فصل: الآية (26)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون

- أخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن انس ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين فأشار عليه عمر، ثم استشارهم فقالت الأنصار‏:‏ يا معشر الانصار إياكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قالوا‏:‏ لا نقول كما قالت بنو اسرئيل لموسى ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون‏}‏ والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وابن مردويه عن عتبة بن عبد السلمي قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ألاتقاتلون‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ ولانقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن طارق بن شهاب ان المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏"‏يا رسول الله، انا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري والحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال ‏"‏لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون انا صاحبه احب إلي مما عدل به، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين قال‏:‏ والله يا رسول الله، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك، ومن بين يديك ومن خلفك، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق لذلك وسر بذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جريرعن قتادة ‏"‏ذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم الحديبية حين صد المشركون الهدي وحيل بينهم وبين مناسكهم‏!‏ إني ذاهب بالهدي فناحره عند البيت‏.‏ فقال المقداد بن الاسود‏:‏ اما والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبيهم ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ ‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قال ربي إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين

- أخرج ابن جرير عن السدي قال‏:‏ غضب موسى عليه السلام حين قال له القوم‏:‏ ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ فدعا عليهم فقال‏:‏ ‏{‏رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين‏}‏ وكان عجلة من موسى عجلها، فلما ضرب عليهم التيه ندم موسى، فلما ندم أوحى الله إليه ‏{‏فلا تأس على القوم الفاسقين‏}‏ ‏(‏المائدة الآية 26‏)‏ لا تحزن على القوم الذين سميتهم فاسقين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله ‏{‏فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين‏}‏ يقول‏:‏ افصل بيننا وبينهم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين

- أخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏فإنها محرمة عليهم‏}‏ قال‏:‏ أبدا‏.‏ وفي قوله ‏{‏يتيهون في الأرض‏}‏ قال‏:‏ أربعين سنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أنهم بعثوا اثني عشر رجلا، من كل سبط رجلا عيونا ليأتوهم بأمر القوم، فأما عشرة فجبنوا قومهم وكرهوا إليهم الدخول، وأما يوشع بن نون وصاحبه فامرا بالدخول واستقاما على أمر الله ورغبا قومهم في ذلك، وأخبراهم في ذلك أنهم غالبون حتى بلغ ‏{‏ههنا قاعدون‏}‏‏.‏ قال‏:‏ لما جبن القوم عن عدوهم وتركوا أمر ربهم قال الله ‏{‏فإنها محرمة عليهم أربعين سنة‏}‏ إنما يشربون ماء الاطوار، لا يهبطون قرية ولامصرا، ولا يهتدون لها ولا يقدرون على ذلك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال‏:‏ حرمت عليهم القرى، فكانوا لا يهبطون قرية ولا يقدرون على ذلك، إنما يتبعون الاطواء أربعين سنة، والاطواء الركايا، وذكر لنا أن موسى توفي في الاربعين سنة، وأنه لم يدخل بيت المقدس منهم إلا أبناؤهم والرجلان اللذان قالا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ تاهوا أربعين سنة، فهلك موسى وهرون في التيه، وكل من جاوز الأربعين سنة، فلما مضت الأربعون سنة ناهضهم يوشع بن نون، وهو الذي قام بالأمر بعد موسى، وهو الذي قيل له اليوم يوم الجمعة فهموا بافتتاحها، فدنت الشمس للغروب، فخشي ان دخلت ليلة السبت أن يسبتوا، فنادى الشمس‏:‏ إني مأمور وانك مأمورة‏.‏ فوقفت حتى افتتحها، فوجد فيها من الأموال مالم ير مثله قط، فقربوه إلى النار فلم تأت فقال‏:‏ فيكم غلول، فدعا رؤوس الاسباط وهم اثنا عشر رجلا فبايعهم، فالتصقت يد رجل منهم بيده فقال‏:‏ الغلول عندك، فأخرجه فأخرج رأس بقرة من ذهب، لها عينان من ياقوت، وأسنان من لؤلؤ، فوضعا مع القربان، فأتت النار فأكلتها‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال‏:‏ تاهت بنو إسرائيل أربعين سنة، يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال‏:‏ ان بني إسرائيل لما حرم الله عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة أربعين سنة يتيهون في الأرض، شكوا إلى موسى فقالوا‏:‏ مانأكل‏؟‏ فقال‏:‏ ان الله سيأتكم بما تأكلون‏.‏ قالوا‏:‏ من أين‏؟‏ قال‏:‏ ان الله سينزل عليكم خبزا مخبوزا‏.‏ فكان ينزل عليهم المن وهو خبز الرقاق ومثل الذرة‏.‏ قالوا‏:‏ وما نأتدم، وهل بدلنا من لحم‏؟‏ قال‏:‏ فإن الله يأتيكم به‏.‏ قالوا‏:‏ من أين‏؟‏ فكانت الريح تأتيهم بالسلوى، وهو طير سمين مثل الحمام‏.‏ فقالوا‏:‏ فما نلبس‏؟‏ قال‏:‏ لا يخلق لأحدكم ثوب أربعين سنة‏.‏ قالوا‏:‏ فما نحتذي‏؟‏ قال‏:‏ لا ينقطع لأحدكم شسع أربعين سنة‏.‏ قالوا‏:‏ فإنه يولد فينا أولاد صغار فما نكسوهم‏؟‏ قال‏:‏ الثوب الصغير يشب معه‏.‏ قالوا‏:‏ فمن أين لنا الماء‏؟‏ قال‏:‏ يأتيكم به الله‏.‏ فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه الحجر قالوا‏:‏ فما نبصر تغشانا الظامة، فضرب له عمودا من نور في وسط عسكره أضاء عسكره كله‏.‏ قالوا‏:‏ فبم نستظل‏؟‏، الشمس علينا شديدة، قال‏:‏ يظلكم الله تعالى بالغمام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال‏:‏ ظلل عليهم الغمام في التيه قدر خمسة فراسخ أو ستة، كلما أصبحوا ساروا غادين، فإذا امسوا إذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا منه، فكانوا كذلك أربعين سنة، وهم في ذلك ينزل عليهم المن والسلوى ولا تبلى ثيابهم، ومعهم حجر من حجارة الطور يحملونه معهم، فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ خلق لهم في التيه ثياب لا تخلق ولا تذوب‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس قال‏:‏ كانت بنو إسرائيل إذا كانوا في تيهم تشب معهم ثيابهم إذا شبوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال‏:‏ لما استسقى موسى لقومه أوحى الله اليه‏:‏ أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فقال لهم موسى‏:‏ ردوا معشر الحمير‏.‏ فأوحى الله إليه‏:‏ قلت لعبادي معشر الحمير، واني قد حرمت عليكم الأرض المقدسة‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ يا رب فاجعل قبري منها قذفة حجر‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لو رأيتم قبر موسى لرأيتموه من الأرض المقدسة قذفة بحجر‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال‏:‏ لما استسقى لقومه فسقوا قال‏:‏ اشربوا يا حمير‏.‏ فنهاه عن ذلك، وقال‏:‏ لا تدع عبادي يا حمير‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏فلا تأس‏}‏ قال‏:‏ لا تحزن‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏فلا تأس‏}‏ قال‏:‏ لا تحزن‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت امرؤ القيس وهويقول‏:‏

