فصل: الآيات (117 - 122)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ الآيات 105 - 113‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال‏:‏ استودع رجل من الأنصار طعمة بن أبيرق مشربة له فيها درع فغاب، فلما قدم الأنصاري فتح مشربته فلم يجد الدرع، فسأل عنها طعمة بن أبيرق فرمى بها رجلا من اليهود يقال له زيد بن السمين، فتعلق صاحب الدرع بطعمة في درعه، فلما رأى ذلك قومه أتو النبي صلى الله عليه وسلم، فكلموه ليدرأ عنه، فهم بذلك، فأنزل الله ‏{‏إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس‏}‏ إلى قوله ‏{‏ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم‏}‏ يعني طعمة بن أبيرق وقومه ‏{‏ها أنتم هؤلاء جادلتم‏}‏ إلى قوله ‏{‏يكون عليهم وكيلا‏}‏ محمد صلى الله عليه وسلم وقوم طعمة ‏{‏ثم يرم به برئيا‏}‏ يعني زيد بن السمين ‏{‏فقد احتمل بهتانا‏}‏ طعمة بن أبيرق ‏{‏ولولا فضل الله عليك ورحمته‏}‏ لمحمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏لهمت طائفة‏}‏ قوم طعمة ‏(‏لا خير في كثير‏)‏ ‏(‏النساء الآية 114‏)‏ الآية للناس عامة ‏(‏ومن يشاقق الرسول‏)‏ ‏(‏النساء الآية 115‏)‏ قال‏:‏ لما أنزل القرآن في طعمة بن أبيرق لحق بقريش ورجع في دينه، ثم عدا على مشربة للحجاج بن علاط البهري فنقبها، فسقط عليه حجر فلحج فلما أصبح أخرجوه من مكة، فخرج فلقي ركبا من قضاعة، فعرض لهم فقال‏:‏ ابن سبيل منقطع به‏.‏ فحملوه حتى إذا جن عليه الليل عدا عليهم فسرقهم ثم انطلق، فرجعوا في طلبه فأدركوه فقذفوه بالحجارة حتى مات‏.‏ فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله ‏(‏إن الله لا يغفر أن يشرك به‏)‏ ‏(‏النساء الآية 115‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال‏:‏ نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار، استودع درعا فجحدها صاحبها، فلحق به رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب له قومه وأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ خونوا صاحبنا وهو أمين مسلم، فأعذره يا نبي الله وازجر عنه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فعذره وكذب عنه وهو يرى أنه بريء وأنه مكذوب عليه، فأنزل الله بيان ذلك فقال ‏{‏إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله‏}‏ إلى قوله ‏{‏أمن يكون عليهم وكيلا‏}‏ فبين خيانته فلحق بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الإسلام، فنزل فيه ‏(‏ومن يشاقق الرسول‏)‏ ‏(‏النساء الآية 115‏)‏ إلى قوله ‏(‏وساءت مصيرا‏)‏‏.‏

واخرج ابن أبي حاتم عن عطية العوفي ‏"‏أن رجلا يقال له طعمة بن أبيرق سرق درعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فألقاها في بيت رجل، ثم قال لأصحاب له‏:‏ انطلقوا فاعذروني عند النبي صلى الله عليه وسلم فإن الدرع قد وجد في بيت فلان‏.‏ فانطلقوا يعذرونه عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله ‏{‏ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد احتمل بهتانا‏}‏ قال‏:‏ بهتانه قذفه الرجل‏"‏‏.‏

واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم‏}‏ قال‏:‏ اختان رجل من الأنصار عما له درعا فقذف بها يهوديا كان يغشاهم، فجادل الرجل قومه، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بدار الشرك، فنزلت فيه ‏(‏ومن يشاقق الرسول‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏النساء الآية 114‏)‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ إياكم والرأي، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ‏{‏لتحكم بين الناس بما أراك الله‏}‏ ولم يقل بما رأيت‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن دينار أن رجلا قال لعمر ‏{‏بما أراك الله‏}‏ قال‏:‏ مه، إنما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي ‏{‏لتحكم بين الناس بما أراك الله‏}‏ قال‏:‏ الذي أراه في كتابه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال‏:‏ إن الله أنزل القرآن وترك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة وترك فيها موضعا للرأي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن وهب قال‏:‏ قال لي مالك‏:‏ الحكم الذي يحكم به بين الناس على وجهين، فالذي يحكم بالقرآن والسنة الماضية فذلك الحكم الواجب والصواب، والحكم يجتهد فيه العالم نفسه فيما لم يأت فيه شيء فلعله أن يوفق‏.‏ قال‏:‏ وثالث التكلف لما لا يعلم، فما أشبه ذلك أن لا يوفق‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏لتحكم بين الناس بما أراك الله‏}‏ قال‏:‏ بما بين الله لك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر ‏{‏لتحكم بين الناس بما أراك الله‏}‏ قال‏:‏ بالبينات والشهود‏.‏

