عند أولهم وحسن الخلق،

ومن شواهده ما رفعه أنس أن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم ولا صلاة ولكن برحمة الله وسخاء الأنفس والرحمة للمسلمين ونحوه عن أبي سعيد، وفي كتاب الجواهر المجموعة عن عمر رفعه‏:‏ إن الله بعث جبريل إلى إبراهيم‏:‏ إني لم أتخذ خليلا على أنك عبد من عبادي، ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبا أسخى من قلبك‏.‏

2203 - ما جعل الله منية عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة‏.‏

2204 - ما جمع شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم‏.‏

رواه العسكري عن علي بزيادة وأفضل الإيمان التحبب إلى الناس، ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من الله حلم يرد به جهل الجاهل وحسن خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن معاصي الله، وله أيضا عن جابر مرفوعا ما أوتي شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم وصاحب العلم عريان إلى حلم،

ولأبي الشيخ عن أبي أمامة مرفوعا ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم، وأخرجه ابن السني أيضا‏.‏

2205 - ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والقضاعي عن أنس رفعه، وفي سنده ضعيف جدا، وتقدم‏.‏

وسيأتي ‏"‏ما سعد أحد برأيه ولا شقِيَ عن مشورة‏"‏‏.‏

وما أحسن ما قيل‏:‏

شاور سواك إذا نابتك نائبة * يوما وإن كنت من أهل المشورات

فالعين تلقى كفاحا من نأى ودنا * ولا ترى نفسها إلا بمرآة

وفي النجم‏:‏ روى ابن أبي الدنيا في العقل عن زائدة قال‏:‏ إنما نعيش بعقل غيرنا يعني المشاورة‏.‏ ولبعضهم‏:‏ الناس ثلاثة فواحد كالغذاء لا يستغنى عنه، وواحد كالدواء يحتاج إليه في بعض الأوقات، وواحد كالداء لا يحتاج إليه أبدا‏.‏

وللخطيب في تلخيص المتشابه عن قتادة قال‏:‏ الرجال ثلاثة، رجل، ونصف رجل، ولا شيء، فأما الذي هو رجل فرجل له عقل ورأى يعمل به وهو يشاوَر، وأما الذي هو نصف رجل فرجل له عقل ورأي يعمل به وهو لا يشاوَر، وأما الذي هو لا شيء فرجل له عقل وليس له رأي يعمل به وهو لا يشاوَر‏.‏

قال النجم وقلت‏:‏

ليس من عاش بعقله * مثل من عاش بفضله

إنما الفاضل من ضم * حجى الناس لعقله

وكذا الجاهل من لم * يَرَ في الناس كمثله

نفسَه يبصرُها كاــــــملةً من فرط جهله

2206 - ما حل بحرمكم حل بكم‏.‏

لينظر‏.‏

2207 - ما خرج من فيك فهو فيك‏.‏

ليس بحديث بل هو شيء من كلام بعضهم‏.‏ وفي معناه ما قيل وكل إناء بالذي فيه ينضج‏.‏

2208 - ما خلا جسد من حسد‏.‏

قال في المقاصد لم أقف عليه بلفظه، ولكن معناه عند أبي موسى المديني في نزهة الحافظ له عن أنس رفعه كل بني آدم حسود وبعض أفضل في الحسد من بعض ولا يضر حاسدا حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد، وفي سنده خلف العمى ضعيف،

ورواه الحاكم في علوم الحديث مسلسلا بجماعة يسمون خلفا‏.‏

ولابن أبي الدنيا في ذم الحسد له بسند ضعيف أيضا عن أبي هريرة رفعه ثلاث لا ينجو منهن أحد الظن والطيرة والحسد - الحديث،

وقد بسط الكلام عليه السخاوي في شرحه للترمذي‏.‏

2209 - ما خلا قصير من حكمة‏.‏

قال في المقاصد لم أقف عليه‏.‏ نعم في ابن لال عن عائشة مرفوعا جعل الخير كله في الربعة‏.‏ ويشهد له خير الأمور أوسطها، وفي صفته صلى الله عليه وسلم أطول من المربوع‏.‏

وعن الحسن بن علي رفعه‏:‏ إن الله جعل البهاء والهَوَج - بفتحتين أي الحمق - في الطول،

