فصل: الآيات (59 - 65)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 59 - 65

أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف‏}‏ قال‏:‏ هم اليهود والنصارى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد ‏{‏فخلف من بعدهم خلف‏}‏ قال‏:‏ من هذه الأمة يتراكبون في الطرق، كما تراكب الأنعام لا يستحيون من الناس، ولا يخافون من الله في السماء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة‏}‏ قال‏:‏ عند قيام الساعة - ذهاب صالح أمة محمد - ينزو بعضهم إلى بعض في الآزقة زناة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي في قوله‏:‏ ‏{‏أضاعوا الصلاة‏}‏ يقول‏:‏ تركوا الصلاة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة‏}‏ قال‏:‏ ليس إضاعتها تركها قد يضيع الإنسان الشيء ولا يتركه، ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم في قوله‏:‏ ‏{‏أضاعوا الصلاة‏}‏ قال‏:‏ صلوها لغير وقتها‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن القاسم بن مخيمرة في قوله‏:‏ ‏{‏أضاعوا الصلاة‏}‏ قال‏:‏ أخروا الصلاة عن ميقاتها ولو تركوها كفروا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق، عن عمر بن عبد العزيز في قوله‏:‏ ‏{‏أضاعوا الصلاة‏}‏ قال‏:‏ لم يكن إضاعتها تركها ولكن أضاعوا المواقيت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن كعب قال‏:‏ والله إني لأجد صفة المنافقين في التوراة‏:‏ شرابين للقهوات‏:‏ تباعين للشهوات، لعانين للكعبات، رقادين عن العتمات، مفرطين في الغدوات، تراكين للصلوات تراكين للجمعات، ثم تلا هذه الآية ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن الأشعث قال‏:‏ أوحى الله إلى داود عليه السلام‏:‏ أن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عني محجوبة‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال‏:‏ اغتسلت أنا وآخر، فرآنا عمر بن الخطاب، وأحدنا ينظر إلى صاحبه، فقال‏:‏ إني لأخشى أن تكونا من الخلف الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي سعيد الخدري‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلا هذه الآية ‏{‏فخلف من بعدهم خلف‏}‏ فقال‏:‏ يكون خلف من عبد ستين سنة ‏{‏أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا‏}‏ ثم يكون خلف‏:‏ يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة‏:‏ مؤمن ومنافق وفاجر‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللين‏"‏ قلت يا رسول الله‏:‏ ما أهل الكتاب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قوم يتعلمون الكتاب يجادلون به الذين آمنوا‏"‏ فقلت‏:‏ ما أهل اللين‏؟‏ قال‏:‏ قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحكم وصححه، عن عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لأهل الصدقة وتقول‏:‏ لا تعطوا منها بربريا، ولا بربرية، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ هم الخلف الذين قال الله‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون في أمتي من يقتل على الغضب، ويرتشي في الحكم، ويضيع الصلوات، ويتبع الشهوات، ولا ترد له راية‏"‏ قيل‏:‏ يا رسول الله، أمؤمنون هم‏؟‏ قال‏:‏ بالإيمان يقرؤون‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏فسوف يلقون غيا‏}‏ قال‏:‏ خسرا‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث من طرق، عن ابن مسعود في قوله‏:‏ ‏{‏فسوف يلقون غيا‏}‏ قال‏:‏ الغي نهر أو واد من جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات‏.‏

وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث، عن البراء بن عازب في الآية قال‏:‏ الغي، واد في جهنم بعيد القعر منتن الريح‏.‏

وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو أن صخرة زنة عشرة أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ثم تنتهي إلى غي وأثام، قلت‏:‏ ما غي وأثام‏؟‏ قال‏:‏ نهران في أسفل جهنم يسيل فيها صديد أهل النار، وهم اللذان ذكر الله في كتابه ‏{‏فسوف يلقون غيا‏}‏ ‏{‏ومن يفعل ذلك يلقى أثاما‏}‏ ‏(‏الفرقان، آية 68‏)‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الغي واد في جهنم‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه، عن عائشة في قوله‏:‏ ‏{‏غيا‏}‏ قالت‏:‏ نهر في جهنم‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن شقي بن ماتع قال‏:‏ إن في جهنم واديا يسمى ‏{‏غيا‏}‏ يسيل دما وقيحا، فهو لمن خلق له‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏يلقون غيا‏}‏ قال‏:‏ سوءا ‏{‏إلا من تاب‏}‏ قال‏:‏ من ذنبه ‏{‏وآمن‏}‏ قال‏:‏ بربه ‏{‏وعمل صالحا‏}‏ قال‏:‏ بينه وبين الله‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏لا يسمعون فيها لغوا‏}‏ قال باطلا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏لايسمعون فيها لغوا‏}‏ قال‏:‏ لا يستبون‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏ قال‏:‏ ليس فيها بكرة ولا عشي يؤتون به على النحو الذي يحبون من البكرة والعشي‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏ قال‏:‏ يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الوليد بن مسلم قال‏:‏ سألت زهير بن محمد، عن قوله‏:‏ ‏{‏ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏ قال‏:‏ ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر، هم في نور أبدا، ولهم مقدار الليل

والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب، وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق أبان عن الحسن، وأبي قلابة قالا‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله، هل في الجنة من ليل‏؟‏ قال‏:‏ وما هيجك على هذا‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ سمعت الله يذكر في الكتاب ‏{‏ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏ فقلت الليل من البكرة، والعشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليس هناك ليل وإنما هو ضوء نور، يرد الغدو على الرواح، والرواح على الغدو، وتأتيهم طرف الهدايا من الله، لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا، وتسلم عليهم الملائكة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن يحيى بن أبي كثير قال‏:‏ كانت العرب في زمانها إنما لها أكلة واحدة، فمن أصاب اثنتين، سمي فلانا الناعم‏.‏ فأنزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده ‏{‏ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن قال‏:‏ كانوا يعدون النعيم، أن يتغدى الرجل، ثم يتعشى‏.‏ قال الله لأهل الجنة‏:‏ ‏{‏ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من غداة من غدوات الجنة، كل الجنة غدوات، إلا أن يزف إلى ولي الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التي خلقت من زعفران‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ‏{‏تلك الجنة التي نورث‏}‏ بالنون مخففة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن شودب في قوله‏:‏ ‏{‏وتلك الجنة التي نورث من عبادنا‏}‏ قال‏:‏ ليس من أحد إلا وله في الجنة منزل وأزواج، فإذا كان يوم القيامة، ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلا من منازل الكفار‏.‏ فذلك قوله‏:‏ ‏{‏من عبادنا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن داود بن أبي هند في قوله‏:‏ ‏{‏من كان تقيا‏}‏ قال‏:‏ موحدا‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل‏:‏ ‏"‏ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا‏"‏ فنزات‏:‏ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏ زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، فكان ذلك الجواب لمحمد‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن أنس قال‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم - أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغضها إلى الله‏؟‏ قال‏:‏ ما أدري حتى أسأل جبريل، وكان قد أبطأ عليه فقال‏:‏ لقد أبطأت علي حتى ظننت أن بربي علي موجدة‏!‏‏.‏‏.‏‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال‏:‏ أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ثم نزل، فقال له النبي صلى الله عليهه وسلم‏:‏ ‏"‏ما نزلت حتى اشتقت إليك‏"‏ فقال له جبريل‏:‏ ‏"‏أنا كنت إليك أشوق ولكني مأمور‏"‏ فأوحى الله إلى جبريل أن قل له‏:‏ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال‏:‏ احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حتى حزن واشتد عليه، فشكا إلى خديجة، فقالت خديجة‏:‏ لعل ربك قد ودعك أو قلاك، فنزل جبريل بهذه الآية‏:‏ ‏(‏ما ودعك ربك وما قلى‏)‏ ‏(‏الضحى آية 2‏)‏ قال‏:‏ يا جبريل، احتبست عني حتى ساء ظني، فقال جبريل‏:‏ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن مجاهد قال‏:‏ لبث جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة، فلما جاءه قال‏:‏ ‏"‏لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن‏"‏ فنزلت الآية‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال‏:‏ أبطأت الرسل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه جبريل فقال‏:‏ ‏"‏ما حبسك عني‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم، ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ احتبس جبريل، عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، وحزن فأتاه جبريل وقال‏:‏ يا محمد‏:‏ ‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا‏}‏ يعني من الدنيا ‏{‏وما خلفنا‏}‏ يعني من الآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة ‏{‏له ما بين أيدينا‏}‏ قال‏:‏ الدنيا ‏{‏وما خلفنا‏}‏ قال‏:‏ الآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ‏{‏له ما بين أيدينا‏}‏ قال‏:‏ من أمر الآخرة ‏{‏وما خلفنا‏}‏ من أمر الدنيا ‏{‏وما بين ذلك‏}‏ ما بين الدنيا والآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وما بين ذلك‏}‏ قال‏:‏ ما بين النفختين‏.‏

وأخرج هناد وابن المنذر، عن أبي العالية ‏{‏وما بين ذلك‏}‏ قال‏:‏ ما بين النفختين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي ‏{‏وما كان ربك نسيا‏}‏ قال‏:‏ ‏{‏وما كان ربك‏}‏ لينساك يا محمد‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه، عن أبي الدرداء رفع الحديث قال‏:‏ ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فأقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا‏.‏ ثم تلا ‏{‏وما كان ربك نسيا‏}‏‏.‏وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله‏.‏

وأخرج الحاكم عن سلمان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ والفراء فقال‏:‏ ‏"‏الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏هل تعلم له سميا‏}‏ قال‏:‏ هل تعلم للرب مثلا أو شبها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏هل تعلم له سميا‏}‏ قال‏:‏ ليس أحد يسمى الرحمن غيره‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏هل تعلم له سميا‏}‏ يا محمد هل تعلم لإلهك من ولد‏؟‏

وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله‏:‏ ‏{‏هل تعلم له سميا‏}‏ قال‏:‏ هل تعلم له ولد‏؟‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت الشاعر وهو يقول‏:‏

أما السمي فأنت منه مكثر * والمال مال يغتدي ويروح

 الآية 66 - 79

أخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏ويقول الإنسان‏}‏ الآية قال‏:‏ قالها العاصي بن وائل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ‏{‏لسوف أخرج‏}‏ برفع الألف ‏{‏أولا يذكر الإنسان‏}‏ خفيفة بنصب الياء ورفع الكاف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏جثيا‏}‏ قال‏:‏ قعودا‏.‏ وفي قوله ‏{‏عتيا‏}‏ قال‏:‏ معصية‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏عتيا‏}‏ قال‏:‏ عصيا‏.‏

وأخرج الحاكم، عن ابن عباس قال‏:‏ لا أدري كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏عتيا‏}‏ أو ‏{‏جثيا‏}‏ فإنهما جميعا بالضم‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في البعث، عن عبد الله بن باباه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ‏{‏جثيا‏}‏ برفع الجيم ‏{‏وعتيا‏}‏ برفع العين وصليا برفع الصاد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏حول جنم جثيا‏}‏ قال‏:‏ قياما‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج ‏{‏ثم لننزعن‏}‏ قال لنبدأن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ثم لننزعن‏}‏ الآية‏:‏ قال‏:‏ ‏{‏لننزعن من كل‏}‏ أهل دين قادتهم ورؤوسهم في الشر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله‏:‏ ‏{‏أيهم أشد على الرحمن عتيا‏}‏ قال‏:‏ في الدنيا‏.‏

وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي الأحوص ‏{‏ثم لننزعن من كل شيعة‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ يبدأ بالأكابر فالأكابر جرما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن مسعود قال‏:‏ يحشر الأول على الآخر، حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعا، ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرما، ثم قرأ ‏{‏فوربك لنحشرنهم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏عتيا‏}‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏لننزعن من كل شيعة‏}‏ قال‏:‏ من كل أمة أشد على الرحمن ‏{‏عتيا‏}‏ قال‏:‏ كفرا‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا‏}‏ يقول‏:‏ إنهم أولى بالخلود في جهنم‏.‏

وأخرج الحرث بن أبي أسامة وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وزيد في سعتها كذا وكذا، وجمع الخلائق بصعيد واحد، جنهم وإنسهم، فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض، ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف، فإذا نثروا على وجه الأرض، فزعوا إليهم فيقولون‏:‏ أفيكم ربنا‏؟‏ فيفزعون من قولهم ويقولون‏:‏ سبحان ربنا‏!‏ ليس فينا وهو آت‏.‏ ثم تقاض السماء الثانية، ولأهل السماء الثانية وحدهم، أكثر من أهل السماء الدنيا، ومن جميع أهل الأرض، بضعف جنهم وإنسهم، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون‏:‏ أفيكم ربنا‏؟‏ فيفزعون من قولهم، ويقولون‏:‏ سبحان ربنا‏!‏ ليس فينا وهو آت، ثم تقاض السموات‏:‏ سماء سماء، كلما قيضت سماء عن أهلها، كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها، ومن جميع أهل الأرض بضعف، فإذا نثروا على أهل الأرض، يفزع إليهم أهل الأرض، فيقولون لهم مثل ذلك، فيرجعون إليهم مثل ذلك، حتى تقاض السماء السابعة، فلأهل السماء السابعة، أكثر من أهل ست سموات، ومن جميع أهل الأرض بضعف، فيجيء الله فيهم، والأمم جثي صفوف، فينادي مناد‏:‏ ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال، فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي الثانية‏:‏ ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، أين الذين كانت ‏(‏تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون‏)‏ ‏(‏السجدة، آية 16‏)‏ فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي الثالثة، ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم‏؟‏ أين الذين ‏(‏لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار‏)‏ ‏(‏النور، آية 37‏)‏ فيقومون فيسرحون إلى الجنة‏.‏ فإذا أخذ كل من هؤلاء ثلاثة، خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول‏:‏ إني وكلت منكم بثلاثة‏:‏ بكل جبار عنيد، فتلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فتحبس بهم في جهنم، ثم تخرج ثانية فتقول‏:‏ إني وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله، فتلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فتحبس بهم في جهنم، ثم تخرج ثالثة فتقول‏:‏ إني وكلت بأصحاب التصاوير، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فتحبس بهم في جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة، ومن هؤلاء ثلاثة‏:‏ نشرت الصحف، ووضعت الموازين، ودعي الخلائق للحساب‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن أبي سمية قال‏:‏ اختلفنا في الورود فقال بعضنا‏:‏ لا يدخلها مؤمن، وقال بعضهم‏:‏ يدخلونها جميعا ‏{‏ثم ينجي الله الذين اتقوا‏}‏ فلقيت جابر بن عبد الله، فذكرت له فقال‏:‏ وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتا، إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردا وسلاما، كما كانت على إبراهيم، حتى أن للنار ضجيجا من بردهم ‏{‏ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن مجاهد قال‏:‏ خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال ابن عباس‏:‏ الورود الدخول‏:‏ وقال نافع‏:‏ لا‏.‏ فقرأ ابن عباس ‏(‏إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون‏)‏ ‏(‏الأنبياء، آية 98‏)‏ وقال‏:‏ وردوا أم لا، وقرأ ‏(‏يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار‏)‏ ‏(‏هود، آية 98‏)‏ أوردوا أم لا، أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏ قال‏:‏ يردها البر والفاجر‏.‏ ألم تسمع قوله‏:‏ ‏(‏فأوردهم النار وبئس الورد المورود‏)‏ ‏(‏هود، آية 98‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏}‏ ‏(‏مريم، آية 86‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس‏:‏ أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل بدين فأتوه يقايضونه، فقال‏:‏ ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ومن كل الثمرات‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فإن موعدكم الآخرة‏.‏ والله لأوتين مالا وولدا، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به‏.‏ فقال الله‏:‏ ‏{‏أفرأيت الذي كفر بآياتنا‏}‏ الآيات‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال‏:‏ كان لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دين على رجل من المشركين فأتاه يتقاضاه، فقال ألست مع هذا الرجل‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال أليس يزعم أن لكم جنة ونارا وأموالا وبنين‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ اذهب، فلست بقاضيك إلا ثمة‏.‏ فأنزلت ‏{‏أفرأيت الذي كفر بآياتنا‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏ويأتينا فردا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي اله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏أطلع المغيب‏}‏ يقول‏:‏ أطلعه الله الغيب‏؟‏ يقول‏:‏ ماله فيه ‏{‏أم اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ بعمل صالح قدمه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏أم اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله، يرجو بها‏.‏ والله أعلم‏.‏

 الآية 80 - 82

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ونرثه ما يقول‏}‏ قال‏:‏ ماله وولده‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ونرثه ما يقول‏}‏ قال‏:‏ ماله وولده، وذاك الذي قال العاص بن وائل‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ونرثه ما يقول‏}‏ قال‏:‏ ما عنده‏.‏ وهو قوله‏:‏ ‏{‏لأوتين مالا وولدا‏}

في حرف ابن مسعود ‏{‏ونرثه ما عنده ويأتينا فردا‏}‏ لا مال له ولا ولد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي نهيك أنه قرأ ‏{‏كلا سيكفرون بعبادتهم‏}‏ برفع الكاف‏.‏ قال‏:‏ يعني الآلهة كلها، إنهم ‏{‏سيكفرون بعبادتهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ قال‏:‏ أعوانا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ قال‏:‏ أوثانهم يوم القيامة في النار، تكون عليهم عونا، يعني أوثانهم تخاصمهم وتكذبهم يوم القيامة في النار‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ قال‏:‏ حسرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة مثله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ قال‏:‏ قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا، ويتبرأ بعضهم من بعض‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ قال‏:‏ أعداء‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ويكونون عليهم ضدا‏}‏ ما الضد‏؟‏ قال‏:‏ قال فيه حمزة بن عبد المطلب‏:‏

وإن تكونوا لهم ضدا نكن لكم * ضدا بغلباء مثل الليل مكتوم

 الآية 83 - 87

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا‏}‏ قال‏:‏ تغويهم إغواء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏

‏{‏تؤزهم‏}‏ قال‏:‏ تحرض المشركين على محمد وأصحابه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏تؤزهم أزا‏}‏ تشليهم أشلاء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏تؤزهم أزا‏}‏ قال‏:‏ تزعجهم إزعاجا إلى معاصي الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله‏:‏ ‏{‏ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا‏}‏ قال‏:‏ كقوله‏:‏ ‏(‏ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا‏)‏ ‏(‏الزخرف، آية 36‏)‏‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف، عن ابن عباس‏:‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله‏:‏ ‏{‏تؤزهم أزا‏}‏ قال‏:‏ توقدهم وقودا‏.‏ قال فيه الشاعر‏:‏

حكيم أمين لا يبالي بخلبة * إذا أزه الأقوام لم يترمرم

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏إنما نعد لهم عدا‏}‏ يقول‏:‏ أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا، فهي معدودة، كسنهم وآجالهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله‏:‏ ‏{‏إنما نعد لهم عدا‏}‏ قال‏:‏ كل شيء حتى النفس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ ركبانا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر، عن أبي هريرة ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ على الإبل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن أبي سعيد رضي الله عنه ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ على نجائب رواحلها من زمرد وياقوت، ومن أي لون شاء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ إلى الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن الربيع ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ يفدون إلى ربهم، فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق‏:‏ راغبين، وراهبين، وإثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قال‏:‏ أما والله ما يحشرون على أقدامهم، ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون من الجنة، لم تنظر الخلائق إلى مثلها‏:‏ رحالها الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيقعدون عليها، حتى يقرعوا باب الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد وفي زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن علي رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ فقال‏:‏ أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة، لم تنظر الخلائق إلى مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها، حتى يطرقوا باب الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق، عن علي قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية ‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا‏}‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، هل الوفد إلا الركب‏؟‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مثل مد البصر، وينتهون إلى باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء، على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان، فإذا شربوا من إحدى العينين فتغسل ما في بطونهم من دنس، ويغتسلون من الأخرى، فلا تشعث أبشارهم ولا أشعراهم بعدها أبدا، فيضربون بالحلقة على الصفيحة، فلو سمعت طنين الحلقة يا علي، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل، فتستخفها العجلة، فتبعث قيمها فيفتح له الباب، فإذا رآه خر له ساجدا، فيقول‏:‏ ارفع راسك فإنما أنا قيمك، وكلت بأمرك‏.‏ فيتبعه ويقفو أثره، فتستخف الحوراء العجلة، فتخرج من خيام الدر والياقوت، حتى تعتنقه، ثم تقول‏:‏ أنت حبي، وأنا حبك وأنا الراضية، فلا أسخط أبدا، وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا، وأنا الخالدة فلا أموت أبدا، وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا، فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بني على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر، وطرائق خضر، وطرائق صفر، ما منها طريقة تشاكل صاحبتها‏.‏ وفي البيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا، عليها سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء الحلل، يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه، تجري من تحتهم الأنهار، أنهار مطردة ‏(‏أنهار من ماء غير آسن‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ صاف ليس فيه كدور ‏(‏وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ ولم يخرج من ضروع الماشية‏.‏ ‏(‏وأنهار من خمر لذة للشاربين‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ لم يعصرها الرجال بأقدامها‏.‏ ‏(‏وأنهار من عسل مصفى‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ لم يخرج من بطون النحل، فيستحلي الثمار فإن شاء أكل قائما، وإن شاء أكل قاعدا، وإن شاء أكل متكئا، فيشتهي الطعام فيأتيه طير بيض أجنحتها فيأكل من جنوبها، أي لون شاء، ثم تطير فتذهب، فيدخل الملك فيقول‏:‏ ‏(‏سلام عليكم‏)‏ ‏(‏الزمر، آية 73‏)‏ ‏(‏تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون‏)‏ ‏(‏الأعراف، آية 43‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال‏:‏ سمعت أبا معاذ البصري‏:‏ أن عليا قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده، إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق لها أجنحة عليها رحال الذهب، شرك نعالهم نور تلألأ، كل خطوة منها مد البصر، فينتهون إلى شجرة، ينبع من أصلها عينان، فيشربون من أحداهما، فيغسل ما في بطونهم من دنس، ويغتسلون من الأخرى، فلا تشعث أبشارهم، ولا أشعارهم بعدها أبدا، وتحري عليهم نضرة النعيم، فيأتون باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فيضربون بالحلقة على الصفحة، فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء‏:‏ أن زوجها قد اقبل، فتبعث قيمها فيفتح له، فإذا رآه خر له ساجدا فيقول‏:‏ ارفع رأسك إنما أنا قيمك وكلت بأمرك، فيتبعه ويقفو أثره، فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول‏:‏ أنت حبي وأنا حبك، وأنا الخالدة التي لا أموت، وأنا الناعمة التي لا أبأس، وأنا الراضية التي لا أسخط، وأنا المقيمة التي لا أظعن، فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع، بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق‏:‏ أصفر وأحمر وأخضر، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها، في البيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون حشية، على كل حشية سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من باطن الحلل، يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه، الأنهار من تحتهم تطرد‏:‏ ‏(‏أنهار من ماء غير آسن‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ قال‏:‏ صاف لا كدر فيه ‏(‏وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ قال‏:‏ لم يخرج من ضروع الماشية، ‏(‏وأنهار من خمر لذة للشاربين‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ قال‏:‏ لم تعصرها الرجال بأقدامها، ‏(‏وأنهار من عسل مصفى‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ قال‏:‏ لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار، فإن شاء أكل قائما، وإن شاء أكل قاعدا، وإن شاء أكل متكئا‏.‏ ثم تلا ‏(‏ودانية عليهم ظلالها‏)‏ ‏(‏محمد، آية 15‏)‏ الآية‏.‏ فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض وربما قال‏:‏ أخضر، فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء، ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول‏:‏ ‏(‏سلام عليكم‏)‏(‏تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏}‏ قال‏:‏ عطاشا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏}‏ قال‏:‏ ظماء إلى النار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد‏:‏ ‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏}

قال‏:‏ متقطعة أعناقهم من العطش‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن أبي هريرة‏:‏ ‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏}‏ قال‏:‏ عطاشا‏.‏

وأخرج هناد، عن الحسن مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله، وتبرأ من الحول والقوة، ولا يرجو إلا الله‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ المؤمنون يومئذ بعضهم لبعض شفعاء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن مقاتل بن حيان ‏{‏إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ العهد الصلاح‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرني، ومن سرني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا، ومن اتخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسه النار‏.‏ إن الله لا يخلف الميعاد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن مسعود أنه قرأ ‏{‏إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا‏}‏ قال‏:‏ إن الله يقول يوم القيامة‏:‏ ‏"‏من كان له عندي عهد فليقم، فلا يقوم إلا من قال هذا في الدنيا‏.‏ قولوا اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنكى لا تخلف الميعاد‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة - قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا - جاء له عند الله عهد أن لا يعذبه، ومن جاء قد انتقص منهن شيئا، فليس له عند الله عهد، إن شاء رحمه وإن شاء عذبه‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي، عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال في دبر كل صلاة - بعدما سلم - هؤلاء الكلمات‏:‏ كتبه ملك في رق فختم بخاتم، ثم دفعها إلي يوم القيامة، فإذا بعث الله العبد من قبره، جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي‏:‏ أين أهل العهود‏؟‏ حتى تدفع إليهم، والكلمات أن تقول‏:‏ اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم - إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل رحمتك لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة‏:‏ إنك لا تخلف الميعاد‏"‏ وعن طاوس‏:‏ أنه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه‏.‏

 الآية 88 - 97

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏لقد جئتم شيئا إدا‏}‏ قال‏:‏ قولا عظيما‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏تكاد السموات يتفطرن منه‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين، وكادت تزول منه لعظمة الله‏:‏ وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏تخر الجبال هدا‏}‏ قال‏:‏ هدما‏.‏

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عون، عن ابن مسعود قال‏:‏ إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان، هل مر بك اليوم أحد ذكر الله‏؟‏ فإذا قال نعم، استبشر‏.‏ قال عون‏:‏ أفيسمعن الزور إذا قيل، ولا يسمعن الخير‏؟‏‏!‏ هي للخير أسمع‏.‏ وقرأ ‏{‏وقالوا اتخذ الرحمن ولدا‏}‏ الآيات‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن محمد بن المنكدر قال‏:‏ بلغني أن الجبلين إذا أصبحا، نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول‏:‏ أي فلان، هل مر بك ذاكر لله‏؟‏ فيقول‏:‏ نعم‏.‏ فيقول‏:‏ لقد أقر الله عينك، ولكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي أمامة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ‏"‏تكاد السموات ينفطرن‏"‏ بالياء والنون ‏{‏وتخر الجبال‏}‏ بالتاء‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏يتفطرن منه‏}‏ قال‏:‏ الانفطار الانشقاق‏.‏

وأخرج أبو الشيخ، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏تكاد السموات يتفطرن منه‏}‏

قال‏:‏ يتشققن من عظمة الله‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن هرون قال‏:‏ في قراءة ابن مسعود ‏{‏تكاد السموات ينفطرن‏}‏ بالياء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن عبد الله بن عوف‏:‏ أنه لما هاجر إلى المدينة - وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم‏:‏ شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، فأنزل الله ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والديلمي، عن البراء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي‏:‏ ‏"‏قل‏:‏ اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي عندك ودا، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل الله ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ قال‏:‏ فنزلت في علي‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت في علي بن أبي طالب ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ قال‏:‏ محبة في قلوب المؤمنين‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه، عن علي قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله‏:‏ ‏{‏سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ ما هو‏؟‏ قال‏:‏ المحبة، في قلوب المؤمنين، والملائكة المقربين‏.‏ يا علي، إن الله أعطى المؤمن ثلاثا‏.‏ المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ قال‏:‏ محبة في الناس في الدنيا‏.‏

وأخرج هناد، عن الضحاك ‏{‏سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ قال‏:‏ محبة في صدور المؤمنين‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ‏{‏سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ قال‏:‏ يحبهم ويحبونه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي هريرة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إذا أحب الله عبدا، نادى جبريل‏:‏ أني قد أحببت فلانا، فأحبه‏.‏ فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله‏:‏ ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ وإذا أبغض الله عبدا، نادى جبريل‏:‏ إني قد أبغضت فلانا، فينادي في أهل السماء، ثم تنزل له البغضاء في أهل الأرض‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليلتمس مرضاة الله، فلا يزال كذلك، فيقول الله لجبريل‏:‏ إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني، فرضائي عليه، فيقول جبريل‏:‏ رحمة الله على فلان، ويقوله حملة العرش، ويقوله الذين يلونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبط إلى الأرض‏"‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله في كتابه ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏ ‏"‏وإن العبد ليلتمس سخط الله، فيقول الله‏:‏ يا جبريل، إن فلانا يسخطني، ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل‏:‏ غضب الله على فلان، ويقوله حملة العرش، ويقوله من دونهم، حتى يقوله أهل السموات السبع، ثم يهبد إلى الأرض‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن كعب قال‏:‏ أجد في التوراة‏:‏ أنه لم تكن محبة لأحد من أهل الأرض، حتى تكون بدؤها من الله تعالى - ينزلها على أهل الأرض، ثم قرأت القرآن فوجدت فيه ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏‏.‏

وأخرج الحيكم الترمذي في نوادر الأصول، عن ابن عباس بسند ضعيف‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله أعطى المؤمن ثلاثة‏:‏ المقة والملاحة والمودة والمحبة في صدور المؤمنين‏"‏ ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‏:‏ كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد‏:‏ فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، فإذا أحبه الله حببه إلى عباده، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، فإذا أبغضه الله بغضه إلى عباده‏.‏

وأخرج الحيكم الترمذي، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لكل عبد صيت، فإن كان صالحا وضع في الأرض، وإن كان شيئا وضع في الأرض‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحكيم الترمذي، عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن المقة من الله، والصيت من السماء، فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل‏:‏ إني أحب فلانا، فينادي جبريل‏:‏ إن ربكم يحب فلانا فأحبوه، فتنزل له المحبة في الأرض، وإذا أبغض عبدا قال لجبريل‏:‏ إني أبغض فلانا، فأبغضه، فينادي جبريل‏:‏ إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه، فيجري له البغض في الأرض‏.‏

وأخرح ابن جرير، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وتنذر به قوما لدا‏}‏ قال‏:‏ فجارا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏لدا‏}‏ قال‏:‏ صما‏.‏

وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏لدا‏}‏ قال‏:‏ خصماء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏قوما لدا‏}‏ قال‏:‏ جدلا بالباطل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة ‏{‏قوما لدا‏}‏ قال‏:‏ هم قريش‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد ‏{‏لدا‏}‏ قال‏:‏ لا يستقيمون‏.‏

 الآية 98

أخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏هل تحس منهم من أحد‏}‏ قال‏:‏ هل ترى منهم من أحد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ‏{‏هل تحس منهم‏}‏ برفع التاء وكسر الحاء ورفع السين ولا يدغمها‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا‏}‏ قال‏:‏ هل ترى عينا أو تسمع صوتا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن في الآية قال‏:‏ ذهب القوم فلا صوت ولا عين‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ركزا‏}‏ قال‏:‏ صوتا‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله‏:‏ ‏{‏ركزا‏}‏ فقال‏:‏ حسا‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر‏:‏

وقد توجس ركزا متفقد ندس * بنية الصوت ما في سمعه كذب