فصل: الآية (44)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏}‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه، فنزلت ‏{‏هو الذي يصلي عليكم وملائكته‏}‏‏.‏

وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى أبي امامة فقال‏:‏ اني رأيت في منامي ان الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، قال‏:‏ وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ‏{‏هو الذي يصلي عليكم وملائكته‏}‏ قال‏:‏ صلاة الله‏:‏ ثناؤه‏.‏ وصلاة الملائكة عليهم‏:‏ الصلام الدعاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ صلاة الرب‏:‏ الرحمة‏.‏ وصلاة الملائكة‏:‏ الاستغفار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏هو الذي يصلي عليكم وملائكته‏}‏ قال‏:‏ الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته‏.‏

وخ ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه سئل عن قوله‏"‏اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‏"‏ قال‏:‏ أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال ‏{‏هو الذي يصلي عليكم وملائكته‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏هو الذي يصلي عليكم‏}‏ قال‏:‏ ان بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك‏؟‏ فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام، فأوحى الله اليه أخبرهم اني أصلي، وأن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ إذا قال العبد‏:‏ سبحان الله‏.‏ قالت الملائكة‏:‏ وبحمده‏.‏ واذ قال‏:‏ سبحان الله وبحمده‏.‏ صلوا عليه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ قال بنو إسرائيل‏:‏ يا موسى سل لنا ربك هل يصلي‏؟‏ فتعاظم عليه ذلك فقال ‏"‏يا موسى ما يسألك قومك‏؟‏ فأخبره قال‏:‏ نعم‏.‏ أخبرهم اني أصلي، وإن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي، ولولا ذلك لهلكوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله ‏{‏هو الذي يصلي عليكم وملائكته‏}‏ قال‏:‏ صلاته على عباده‏"‏سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏قلت لجبريل عليه السلام‏:‏ هل يصلي ربك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ وما صلاته‏؟‏ قال‏:‏ سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما‏.‏

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏تحيتهم يوم يلقونه سلام‏}‏ تحية أهل الجنة‏:‏ السلام ‏{‏وأعدلهم أجرا كريما‏}‏ أي الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله ‏{‏تحيتهم يوم يلقونه سلام‏}‏ قال‏:‏ يوم يلقون ملك الموت، ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه‏.‏

