فصل: الآيات (17ـ 19)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2* -  سورة الروم مكية وآياتها ستون

*3* -  مقدمة سورة الروم

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت سورة الروم بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد بسند حسن عن رجل من الصحابة‏.‏ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح، فقرأ فيها سورة الروم‏.‏

وأخرج البزار عن الاغر المزني رضي الله عنه‏.‏ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح بسورة الروم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير‏.‏ ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف وأحمد وابن قانع من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي روح رضي الله عنه قال‏:‏ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فقرأ سورة الروم فتردد فيها، فلما انصرف قال ‏"‏إنما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور، من شهد الصلاة فليحسن الطهور‏"‏‏.‏

*3* التفسير

-  الم*غلبت الروم*في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون*في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون*بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم*وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏.‏

أخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قال‏:‏ غلبت‏.‏ وغلبت قال‏:‏ كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب، فذكروه لأبي بكر رضي الله عنه، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أما انهم سيغلبون فذكره أبو بكر رضي الله عنه لهم فقالوا‏:‏ اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا‏.‏ فجعل بينهم أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إلا جعلته أراه قال‏:‏ دون العشر فظهرت الروم بعد ذلك‏"‏ فذلك قوله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ فغلبت، ثم غلبت بعد‏.‏ يقول الله ‏{‏لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله‏}‏ قال سفيان‏:‏ سمعت أنهم قد ظهروا عليهم يوم بدر‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كان فارس ظاهرين على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم‏.‏ فلما نزلت ‏{‏الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين‏}‏ قالوا‏:‏ يا أبا بكر ان صاحبك يقول ان الروم تظهر على فارس في بضع سنين‏.‏ قال‏:‏ صدق قالوا‏:‏ هل لك إلى أن نقامرك‏؟‏ فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين، فمضى السبع سنين ولم يكن شيء‏.‏ ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين‏.‏ وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ما بضع سنين قال‏:‏ فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس، ففرح الممؤمنون بذلك، وأنزل الله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ إلى قوله ‏{‏وعد الله لا يخلف الله وعده‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أيو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال‏:‏ لما أنزلت ‏{‏الم غلبت الروم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال المشركون لأبي بكر رضي الله عنه‏:‏ ألا ترى إلى ما يقول صاحبك‏.‏ يزعم ان الروم تغلب فارس‏؟‏ قال‏:‏ صدق صاحبي‏.‏ قالوا‏:‏ هل لك ان نخاطرك‏؟‏ فجعل بينه وبينهم أجلا، فحل الاجل قبل أن يبلغ الروم فارس، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فساءه وكرهه وقال لأبي بكر‏"‏ما دعاك إلى هذا‏؟‏ قال‏:‏ تصديقا لله ورسوله، فقال‏:‏ تعرض لهم، وأعظم الخطر، واجعله إلى بضع سنين‏.‏ فأتاهم أبو بكر رضي الله عنه فقال‏:‏ هل لكم في العود فإن العود أحمد‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ ثم لم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارس، وربطوا خيولهم بالمدائن وبنوا الرومية، فقمر أبو بكر فجاء به أبو بكر يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذا السحت تصدق به‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وصححه والدار قطني في الأفراد والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الإيمان عن يسار بن مكرم السلمي قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏الم غلبت الروم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ كانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين الروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهما وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك يقول الله ‏{‏ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله‏}‏ وكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا أهل كتاب ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة ‏{‏الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين‏}‏ فقال ناس من قريش لأبي بكر‏:‏ ذاك بيننا وبينكم يزعم صاحبك ان الروم ستغلب فارس في بضع سنين أفلا نراهنك على ذاك‏؟‏ قال‏:‏ بلى - وذلك قبل تحريم الرهان - فارتهن أبو بكر رضي الله عنه المشركون، وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر‏:‏ لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي اليه قال‏:‏ فسموا بينهم ست سنين، فمضت الست قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر رضي الله عنه فلما دخلت السنة السابعه ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر رضي الله عنه بتسميته ست سنين قال‏:‏ لأن الله قال ‏{‏في بضع سنين‏}‏ فأسلم عند ذلك ناس كثير‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه‏:‏ لما نزلت ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ ألا يغالب البضع دون العشر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم وة والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن شهاب رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة يقولون‏:‏ الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل على نبيكم، وسنغلبكم كما غلبت فارس الروم، فأنزل الله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قال ابن شهابك فاخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال‏:‏ انه لما نزلت هاتان الآيتان فأمر أبو بكر بعض المشركين - قبل أن يحرم القمار - على شيء ان لم تغلب الروم فارس في بضع سنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏لم فعلت‏؟‏ فكل ما دون العشر بضع‏"‏ فكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين، ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوية عن أبي سعيد قال‏:‏ كان يوم بدر ظهرت الروم على قارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قرأها بالنصب إلى قوله ‏{‏يفرح المؤمنون بنصر الله‏}‏ قال‏:‏ ففرح المؤمنو بظهور الروم على فارس قال الترمذي‏:‏ هكذا قرأ ‏{‏غلبت‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قال‏:‏ قد مضى‏.‏ كان ذلك في أهل فارس والروم، وكانت فارس قد غلبتهم، ثم غلبت الروم بعد ذلك، والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على العجم‏.‏ قال عطية‏:‏ وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك عن ذلك فقال‏:‏ التقينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا على مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على المجوس، ففرحنا بنصر الله ايانا على المشركين، وفرحنا بنصر أهل الكتاب على المجوس، فذلك قوله ‏{‏ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن قتادة ‏{‏الم غلبت الروم في أدنى الأرض‏}‏ قال‏:‏ غلبتهم أهل فارس على أدنى أرضك الشام‏.‏ ‏{‏وهم من بعد غلبهم سيغلبون‏}‏ قال‏:‏ لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق المسلمون ربهم، وعرفوا أن الروم ستظهر على أهل فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص، وأجلوا بينهم خمس سنين، فولي قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أبي بن خلف - وذلك قبل أن ينهى عن القمار - فجاء الاجل ولم تظهر الروم على فارس، فسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال ‏"‏ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلا دون العشر‏؟‏ فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر، فزايدوهم وما دوهم في الاجل، فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الاول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبيه، وكان مما شد الله به الإسلام، فهو قوله ‏{‏ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن الزبير الكلابي قال‏:‏ رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم، وظهورهم على الشام والعراق‏.‏ كل ذلك في خمس عشرة سنة‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ سيجيء أقوام يقرأون ‏{‏غلبت الروم‏}‏ وإنما هي ‏{‏غلبت‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن غنم قال‏:‏ سألت معاذ بن جبل رضي الله عنه عن قول الله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ أو ‏{‏غلبت‏}‏ فقال‏:‏ اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قال‏:‏ غلبتهم فارس، ثم غلبت الروم فارس‏.‏ وفي قوله ‏{‏في أدنى الأرض‏}‏ قال‏:‏ في طرف الأرض‏:‏ الشام‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ البضع ما بين السبع إلى العشرة‏"‏