ورواه بعضهم بلفظ‏:‏ ما خلا قصير من حكمة ولا طويل من حماقة انتهى‏.‏

2210 - ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله‏.‏

رواه الثعلبي وابن مردويه وابن حبان في الضعفاء عن أبي هريرة مرفوعا‏.‏ وفي رواية ابن حبان‏:‏ ‏"‏يهودي‏"‏ و ‏"‏هَمّ‏"‏، بالإفراد‏.‏

وأخرجه الديلمي بلفظ‏:‏ ما خلا قط يهودي بمسلم إلا حدث نفسه بقتله‏.‏

وقد أطال الكلام عليه السخاوي في بعض الحوادث‏.‏

فأقول ويؤيد ذلك ما ذكره شيخنا المرحوم يونس المصري أنه كان يقرأ على يهودي يوما في المنطق فقال له وقد انفرد به‏:‏ لا تأتني إلا ومعك سكين أو نحوها لأن اليهود إذا خلا بمسلم ولم يكن معه سلاح لزمه التعرض لقتله‏.‏

وقال النجم واشتهر في كلام الناس أنه ما خلا قط رافضي بسني إلا حدثته نفسه بقتله‏.‏ وهي من الخصال التي شاركت الرافضة فيها اليهود‏.‏

2211 - ما دفع الله كان أعظم‏.‏

قال النجم لم أجده في المرفوع وإنما قال لقمان لابنه في قصة أصاب ابنه فيها بلاء فقال له لعل ما صرفه الله عنك أعظم مما ابتليت به، أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الرضاع عن سعيد بن المسيب موقوفا عليه وذكر الحديث‏.‏

2212 - ما رفع أحد أحدا فوق مقداره إلا واتضع عنده من قدره بأزيد‏.‏

قال في المقاصد ليس في المرفوع‏.‏ ولكن قد جاء عن الشافعي كما نقله البيهقي في مناقبه بلفظ ما أكرمت أحدا فوق مقداره إلا اتضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته‏.‏

نعم مضى أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم ومن رفع أخاه فوق قدره اجتر عداوته‏.‏ وهذا في اللئام‏.‏

قال الشافعي ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك المرأة والعبد والفلاح،

وكذا روي مرفوعا لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في النجيب،

رواه البزار عن عائشة وقال منكر‏.‏ لكن قال الشافعي أنه لا صنيعة عند نذل ولا شكر للئيم ولا وفاء لعبد‏.‏ والله أعلم‏.‏

2213 - ما خالطت ‏(‏في الشامية ‏"‏داخلت‏"‏ مكان ‏"‏خالطت‏"‏‏)‏ الصدقة مالا إلا أهلكته ‏[‏في نسخة دار إحياء التراث العربي‏:‏ ‏"‏ما خالطت الصدقة مالا أهلكته‏"‏، وهو خطأ بعد مقابلة الجامع الصغير وكنز العمال‏.‏ وقد أتت تلك الرواية صحيحة في هذا الكتاب في تعليقه على الحديث رقم 2729 حيث أوردها‏:‏ ‏"‏ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة‏"‏‏.‏ دار الحديث‏]‏ ‏.‏

رواه البيهقي وابن عدي عن عائشة بسند ضعيف‏.‏

2214 - ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن‏.‏

رواه أحمد في كتاب السنة وليس في مسنده كما وهم عن ابن مسعود بلفظ إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد فاختار له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح‏.‏ وهو موقوف حسن،

وأخرجه البزار والطيالسي والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الاعتقاد عن ابن مسعود أيضا‏.‏

وفي شرح الهداية للعيني روى أحمد بسنده عن ابن مسعود قال إن الله نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا - وفي رواية قبيحا فهو عند الله سيئ‏.‏

وقال الحافظ ابن عبد الهادي بياض في النسيج مرفوعا عن أنس بإسناد ساقط والأصح وقفه على ابن مسعود انتهى‏.‏