وأخرج المروزي في الجنائز وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال‏:‏ ربك يقرئك السلام‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا*وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا*وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا*ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‏}‏ وقد كان أمر عليا ومعاذ ان يسيرا إلى اليمن، فقال ‏"‏انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، فإنه قد أنزل علي ‏{‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‏}‏ قال‏:‏ شاهدا على أمتك، ومبشرا بالجنة، ونذيرا من النار، وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله ‏{‏بإذنه وسراجا منيرا‏}‏ بالقرآن‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت‏:‏ أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال‏:‏ أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ‏{‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‏}‏ وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الاسواق، ولا تجزئ بالسيئة السيئة، ولكن تعفو وتصفح‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏اني عبد الله، وخاتم النبيين، وأبي منجدل في طينته، وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور السام‏.‏ ثم تلا ‏{‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى قوله منيرا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا‏:‏ لما نزلت‏"‏ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر‏"‏ ‏(‏الفتح، الآية 2‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا‏}‏ قال‏:‏ الفضل الكبير‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ اجتمع عتبة‏.‏ وشيبة‏.‏ وأبو جهل‏.‏ وغيرهم فقالوا‏:‏ أسقط السماء علينا كسفا، أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ما ذاك الي‏.‏ إنما بعثت اليكم داعيا ومبشرا ونذيرا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا‏}‏ قال‏:‏ على أمتك بالبلاغ ‏{‏ومبشرا‏}‏ بالجنة ‏{‏ونذيرا‏}‏ من النار ‏{‏وداعيا إلى الله‏}‏ إلى الشهادة أن لا إله إلا الله ‏{‏بإذنه‏}‏ قال‏:‏ بأمره ‏{‏وسراجا منيرا‏}‏ قال‏:‏ كتاب الله يدعوهم اليه ‏{‏وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا‏}‏ وهي الجنة ‏{‏ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم‏}‏ قال‏:‏ اصبر على أذاهم‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ودع أذاهم‏}‏ قال‏:‏ اعرض عنهم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إذا نكحتم المؤمنات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هذا في الرجل‏.‏ يتزوج المرأة ثم يطلقها من قبل أن يمسها، فإذا طلقها واحدة بانت منه لا عدة عليها تتزوج من شاءت، ثم قال ‏{‏فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا‏}‏ يقول‏:‏ ان كان سمي لها صداقا فليس لها إلا النصف، وإن لم يكن سمي لها صداقا متعها على قدر عسره ويسره، وهو السراح الجميل‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ التي نكحت ولم يبن بها، ولم يفرض لها فليس لها صداق، وليس عليها عدة‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ هي منسوخة نسختها الآية التي في البقرة ‏{‏فنصف ما فرضتم‏}‏ ‏(‏البقرة، الآية 237‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات‏}‏ إلى قوله ‏{‏فمتعوهن‏}‏ قال‏:‏ هي منسوخة‏.‏ نسختها الآية التي في البقرة ‏{‏وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنص ما فرضتم‏}‏ ‏(‏البقرةن الآية 237‏)‏ فصار لها نصف الصداق، ولا متاع لها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه عن أبي العالية رضي الله عنه قالا‏:‏ ليست بمنسوخة، لها نصف الصداق، ولها المتاع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ لكل مطلقة متاع‏.‏ دخل أو لم يدخل بها، فرض لها أو لم يفرض لها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن حسين بن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل إلى علي بن حسين فسأله عن رجل قال‏:‏ ان تزوجت فلانة فهي طالق قال‏:‏ ليس بشيء‏.‏ بدأ الله بالنكاح قبل الطلاق فقال ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يقول‏:‏ ان تزوجت فلانة فهي طالق‏.‏ قال‏:‏ ليس بشيء‏.‏ إنما الطلاق لمن يملك‏.‏ قال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ كان يقول‏:‏ إذا وقت وقتا فهو كما قال‏.‏ قال‏:‏ رحم الله أبا عبد الرحمن لو كان كما قال‏:‏ لقال الله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم النساء ثم نكحتموهن‏}‏ ولكن إنما قال ‏{‏إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ بلغ ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أن ابن مسعود يقول‏:‏ إن طلق ما لم ينكح فهو جائز فقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أخطأ في هذا‏.‏ ان الله تعالى يقول ‏{‏إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن‏}‏ ولم يقل ‏{‏إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تلا ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن‏}‏ قال‏:‏ فلا يكون طلاق حتى يكون نكاح‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال‏:‏ إذا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق، أو أن تزوجت فلانة فهي طالق فليس لشيء، إنما الطلاق لمن يملك من أجل أن الله يقول ‏{‏إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في السنن من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما قالها ابن مسعود، وإن يكن قالها فزلة من عالم في الرجل يقول‏:‏ ان تزوجت فلانة فهي طالق‏.‏ قال الله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات‏}‏ ولم يقل ‏{‏إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن‏}‏‏.‏

وأخرج الحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏{‏لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏لا طلاق فيما لا تملك، ولا بيع فيما لا تملك، ولا وفاء نذر فيما لا تملكن ولا نذر إلا فيما ابتغى وجه الله تعالى، ومن حلف على معصية فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏لا طلاق فيما لا تملك، ولا عتق فيما لا تملك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجه وابن مردوية عن المسور بن محرمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك الاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما‏.‏

