فصل: الآيات (45 - 49)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآيات 45 - 49

أخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال‏:‏ كل كأس ذكره الله في القرآن إنما عني به الخمر‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏بكأس من معين‏}‏ قال‏:‏ كأس من خمر لم تعصر والمعين هي الجارية ‏{‏لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون‏}‏ قال‏:‏ لا تذهب عقولهم، ولا تصدع رؤوسهم، ولا توجع بطونهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه ‏{‏بكأس من معين‏}‏ هو الجاري‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏بيضاء‏}‏ قال‏:‏ في قراءة عبد الله‏"‏صفراء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يطاف عليهم بكأس من معين‏}‏ قال‏:‏ الخمر ‏{‏لا فيها غول‏}‏ قال‏:‏ ليس فيها صداع ‏{‏ولا هم عنها ينزفون‏}‏ قال‏:‏ لا تذهب عقولهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ في الخمر أربع خصال‏:‏ السكر، والصداع، والقيء، والبول‏.‏ فنزه الله خمر الجنة عنها ‏{‏لا فيها غول‏}‏ لا تغول عقولهم من السكر ‏{‏ولا هم عنها ينزفون‏}‏ لا يقيؤن عنها كما يقيء صاحب خمر الدنيا عنها، والقيء مستكره‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏لا فيها غول‏}‏ قال‏:‏ ليس فيها نتن، ولا كراهية كخمر الدنيا قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت امرؤ القيس وهو يقول‏:‏

رب كاس شربت لا غول فيها * وسقيت النديم منها مزاجا

قال أخبرني عن قوله ‏{‏ولا هم عنها ينزفون‏}‏ قال‏:‏ لا يسكرون قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وهو يقول‏:‏

ثم لا ينزفون عنها ولكن * يذهب الهم عنهم والغليل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏لا فيها غول‏}‏ قال‏:‏ هي الخمر، ليس فيها وجع بطن‏.‏

وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا فيها غول‏}‏ قال‏:‏ وجع بطن ‏{‏ولا هم عنها ينزفون‏}‏ قال‏:‏ لا تذهب عقولهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏بكأس من معين‏}‏ قال‏:‏ المعين الخمر ‏{‏لا فيها غول‏}‏ قال‏:‏ وجع بطن ‏{‏ولا هم عنها ينزفون‏}‏ لا مكروه فيها ولا أذى‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وعندهم قاصرات الطرف‏}‏ يقول‏:‏ عن غير أزواجهن ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ اللؤلؤ المكنون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏وعندهم قاصرات الطرف‏}‏ يقول‏:‏ عن غير أزواجهن قال‏:‏ قصرن طرفهن على أزواجهن ‏{‏عين‏}‏ قال‏:‏ حسان العيون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏عين‏}‏ قال‏:‏ العين العظام الأعين‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ بياض البيضة ينزع عنها فوقها، وغشاؤها الذي يكون في العرف‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ كأنهن بطن البيض‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ بياض البيض حين ينزع قشره‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ هو السخاء الذي يكون بين قشرته العليا ولباب البيضة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ البيض في عشه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وعندهم قاصرات الطرف‏}‏ قال‏:‏ قصرن طرفهن على أزواجهن‏.‏ فلا يردن غيرهم ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ البيض الذي لم تلوثه الأيدي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ محصون، لم تمرته الأيدي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ البيض الذي يكنه الريش، مثل بيض النعام الذي أكنه الريش من الريح، فهو أبيض إلى الصفرة، فكانت تترقرق فذلك المكنون‏.‏

