فصل: الآية (24)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*37 -  سورة الصافات مكية وآياتها ثنتان وثمانون ومائة

*3*  مقدمة سورة الصافات

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت سورة الصافات بمكة‏.‏

وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات‏.‏

وأخرج ابن أبي داود في فضائل القرآن وابن النجار في تاريخه عن نهشل بن سعيد الورداني عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏من قرأ يس، والصافات يوم الجمعة، ثم سأل الله أعطاه سؤله‏"‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيوريات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ‏"‏قدم أهل حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة حمزة، ومحرش، ومشرح، وأبصعة، وأختهم العمردة، وفيهم الأشعث بن قيس، وهو أصغرهم فقالوا‏:‏ أبيت اللعن‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لست ملكا، أنا محمد بن عبد الله قالوا‏:‏ نسميك باسمك قال‏:‏ لكن الله سماني، وأنا أبو القاسم، قالوا‏:‏ يا أبا القاسم، إنا قد خبأنا لك خبيئا، فما هو ذا‏؟‏ كانوا خبؤا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرادة في حمية سمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سبحان الله‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ إنما يفعل هذا بالكاهن، وإن الكاهن، والكهانة، والتكهن، في النار فقالوا‏:‏ يا رسول الله كيف نعلم أنك رسول الله‏؟‏ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى، فقال‏:‏ هذا يشهد أني رسول الله‏.‏ فسبح الحصى في يده قالوا‏:‏ نشهد أنك رسول الله‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله بعثني بالحق، وأنزل علي كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، أثقل في الميزان من الجبل العظيم، وفي الليلة الظلماء مثل نور الشهاب‏.‏ قالوا‏:‏ فأسمعنا منه، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏والصافات صفا‏}‏ حتى بلغ ‏{‏رب المشارق‏}‏ ثم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روعه، فما يتحرك منه شيء، ودموعه تجري على لحيته فقالوا‏:‏ أنا نراك تبكي‏!‏ أفمن مخافة من أرسلك تبكي‏؟‏ قال‏:‏ إن خشيتي منه أبكتني، بعثني على صراط مستقيم، في مثل حد السيف، إن زغت عنه هلكت‏.‏ ثم تلا ‏(‏ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك‏)‏ ‏(‏الإسراء 86‏)‏ إلى آخر الآية‏"‏‏.‏

*3* التفسير

 الآيات 1 - 5

أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه ‏{‏والصافات صفا‏}‏ قال‏:‏ الملائكة ‏{‏فالزاجرات زجرا‏}‏ قال‏:‏ الملائكة ‏{‏فالتاليات ذكرا‏}‏ قال‏:‏ الملائكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال‏:‏ كان يقال في الصافات، والمرسلات، والنازعات هي الملائكة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏والصافات صفا، فالزاجرات زجرا‏}‏ قال‏:‏ هم الملائكة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ‏{‏فالزاجرات زجرا‏}‏ قال‏:‏ ما زجر الله عنه في القرآن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ‏{‏فالتاليات ذكرا‏}‏ قال‏:‏ الملائكة يجيؤن بالكتاب، والقرآن، من عند الله إلى الناس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏والصافات صفا‏}‏ قال‏:‏ الملائكة صفوف في السماء ‏{‏فالزاجرات زجرا‏}‏ قال‏:‏ ما زجر الله عنه في القرآن ‏{‏فالتاليات ذكرا‏}‏ قال‏:‏ ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة ‏{‏إن إلهكم لواحد‏}‏ قال‏:‏ وقع القسم على هذا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ورب المشارق‏}‏ قال‏:‏ المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا ‏{‏والمغارب‏}‏ ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال ‏"‏والمشرقان‏"‏ مشرق الشتاء ومشرق الصيف ‏"‏والمغربان‏"‏ مغرب الشتاء، ومغرب الصيف‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال ‏{‏المشارق‏}‏ ثلاثمائة وستون مشرقا ‏{‏والمغارب‏}‏ مثل ذلك، تطلع الشمس كل يوم من مشرق، وتغرب في مغرب‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ورب المشارق‏}‏ قال‏:‏ عدد أيام السنة، كل يوم مطلع، ومغرب‏.‏