أخرج ابن سعد وابن راهويه وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت‏:‏ خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت اليه فعذرني، فأنزل الله ‏{‏يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك‏}‏ إلى قوله ‏{‏هاجرن معك‏}‏ قالت‏:‏ فلم أكن أحل له لأني لم أهاجر معه، كنت من الطلقاء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من وجه آخر عن أم هانئ رضي الله عنها قالت نزلت في هذه الآية ‏{‏وبنات عماتك اللاتي هاجرن معك‏}‏ فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني، فنهى عني إذ لم أهاجر‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أبي صالح مولى أم هانئ قال‏:‏ خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ بنت أبي طالب فقالت‏:‏ يا رسول الله اني مؤتمة، وبني صغار، فلما أدرك بنوها عرضت عليه نفسها فقال‏:‏ الآن فلا‏.‏ ان الله تعالى أنزل علي ‏{‏يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك‏}‏ إلى ‏{‏هاجرن معك‏}‏ ولم تكن من المهاجرات‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك‏}‏ إلى قوله ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ فحرم الله عليه سوى ذلك من النساء، وكان قبل ذلك ينكح في أي النساء شاء، لم يحرم ذلك عليه، وكان نساؤه يجدن من ذلك وجدا شديدا ان ينكح في أي النساء أحب، فلما أنزل الله عليه‏.‏ اني قد حرمت عليك من النساء سوى ما قصصت عليك أعجب ذلك نساءه‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏انا أحللنا لك أزواج‏}‏ قال‏:‏ هن أزواجه الاول اللاتي كن قبل أن تنزل هذه الآية في قوله ‏{‏اللاتي آتيت أجورهن‏}‏ قال‏:‏ صدقاتهن ‏{‏وما ملكت يمينك‏}‏ قال‏:‏ هي الاماء التي أفاء الله عليه‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ رخص له في بنات عمه، وبنات عماته، وبنات خاله، وبنات خالاته اللاتي هاجرن معه، ان يتزوج منهن، ولا يتزوج من غيرهن، ورخص له في امرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان وهبت نفسها للنبي‏}‏ قال‏:‏ بغير صداق أحل له ذلك، ولم يكن ذلك احل له إلا ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية والبيهقي في السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ خولة بنت حكيم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبه وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والبيهقي وابن أبي حاتم وابن مردوية عن عروة رضي الله عنه‏:‏ ان خولة بنت حكيم بن الأقوص كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وامرأة مؤمنة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ نزلت في أم شريك الدوسية‏.‏

وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدوسي‏.‏ أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها، فقالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ ما في امرأة حين وهبت نفسها لرجل خير قالت أم شريك رضي الله عنها‏:‏ فإنا تلك فسماها الله تعالى ‏{‏مؤمنة‏}‏ فقال ‏{‏وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي‏}‏ فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ ان الله يسارع لك في هواك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب وعمر بن الحكم وعبد الله بن عبيدة قالوا‏:‏ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة‏.‏ ست من قريش خديجة‏.‏ وعائشة‏.‏ وحفصة‏.‏ وأم حبيبة‏.‏ وسودة‏.‏ وأم سلمة، وثلاث من بني عامر بن صعصعة، وامرأتين من بني هلال‏.‏ ميمونة بنت الحرث، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وزينب أم المساكين، وهي التي اختارت الدنيا‏.‏ وامرأة من بني الحارث، وهي التي اتسعاذت منه‏.‏ وزينب بنت جحش الأسدية‏.‏ والسبيتين صفية بنت حيي‏.‏ وجويرية بنت الحارث الخزاعية‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله ‏{‏وامرأة مؤمنة‏}‏ هي أم شريك الازدية التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وخ ابن سعد عن ابن أبي عون‏:‏ ان ليلى بنت الحطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، ووهبن نساء أنفسهن، فلم نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن الشعبي‏:‏ انها امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي مما أرجا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال‏:‏ لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري وإبراهيم النخعي رضي الله عنهما في قوله ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ قالا‏:‏ لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن طاوس رضي الله عنه قال‏:‏ لا يحل لأحد ان يهب ابنته بغير مهر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن مكحول والزهري قالا‏:‏ لم تحل الموهوبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه قال‏:‏ لا يحل لرجل ان يهب ابنته بغير صداق، قد جعل الله ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون المؤمنين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه وعبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في امرأة وهبت نفسها لرجل قال‏:‏ لا يصلح إلا بالصداق، لم يكن ذلك إلا للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج البخاري وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا نبي الله هل لك في حاجة‏؟‏ فقالت ابنة أنس‏:‏ ما كان أقل حياءها فقال ‏"‏هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم، فعرضت نفسها عليه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا نتحدث ان أم شريك رضي الله عنهما كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأة صالحة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي‏}‏ قال‏:‏ هي ميمونة بنت الحرث‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ وهبت ميمونة بنت الحرث نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج مالك وعبد الرزاق وأحمد والخباري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردوية عن سهل بن سعد الساعدي‏:‏ ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبت نفسها له، فصمت فقال رجل‏:‏ يا رسول الله زوجنيها ان لم يكن لك بها حاجة قال ‏"‏ما عندك تعطيها‏؟‏ قال‏:‏ ما عندي إلا ازاري قال‏:‏ ان أعطيتها ازارك جلست لا ازار لك، فالتمس شيئا قال‏:‏ ما أجد شيئا فقال‏:‏ قد زوجناكها بما معك من القرآن‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏ان وهبت نفسها للنبي‏}‏ قال‏:‏ فعلت ولم يفعل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ لا تحل الموهوبة لغيرك، ولو ان امرأة وهبت نفسها لرجل لم تحل له حتى يعطيها شيئا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ يقول‏:‏ ليس لأمرأة أن تهب نفسها لرجل بغير ولي، ولا مهر، إلا للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خاصة له صلى الله عليه وسلم من دون الناس، يزعمون أنها نزلت في ميمونة بنت الحارث‏.‏ هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏قد علمنا ما فرضنا عليهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ فرض الله أن لا تنكح امرأة إلا بولي، وصداق، وشهداء، ولا ينكح الرجل إلا أربعا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم‏}‏ قال‏:‏ لا يجاوز الرجل أربع نسوة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ‏{‏قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم‏}‏ قال‏:‏ فرض عليهم أنه لا نكاح إلا بولي وشاهدين‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم‏}‏ قال‏:‏ فرض عليهم أن لا نكاح إلا بولي، وشاهدين، ومهر‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏لكيلا يكون عليك حرج‏}‏ قال‏:‏ جعله الله تعالى في حل من ذلك، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقسم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن الشعبي أنه قيل له‏:‏ ان أبا موسى نهى حين فتح تستر أن لا توطأ الحبالى، ولا يشارك المشركون في أولادهم، فإن الماء يزيد في الولد أشيء قاله برأيه، أو شيء رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع، أو حائل حتى تستبرأ‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ليس منا من وطئ حبلى‏"‏

