فصل: الآية (20)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 20

أخرج ابن مردويه عن حفص بن أبي العاصي قال‏:‏ كنا نتغدى مع عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ قال الله في كتابه ‏{‏ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهما فقال‏:‏ ما هذا الدرهم‏؟‏ قال‏:‏ أريد أن أشتري به لحما لأهلي قرموا ‏(‏قرموا إليه‏:‏ اشتهوه‏)‏ إليه فقال‏:‏ أفكلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن الأعمش قال‏:‏ مر جابر بن عبد الله وهو متعلق لحما على عمر رضي الله عنه فقال ما هذا يا جابر‏؟‏ قال‏:‏ هذا لحم اشتهيته اشتريته‏.‏ قال‏:‏ وكلما اشتهيت شيئا اشتريته‏؟‏ أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا‏}‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سالم بن عبد الله بن عمر أن عمر كان يقول‏:‏ والله ما يعني بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا، ونأمر بلباب الحنطة فتخبز لنا، ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان ‏(‏الأسعان‏:‏ جمع سعنة‏:‏ القربة‏)‏ حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا، ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله يقول‏:‏ ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال‏:‏ قدم على عمر رضي الله عنه ناس من العراق فرأى كأنهم يأكلون هديرا ‏(‏الهدير‏:‏ العشب طال وعظم‏)‏ فقال يا أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من ربنا ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏}‏ قال‏:‏ تعلموا أن أقواما يسترطون حسناتهم في الدنيا استبقى رجل طيباته إن استطاع ولا قوة إلا بالله‏.‏ قال‏:‏ وذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول‏:‏ لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وألينكم لباسا ولكني أستبقي طيباتي، وذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله قال‏:‏ هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير‏؟‏ فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ لهم الجنة‏.‏ فاغرورقت عينا عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز رضي الله عنه قال‏:‏ ليطلبن ناس حسنات عملوها فيقال لهم ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ أتي عمر رضي الله عنه بشربة عسل فقال‏:‏ والله لا أتحمل فضلها اسقوها فلانا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ رآني عمر رضي الله عنه وأنا متعلق لحما فقال يا جابر ما هذا‏؟‏ قلت‏:‏ لحم اشتريته بدرهم لنسوة عندي قرمن إليه فقال أما يشتهي أحدكم شيئا إلا صنعه أما يجد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره وابن عمه‏؟‏ أين تذهب هذه الآية ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا‏}‏ قال فما انفلت منه حتى كدت أن لا أنفلت‏.‏

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن حميد بن هلال قال‏:‏ كان حفص رضي الله عنه يكثر غشيان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وكان إذا قرب طعامه اتقاه، فقال له عمر رضي الله عنه‏:‏ ما لك ولطعامنا‏؟‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن أهلي يصنعون لي طعاما هو أبين من طعامك فأختار طعامهم على طعامك، فقال‏:‏ ثكلتك أمك أما تراني لو شئت أمرت بشاة فتية سمينة فألقي عنها شعرها ثم أمرت بدقيق فنخل في خرقة فجعل خبزا مرققا، وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سمن حتى يكون كدم الغزال‏؟‏ فقال حفص‏:‏ إني أراك تعرف لين الطعام‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ ثكلتك أمك والذي نفسي بيده لولا كراهية أن ينقص من حسناتي يوم القيامة لأشركتكم في لين طعامكم‏.‏

وأخرج ابن المبارك وابن سعد وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية عن الحسن قال‏:‏ قدم وفد أهل البصرة على عمر مع أبي موسى الأشعري فكان له في كل يوم خبز يلت فربما وافقناها مأدومة بزيت، وربما وافقناها مأدومة بسمن، وربما وافقناها مأدومة بلبن، وربما وافقناها القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي لها، وربما وافقناها اللحم الغريض وهو قليل‏.‏ قال وقال لنا عمر رضي الله عنه‏:‏ إني والله لقد أرى تقديركم وكراهيتكم طعامي، أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صلى وصناب وسلائق، ولكني وجدت الله عير قوما بأمر فعلوه فقال ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن ثوبان رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، فقدم من غزاة فأتاها فإذا بمسح على بابها، ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما، فقال‏:‏ ‏"‏يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا والله تعالى أعلم‏"‏‏.‏