وأخرج عبد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا قال‏:‏ ‏"‏من صلى صلاة عند الناس لا يصلي مثلها إذا خلا فهي استهانة استهان بها ربه، ثم تلا هذه الآية ‏{‏يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة مثله، وزاد‏:‏ ولا يستحيي أن يكون الناس أعظم عنده من الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رزين ‏{‏إذ يبيتون‏}‏ قال‏:‏ إذ يؤلفون ما لا يرضى من القول‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس في قوله ‏{‏ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله‏}‏ قال‏:‏ أخبر الله عباده بحلمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته، فمن أذنب ذنبا صغير كان أو كبيرا ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والأرض والجبال‏.‏

وأخرج ابن جرير وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال‏:‏ كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه، وإذا أصاب البول شيئا منه قرضه بالمقراض، فقال رجل‏:‏ لقد آتى الله بني إسرائيل خيرا فقال ابن مسعود‏:‏ ما آتاكم الله خير مما آتاهم، جعل لكم الماء طهورا وقال ‏{‏ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال‏:‏ من قرأ هاتين الآيتين من سورة النساء ثم استغفر غفر له ‏{‏ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما‏}‏‏.‏ ‏(‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فتستغفروا الله واستغفر لهم الرسول‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏النساء الآية 48‏)‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي ثابت قال‏:‏ جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل، فسألته عن امرأة فجرت فحبلت ولما ولدت قتلت ولدها فقال‏:‏ ما لها إلا النار‏.‏ فانصرفت وهي تبكي، فدعاها ثم قال‏:‏ ما أرى أمرك إلا أحد أمرين ‏{‏من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما‏}‏ فمسحت عينها ثم مضت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن مردويه عن علي قال‏:‏ سمعت أبا بكر يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له، لأن الله يقول ‏{‏ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله، وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ترك نعليه في مجلسه أو بعض ما يكون عليه، وأنه قام فترك نعليه، فأخذت ركوة من ماء فاتبعته فمضى ساعة ثم رجع ولم يقض حاجته، فقال‏:‏ ‏"‏إنه أتاني آت من ربي فقال‏:‏ إنه ‏{‏من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما‏}‏ فأردت أن أبشر أصحابي‏.‏ قال أبو الدرداء‏:‏ وكانت قد شقت على الناس التي قبلها ‏(‏من يعمل سوءا يجز به‏)‏ ‏(‏النساء الآية 123‏)‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ثم استغفر ربه غفر الله له‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ الثانية‏.‏‏.‏‏.‏ قال نعم‏.‏ قلت‏:‏ الثالثة‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ على رغم أنف عويمر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين ‏{‏ثم يرم به برئيا‏}‏ قال‏:‏ يهوديا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وعلمك ما لم تكن تعلم‏}‏ قال‏:‏ علمه الله بيان الدينا والآخرة‏.‏ بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك على خلقه‏.‏

وأخرج عن الضحاك قال‏:‏ علمه الخير والشر‏.‏ والله أعلم‏.‏

 الآية 114

أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد أسلم في قوله ‏{‏لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏}‏ من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت عنه ذاك لا تناجيه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ‏{‏إلا من أمر بصدقة أو معروف‏}‏ قال‏:‏ المعروف القرض‏.‏