2215 - ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه‏.‏

متفق عليه عن عائشة وابن عمر مرفوعا‏.‏ وكذا رواه غير الشيخين‏.‏

2216 - ما سعد أحد برأيه ولا شقي مع مشورة‏.‏

تقدم في‏:‏ رأس العقل، وتقدم آنفا في أثناء حديث‏:‏ ما خاب من استشار‏.‏

2217 - ما ضاق مجلس بمتحابين‏.‏

رواه الديلمي بلا سند عن أنس مرفوعا وأخرجه البيهقي في الشعب من قول ذي النون بلفظ ما بعد طريق أدى إلى صديق ولا ضاق مكان من حبيب وفي معناه قول الشاعر ‏"‏سم الخياط مع الأحباب ميدان‏"‏ لكن من آداب الجلوس ما قال سفيان ينبغي أن يكون بين الرجلين في الصف قدر ثلثي ذراع انتهى، أما في الشتاء أو الصلاة أو الجهاد فينبغي الالتصاق،

وأخرج الدينوري عن اليزيدي قال أتيت الخليل بن أحمد وهو على طنفسة فأوسع لي وكرهت التضييق عليه فقال أنه لا يضيق سم الخياط على متحابين ولا تتسع الدنيا على متباغضين‏.‏

وعزاه المناوي للأصمعي‏.‏ ولفظه قال دخلت على الخليل وهو قاعد على حصير صغير فأومأ لي بالقعود فقلت أضيق عليك قال مه إن الدنيا بأسرها لا تتسع متباغضين وإن شبرا في شبر يسع متحابين انتهى‏.‏

2218 - ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه‏.‏

لم يتكلم عليه في المقاصد مع أنه بيض له، وقال في التمييز لم أره مرفوعا ومعناه صحيح انتهى‏.‏

2219 - ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط فإن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه‏.‏

رواه الشيخان، وفي رواية لمسلم وإن لم يشته كف،

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم إن من الطعام طعاما أتحرج منه قال لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصارى ‏[‏قال في النهاية‏:‏ ‏{‏ضرع‏}‏ ‏:‏ ‏.‏ وفي حديث عَدِيّ <قال له: لا يَخْتَلِجَنّ في صَدْرك شيء ضارَعْتَ فيه النّصْرانيَّة> المُضَارعةُ‏:‏ المُشَابهةُ والمُقَاربةُ، وذلك أنه سأله عن طَعَام النَّصارى، فكأنه أراد‏:‏ لا يَتَحرّكنّ في قَلْبك شك أن ما شابَهْتَ فيه النَّصارى حَرَام أو خبيثٌ أو مكْروه‏.‏ انتهى‏.‏

دار الحديث‏]‏ ‏.‏ ويختلجن بالخاء المعجمة ثم الجيم أو بالحاء المهملة بمعنى يتحرك‏.‏

2220 - ما عال من اقتصد‏.‏

رواه أحمد عن ابن مسعود ومضى في‏:‏ الاقتصاد‏.‏

2221 - ما عبد الله بشيء أفضل - وفي لفظ أعظم من جبر القلوب‏.‏

قال في المقاصد لا أعرفه في المرفوع، والمشهور على الألسنة ما عبد الله بشيء أفضل من جبر الخواطر بدل القلوب‏.‏

2222 - ما عبد الله بأفضل من فقه في دين‏.‏

رواه البيهقي في الشعب بسند ضعيف عن ابن عمرو، وقال النجم وعند ابن أحمد عن جابر ما عبد الله بشيء أفضل من حسن الظن، قال ولا معارضة بينه وبين ما قبله لأن حسن الظن بالله من جملة الفقه في الدين‏.‏

2223 - ما عزل من ولى ولده‏.‏

قال في المقاصد لا أصل له وقد كتبت فيه في بعض الأجوبة شيئا‏.‏ وقال القاري بل هو موضوع في مبيناه وباطل في معناه انتهى‏.‏

2224 - ما عز شيء إلا هان‏.‏

هو معنى ما في البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم في العضباء لما سبقها أعرابي على قعود له حق على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه‏.‏

2225 - ما عزت الفية في الحديث إلا لشرفه‏.‏

قال القاري نقلا عن الخطيب لا يحفظه مرفوعا، وإنما هو قول ابن هارون‏.‏

2226 - ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال‏.‏

رواه البيهقي وأبو يعلى والعسكري عن معاذ بن جبل مرفوع‏.‏ قال المناوي وهو ضعيف، ورواه البيهقي أيضا عنه والطبراني والبيهقي أيضا عن ابن عمر رفعه عن لله أقواما خصهم بالنعم لمنافع العباد بقاؤهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم،

