فصل: الآية (‏200)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  الآية ‏(‏200‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين‏}‏ ‏(‏الأعراف الآية 199‏)‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏كيف يا رب والغضب، فنزل ‏{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ‏}‏ قال‏:‏ علم الله أن هذا العدو مبتغ ومريد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏إنه كان يقول‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه‏.‏ قال‏:‏ همزه الموتة، ونفثه الشعر‏:‏ ونفخه الكبرياء‏"‏‏.‏

-  الآية ‏(‏201 - 203‏)‏‏.‏

- أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏إن الذين اتقوا‏}‏ قال‏:‏ هم المؤمنون‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏إذا مسهم طيف من الشيطان‏}‏ قال‏:‏ الغضب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ الطيف‏:‏ الغضب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه قرأ ‏(‏إذا مسهم طائف من الشيطان‏)‏ بالألف ‏{‏تذكروا‏}‏ قال‏:‏ هم بفاحشة فلم يعملها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا‏}‏ يقول‏:‏ إذا زلوا تابوا‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق وهب بن جرير عن أبيه قال‏:‏ كنت جالسا عند الحسن إذ جاءه رجل فقال‏:‏ يا أبا سعيد ما تقول في العبد يذنب الذنب ثم يتوب‏؟‏ قال‏:‏ لم يزدد بتوبته من الله إلا دنوا‏.‏ قال‏:‏ ثم عاد في ذنبه ثم تاب‏؟‏ قال‏:‏ لم يزدد بتوبته إلا شرفا عند الله‏.‏ قال‏:‏ ثم قال لي‏:‏ ألم تسمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ وما قال‏؟‏ قال ‏"‏مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتستقيم أحيانا - وفي ذلك تكبر - فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره، ثم قرأ ‏{‏إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال‏:‏ إن الله لم يسم عبده المؤمن كافرا، ثم قرأ ‏{‏إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا‏}‏ فٌقال‏:‏ لم يسمه كافرا ولكن سماه متقيا‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{‏إذا مسهم طائف‏}‏ بالألف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش عن إبراهيم ويحيى بن وثاب قرأ أحدهما طائف، والآخر طيف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ ‏(‏إذا مسهم طائف‏)‏ بالألف‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ الطائف اللمة من الشيطان ‏{‏تذكروا فإذا هم مبصرون‏}‏ يقول‏:‏ إذا هم منتهون عن المعصية، آخذون بأمر الله، عاصون للشيطان وإخوانهم‏.‏ قال‏:‏ إخوان الشياطين ‏{‏يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون‏}‏ قال‏:‏ لا الإنس عما يعملون السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم ‏{‏وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها‏}‏ يقول‏:‏ لولا أحدثتها لولا تلقيتها فأنشأتها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس ‏{‏وإخوانهم يمدونهم في الغي‏}‏ قال‏:‏ هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الإنس ‏{‏ثم لا يقصرون‏}‏ يقول‏:‏ لا يسامون ‏{‏وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها‏}‏ يقول‏:‏ هلا افتعلتها من تلقاء نفسك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ‏{‏وإخوانهم من الشياطين يمدونهم في الغي‏}‏ قال‏:‏ استجهالا وفي قوله ‏{‏لولا اجتبيتها‏}‏ قال‏:‏ ابتدعتها‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أعرف الحزن في وجهه، فأخذ بلحيتي فقال ‏"‏إنا لله وإنا إليه راجعون، أتاني جبريل آنفا فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ قلت‏:‏ أجل، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فما ذاك يا جبريل‏؟‏‏!‏ فٌقال‏:‏ إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير، قلت‏:‏ فتنة كفر أو فتنة ضلالة‏؟‏ قال‏:‏ كل ذلك سيكون‏.‏ قلت‏:‏ ومن أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ قال‏:‏ بكتاب الله يضلون، وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم، يمنع الأمراء الناس حقوقهم فلا يعطونها فيقتتلون، وتتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون، قلت‏:‏ يا جبريل فبم يسلم من سلم منهم‏؟‏ قال‏:‏ بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ‏{‏قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي‏}‏ قال‏:‏ هذا القرآن ‏{‏هذا بصائر من ربكم‏}‏ أي بينات فاعقلوه ‏{‏وهدى ورحمة‏}‏ لمن آمن به وعمل به ثم مات عليه‏.‏