وأخرج ابن أبي شيبه والدار قطني وأبو داود وابن منيع والبغوي والباوردي وابن قانع والبيهقي والضياء عن أبي مورق مولى نجيب قال‏:‏ غزونا مع رويفع بن ثابت الانصاري نحو المغرب، ففتحنا قرية يقال لها‏:‏ جربة‏.‏ فقام فينا خطيبا فقال‏:‏ اني لا أقول لكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام فينا يوم خيبر قال ‏"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه زرع غيره‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ لما فتح تستر أصاب أبو موسى سبايا، فكتب اليه عمر رضي الله عنه‏:‏ أن لا يقع أحد على امرأة حبلى حتى تضع، ولا تشاركوا المشركين في أولادهم، فإن الماء تمام الولد‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن علي رضي الله عنه قال ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع، والحائل حتى تستبرأ بحيضة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن طاوس ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا في غزوة غزاها‏:‏ لا يطأ الرجل حاملا حتى تضع، ولا حائلا حتى تحيض‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي أمامة رضي الله عنه‏"‏ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر ان لا توطأ الحبالى حتى يضعن‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيناهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حكيما‏.‏

أخرج ابن جرير عن ابن عباس ‏{‏ترجي من تشاء‏}‏ يقول‏:‏ تؤخر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏ترجي من تشاء منهن‏}‏ قال‏:‏ أمهات المؤمنين ‏{‏وتؤوي‏}‏ يعني نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ويعني بالارجاء يقول‏:‏ من شئت خليت سبيله منهن، ويعني بالايواء يقول‏:‏ من أحببت أمسكت منهن‏.‏ وقوله ‏{‏ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقرأ عينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن‏}‏ يعني بذلك النساء اللاتي أحلهن الله له من بنات العمة، والخال، والخالة، وقوله ‏{‏اللاتي هاجرن معك‏}‏ يقول‏:‏ ان مات من نسائك التي عندك أحد، أو خليت سبيلها، قد أحللت لك مكان من مات من نسائك اللاتي كن عندك، أو خليت سبيلها، فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتي أحللت لك، ولا يصلح لك ان تزد على عدة نسائك اللاتي عندك شيئا‏.‏