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن نيار بن مكرم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏البضع‏:‏ ما بين الثلاث إلى التسع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق إبراهيم بن سعد عن أبي الحويرث رضي الله عنه‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ ‏{‏البضع سنين‏}‏ ما بين خمس إلى سبع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏{‏البضع‏}‏ سبع سنين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ إلى قوله ‏{‏أكثر الناس لا يعلمون‏}‏ قال‏:‏ ذكر غلبة فارس اياهم، وادالة الروم على فارس، وفرح المؤمنون بنصر الله أهل الكتاب على فارس من أهل الاوثان‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة ‏"‏أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض قال‏:‏ وأدنى الأرض يومئذ اذرعات‏.‏ بها التقوا فهزمت الروم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة، فشق ذلك عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان يظهر الاميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، وفرح الكفار بمكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ انكم أهل الكتاب، وانكم ان قاتلتمونا لنظهرن عليكم‏.‏ فأنزل الله ‏{‏الم غلبت الروم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الكفار فقال‏:‏ فرحتم بظهور اخوانكم على اخواننا فلا تفرحوا ولا يقرن الله عينكم فوالله لتظهرن الروم على فارس، أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فقام اليه أبي بن خلف فقال‏:‏ كذبت‏.‏ فقال له أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ أنت أكذب يا عدو الله‏.‏ قال‏:‏ انا أحبك عشر قلائص مني وعشر فلائص منك فإن ظهرت الروم على فارس غرمت، وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين، فجاء أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال ‏"‏ما هكذا ذكرت، إنما البضع من الثلاث إلى التسع، فزايده في الخطر، وماده في الاجل، فخرج أبو بكر رضي الله عنه فلقي أبيا فقال‏:‏ لعلك ندمت قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ تعال أزايدك في الخطر، وأمادك في الاجل، فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين قال‏:‏ قد فعلت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن سليط قال‏:‏ سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقرأ ‏{‏الم غلبت الروم‏}‏ قيل له‏:‏ يا أبا عبد الرحمن على أي شيء غلبوا‏؟‏ قال‏:‏ على ريف الشام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ‏{‏لله الأمر من قبل‏}‏ دولة فارس على الروم ‏{‏ومن بعد‏}‏ دولة الروم على فارس‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون*أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون*أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون*ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون*الله يبدؤ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون*ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون*ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا‏}‏ يعني معايشهم‏.‏ متى يغرسون، ومتى يزرعون، ومتى يحصدون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا‏}‏ يعرفون عمران الدنيا‏.‏ وهم في أمر الآخرة جهال‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتاردة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ يعلمون تجارتها، وحرفتها، وبيعها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ معايشهم، وما يصلحهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنة، وما يحسن يصلي‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو في قوله ‏{‏كانوا هم أشد منهم قوة‏}‏ قال‏:‏ كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأثاروا الأرض‏}‏ قال‏:‏ حرثوا الأرض‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏وأثاروا الأرض‏}‏ يقول‏:‏ جنانها، وأنهارها، وزروعها ‏{‏وعمروها أكثر مما عمروها‏}‏ يقول‏:‏ عاشوا فيها أكثر من عيشكم فيها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى‏}‏ قال‏:‏ الذين كفروا جزاؤهم العذاب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال ‏{‏السوأى‏}‏ الاساءة جزاء المسيئين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يبلس‏}‏ قال‏:‏ ييأس‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يبلس‏}‏ قال‏:‏ يكتئب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال ‏{‏يبلس‏}‏ قال‏:‏ يكتئب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ الابلاس الفضيحة‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون*فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون*وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون‏}‏ قال‏:‏ فرقة لا اجتماع بعدها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏يومئذ يتفرقون‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء في عليين، وهؤلاء في أسف سافلين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ‏{‏في روضة‏}‏ يعني بساتين الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏في روضة يحبرون‏}‏ قال‏:‏ في جنة يكرمون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يحبرون‏}‏ قال‏:‏ يكرمون‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يحبرون‏}‏ قال‏:‏ ينعمون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبه وهناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في تاريخه عن يحيى بن أبي كثير ‏{‏في روضة يحبرون‏}‏ قال‏:‏ لذة السماع في الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن أبي كثير في قوله ‏(‏يحبرون‏)‏ قيل‏:‏ يا رسول الله ما الحبر‏؟‏ قال ‏"‏اللذة والسماع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن الاوزاعي في قوله ‏{‏في روضة يحبرون‏}‏ قال‏:‏ هو السماع، إذا أراد أهل الجنة أن يطربوا أوحى الله إلى رياح يقال لها‏:‏ الهفافة‏.‏ فدخلت في آجام قصب اللؤلؤ الرطب فحركته، فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة، فإذا طربت لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وهناد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه‏.‏ انه سئل هل في الجنة سماع‏؟‏ فقال‏:‏ ان فيها لشجرة يقال لها القيض لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والاصبهاني في الترغيب عن محمد بن المنكدر قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الذين ينزعون أنفسهم عن اللهو مزامير الشيطان‏؟‏ أسكنوهم رياض المسك، ثم يقول للملائكة‏:‏ أسمعوهم حمدي وثنائي، وأعلموهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏.‏