وقوفا بها صحبي علي مطيهم * يقولون لا تهلك أسى وتجمل

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والحاكم وصححه عن أبي هريرة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏أن نبيا من الانبياء قاتل أهل مدينة، حتى إذا كاد أن يفتحها خشي أن تغرب الشمس فقال‏:‏ أيتها الشمس إنك مأمورة وأنا مأمور، بحرمتي عليك إلا وقفت ساعة من النهار‏.‏ قال‏:‏ فحبسها الله تعالى حتى افتتح المدينة، وكانوا إذا أصابوا الغنائم قربوها في القربان فجاءت النار فأكلتها، فلما أصابوا وضعوا القربان فلم تجئ النار تأكله‏.‏ فقالوا‏:‏ يانبي الله، مالنا لا يقبل قرباننا‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ فيكم غلول‏.‏ قالوا‏:‏ وكيف لنا أن نعلم من عنده الغلول‏؟‏ قال‏:‏ وهم اثنا عشر سبطا قال‏:‏ يبايعني رأس كل سبط منكم، فبايعه رأس كل سبط، فلزقت كفه بكف رجل منهم فقالوا له‏:‏ عندك الغلول‏.‏ فقال‏:‏ كيف لي أن أعلم‏؟‏ قال تدعو سبطك فتبايعهم رجلا رجلا، ففعل، فلزقت كفه بكف رجل منهم قال‏:‏ عندك الغلول‏.‏ قال‏:‏ نعم، عندي الغلول‏.‏ قال‏:‏ وماهو‏؟‏ قال‏:‏ رأس ثور من ذهب أعجبني فغللته، فجاء به فوضعه في الغنائم، فجاءت النار فأكلته، فقال كعب‏:‏ صدق الله ورسوله هكذا، والله في كتاب الله يعني في التوراة، ثم قال‏:‏ يا أبا هريرة، أحدثكم النبي صلى الله عليه وسلم أي نبي كان‏؟‏ قال‏:‏ هو يوشع بن نون‏.‏ قال‏:‏ فحدثكم أي قرية‏؟‏ قال‏:‏ هي مدينة أريحاء، وفي رواية عبد الرزاق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لم تحل الغنيمة لأحد قبلنا، وذلك ان الله رأى ضعفنا فطيبها لنا، وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين

- أخرج ابن جرير عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة‏.‏ أنه كان لا يولد لآدم مولود ألا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهما وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل، وإن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال‏:‏ هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها‏.‏ فأمره أبوه أن يتزوجها هابيل فابى، وانهما قربا قربانا إلى الله أيهما أحق بالجارية، وكان آدم قد غاب عنهما إلى مكة ينظر اليها، فقال آدم للسماء‏:‏ احفظي ولدي بالأمانة فأبت، وقال للأرض فأبت، وقال للجبال فأبت، فقال لقابيل فقال‏:‏ نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك‏.‏ فلما انطلق آدم قربا قربانا، وكان قابيل يفخر عليه فقال‏:‏ أنا أحق بها منك، هي أختي وأنا أكبر منك وأنا وصي والدي، فلما قربا قرب هابيل جذعة سمينة، وقرب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها، فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب وقال‏:‏ لأقتلنك حتى لا تنكح أختي‏.‏ فقال هابيل ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين، اني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك‏}‏ يقول‏:‏ إثم قتلي إلى إثمك الذي في عنقك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر بسند جيد عن ابن عباس قال‏:‏ نهى أن ينكح المرأة أخاها توأمها، وأن ينكحها غيره من اخوتها، وكان يولد له في كل بطن رجل وامرأة، فبينما هم كذلك ولد له امرأة وضيئة وأخرى قبيحة ذميمة، فقال أخو الذميمة‏:‏ انكحني أختك وانكحك أختي‏.‏ قال‏:‏ لا، أنا أحق بأختي، فقربا قربانا، فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض وصاحب الزرع بصبرة من طعام، فتقبل من صاحب الكبش فخزنه الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم، ولم يقبل من صاحب الزرع، فبنو آدم كلهم من ذلك الكافر‏.‏