وأخرج الترمذي وابن ماجه وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي الدنيا في الصمت وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن حنيش قال‏:‏ دخلنا على سفيان الثوري نعوده ومعنا سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان‏:‏ أعد علي الحديث الذي كنت حدثتنيه عن أم صالح‏.‏ قال‏:‏ حدثتني أم صالح بنت صالح، عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو ذكر الله عز وجل‏.‏ فقال محمد بن يزيد‏:‏ ما أشد هذا الحديث‏!‏ فقال سفيان‏:‏ وما شدة هذا الحديث‏؟‏ إنما جاءت به امرأة عن امرأة، هذا في كتاب اللله الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما سمعت الله يقول ‏{‏لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏}‏ فهذا هو بعينه، أوما سمعت الله يقول ‏(‏يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا‏)‏ ‏(‏النبأ الآية 38‏)‏ فهو هذا بعينه، أوما سمعت الله يقول ‏(‏والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‏)‏ ‏(‏العصر‏:‏ السورة كلها‏)‏ فهو هذا بعينه‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم والبيهقي عن ابن شريح الخزاعي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري والبيهقي عن سهل بن سعد ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن سهل بن سعد عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان‏:‏ الفم والفرج‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله مرني بأمر أعتصم به في الإسلام‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قل آمنت بالله ثم استقم‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي‏؟‏ قال‏:‏ هذا، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي عمر والشيباني قال‏:‏ حدثني صاحب هذه الدار - يعني عبد الله بن مسعود - قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل‏؟‏ قال‏:‏ الصلاة على ميقاتها‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ بر الوالدين‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ أن يسلم الناس من لسانك‏.‏ قال‏:‏ ثم سكت، ولو استزدته لزادني‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي والبيهقي عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قلت يا نبي الله ما النجاة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي الدينا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبي أصرم المحاربي قال‏:‏ قلت يا رسول الله أوصني‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هل تملك لسانك‏؟‏ قلت‏:‏ فما أملك إذا لم أملك لساني‏.‏ قال‏:‏ فهل تملك يدك‏؟‏ قلت‏:‏ فما أملك إذا لم أملك يدي‏!‏ قال‏:‏ فلا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار‏:‏ رحم الله امرأ تكلم فغنم أو سكت فسلم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن الحسن قال‏:‏ بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن ابن مسعود أنه أتى على الصفا فقال‏:‏ يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل أن تندم، قالوا‏:‏ يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله أو سمعته‏؟‏ قال‏:‏ لا، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن سعيد بن جبير قال‏:‏ رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول‏:‏ يا لساناه قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم قبل أن تندم‏.‏ فقال له رجل‏:‏ ما لي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا وكذا‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو عن شيء أحنق منه على لسانه‏.‏

وأخرج أبو يعلى والبيهقي عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سره أن يسلم فليلزم الصمت‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أنس ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي أبا ذر فقال ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما‏؟‏ قال‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ عليك بحسن الخلق وطول الصمت، والذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال‏:‏ قلت يا رسول الله أوصني‏.‏ قال‏:‏ أوصيك بتقوى الله، فإنه أزين لأمرك كله‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ قل الحق ولو كان مرا‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ لا تخف في الله لومة لائم‏.‏ قلت‏:‏ زدني‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن ركب المصري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي والبيقهي عن أبي سعيد الخدري رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أصبح ابن آدم فإن كل شيء من الجسد يكفر اللسان يقول‏:‏ ننشدك الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه قال‏:‏ ما تصنع يا خليفة رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ إن هذا الذي أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي جحيفة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أي الأعمال أحب إلى الله‏؟‏ قال‏:‏ فسكتوا، فلم يجبه أحد‏.‏ قال‏:‏ هو حفظ اللسان‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن عمران بن الحصين ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ مقام الرجل بالصمت أفضل من عبادة ستين سنة‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأصاب الناس ريح فتقطعوا، فضربت ببصري فإذا أنا أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ لأغتنمن خلوته اليوم، فدنوت منه فقلت‏:‏ يا رسول الله أخبرني بعمل يقربني - أو قال - يدخلني الجنة، ويباعدني من النار‏؟‏ قال‏:‏ لقد سألت عن عظيم، وأنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير‏.‏ قلت‏:‏ أجل يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي به وجه الله، ثم قرأ الآية ‏(‏تتجافى جنوبهم عن المضاجع‏)‏ ‏(‏ألم السجدة الآية 16‏)‏ ثم قال‏:‏ إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه‏.‏ قلت أجل يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد، وإن شئت أنبأتك بأملك الناس من ذلك كله‏.‏ قلت‏:‏ ما هو يا رسول الله‏؟‏ فأشار بإصبعه إلى فيه‏.‏ فقلت‏:‏ وإنا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم، وهل تتكلم إلا ما عليك أو لك‏؟‏‏!‏‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن عطاء بن أبي رباح قال‏:‏ إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتذكرون أن عليكم حافظين ‏(‏كراما كاتبين‏)‏ ‏(‏الانفطار الآية 11‏)‏ ‏(‏عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‏)‏ ‏(‏ق الآية 18‏)‏ أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أنس بن مالك قال‏:‏ لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه‏.‏