 من آية 6 - 10

أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ‏(‏بزينة الكواكب‏)‏ منونة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن عياش قال‏:‏ قال عاصم رضي الله عنه من قرأها ‏"‏بزينة الكواكب‏"‏ مضافا، ولم ينون، فلم يجعلها زينة للسماء، وإنما جعل الزينة للكواكب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وحفظا‏}‏ قال‏:‏ جعلناها حفظا ‏{‏من كل شيطان مارد، لا يسمعون إلى الملأ الأعلى‏}‏ قال‏:‏ منعوا بها‏.‏ يعني بالنجوم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ ‏{‏لا يسمعون إلى الملأ الأعلى‏}‏ مخففة وقال‏:‏ أنهم كانوا يتسمعون، ولكن لا يسمعون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا يسمعون إلى الملأ الأعلى‏}‏ قال‏:‏ الملائكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويقذفون من كل جانب‏}‏ قال‏:‏ يرمون من كل مكان ‏{‏دحورا‏}‏ قال‏:‏ مطر ودين ‏{‏ولهم عذاب واصب‏}‏ قال‏:‏ دائم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ويقذفون من كل جانب دحورا‏}‏ قال‏:‏ قذفا بالشهب ‏{‏ولهم عذاب واصب‏}‏ قال‏:‏ دائم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏عذاب واصب‏}‏ قال‏:‏ دائم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏إلا من خطف الخطفة‏}‏ يقول‏:‏ إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة ‏{‏فأتبعه شهاب‏}‏ يعني الكواكب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إذا رمي الشهاب لم يخطء من رمي به وتلا ‏{‏فأتبعه شهاب ثاقب‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فأتبعه شهاب ثاقب‏}‏ قال‏:‏ إن الجني يجيء، فيسترق، فإذا سرق السمع، فرمي بالشهاب، قال للذي يليه‏:‏ كان كذا وكذا‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله ‏{‏شهاب ثاقب‏}‏ قال‏:‏ يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر، فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال‏:‏ ليس ذاك، ولكن ثقوبه ضوءه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏شهاب ثاقب‏}‏ قال‏:‏ ضوءه إذا نقض، فأصاب الشيطان‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال ‏{‏الثاقب‏}‏ المتوقد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله ‏{‏ثاقب‏}‏ قالا‏:‏ مضيء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال ‏{‏الثاقب‏}‏ المحرق‏.‏

 الآيات 11 - 21

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏أهم أشد خلقا أم من خلقنا‏}‏ قال‏:‏ السموات، والأرض، والجبال‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏أم من خلقنا‏}‏ قال‏:‏ أم من عددنا عليك من خلق السموات والأرض قال الله تعالى ‏(‏لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس‏)‏ ‏(‏غافر 57‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ ‏"‏أهم أشد خلقا أم من عددنا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏أم من خلقنا‏}‏ قال‏:‏ من الأموات والملائكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏من طين لازب‏}‏ قال‏:‏ ملتصق‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أن نافع بن الأزرق سأله قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏من طين لازب‏}‏ قال‏:‏ الملتزق قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت النابغة وهو يقول‏:‏

فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏من طين لازب‏}‏ قال‏:‏ اللزب الجيد‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏من طين لازب‏}‏ قال‏:‏ لازج‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏من طين لازب‏}‏ قال‏:‏ اللازب، والحمأ، والطين واحد‏.‏ كان أوله ترابا، ثم صار حمأ منتنا، ثم صار طينا لازبا فخلق الله منه آدم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ‏{‏اللازب‏}‏ الذي يلزق بعضه إلى بعض‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ اللازب الذي يلزق باليد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏طين لازب‏}‏ قال‏:‏ لازم منتن‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ ‏"‏بل عجبت ويسخرون‏"‏ بالرفع‏.‏

وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية ‏"‏بل عجبت ويسخرون‏"‏ بالنصب، ويقول إن الله لا يعجب من الشيء، إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش‏:‏ فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي رضي الله عنه، فقال‏:‏ إن شريحا كان معجبا برأيه، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه، كان يقرأها ‏{‏بل عجبت‏}‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ ‏{‏بل عجبت‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏بل عجبت ويسخرون‏}‏ قال‏:‏ عجبت من كتاب الله ووحيه ‏{‏ويسخرون‏}‏ بما جئت به‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏بل عجبت‏}‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عجبت بالقرآن حين أنزل، ويسخر منه ضلال بني آدم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏بل عجبت‏}‏ قال‏:‏ عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضلالة ‏{‏ويسخرون‏}‏ يعني أهل مكة ‏{‏وإذا ذكروا لا يذكرون‏}‏ أي لا ينتفعون، ولا يبصرون ‏{‏وإذا رأوا آية يستسخرون‏}‏ أي يسخرون منه ويستهزؤن‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يستسخرون‏}‏ قال‏:‏ يستهزؤن‏.‏ وفي قوله ‏{‏فإنما هي زجرة‏}‏ قال‏:‏ صيحة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فإنما هي زجرة واحدة‏}‏ قال‏:‏ نفخة واحدة، وهي النفخة الآخرة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏هذا يوم الدين‏}‏ قال‏:‏ يدين الله فيه العباد بأعمالهم ‏{‏هذا يوم الفصل‏}‏ يعني يوم القيامة‏.‏