وأخرج الدينوري في المجالسة عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أصواتهم واسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان‏؟‏ فيحملهم الله في رياض الجنة من مسك فيقول للملائكة‏"‏اسمعوا عبادي تحميدي وتمجيدي، وأخبروهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏"‏‏.‏

وأخرج الديلمي عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إذا كان يوم القيامة قال الله‏:‏ أين الذين كانوا ينزهون اسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم‏؟‏ فيميزون في كتب المسك والعنبر ثم يقول للملائكة‏:‏ أسمعوهم من تسبيحي، وتحميدي، وتهليلي، قال‏:‏ فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام، فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم، فيتحدثون في ظلها، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن سابط قال‏:‏ ان في الجنة لشجرة لم يخلق الله من صوت حسن إلا وهو في جرمها يلذذهم وينعمهم‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله اني رجل حبب إلى الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن‏؟‏ فقال ‏"‏أي والذي نفسي بيده ان الله يوحي إلى شجرة في الجنة‏:‏ ان أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزف البرابط والمزامير، فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة‏.‏ قيل‏:‏ ومن الروحانيون يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قراء أهل الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن أبي سعيد الحارثي رضي الله عنه قال‏:‏ ان في الجنة آجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ، إذا اشتها أهل الجنة صوتا بعث الله ريحا على تلك الآجام، فأتتهم بكل صوت حسن يشتهونه‏.‏ والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون*وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون*يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون‏.‏

