فصل: الآية (‏71‏)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  الآية ‏(‏71‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏قل أندعوا من دون الله‏}‏ هذا مثل ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يدعون إلى الله، كمثل رجل ضل عن الطريق تائها ضالا إذ ناداه مناد فلان بن فلان هلم إلى الطريق، وله أصحاب يدعونه يا فلان بن فلان هلم إلى الطريق، فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في هلكة، وإن أجاب من يدعو إلى الهدى اهتدى إلى الطريق، وهذه الداعية التي تدعو في البرية الغيلان‏.‏ يقول‏:‏ مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت فيستقبل الهلكة والندامة‏.‏ وقوله ‏{‏كالذي استهوته الشياطين في الأرض‏}‏ يقول‏:‏ أضلته وهم الغيلان، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها ويرى أنه في شيء، فيصبح وقد ألقته في هلكة وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏قل أندعوا من دون الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ قال المشركون للمؤمنين‏:‏ اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد‏.‏ فقال الله ‏{‏قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا‏}‏ فهذه الآلهة ‏{‏ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله‏}‏ فيكون مثلنا ‏{‏كالذي استهوته الشياطين في الأرض‏}‏ يقول‏:‏ مثلكم إن كفرتم بعد الإيمان كمثل رجل كان مع قوم على طريق فضل الطريق فحيرته الشياطين واستهوته في الأرض، وأصحابه على الطريق فجعلوا يدعونه إليهم يقولون ائتنا فإنا على الطريق فأبى أن يأتيهم، فذلك مثل من تبعكم بعد المعرفة لمحمد، ومحمد الذي يدعو إلى الطريق والطريق هو الإسلام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا‏}‏ قال‏:‏ الأوثان‏.‏ وفي قوله ‏{‏كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران‏}‏ قال‏:‏ رجل حيران يدعو أصحابه إلى الطريق، فذلك مثل من يضل بعد إذ هدى‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏كالذي استهوته الشياطين‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هو الرجل الذي لا يستجيب لهدى الله، وهو رجل أطاع الشيطان وعمل في الأرض بالمعصية وجار عن الحق وضل عنه، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى ويزعمون أن الذي يأمرونه به هدى الله، يقول الله ذلك لأوليائهم من الأنس يقول ‏{‏إن الهدى هدى الله‏}‏ والضلالة ما يدعو إليه الجن‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال‏:‏ خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يخاصمون بها أهل الضلالة‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي اسحق قال‏:‏ في قراءة عبد الله ‏(‏كالذي استهواه الشيطان‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن أبي اسحق قال‏:‏ في قراءة عبد الله ‏(‏يدعونه إلى الهدى بينا‏)‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال‏:‏ في قراءة ابن مسعود ‏(‏يدعونه إلى الهدى بينا‏)‏ قال‏:‏ الهدى الطريق، إنه بين، والله أعلم‏.‏

-  الآية ‏(‏72‏)‏‏.‏

- أخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال‏:‏ ما من أهل بيت يكون لهم مواقيت يعلمون الصلاة إلا بورك فيهم كما بورك في إبراهيم وآل إبراهيم‏.‏

-  الآية ‏(‏73‏)‏‏.‏

- أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور‏؟‏ فقال ‏"‏هو قرن ينفخ فيه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لو أن أهل منى اجتمعوا على أن يقلوا القرن من الأرض ما أقلوه‏"‏‏.‏

وأخرج مسدد في مسنده وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال‏:‏ الصور كهيئة القرن ينفخ فيه‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ الصور كهيئة البوق‏.‏

وأخرج ابن ماجه والبزار وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لا يزال صاحبا القرن ممسكين بالصور ينتظران متى يؤمران‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ان طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر‏؟‏ كيف نقول يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قولوا‏:‏ حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏قال كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى الجبهة، وأصغى بالأذن متى يؤمر فينفخ‏؟‏ قالوا‏:‏ فما نقول يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قولوا‏:‏ حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا‏"‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله فما تأمرنا‏؟‏ قال‏:‏ حسبنا الله ونعم الوكيل‏"‏‏.‏

وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مامن صباح إلا وملكان يناديان، يقول أحدهما‏:‏ اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر‏:‏ اللهم أعط ممسكا تلفا، وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان، وملكان يناديان‏:‏ يا باغي الخير هلم، ويقول الآخر‏:‏ يا باغي الشر أقصر، وملكان يناديان يقول أحدهما‏:‏ ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب، وينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال ‏"‏كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر، فذكر إسرافيل فقالت عائشة‏:‏ أخبرني عن إسرافيل‏؟‏ فقال كعب‏:‏ عندكم العلم‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ قالت‏:‏ أجل فأخبرني‏؟‏ قال‏:‏ له أربعة أجنحة، جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور محنى ظهره، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور‏.‏ فقالت عائشة‏:‏ هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال‏:‏ خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش‏:‏ خذ الصور فتعلق به، ثم قال‏:‏ كن فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا تخرج روحان من ثقب واحد، وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والأرض، وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوة، ثم قال له الرب تعالى‏:‏ قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة والصيحة، فدخل إسرافيل في مقدم العرش فأدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى، ولم يطرف منذ خلقه الله ينتظر متى يؤمر به‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر الهزلي قال‏:‏ إن ملك الصور وكل به أن إحدى قدميه لفي الأرض السابعة، وهو جاث على ركبتيه شاخص بصره إلى إسرافيل، ما طرف منذ خلقه الله تعالى ينتظر متى يشير إليه فينفخ في الصور‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏يوم ينفخ في الصور‏}‏ قال‏:‏ يعني النفخة الأولى، ألم تسمع أنه يقول ‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى‏}‏ ‏(‏الزمر الآية 68‏)‏ يعني الثاني ‏{‏فإذا هم قيام ينظرون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة أنه قرأ ‏{‏يوم ينفخ في الصور‏}‏ أي في الخلق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏عالم الغيب والشهادة‏}‏ يعني أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏عالم الغيب والشهادة‏}‏ قال‏:‏ السر والعلانية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ الشهادة ما قد رأيتم من خلقه، والغيب ما غاب عنكم مما لم تروه‏.‏

-  الآية ‏(‏74‏)‏‏.‏

- أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال‏:‏ آزر الصنم، وأبو إبراهيم اسمه يازر، وأمه اسمها مثلى، وامراته اسمها سارة، وسريته أم اسمعيل اسمها هاجر، وداود بن أمين، ونوح بن لمك ويونس بن متى‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ آزر لم يكن بأبيه ولكنه اسم صنم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ اسم أبيه تارح، واسم الصنم آزر‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر‏}‏ قال‏:‏ ليس آزر بأبيه ولكن ‏{‏إذ قال إبراهيم لأبيه آزر‏}‏ وهن الآلهة، وهذا من تقديم القرآن، إنما هو إبراهيم بن تيرح‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان التيمي أنه قرأ ‏{‏وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر‏}‏ قال‏:‏ بلغني أنها أعوج، وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة‏}‏ قال‏:‏ كان يقول أعضد، أتعتضد بالآلهة من دون الله لا تفعل‏؟‏ ويقول‏:‏ إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما اسمه تارح‏.‏ قال أبو زرعة‏:‏ بهمزتين ‏(‏أءزر‏)‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال‏:‏ آزر أبو إبراهيم‏.‏