فصل: مقدمة السورة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*11 -  سورة هود مكية وآياتها ثلاث وعشرون ومائة

*3*  مقدمة سورة هود

أخرج النحاس في تاريخه وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت سورة هود بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال‏:‏ نزلت سورة هود بمكة‏.‏

وأخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏اقرأوا هود يوم الجمعة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر من طريق مسروق عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج البزار وابن مردويه من طريق أنس رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله عجل إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها، والواقعة، والحاقة، وعم يتسألون، وهل أتاك حديث الغاشية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه‏.‏ أنه قال‏:‏ ما شيب رأسك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هود وأخوانها شيبتني قبل الشيب‏.‏ قال‏:‏ وما أخواتها‏؟‏ قال‏:‏ إذا وقعت الواقعة، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لقد عجل إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها من المفصل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله أسرع إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أجل شيبتني هود وأخواتها‏:‏ الواقعة، والقارعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت، وسأل سائل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن‏.‏ سمعت أنسا يقول‏:‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله شبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود والواقعة‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله قد شبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت‏"‏ وأخرجه سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو يعلى وابن المنذر وابن مردويه عن عكرمة مرسلا‏.‏

وأخرج ابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا‏:‏ يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أجل شيبتني هود وأخواتها‏.‏ قال عطاء رضي الله عنه‏:‏ أخواتها‏:‏ اقتربت الساعة، والمرسلات، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله أسرع إليك الشيب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها الواقعة، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله لقد شبت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتنش هود، والواقعة، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏ أن أبا بكر رضي الله عنه قال‏:‏ يا رسول الله ما شيبك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هود والواقعة‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه‏.‏ أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله قد شبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏شيبتني هود وأخواتها‏:‏ الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قيل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قد شبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود، وإذا الشمس كورت، وأخواتهما‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله نراك قد شبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عمران بن حصين رضي الله عنه‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أصحابه‏:‏ قد أسرع إليك الشيب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها من الفصل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏شيبتني هود وأخواتها، وذكر يوم القيامة، وقصص الأمم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي علي السري رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله روي عنك أنك قلت‏:‏ شيبتني هود‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فقلت‏:‏ ما الذي شيبك منه قصص الأنبياء وهلاك الأمم‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكن قوله ‏(‏فاستقم كما أمرت‏)‏ ‏(‏هود الآية 112‏)‏ ‏"‏‏.‏

*3* التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الآيات 1 - 4

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏الر كتاب أحكمت آياته‏}‏ قال‏:‏ هي كلها مكية محكمة يعني سورة هود ‏{‏ثم فصلت‏}‏ قال‏:‏ ثم ذكر محمدا صلى الله عليه وسلم فحكم فيها بينه وبين من خالفه، وقرأ مثل الفريقين الآية كلها، ثم ذكر قوم نوح، ثم قوم هود فكان هذا تفصيل ذلك وكان أوله محكما‏.‏ قال‏:‏ وكان أبي رضي الله عنه يقول ذلك‏:‏ يعني زيد بن أسلم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏كتاب أحكمت آياته ثم فصلت‏}‏ قال‏:‏ أحكمت بالأمر والنهي، وفصلت بالوعد والوعيد‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ثم فصلت‏}‏ قال‏:‏ فسرت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏كتاب أحكمت آياته ثم فصلت‏}‏ قال‏:‏ أحكمها الله من الباطل ثم فصلها بعلمه فبين حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته، وفي قوله ‏{‏من لدن حكيم‏}‏ يعني من عند حكيم‏.‏ وفي قوله ‏{‏يمتعكم متاعا حسنا‏}‏ قال‏:‏ فأنتم في ذلك المتاع فخذوه بطاعة الله ومعرفة حقه فإن الله منعم يحب الشاكرين، وأهل الشكر في مزيد من الله وذلك قضاؤه الذي قضى، وفي قوله ‏{‏إلى أجل مسمى‏}‏ يعني الموت، وفي قوله ‏{‏ويؤت كل ذي فضل فضله‏}‏ أي في الآخرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويؤت كل ذي فضل فضله‏}‏ قال‏:‏ ما احتسب به من ماله أو عمل بيديه أو رجليه أو كلامه، أو ما تطول به من أمره كله‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويؤت كل ذي فضل فضله‏}‏ قال‏:‏ يؤت كل ذي فضل في الإسلام فضل الدرجات في الآخرة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويؤت كل ذي فضل فضله‏}‏ قال‏:‏ من عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات، فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات، وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذت من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات، ثم يقول‏:‏ هلك من غلب آحاده أعشاره‏.‏

 الآية 5

أخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أنه قرأ ‏{‏ألا إنهم يثنون صدورهم‏}‏ وقال أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم‏.‏

