فصل: اليأس من الرحمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الأولى»**


الخوف

كيف يكون المرء قوي الإيمان

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏3942‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ كيف يكون المرء قوي الإيمان مطبقا لأوامر الله خائفا من عقابه‏؟‏

ج 2‏:‏ يكون ذلك بتلاوة كتاب الله ودراسته وتدبر معانيه وأحكامه، وبدراسة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة تفاصيل الشريعة منها والعمل بمقتضى ذلك والتزامه عقيدة وفعلا وقولا، ومراقبة الله وإشعار القلب عظمته، وتذكر اليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب وشدة وأهوال وبمخالطة من يعرف من الصالحين ومجانبة أهل الشر والفساد‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الامتناع عن الفاحشة خوفا من الله

السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم ‏(‏6375‏)‏‏:‏

س 11‏:‏ إذا دعت امرأة ذات جمال - فقط دعت - رجلا للحرام فأبى، هل يظله الله تحت ظله يوم لا ظل إلاظله‏؟‏

ج 11‏:‏ إذا دعته امرأة ذات جمال إلى الفاحشة فأبى خوفا من الله فقد فعل خيرا، وله الأجر من الله فضلا وإحسانا ولو لم تكن ذات منصب‏.‏ أما تقديره وبيان نوعه وكيفيته فإلى الله؛ لأنه من المغيبات التي استأثر الله بعلمها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ذكر منهم‏:‏ ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال‏:‏ إني أخاف الله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الخوف من غير الله

فتوى رقم ‏(‏6303‏)‏‏:‏

س‏:‏ إني أشغل منصب أو وظيفة معلم، أو كما نقول مدرس في التعليم الابتدائي، وإني أحمد الله على ما وهبني وإني جد مرتاح لهذه الوظيفة الشريفة، ولكن الشيء الذي أنا محتار من أجله هو أني أحاول أن أوحد الله سبحانه وتعالى وأن أخافه وحده لا ثاني معه، بل أرجو الله أن لا يكون هذا مني رياء إني أوحد الله وأخافه وأبحث في الأمور التي ترضي الله لأقوم بها، وعن الأمور التي تغضبه سبحانه لأبتعد عنها، وهمي الوحيد في هذه الساعة هو البحث عن الأمور التي أشرك فيها بالله لأبتعد عنها‏.‏

كما ذكرت أنا معلم أخلص في عملي والله أعلم، ولكن عندما أسمع بمجيء أحد المسئولين أعني‏:‏ مفتشا مكلفا بمراقبة تطبيق البرامج ومستوى الأطفال التعليمي وكل ما يتعلق بالقسم عند ذلك يرتابني خوف يشبه خوف المؤمن الواقف أمام ربه خوفا يشبه خوف الخائف من الله، يعني‏:‏ أشعر باصفرار يعلو محياي، إخوتي ألا تروني أشرك بخوفي هذا من هذا البشر الذي لا حول له ولا قوة، زد على هذا بشر لا يخاف الله‏.‏ إخوتي في الله انصحوني إلى الطريق السوي إن كان هذا يوقعني في الشرك بالله سبحانه وتعالى، إن الحسرة لتكاد تمزق أحشائي، وأزيدكم توضيحا هو أني أحاول أن أضاعف الجهود عندما أشعر بمجيء أحد المراقبين، انصحوني أرشدوني إلى الطريق السوي وجزاكم الله خيرا‏.‏

ج‏:‏ الخوف من الله من أفضل مقامات الدين وأجلها وهو من أجمع أنواع العبادة التي أمر الله سبحانه بإخلاصها له، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين‏}‏ ووعد سبحانه من حقق مقام الخوف منه بجنتين، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولمن خاف مقام ربه جنتان‏}‏ وأثنى على الملائكة بأنهم يخافون ربهم من فوقهم، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يخافون ربهم من فوقهم‏}‏ وغير ذلك من الآيات في القرآن كثيرة‏.‏

وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه ‏[‏فتح المجيد‏]‏ أن الخوف ثلاثة أقسام‏:‏

أحدها‏:‏ خوف السر‏:‏ وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره، كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام إنهم قالوا له‏:‏ ‏{‏إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ويخوفونك بالذين من دونه‏}‏ وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الأوثان يخافونها ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله، وهذا ينافي التوحيد‏.‏

الثاني‏:‏ أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس فهذا محرم، وهو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد، وهذا هو سبب نزول هذه الآية‏:‏ ‏{‏الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين‏}‏‏.‏

الثالث‏:‏ الخوف الطبيعي‏:‏ وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك فهذا لايذم، كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام‏:‏ فخرج منها خائفا يترقب الآية‏.‏

من هذا يظهر أن خوفك من المراقب من النوع الثالث ‏(‏الخوف الطبيعي‏)‏، فعليك بإخلاص العمل دائما سواء حضر المراقب أو لم يحضر، وأن تضاعف جهودك في تعليم الطلاب ما ينفعهم وتقوي إيمانك بكثرة قراءة القرآن وتدبره والعمل به وأداء الصلاة في وقتها وغير ذلك من شرائع الإسلام‏.‏ نسأل الله لنا ولك الثبات والتوفيق للعمل الصالح‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الأعمال التي تدخل الجنة

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏15561‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ أخاف من عذاب الله تبارك وتعالى ووعيده ولكن همتي في العمل ضعيفة جدا فعندما أقرأ في كتب علماء الأمة من السلف الصالح أجد أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يعملون في كل أبواب الخير وكانوا يبكون وينزلون أنفسهم منزلة العصاة فماذا أفعل حتى أدخل الجنة وأنجو من النار وأحشر مع الصالحين‏؟‏

ج 1‏:‏ الخوف من الله ومن وعيده وعذابه مما يحمد شرعا ومما يزيد العبد في تقوى الله فيبعثه على فعل أوامره واجتناب ما نهى عنه سبحانه وتعالى، فأخلص قلبك لله، واصدق في خشيتك منه؛ لتقوى عزيمتك على فعل الطاعة والبعد عن المعصية، وأكثر من قراءة القرآن مع تدبر واعتبار ليكون لك عظة ومنهجا، ومن القراءة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ‏]‏ لتتخذ لنفسك من عملهم أسوة وتسلك ما سلكوه من طرق الخير‏.‏

كتب الله لنا ولك التوفيق وقوة العزيمة في العقيدة والعمل الصالح‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الخوف من الله

فتوى رقم ‏(‏5265‏)‏‏:‏

س‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال‏:‏ اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال‏:‏ ما حملك على ما صنعت‏؟‏ قال‏:‏ خشيتك يارب، أو قال‏:‏ مخافتك فغفر له

ج‏:‏ أخرج الإمام البخاري في صحيحه باب الخوف من الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور، عن ربعي عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله‏,‏ فقال لأهله‏:‏ إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به‏,‏ فجمعه الله ثم قال‏:‏ ما حملك على الذي صنعت‏؟‏ قال‏:‏ ما حملني عليه إلا مخافتك‏,‏ فغفر له‏.‏

حدثنا موسى‏,‏ حدثنا معتمر‏,‏ سمعت أبي‏,‏ حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر‏,‏ عن أبي سعيد رضي الله عنه‏,‏ عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ذكر رجلا فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالا وولدا- يعني‏:‏ أعطاه- قال‏:‏ فلما حضر‏,‏ قال لبنيه‏:‏ أي أب كنت لكم‏؟‏ قالوا‏:‏ خير أب‏,‏ قال‏:‏ فإنه لم يبتئر عند الله خيرا- فسرها قتادة‏:‏ لم يدخر- وإن يقدم على الله يعذبه‏,‏ فانظروا إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني‏,‏ أو قال‏:‏ فاسهكوني‏,‏ ثم إذا كان ريح عاصف فاذروني فيها‏,‏ فأخذ مواثيقهم على ذلك‏,‏ وربي ففعلوا‏,‏ فقال الله‏:‏ كن فإذا رجل قائم‏,‏ ثم قال‏:‏ أي عبدي ما حملك على ما فعلت‏؟‏ قال‏:‏ مخافتك‏,‏ أو فرق منك‏,‏ فما تلافاه أن رحمه الله فحدثت أبا عثمان‏,‏ فقال‏:‏ سمعت سلمان‏,‏ غير أنه زاد‏:‏ ‏"‏فاذروني في البحر‏"‏‏,‏ أو كما حدّث‏.‏