 الآيات 50 - 61

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ أهل الجنة‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني كان لي قرين‏}‏ قال‏:‏ شيطان‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال‏:‏ كان رجلان شريكين، وكان لهما ثمانية آلاف دينار فاقتسماها، فعمد أحدهما فأشترى بألف دينار أرضا، فقال صاحبه‏:‏ اللهم إن فلانا اشترى بألف دينار أرضا، وإني أشتري منك بألف دينار أرضا في الجنة‏.‏ فتصدق بألف دينار، ثم ابتنى صاحبه دارا بألف دينار، فقال هذا‏:‏ اللهم إن فلانا ابتنى دارا بألف دينار، وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار‏.‏ فتصدق بألف دينار، ثم تزوج صاحبه امرأة، فأنفق عليها ألف دينار فقال‏:‏ اللهم إن فلانا تزوج امرأة، فأنفق عليها ألف دينار، وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار‏.‏ فتصدق بألف دينار، ثم أشترى خدما ومتاعا بألف دينار، وإني أشتري منك خدما ومتاعا في الجنة بألف دينار‏.‏ فتصدق بألف دينار‏.‏

ثم أصابته حاجة شديدة فقال‏:‏ لو أتيت صاحبي هذا لعله ينالني معروف، فجلس على طريقه، فمر به في حشمه وأهله، فقام إليه الآخر، فنظر فعرفه فقال فلان‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ ما شأنك‏؟‏ فقال‏:‏ أصابتني بعدك حاجة، فأتيتك لتصيبني بخير قال‏:‏ فما فعل فقد اقتسمناه مالا واحدا، فأخذت شطره وأنا شطره‏.‏ فقال‏:‏ اشتريت دارا بألف دينار، ففعلت أنا كذلك، وفعلت أنا كذلك‏.‏ فقص عليه القصة فقال‏:‏ إنك لمن المصدقين بهذا، أذهب فو الله لا أعطيك شيئا، فرده فقضي لهما أن توفيا، فنزلت فيهما ‏{‏فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ حتى بلغ ‏{‏أئنا لمدينون‏}‏ قال‏:‏ لمحاسبون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن فرات بن ثعلبة البهراني رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني كان لي قرين‏}‏ قال‏:‏ ذكر لي أن رجلين كان شريكين، فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار، فكان أحدهما ليس له حرفة، والآخر له حرفة فقال‏:‏ إنه ليس لك حرفة، فما أراني إلا مفارقك ومقاسمك، فقاسمه ثم فارقه‏.‏ ثم إن أحد الرجلين أشترى دارا كانت لملك بألف دينار، فدعا صاحبه ثم قال‏:‏ كيف ترى هذه الدار ابتعتها بألف دينار‏؟‏ فقال‏:‏ ما أحسنها‏!‏ فلما خرج قال‏:‏ اللهم إن صاحبي قد ابتاع هذه الدار، وإني أسألك دارا من الجنة‏.‏ فتصدق بألف دينار‏.‏

ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم تزوج امرأة بألف دينار، فدعاه وصنع له طعاما، فلما أتاه قال‏:‏ إني تزوجت هذه المرأة بألف دينار قال‏:‏ ما أحسن هذا‏؟‏ فلما خرج قال‏:‏ اللهم إن صاحبي تزوج امرأة بألف دينار وإني أسألك امرأة من الحور العين‏.‏ فتصدق بألف دينار، ثم أنه مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم اشترى بستانين بألفي دينار، ثم دعاه فأراه وقال‏:‏ إني قد ابتعت هذه البستانين بألفي دينار فقال‏:‏ ما أحسن هذا‏؟‏ فلما خرج قال‏:‏ يا رب إن صاحبي قد ابتاع بستانين بألفي دينار، وإني أسألك بستانين في الجنة‏.‏ فتصدق بألفي دينار‏.‏