-  الآية ‏(‏204‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ نزلت في رفع الأصوات، وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ يعني في الصلاة المفروضة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ خلفه قوم، فنزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الصلاة أجابه من وراءه، إذا قال‏:‏ ‏"‏بسم الله الرحمن ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏‏"‏ قالوا مثل ما يقول حتى تنقضي فاتحة الكتاب والسورة، فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم نزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ فقرأ وأنصتوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد قال‏:‏ قرأرجل من الأنصار خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فأنزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مغفل أنه سئل أكل من سمع القرآن يقرأ وجب عليه الاستماع والإنصات‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ إنما نزلت هذه الآية ‏{‏وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ في قراءة الإمام، إذا قرأ الإمام فاستمع له وأنصت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود‏.‏ أنه صلى بأصحابه فسمع ناسا يقرؤون خلفه، فلما انصرف قال‏:‏ أما آن لكم أن تفهموا، أما آن لكم أن تعقلوا ‏{‏وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ كما أمركم الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قال في القراءة خلف الإمام‏:‏ أنصت للقرآن كما أمرت فإن في الصلاة شغلا وسيكفيك ذاك الإمام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال‏:‏ من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت قال‏:‏ لا قراءة خلف الإمام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من كان له إمام فقراءته له قراءة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال‏:‏ أول ما أحدثوا القراءة خلف الإمام، وكانوا لا يقرأون‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الزهري قال‏:‏ نزلت هذه الآية في فتى من الأنصار، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قرأ شيئا قرأه، فنزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي العالية ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بأصحابه فقرأ قرأ أصحابه خلفه، فنزلت هذه الآية ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ فسكت القوم وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال‏:‏ كانت بنو إسرائيل إذا قرأت أئمتهم جاوبوهم، فكره الله ذلك لهذه الأمة، قال ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن إبراهيم قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ورجل يقرأ، فنزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن طلحة بن مصرف في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ ليس هؤلاء بالأئمة الذين أمرنا بالإنصات لهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق أبي هريرة قال‏:‏ كانوا يتكلمون في الصلاة، فنزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود ‏"‏أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فلم يرد عليه - وكان الرجل قبل ذلك يتكلم في صلاته ويأمر بحاجته - فلما فرغ رد عليه، وقال‏:‏ غن الله يفعل ما يشاء وإنها نزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال‏:‏ كنا يسلم بعضنا على بعض في الصلاة، فجاء القرآن ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن مغفل قال‏:‏ كان الناس يتكلمون في الصلاة، فأنزل الله هذه الآية ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون‏}‏ فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلام في الصلاة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عطاء قال‏:‏ بلغني أن المسلمين كانوا يتكلمون في الصلاة كما يتكلم اليهود والنصارى حتى نزلت ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة قال‏:‏ كانوا يتكلمون في الصلاة أول ما أمروا بها، كان الرجل يجيء وهم في الصلاة فيقول لصاحبه‏:‏ كم صليتم‏؟‏ فيقول‏:‏ كذا وكذا، فأنزل الله

هذه الآية ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ فأمروا بالاستماع والإنصات، علم أن الإنصات هو أحرى أن يستمع العبد ويعيه ويحفظه، علم أن لن يفقهوا حتى ينصتوا، والإنصات باللسان والاستماع بالأذنين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال‏:‏ كانوا يتكلمون في الصلاة، فأنزل الله ‏{‏وإذا قرئ القرآن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له‏}‏ قال‏:‏ نزلت في صلاة الجمعة، وفي صلاة العيدين، وفيما جهر به من القراءة في الصلاة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال‏:‏ المؤمن في سعة من الاستماع إليه إلا في صلاة الجمعة، وفي صلاة العيدين، وفيما جهر به من القراءة في الصلاة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ نزلت في رفع الأصوات خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وفي الخطبة لأنها صلاة، وقال‏:‏ من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فلا صلاة له‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في هذه الآية ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ هذا في الصلاة، والخطبة يوم الجمعة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال‏:‏ وجب الإنصات في اثنتين، في الصلاة والإمام يقرأ، ويوم الجمعة والإمام يخطب‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال‏:‏ قلت لعطاء‏:‏ ما أوجب الإنصات يوم الجمعة‏؟‏ قال‏:‏ قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ ذاك زعموا في الصلاة وفي الجمعة‏؟‏ قلت‏:‏ والإنصات يوم الجمعة كالإنصات في القراءة سواء‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ قال‏:‏ عند الصلاة المكتوبة، وعند الذكر‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال‏:‏ كانوا يرفعون أصواتهم في الصلاة حين يسمعون ذكر الجنة والنار، فأنزل الله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ في الصلاة، وحين ينزل الوحي عن الله عز وجل‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد‏.‏ أنه كره إذا مر الإمام بآية خوف أو آية رحمة أن يقول أحد من خلفه شيئا قال‏:‏ السكوت‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عثمان بن زائدة‏.‏ أنه كان إذا قرئ عليه القرآن غطى وجهه بثوبه، ويتأول من ذلك قول الله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ فيكره أن يشغل بصره وشيئا من جواره بغير استماع‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان بسند حسن عن أبي هريرة‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة‏"‏‏.‏

 - الآية ‏(‏205‏)‏‏.‏

- أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ أمره الله أن يذكره ونهاه عن الغفلة، أما بالغدو‏:‏ فصلاة الصبح، والآصال‏:‏ بالعشي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال‏:‏ الآصال‏:‏ ما بين الظهر والعصر‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ‏{‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏}‏ ‏(‏الأعراف الآية 204‏)‏ قال‏:‏ هذا إذا أقام الإمام الصلاة فاستمعوا له وأنصتوا ‏{‏واذكر ربك‏}‏ أيها المنصت ‏{‏في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول‏}‏ قال‏:‏ لا تجهر بذاك ‏{‏بالغدو والآصال‏}‏ بالبكر والعشي ‏{‏ولا تكن من الغافلين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير في قوله ‏{‏واذكر ربك في نفسك‏}‏ قال‏:‏ يقول الله ‏"‏إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني عبدي وحده ذكرته وحدي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ أحسن منهم وأكرم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ‏{‏بالغدو‏}‏ قال‏:‏ آخر الفجر صلاة الصبح ‏{‏والآصال‏}‏ آخر العشي صلاة العصر، وكل ذلك لها وقت أول الفجر وآخره، وذلك مثل قوله في سورة آل عمران ‏{‏بالعشي والإبكار‏}‏ ‏(‏آل عمران الآية 41‏)‏ ميل الشمس إلى أن تغيب، والإبكار أول الفجر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن معرف بن واصل قال‏:‏ سمعت أبا وائل يقول لغلامه عند مغيب الشمس‏:‏ أصلنا‏.‏

أخرج البزار والطبراني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏ولا تكن من الغافلين‏}‏ قال‏:‏ ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارقين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن الأخنس قال‏:‏ ما أتى يوم الجمعة على أحد وهو لا يعلم أنه يوم الجمعة إلا كتب من الغافلين‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ الغفلة في ثلاث‏.‏ عن ذكر الله، ومن حين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس، وأن يغفل الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه‏"‏‏.‏

-  الآية ‏(‏206‏)‏‏.‏

- أخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي العريان المجاشعي عن ابن عباس‏.‏ أنه ذكر سجود القرآن فقال‏:‏ الأعراف والرعد والنحل وبنو إسرائيل ومريم والحج سجدة واحدة، والنمل والفرقان والم تنزيل وحم تنزيل وص، وليس في المفصل سجود‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال‏:‏ عد علي بن العباس عشر سجدات في القرآن‏.‏ الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج الأولى منها، والفرقان، والنمل، وتنزيل السجدة، وحم السجدة‏.‏

وأخرج ابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي الدرداء قال ‏"‏سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ليس فيها من المفصل شيء‏.‏ الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج سجدة، والفرقان، وسليمان سورة النمل، والسجدة، وص، وسجدة الحواميم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود وابن ماجة والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عمرو بن العاص ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث من المفصل وفي سورة الحج سجدتين‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والبيهقي عن ابن عمرو قال ‏"‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فيقرأ السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانا لوضع جبهته‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول‏:‏ يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن ابن سيرين قال‏:‏ سئلت عائشة عن سجود القرآن‏؟‏ فقالت‏:‏ حق الله يؤديه أو تطوع تطوعه، وما من مسلم سجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة، أو جمعها له كلتيهما‏.‏

وأخرج البيهقي عن مسلم بن يسار قال‏:‏ إذا قرأ الرجل السجدة فلا يسجد حتى يأتي على الآية كلها، فإذا أتى عليه رفع يديه وكبر وسجد‏.‏

وأخرج أبو داود والبيهقي عن ابن عمر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة كبر، وسجد وسجدنا معه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والدارقطني والبيهقي عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل يقول في السجدة مرارا ‏"‏سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن السكن قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره‏"‏ قال‏:‏ وبلغني أن داود عليه السلام كان يقول‏:‏ سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي وحق له، ثم قال‏:‏ سبحان الله ما أشبه كلام الأنبياء بعضهم ببعض‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول في سجوده‏:‏ اللهم لك سجد سوادي وبك آمن فؤادي، اللهم ارزفني علما ينفعني وعلما يرفعني‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة أنه كان يقول إذا قرأ السجدة‏:‏ سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، سبحان الله وبحمده ثلاثا‏.‏

وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال‏:‏ لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ كانوا يكرهون إذا أتوا على السجدة أن يجاوزوها حتى يسجدوا‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع قراءة آخر سورة الأعراف في كل جمعة على المنبر‏"‏‏.‏

انتهى المجلد الثالث من تفسير الدر المنثور ويليه الرابع وأوله أول سورة الأنفال‏.‏