فصل: الآيات (43ـ 46)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم‏.‏

أخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عكرمة قال‏:‏ تعجب الكفار من احياء الله الموتى، فنزلت ‏{‏وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه‏}‏ قال‏:‏ اعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه‏.‏

وأخرج آدم بن أبي اياس والفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله ‏{‏وهو أهون عليه‏}‏ قال‏:‏ الاعادة أهون عليه من البداءة، والبداءة عليه هين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وهو أهون عليه‏}‏ قال‏:‏ أيسر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ في عقولكم، إعادة شيء إلى شيء كان، أهون من ابتدائه إلى شيء لم يكن‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏"‏وهو أهون عليه‏"‏ قال‏:‏ الاعادة أهون على المخلوق لأنه يقول له يوم القيامة ‏{‏كن فيكون‏}‏ وابتداء الخلق من نطقة، ثم من علقة، ثم من مضغة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ كل عليه هين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وله المثل الأعلى‏}‏ يقول ‏{‏ليس كمثله شيء‏}‏ ‏(‏الشورى، الآية 11‏)‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وله المثل الأعلى‏}‏ قال‏:‏ شهادة ان لا اله إلا الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وله المثل الأعلى‏}‏ قال‏:‏ مثله انه لا اله إلا هو، ولا معبود غيره‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت إيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون*بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين‏.‏

أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ كان يلبي أهل الشرك لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه ملك، فأنزل الله ‏{‏هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏هل لكم مما ملكت أيمانكم‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هي في الآلهة، وفيه يقول‏:‏ تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ضرب لكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال هذا مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه يقول‏:‏ أكان أحد منكم مشاركا مملوكه في ماله ونفسه وزوجته‏؟‏ فكذلك لا يرضى الله تعالى أن يعدل به أحد من خلقه‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏.‏

أخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فطرة الله التي فطر الناس عليها‏}‏ قال‏:‏ الدين الإسلام ‏{‏لا تبديل لخلق الله‏}‏ قال‏:‏ لدين الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فطرة الله التي قطر الناس عليها‏}‏ قال‏:‏ الإسلام‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ‏{‏فطرة الله التي فطر الناس عليها‏}‏ قال‏:‏ دين الله الذي فطر خلقه عليه‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن مكحول رضي الله عنه‏.‏ ان الفطرة معرفة الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لا تبديل لخلق الله‏}‏ قال‏:‏ دين الله ‏{‏ذلك الدين القيم‏}‏ قال‏:‏ القضاء القيم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن حماد بن عمر الصفار قال‏:‏ سألت قتادة رضي الله عنه عن قوله ‏{‏فطرة الله التي فطر الناس عليها‏}‏ فقال‏:‏ حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ ‏{‏فطرة الله التي فطر الناس عليها‏}‏ قال‏:‏ دين الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه‏.‏ ان عمر رضي الله عنه قال له‏:‏ ما قوام هذه الامة‏؟‏ قال‏:‏ ثلاث وهي المنجيات‏.‏ الاخلاص‏:‏ وهي الفطرة التي فطر الناس عليها‏.‏ والصلاة‏:‏ وهي الملة‏.‏ والطاعة‏:‏ وهي العصمة‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ صدقت‏.‏

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ‏{‏لا تبديل لخلق الله‏}‏ قال‏:‏ لدين الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة وقتادة والضحاك وإبراهيم وابن زيد‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء‏؟‏‏"‏ ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه‏:‏ اقرأوا ان شئتم ‏{‏فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله لذلك الدين القيم‏}‏‏.‏