ورواه البيهقي أيضا عن أبي هريرة رفعه بلفظ ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه إلا جعل إليه شيئا من حوائج الناس فإن تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال، وبعضها يؤكد بعضا،

وأخرج عن الفضيل بن عياض قال إذا علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقما‏.‏

2227 - ما عمل أفضل من إشباع كبد جائعة‏.‏

رواه الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه مرفوعا وهو ضعيف‏.‏

2228 - ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه‏.‏

ذكره في الإحياء، وقال مخرجه العراقي لم أجده مرفوعا، وهو عند الحكيم الترمذي وأبي يعلى عن عائشة، وأحمد بن منيع عن أبي بكر كلاهما مرفوعا وقال في النوادر أنه من قول بكر بن عبد الله المزني‏.‏

2229 - ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه‏.‏

رواه الديلمي عن ابن عمر مرفوعا وكذا الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عمر وأبي سعيد، وعنده أيضا بسنده إلى ابن خثيم قال قلت لأبي الطفيل هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإسلام كيف لا تكون هضابا تسد الطريق قال سألت ابن عباس فقال إن الله عز وجل وكل بها ملكا فما يقبل منه رفع وما لم يقبل منه ترك‏.‏

قال الحافظ ابن حجر وأنا شاهدت من ذلك العجب كنت أتأمل فأراهم يرمون كثيرا ولا أرى يسقط إلى الأرض إلا شيء يسير جدا‏.‏

قال في المقاصد‏:‏ وكذا نقل المحب الطبري في شرح التنبيه عن شيخه بشير التبريزي شيخ الحرم ومفتيه أنه شوهد ارتفاع الحجر عيانا يعني حصى الرمي، واستدل لذلك الطبري على صحة الوارد في ذلك وهي إحدى الآيات الخمس التي بمنى أيام الحج‏:‏ اتساعها للحجيج مع ضيقها في الأعين، وكون الحداة لا تخطف بها اللحم، وكون الذباب لا يقع في الطعام وإن كان لا ينفك عنه في الغالب كالعسل وشبهه، وقلة البعوض بها، كما بسط ذلك الفاسي في ‏"‏شفاء الغرام‏"‏، وأن الجمار مع كثرتها لا تصير هضابا‏.‏

2230 - ما من يوم إلا والذي بعده شر منه‏.‏

هو بمعنى ما رواه البخاري عن أنس مرفوعا بلفظ لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، وتقدم مبسوطا في كل عام ترذلون‏.‏

قال المناوي يعني بقوله حتى تلقوا ربكم ذهاب العلماء وانقراض الصلحاء، وقال أيضا أما خبر كل عام ترذلون وقول عائشة لولا كلمة سبقت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت كل يوم ترذلون فقال الحافظ ابن حجر لا أصل له انتهى‏.‏

2231 - ما من عام إلا ينقص الخير فيه ويزيد الشر‏.‏

رواه الطبراني بسند جيد‏.‏ قال المناوي قيل للحسن هذا ابن عبد العزيز بعد الحجاج فقال لا بد للزمان من تنفس، وقال أيضا ورد بسند صحيح أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة انتهى‏.‏

2232 - ما من ميت يموت إلا ندم قالوا وما ندامته قال إن كان محسنا أن لا يكون زاد وإن كان مسيئا أن لا يكون استعتب‏.‏

رواه الترمذي عن أبي هريرة‏.‏

2233 - ما من ليلة إلا ينادي مناد يا أهل القبور من تغبطون فيقولون أهل المساجد‏.‏

قال القاري لم يوجد‏.‏

2234 - ما من يوم إلا وتموت فيه سنة وتحيا فيه بدعة‏.‏

وهو من كلام بعض السلف كما قاله الصغاني‏.‏

2235 - ما قدر يكن‏.‏

تقدم وسيأتي أيضا في لا يكثر همك، والمشهور على الألسنة ما قدر كان‏.‏

2236 - ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏.‏

رواه أبو يعلى والعسكري عن أبي سعيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على هذه الأعواد فذكره‏.‏

قال المناوي وهو صحيح،

زاد النجم في لدوا للموت عن أبي هريرة أن ملكا بباب من أبواب السماء يقول يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى،