وأخرج البخاري وابن مردويه من طريق عمرو بن دينار رضي الله عنه قال‏:‏ قرأ ابن عباس رضي الله عنهما‏"‏ألا إنهم تثنوا في صدورهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول‏"‏ألا إنهم تثنوا في صدورهم‏"‏قال‏:‏ كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط إلا وقد تغشوا بثيابهم كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ألا إنهم يثنون صدورهم‏}‏ قال‏:‏ الشك في الله وعمل السيئات‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن شداد بن الهاد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ألا إنهم يثنون صدورهم‏}‏ قال‏:‏ كان المنافقون إذا مر أحدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وتغشى ثوبه لكيلا يراه فنزلت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يثنون صدورهم‏}‏ قال‏:‏ تضيق شكا وامتراء في الحق ‏{‏ليستخفوا منه‏}‏ قال‏:‏ من الله إن استطاعوا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏ألا حين يستغشون ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رزين رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كان أحدهم يحني ظهره ويستغشي بثوبه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كانوا يحنون صدورهم لكيلا يسمعوا كتاب الله‏.‏ قال تعالى ‏{‏ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون‏}‏ وذلك أخفى ما يكون ابن آدم إذا حنى ظهره واستغشى بثوبه وأضمر همه في نفسه، فإن الله لا يخفي ذلك عليه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ألا إنهم يثنون صدورهم‏}‏ يقول‏:‏ يكتمون ما في قلوبهم ‏{‏ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم‏}‏ ما علموا بالليل والنهار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله ‏{‏يثنون صدورهم‏}‏ يقول‏:‏ يطأطئون رؤوسهم ويحنون ظهورهم‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ‏{‏ألا حين يستغشون ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ في ظلمة وظلمة اللحاف‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏ألا إنهم يثنون صدورهم‏}‏ قال‏:‏ يكبون ‏{‏ألا حين يستغشون ثيابهم‏}‏ قال‏:‏ يغطون رؤوسهم‏.‏

 الآية 6

أخرج أبو الشيخ عن أبي الخير البصري رضي الله عنه قال‏:‏ أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام‏:‏ تزعم أنك تحبني وتسيء بي الظن صباحا ومساء، أما كانت لك عبرة إن شققت سبع أرضين فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها‏}‏ يعني كل دابة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها‏}‏ يعني ما جاءها من رزق فمن الله، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ولكن ما كان لها من رزق فمن الله‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ‏"‏أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم، لما هاجروا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلا منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فلما انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه يقرأ هذه الآية ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين‏}‏ فقال الرجل‏:‏ ما الأشعريون بأهون الدواب على الله‏.‏ فرجع ولم يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه‏:‏ أبشروا أتاكم الغوث ولا يظنون إلا أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعده، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملؤة خبزا ولحما، فأكلوا منها ما شاؤوا ثم قال بعضهم لبعض‏:‏ لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي به حاجته، فقالا للرجلين‏:‏ اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا قضينا حاجتنا، ثم إنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا رسول الله ما رأينا طعاما أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به‏.‏ قال‏:‏ ما أرسلت إليكم طعاما‏؟‏ فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم‏.‏ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما صنع وما قال لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ذلك شيء رزقكموه الله‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ويعلم مستقرها‏}‏ قال‏:‏ حيث تأوي ‏{‏ومستودعها‏}‏ قال‏:‏ حيث تموت‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ مستقرها بالليل ومستودعها حيث تموت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعلم ‏{‏مستقرها‏}‏ قال‏:‏ يأتيها رزقها حيث كانت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويعلم مستقرها ومستودعها‏}‏ قال‏:‏ مستقرها في الأرحام، ومستودعها حيث تموت‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة حتى إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض، فتقول الأرض يوم القيامة‏:‏ هذا ما استودعتني‏"‏‏.‏

 الآية 7

أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال‏:‏ قال أهل اليمن‏:‏ يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض‏"‏فنادى مناد‏:‏ ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها‏.‏

وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه‏؟‏ قال‏:‏ كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء‏"‏قال الترمذي رضي الله عنه‏:‏ العماء‏:‏ أي ليس معه شيء‏.‏

وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء هذا الأمر‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق سبع سموات‏"‏ثم أتاني آت فقال‏:‏ هذه ناقتك قد ذهبت‏.‏ فخرجت والسراب ينقطع دونها، فلوددت أني كنت تركتها‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أنه سئل عن قوله تعالى ‏{‏وكان عرشه على الماء‏}‏ على أي شيء كان‏؟‏ قال‏:‏ على متن الريح‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وكان عرشه على الماء‏}‏ قال‏:‏ قبل أن يخلق شيئا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كان عرشه على الماء، فلما خلق السموات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت منه الأجسام، وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى‏.‏

وأخرج داود بن المحبر في كتاب العقل وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في كتاب التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏ليبلوكم أيكم أحسن عملا‏}‏ فقلت‏:‏ ما معنى ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ليبلوكم أيكم أحسن عقلا، ثم قال‏:‏ وأحسنكم عقلا، أورعكم عن محارم الله، وأعلمكم بطاعة الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ‏{‏ليبلوكم‏}‏ قال‏:‏ يعني الثقلين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ليبلوكم‏}‏ قال‏:‏ ليختبركم ‏{‏أيكم أحسن عملا‏}‏ قال‏:‏ أيكم أتم عقلا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه ‏{‏ليبلوكم أيكم أحسن عملا‏}‏ قال‏:‏ أزهد في الدنيا‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولئن قلت إنكم لمبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا‏}‏ الآية

أخرج أبو الشيخ عن زائدة رضي الله عنه قال‏:‏ قرأ سليمان بن موسى في هود عند سبع آيات ‏{‏ساحر مبين‏}‏‏.‏