وأخرج أحمد عن أنس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي الدرداء قال‏:‏ ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه، به يدخله الجنة، وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه، به يدخله النار‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ لا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن درهمك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسي قال‏:‏ أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما في معصية الله‏.‏

وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال‏:‏ أكثر الناس خطايا أكثرهم خوضا في الباطل‏.‏

وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال‏:‏ والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان‏.‏

وأخرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يصلح الكذب إلا في ثلاث‏:‏ الرجل يرضي امرأته، وفي الحرب، وفي صلح بين الناس‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن النواس بن سمعان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الكذب لا يصلح إلا في ثلاث‏:‏ الحرب فإنها خدعة، والرجل يرضي امرأته، والرجل يصلح بين اثنين‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يصلح الكذب إلا في ثلاث‏:‏ الرجل يكذب لامرأته لترضى عنه، أو إصلاح بين الناس، أو يكذب في الحرب‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما عمل ابن آدم شيء أفضل من الصدقة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفضل الصدقة صلاح ذات البين‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي أيوب قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا أيوب ألا أخبرك بما يعظم الله به الأجر ويمحو به الذنوب‏؟‏ تمشي في إصلاح الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا، فإنها صدقة يحب الله موضعها‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أم كلثوم بنت عقبة ‏"‏أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا، وقالت‏:‏ لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث‏:‏ في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم بأفضل من درجات الصيام والصلاة والصدقة‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ إصلاح ذات البين‏.‏ قال‏:‏ وفساد ذات البين هي الحالقة‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أبي أيوب ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أن تصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا‏"‏‏.‏

وأخرج البزار عن أنس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب‏:‏ ألا أدلك على تجارة‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقرب بينهم إذا تباعدوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال‏:‏ كنت جالسا مع محمد بن كعب القرظي، فأتاه رجل فقال له القوم‏:‏ أين كنت‏؟‏ فقال‏:‏ أصلحت بين القوم، فقال محمد بن كعب‏:‏ أصبت لك مثل أجر المجاهدين، ثم قرأ ‏{‏لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس‏}‏‏.‏

واخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله ‏{‏ومن يفعل ذلك‏}‏ تصدق أو أقرض أو أصلح بين الناس‏.‏

وأخرج أبو نصر السجري في الإبانة عن أنس قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله أنزل علي في القرآن يا أعرابي ‏{‏لا خير في كثير من نجواهم‏}‏ إلى قوله ‏{‏فسوف نؤتيه أجرا عظيما‏}‏ يا أعرابي الأجر العظيم‏:‏ الجنة‏.‏ قال الأعرابي‏:‏ الحمد لله الذي هدانا للإسلام‏.‏

 الآيتان 115 - 116

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال‏:‏ دعاني معاوية فقال‏:‏ بايع لابن أخيك‏.‏ فقلت‏:‏ يا معاوية ‏{‏ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا‏}‏ فأسكته عني‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏نوله ما تولى‏}‏ من آلهة الباطل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك قال‏:‏ كان عمر بن عبد العزيز يقول‏:‏ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر فيما خالفها، من اقتدى بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وصلاه جهنم وساءت مصيرا‏.‏

وأخرج الترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا، ويد الله على الجماعة، فمن شذ شذ في النار‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي والبيهقي عن ابن عباس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا يجمع الله أمتي‏.‏ أو قال‏:‏ هذه الأمة على الضلالة أبدا، ويد الله على الجماعة‏"‏‏.‏

 الآيات 117 - 122

أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏ قال‏:‏ مع كل صنم جنية‏.‏

وأخرج عبد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك في قوله ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏ قال‏:‏ اللات والعزى ومنات، كلها مؤنث‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏ يقول‏:‏ يسمونهم إناثا، لات ومناة وعزى‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏ قال‏:‏ موتى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ الإناث، كل شيء ميت ليس فيه روح، مثل الخشبة اليابسة، ومثل الحجر اليابس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ‏{‏إلا إناثا‏}‏ قال‏:‏ ميتا لا روح فيه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال‏:‏ كان لكل حي من أحياء العرب صنم يعبدونها اثنى بني فلان، فأنزل الله ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏‏.‏ وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏إن يدعون من دونه إلا إناثا‏}‏ قال المشركون‏:‏ إن الملائكة بنات الله، وإنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى‏.‏ قال اتخذوا أربابا وصوروهن صور الجواري، فحلوا وقلدوا وقالوا‏:‏ هؤلاء يشبهن بنات الله الذي نعبده، يعنون الملائكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي أن ابن عباس كان يقرأ هذا الحرف ‏"‏إن يدعون من دونه إلا أنثى وإن يدعون إلا شيطانا مريدا‏"‏ قال مع كل صنم شيطانة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏إلا إناثا‏}‏ قال‏:‏ إلا أوثانا‏.‏

وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عائشة أنها كانت تقرأ ‏(‏ ‏(‏إن يدعون من دونه إلا أوثانا‏)‏ ‏)‏ ولفظ ابن جرير كان في مصحف عائشة ‏{‏إن يدعون من دونه إلا أوثانا‏}‏‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة قالت‏:‏ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏ ‏(‏إن يدعون من دونه إلا أنثى‏)‏ ‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ‏{‏وإن يدعون إلا شيطانا‏}‏ يعني إبليس‏.‏

وأخرج عن سفيان ‏{‏وإن يدعون إلا شيطانا‏}‏ قال‏:‏ ليس من صنم إلا فيه شيطان‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏مريدا‏}‏ قال‏:‏ تمرد على معاصي الله‏.‏ وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ‏{‏وقال لأتخذن من عبادك‏}‏ قال‏:‏ هذا قول إبليس ‏{‏نصيبا مفروضا‏}‏ يقول‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا‏}‏ قال‏:‏ يتخذونها من دونه، ويكونون من حزبي‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك ‏{‏نصيبا مفروضاْ‏}‏ قال‏:‏ معلوما‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله ‏{‏لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا‏}‏ قال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام‏}‏ قال‏:‏ دين شرعه لهم إبليس كهيئة البحائر والسوائب‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏فليبتكن آذان الأنعام‏}‏ قال‏:‏ التبتك في البحيرة والسائبة، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ‏{‏فليبتكن آذان الأنعام‏}‏ قال‏:‏ ليقطعن آذان الأنعام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ أما يبتكن آذان الأنعام فيشقونها، فيجعلونها بحيرة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه كره الإخصاء، وقال‏:‏ فيه نزلت ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أنس بن مالك أنه كره الإخصاء، وقال‏:‏ فيه نزلت ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏ ولفظ عبد الرزاق قال‏:‏ من تغيير خلق الله الإخصاء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ إخصاء البهائم مثله، ثم قرأ ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد من طرق عن ابن عباس ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ هو الخصاء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عمر قال‏:‏ ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم، قال ابن عمر‏:‏ فيه نماء الخلق‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الروح، وإخصاء البهائم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان ينهى عن إخصاء البهائم، ويقول‏:‏ هل النماء إلا في الذكور‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن شبيل أنه سمع شهر بن حوشب قرأ هذه الآية ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ الخصاء منه‏.‏ فأمرت أبا التياج، فسأل الحسن عن خصاء الغنم‏؟‏ قال‏:‏ لا بأس به‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ هو الخصاء‏.‏

وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر أنه كان يكره الخصاء، ويقول‏:‏ هو نماء خلق الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة أنه كره الخصاء قال‏:‏ فيه نزلت ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عروة أنه خصى بغلا له‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن طاوس أنه خصى جملا له‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محمد بن سيرين أنه سئل عن خصاء الفحول‏؟‏ فقال‏:‏ لا بأس، لو تركت الفحول لأكل بعضها بعضا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال‏:‏ لا بأس بإخصاء الدواب‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد عبد الله بن بشر قال‏:‏ أمرنا عمر بن عبد العزيز بخصاء الخيل، ونهانا عنه عبد الملك بن مروان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عطاء أنه سئل عن إخصاء الفحل فلم ير به عند عضاضه وسوء خلقه بأسا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس ‏{‏ولآمرنهم فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين لله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين الله‏.‏ وهو قوله ‏(‏فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله‏)‏ ‏(‏الروم الآية 30‏)‏ يقول‏:‏ لدين الله‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن إبراهيم ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين الله‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وآدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين الله، ثم قرأ ‏{‏لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ‏{‏فليغيرن خلق الله‏}‏ قال‏:‏ الوشم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال‏:‏ لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، والمغيرات خلق الله‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي ريحانة قال‏:‏ ‏"‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة‏:‏ عن الوشر، والوشم والنتف، وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثوبه حريرا مثل الأعلام، وأن يجعل على منكبه مثل الأعاجم، وعن النهبى، وعن ركوب النمور، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن عائشة قالت‏:‏ ‏"‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة، والمقشورة، والواشمة، والمستوشمة، والواصلة، والمتصلة‏"‏‏.‏