أخرج الفريابي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أدنى ما يكون من الحين بكرة وعشيا، ثم قرأ ‏{‏فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أبي رزين رضي الله عنه قال‏:‏ جاء نافع بن الازرق إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ هل تجد الصلوات الخمس في القرآن‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فقرأ ‏{‏فسبحان الله حين تمسون‏}‏ صلاة المغرب، ‏{‏وحين تصبحون‏}‏ صلاة الصبح ‏{‏وعشيا‏}‏ صلاة العصر ‏{‏وحين تظهرون‏}‏ صلاة الظهر وقرأ ‏(‏ومن بعد صلاة العشاء‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ جمعت هذه الآية مواقيت الصلوة ‏{‏فسبحان الله حين تمسون‏}‏ قال‏:‏ المغرب والعشاء ‏{‏وحين تصبحون‏}‏ الفجر ‏{‏وعشيا‏}‏ العصر ‏{‏وحين تظهرون‏}‏ الظهر‏.‏

وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن السني في عمل يوم وليلة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى ‏{فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود والطبراني وابن السني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من قال حين يصبح ‏{‏فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون‏}‏ أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته من ليلته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من قال حين أصبح سبحان الله وبحمده الف مرة فقد اشترى نفسه من الله، وكان آخر يومه عتيقا من النار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجه في تفسيره وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال عمر رضي الله عنه‏:‏ أما الحمد فقد عرفناه، فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضا، وأما لا اله إلا الله فقد عرفناها، فقد عبدت الآلهة من دون الله، وأما الله أكبر فقد يكبر المصلي، وأما سبحان الله فما هو‏؟‏ فقال رجل من القوم‏:‏ الله أعلم‏!‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ قد شقي عمر إن لم يكن يعلم أن الله يعلم، فقال علي رضي الله عنه‏:‏ يا أمير المؤمنين اسم ممنوع ان ينتحله أحد من الخلائق، واليه يفزع الخلق، واحب أن يقال له، فقال‏:‏ هو كذاك‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم والضياء عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما‏.‏ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ان الله اصطفى من الكلام أربعا‏.‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر‏.‏ فمن قال سبحان الله‏.‏ كتبت له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر‏.‏ مثل ذلك، ومن قال لا اله إلا الله‏.‏ مثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين‏.‏ من قبل نفسه له ثلاثون حسنة، وحطت عنه ثلاثون سيئة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن الحسن البصري رضي الله عنه قال‏:‏ من قرأ الآيات ‏{‏فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون‏}‏ إلى آخرها‏.‏ لم يفته شيء في يومه وليلته، وأدرك ما فاته من يومه وليلته‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون*ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون*ومن آياته خلق السموات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين*ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون*ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون*ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون*وله من في السموات والأرض كل له قانتون‏.‏

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏ومن آياته‏}‏ قال‏:‏ كل شيء في القرآن آيات‏.‏ بذلك تعرفون الله‏.‏ انكم لن تروه فتعرفونه على رؤية، ولكن تعرفون بآياته وخلقه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ومن آياته أن خلقكم من تراب‏}‏ قال‏:‏ آدم من تراب ‏{‏ثم إذا أنتم بشر تنتشرون‏}‏ يعني ذريته ‏{‏ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا‏}‏ قال‏:‏ حواء‏.‏ خلقها الله من ضلع من أضلاع آدم‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعل بينكم مودة‏}‏ قال‏:‏ الجماع ‏{‏ورحمة‏}‏ قال‏:‏ الولد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ومن آياته ان تقوم السماء والارض بأمره‏}‏ قال‏:‏ قامتا بأمره ‏{‏بغير عمد ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون‏}‏ قال‏:‏ دعاهم من السماء فخرجوا من الأرض‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذا أنتم تخرجون‏}‏ قال‏:‏ من قبوركم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الازهر بن عبد الله الجزاري قال‏:‏ يقرأ على المصاب إذا أخذ ‏{‏ومن آياته ان تقوم السماء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏(‏كل له قانتون‏)‏ يقول‏:‏ مطيعون يعني الحياة والنشور والموت‏.‏ وهم عاصون له فيما سوى ذلك من العبادة‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