وأخرجه الديلمي عن عقبة بن عامر في حديث أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله - الحديث، وأخرجه العسكري عن أبي أمامة الثعلبي في قصة ثعلبة بن حاطب بلفظ ويحك يا ثعلبة قليل تطيق شكره خير من كثير لا تؤدي حقه - أو لا تطيقه‏.‏

2237 - ما كثر أذان بلدة إلا قل بردها‏.‏

رواه الديلمي بلا سند عن علي وفي اللآلئ حديث ما من بلدة مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها موضوع انتهى‏.‏

2238 - ما كسوا الباعة‏.‏

تقدم في حاكوا الباعة‏.‏

2239 - ما كل مرة تسلم الجرة‏.‏

قال القاري ليس بحديث، وقال في المقاصد وقع في شعر المبرد‏:‏

أقول للنفس وعاتبتها * على التصابي مائتي مرة

يا نفس صبرا عن ظلال الهوى * ما كل يوم تسلم الجرة

2240 - ما كل ما يعلم يقال‏.‏

قال النجم لا يعرف مسندا بهذا اللفظ لكنه في معنى أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم وحدثوا الناس بما يعرفون، وقد تقدما‏.‏

2241 - ما المعطي من سعة بأعظم أجرا من الآخذ من حاجة‏.‏

ابن حبان في الضعفاء والطبراني في الأوسط وأبو نعيم عن أنس مرفوعا، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر بسند ضعيف أيضا وبه يتأكد قول من ذهب إلى أن اليد العليا في قوله عليه الصلاة والسلام ‏"‏اليد العليا خير من اليد السفلى‏"‏ ‏[‏في نسختنا إضافة ‏"‏والسفلى‏"‏ هنا، ولا يستقيم المعنى‏.‏

وها هو النص قبل تصحيحنا، ولا معنى له‏:‏ وبه يتأكد قول من ذهب إلى أن اليد العليا في قوله عليه الصلاة والسلام ‏"‏اليد العليا خير من اليد السفلى‏"‏ *والسفلى* هي الآخذة‏.‏

دار الحديث‏]‏ هي الآخذة، لا سيما وسيطوف الرجل بصدقته فلا يجد الأغنياء ما ‏[‏في نسختنا‏:‏ ‏"‏فلا يجد الأغنياء *لا* يسقط به أداء الفرض‏"‏‏.‏ بـ ‏"‏لا‏"‏ بدل ‏"‏ما‏"‏، وهو خطأ ظاهر‏.‏ دار الحديث‏]‏ يسقط به أداء الفرض، ولكن الجمهور على خلافه ‏[‏أي أن الجمهور فسره أن اليد العليا هي المعطية‏.‏ دار الحديث‏]‏ ‏.‏

2242 - ما منكم من أحد إلا وكل - وفي لفظ إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم‏.‏

رواه البخاري وأحمد عن ابن مسعود رفعه، وفي معناه أحاديث كثيرة ذكرها الزركشي في الباب الأخير من كتابه‏:‏

منها ما رواه مسلم عن عائشة وابن مسعود بلفظ ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ولا يأمر إلا بخير، وقوله فأسلم روى بالرفع على أنه مضارع مسند للمتكلم وحده وروى بالفتح على أنه فعل ماض، والثانية دالة على إسلام قرينه، خصوصية له صلى الله عليه وسلم، إلا أن يحمل على معنى فاستسلم فافهم‏.‏

2243 - ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا يعني لأهلها ونورا يوم القيامة‏.‏

رواه الترمذي وقال غريب وإرساله أصح عن بريدة مرفوعا، ولفظه من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة‏.‏

2244 - ما من رمانة من رمانكم هذا إلا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة‏.‏

رواه الديلمي وابن عدي في كامله عن ابن عباس مرفوعا وسنده ضعيف كما قاله الذهبي‏.‏

2245 - ما من طامة إلا وفوقها طامة‏.‏

تقدم في‏:‏ البلاء موكل بالمنطق‏.‏

2246 - ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم‏.‏

رواه الديلمي عن معاذ بن جبل رفعه، قال في المقاصد ولا يصح، ولكن ورد في معناه ما سيأتي في نعم الأمير إذا كان بباب الفقير،

