فصل: الآية (47)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 47

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس‏}‏ يعني المشركين الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏.‏

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال‏:‏ لما خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان والدفوف، فأنزل الله تعالى ‏{‏ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا‏}‏ قال‏:‏ أبو جهل وأصحابه يوم بدر‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ‏"‏كان مشركو قريش الذين قاتلوا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر خرجوا ولهم بغي وفخر، وقد قيل لهم يومئذ‏:‏ ارجعوا فقد انطلقت عيركم وقد ظفرتم، فقالوا‏:‏ لا والله حتى يتحدث أهل الحجاز بمسيرنا وعددنا، وذكر لنا أن نبي اللهقال يومئذ‏:‏ اللهم إن قريشا قد أقبلت بفخرها وخيلائها لتجادل رسولك، وذكر لنا أنه قال يومئذ‏:‏‏؟‏‏؟‏

 الآية 48 - 49

أخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم‏}‏ قال‏:‏ قريش يوم بدر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ جاء إبليس في جند من الشياطين ومعه راية في صورة رجال من بني مدلج في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال الشيطان ‏{‏لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم‏}‏ وأقبل جبريل عليه السلام على إبليس وكانت يده في يد رجل من المشركين فلما رأى جبريل انتزع يد، وولى مدبرا هو وشيعته، فقال الرجل‏:‏ يا سراقة إنك جار لنا‏؟‏‏!‏ فقال ‏{‏إني أرى ما لا ترون‏}‏ وذلك حين رأى الملائكة ‏{‏إني أخاف الله والله شديد العقاب‏}‏ قال‏:‏ ولما دنا القوم بعضهم من بعض قلل الله المسلمين في أعين المشركين فقال المشركون‏:‏ وما هؤلاء ‏{‏غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم‏}‏‏.‏

وأخرج الواقدي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما تواقف الناس أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم سري عنه فبشر الناس بجبريل عليه السلام في جند من الملائكة ميمنة الناس، وميكائيل في جند آخر ميسرة، وإسرافيل في جند آخر ألف، وإبليس قد تصور في صورة سراقة بن جعشم المدلجي يجير المشركين ويخبرهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس، فلما أبصر عدو الله الملائكة ‏{‏نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون‏}‏ فتثبت به الحارث، وانطلق إبليس لا يرى حتى سقط في البحر ورفع يديه وقال‏:‏ يا رب موعدك الذي وعدتني‏.‏

وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الدلائل عن رفاعة بن رافع الأنصار رضي الله عنه قال‏:‏ لما رأى إبليس ما يفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص القتل إليه، فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك، فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر، فرفع يديه فقال‏:‏ اللهم إني أسألك نظرتك إياي‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة ‏(‏سيهزم الجمع ويولون الدبر‏)‏ ‏(‏القمر الآية 45‏)‏ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ أي جمع يهزم‏؟‏‏!‏ - وذلك قبل بدر - فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف ويقول‏:‏ ‏(‏سيهزم الجمع ويولون الدبر‏)‏ فكانت بيوم بدر، فأنزل الله فيهم ‏(‏حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب‏)‏ ‏(‏المؤمنون الآية 24‏)‏ الآية‏.‏ وأنزل الله ‏(‏ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا‏)‏ ‏(‏إبراهيم الآية 28‏)‏ الآية‏.‏ ورماهم رسول الله فوسعهم الرمية، وملأت أعينهم وأفواههم حتى أن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه وفاه، فأنزل الله ‏(‏وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى‏)‏ ‏(‏الأنفال الآية 17‏)‏ وأنزل الله في إبليس ‏{‏فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون‏}‏ وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر ‏{‏غر هؤلاء دينهم‏}‏ فأنزل الله ‏{‏إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني أرى ما لا ترون‏}‏ قال‏:‏ أرى جبريل عليه السلام معتجرا بردائه يقود الفرس بين يدي أصحابه ما ركبه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني أرى ما لا ترون‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أنه رأى جبريل تنزل معه الملائكة، فعلم عدو الله أنه لا يدان له بالملائكة، وقال ‏{‏إني أخاف الله‏}‏ وكذب عدو الله ما به مخافة الله، ولكن علم أنه لا قوة له به ولا منعة له‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن معمر قال‏:‏ ذكروا أنهم أقبلوا على سراقة بن مالك بعد ذلك، فأنكر أن يكون شيء من ذلك‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال‏:‏ كان الذي رآه نكص حين نكص الحارث بن هشام، أو عمرو بن وهب الجمحي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إذ يقول المنافقون‏}‏ قال‏:‏ وهم يومئذ في المسلمين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال‏:‏ هم قوم كانوا أقروا بالإسلام وهم بمكة، ثم خرجوا مع المشركين يوم بدر، فلما رأوا المسلمين قالوا ‏{‏غر هؤلاء دينهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كان أناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام فخرجوا مع المشركين يوم بدر، فلما رأوا وفد المسلمين قالوا ‏{‏غر هؤلاء دينهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحق رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ هم الفئة الذين خرجوا مع قريش، احتبسهم آباؤهم فخرجوا وهم على الارتياب، فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ‏{‏غر هؤلاء دينهم‏}‏ حين قدموا على ما قدموا عليه من قلة عددهم وكثرة عدوهم، وهم فئة من قريش مسمون خمسة قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان، والحارث بن زمعة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه‏.‏

