فصل: الآية (‏128‏)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  الآية ‏(‏124‏)‏‏.‏

- أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ابن جريج ‏{‏وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله‏}‏ وذلك أنهم قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى ما دعاهم إليه من الحق‏:‏ لو كان هذا حقا لكان فينا من هو أحق أن يأتي به من محمد ‏{‏وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ ‏(‏الزخرف 31‏)‏‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏‏.‏

- أخرج أحمد عن ابن مسعود قال‏:‏ إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي حسن قال‏:‏ أبصر رجل ابن عباس وهو يدخل من باب المسجد، فلما نظر إليه راعه فقال‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ ابن عباس بن عم رسول الله‏.‏ قال ‏{‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏{‏سيصيب الذين أجرموا‏}‏ قال‏:‏ أشركوا ‏{‏صغار‏}‏ قال‏:‏ هوان‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏صغار‏}‏ قال‏:‏ ذلة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏بما كانوا يمكرون‏}‏ قال‏:‏ بدين الله ونبيه وعباده المؤمنين‏.‏

-  الآية ‏(‏125‏)‏‏.‏

- أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي جعفر المدائني رجل من بني هاشم وليس هو محمد بن علي قال‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس‏؟‏ قال ‏"‏أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم لما بعده استعدادا‏.‏ قال‏:‏ وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ قالوا‏:‏ كيف يشرح صدره يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح له‏.‏ قالوا‏:‏ فهل لذلك من إمارة يعرف بها‏؟‏ قال‏:‏ الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الفضيل ‏"‏أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أرأيت قول الله ‏{‏من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ فكيف الشرح‏؟‏ قال‏:‏ إذا أراد الله بعبد خيرا قذف في قلبه النور فانفسح لذلك صدره، فقال‏:‏ يا رسول الله هل لذلك من آية يعرف بها‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فما آية ذلك‏؟‏ قال‏:‏ التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، وحسن الاستعداد للموت قبل نزول الموت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن الحسن قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ هل لهذه الآية علم تعرف به‏؟‏ قال ‏"‏نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل أن ينزل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم البيهقي في الشعب من طرق عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ قال ‏"‏إذا أدخل الله النور القلب انشرح وانفسح‏.‏ قالوا‏:‏ فهل لذلك من آية يعرف بها‏؟‏ قال‏:‏ الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله أي المؤمنين أكيس‏؟‏ قال ‏"‏أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا‏.‏ ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ قلت‏:‏ وكيف يشرح صدره للإسلام‏؟‏ قال‏:‏ هو نور يقذف فيه، إن النور إذا وقع في القلب انشرح له الصدر وانفسح‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله هل لذلك من علامة يعرف بها‏؟‏ قال‏:‏ نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بئس القوم لا يقومون لله بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن المسور - وكان من ولد جعفر بن أبي طالب - قال‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ما هو هذا الشرح‏؟‏ قال‏:‏ نور يقذف به في القلب ينفسح له القلب‏.‏ قالوا‏:‏ فهل لذلك من إمارة يعرف بها‏؟‏ قال‏:‏ نعم الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام‏}‏ يقول يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به ‏{‏ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا‏}‏ يقول‏:‏ شاكا ‏{‏كأنما يصعد في السماء‏}‏ يقول‏:‏ كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي الصلت الثقفي‏.‏ أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ‏(‏ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا‏)‏ بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله ‏(‏حرجا‏)‏ بالخفض‏.‏ فقال عمر‏:‏ أبغوني رجلا من كنانة واجعلوه راعيا، ولكن مدلجيا‏.‏ فأتوه به فقال له عمر‏:‏ يا فتى ما الحرجة فيكم‏؟‏ قال‏:‏ الحرجة فينا‏:‏ الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء‏.‏ فقال عمر‏:‏ كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم‏.‏ أنه قرأ ‏(‏ضيقا حرجا‏)‏ بكسر الراء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ‏{‏ضيقا حرجا‏}‏ أي متلبسا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج ‏{‏ضيقا حرجا‏}‏ أي بلا إله إلا الله لا يستطيع أن يدخلها في صدره، لا يجد لها في صدره مساغا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ‏{‏كأنما يصعد في السماء‏}‏ من شدة ذلك عليه‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ‏{‏ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا‏}‏ يقول‏:‏ من أراد الله أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإسلام عليه ضيقا والإسلام واسع، وذلك حين يقول‏:‏ ‏{‏ما جعل عليكم في الدين من حرج‏}‏ ‏(‏الحج الآية 78‏)‏ يقول‏:‏ ما في الإسلام من ضيق‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ‏{‏يجعل صدره ضيقا حرجا‏}‏ قال‏:‏ ليس للخير فيه منفذ ‏{‏كأنما يصعد في السماء‏}‏ يقول‏:‏ مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏كذلك يجعل الله الرجس‏}‏ قال‏:‏ الرجس ما لا خير فيه‏.‏

-  الآية ‏(‏126 - 127‏)‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فصلنا الآيات‏}‏ قال‏:‏ بينا الآيات‏.‏ وفي قوله ‏{‏لهم دار السلام‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن زيد قال‏:‏ السلام‏:‏ هو الله‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن السدي ‏{‏لهم دار السلام‏}‏ قال‏:‏ الله هو السلام، وداره الجنة‏.‏

-  الآية ‏(‏128‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏قد استكثرتم من الإنس‏}‏ يقول‏:‏ في ضلالتكم إياهم، يعني أضللتم منهم كثيرا‏.‏

وفي قوله ‏{‏قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله‏}‏ قال‏:‏ إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا نارا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ‏{‏يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس‏}‏ قال‏:‏ استكثرتم ربكم أهل النار يوم القيامة ‏{‏وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض‏}‏ قال الحسن‏:‏ وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن القيامة ‏{‏وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض‏}‏ قال الحسن‏:‏ وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله ‏{‏ربنا استمتع بعضنا ببعض‏}‏ قال‏:‏ الصحابة في الدنيا ‏{‏وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن أبي جريج في قوله ‏{‏ربنا استمتع بعضنا ببعض‏}‏ قال‏:‏ كان الرجل في الجاهلية ينزل بالأرض فيقول‏:‏ أعوذ بكبير هذا الوادي‏.‏ فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة ‏{‏وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