وقال النجم وهو ضعيف لكن في تنفير العلماء من إتيان السلطان والأمر أشياء كثيرة جمع السيوطي غالبها في مصنف سماه ما رواه الأساطين في عدم إتيان السلاطين، وقد لخصته في منظومة حافلة انتهى‏.‏

2247 - ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه‏.‏

رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رفعه وهو صحيح‏.‏ وقال النجم وفي لفظ عند البيهقي إلا ورد الله بزيادة الواو‏.‏

2248 - ما من نَبـِيٍّ نُبّئَ إلا بعد الأربعين‏.‏

جزم ابن الجوزي بوضعه لأن عيسى عليه الصلاة والسلام نُبّئَ ورفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فاشتراط الأربعين في حق الأنبياء ليس بشيء‏.‏

قال في المقاصد كذا قال وما قدمناه في حديث ما بعث الله نبيا يرد عليه‏.‏

وقال القاري ويعارضه قوله تعالى في يحيى ‏{‏وآتيناه الحكم صبيا‏}‏ وقوله تعالى في يوسف ‏{‏وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا‏}‏ ولو ثبت يحمل على الغالب‏.‏

2249 - ما من جماعة اجتمعت إلا وفيهم ولي الله لا هم يدرون به ولا هو يدري بنفسه‏.‏

قال القاري لا أصل له وهو كلام باطل فإن الجماعة قد يكونون فجارا يموتون على الكفر‏.‏ كذا ذكره بعضهم ولو صح فباب التأويل واسع‏.‏

2250 - ما امتلأت دار من الدنيا حبرة إلا امتلأت عبرة‏.‏

قال العراقي‏:‏

رواه ابن المبارك عن عكرمة بن عامر عن يحيى بن كثير مرسلا‏.‏ والحبرة بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة السرور‏.‏ والعبرة بفتح العين الدم السائل انتهى‏.‏

لكن في القاموس العبرة بالفتح الدمعة قبل أن تفيض أو تردد البكاء في الصدر والحزن بلا بكاء والجمع عبرات وعبر انتهى‏.‏

2251 - ما النار في اليبس بأسرع من الغيبة في حسنات العبد‏.‏

ذكره في الإحياء‏.‏ قال العراقي لم أجد له أصلا، واليبس بفتحتين وبضم وبسكون الحطب اليابس‏.‏

2252 - ما نزعت الرحمة إلا من شقي‏.‏

رواه الحاكم والقضاعي واللفظ له عن أبي هريرة رفعه، رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه وقال الحاكم صحيح الإسناد‏.‏

2253 - مانع الزكاة يوم القيامة في النار‏.‏

رواه الطبراني في الصغير بسند حسن عن أنس رضي الله تعالى عنه رفعه‏.‏

2254 - ما نقص مال من صدقة‏.‏

رواه القضاعي عن أم سلمة مرفوعا‏.‏ بزيادة ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاد بها عزا، ورواه الديلمي عن أبي هريرة رفعه بلفظ والذي نفس محمد بيده لا ينقص مال من صدقة، ورواه مسلم عن أبي هريرة رفعه بلفظ ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، ورواه الترمذي أيضا وقال حسن صحيح‏.‏

وقال في اللآلئ بعد أن عزاه لمسلم باللفظ المذكور نعم أورده صاحب مسند الفردوس بلفظ والذي نفس محمد بيده لا ينقص مال من صدقة وعزاه لمسلم وأبي يعلى الموصلي والطبراني انتهى ما في اللآلئ‏.‏

2255 - ما وقى المرء عن عرضه فهو له صدقة‏.‏

رواه العسكري والقضاعي عن جابر مرفوعا، زاد القضاعي وما أنفق الرجل على أهله ونفسه كتب له صدقة وفي لفظ له كتب له به صدقة‏.‏

2256 - ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن‏.‏

ذكره في الإحياء بلفظ قال الله لم يسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع‏.‏

قال العراقي في تخريجه لم أر له أصلا، ووافقه في الدرر تبعا للزركشي، ثم قال العراقي وفي حديث أبي عتبة عند الطبراني بعد قوله وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها انتهى‏.‏