فهذا الرجل حمله خوفه من الله وجهله بعموم قدرة الله على أن أوصى أولاده بما ذكر فرحمه الله وغفر له قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الحديث واحتجاج العلماء فيه‏:‏ ‏(‏فهذا الرجل كان قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم بعدما أحرق وذري‏,‏ وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك‏,‏ وهذان أصلان عظيمان‏:‏

‏(‏أحدهما‏)‏ متعلق بالله تعالى‏:‏ وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير‏.‏

‏(‏والثاني‏)‏ متعلق باليوم الآخر‏:‏ وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت ويجزيه على أعماله‏,‏ ومع هذا فلما كان مؤمنا بالله في الجملة ومؤمنا باليوم الآخر في الجملة‏,‏ وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت وقد عمل عملا صالحا وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح‏)‏‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

اليأس من الرحمة

رحمة الله بالعباد

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏7901‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ آية في القرآن الكريم يقول فيها المولى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم‏:‏ ‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا‏}‏ صدق الله العظيم

وبعض المفسرين يقول بهذه الآية‏:‏ إن الله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب بما فيها الشرك فهل المقصود هنا الشرك الأصغر أو الأكبر أو كلاهما‏؟‏

ج 3‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم‏}‏ نهي منه لعباده أن ييأسوا من رحمته‏,‏ ووعد أكيد منه سبحانه بأنه يغفر الذنوب جميعا‏,‏ صغيرها وكبيرها‏,‏ وما كان شركا أصغره وأكبره لمن تاب منها‏,‏ فهي عامة في كل ذنب لمن تاب منه‏,‏ كما قال تعالى‏:‏ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

التوكل

حديث اعقل ناقتك وتوكل

فتوى رقم ‏(‏ 598‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن جماعة من طلبة العلم مر عليهم في قراءتهم في حديث أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أعقل وإلا أتوكل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اعقل ناقتك وتوكل على الله‏"‏، لكن قال أناس إن هذا الحديث ليس بثابت، أرجو الإفادة، هل هو صحيح أم لا‏؟‏

ج‏:‏ روى الترمذي في سننه من طريق أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل‏؟‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ اعقلها وتوكل ثم ذكر الترمذي عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال‏:‏ وهذا عندي حديث منكر‏,‏ ثم قال الترمذي‏:‏ وهذا غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه‏,‏ قال الترمذي‏:‏ وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا‏.‏ وقد ذكر الحافظ الهيثمي في كتابه ‏[‏مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‏]‏‏,‏ في الجزء العاشر منه- تحت عنوان‏:‏ باب قيدها وتوكل- الحديث الذي أشار إليه الترمذي‏,‏ فقال‏:‏ عن عمرو بن أمية أنه قال‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أرسل راحلتي وأتوكل‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل قيدها وتوكل رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما‏:‏ عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري‏,‏ ولم أعرفه‏,‏ وبقية رجاله ثقات‏.‏ وذكر في الجزء العاشر أيضا- تحت ترجمة‏:‏ باب التوكل وقيدها وتوكل- ما يأتي‏:‏

عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أرسل راحلتي وأتوكل‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل قيدها وتوكل رواه الطبراني من طرق‏,‏ ورجال أحدها رجال الصحيح غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة‏.‏