ثم إن الملك أتاهما فتوفاهما، فانطلق بهذا المتصدق، فأدخله دارا تعجبه، فإذا امرأة يضيء ما تحتها من حسنها، ثم أدخله البستانين وشيئا الله به عليم فقال عند ذلك‏:‏ ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا‏.‏ وكذا‏.‏‏.‏ قال‏:‏ فإنه ذلك، ولك هذا المنزل، والبستانان، والمرأة فقال ‏{‏إنه كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين‏}‏ قيل لهك فإنه في الجحيم قال ‏{‏فهل أنتم مطلعون، فاطلع فرآه في سواء الجحيم‏}‏ فقال عند ذلك ‏{‏تالله إن كدت لتردين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كانا شريكين في بني إسرائيل‏.‏ أحدهما مؤمن‏.‏ والآخر كافر، فافترقا على ستة آلاف دينار، كل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار‏.‏ ثم افترقا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت في مالك، أضربت به شيئا اتجرت به في شيء‏؟‏ قال له المؤمن‏:‏ لا‏.‏ فما صنعت أنت‏؟‏ قال‏:‏ اشتريت به نخلا، وأرضا، وثمارا، وأنهارا، بألف دينار فقال له المؤمن‏:‏ أو فعلت‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل، فصلى ما شاء الله أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه، ثم قال‏:‏ اللهم إن فلانا - يعني شريكه الكافر - اشترى أرضا، ونخلا، وثمارا، وأنهارا، بألف دينار، ثم يموت ويتركها غدا‏.‏ اللهم وإني أشتري منك بهذه الألف دينار أرضا، ونخلا، وثمارا، وأنهارا، في الجنة‏.‏ ثم أصبح فقسمها للمساكين‏.‏

ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن‏:‏ ما صنعت، أضربت به في شيء، أتجرت به‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فما صنعت أنت‏؟‏ قال‏:‏ كانت ضيعتي قد اشتد على مؤنتها، فأشتريت رقيقا بألف دينار، يقومون لي، ويعملون لي فيها‏.‏ فقال المؤمن‏:‏ أو فعلت‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل، صلى ما شاء الله أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار، فوضعا بين يديه ثم قال‏:‏ اللهم إن فلانا اشترى رقيقا من رقيق الدنيا بألف دينار يموت غدا فيتركهم، أو يموتون فيتركونه، اللهم وإني أشتري منك بهذه الألف دينار رقيقا في الجنة‏.‏ ثم أصبح فقسمها بين المساكين‏.‏

ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن‏:‏ ما صنعت في مالك، أضربت به في شيء، أتجرت به في شيء‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فما صنعت أنت‏؟‏ قال‏:‏ كان أمري كله قد تم إلا شيئا واحدا، فلانة مات عنها زوجها فأصدقتها ألف دينار، فجاءتني بها وبمثلها معها فقال له المؤمن‏:‏ أو فعلت‏؟‏ قال‏:‏ له نعم‏.‏ فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلي، فلما انصرف أخذ الألف دينار الباقية، فوضعها بين يديه، وقال‏:‏ اللهم إن فلانا تزوج زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار، ويموت عنها فيتركها أو تموت فتتركه، اللهم وإني أخطب إليك بهذه الألف دينار حوراء عيناء في الجنة‏.‏ ثم أصبح فقسمها بين المساكين، فبقي المؤمن ليس عنده شيء‏.‏

فلبس قميصا من قطن، وكساء من صوف، ثم جعل يعمل ويحفر بقوته فقال رجل‏:‏ يا عبد الله أتؤجر نفسك مشاهرة‏.‏ شهرا بشهر، تقوم على دواب لي‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه فإذا رأى منها دابة ضامرة أخذ برأسه فوجأ عنقه، ثم يقول له‏:‏ سرقت شعير هذه البارحة‏.‏ فلما رأى المؤمن الشدة قال‏:‏ لآتين شريكي الكافر، فلأعملن في أرضه، يطعمني هذه الكسرة يوما بيوم، ويكسيني هذين الثوبين إذا بليا‏.‏

فأنطلق يريده، فانتهى إلى بابه، وهم ممس، فإذا قصر في السماء، وإذا حوله البوابون فقال لهم‏:‏ استأذنوا لي صاحب هذا القصر، فإنكم إن فعلتم ذلك سره فقالوا له‏:‏ إنطلق فإن كنت صادقا فنم في ناحية فإذا أصبحت فتعرض له فانطلق المؤمن فألقى نصف كسائه تحته ونصفه فوقه ثم نام، فلما أصبح أتى شريكه، فتعرض له، فخرج شريكه وهو راكب، فلما رآه عرفه، فوقف فسلم عليه وصافحه، ثم قال له‏:‏ ألم تأخذ من المال مثل ما أخذت فأين مالك‏؟‏ قال‏:‏ لا تسألني عنه قال‏:‏ فما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ جئت أعمل في أرضك هذه، تطعمني هذه الكسرة يوما بيوم، وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا قال‏:‏ لا ترى مني خيرا حتى تخبرني ما صنعت في مالك قال‏:‏ أقرضته من الملأ الوفي قال‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ الله ربي، وهو مصافحه، فأنتزع يده ثم قال ‏{‏أئنك لمن المصدقين، أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون‏}‏ وتركه، فلما رآه المؤمن لا يلوي عليه رجع، وتركه يعيش المؤمن في شدة من الزمان، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان‏.‏

فإذا كان يوم القيامة، وأدخل الله المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض، ونخل، وأنهار، وثمار، فيقول‏:‏ لمن هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ هذا لك فيقول‏:‏ أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا‏؟‏ ثم يمر فإذا هو برقيق لا يحصى عددهم فيقول‏:‏ لمن هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ هؤلاء لك فيقول‏:‏ أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا‏؟‏ ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة فيها حوراء عين فيقول‏:‏ لمن هذه‏؟‏ فيقال‏:‏ هذه لك فيقول‏:‏ أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا‏؟‏ ثم يذكر شريكه الكافر فيقول ‏{‏إني كان لي قرين، يقول أئنك لمن المصدقين‏}‏ فالجنة عالية، والنار هاوية، فيريه الله شريكه في وسط الجحيم، من بين أهل النار، فإذا رآه عرفه المؤمن فيقول ‏{‏تالله إن كدت لتردين، ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين، أفما نحن بميتين، إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين، إن هذا لهو الفوز العظيم، لمثل هذا فليعمل العاملون‏}‏ بمثل ما قدمت عليه قال‏:‏ فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من الشدة فلا يذكر أشد عليه من الموت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏أئنا لمدينون‏}‏ قال‏:‏ لمحاسبون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏هل أنتم مطلعون‏}‏ يقول‏:‏ مطلعون إليه حتى أنظر إليه في النار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏سواء الجحيم‏}‏ قال‏:‏ وسط الجحيم‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏{‏في سواء الجحيم‏}‏ قال‏:‏ وسط الجحيم قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر‏:‏

رماهم بسهم فاستوى في سوائها * وكان قبولا للهوى والطوارق

وأخرج ابن أبي شيبه وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاطلع فرآه في سواء الجحيم‏}‏ قال‏:‏ اطلع، ثم التفت إلى أصحابه، فقال‏:‏ لقد رأيت جماجم القوم تغلي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا أن كعب الأحبار رضي الله عنه قال‏:‏ في الجنة كوى، فإذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار، اطلع فأزداد شكرا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏هل أنتم مطلعون‏}‏ قال‏:‏ سأل ربه أن يطلعه ‏{‏فاطلع فرآه في سواء الجحيم‏}‏ يقول‏:‏ في وسطها، فرأى جماجمهم تغلي فقال‏:‏ فلان‏.‏‏.‏‏!‏ فلولا أن الله عرفه إياه لما عرفه‏.‏ لقد تغير خبره وسبره‏.‏ فعند ذلك قال ‏{‏تالله إن كدت لتردين‏}‏ يقول‏:‏ لتهلكني لو أطعتك ‏{‏ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين‏}‏ قال‏:‏ في النار ‏{‏أفما نحن بميتين‏}‏ إلى قوله ‏{‏الفوز العظيم‏}‏ قال‏:‏ هذا قول أهل الجنة يقول الله ‏{‏لمثل هذا فليعمل العاملون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ علموا أن كل نعيم بعد الموت يقطعه فقالوا ‏{‏أفما نحن بميتينن إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين‏}‏ قيل‏:‏ لا‏.‏ قالوا ‏{‏إن هذا لهو الفوز العظيم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ يقول الله تعالى لأهل الجنة‏:‏ ‏(‏كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون‏)‏ ‏(‏المرسلات 43‏)‏ قال‏:‏ قول الله ‏(‏هنيئا‏)‏ أي لا تموتون فيها‏.‏ فعندها قالوا ‏{‏أفما نحن بميتين، إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين، إن هذا لهو الفوز العظيم، لمثل هذا فليعمل العاملون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال‏:‏ كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يدي، فرأى جنازة، فأسرع المشي حتى أتى القبر، ثم جثا على ركبتيه، فجعل يبكي حتى بل الثرى، ثم قال ‏{‏لمثل هذا فليعمل العاملون‏}‏‏.‏