وقال ابن تيمية هو مذكور في الإسرائيليات وليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال في المقاصد تبعا لشيخه في اللآلئ ليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي‏.‏ وإلا فمن قال إن الله يحل في قلوب الناس فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده وكأنه أشار بما في الإسرائيليات إلى ما أخرجه أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال إن الله فتح السماوات لحزقيل حتى نظر إلى العرش فقال حزقيل سبحانك ما أعظمك يا رب فقال الله إن السماوات والأرض ضعفن عن أن يسعنني ووسعني قلب عبدي المؤمن الوادع اللين،

ونقل عن خط الزركشي أن بعض العلماء قال إنه حديث باطل وأنه من وضع الملاحدة وأكثر ما يرويه المتكلم على رؤوس العوام علي بن وفا لمقاصد يقصدها ويقول عند الوجد والرقص طوفوا بيت ربكم‏.‏

قال وقد روى الطبراني عن أبي عتبة الخولاني رفعه‏:‏ إن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها، وفي سنده بقية بن الوليد يدلس لكنه صرح بالتحديث‏.‏

2257 - ما لا يجيء من القلب عنايته صعبة‏.‏

قال في المقاصد لا أعرفه حديثا‏.‏ قال وأنشد أبو نواس حين جلس إليه أبو العتاهية وبالغ في وعظه بحيث أبرمه‏:‏

لا زجر للأنفس ‏(‏المشهور ‏"‏لا تنتهي الأنفس‏"‏ كما في نسخة‏)‏ عن غيها * ما لم يكن منها لها زاجر

قال أبو العتاهية فوددت أن لو كان لي بجميع ما قلته من شعري انتهى،

وقال النجم وفي معنى ما في الترجمة قول بعض الصوفية من لم يكن له من قلبه واعظ لم تنفعه المواعظ‏.‏

وعند الديلمي بسند جيد عن أم سلمة رضي الله عنها إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه‏.‏

2258 - ما لا يدرك كله لا يترك كله‏.‏

هو في معنى الآية ‏{‏فاتقوا الله ما استطعتم‏}‏ والحديث ‏"‏أتق الله ما استطعت‏"‏ ولفظ الترجمة قاعدة وليس بحديث‏.‏

2259 - ما تبعد مصر عن حبيب‏.‏

سبق في‏:‏ ما ضاق، روي عن ذي النون المصري بلفظ ما بعد طريق أدى إلى حبيب، والمشهور على الألسنة ما تبعد مصر على عاشق،

وقال النجم في الترجمة مثل وليس بحديث، وفي معناه قول بعضهم‏:‏

والله ما جئتكم زائرا * إلا رأيت الأرض تطوى لي

ولا ثنيت العزم عن بابكم * إلا تعثرت بأذيالي

2260 - ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة‏.‏

رواه الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا وقال حسن صحيح‏.‏

2261 - المتشبع بما لم يعطه كلابس ثوبي زور‏.‏

رواه الشيخان عن أسماء، وسيأتي في‏:‏ من تشبع‏.‏

2262 - المتلوط لو اغتسل بكل قطرة تنزل من السماء على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة لما طهره الله من نجاسته أو يتوب‏.‏

تقدم في ‏"‏لو اغتسل‏"‏ أنه باطل‏.‏

2263 - مت مسلما ولا تبالي‏.‏

قال في المقاصد لا أعلمه بهذا اللفظ والأحاديث في من مات لا يشرك بالله دخل الجنة كثيرة‏:‏ منها ما للشيخين عن ابن مسعود ومنها ما لمسلم عن عثمان بلفظ من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة، وقال القاري معناه صحيح لقوله تعالى ‏{‏ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون‏}‏ ويناسب هذا قول بعضهم‏:‏

كن كيف شئت فإن الله ذو كرم * وما عليك إذا أذنبت من باس

إلا اثنتان فلا تقربهما أبدا * الشرك بالله والإضرار بالناس

2264 - مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح‏.‏

رواه ابن المبارك وكذا أبو يعلى عن أنس رفعه، وأخرجه البغوي في شرح السنة بسند فيه كسابقه إسماعيل بن مسلم المكي ضعيف انفرد به عن الحسن البصري‏.‏

2265 - مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت‏.‏

رواه الشيخان عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه‏.‏

2266 - مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم أخره‏.‏

رواه الترمذي وأبو يعلى والدارقطني عن أنس مرفوعا، وأخرجه الخطيب في الرواة عن مالك، وكذا أبو الحسن القطان في العلل،

وله شاهد عن عمار بن ياسر أخرجه ابن حبان في صحيحه عن سليمان الأغر رفعه،

وفي لفظ عند الطبراني في الكبير عن عمار بن ياسر مثل أمتي كالمطر يجعل الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا، وأخرجه البزار بسند جيد عن عمران بن حصين،

ورواه الطبراني عن ابن عمر‏.‏ وقول النووي في فتاويه أنه ضعيف متعقب فقد قال ابن عبد البر إن الحديث حسن إلا أن يريد باعتبار ذاته أو من طريق أبي يعلى التي عزاها له في فتاواه‏.‏ وإليه يشير قول الحافظ ابن حجر حديث حسن له وطرق،

ولابن عساكر في تاريخه عن عمرو ابن عثمان رفعه مرسلا أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها‏.‏

2267 - مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة‏.‏

متفق عليه عن أبي موسى رفعه، ورواه العسكري وأبو نعيم والديلمي عن أنس رضي تعالى الله عنه‏.‏

2268 - مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع، كمثل رجل أتى راعيا فقال أجزرني شاة، فقال له خذ خيرها شاة، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم‏.‏

رواه أحمد وابن ماجه وابن منيع والطيالسي والبيهقي والعسكري عن أبي هريرة رفعه وسنده ضعيف‏.‏ قال العسكري أراد به الحث على إظهار أحسن ما يسمع والنهي عن الحديث بما يستقبح‏.‏ وهو قوله تعالى ‏{‏الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‏}‏ ‏.‏

2269 - المجالس بالأمانة‏.‏

رواه الديلمي والقضاعي والعسكري عن علي رفعه ورواه أبو داود والعسكري أيضا عن جابر بن عبد الله رفعه بزيادة إلا ثلاثة مجالس سفك حرام أو فرج حرام أو اقتطاع مال بغير حق، وللديلمي عن أسامة ابن زيد رفعه المجالس أمانة فلا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحا‏.‏ ولعبد الرزاق عن محمد بن حزم رفعه مرسلا إنما يتجالس المتجالسون بأمانة الله فلا يحل لأحد أن يفشي عن صاحبه ما يكره‏.‏

وللعسكري عن ابن عباس مرفوعا إنما تجالسون بالأمانة‏.‏ وله عن أنس مرفوعا إلا ومن الأمانة أو قال إلا ومن الخيانة أن يحدث الرجل أخاه بالحديث فيقول اكتمه فيفشيه‏.‏ وله عن أبي سعيد رفعه‏:‏ إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها‏.‏

قال النجم وهذا الأخير عند أحمد ومسلم وأبي داود بلفظ ثم ينشر سرها‏.‏ وفي لفظ إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه وتقدم حديث إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة والله أعلم‏.‏

2270 - ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس‏.‏

رواه الترمذي وقال حسن من حديث المقدام بن معدي كرب‏.‏ وفي لفظ له عقب صلبه‏:‏ وإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه‏.‏ هذا ما في الإحياء وتخريجه للعراقي في موضعين،

ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن المبارك، وأحمد والترمذي وابن ماجه وابن سعد وابن جرير والطبراني والبيهقي عن المقدام بن معدي كرب أيضا بلفظ ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه، ورواه أيضا فيه عن ابن حبان والبيهقي عن المقدام أيضا بلفظ ما ملأ آدم من وعاء شرا من بطن حسبك يا ابن آدم لقيمات يقمن صلبك فإن كان لا بد فثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس‏.‏

2271 - ما يوضع في الميزان يوم القيامة أفضل من حسن الخلق وإن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم‏.‏

رواه الطبراني عن أبي الدرداء، ورواه أبو داود والترمذي وقال غريب‏.‏ وقال في بعض طرقه حسن صحيح بلفظ ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق، وفي لفظ صححه أثقل ما يوضع في الميزان حسن الخلق،

وعند أحمد عن عبد الله بن عمر أن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم بحسن خلقه وكرمه، وعن أبي هريرة أن المسلم ليدرك درجة الظمآن في الهواجر بحسن خلقه، وعن أنس إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة وإن العبد ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وإنه لقوي العبادة‏.‏