وذكر السيوطي في حرف الهمزة من كتابه ‏[‏الجامع الصغير‏]‏- الحديث رواه الترمذي‏,‏ ورمز له بعلامة الضعف‏.‏

وخلاصة القول‏:‏ أن في الحديث مقالا ولكن معناه صحيح، لأنه قد ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله‏,‏ فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكل على الله فهو مشرك‏,‏ ومن توكل على الله وألغى الأسباب فهو جاهل مفرط مخطئ‏,‏ والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

حقيقة التوكل على الله

فتوى رقم ‏(‏2798‏)‏‏:‏

س‏:‏ ليس من التوكل على الله أن تقذف بنفسك في حوض السباحة وأنت لا تعرف العوم أو تخاطر بنفسك في حركة رياضية لم تتدرب عليها أو تدع كللتك في زمن البعوض وترقد خارج الغرفة أو تترك استعمال قاتل الحشرات وأنت داخل الحجرة تعرض نفسك للحمى أو تترك قمطرك ‏(‏درجك‏)‏ مفتوحا دون إغلاق فتضيع محتوياته‏,‏ فما هي حقيقة التوكل على الله‏؟‏ نرجو الإفادة مع جزيل الشكر‏.‏

ج‏:‏ التوكل على الله تفويض الأمر إليه تعالى وحده وهو واجب‏,‏ بل أصل من أصول الإيمان، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين‏}‏ وهو من الأسباب المعنوية القوية لتحقيق المطلوب وقضاء المصالح‏,‏ لكن على المؤمن أن يضم إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى‏,‏ سواء كانت من العبادات‏,‏ كالدعاء والصلاة والصدقة وصلة الأرحام أم كانت من الماديات التي جرت سنة الله بترتيب مسبباتها عليها كالأمثلة التي ذكر السائل في استفتائه ونحوها‏;‏ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير المتوكلين‏,‏ وكان يأخذ بالأسباب الأخرى المناسبة مع كمال توكله على الله تعالى‏,‏ فمن ترك الأسباب الأخرى مع تيسرها واكتفى بالتوكل فهو مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمى توكله‏:‏ عجزا لا توكلا شرعيا‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

قول توكلت على الله ثم عليك

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏3571‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإسلام‏,‏ وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي‏؟‏

ج‏:‏ يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك‏,‏ فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه‏,‏ فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون‏,‏ والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه‏,‏ فالله له مشيئة والعبد له مشيئة‏,‏ ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما‏}‏ وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك‏,‏ فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنكم تشركون تقولون‏:‏ ما شاء الله وشئت‏,‏ وتقولون‏:‏ والكعبة‏,‏ فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا‏:‏ ورب الكعبة‏,‏ وأن يقولوا‏:‏ ما شاء الله ثم شئت‏.‏ وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله وشاء فلان‏,‏ ولكن قولوا‏:‏ ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به‏,‏ لأن القوي من أسماء الله عز وجل‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

الخوف من المرض

السؤال الثامن من الفتوى رقم ‏(‏7804‏)‏‏:‏

س 8‏:‏ أحيانا أتخوف من المرض فما الواجب علي عمله‏؟‏

ج 8‏:‏ ثق بالله وتوكل عليه واسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة وتزود من الأعمال الصالحة لآخرتك واجتنب أسباب الأمراض واتصل بالأطباء في المستشفيات العامة أو العيادات الخاصة وسلهم عما بدا لك في ذلك‏,‏ والله المستعان‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

حديث لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏9580‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ أريد شرحا وافيا لهذا الحديث حتى نفهمه الفهم الصحيح‏:‏ ‏"‏لو تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا‏"‏‏؟‏

ج 6‏:‏ الحديث عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم‏,‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

حقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة‏.‏ ومعنى الحديث أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادا كليا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب‏,‏ كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح‏,‏ وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير‏,‏ وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل‏,‏ فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به‏,‏ قال تعالى‏:‏ واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل‏,‏ فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا‏,‏ بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود