فصل: الآية (63)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 53

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏}‏ في مشركي أهل مكة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ فكتبتها بيدي ثم بعثت إلى هشام بن العاصي‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند لين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ‏"‏بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه‏:‏ يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل، أو أشرك، أو زنى، ‏(‏يلق أثاما‏)‏ ‏(‏يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا‏)‏ ‏(‏الفرقان 69‏)‏ وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة‏؟‏ فأنزل الله ‏(‏إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئآتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما‏)‏ ‏(‏الفرقان 70‏)‏ فقال وحشي‏:‏ هذا شرط شديد ‏(‏إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا‏)‏ ‏(‏الفرقان 70‏)‏ فلعلي لا أقدر على هذا‏.‏ فأنزل الله ‏(‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏)‏ ‏(‏النساء 48‏)‏ فقال وحشي‏:‏ هذا أرى بعد مشيئة فلا يدري يغفر لي أم لا فهل غير هذا‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية قال وحشي‏:‏ هذا فهم‏.‏ فأسلم، فقال الناس‏:‏ يا رسول الله‏:‏ إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال‏:‏ بلى للمسلمين عامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد قال‏:‏ لما أسلم وحشي أنزل الله ‏(‏والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق‏)‏ ‏(‏الفرقان 68‏)‏ قال وحشي وأصحابه‏:‏ فنحن قد إرتكبنا هذا كله‏.‏ فأنزل الله ‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن وحشي قال‏:‏ لما كان في أمر حمزة ما كان ألقى الله خوف محمد صلى الله عليه وسلم في قلبي خرجت هاربا أكمن النهار، وأسير الليل، حتى صرت إلى أقاويل حمير، فنزلت فيهم، فأقمت حتى أتاني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني إلى الإسلام قلت‏:‏ وما الإسلام‏؟‏ قال‏:‏ تؤمن بالله، ورسوله، وتترك الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وشرب الخمر، والزنا، والفواحش كلها، وتستحم من الجنابة، وتصلي الخمس‏.‏ قال‏:‏ إن الله قد أنزل هذه الآية ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏}‏ فقلت‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فصافحني وكناني بأبي حرب‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون فقال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا‏.‏ ثم انصرف وبكى القوم، فأوحى الله إليه‏:‏ يا محمد لم تقنط عبادي‏؟‏ فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ أبشروا، وقربوا، وسددوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ اتفقت أنا، وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاصي بن وائل أن نهاجر إلى المدينة‏.‏ فخرجت أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاصي بن وائل أن نهاجر إلى المدينة‏.‏ فخرجت أنا وعياش وفتن هشام فافتتن، فقدم على عياش أخوه أبو جهل، والحارث بن هشام، فقالا‏:‏ إن أمك قد نذرت أن لا يظلها ظل، ولا يمس رأسها غسل حتى تراك‏.‏ فقلت‏:‏ والله إن يريداك إلا أن يفتناك عن دينك وخرجا به‏.‏ وفتنوه فافتتن قال‏:‏ فنزلت ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله‏}‏ قال‏:‏ عمر رضي الله عنه‏:‏ فكتبت إلى هشام فقدم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله‏}‏ وذلك أن أهل مكة قالوا‏:‏ يزعم محمد أن من عبد الأوثان، ودعا مع الله إلها آخر، وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا الآلهة، وقتلنا النفس، ونحن أهل الشرك‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا‏}‏ وقال ‏(‏وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له‏)‏ وإنما يعاتب الله أولي الألباب، وإنما الحلال والحرام لأهل الإيمان، فإياهم عاتب، وإياهم أمر إذا أسرف أحدهم على نفسه أن لا يقنط من رحمة الله وأن يتوب، ولا يضن بالتوبة على

لك الإسراف والذنب الذي عمل، وقد ذكر الله تعالى في سورة آل عمران المؤمنين حين سألوا المغفرة فقالوا‏:‏ ‏(‏ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا‏)‏ ‏(‏آل عمران 147‏)‏ فينبغي أن يعلم أنهم كانوا يصيبون الأمرين فأمرهم بالتوبة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال‏:‏ نزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في وحشي وأصحابه ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏}‏ إلى قوله ‏(‏وأنتم لا تشعرون‏)‏ ‏(‏النساء 110‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال‏:‏ نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا، ثم فتنوا وعذبوا، فافتتنوا فكنا نقول‏:‏ لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا‏.‏ أقوام أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوه، فنزلت هؤلاء الآيات وكان عمر بن الخطاب كاتبا فكتبها بيده، ثم كتب بها إلى عياش، والوليد، وإلى أولئك النفر‏.‏ فأسلموا وهاجروا‏.‏

وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ثوبان قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله فمن أشرك‏؟‏ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إلا‏‏ ومن أشرك ثلاث مرات‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{‏يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا‏}‏ ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود أنه مر على قاص يذكر الناس فقال‏:‏ يا مذكر الناس لا تقنط الناس، ثم قرأ ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال‏:‏ قال علي أي آية أوسع‏؟‏ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن ‏(‏من يعمل سوءا أو يظلم نفسه‏)‏ ‏(‏النساء 110‏)‏‏.‏ ونحوها‏.‏ فقال علي رضي الله عنه‏:‏ ما في القرآن أوسع آية من ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح ابن الله، ومن زعم أن عزيرا ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة‏.‏ يقول الله تعالى لهؤلاء ‏(‏أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم‏)‏ ‏(‏المائدة 74‏)‏ ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء‏.‏ من قال ‏(‏أنا ربكم الأعلى‏)‏ ‏(‏النازعات 24‏)‏ وقال ‏(‏ما علمت لكم من إله غيري‏)‏ ‏(‏القصص 38‏)‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ من آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال‏:‏ إن إبليس قال‏:‏ يا رب زدني قال‏:‏ صدوركم مساكن لكم، وتجرون منهم مجرى الدم قال‏:‏ يا رب زدني‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏اجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا‏)‏ ‏(‏الإسراء 64‏)‏ فقال آدم عليه السلام‏:‏ يا رب قد سلطته علي وإني لا أمتنع منه إلا بك فقال‏:‏ لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء‏.‏ قال‏:‏ يا رب زدني‏.‏ قال‏:‏ الحسنة عشرا أو أزيد، والسيئة واحدة أو أمحوها قال‏:‏ يا رب زدني قال‏:‏ باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد‏.‏ قال‏:‏ يا رب زدني قال ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم لغفر لكم‏.‏ والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون، ثم يستغفرون فيغفر لهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم‏"‏‏.‏

وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ أوحى الله إلى داود عليه السلام‏:‏ يا داود إن العبد من عبيدي ليأتيني بالحسنة فأحكمه في‏.‏ قال داود عليه السلام‏:‏ وما تلك الحسنة‏؟‏ قال‏:‏ كربة فرجها عن مؤمن قال داود عليه السلام‏:‏ اللهم حقيق على من عرفك حق معرفتك أن لا يقنط منك‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قال لي جبريل عليه السلام‏:‏ يا محمد إن الله يخاطبني يوم القيامة، فيقول‏:‏ يا جبريل ما لي أرى فلان بن فلان في صفوف أهل النار‏؟‏ فأقول‏:‏ يا رب إنا لم نجد له حسنة يعود عليه خيرها اليوم‏.‏ فيقول الله‏:‏ إني سمعته في دار الدنيا يقول‏:‏ يا حنان يا منان، فأته فاسأله فيقول وهل من حنان ومنان غيري‏؟‏ فآخذ بيده من صفوف أهل النار، فأدخله في صفوف أهل الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس وأبو القسام بن بشير في أماليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ إن الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى، ولم يرخص لهم في معاصيه، ولم يؤمنهم عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة منه إلى غيره، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ إن للمتقنطين جسرا يطأ الناس يوم القيامة على أعناقهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت‏:‏ ألم أحدث أنك تعظ الناس‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قالت‏:‏ فإياك وإهلاك الناس وتقنيطهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة، ويشدد على نفسه، ويقنط الناس من رحمة الله تعالى، ثم مات فقال‏:‏ أي رب ما لي عندك‏؟‏ قال‏:‏ النار قال‏:‏ فأين عبادتي واجتهادي‏؟‏ فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتي، وأنا أقنطك اليوم من رحمتي‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا أن ناسا أصابوا في الشرك عظاما فكانوا يخافون أن لا يغفر لهم، فدعاهم الله لهذه الاية ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي قال‏:‏ ‏"‏لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا‏.‏‏.‏‏}‏ إلى آخر الآية قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس، وتلا عليهم‏.‏ فقام رجل فقال‏:‏ يا رسول الله والشرك بالله‏؟‏ فسكت فأعاد ذلك ما شاء الله، فأنزل الله ‏(‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏)‏ ‏(‏النساء 48‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‏}‏ إلى قوله ‏(‏وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له‏)‏ ‏(‏الزمر 54‏)‏ قال عكرمة رضي الله عنه‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما فيها علقة ‏(‏وأنيبوا إلى ربكم‏)‏‏.‏

 الآيات 54 - 59

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له‏}‏ قال‏:‏ أقبلوا إلى ربكم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن يعلى رضي الله عنه قال‏:‏ الإنابة الدعاء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ‏{‏أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت‏.‏‏.‏‏}‏ الآيات‏.‏ قال أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعلموه ‏(‏ولا ينبئك مثل خبير‏)‏ ‏(‏فاطر 14‏)‏ ‏{‏أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين‏}‏ يقول ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ المحلوقين ‏{‏أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين‏}‏ يقول‏:‏ من المهتدين‏.‏ فأخبر الله سبحانه وتعالى‏:‏ أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى قال الله تعالى ‏(‏ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون‏)‏ ‏(‏الأنعام 38‏؟‏‏؟‏‏)‏ وقال ‏(‏ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة‏)‏ ‏(‏الأنعام 110‏)‏ قال‏:‏ ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم الهدى كما حلنا بينهم وبينه أول مرة في الدنيا‏.‏

وأخرج آدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏على ما فرطت في جنب الله‏}‏ قال‏:‏ في ذكر الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين‏}‏ قال‏:‏ فلم يكفه أن ضيع طاعة الله تعالى حتى جعل يسخر بأهل طاعة الله‏.‏ قال‏:‏ هذا قول صنف منهم ‏{‏أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين‏}‏ قال‏:‏ هذا قول صنف منهم آخر ‏{‏أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين‏}‏ قال‏:‏ لو رجعت إلى الدنيا قال‏:‏ هذا قول صنف آخر‏.‏ يقول الله ردا لقولهم وتكذيبا لهم ‏{‏بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول ‏{‏لو أن الله هداني‏}‏ فيكون عليه حسرة، وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيحمد الله فيكون له شكرا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما جلس قوم مجلسا لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن كانوا من أهل الجنة يرون ثواب كل مجلس ذكروا الله فيه ولا يرون ثواب ذلك المجلس فيكون عليهم حسرة‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وابن مردويه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{‏بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ‏"‏بلى قد جاءتك آياتي‏"‏ بنصب الكاف‏"‏فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين‏"‏ بنصب التاء فيهن كلهن‏"‏وينجي الله الذين اتقوا بمفازاتهم‏"‏ على الجماع‏.‏

 الآيات 60 - 61

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان‏.‏ يساقون إلى سجن في جهنم‏.‏ يشربون من عصارة أهل النار طينة الخبال‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أنس رضي الله عنه‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن المتكبرين يوم القيامة يجعلون في توابيت من نار، يطبق عليهم ويجعلون في الدرك الأسفل من النار‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ يحشر المتكبرون يوم القيامة رجالا في صور الذر‏.‏ يغشاهم الذل من كل مكان‏.‏ يسلكون في نار الأنيار‏.‏ يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏يجاء بالجبارين والمتكبرين رجالا في صور الذر يطؤهم الناس من هوانهم على الله حتى يقضى بين الناس، ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار‏.‏ قيل يا رسول الله وما نار الأنيار‏؟‏ قال‏:‏ عصارة أهل النار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه ‏{‏وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم‏}‏ قال‏:‏ بأعمالهم‏.‏

 الآية 62

أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليسألنكم الناس عن كل شيء حتى يسألوكم هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله‏؟‏ فإن سئلتم فقولوا‏:‏ الله كان قبل كل شيء، وهو خالق كل شيء، وهو كائن بعد كل شيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

 الآية 63

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏له مقاليد السموات والأرض‏}‏ قال‏:‏ مفاتيحها‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏له مقاليد السموات‏}‏ قال‏:‏ مفاتيح بالفارسية‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والحسن رضي الله عنهما ‏{‏له مقاليد السموات والأرض‏}‏ مفاتيحها‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال‏:‏‏:‏إني رأيت في غداتي هذه كأني أتيت بالمقاليد والموازين‏.‏ فأما المقاليد‏:‏ فالمفاتيح‏.‏ وأما الموازين‏:‏ فموازينكم هذه التي تزنون بها‏.‏ وجيء بالموازين، فوضعت ما بين السماء والأرض، ثم وضعت في كفة‏.‏ وجيء بالأمة فوضعت في الكفة الأخرى، فرجحت بهم‏.‏ ثم جيء بأبي بكر فوضع في كفة فوزن بهم، ثم جيء بعمر فوضع في كفة والأمة في كفة فوزنهم، ثم رفعت الميزان‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى ويوسف القاضي في سننه وأبو الحسن القطان في المطولات وابن السني في عمل يوم وليلة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى ‏{‏له مقاليد السموات والأرض‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏لا إله إلا الله، والله أكبر، سبحان الله، والحمد لله‏.‏ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، يحيي، ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير‏.‏ يا عثمان من قالها كل يوم مائة مرة أعطي بها عشر خصال‏.‏ أما أولها فيغفر له ما تقدم من ذنبه‏.‏ وأما الثانية فيكتب له براءة من النار‏.‏ وأما الثالثة فيوكل به ملكان يحفظانه في ليله ونهاره من الآفات والعاهات‏.‏ وأما الرابعة فيعطى قنطارا من الأجر‏.‏ وأما الخامسة فيكون له أجر من أعتق مائة رقبة محررة من ولد إسمعيل‏.‏ وأما السادسة فيزوج من الحور العين‏.‏ وأما السابعة فيحرس من إبليس وجنوده‏.‏ وأما الثامنة فيعقد على رأسه تاج الوقار‏.‏ وأما التاسعة فيكون مع إبراهيم‏.‏ وأما العاشرة فيشفع في سبعين رجلا من أهل بيته‏.‏ يا عثمان إن استطعت فلا يفوتك يوما من الدهر تفز بها من الفائزين، وتسبق بها الأولين والآخرين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له‏:‏ أخبرني عن ‏{‏مقاليد السموات والأرض‏}‏‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير‏.‏ يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات وإذا أمسى أعطاه الله ست خصال‏.‏ أما أولهن فيحرس من إبليس وجنوده‏.‏ وأما الثانية فيعطى قنطارا من الأجر‏.‏ وأما الثالثة فيتزوج من الحور العين‏.‏ وأما الرابعة فيغفر له ذنوبه‏.‏ وأما الخامسة فيكون مع إبراهيم‏.‏ وأما السادسة فيحضره اثنا عشر ملكا عند موته يبشرونه بالجنة ويزفونه من قبره إلى الموقف، فإن أصابه شيء من أهاويل يوم القيامة قالوا له‏:‏ لا تخف أنك من الآمنين، ثم يحاسبه الله حسابا يسيرا، ثم يؤمر به إلى الجنة، يزفونه إلى الجنة من موقفه كما تزف العروس حتى يدخلوه الجنة بإذن الله، والناس في شدة الحساب‏"‏‏.‏

وأخرج الحارث بن أبي أسامة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن ‏{‏مقاليد السموات والأرض‏}‏ فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من كنوز العرش‏"‏‏.‏

وأخرج العقيلي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما‏.‏ أن عثمان رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير ‏{‏له مقاليد السموات والأرض‏}‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما سألني عنها أحد، تفسيرها لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والله أكبر، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه ‏{‏له مقاليد السموات والأرض‏}‏ له مفاتيح خزائن السموات والأرض‏.‏

 الآيات 64 - 66

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطأون عقبه‏.‏ فقالوا له‏:‏ هذا لك عندنا يا محمد، وتكف عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء‏.‏ فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ فدلوه قال‏:‏ ‏"‏حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فجاء الوحي ‏(‏قل يا أيها الكافرون‏)‏ ‏(‏الكافرون، الآية 1‏)‏ إلى آخر السورة وأنزل الله عليه ‏{‏قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون‏}‏ ‏{‏ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إياك وأجدادك يا محمد‏.‏ فأنزل الله ‏{‏قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون‏}‏ إلى قوله ‏{‏بل الله فاعبد وكن من الشاكرين‏}‏‏.‏

 الآية 67

أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد، إنا نجد أن الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع‏.‏ فيقول‏:‏ أنا الملك‏.‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال‏:‏ كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، وأشار بالسبابة، والأرضين على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه‏.‏ كل ذلك يشير بأصابعه‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه، وما لم يروا‏.‏ فأنزل الله ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ اليهود نظروا في خلق السموات، والأرض، والملائكة، فلما زاغوا أخذوا يقدرونه‏.‏ فأنزل الله ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏(‏وسع كرسيه السموات والأرض‏)‏ ‏(‏البقرة، الآية 255‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف بالعرش‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنه ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر ‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه‏}‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده، ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا الكريم‏.‏ فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به‏)‏‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏يقول أنا الجبار، أنا أنا‏.‏‏.‏‏.‏ ويمجد نفسه، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى أن قلنا ليخرن به قالوا‏:‏ فأين الناس يومئذ يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ على جسر جهنم‏"‏‏.‏

وأخرج البزار وابن عدي وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عمر ْرضي الله عنهما ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏ حتى بلغ ‏{‏عما يشركون‏}‏ فقال‏:‏ المنبر هكذا‏.‏ فذهب وجاء ثلاث مرات‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة جمع الله السموات السبع والأرضين السبع في قبضته، ثم يقول ‏"‏أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا، أنا الذي أعيدها أين الملوك‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ أين الجبارون‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه‏:‏ ‏"‏أنا قارئ عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة‏.‏ فقرأها من عند ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏ إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا‏:‏ يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال‏:‏ إني سأقرأوها عليكم فمن لم يبك فليتباك‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله يقول‏:‏ ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوء أبدا‏.‏ لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم‏.‏ وقبضت السموات بيدي، ثم قبضت الأرضين، ثم قلت‏:‏ أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني‏.‏ ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا بها، وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها‏.‏ ولكن عمدا غيبت عنهم ذلك لأعلم كيف يعملون، وقد بينته لهم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه‏.‏ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليهودي إذ ذكر من عظمة ربنا فقال‏:‏ السموات على الخنصر، والأرضون على البنصر، والجبال على الوسطى، والماء على السبابة، وسائر الخلق على الإبهام‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ يطوي الله السموات بما فيها من الخليقة، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة‏.‏ يطوي كله بيمينه يكون ذلك في يده بمنزلة خردلة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏والسموات مطويات بيمينه‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه ‏{‏والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه‏}‏ قال‏:‏ كلهن في يمينه‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن شيبان النحوي رضي الله عنه ‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ لم يفسرها قتادة‏.‏

وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال‏:‏ كل ما وصف الله من نفسه في كتابه‏.‏ فتفسيره تلاوته والسكوت عليه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتدري ما الكرسي‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ ما في السموات وما في الأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة، وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل إلا كحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم وذلك قوله ‏{‏والأرض جميعا قبضته يوم القيامة‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما في السموات السبع، والأرضين السبع، في يد الله عز وجل إلا كخردلة في يد أحدكم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله ‏{‏والأرض جميعا قبضته يوم القيامة‏}‏ فأين الناس يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏على الصراط‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود فقال‏:‏ أرأيت إذ يقول الله عز وجل في كتابه ‏{‏والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه‏}‏ فأين الخلق عند ذلك‏؟‏ قال‏:‏ هم كرتم الكتاب‏"‏‏.‏

 الآية 68

أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل من اليهود بسوق المدينة‏:‏ والذي اصطفى موسى على البشر‏.‏ فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه قال‏:‏ أتقول هذا وفينا رسول الله‏؟‏ فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ قال الله ‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‏}‏ فأكون أول من يرفع رأسه، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى والدار قطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية ‏{‏فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏}‏ من الذين لم يشاء الله أن يصعقهم‏؟‏ قال‏:‏ هم الشهداء مقلدون بأسيافهم حول عرشه، تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت، أزمتها الدر برحائل السندس والإستبرق، نمارها ألين من الحرير، مد خطاها مد أبصار الرجل، يسيرون في الجنة يقولون عند طول البرهة‏:‏ انطلقوا بنا إلى ربنا ننظر كيف يقضي بين خلقه‏؟‏ يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي هريرة ‏{‏فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ هم الشهداء ثنية الله تعالى‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ هم الشهداء ثنية الله، متقلدي السيوف حول العرش‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو نصر السجزي في الإبانة وابن مردويه عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏}‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله‏؟‏ قال ‏"‏جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل، وحملة العرش‏.‏ فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت‏:‏ من بقي‏؟‏ وهو أعلم فيقول‏:‏ رب سبحانك‏.‏‏.‏‏!‏ رب تعاليت ذا الجلال والإكرام بقي جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت‏.‏ فيقول‏:‏ خذ نفس ميكائيل‏.‏ فيقع كالطود العظيم‏.‏ فيقول‏:‏ يا ملك الموت من بقي‏؟‏ فيقول سبحانك رب‏.‏‏.‏‏!‏ ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وملك الموت‏.‏ فيقول مت يا ملك الموت، فيموت فيقول يا جبريل من بقي فيقول‏:‏ سبحانك‏.‏‏.‏‏!‏ يا ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به‏.‏ فيقول‏:‏ يا جبريل ما بد من موتك‏.‏ فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول‏:‏ سبحانك رب‏.‏‏.‏‏!‏ تباركت وتعاليت ذا الجلال والإكرام، أنت الباقي وجبريل الميت الفاني، ويأخذ روحه في الخفقة التي يخفق فيها، فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله ‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ فكان ممن استثنى الله جبريل، وميكائيل، وملك الموت، فيقول الله - وهو أعلم‏:‏ يا ملك الموت من بقي‏؟‏ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وميكائيل، وملك الموت‏.‏ فيقول‏:‏ توف نفس ميكائيل‏.‏ ثم يقول - وهو أعلم - يا ملك الموت من بقي‏؟‏ فيقول بقي وجهك الكريم، وعبدك جبريل، وملك الموت‏.‏ فيقول، توف نفس جبريل‏.‏ ثم يقول - وهو أعلم - يا ملك الموت من بقي‏؟‏ فيقول‏:‏ بقي وجهك الباقي الكريم، وعبدك ملك الموت وهو ميت‏.‏ فيقول‏:‏ مت‏.‏ ثم ينادي أنا بدأت الخلق، وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون‏؟‏ فلا يجيبه أحد‏.‏ ثم ينادي لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد، فيقول هو لله الواحد القهار ‏{‏ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن جابر ‏{‏فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ هم حملة العرش‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ما يبقى أحد إلا مات، وقد استثنى والله أعلم مثنياه‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم عن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يخرج الدجال في أمتي، فيمكث فيهم أربعين يوما، أو أربعين عاما، أو أربعين شهرا، أو أربعين ليلة، فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيطلبه فيهلكه الله تعالى، ثم يلبث الناس بعده سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يبعث الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضته حتى لو كان أحدهم في كبد جبل لدخلت عليه‏.‏

يبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع‏.‏ لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول‏:‏ ألا تستجيبون‏؟‏ فيأمرهم بالأوثان فيعبدوها وهم في ذلك دارة أرزاقهم، حسن عيشهم‏.‏ ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا صغى‏.‏ وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق، ثم لا يبقى أحد إلا صعق‏.‏

ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل، فتنبت منه أجساد الناس ‏{‏ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‏}‏ ثم يقال‏:‏ يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ‏(‏وقفوهم إنهم مسؤلون‏)‏ ‏(‏الصافات 24‏)‏ ثم يقال‏:‏ أخرجوا بعث النار فيقال‏:‏ من كم‏؟‏ فيقال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذلك ‏(‏يوم يجعل الولدان شيبا‏)‏ ‏(‏المزمل 17‏)‏ وذلك ‏(‏يوم يكشف عن ساق‏)‏ ‏(‏القلم 42‏)‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بين النفختين أربعون‏.‏ قالوا‏:‏ يا أبا هريرة أربعون يوما‏؟‏ قال‏:‏ أبيت قالوا‏:‏ أربعون شهر‏؟‏ قال‏:‏ أبيت قالوا‏:‏ أربعون عاما‏؟‏ قال‏:‏ أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء ألا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود في البعث وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن، فصعق من في السموات ومن في الأرض‏.‏ وبين النفختين أربعون عاما، فيمطر الله في تلك الأربعين مطرا، فينبتون من الأرض كما ينبت البقل، ومن الإنسان عظم لا تأكله الأرض‏.‏ عجب ذنبه ومنه يركب جسده يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي عاصم في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ينبت، ويرسل الله ماء الحياة فينبتون منه نبات الخضر، حتى إذا خرجت الأجساد، أرسل الله الأرواح فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف، ثم ينفخ في الصور ‏{‏فإذا هم قيام ينظرون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال‏:‏ بين النفختين أربعون سنة‏.‏ الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت‏.‏

وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمرو‏.‏ أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ‏{‏الصور‏}‏ فقال‏:‏ ‏"‏قرن ينفخ فيه‏"‏‏.‏

وأخرج مسدد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ‏{‏الصور‏}‏ كهيئة القرن، ينفخ فيه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن حبان وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يؤمر فينفخ‏؟‏ قال المسلمون‏:‏ كيف نقول يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قالوا ‏(‏حسبنا الله ونعم الوكيل‏)‏ ‏(‏‏؟‏‏؟‏‏؟‏‏)‏ على الله توكلنا‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعدا ينظر العرش، مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو صاحب الصور يعني إسرافيل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجة والبزار وابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر حتى يؤمران‏"‏‏.‏

وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ما من صباح إلا وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ النافخان في السماء الثانية‏.‏ رأس أحدهما بالمشرق‏.‏ ورجلاه بالمغرب‏.‏ ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال‏:‏ كنت عند عائشة رضي الله عنها، وعندها كعب رضي الله عنه، فذكر إسرافيل عليه السلام فقالت عائشة‏:‏ أخبرني عن إسرافيل عليه السلام‏؟‏ قال‏:‏ له أربعة أجنحة‏.‏ جناحان في الهواء، وجناح قد تسرول به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه‏.‏ فإذا نزل الوحي كتب القلم، ودرست الملائكة، وملك الصور أسفل منه جاث على إحدى ركبتيه، وقد نصب الأخرى، فالتقم الصور، فحنى ظهره وطرفه إلى إسرافيل ضم جناحيه أن ينفخ في الصور‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي بكر الهذلي قال‏:‏ إن ملك الصور الذي وكل به إحدى قدميه لفي الأرض السابعة، وهو جاث على ركبتيه، شاخص ببصره إلى إسرافيل عليه السلام، ما طرف‏.‏ منذ خلقه الله ينظر متى يشير إليه، فينفخ في الصور‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال‏:‏ خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش‏:‏ خذ الصور فتعلق به، ثم قال كن فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة، ونفس منفوسة، لا يخرج روحا من ثقب واحد، وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والأرض‏.‏ وإسرافيل عليه السلام واضع فمه على تلك الكوة‏.‏ ثم قال له الرب عز وجل‏:‏ قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة وللصيحة، فدخل إسرافيل في مقدمة العرش، فأدخل رجله اليمنى تحت العرش، وقدم اليسرى ولم يطرف منذ خلقه الله تعالى لينظر ما يؤمر به‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة‏.‏ فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه نفخة الصور، وفيه الصعقة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كأني أنفض رأسي من التراب أول خارج، فالتفت فلا أرى أحدا إلا موسى متعلقا بالعرش، فلا أدري أممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة فبعث قبلي‏؟‏‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏فصعق‏}‏ قال‏:‏ مات ‏{‏إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ جبريل، وإسرافيل، وملك الموت، ثم نفخ فيه أخرى، قال‏:‏ في الصور‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمران الجوني قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لما بعث الله إلى صاحب الصور فأخذه، فأهوى بيده إلى فيه، فقدم رجلا وأخر رجلا حتى يؤمر فينفخ، فاتقوا النفخة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏فإذا هم قيام ينظرون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أتاني ملك فقال‏:‏ يا محمد اختر نبيا ملكا أو نبيا عبدا قال‏:‏ فأومأ إلي جبريل أن تواضع فقلت‏:‏ نبيا عبدا، فأعطيت خصلتين‏.‏ أن جعلت أول من تنشق عنه الأرض‏.‏ وأول شافع، فأرفع رأسي فأجد موسى آخذا بالعرش فالله أعلم أصعق لهذه الصعقة الأولى، أم أفاق قبلي‏؟‏ ‏(‏ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون‏)‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم عن أبيه قال‏:‏ كنت جالسا عند عكرمة فذكروا الذين يغرقون في البحر، فقال عكرمة‏:‏ الحمد لله الذين يغرقون في البحار، فلا يبقى منهم شيء إلا العظام، فتقبلها الأمواج حتى تلقيها إلى البر، فتمكث العظام حينا حتى تصير حائلة نخرة، فتمر بها الإبل فتأكلها، ثم تسير الإبل فتبعر، ثم يجيء بعدهم قوم فينزلون فيأخذون ذلك البعر، فيوقدونه في تلك النار، فتجيء ريح فتلقي ذلك الرماد على الأرض، فإذا جاءت النفخة قال الله ‏{‏فإذا هم قيام ينظرون‏}‏ فخرج أولئك وأهل القبور سواء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن العاصي قال‏:‏ ينفخ في الصور النفخة الأولى من باب إيليا الشرقي‏.‏ أو قال الغربي‏.‏ والنفخة الثانية من باب آخر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بين النفختين أربعون يقول الحسن فلا ندري أربعين سنة، أو أربعين شهرا، أو أربعين ليلة‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بين النفختين أربعون قال أصحابه‏:‏ فما سألناه عن ذلك، وما زاد‏.‏ غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة قال‏:‏ وذكر لنا أنه يبعث في تلك الأربعين مطر يقال له مطر الحياة‏.‏ حتى تطيب الأرض، وتهتز، وتنبت أجساد الناس نبات البقل، ثم ينفخ النفخة الثانية ‏{‏فإذا هم قيام ينظرون‏}‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله ‏{‏ونفخ في الصور‏}‏ قال‏:‏ ‏{‏الصور‏}‏ مع إسرافيل عليه السلام وفيه أرواح كل شيء يكون فيه ‏{‏ثم نفخ فيه‏}‏ نفخة الصعقة فإذا نفخ فيه نفخة البعث قال الله ‏"‏بعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده‏"‏ قال‏:‏ ودارة منها أعظم من سبع سموات ومن الأرض‏.‏ فحلق الصور على إسرافيل وهو شاخص ببصره إلى العرش حتى يؤمر بالنفخة فينفخ في الصور‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ‏{‏ونفخ في الصور‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ الأولى من الدنيا، والأخيرة من الآخرة‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