 الآيات 62 - 68

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها الظلمة فقال أبو جهل‏:‏ يزعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر، وإنا والله ما نعلم الزقوم، إلا التمر، والزبد، فتزقموا، فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجر ‏{‏إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم‏}‏، أي غذيت بالنار، ومنها خلقت، ‏{‏طلعها كأنه رؤوس الشياطين‏}‏ قال‏:‏ يشبهها بذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنا جعلناها فتنة للظالمين‏}‏ قال‏:‏ قول أبي جهل‏:‏ إنما الزقوم التمر، والزبد أتزقمه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله ‏{‏طلعها كأنه رؤوس الشياطين‏}‏ قال‏:‏ شعور الشياطين، قائمة إلى السماء‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشه إلا نهشت منه مثلها‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى‏)‏ ‏(‏القيامة 34 - 35‏)‏ فسمع أبو جهل فقال‏:‏ من توعد يا محمد‏؟‏ قال‏:‏ إياك فقال‏:‏ بم توعدني‏؟‏ فقال‏:‏ أوعدك بالعزيز الكريم فقال أبو جهل‏:‏ أليس أنا العزيز الكريم‏؟‏ فأنزل الله ‏(‏إن شجرة الزقوم طعام الأثيم‏)‏ ‏(‏الدخان 43‏)‏ إلى قوله ‏(‏ذق إنك أنت العزيز الكريم‏)‏ فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه، جمع أصحابه، فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال‏:‏ تزقموا من هذا، فو الله ما يتوعدكم محمدا إلا بهذا، فأنزل الله ‏{‏إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم‏}‏ إلى قوله ‏{‏ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم‏}‏ فقال‏:‏ في الشوب إنها تختلط باللبن، فتشوبه بها ‏{‏فإن لهم‏}‏ على ما يأكلون ‏{‏لشوبا من حميم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ثم إن لهم عليها لشوبا‏}‏ قال‏:‏ لمزجا‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏ثم إن لهم عليهم لشوبا من حميم‏}‏ قال‏:‏ يختلط الحميم والغساق قال له‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر‏:‏

تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لشوبا من حميم‏}‏ قال‏:‏ يخلط طعامهم، ويشاب بالحميم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء، أهل الجنة وأهل النار، وقرأ‏"‏ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه‏"‏ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم‏}‏ قال‏:‏ مزجا ‏{‏ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم‏}‏ قال‏:‏ فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم‏.‏ وتلا هذه الآية ‏(‏يطوفون بينها وبين حميم آن‏)‏ ‏(‏الرحمن 44‏)‏‏.‏