وخ ابن مردويه عن مجاهد قال‏:‏ كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشينا ان يطلقهن فقلن‏:‏ يا رسول الله اقسم لنا من نفسك ومالك وما شئت، ولا تطلقنا فأنزل الله ‏{‏ترجى من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏ قال‏:‏ وكان المؤويات خمسة‏:‏ عائشة‏.‏ وحفصة‏.‏ وأم سلمة‏.‏ وزينب‏.‏ وأم حبيبة‏.‏ والمرجآت أربعة‏:‏ جويرية‏.‏ وميمونة‏.‏ وسودة‏.‏ وصفية‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قال‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فارجأها فيمن أرجا من نسائه‏.‏

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه، يقسم بينهن كيف شاء، وذلك قوله الله ‏{‏ذلك أدنى أن تقر أعينهن‏}‏ إذا علمن ان ذلك من الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه أن يقسم بينهن كيف شاء، فلذلك قال الله ‏{‏ذلك أدنى أن تقر أعينهن‏}‏ إذا علمن ان ذلك من الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي‏.‏ ان امرأة من الانصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت فيمن أرجئ‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة، لم يكن لرجل ان يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير عن الحسن وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول‏:‏ كيف تهب نفسها‏؟‏ فلما أنزل الله ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك‏}‏ قلت‏:‏ ما أرى ربك إلا يسارع في هواك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن ماجه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول‏:‏ أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل‏!‏ فأنزل الله في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏ فقال عائشة رضي الله عنها‏:‏ أرى ربك يسارع في هواك‏.‏

وأخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ لما نزلت ‏{‏ترجي من تشاء منهن‏}‏ قلت‏:‏ ان الله يسارع لك فيما تريد‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبي رضي الله عنه قال‏:‏ كن وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وارجأ بعضهن، فلم يقربن حتى توفي، ولم ينكحن بعده‏.‏ منهن أم شريك فذلك قوله ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال‏:‏ هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه، فلما رأين ذلك أتينه فقلن‏:‏ لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك، افرض لنا من نفسك ومالك ما شئتن فأنزل الله ‏{‏ترجي من تشاء منهن‏}‏ نسوة يقول‏:‏ تعزل من تشاء فارجأ منهن وآوى نسوة، وكان ممن أرجى ميمونة‏.‏ وجويرية‏.‏ وأم حبيبة‏.‏ وصفية‏.‏ وسودة‏.‏ وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء، وكان ممن آوى عائشة‏.‏ وحفصة‏.‏ وأم سلمة‏.‏ وزينب‏.‏ فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله ‏{‏ترجي من تشاء‏}‏ قال‏:‏ هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه، لكي يكون ذلك أقر لأعينهن، وأرضى في عيشتهن، ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئا، ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه‏.‏

وأخرج ابن سعد عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق بعض نسائهن فجعلنه في حل فنزلت ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ترجي من تشاء منهن‏}‏ قال‏:‏ تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق ‏{‏وتؤوي اليك من تشاء‏}‏ قال‏:‏ ترده اليك ‏{‏ومن ابتغيت ممن عزلت‏}‏ أن تؤويه اليك ان شئت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ترجي‏}‏ قال‏:‏ تؤخر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق، كان يعتزل‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد ان أنزلت هذه الآية ‏{‏ترجي من تشاء منهن‏}‏ فقلت لها‏:‏ ما كنت تقولين‏؟‏ قالت‏:‏ كنت أقول له‏:‏ ان كان ذاك الي فاني لا أريد ان أوثر عليك أحدا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا‏.‏

أخرج الفريابي والدارمي وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن زياد رضي الله عنه قال‏:‏ قلت لأبي رضي الله عنه‏:‏ أرأيت لو أن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم متن أما يحل له أن يتزوج‏؟‏ قال‏:‏ وما يمنعه من ذلك‏!‏ قلت‏:‏ قوله ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ فقال‏:‏ إنما أحل له ضربا من النساء، ووصف له صفة، فقال ‏{‏يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك‏}‏ ‏(‏الأحزاب، الآية 50‏)‏ إلى قوله ‏{‏وامرأة مؤمنة‏}‏ ثم قال ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ هذه الصفة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء، إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك‏}‏ فاحل له الفتيات المؤمنات ‏{‏وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي‏}‏ ‏(‏الأحزاب، الآية 50‏)‏ وحرم كل ذات دين إلا الإسلام وقال ‏{‏يا أيها النبي انا أحللنا أزواجك‏}‏ ‏(‏الأحزاب، الآية 50‏)‏ إلى قوله ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ كان عكرمة رضي الله عنه يقول ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ هؤلاء التي سمى الله تعالى له إلا بنات عمك، وبنات عماتك، وبنات خالك، وبنات خالاتك‏.‏