 الآيات 22 - 23

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ تقول الملائكة للزبانية ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن منيع في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ أمثالهم الذين هم مثلهم، يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر‏.‏ أزواج في الجنة، وأزواج في النار‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ أشباههم‏.‏ وفي لفظ نظراءهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ أزواجهم في الأعمال وقرأ ‏(‏وكنتم أزواجا ثلاثة‏)‏ ‏(‏الواقعة 7‏)‏ الآية ‏(‏فأصحاب الميمنة‏)‏ ‏(‏الواقعة 8‏)‏ زوج ‏(‏وأصحاب المشأمة‏)‏ ‏(‏الواقعة 9‏)‏ زوج ‏(‏والسابقون‏)‏ ‏(‏الواقعة 10‏)‏ زوج‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ أمثالهم‏.‏ القتلة مع القتلة، والزناة مع الزناة، وأكلة الربا مع أكلة الربا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏احشروا الذين ظلموا وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ أشباههم من الكفار مع الكفار ‏{‏وما كانوا يعبدون من دون الله‏}‏ قال‏:‏ الأصنام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فاهدوهم إلى صراط الجحيم‏}‏ قال‏:‏ سوقوهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فاهدوهم‏}‏ قال‏:‏ دلوهم ‏{‏إلى صراط الجحيم‏}‏ قال‏:‏ طريق النار‏.‏

 آية 24

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤلون‏}‏ قال‏:‏ احبسوهم إنهم محاسبون‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفا يوم القيامة لازما به لا يفارقه، وإن دعا رجل رجلا‏.‏ ثم قرأ ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤلون‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤلون‏}‏ قال‏:‏ يقفون يوم القيامة حتى يسألوا عن أعمالهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال‏:‏ كان يقال إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه‏.‏

 الآيات 25 - 44

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ما لكم لا تناصرون‏}‏ قال‏:‏ لا تمانعون منا ‏{‏بل هم اليوم مستسلمون‏}‏ مسخرون ‏{‏وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ أقبل بعضهم يلوم بعضا قال‏:‏ الضعفاء للذين استكبروا ‏{‏إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين‏}‏ تقهروننا بالقدرة ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ عليكم ‏{‏قالوا بل لم تكونوا مؤمنين‏}‏ في علم الله ‏{‏وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين‏}‏ مشركين في علم الله ‏{‏فحق علينا قول ربنا‏}‏ فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء، وكنتم أعزة ‏{‏فإنهم يومئذ‏}‏ قال‏:‏ كلهم ‏{‏في العذاب مشتركون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ما لكم لا تناصرون‏}‏ قال‏:‏ لا يدفع بعضكم بعضا ‏{‏بل هم اليوم مستسلمون‏}‏ في عذاب الله ‏{‏وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ الأنس على الجن قالت الأنس للجن ‏{‏إنكم تأتوننا عن اليمين‏}‏ قال‏:‏ من قبل الخير أفتهنونا عنه‏.‏ قالت الجن للأنس ‏{‏بل لم تكونوا مؤمنين، فحق علينا قول ربنا‏}‏ قال‏:‏ هذا قول الجن ‏{‏فأغويناكم إنا كنا غاوين‏}‏ هذا قول الشياطين لضلال بني آدم ‏{‏ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون‏}‏ يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم ‏{‏بل جاء بالحق وصدق المرسلين‏}‏ أي صدق من كان قبله من المرسلين ‏{‏إنكم لذائقوا العذاب الأليم، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون، إلا عباد الله المخلصين‏}‏ قال‏:‏ هذه ثنية الله ‏{‏أولئك لهم رزق معلوم‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏كنتم تأتوننا عن اليمين‏}‏ قال‏:‏ كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏تأتوننا عن اليمين‏}‏ قال‏:‏ عن الحق الكفار تقوله للشياطين‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبه وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏لم تكونوا مؤمنين‏}‏ قال‏:‏ لو كنتم مؤمنين منعتم منا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فأغويناكم‏}‏ قال‏:‏ الشياطين تقول ‏{‏أغويناكم‏}‏ في الدنيا ‏{‏إنا كنا غاوين‏}‏ ‏{‏فإنهم يومئذ‏}‏ ومن أغووا في الدنيا ‏{‏في العذاب مشتركون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون‏}‏ قال‏:‏ كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون ‏{‏ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون‏}‏ لا يعقل قال‏:‏ فحكى الله صدقه فقال ‏{‏بل جاء بالحق وصدق المرسلين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله، ونفسه، إلا بحقه، وحسابه على الله‏.‏ وأنزل الله في كتابه، وذكر قوما استكبروا فقال ‏{‏إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون‏}‏ وقال ‏(‏إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها‏)‏ ‏(‏الفتح، الآية 26‏)‏ وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏ استكبر عنها المشركون يوم الحديبية‏.‏ يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه قيل له‏:‏ أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فمن جاء بأسنانه فتح له، ومن لا، لم يفتح له‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ ‏{‏إلا عباد الله المخلصين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏أولئك لهم رزق معلوم‏}‏ قال‏:‏ في الجنة‏.‏