 الآيات 69 - 74

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إنهم ألفوا آباءهم‏}‏ قال‏:‏ وجدوا آباءهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنهم ألفوا آباءهم‏}‏ قال‏:‏ وجدوا آباءهم ‏{‏ضالين، فهم على آثارهم يهرعون‏}‏ أي مسرعين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنهم ألفوا آباءهم ضالين‏}‏ قال‏:‏ جاهلين ‏{‏فهم على آثارهم يهرعون‏}‏ قال‏:‏ كهيئة الهرولة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏فأنظر كيف كان عاقبة المنذرين‏}‏ قال‏:‏ كيف عذب الله قوم نوح، وقوم لوط، وقوم صالح، والأمم التي عذب الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏إلا عباد الله المخلصين‏}‏ قال‏:‏ الذين استخلصهم الله سبحانه وتعالى‏.‏

 الآيات 75 - 101

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون‏}‏ قال‏:‏ أجابه الله تعالى‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى في بيتي، فمر بهذه الآية ‏{‏ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏صدقت ربنا، أنت أقرب من دعي، وأقرب من يعطي، فنعم المدعي، ونعم المعطي، ونعم المسؤول، ونعم المولى، وأنت ربنا، ونعم النصير‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونجيناه وأهل من الكرب العظيم‏}‏ قال‏:‏ من غرق الطوفان‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعلنا ذريته هم الباقين‏}‏ قال‏:‏ فالناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام ‏{‏وتركنا عليه في الآخرين‏}‏ قال‏:‏ أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وجعلنا ذريته هم الباقين‏}‏ يقول‏:‏ لم يبق إلا ذرية نوح عليه السلام ‏{‏وتركنا عليه في الآخرين‏}‏ يقول‏:‏ يذكر بخير‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏وجعلنا ذريته هم الباقين‏}‏ قال‏:‏ سام، وحام، ويافث‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن سمرة ْرضي الله عنه‏.‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم‏"‏‏.‏

وأخرج البزار وابن أبي حاتم والخطيب في تالي التلخيص عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ولد نوح ثلاثة‏.‏ سام، وحام، ويافث‏.‏ فولد سام العرب، وفارس، والروم، والخير فيهم‏.‏ وولد يافث يأجوج ومأجوج، والترك، والصقالبة، ولا خير منهم‏.‏ وأما ولد حام القبط، والبربر، والسودان‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏وجعلنا ذريته هم الباقين‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏ولد نوح ثلاثة‏.‏ فسام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏ أن نوحا عليه السلام اغتسل، فرأى ابنه ينظر إليه فقال‏:‏ تنظر إلي وأنا أغتسل‏؟‏ حار الله لونك‏.‏ فأسود فهو أبو السودان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وتركنا عليه في الآخرين‏}‏ قال‏:‏ لسان صدق للأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏وتركنا عليه في الآخرين‏}‏ قال‏:‏ هو السلام كما قال ‏{‏سلام على نوح في العالمين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏وتركنا عليه في الآخرين‏}‏ قال‏:‏ الثناء الحسن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وإن من شيعته‏}‏ قال‏:‏ من أهل ذريته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإن من شيعته لإبراهيم‏}‏ قال‏:‏ من شيعة نوح إبراهيم‏.‏ على منهاجه وسننه ‏{‏إذ جاء ربه بقلب سليم‏}‏ قال‏:‏ ليس فيه شك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإن من شيعته لإبراهيم‏}‏ قال‏:‏ على دينه ‏{‏إذ جاء ربه بقلب سليم‏}‏ من الشرك ‏(‏أئفكا آلهة دون الله تريدون، فما ظنكم برب العالمين‏)‏ إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله ‏{‏فنظر نظرة في النجوم‏}‏ قال‏:‏ رأى نجما طالعا فقال ‏{‏إني سقيم‏}‏ قال ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ كايديني في النجوم قال‏:‏ كلمة من كلام العرب، يقول الله عز دينه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فنظر نظرة في النجوم‏}‏ قال‏:‏ كلمة من كلام العرب، يقول إذا تفكر‏.‏ نظر في النجوم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏فنظر نظرة في النجوم‏}‏ قال‏:‏ في السماء ‏{‏فقال إني سقيم‏}‏ قال‏:‏ مطعون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إني سقيم‏}‏ قال‏:‏ مريض‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني سقيم‏}‏ قال‏:‏ مطعون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني سقيم‏}‏ قال‏:‏ مطعون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني سقيم‏}‏ قال‏:‏ طعين، وكانوا يفرون من المطعون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال‏:‏ أرسل إليه ملكهم فقال‏:‏ إن غدا عيدنا فأخرج قال‏:‏ فنظر إلى نجم فقال‏:‏ إن ذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقم لي ‏{‏فتولوا عنه مدبرين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فتولوا عنه مدبرين‏}‏ قال‏:‏ فنكصوا عنه منطلقين ‏{‏فراغ‏}‏ قال‏:‏ فمال ‏{‏إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون‏}‏ يستنطقهم ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ منطلقين ‏{‏مالكم لا تنطقون، فراغ عليهم ضربا باليمين‏}‏ أي فأقبل عليهن فكسرهن ‏{‏فأقبلوا إليه يزفون‏}‏ قال‏:‏ يسعون ‏{‏قال أتعبدون ما تنحتون‏}‏ من الأصنام ‏{‏والله خلقكم وما تعملون‏}‏ قال‏:‏ خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم ‏{‏فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين‏}‏ قال‏:‏ فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم ‏{‏وقال إني ذاهب إلى ربي‏}‏ قال‏:‏ ذاهب بعمله، وقلبه، ونيته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ خرج قوم إبراهيم عليه السلام إلى عيد لهم، وأرادوا إبراهيم عليه السلام على الخروج، فأضطجع على ظهره و ‏{‏قال‏:‏ إني سقيم‏}‏ لا أستطيع الخروج، وجعل ينظر إلى السماء، فلما خرجوا أقبل على آلهتهم فكسرها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فأقبلوا إليه يزفون‏}‏ قال‏:‏ يجرون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏فأقبلوا إليه يزفون‏}‏ قال‏:‏ ينسلون‏.‏ والزفيف النسلان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏يزفون‏}‏ قال‏:‏ يسعون‏.‏

وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله صانع كل صانع وصنعته‏.‏ وتلا عند ذلك ‏{‏والله خلقكم وما تعملون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي قال ‏{‏قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم‏}‏ قال‏:‏ فحبسوه في بيت، وجمعوا له حطبا حتى إن كانت المرأة لتمرض فتقول‏:‏ لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم، فلما جمعوا له، وأكثروا من الحطب حتى إن كانت الطير لتمر بها، فتحترق من شدة وهجها، فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان، فرفع إبراهيم عليه السلام رأسه إلى السماء فقالت السماء، والأرض، والجبال، والملائكة، إبراهيم يحرق فيك فقال‏:‏ أنا أعلم به، وإن دعاكم فأغيثوه‏.‏ وقال إبراهيم عليه السلام حين رفع رأسه إلى السماء‏:‏ اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض، ليس في الأرض ولد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل فناداها ‏(‏يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم‏)‏ ‏(‏الأنبياء 69‏)‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين‏}‏ قال‏:‏ حين هاجر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏رب هب لي من الصالحين‏}‏ قال‏:‏ ولدا صالحا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ بولادة إسحق عليه السلام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ بشر بإسحاق قال‏:‏ ولم يثن الله بالحلم على أحد إلا على إبراهيم، وإسحاق عليهما السلام‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ هو إسماعيل عليه السلام قال‏:‏ وبشره الله بنبوة إسحاق بعد ذلك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق الزهري عن القاسم رضي الله عنه في قوله ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما هو إسحاق عليه السلام، وكان ذلك بمنى‏.‏ وقال كعب رضي الله عنه‏:‏ هو إسحاق عليه السلام، وكان ذلك ببيت المقدس‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ إسماعيل عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ هو إسحاق عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله ‏{‏فبشرناه بغلام حليم‏}‏ قال‏:‏ هو إسحاق عليه السلام‏.‏