وأخرج الفريابي وأبو داود وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ ما بينت لك من هذه الاصناف بنات عمك، وبنات عماتك، وبنات خالك، وبنات خالاتك، وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي فاحل له من هذه الاصناف ان ينكح ما شاء‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ يهوديات ولا نصرانيات لا ينبغي ان يكن أمهات المؤمنين ‏{‏إلا ما ملكت يمينك‏}‏ قال‏:‏ هي اليهوديات والنصرانيات لا بأس أن يشتريها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ قال‏:‏ يهودية ولا نصرانيه‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعد نسائه الاول شيئا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج‏}‏ قال‏:‏ حبسه الله عليهن كما حبسهن عليه‏.‏

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ لما خيرهن الله فاخترن الله ورسوله قصره عليهن فقال ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال‏:‏ لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه اخترن الله ورسوله، فأنزل الله ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ هؤلاء التسع التي اخترنك، فقد حرم عليك تزويج غيرهن‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم، وذلك قول الله ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم لقوله ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في قوله ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ قال‏:‏ حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه، فلم يتزوج بعدهن‏.‏

وأخرج ابن سعد عن سليمان بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية، وبعث في العامريات، ووهبت له أم شريك رضي الله عنها نفسها قالت أزواجه‏:‏ لئن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الغرائب ماله فينا من حاجة، فأنزل الله تعالى حبس النبي صلى الله عليه وسلم على أزواجه، وأحل له من بنات العم، والعمة، والخال، والخالة، ممن هاجر ما شاء، وحرم عليه ما سوى ذلك إلا ما ملكت اليمين غير المرأة المؤمنة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي أم شريك‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ذر رضي الله عنه ‏{‏لا يحل لك النساء من بعد‏}‏ قال‏:‏ من المشركات إلا ما سبيت فملكته يمينك‏.‏

وأخرج البزار وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان البدل في الجاهلية ان يقول الرجل‏:‏ تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك من امرأتي‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن‏}‏ قال‏:‏ فدخل عيينة بن حصن الفزاري على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بلا اذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أين الاستئذان‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول الله ما استأذنت على رجل من الانصار منذ أدركت، ثم قال‏:‏ من هذه الحميراء إلى جنبك‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذه عائشة أم المؤمنين قال‏:‏ أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق‏؟‏ قال‏:‏ يا عيينة ان الله حرم ذلك‏.‏ فلما ان خرج قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ أحمق مطاع، وانه على ما ترين لسيد في قومه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا ان تبد بهن من أزواج‏}‏ قال‏:‏ كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل الآخر وله امرأة جميلة‏:‏ تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك‏؟‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا ان تبدل بهن من أزواج‏}‏ قال‏:‏ ذلك لو طلقهن لم يحل له ان يستبدل، وقد كان ينكح بعد ما نزلت هذه الآية ما شاء قال‏:‏ ونزلت وتحته تسع نسوة، ثم تزوج بعد أم حبيبة رضي الله عنها بنت أبي سفيان، وجويرية بنت الحارث‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن زيد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا ان تبدل بهن من أزواج‏}‏ قال‏:‏ قصره الله على نسائه التسع اللاتي مات عنهن قال علي‏:‏ فاخبرت علي بن الحسين رضي الله عنه فقال‏:‏ لو شاء تزوج غيرهن، ولفظ عبد بن حميد فقال‏:‏ بل كان له أيضا ان يتزوج غيرهن‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت هذه الآية ‏{‏ولا ان تبدل بهن من أزواج‏}‏ قال‏:‏ كان يومئذ يتزوج ما شاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وكان الله على كل شيء رقيبا‏}‏ أي حفيظا‏.‏