وأخرج اسحق بن بشر في المبتدأ وابن عساكر في تاريخه من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ ولد لآدم أربعون ولدا، عشرون غلاما وعشرون جارية، فكان ممن عاش منهم هابيل، وقابيل، وصالح، وعبد الرحمن، والذي كان سماه عبد الحارث، وود، وكان يقال له شيث، ويقال له هبة الله، وكان اخوته قد سودوه، وولد له سواع، ويغوث، ونسر، وإن الله أمره أن يفرق بينهم في النكاح، ويزوج أخت هذا من هذا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ كان من شأن ابني آدم أنه لم يكن مسكين يتصدق عليه، وإنما كان القربان يقربه الرجل، فبينا ابنا آدم قاعدان إذ قالا‏:‏ لو قربنا قربانا، وكان أحدهما راعيا والآخر حراثا، وإن صاحب الغنم قرب خير غنمه واسمنه، وقرب الآخر بعض زرعه، فجاءت النار فنزلت فأكلت الشاة وتركت الزرع، وإن ابن آدم قال لأخيه‏:‏ أتمشي في الناس وقد علموا أنك قربت قربانا فتقبل منك ورد علي‏؟‏ فلا والله لا ينظر الناس الي واليك وأنت خير مني، فقال‏:‏ لأقتلنك‏.‏ فقال له أخوه‏:‏ ما ذنبي ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك‏}‏ لا أنا مستنصر ولأمسكن يدي عنك‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال‏:‏ ان ابني آدم اللذين قربا قربانا، كان أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم، وانهما أمرا أن يقربا قربانا وأن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه، وأن صاحب الحرث قرب شر حرثه الكردن والزوان غير طيبة بها نفسه، وأن الله تقبل قربان صاحب الغنم ولم يقبل قربان صاحب الحرث، وكان من قصتهما ما قص الله في كتابه، وايم الله ان كان المقتول لأشد الرجالين ‏[‏الرجلين‏؟‏‏؟‏‏]‏، ولكنه منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏واتل عليهم نبأ ابني آدم‏}‏ قال‏:‏ هابيل وقابيل لصلب آدم، قرب هابيل عناقا من أحسن غنمه وقرب قابيل زرعا من زرعه، فتقبل من صاحب الشاة، فقال لصاحبه‏:‏ لأقتلنك‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ فقتله‏.‏ فعقل الله احدى رجليه بساقه إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة، وجعل وجهه إلى اليمن، حيث دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء، وعليه في الصيف حظيرة من نار، ومعه سبعة أملاك كلما ذهب ملك جاء الآخر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله ‏{‏واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق‏}‏ قال‏:‏ كانا من بني إسرائيل ولم يكونا ابني آدم لصلبه، وإنما كان القربان في بني اسرئيل وكان أول من مات‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال‏:‏ لأن استيقن ان الله تقبل مني صلاة واحدة أحب الي من الدنيا ومافيها، ان الله يقول ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل مايتقبل‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز‏.‏ انه كتب إلى رجل‏:‏ أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا عليها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن يزيد العيص‏:‏ سألت موسى بن أعين عن قوله عز وجل ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏ قال‏:‏ تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة ان يقعوا في الحرام، فسماهم الله متقين‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن فضالة بن عبيد قال‏:‏ لأن أكون اعلم ان الله يقبل مني مثقال حبة من خردل، أحب إلي من الدنيا ومافيها، فإن الله يقول ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي الدنيا عن قتادة قال‏:‏ قال عامر بن عبد قيس آية في القرآن أحب الي من الدنيا جميعا ان أعطاه أن يجعلني الله من المتقين، فإنه قال ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا، عن همام بن يحيى قال‏:‏ بكى عامر بن عبد الله عند الموت فقيل له‏:‏ مايبكيك‏؟‏ قال‏:‏ آية في كتاب الله‏.‏ فقيل له‏:‏ أية آية‏؟‏‏!‏ قال ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ان الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى عنه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت قال‏:‏ كان مطرف يقول‏:‏ اللهم تقبل مني صيام يوم، اللهم اكتب لي حسنة، ثم يقول ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏ قال‏:‏ الذين يتقون الشرك‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن هشام بن يحيى عن أبيه قال‏:‏ دخل سائل إلى ابن عمر فقال لابنه‏:‏ اعطه دينار فاعطاه، فلما انصرف قال ابنه‏:‏ تقبل الله منك يا أبتاه فقال‏:‏ لو علمت ان الله تقبل مني سجدة واحدة أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب الي من الموت، تدري ممن يتقبل الله‏؟‏ ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين‏}‏‏.‏