 الآيات 21 - 23

أخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يرحمنا الله وأخا عاد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏خير واديين في الناس وادي مكة ووادي أرم بأرض الهند، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف وواد بحضرموت يدعى برهوت يلقى فيه أرواح الكفار، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس برهوت، وهي في ذاك الوادي الذي بحضرموت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ الأحقاف جبل بالشام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال‏:‏ الأحقاف جبل بالشام يسمى الأحقاف‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ الأحقاف الأرض‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ الأحقاف جساق من جسمي‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله بالأحقاف قال‏:‏ تلال من أرض اليمن‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله‏}‏ قال‏:‏ لم يبعث الله رسولا إلا بأن يعبد الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏لتأفكنا‏}‏ قال لتزيلنا، وقرأ ‏"‏إن كاد ليضلنا عن آلهتنا‏"‏ قال‏:‏ يضلنا ويزيلنا ويأفكنا واحد‏.‏

 الآيات 24 - 25

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏هذا عارض ممطرنا‏}‏ قال‏:‏ هو السحاب‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ‏"‏ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه‏.‏ قلت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية‏.‏ قال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا ‏{‏هذا عارض ممطرنا‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ‏"‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال‏:‏ اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، فإذا تخليت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه، فسألته فقال لا أدري لعله كما قال قوم عاد ‏{‏هذا عارض ممطرنا‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم‏}‏ قال غيم فيه مطر، فأول ما عرفوا أنه عذاب رأوا ما كان خارجا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء والأرض مثل الريش دخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح ففتحت أبوابهم، ومالت عليهم بالرمل، فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسوما لهم أنين، ثم أمر الريح فكشف عنهم الرمل وطرحتهم في البحر فهو قوله ‏{‏فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما فتح الله على عاد من الريح التي هلكوا فيها إلا مثل الخاتم فمرت بأهل البادية فحملتهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد الريح وما فيها ‏{‏قالوا هذا عارض ممطرنا‏}‏ فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم أرسلت عليهم فحملت البدو إلى الحضر فلما رآها أهل الحضر ‏{‏قالوا هذا عارض ممطرنا‏}‏ مستقبل أوديتنا وكان أهل البوادي فيها فألقي أهل البادية على أهل الحاضرة حتى هلكوا، قال‏:‏ عتت على خزانها حتى خرجت من خلال الأبواب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال‏:‏ كان هود قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا ‏{‏هذا عارض ممطرنا‏}‏ فقال هود ‏{‏بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم‏}‏ فجعلت تلقي الفسطاط وتجيء بالرجل الغائب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما أرسل الله على عاد من الريح إلا قدر خاتمي هذا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ميمون رضي الله عنه أنه قرأ ‏"‏لا ترى إلا مساكنهم‏"‏ بالتاء والنصب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏لا يرى إلا مساكنهم‏}‏ بالياء ورفع النون‏.‏

 الآيات 26 - 28

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه‏}‏ يقول‏:‏ لم نمكنكم فيه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولقد مكناهم‏}‏ الآية قال‏:‏ عاد مكنوا في الأرض أفضل مما مكنت فيه هذه الأمة وكانوا أشد قوة وأكثر أولادا وأطول أعمارا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى‏}‏ ههنا وههنا شيئا باليمن واليمامة والشام‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن الزبير رضي الله عنه أنه قرأ ‏"‏وتلك إفكهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأها ‏"‏وذلك أفكهم‏"‏ يعني بفتح الألف والكاف، وقال‏:‏ أصلهم‏.‏

 الآيات 29 - 34

أخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الزبير ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن‏}‏ قال‏:‏ بنخلة، قال‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء الآخرة كادوا يكونون عليه لبدا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن منيع والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا‏:‏ أنصتوا قالوا‏:‏ صه، وكانوا تسعة أحدهم زوبعة، فأنزل الله ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن‏}‏ إلى قوله ‏{‏ضلال مبين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن‏}‏ الآية قال‏:‏ كانوا تسعة عشر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ صرفت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، وكان أشراف الجن بنصيبين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن‏}‏ قال‏:‏ كانوا من أهل نصيبين أتوه ببطن نخلة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏بت الليلة أقرأ على الجن ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ - رفقا بالحجون‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن مسروق قال‏:‏ سألت ابن مسعود من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن قال‏:‏ آذنته بهم شجرة‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن فقال‏:‏ قرأ عليهم بشعب يقال له الحجون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأحمد ومسلم والترمذي عن علقمة قال‏:‏ قلت لابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد‏؟‏ قال‏:‏ ما صحبه منا أحد، ولكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا اغتيل استطير ما فعل، قال‏:‏ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما كان في وجه الصبح إذا نحن به يجيء من قبل حرا، فأخبرناه فقال‏:‏ إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن‏}‏ قال‏:‏ هم اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن‏}‏ قال‏:‏ كانوا سبعة، ثلاثة من أهل حران وأربعة من نصيبين، وكان أسماؤهم حسى ومسى وشاصر وماصر والأرد وإينان والأحقم وسرق‏.‏

وأخرج الطبراني والحاكم وابن مردويه عن صفوان بن المعطل قال‏:‏ خرجنا حجاجا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فما لبث أن ماتت فلفها رجل في خرقة ودفنها، ثم قدمنا مكة فإنا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال‏:‏ أيكم صاحب عمرو‏؟‏ قلنا‏:‏ ما نعرف عمرا‏.‏ قال‏:‏ أيكم صاحب الجان‏؟‏ قالوا‏:‏ هذا‏.‏ قال‏:‏ أما أنه آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الدلائل والواقدي عن أبي جعفر رضي الله عنه قال‏:‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة‏.‏

وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال‏:‏ لما انصرف النفر التسعة من أهل نصيبين من بطن نخلة وهم فلان وفلان وفلان والأرد وإينان والأحقب جاؤوا قومهم منذرين فخرجوا بعد وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلثمائة فانتهوا إلى الحجون، فجاء الأحقب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ إن قومنا قد حضروا الحجون يلقونك فواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لساعة من الليل بالحجون والله أعلم‏.‏

 الآية 35

أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ‏"‏ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما، ثم طوى، ثم ظل صائما ثم طوى، ثم ظل صائما، قال‏:‏ ‏"‏يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد‏.‏ يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم، فقال‏:‏ ‏{‏فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل‏}‏، وإني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ أولو العزم من الرسل النبي صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أبي العالية ‏{‏فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل‏}‏ قال‏:‏ نوح وهود وإبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح‏:‏ ‏"‏يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله‏)‏ ‏(‏يونس، الآية 71‏)‏ إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين ‏(‏قالوا‏:‏ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه‏)‏ ‏(‏تعود‏؟‏ ‏؟‏ الآية 53‏)‏ فأظهر لهم المفارقة قال لإبراهيم ‏(‏لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم‏)‏ ‏(‏الممتحنة، الآية 4‏)‏ إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة قال يا محمد‏:‏ ‏(‏قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله‏)‏ ‏(‏الأنعام الآية 56‏)‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله ‏{‏أولو العزم‏}‏ قال‏:‏ هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال ‏{‏أولو العزم‏}‏ إسماعيل ويعقوب وأيوب، وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال‏:‏ ‏{‏أولو العزم‏}‏ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‏{‏فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل‏}‏ قال‏:‏ هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فهل يهلك إلا القوم الفاسقون‏}‏ قال‏:‏ تعلموا والله ما يهلك على الله إلا هالك مشرك ولى الإسلام ظهره أو منافق صدق بلسانه وخالف بقلبه‏.‏

وأخرج الطبراني في الدعاء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا طلبت وأحببت أن تنجح فقل‏:‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم الحمد لله، رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين‏"‏‏.‏