 الآيات 50 - 54

أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة‏}‏ قال‏:‏ الذين قتلهم الله ببدر من المشركين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ آيتان يبشر بهما الكافر عند موته ‏{‏ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأدبارهم‏}‏ قال‏:‏ وأشباههم ولكن الله كريم يكني‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏}‏ قال‏:‏ نعمة الله‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم، أنعم الله بها على قريش فكفروا فنقله إلى الأنصار‏.‏

 الآيات 55 - 58

أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ نزلت ‏{‏إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون‏}‏ في ستة رهط من اليهود منهم ابن تابوت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم‏}‏ قال‏:‏ قريظة يوم الخندق مالؤا على محمد صلى الله عليه وسلم أعداءه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فشرد بهم من خلفهم‏}‏ قال‏:‏ نكل بهم من بعدهم‏.‏

وأخرج ابن جريرعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فشرد بهم من خلفهم‏}‏ قال‏:‏ نكل بهم من وراءهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فشرد بهم من خلفهم‏}‏ قال‏:‏ نكل بهم الذين خلفهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏فشرد بهم من خلفهم‏}‏ قال‏:‏ أنذرهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فشرد بهم من خلفهم‏}‏ قال‏:‏ اصنع بهم كما تصنع بهؤلاء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏لعلهم يذكرون‏}‏ يقول‏:‏ لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن شهاب رضي الله عنه قال‏:‏ دخل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ قد وضعت السلاح وما زلنا في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة، وأنزل فيهم ‏{‏وإما تخافن من قوم خيانة‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإما تخافن من قوم خيانة‏}‏ قال‏:‏ قريظة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإما تخافن من قوم خيانة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ من عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خفت أن يختانوك ويغدروا فتأتيهم فانبذ إليهم على سواء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال‏:‏ لا تقاتل عدوك حتى تنبذ إليهم على سواء ‏{‏إن الله لا يحب الخائين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال‏:‏ كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير حتى يكون قريبا من أرضهم، فإذا انقضت المدة أغار عليهم، فجاءه عمرو بن عبسة فقال‏:‏ الله أكبر وفاء لا غدر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمرها أو ينبذ إليهم على سواء ‏"‏ قال‏:‏ فرجع معاوية بالجيوش‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال‏:‏ ثلاثة المسلم والكافر فيهن سواء‏.‏ من عاهدته فوفى بعهده مسلما كان أو كافرا فإنما العهد لله، ومن كانت بينك وبينه رحم فصلها مسلما كان أو كافرا، ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلما كان أو كافرا‏.‏