وأخرج مالك وأبو داود وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، كما تنتج الابل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير‏؟‏ قال‏:‏ الله أعلم بما كانوا عاملين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه وأحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن الاسود بن سريع رضي الله عنه‏"‏ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خيبر فقاتلوا المشركين، فانتهى بهم القتل إلى الذرية، فلما جاؤا قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ماحملكم على قتل الذرية‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله إنما كانوا أولاد المشركين‏!‏ قال‏:‏ وهل خياركم إلا أولاد المشركين‏؟‏ والذي نفسي بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين*من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون*وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون*ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون*أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون*وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون*أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون*فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون*وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون*الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏منيبين اليه‏}‏ قال‏:‏ تائبين اليه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ‏{‏من الذين فرقوا دينهم‏}‏ قال‏:‏ هم اليهود والنصارى‏.‏ وفي قوله ‏{‏أم أنزلنا عليهم سلطانا‏}‏ قال‏:‏ يأمرهم بذلك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون‏}‏ يقول‏:‏ أم أنزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل‏}‏ قال‏:‏ الضيف ‏{‏ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المضعفون‏}‏ قال‏:‏ هذا الذي يقبله الله، ويضاعفه لهم عشر أمثالها وأكثر من ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وما آتيتم من ربا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ الربا رباآن‏.‏ ربا لا بأس به‏.‏ وربا لا يصلح، فأما الربا الذي لا بأس به‏.‏ فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها، أو اضعافها‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وما آتيتم من ربا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ قال هو ما يعطي الناس بعضهم بعضا، يعطي الرجل الرجل العطية يريد أن يعطى أكثر منها‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله‏}‏ قال‏:‏ هي الهدايا‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله‏}‏ قال‏:‏ يعطي ما له يبتغي أفضل منه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ‏{‏وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله‏}‏ قال‏:‏ ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا، فليس فيها أجر‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما آتيتم من ربا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ هو الربا الحلال‏.‏ أن تهدي أكثر منه، وليس له أجر ولا وزر، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقال ‏{‏ولا تمنن تستكثر‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه ‏{‏وما آتيتم ربا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ الرجل يعطي الشيء ليكافئه به، ويزداد عليه ‏{‏فلا يربو عند الله‏}‏ والآخر الذي يعطي الشيء لوجه الله، ولا يريد من صاحبه جزاء ولا مكافأة، فذلك الذي يضعف عند الله تعالى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وما آتيتم من زكاة‏}‏ قال‏:‏ هي الصدقة‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون*قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال ‏{‏البر‏}‏ البرية التي ليس عندها نهر‏.‏ و ‏{‏البحر‏}‏ مكان من المدائن والقرى على شط نهر‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال‏:‏ قحوط المطر‏.‏ قيل له‏:‏ قحوط المطر لن يضر البحر‏.‏ قال‏:‏ إذا قل المطر قل الغوص‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في الآية‏.‏ انه قيل له‏:‏ هذا البر والبحر أي فساد فيه‏؟‏ قال‏:‏ إذا قل المطر قل الغوص‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن رفيع رضي الله عنه في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال‏:‏ انقطاع المطر‏.‏ قيل‏:‏ فالبحر‏؟‏ قال‏:‏ إذا لم يمطر عميت دواب البحر‏.‏

وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال ‏{‏البر‏}‏ الفيافي التي ليس فيها شيء‏.‏ و ‏{‏البحر‏}‏ القرى‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال‏:‏ البر قد عرفناه فما بال البحر‏؟‏ قال‏:‏ ان العرب تسمى الامصار، البحر‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال‏:‏ فساد البر‏:‏ قتل ابن آدم أخاه‏.‏ والبحر‏:‏ أخذ الملك السفن غصبا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال‏:‏ هذا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر‏}‏ قال ‏{‏البر‏}‏ كل قرية نائية عن البحر‏.‏ مثل مكة والمدينة، و ‏{‏البحر‏}‏ كل قرية على البحر‏.‏ مثل كوفة والبصرة والشام وفي قوله ‏{‏بما كسبت أيدي الناس‏}‏ قال‏:‏ بما عملوا من المعاصي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ البحر الجزائر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لعلهم يرجعون‏}‏ قال‏:‏ يتوبون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لعلهم يرجعون‏}‏ قال‏:‏ عن الذنوب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن الحسن رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏}‏ قال‏:‏ أفسدهم الله بذنوبهم في بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة ‏{‏لعلهم يرجعون‏}‏ قال‏:‏ يرجع من بعدهم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون*من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون*ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين*ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فأقم وجهك للدين القيم‏}‏ قال‏:‏ الإسلام ‏{‏من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله‏}‏ قال‏:‏ يوم القيامة ‏{‏يومئذ يصدعون‏}‏ قال‏:‏ فريق في الجنة، وفريق في السعير‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يومئذ يصدعون‏}‏ قال‏:‏ يتفرقون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يومئذ يصدعون‏}‏ يومئذ يتفرقون‏.‏ وقرأ ‏{‏فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون، وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فاولئك في العذاب محضرون‏}‏ قال‏:‏ هذا حين يصدعون يتفرقون إلى الجنة والنار‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في عذاب القبر عن مجاهد في قوله ‏{‏فلأنفسهم يمهدون‏}‏ قال‏:‏ يسوون المضاجع في القبر‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات‏}‏ قال‏:‏ بالمطر ‏{‏وليذيقكم من رحمته‏}‏ قال‏:‏ المطر ‏{‏ولتجري الفلك بأمره‏}‏ قال‏:‏ السفن في البحار ‏{‏ولتبتغوا من فضله‏}‏ قال‏:‏ التجارة في السفن‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة‏.‏ ثم تلا ‏{‏وكان حقا علينا نصر المؤمنين‏}‏ ‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون*وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين*فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير*ولئن أرسلنا ريحا فرؤوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون‏.‏

أخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدي رضي الله عنه قال‏:‏ يرسل الله الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين - طرف السماء حين يلتقيان - فتخرجه ثم تنشره فيبسطه في السماء كيف يشاء، فيسيل الماء على السحاب، ثم يمطر السحاب بعد ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ يرسل الله الريح، فتحمل الماء من السحاب، فتمر به السحاب، فتدر كما تدر الناقة، وثجاج مثل العزالي غير أنه متفرق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فيبسطه في السماء‏}‏ قال‏:‏ يجمعه ويجعله ‏{‏كسفا‏}‏ قال‏:‏ قطعا‏.‏

وأخرج أبو يعلى وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله

‏{‏فيجعله كسفا‏}‏ قال‏:‏ قطعا يجعل بعضها فوق بعض ‏{‏فترى الودق‏}‏ قال‏:‏ المطر ‏{‏يخرج من خلاله‏}‏ قال‏:‏ من بينه‏.‏

وأخرج الفريابي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فترى الودق‏}‏ قال‏:‏ القطر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويجعله كسفا‏}‏ قال‏:‏ سماء دون سماء وفي قوله ‏{‏لمبلسين‏}‏ قال‏:‏ القنطين‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين*وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون‏.‏

أخرج مسلم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر أياما حتى جيفوا، ثم أتاهم فقام يناديهم، فقال‏:‏ يا أمية بن خلف، يا أبا جهل بن هشام، يا عتبة بن ربيعة‏.‏ هل وجدتم ما وعد ربكم حقا‏؟‏ فسمع عمر رضي الله عنه صوته فجاء فقال‏:‏ يا رسول الله تناديهم بعد ثلاث وهل يسمعون‏؟‏ يقول الله ‏{‏انك لا تسمع الموتى‏}‏ فقال‏:‏ والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم، ولكنهم لا يطيقون أن يجيبوا‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال ‏"‏هل وجدتم ما وعد ربكم حقا‏؟‏ ثم قال‏:‏ انهم الآن يسمعون ما أقول‏.‏ فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت‏:‏ إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ انهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق، ثم قرأت ‏{‏انك لا تسمع الموتى‏}‏ حتى قرأت الآية‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من طريق قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما‏"‏ان نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه قالوا‏:‏ ما ترى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركى فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم‏.‏ يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله‏؟‏ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا‏؟‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ انهم لأسمع لما أقول منكم‏"‏ قال قتادة‏:‏ أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت هذه الآية في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بدر ‏{‏أنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير‏.‏

أخرج سعيد بن منصور وأحمد وابو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني والشيرازي في الالقاب والدار قطني في الأفراد وابن عدي والحاكم وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏الله الذي خلقكم من ضعف‏}‏ فقال ‏"‏من ضعف يا بني‏"‏‏.‏

وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ‏(‏الله الذي خلقكم من ضعف‏)‏ بالضم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذا الحرف في الروم ‏{‏خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏الله الذي خلقكم من ضعف‏}‏ قال‏:‏ من نطفة ‏{‏ثم جعل من بعد قوة ضعفا‏}‏ قال‏:‏ الهرم ‏{‏وشيبة‏}‏ قال‏:‏ الشمط‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون*وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون*فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون*ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون* كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون*فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة‏}‏ قال‏:‏ يعنون في الدنيا، استقل القوم أجل الدنيا لما عاينوا الآخرة ‏{‏كذلك كانوا يؤفكون‏}‏ قال‏:‏ كذلك كانوا يكذبون في الدنيا ‏{‏وقال الذين أوتوا العلم‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هذا من تقاديم الكلام وتأويلها‏:‏ وقال الذين أوتوا الإيمان والعلم في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ‏{‏لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث‏}‏ قال‏:‏ لبثوا في علم الله في البرزخ إلى يوم القيامة، لا يعلم متى علم وقت الساعة إلا الله، وفي ذلك أنزل الله ‏{‏وأجل مسمى عنده‏}‏ ‏(‏طه، الآية 129‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن علي رضي الله عنه أن رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال ‏{‏لقد أوحى اليك وإلى الذين من قبل لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏}‏ فأجابه علي رضي الله عنه وهو في الصلاة ‏{‏فأصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون‏}‏‏.‏